رواية وجوه في العتمة الفصل الرابع عشر 14- بقلم منة ممدوح
قبل ما يتجه لعزيز كان فارس وعايد مسكوه وهما بيحاولوا يخلوه يرجع عن اللي في دماغه في حين كان هتف فارس_اهدى ياخوي هتودي حالك في داهية، إحنا قدام القسم!
ولكن عامر مكانش شايف قدامه غير استغلاله ليقين وتدميره لشغله، فزق فارس وعايد فعنف ولكن كانوا قدروا يجذبوا السلاح منه، رمقهم بنظرة قاتلة وبعدين اتجه ناحية عزيز اللي كان واقف بيحرك سلسلة في إيده وهو بيبتسم بسخرية، قرب منه عامر وبدون تردد كان لكمه بعنف بقبضته، وبعدين مسكه من تلابيبه وهو بيصرخ فيه_هقتلك يا عزيز
هجيب اجلك في إيدي
وفلحظات اتملى المكان بالفوضى من رجالة عزيز ورجالة عامر، معركة طاحنة بينهم في حين كان فارس وعايد وولاد عمه كانوا بيحاولوا يفضوا الاشتباك، ولكن عامر كان الغضب عاميه، قدر يسدد لعزيز لكمات متفرقة بس بصعوبة لإن رجالته واخواته بيمنعوه، ده غير رجال الشرطة اللي جريوا يفضوا اللي بيحصل ده
ووسط الجلبة والصياح اتجمدوا كلهم على صوت طلق ناري في الهواء، اتعدل عامر وعزيز وهما بيبصوا لمصدر الضرب فلقوه من ضابط شرطة برتبة مقدم، اللي نزل من على سلالم القسم وهو بيصرخ فيهم_إيه!
فاكرين نفسكوا في زريبة!
شوية بهايم ماسكين بعض طحن ومش مراعيين إنكوا وسط الحكومة
أنتوا فاكرينها سايبة ولا إيه؟!
قرب منه صالح وهو بيحاول يلطف الأمور عشان ميحصلش مشكلة وقال_يا سيادة المقدم هذا بس سوء تفاهم و….
قاطعه الضابط لما رفع كفه في وشه، فسكت صالح على مضض وهو بيرمقه بنظرات مغتاظة، في حين وجه الضابط كلامه للعساكر بتاعته وهو بيقول بأمر وصوت جهوري_لمولي كل اللي كانوا بيتخانقوا دول واحد واحد وحطوهملي في الحجز
قرب غالب وهو بيقول بتوسل_يا باشا…
_ولا كلمة زيادة
صرخ بيها الضابط بعنف، في حين كمل_عشان تبقوا تحترموا نفسكوا بعد كده
إحنا مش في غابة!
اتوجه الضباط بالفعل وابتدوا يفصلوا بينهم، وجه عامر نظره لعزيز اللي كان وشه اتملى بالكدمات، ورفع ايده في وشه وهو بيقول_مش هعتقك يا عزيز
صدقني مش هعتقك غير لما اطلع روحك في إيدي
ابتسم باستفزاز ورد_مستنيك يا عامر
وبالفعل الضباط أخدوهم كلهم ما عدا غالب ومرزوق وصالح اللي كانوا بعيد عن المشكلة لإن سنهم ميسمحش
دخلوهم للقسم وفصلوا بينهم، كان عامر وولاد عمه كلهم ورجالته في زنزانة، وعزيز ورجالته في زنزانة تانية.
فضل عامر يلف حوالين نفسه وهو بيمسح وشه من حين لآخر بعصبية، كان صوت نفسه عالي ووشه شديد الاحمرار من الانفعال، أما اخواته وولاد عمه فكانوا قاعدين وهما بيبصوله بصمت
لحد ما اتكلم حسن_كان لازم تمسك حالك شوي ياخوي
أهو عزيز دلوقت وصل للي كان عايزه
فأيده زايد وقال_ كان عارف إنه لو جه هتصير مشكلة قدام الحكومة وهنتاخد كلنا وأهو قدر يستفز عامر
ضم فارس قبضته وهتف_البجح جاي هنا برجليه بعد ما بلغ عننا
وديني ما هسيبه، هسفلت وشه وأخليه عبرة!
