Ads by Google X

رواية حب رحيم الفصل الخامس عشر 15 - بقلم سمر عمر

الصفحة الرئيسية

  

 رواية حب رحيم الفصل الخامس عشر 15 -  بقلم سمر عمر

” حيرة قاتلة..”
ضحكت ضحكة خفيفة على كلمة ” البايخ ” ثم مدت يدها إليه فمسك يدها الصغيرة مقارنة بيده الكبيرة ونهض عن الفراش وساعدته في إغلاق ازرار قميصه ثم مسكت بمرفقة وسارت معه ..وقبل أن تغادر أوصت الخادمة على ريان ثم غادرت بسيارتها إلى المستشفى ..تحسس على جيوبه ليجد الهاتف فأخرجة ليطمئن على حالته ليرى شرخ بسيط أعلى الشاشة ثم وضعه في جيبه ثانية..
عند وصولهما صفت السيارة جانبًا وترجلت متجه إلى المستشفى تخبر إحدى الممرضات بحالته لتخبرها بمكان غرفة الطبيب.. عادت إلى رحيم وفتحت له باب السيارة ومسكت بمرفقة الأيمن ودخلا إلى المشفى ثم إلى غرفة الطبيب وتركته وخرجت جلست على أحد المقاعد..

بينما ساعده الطبيب في خلع قميصه وفحص كتفه جيدًا ثم وضع لاصقة على جرح رأسه ..بعد ذلك عاد إلى مكتبه وجلس يكتب له شيئاً لذراعه وهو يقول :
-كدمات بسيطة أثر الخبطة ..حافظ على دراعك الفترة دي وبلاش أي مجهود
أومأ موافقا وارتدى القميص متأوها وبيده اليمنى بدأ يغلق ازراره ..أخذ الورقة من الدكتور متمتمًا بالشكر له ثم خرج فنهضت ندى تنظر إليه بلهفة متسائلة :
-قالك أيه ؟
مد يده بالورقة قائلا :
-بخير
فحصت الورقة سريعاً ثم طلبت منه أن يجلس لينفذ طلبها وهي تقول :
-هجبلك بس العلاج ده من الصيدلية اللي هنا..
أخرج محفظته من جيب سرواله لتخبره أنها معها ما يكفي من المال فاستند بظهره إلى المقعد قاطبًا حاجبية وقال بحسم :
-ندى اسمعي الكلام وخديها
أخذت المحفظة الممتلئة بالأموال ثم ذهبت إلى الصيدلية الخاصة بالمستشفى لتخبرها الدكتورة كيف تستعمل المرهم وكيف تربط رباط الضغط ..ثم أخذت الاغراض واعطت لها المال وعادت إلى رحيم وغادرا المشفى ..أخبرته بثمن العلاج لكنه قاطع حديثها قبل أن تكمل :
-مش عايز اعرف اخدتي كام للعلاج ولا باقي كام ..أنا بثق فيكِ أكتر من قلبي
رفعت حاجبيها متعجبة وهي تنتبه إلى الطريق وقالت بصوت هادئ :
-أكتر من قلبك ..ازاي ؟
استند برأسه إلى المقعد ناظرًا إليها قاطبًا جبينه قائلًا :
-أنا قلبي ممكن يوقف عن النبض في لحظة ..لكن حبك ليا عمره ما يوقف ابدًا
بللت شفتيها بلسانها وقالت بنبرة خجل :
-بعيد الشر عليك

