رواية الخادمة التي الفصل الرابع عشر 14 - بقلم اسماعيل موسى
الخادمه_التى
١٤
عندما تتعطل الصفقات تظهر المشكلات داخل الشركات، تيمور كان عصبى جدا، فهو غير مستعد لفقد الصفقه مهما حدث
شكل لجان فحص وتدقيق، استأجر مهندسين من خارج الشركه، ظهرت بعض الأسباب المرجحه للتأثير على جودة المنتج فى المكونات او فى الآلات وكان التخلص منها يحتاج بعض الوقت والتكاليف...
فى مرحله ما لابد أن تمضى الحياه بكل شخص نحو وجهته
كانت بتول تتمتع بالحماسة والمثابرة، البرنامج الذى وضعته لنفسها، الاستيقاظ باكر، الركض، العمل، المذاكره، كورسات اليوتيوب، تفعل كل ذلك بصبر، كائن فى منتهى الخفه يعيش بين الناس لكنه غير ملحوظ، غير مهتمه بما يحدث فى الشركه فهى مجرد موظفه، سكرتيره تحديدا تفعل المطلوب منها لازياده ولا نقصان
رغم كده لما كانت تلمح ألحزن والهم والشرود كانت بتحس بالزعل
كانت عايزه تتكلم معاه وتهديه وتطمنه
لكن يمكن القول ان بتول لديها مشكله فى التعبير عن أفكارها
وان كلماتها تميل إلى الوقوف طريقها
وكل ما حاولت تتكلم مع تميور مش بتقدر، كانت عارفه انها هتبوظ الدنيا، او ان الامر سوف ينتهى بتعنيف وصراخ تيمور فى وجهها وربما يحرجها ويصرخ ملكيش دعوة
فى وقت البريك خرجت بتول تاكل فى الجنينه الساندوتشات إلى بتحضرها بنفسها فى البيت وهى قاعده فى امان الله
لقيت تميور خارج من الشركه ولما شافها مشى ناحيتها وقعد جنبها
ازيك يا بتول؟
الحمد لله تيمور بيه كويسه
سيبك من تيمور بيه دى يا بتول احنا لوحدنا
شعرت بتول بالحزن فى نبرة تيمور، مالك فيه ايه؟
مفيش شوية مشاكل فى الشركه مش عارف اخلص منها
وضع تيمور دماغه بين اديه، مصيبه كبيره لو الصفقه باظت
انا ما صدقت اخلصها، وواخد قروض من ألبنك بضمان الصفقه
بتول ان شاء الله كل حاجه هتبقى كويسه
تبقى كويسه ازاى بس وكل اللجان مش عارفه المشكله فين
تيمور هو انا ممكن اطلب منك حاجه من غير ما تزعق او تحاول تهينى
تيمور اتفضلى
بتول انا عايزه أشارك فى التحقيق ده اعتقد انى ممكن الاقى الحل
تيمور يا بتول دى مش لعبه، دا منتج ومحتاج متخصصين
انت مش هتخسر حاجه يا تيمور لو وافقت
تميور بلا اهتمام ماشى
لكن انا عندى شرط يا تيمور
شرط ايه يا بتول
لو حليت المشكله هتطل تسخر منى وتعاملنى كويس
تيمور دا لو انتى حليتى المشكله انا هشيلك فوق دماغى
اتفقنا همست بتول بخجل وهى بتتأمل ملامح تيمور التعيسه
بعد ما تيمور ما مشى، خرجت بتول الأوراق إلى كانت شغاله عليها
الدارسات التى كانت شغاله عليها بقالها مده طويله وتتبع خط سير الإنتاج
المنتج تدهور على فترات مش مره واحده دا كان واضح من ردود أفعال المشترين
ودا اللغز إلى كانت شغاله عليه بتول، نزلت بتول منطقة الإنتاج وطلبت الأوراق الخاصه بالمنتج
ملفات وأوراق كتيره جدا اخدتها مكتبها وسط نظرات السخريه من المهندس ناجى والعمال
فى مكتب السكرتاريه فرشت الأوراق قدامها ولما صوفيا سألتها كدبت عليها
قالت دى مهمه كان طالبها منها تيمور عدى اليوم بسرعه
انا ماشيه يا بتول هتيجى معايا اوصلك فى طريقى
لا انا هقعد شويه لازم اخلص الشغل إلى معايا
رحل موظفى الشركه واحد ورا التانى
جلست بتول في مكتبها بهدوء محاطة بكومة من الأوراق والملفات كانت تعلم أن نظرات السخرية من المهندس ناجي والعمال تعكس شكهم في قدرتها على حل المشكلة، لكنها لم تهتم، كانت ثقتها قائمة على شيء واحد: قدرتها على رؤية الأنماط وسط الفوضى.