فسأل عايد وهو بيزفر بنفاذ صبر_طب والعمل
كيف هنخرج؟!
رد خالد بأمل_أبوي وعمي برا
أكيد هيتصرفوا ويطلعونا من هنا في أسرع وقت
نقل فارس نظره على عامر اللي كان باين عليه الهم والضيق لدرجة مشاركهمش في النقاش، فاتحامل على نفسه وقام وراح ربت على ضهره بدعم، اتلفت ليه عامر وهو بيبصله بعجز، في حين قال فارس_هون على حالك ياخوي
متشيلش حالك الهم، عزيز يستاهل اللي صارله، وإحنا هنطلع من هنا ما تقلق
هز عامر راسه وهو بيحاول يبتسم على قد ما يقدر،
وقعت عيون فارس على إيد عامر اللي فيها دم، فمد إيده ومسك كفه ولقاه مجروح فهتف بخضة_إيدك مجروحة ياخوي!
جذب عامر إيده بسرعة وضمها ليه وهو بيقول بجمود حاول يتصنعه_ما تقلق حاجة بسيطة مش مستاهلة
سكت وهو بيبصله بتعجب، أما عامر فرفع إيده وبص على الجرح اللي بيفكره بيها ولقى نفسه بيبتسم
كانت على وشك طعنه للمرة التانية بدون تردد!
النمرة الشرسة!
لقى نفسه بيرددها جوا دماغه وهو بيهز راسه بقلة حيلة
اتلفت فارس حواليه واتأكد إنهم مشغولين، فمال ناحيته وهو بيهمس_وش هتسوي مع مرتك؟
اتمسحت ابتسامة عامر بسرعة وبصله بعجز ورد_مش عارف يا فارس
مش عارف!
هي اتصرفت بغباء، كانت فاكرة نفسها بتنتقم لجوزها الملعون اللي الله يجحمه
فسأل فارس بتعجب_مقولتلهاش على الحكاية من الأول ليش ياخوي
أنا فكرتك معرفها!
سكت عامر ومقدرش يرد، هو بالفعل مش عارف ليه مقالش ليها من الأول، يمكن عجبه تحديها ليه؟
حس بالانتشاء من نظرة الغضب والقوة اللي كانت في عينيها؟
حب تصرفاتها الثائرة؟
أو يمكن خاف على مشاعرها؟!
لاحظ فارس صمته اللي أكدله إن فيه حاجة مش طبيعية، ولكن اللي مش هيقدر ينكره هو إنه لاحظ نظرات إعجاب عامى ليقين..
****
كانت ما زالت على حالتها من ساعة ما سابها، دموعها بتنزل بغزارة، بتعيد كل ذكرياتها مع يوسف من بداية تعارفهم لحد يوم ما اكتشفت إنه مات
كلامه
حنيته
وعوده
خناقاتهم اللي كانت بسبب خوفها عليه
وخناقتهم لما أجبرها تنزل جنينها
وترجع تفتكر الصور والورق اللي شافتهم ليه اللي بتدينه.
اتفتح باب غرفتها في الوقت ده بعنف وطلت منه فاطمة بهمجية اللي كانت بتصرخ_أنتِ فين
أنتِ فين يا جلابة المصايب!
مكلفتش نفسها حتى إنها تتعدل، مهتمتش، كان بالها مشغول باللي وقعت نفسها فيه عشان شخص اكتشفت إنها متعرفهوش في النهاية، دخلت فاطمة ووراها زوجات ولادها وبنتها وليلى اللي وقفوا يتابعوا اللي بيحصل من على الباب، فهجمت عليها فاطمة اللي كانت ملامحها مشتعلة، وجذبتها من إيديها بعنف خلتها اتعدلت وهي بتصرخ_قـومـي
هي كانت تكية اللي جـابوكـي!
رفعت يقين عيونها المدماة ليها، وجذبت إيديها وهي بتقول بضيق_عايزة إيه؟!
لوت فاطمة بوقها بسخرية وصرخت_عاوزة إيش؟
عاوزة سلامتك يا نور عيني!