وضع أنامله على شفتيه يقبلها ثم وضعها على وجنتها فابتسمت وتنهدت بعمق ..فيما هو نظر إلى الأمام في صمت وعند وصولهما ظلت معه حتى صعد إلى غرفته و وقفت أمامه تفك له أزرار القميص وهو يضع يده الأخرى على كتفه اليسار قاطبًا حاجبيه بألم توقفت عم ما تفعله وقالت بقلق :
-الوجع هيخف أول ما احطلك المرهم والرباط
ثم ازاحت يده اليمنى عن كتفه وأكملت ما بدأته تحت انظاره فرفعت مقلتيها تنظر إليه لكن سرعان ما اطرقتها وبدأت يديها ترتعش بتوتر حتى انتهت ثم وقفت خلفه لتسحب الكم اليسار رويدًا رويدًا حتى لا يشعر بالألم.. فيما رن هاتفه فأخرجه من جيب سرواله ليجيب على المكالمة و وضعه على أذنه فاستمع إلى صوت المتصل :
-رحيم خد بالك من نفسك ..رؤف الشاذلي هو اللي فك فرامل العربية
جحظت عيناه والتقط أنفاسه التي تشبه شرارات الجحيم وانهى معه المكالمة عاصرًا قبضته التي داخلها الهاتف ..فيما انتهت ندى وجاءت تسحب القميص من ذراعه الأخر.. ابعد يده عنها بعنف فنظرت إليه ويدها معلقه في الهواء وألقى بالهاتف على الفراش وسحب هو الكم الثاني تاركًا القميص يسقط أرضا ..أخذت ندى أنبوبة المرهم وضعت القليل على كتفه وبدأت توزعه على ذراعه بحركة دائريه ثم وقفت أمامه لتمسد كتفه من الأمام.. بعد ذلك تناولت رباط الضغط وضعته عند بداية كتفه ونظرت إلى تلك العينين التي سكنهما الجحيم في لحظة لتشعر أن شيئًا ما حدث وقالت :
-ممكن تحط إيدك على الطرف ده
رفع يده ليضعها على الطرف وهي تلف باقي الرباط والتفتت لتأخذه من أسفل ذراعه اليمنى ثم أوصلته بالطرف الآخر طالبه منه أن يزيح يده فأنزل يده وهو يقول بعصبية :
-ساعة على ما تخلصي
انتفض بدنها من العصبية الغير متوقعة وأخذت تلف الرباط بهذا الشكل عدة مرات وهي تقول بأضطراب :
-خلاص قربت أخلص..
ثم ثبتت الرباط جيدًا و وقفت أمامه قائلة :
-لو عوزت حاجة ناديني
ابتلع لعابه وقال بحده :

-لاء شكرًا مش هحتاج حاجة
حدقت به بعدم فهم من تغيره المفاجئ لهذه الدرجة لكنها استنتجت أنه معصب بسبب ما حدث معه فقالت بهدوء :
-طيب أنا هبقى اجي اطمن عليك.. ارتاح
ثم تركته وغادرت ..أخذ يلهث بصوت مسموع جاعلًا صدره الصلب يعلوا ويهبط ثم دلف إلى غرفة الثياب المتوسطة الحجم.. وبدل ثيابه وخرج ليريح بدنه على الفراش ناظرًا إلى السقف ويحدث نفسه سرًا :
-هو آذاني وبنته بتخفف الجروح اللي اتسبب فيها..
جز على أضراسه بشدة حتى تحرك صدغاه ثم عقد بين حاجبيه وهو يقول بضيق :
-ليه كل ما بشوفك يا ندى بحس إني شايف والدك القذر ..أنتقم منك ازاي وأنتِ خطفتي قلبي
***
دقت الساعة الواحدة صباحا وهي لاتزال مستيقظة تود الاطمئنان عليه قبل أن تنعس خرجت من غرفتها وصعدت إلى غرفته.. وقفت تدق الباب لم تستقبل رد فدخلت بهدوء وتقدمت نحو ذلك النائم ووقفت جوار الفراش تتأمل ملامحة النائمة كم هو يشبه الاطفال ..لاحظت حبات العرق المنتشرة على جبهته لهذا وضعت يدها على جبينه لتشعر بحرارة جسده العالية فلتت شهقة من بين شفتيها.. ثم خلعت طوق شعرها القطني وركضت إلى المرحاض وضعتها أسفل الماء البارد وافرغت منها القليل من الماء ثم عادت إليه..
جلست أمامه و وضعتها على جبينه ناظرةً إليه بحزن وخوف وكل عشر دقائق كانت تذهب إلى المرحاض لتبللها ثم تعود إليه لتضعها على جبينه حتى الساعة الثانية والنصف صباحًا ..شعرت بالدوران والنعاس فوضعت ظهر يدها على وجنته لترى أن الحرارة انخفضت قليلًا تنهدت بهدوء ثم جلست على الأرض بجوار الفراش مستنده برأسها عليه وما هي إلا دقائق وغلبها النعاس..
ذهب الليل سريعًا ليأتي النهار وتخللت أشعة الشمس من ثقوب باب الشرفة ..استيقظ رحيم ليشعر بشيء ما أعلى جبينه فرفع يده ليأخذها وينظر إليها واستنشق رائحة ندى بها.. وضعها على أنفه يستنشق تلك الرائحة الأنثوية الرائعة عن قرب ثم نظر إلى جواره ليرى ندى على هذا الوضع ..رفع ظهره ليستند به إلى الفراش وخلل أصبع يده اليسار بين خصل شعرها ثم ابعد يده عنها و وضع رابطة رأسها أسفل الغطاء قبل ان يقوم باستيقاظها :