بدأت بتول بمراجعة تقارير الجودة والتقييمات الواردة من العملاء خلال الأشهر الماضية، لاحظت نمطًا غريبًا: المنتجات التي تم تصنيعها في فترات معينة كانت تحصل على تقييمات أقل من غيرها، قررت أن تتحرى عن سبب هذا التفاوت.
فتحت الملفات التي تحتوي على تفاصيل توريد المواد الخام، وبدأت في تحليل البيانات كانت هناك فواتير شراء من موردين مختلفين، وعند التدقيق، لاحظت شيئًا غير طبيعي، بعض المواد الخام التي وصلت خلال الأشهر الماضية كانت من مورد جديد وغير مألوف.
"غريب... لماذا لجأوا إلى هذا المورد؟"، فكرت بتول.
انتقلت إلى مقارنة الخصائص الكيميائية والفيزيائية للمواد الخام من الموردين المختلفين، استعانت بقاعدة بيانات الشركة لتجد أن المواد الجديدة كانت أرخص بكثير، لكنها أقل جودة بشكل واضح،المواد الأصلية كانت تتمتع بخصائص تجعلها تتحمل الضغط العالي وتدوم لفترات أطول، بينما المواد الجديدة كانت تُظهر ضعفًا في نفس الاختبارات.
تأخر الوقت الساعه تعدت الحادية عشر ليلآ، غادرت بتول المكتب وفى طريقها لاحظت حاجه غريبه، انه فيه شخص بيراقبها من بعيد، حست بتول بالخوف وقفت تاكسى وهربت من المكان
اليوم التالى فى الشركه ، لم تكتفِ بتول بالبيانات النظرية،طلبت عينات من المواد الجديدة والقديمة، وذهبت إلى قسم الفحص في المصنع، حيث أجرت اختبارات بنفسها، وضعت العينات تحت اختبار التحمل الحراري والضغط الميكانيكي، كما توقعت، انهارت المواد الجديدة تحت نفس الظروف التي اجتازتها المواد الأصلية بسهولة.
بعد ساعات من العمل الدؤوب، اكتشفت بتول السبب الحقيقي وراء تدهور جودة المنتج: الشركة قررت استخدام مواد خام منخفضة الجودة لتوفير التكاليف هذه الخطوة، رغم أنها قللت النفقات على المدى القصير، كانت تدمر سمعة المنتج وتؤدي إلى خسائر أكبر على المدى الطويل
عادت بتول إلى مكتبها على وجهها ابتسامه، اخيرا هتنال الاهتمام والتقدير إلى تستحقه ، بدأت في كتابة تقرير شامل
لم تكتفِ بالإشارة إلى المشكلة، بل قدمت حلولًا عملية:
1. العودة إلى المورد الأصلي رغم ارتفاع تكاليفه، لأن الجودة التي يقدمها هي ما يميز المنتج.
2. تحسين عمليات فحص المواد الخام عند استلامها لضمان عدم تكرار المشكلة.
3. وضع نظام رقابة أكثر دقة على خط الإنتاج لضمان توافق المنتج النهائي مع المواصفات.
فكرت بتول ان تحمل التقرير إلى تيمور صباح اليوم التالى لان الوقت كان ليل وكل الموظفين رحلو
بعد كده خطرت فى بالها فكره جديده انها تعملها مفاجأه لتيمور، استخدمت المفتاح إلى موجود فى السكرتاريه لفتح مكتب تيمور وحطت التقرير فوق المكتب مع رساله صغيره
انا وفيت بوعدي، لما اشوف هتوفى بوعدك ولا لا يا تيموو
فى منتهى السعاده غادرت بتول المكتب والشركه
واول ما نزلت الشارع اقنعت نفسها انها بحاجه لوجبة عشاء مكافأه على كل المجهود إلى بذلته فى اليومين إلى فاتو
ولم تلحظ تلك الأقدام التى تراقبها من بعيد
بعد أن أنهت بتول وجبة العشاء في مطعم صغير قريب من الشركة، شعرت بالاسترخاء والرضا، كانت تسير في الشارع الهادئ وهي تفكر في رد فعل تيمور عندما يقرأ التقرير صباحآ تخيلت ملامحه المندهشة، وربما نظرة احترام أخيرًا نحوها لكنها لم تكن تعلم أن ذلك الهدوء المحيط كان يخفي خطرًا قريبًا.
بينما كانت تقترب من زقاق ضيق يعبر إلى الطريق الرئيسي، شعرت بيد قوية تجذبها من الخلف حاولت الصراخ، لكن قماشًا مبللًا برائحة نفاذة ضغط على وجهها خلال ثوانٍ معدودة، خارت قواها وسقطت مغشيًا عليها.
•تابع الفصل التالي "رواية الخادمة التي" اضغط على اسم الرواية