قلبت يقين عينيها بملل، ولكن انتفضت لما فاطمة قبضت على دراعها بعنف وهي بتزعق بعصبية مفرطة_أنا عارفة إنك أنتِ اللي ورا اللي صار
عارفة إنك روحتي اتفقتي مع الكلب اللي اسمه عزيز ونقلتيله اللي بيصير في البيت يا ملعونة
أنتِ اللي ولادي اترموا في الحبس بسببك!
سكتت يقين ومردتش كانت بلا روح تمامًا ودي حاجة عصبت فاطمة أكتر، ولكن اللي لفت انتباهها هي جملتها عن إنهم في الحبس
معقولة خطتها مشيت زي ما عايزة واتحبسوا؟!
جت عهود في الوقت ده وحاولت تبعد أمها وهي بتقول_ما يصحش كذه ياما، هذي مرات عامر مهما يصير!
صرخت فيها فاطمة بجنون_اسـكـتـي مـسمعش حسـك!
مرات مين؟!
هذي عمرها ما تكون مرت ابني
الملعونة هذي المفروض ندفنها حية!
رجعت جذبت يقين اللي اتأوهت بألم وصرخت بحدة_انطقي!
أنتِ اللي اتفقتي مع عزيز ولا لا!
رفعت يقين عيونها ليها اللي اتملت نظرات متعجبة من سؤالها، في حين كملت فاطمة من بين أسنانها_انطقي يا ملعونة
إن كنتي ألفتي كذبة خليتي عامر يصدقك بيها فأنا عمري ما هصدقك
أنا متأكدة إنك ورا اللي صار
ورحمة أبوي لأكون دفناكي هنا!
ولكن عهود رجعت تجذب فاطمة وتحاول تخرجها بالإجبار وهي بتقول_يلا ياما كفاية فضايح، عامر قال مالها ذنب وما سوت شي
خلاص كفاية اتركيها
وبالفعل قدرت عهود تجبرها تمشي معاها وسط اعتراض فاطمة اللي كانت بتهتف وعيونها مصوبة على المصدومة اللي قدامها_اقسم بالله ما هعتقك يا شيطانة
أنا هعرفك مين هي فاطمة الزيات كويس
مش هرحمك يا ملعونة!
خرجوا كلهم من الغرفة إلا ليلى اللي فضلت تبصلها بنظرات متفحصة على حالتها اللي كانت مزرية، وفي النهاية قاومت رغبتها ونزلت وراهم هي كمان، أما يقين فكانت مكانها على السرير، في حالة دهشة متملكاها
معقولة مقالهمش إنها اللي عملت كده؟!
معقولة دارى عنها!
حست راسها بتشتعل من التفكير
مش لاقية سبب لإنه ميقولهمش
كان في إيده ينتقم منها ويسيبها ليهم خاصة وإن فاطمة منتظرة إشارة بس عشان تقتلها بلا تردد
ولكنه معملش كده ومقالش إنها ورا اللي حصل!
قامت اتحاملت على نفسها وبصت على صورتها في المراية، كانت باهتة وشاحبة، فاقدة للحياة في حالة مزرية، عيونها حمرا وارمة
فضلت واقفة مكانها وهي ثابتة، لحظات وابتسمت وهي بتبص لنفسها بسخرية ونظرات استحقار، وبعدها اتجهت للبلكونة، شافتهم واقفين في بهو البيت، باين عليهم القلق، في حين كان غالب بيطمن فاطمة وهو بيقول_ما تشيلي هم يا مرات أخوي
هما هناك عشان اتشاجروا بس قدام القسم والضابط حب يأدبهم
فقالت فاطمة من بين أسنانها_كله من الملعون عزيز
أنا هعرف أربيه هو وأبوه الناقص كيف!
لوهلة لقت يقين إن الأنظار بتتجهلها، ولكنها مكانتش خايفة، فضلت واقفة مكانها شوية، وبعدها اتلفتت ودخلت قفلت بلكونتها ونامت على السرير على ضهرها وهي باصة للسقف بصمت..