-ندى ..ندى
ربت على رأسها يخفه يناديها لتستيقظ ورفعت رأسها إليه بلهفة ثم نهضت واقفة وهي تتنحنح وتساءلت بصوت منخفض :
-أنت كويس؟
قال دون أن ينظر إليها :
-أنا تمام ..نايمة هنا ليه؟
قالت بارتباك :
-جيت أ أطمن عليك لقيتك سخن اوي..
ثم اتجهت نحو الباب متابعة :
-هطلب لك دكتور
-ندى ما تطلبيش أي دكتور
قذف تلك الكلمات من فمه بحنق وهو يفتح أول درج من المنضدة المجاورة إلر الفراش وتناول علبة سجائر ليقوم بفتحها ..تقدمت نحوه بخطوات واسعة وخطفت علبة السجائر من يده فنظر إليها بحده وهي تقول بتذمر :
-اولًا مينفعش تشرب سجاير أول ما تصحى ثانيًا أنت تعبان
نهض عن الفراش مسرعًا واسرعت هي ايضا بوضع يدها الممسكة بالسجائر خلف ظهرها ومد يده قائلًا بعصبية :
-ندى هاتي السجاير ومتخديهاش بالطريقة دي تاني
اومأت بالنفي فقبض على ذراعها وادارها بعنف ليأخذ علبة السجائر ثم جلس على حافة الفراش يشعل واحده وهي تحدق به ..وبعد لحظات تساءلت بعدم فهم :
-أنت متغير معايا ليه ؟
نفث دخان سيجارته وقال بسأم :
-ندى أنا مصدع

اقتربت منه وأخذت الهاتف من أعلى المنضدة الصغيرة وقالت بحسم :
-لو تعرف أي دكتور كلمه
رفع عيناه إليها وهو يأخذ الهاتف وقال بجمود :
-حاضر ..روحي أنتِ
-مش هروح في مكان غير لما تتصل
نفث دخان السيجارة وهو يتمعن بالنظر إليها ليخيل له أنه يرى والدها فأشاح برأسه بعيدًا وهاتف دكتور صديقًا له مضطراً وطلب منه أن يأتي ثم أنهى المكالمة واطفأ السيجارة في المطفأة التي أعلى المنضدة ثم نهض ينظر إليها بحده متسائلًا :
-ارتحتي ؟
حملقت به في غرابه إلى لحظات من الصمت ثم تركته وغادرت دون أن تتفوه بكلمة ..مسح على شعره من الأمام للخلف عدة مرات ثم خرج إلى الشرفة..
..بعد ربع ساعة خرجت من غرفتها بعد أن بدلت ثيابها المكونة من فستان طويل يصل إلى قبل ساقيها بقليل لونه أزرق مزين بفراشات صغيرة بيضاء بشكل عشوائي ذات اكمام من الشيفون منتهي بأسواره ..دلفت إلى المطبخ وجلست مع السيدة وفيه فتساءلت :
-رحيم عامل أي ؟
لتنظر إليها بعدم وعي قائلة :
-الحمد لله كويس
طريقته معها التي تغيرت فجأة استحوذت على عقلها بل وقلبها أيضا ..وتصبر نفسها بأن ما حدث معه البارحة يؤثر على نفسيته ..فاقت من شرودها على صوت السيدة وفيه :
-أنا بعمله غدا خفيف ويغذي
اومأت برأسها ثم تحدثت بصوت مبحوح :
-في دكتور هيجي يشوفه علشان حرارته مرتفعه

-ربنا يشفيه يا بنتي يا رب
همست ” يا رب ” وعندما رن جرس الباب نهضت فورًا راكضة إلى الخارج وفتحت الباب لتجد الطبيب رحبت به وأغلقت الباب ثم مضت بجواره إلى غرفة رحيم و أوقفته قائلة :
-دكتور من فضلك ممكن تمنع رحيم من السجاير
تعمق بالنظر إلى تلك العينين الخائفتين حقًا والتي تحب بصدق وبقلب أبيض حنون ..ثم أبتسم وهو يومئ بالموافقة دقت ندى الباب ثم فتحته ونظرت حولها لم تجده فخرجت إلى الشرفة لتخبره بوجود الطبيب ثم خرجت من الغرفة مغلقةً الباب خلفها ..تفقد الطبيب حالته ورأى درجة حرارته مرتفعة نوعًا ما فقال رحيم بسأم :
-خلصني من السخونية دي أنا لازم اروح الشغل
-ارحم نفسك من الشغل شوية..
ثم تساءل :
-أنت اتجوزت تاني ؟!
رفع حاجبية ونهض عن الفراش وهو يقول ببحة صوته المميزة :
-لاء ..بتسأل ليه ؟
-البنت اللي كانت هنا شكلها بتحبك اوي يا رحيم ..نادر اوي لما تشوف لمعة الحب اللي في العيون
عقد بين حاجبيه وهو يومئ تأكيدًا على حديثه بينما جهز الطبيب حقنه ليخفض حرارته ..أما في الخارج كانت ندى تقف مستنده بذراعيها على السور وبعد لحظات خرج الطبيب فألتفتت إليه بلهفة فقال وهو يغلق الباب :
-بخير الحمد لله متقلقيش ..ومنعته من السجاير
ابتسمت برقة متمتمه بالشكر ثم سارت برفقته إلى الخارج وبعد أن غادر أغلقت الباب ..ثم صعدت إلى الطابق العلوي تنظر إلى غرفة رحيم تود الاطمئنان عليه ولكن منعت نفسها ودخلت غرفة ريان لتجده يلعب ألعاب الفيديو فقالت بتأفف :
-أنت فطرت علشان تلعب يا أستاذ

قال وهو يضغط على أزرار الذراع :
-الجيم دا بس يا ندى
أغلقت التلفاز ليزفر بتذمر وهي تقول بحسم :
-ولا ربع جيم..
ثم وقفت أمامه وتساءلت باهتمام :
-غسلت وشك واسنانك
-أيوه أول ما صحيت
مدت يدها إليه فأمسك بيدها لينهض ثم قبلته على وجنته وقالت بابتسامة واسعة :
-برافو عليك يا قمري
أخذته وأخذت أشرقت إلى الطابق السفلي.. ثم إلى غرفة السفرة وجلست تتناول معهم الفطار بمرح وضحكاتهم تتردد في الإرجاء ..كان رحيم يهبط الدرج يرتدي سروال أسود جينز وقميص ناصع البياض تاركًا ازراره العلويه مفتوحه لتظهر قسمات صدره الصلب.. استمع إلى صوت ضحكاتهم ليجد نفسه يتوقف عن السير يفكر ان يتجه إليهما لكن سرعان ما طرد تلك الفكرة من رأسه وتابع السبر.. خرج متجه نحو جراج خاص به و وقف ينظر إلى سيارته التي كانت معه في الحادث والتي جلبها له أحد أفراد الأمن بعد أن طلب منه ..مسح عليها فكانت عزيزة عليه لأنها كانت ملك والده رحمه الله ثم قبلها و استقل سيارة أخرى ليغادر إلى عمله وهو يقود بيده السليمة..
..بعد ساعة من المرح مع الطفلان في الحديقة صعدت إلى الطابق العلوي و وقفت تدق باب رحيم ولم تجد أي رد فدخلت تبحث عنه ليس له أثر و وقفت تدق باب المرحاض ولكن بلا جدوى فاندهشت قائلة :
-خرج المجنون
خرجت من الغرفة وعادت إلى الطفلان ترسم وتلعب معهما وعقلها منشغل على رحيم لدرجة كبيرة.. تود أن تطمئن عليه لكن كلما تذكرت جموده ومعاملته الناشفة معها تتراجع عن قرارها ..توقفت عن التلوين شاردة في الفراغ فقالت أشرقت :
-ندى هتلوينها ولا ألونها أنا