****
أشعة الشمس المسلطة على وشها اعاقت نومها اللي غرقت فيه في بدايات النهار بالعافية، رفعت إيديها ومسحت على وشها بضيق، واتلفتت بعيونها الناعسة ناحية البلكونة، سرعان ما اتنفضت وهي بتتعدل بخضة، لما وقعت بعيونها على اللي كان قاعد على الكرسي قدام السرير، حاطت رجل على رجل بأريحية وساند دقنه على قبضته
بصت حواليها باستغراب وبعدين بصتله وهي بتقول متحشرج من النوم_أنتَ..
أنت بتعمل إيه هنا؟
مردش عليها وفضل باصصلها بصمت، فشالت الغطا من عليها ونزلت رجليها على الأرض، عدلت خصلاتها الثائرة بإرهاق وقالت_أنتَ خرجت ازاي
مش كنت محبوس؟
نزل رجله واتعدل وهو بيميل وقال_زعلتي إنك شوفتيني لسة برا؟
ولا زعلتي عشان كنتي فكرتي حالك خلصتي مني؟
سكتت وهي بتضم شفايفها ومردتش، ولكنها حاشت بنظرها عنه وهي بتقول بتوتر_مقولتش لأمك عني
أقصد
معرفتهمش إن أنا اللي اتفقت مع عزيز
عجز هو عن الرد، ولكن في النهاية رفع راسه وحافظ على نظراته الجامدة وقال_ملقتش عقاب أحلى من إنك تعرفي حقيقة اللي كان جوزك
رفعت عيونها ليه في الوقت ده اللي اتملت بالدموع وحملت نظرة متألمة، اتحشرج صوتها وهي بتقول_كان عندك حق
بصلها بتعجب، فمسحت هي دموعها اللي نزلت غصب عنها ورفعت وشها وهي بتقول_كان عندك حق وأنتَ بتقول إن أنا مغفلة
أنا أكبر مغفلة فعلًا
عيشت سنتين مع واحد مدعي الفضيلة، خدعني وخلاني كنت هضحي بحياتي عشان انتقمله، وفي الآخر هو اللي كان موقع نفسه في ده بإرادته!
لوهلة عجبه الكلام، بعد ما حس إنها بقت كارهة جوزها ومش متقبلاه، ولكن العجز اللي كانت فيه والخذلان كانوا مسببين غصة في قلبه، ولكنها كملت بقوة_ولكن أنتَ برضه مش ملاك يا عامر
كنت بتتكلم عن يوسف إنه بيساعد في تجارة السلاح والمخدرات في البلد
وبالنسبة ليك أنتَ؟
بتتاجر في البرتقان مثلا؟
ما أنتَ متقلش عنهم في حاجة
مغموس في نفس المستنقع القذر اللي هو كان فيه!
اتجهمت ملامحه واتملت بالضيق، قام وقف وقرب منها، فضلت هي قاعدة مكانها وبصتله من تحت لما وقف قدامها، فاتكلم هو_متشبهينيش بيهم
أنا عمري ما اتاجر في السم هذا
وبالنسبة للأسلحة فأنا بتاجر بيها برا مصر، ببعتها للدول اللي فيها حروب، أو عامة أي دول برا مصر
إنما أنا مبشتغلش في التهريب جوا بلدي
كانت بصاله بصدمة من بجاحته، سرعان ما انفلتت عنها ضحكة بعد ما ساهم في انفلات أعصابها، وقف هو يبصلها بتعجب، فاتكلمت هي بسخرية_قالوا يا فرعون إيه فرعنك قال ملقتش حد يلمني!
رفع حاجبه وهو بيرمقها بنظرات مشتعلة من استهزائها بيه، قامت وقفت فكانت على مسافة قريبة منه، بصت لعيونه مباشرة بنفس نظرات الكره ورددت من بين أسنانها_أنتَ متقلش عن وساخة يوسف وعزيز في حاجة، يمكن أنتَ أقذر منهم عشان بتبرر الغلط!
ضحكت وهي بتلف وشها وبتقول بتريقة_قال مبتاجرش في بلدي!
شبك عامر إيديه ورا ضهره، وقال_افهم من كذه إنك هتكملي في اللي بتعمليه؟!