نظرت إليها وتركت القلم لها وقالت بابتسامة بسيطة :
-معلش يا حبيبتي لونيها أنتِ
أومأت موافقة وتناولت القلم لتكمل ما بدأته ندى بينما نظرت ندى إلى ريان لتجده منسجم في لعب حل الألغاز.. نهضت متجه نحو الداخل وهي تنظر إلى شاشة الهاتف وكادت أن تتصل عليه كي تطمئن عليه ألا أنه فتح الباب ودخل ..رفعت عيناها إليه بلهفة ثم تنهدت بهدوء وسكينة وهو يتقدم نحوها لكنها تركته واتجهت نحو المطبخ ..وقف أمام الدرج ألقى نظرة غاضبة على المطبخ التي دخلته للتو ثم صعد إلى غرفته و وقف أمام باب الشرفة الزجاجي يمسح على كتفه الذي يؤلمه وجعله يترك العمل ويعود إلى المنزل..
بعد دقائق دق الباب فاتجه نحوه وقام بفتحه ليرى ندى دخلت حاملة صينية الطعام وضعتها أعلى المنضدة في حين أغلق رحيم الباب واتجه نحو الفراش ليضع أغراضه أعلى الطاولة وحرك ذراعه اليسار دون قصد فتأوه بخفة.. انتبهت له وأسرعت إليه لتقف أمامه بلهفة قلق قائلة :
-خليني أساعدك
تراجع إلى الخلف خطوتين وقال بحده :
-مش محتاج مساعدة
حدقت به بعدم فهم بينما هو يفك أزرار القميص بيده السليمة محدقًا في الأرض ..بعد أن انتهى رفع ذراعه اليسار كي يزيح الكم تأوه عاقدًا بين حاجبية بشدة.. اقتربت منه و وقفت خلفه لتساعده في خلع القميص ليسمح لها مضطرًا ..وضعت القميص على الفراش وبدأت تفك في رباط الضغط..
عندما انتهت وضعته جانبًا ثم اخذت الدهان وضعت القليل على أنامل يدها ثم مسحت على كتفه بشكل دائري وهي تنظر إليه بعدم فهم من تغيره المفاجئ معها ..كان يلتقط أنفاسه بصوت مسموع جعلت من صدره الصلب يعلوا ويهبط عاصرًا قبضته ويود أن يبتعد عنها لكنه مستمتع بحركة يدها الناعمة على جسده ..بعد أن انتهت أخذت القليل من الدهان لتضعه على ذراعه من الامام ووقفت أمامه توزعه على كتفه ..وجد نفسه ينظر إليها ولم يتحمل بعد نظرة عنها رفعت مقلتيها لتتقابل عيناهم ليرى الحب والحنان داخل وجه قهوته.. رفع ذراعه اليمين ليحيط خصرها ينظر إلى عيناها بعمق أكثر وقال وهو يلهث :
-عيونك كل ما أتقدم خطوة للخطر بترجعني عشرة
أطرقت عيناها ثم ابتعدت عنه وأخذت رباط ضغط جديد ووضعته كما كان ثم ثبتته وهي واقفه أمامه ونظرت إليه متسائلة :

-متغير معايا ليه ؟..وتقصد أيه بكلامك ؟
رفع يده يضعها على وجنتها وقال بنبرة ثقيلة :
-أقصد اني بعشق عيونك
لمعت عيناها بالدموع ليصبح أنفها لونه أحمر وقالت بنبرة بكاء :
-أنا مش فهماك
-مش عايزك تفهمي غير إني بحبك
عقدت بين حاجبيها وتساءلت بصوت مبحوح :
-طيب أنا عملت حاجة ضايقتك ؟!
مسح بـ إبهامه على شفتيها وقال بجدية :
-بعدك عني بيضايقني
-بس أنا مبعدتش ..أنت مخبي عليا حاجة
التفتت وكادت أن تغادر ألا أنه قبض على ذراعها ليديرها إليه بقوة حتى اصطدمت بجبينها في ذقنه وفي لحظة ميل برأسه ليخطف شفتيها في قبلة عميقة فاتسعت عيناها ودقات قلبها تقرع كالطبول لتلتقط أنفاسها بصعوبة بالغة.. نسى نفسه بطعم تلك الكرزتين والكيوي معًا ويرفع ذراعه المصاب ليحيط خصرها فعقد حاجبية متأوها بخفة لتبتعد عنه فورًا وامسكت بذراعه المصاب دون قصد جعلته يتأوه أكثر.. أبتعدت عنه فورًا معتذرة وجلس هو على حافة الفراش وقالت بتذمر :
-كان لازم تروح الشغل يعني
وضعت الوسادة على ظهر الفراش طالبه منه أن يريح ظهره لينفذ رغبتها ووضعت الغطاء عليه ثم اتجهت نحو المنضدة لتحمل صينية الطعام وعادت إليه لتضعها أمامه وكادت أن تغادر إلا أنه مسك بيدها وقال بنبرة ثقيلة :
-خليكِ معايا
ثم قرب يدها من شفتيه وطبع قبلة حانية عليها فسحبت يدها من يده وقالت بدموع القلب :

-أسفه ..ورايا حاجة لازم أعملها
تنهد بألم وقال بضيق :
-حقك
اتجهت نحو الباب مهروله تحت أنظاره حتى خرجت.. أغلقت الباب ثم وضعت يديها على فاها تبكي بحرقة على رفضها لطلبه وهو يحتاج إليها شعرت وكأنها قست عليه عندما رفضت لتشعر بقلبها ينزف ألما كأسهم سامة اخترقته.. برغم من أنه يعاملها أحيانا بقسوة وجمود ألا أنها تعشقه كثيرًا..
في المساء كانت تجلس في غرفتها ورحيم لايزال مستحوذا على عقلها بالكامل ..فاقت من شرودها على صوت دقات صغيرة على الباب فنهضت عن الفراش وفتحت الباب لتجد أشرقت ابتسمت إليها ومسكت بيدها وادخلتها ثم أغلقت الباب فقالت أشرقت بحزن :
-ندى أنا زهقانه وأنتِ مش قاعده معايا
ركعت أمامها قابضة على وجنتيها بخفه تحرك رأسها في كلا الاتجاهين قائلة :
-مقدرش على زعلك ابدًا
ثم نهضت وأخذت الحاسوب فتحته وشغلت أغنية رقص وامسكت بيدها لترقص معها فابتسمت أشرقت وتمايلت معها على أنغام الأغنية العالية وندى تغني معها بمرح ..وتنتهى الأغنية وتشغل بعدها أغنية أخرى مضي الوقت دون أن يشعرا به.. حتى دقت الساعة الثامنة والنصف مساء عملت كلا من السبابة والوسطى مسدس لتفعل أشرقت مثلها والاثنان في صوت واحد :
-مافيا مافيا مافيا أنا مافيا مافيا..
أخذت تغني بمرح وترقص وأشرقت تقفز على الفراش ..كان رحيم يدق الباب ولا احد يسمعه بفضل الاغاني العالية فاضطر لفتح الباب ليرى ذلك الرقص المرح وندى تردد ” مافيا ” كتم ضحكاته وألتفتت ندى تفاجأت به في صدمة وجحظت عيناها ثم أوقفت الأغنية فجلست أشرقت على الفراش تلتقط أنفاسها ..فيما قال رحيم بإبتسامة عيناه تلك التي تسرق قلبها :
-معاد جلسة العلاج يا عم المافيا
ارتسمت ابتسامة خجولة رقيقة على ثغرها بينما غادر رحيم فاستأذنت من أشرقت دقائق ولحقت به ..دخل الغرفة تاركًا الباب مفتوح لتدخل بعده وجهزت المرهم بينما هو يحاول أن يرفع ذراعه كي يخلع سترته ولكن يؤلمه ذراعه بشدة ..وقفت أمامه وحاولت معه أن يرفع ذراعه ولكن لم يستطيع وقال بسأم :