رجعت بصتله وبقوة قالت_أنا صحفية يا عامر، يعني مهنتي هي إني أكشف عدمات الشرف اللي زيك!
مال ناحيتها وهو بيهمس باستفزاز_قصدك صحفية مشطوبة من النقابة
ومفصولة من الجريدة
حست هي بإنها اتجمدت من إهانته، ولكن كلامه مزادش إلا اشتعالها، فبغل قالت_طب ما حلو أهو
طلعت عارف
زي ما عارف إنك أنتَ السبب في كل ده
أظن ده سبب كافي يخليني أنتقم منك ولا إيه؟!
ابتسمت وهو بيتأملها من فوق لتحت، رفع إيده وقربها من وشها قاصد يلمسها، ولكنها نفضت إيده بعصبية، حس هو بتسلية وقال_مشكلتك يا صحفية إنك بوق على الفاضي
وبعدين يرضيكي الناس يقولوا فضحت جوزها بعد قصة الحب العظيمة اللي كانت بينهم؟
فضلت بصاله بعيون اتجمدت الدموع فيهم، فهمس وهو بيبص في عيونها مباشرة_أنتِ بقيتي مراتي يا يقين
اقبلي بهذا
عشان مش هتخرجي من الدار هذا غير على قبرك
حست هي بالقهر فقالت بوعيد_يبقى متلومنيش على اللي هعمله بعد كده يا عامر
طول مانا عايشة هفضل أحارب عشان أخرج من سجنك
مش هستسلم لإني أبقى مع واحد زيك!
ابتسم بعبث وهو باصص لعيونها اللي كانت مشتعلة بتحدي، وبعدين سابها واتحرك عشان يخرج وهو بيقول_أنا واقف برا
غيري هدومك وتعالي، هتفطري معانا تحت اليوم
استنكرت الأمر وهتفت_هفطر مع مين؟
استحالة طبعًا!
اتلفت قبل ما يقفل الباب وقال بلهجة لا تقبل النقاش_عشر دقايق بالضبط وهتلاقيني فاتح الباب
يا تنزلي بإرادتك يا أجرك على تحت، كيف ما تحبي.
قفل الباب وسابها تدبدب على الأرض برجليها وهي بتزمجر بغضب رهيب، دخلت الحمام وغيرت هدومها، وبالفعل بعد عشر دقايق كانت نازلة قدامه على تحت
رغمًا عنه كان عيونه مسلطة عليها، مظهرها بالزي التقليدي بتاعهم كان عاجبه بشكل ملحوظ، ده غير خصلاتها البنية اللي سايباهم على ضهرها
زفر بضيق ولقى نفسه بيقول غصب عنه_يعني مكنتيش عارفة تستري شعرك هذا!
اتلفتت ليه وبحدة قالت_ملكش دعوة
خليك في نفسك!
رمقها بحدة ونظرات تحذيرية، فرجعت تنزل هي بصمت وهي رافعة فستانها عشان متقعش بيه
اتجمدت نوارة وراوية اللي كانوا شايلين الاطباق بمجرد ما شافوهم نازلين مع بعض واتوسعت عينيهم وهما بينقلوا نظراتهم بينهم هما الاتنين
حست يقين بالارتباك
هي مكانتش عايزة تشاركهم أي حاجة
ولكن خافت منه رغمًا عنها خاصة بعد ما حاول قتلها امبارح، مش ناسية وقت ما طبق على رقبتها أو السلاح اللي صوبه عليها ونظراته المرعبة
ولكن رغمًا عنها خففت من خطواتها بإرتباك فشاورلها تمشي بتشجيع ووراهم راوية ونوارة اللي مالت على سلفتها وهي بتقول_باينها هتولع ولا إيش!
فردت راوية وهي بتحرك شفايفها للجهتين_هي والعة لوحدها من غير شي!
دخل عامر وهو بيرمي السلام، فردوا كل الموجودين وقالت فاطمة بابتسامة_ما ريحتلكش شوية ليش يا حبيبي أنتَ يدوبك لسة جاي؟!
اتجه ناحيتها وطبع قبلة على مقدمة راسها وقال_ما تقلقي ياما أنا بخير
التفتوا كلهم على هتاف جواد المتحمس بعد ما نزل من على كرسيه وجري على اللي كانت واقفة متجمدة_مـامـا يقين!
ضمها بعنف بحب طفولي، ففضلت هي تنقل نظراتها عليهم بارتباك، ورفعت إيديها تربت على ضهره جواد، في حين اشتعلت عيون فاطمة بغل أول ما شافتها
بعد عنها جواد وقال_هتاكلي معانا اليوم يا ماما؟!
هزت راسها مع ابتسامة خفيفة، في حين وجهت فاطمة كلامها لعامر وهي بتقول_هذي الملعونة وش بتسوي هنا؟!
وجهتلها يقين بنظرات مليانة ضيق، اتعدل عامر وقال_تعالي يا يقين أقعدي
مال فارس عليه في الوقت ده وسأل بتعجب_وش بتسوي ياخوي كإنك بتحط النار جنب البنزين؟!
ولكنه مهتمش لكلامه وبنبرة أعلى قال_تعالي يا يقين!
_تيجي لوين؟!
هتفت بيها فاطمة باعتراض، في حين كملت وهي بتشاور ليها باحتقار_انجري على غرفتك مفيش طفح معانا
كإنك فاكرة حالك واحدة مننا!
مقدرتش يقين تسكت وردت بنزق_قولتلك عمري ما أكون واحدة منكوا
وبعدين قولي لابنك هو اللي جايبني هنا بالعافية!
وإلا غير كده مكنتش هبقى ميتة على إني أقعد معاكوا على سفرة واحدة!
_يـقيـن!
هتف بيها عامر بتحذير وكمل بأمر وهو بيشاورلها بعينيه_تعالي اقعدي قولتلك
ولكن استنكرت فاطمة وقالت_ارجعي لغرفتك مفيش طفح هنا
_ياما!
قالها بعصبية، فردت وهي بتبصله بعند_قولت لا يا عامر
مش هقعد مع هذي الملعونة على ترابيزة واحدة
كفاية إنها راحت حطت إيديها في إيد الرشايدة
زفر بنفاذ صبر وقال_قولتلك مالها دخل وما اتفقتش مع حد
_وأنا بقولك هي اللي اتفقت مع عزيز
_يوووه!
هتف بيها عامر بعصبية وهو بيضرب بإيده كوباية الماية والأطباق اللي قدامه بعصبية فوقعوا على الأرض واتكسروا مصدرين صوت عالي خلى يقين تنكمش على نفسها بخضة
قامت راوية ونوارة في الوقت ده وخدوا الاطفال اللي ذعروا ومنهم جواد ودخلوهم جوا
في حين كان عامر بيتنفس بعصبية شديدة وهو مصوب نظره على أمه اللي رفعت راسها باستنكار لتصرفه، فقام وقف وهو بيقول من بين أسنانه_قولتلك يقين مالها دخل ياما!
ويقين مرتي هتقعد معانا كيفها كيف نوارة وراوية!
ولكن فاطمة قالت بحزم_عمرها ما تكون كيف نوارة وراوية
متقارنهمش بيها
دخلت ليلى في الوقت ده وبصت للي بيحصل بتعجب، وثبتت نظراتها على يقين اللي كانت واقفة، فاتكلم عامر بحزم ونبرة متقبلش أي نقاش_يقين حاملة اسمي، حطي هذا الكلام جوا عقلك
يعني مراتي وهتبقى أم لأحفادك في المستقبل اتعودي على وجودها قدامك من دلوقت!
شهقت كلًا مين ليلى ويقين اللي حست وكإن دلو من المياه البارد نزل على راسها زي صفعات
في حين اتجمد فارس وعايد من كلامه اللي مكانش بيحمل أي هزار بل كانت نظراته بتأكد اللي اتفوه بيه
وكل الاسئلة اللي في بالهم كلهم دلوقتي
معقولة هيخليها مراته فعلًا؟!
يتبع…..
- يتبع الفصل التالي اضغط على (وجوه في العتمة) اسم الرواية