-ندى ..ندى مش هقدر
قالت بحزن واضح :
-حاول بس ..ومتلبسش التيشرتات تاني
خلعت حذائها و وقفت على الفراش فنظر إليها مندهشًا ثم ضحك ضحكة خفيفة فابتسمت وهي تقول :
-علشان أطولك و أقدر أساعدك أكتر
وقف أمامها لتكن هي أطول منه بمسافة بسيطة وقامت برفع ذراعه قليلًا وهو يتأوه بخفة ثم رفعت السترة ونجحت في نزعها ثم وقفت على الأرض وفكت الرباط وبدأت تضع له الدهان على كتفه من الخلف فلاحت ابتسامة جانبية على ثغرة وتساءل بهدوء :
-اليوم كان كئيب أوي ..عشان زعلتك مني..
ابتسمت ثم كتبت على الدهان كلمة ” مافيا ” شعر بحركة سبابتها التي كتبت شيئا ورفع حاجبيه بمرح متسائلًا :
-كتبت أي يا عم المافيا ؟
وجدت نفسها تضحك وأخبرته بماذا كتبت ليضحك بخفوت فيما وقفت هي أمامه تمسح كتفه من الأمام فنظر إليها بحب وكاد أن يتحدث ألا إنها قالت دون أن تنظر إليه :
-أنا عارفه قد أيه أنت مضغوط ..واللي حصل معاك مش حاجة سهله
ثم إنتهت من الذي كانت تفعله وجلبت رباط أخر وبدأت تلفه عليه وهو شاردًا في كلماتها الأخيرة واغمض عيناه يقول سرًا :
-أه لو كانت بسبب الضغوط بس ..لكن أنا محتار أوي يا ندى حيرة من النار من الجحيم اللي بيحرق قلبي ..كل ما حاول اذيكِ انتقامًا من والدك مقدرش ..يا رب
وقفت أمامه تثبت الرباط على كتفه جيدًا ليفتح عيناه ناظرًا إليها بعينين لامعتين من الحب المنبعث من القلب مباشرةً ثم همس بنبرة ثقيلة :
-بحبك..
اصطبغا وجهها بحمرة الخجل ثم تناولت السترة فقال :
-لاء أنا هنام كده علشان متتعبنيش في خلعها

حركت رأسها بالفهم وأراح هو بدنه على الفراش عاقداً حاجبية بألم فوضعت الغطاء عليه ثم دلفت إلى المرحاض لتضع سترته في سلة الثياب.. ثم خرجت متجه نحوه و وقفت لتضع يدها على جبينه وكادت أن تسحبها ألا أنه مسك معصمها يمسح بها علىوجنته ثم وضع راحتها على شفتيه يقبلها برقة قائلا :
-أنتِ فتاة أحلامي..
جلست على حافة الفراش تنظر إلى الفراغ في صمت حيث تابع بصدق :
-عارفة أنتِ لما تبقي مضغوطة أوي أو حيرانه بين حاجتين ويبقى عندك حد عشمانه فيه تطلعي كل ضيقتك وعصبيتك عليه ؟..
حركت رأسها بتفهم فقبلها على راحة يدها بحنان وقال بصدق :
-أنا بقى عشمان فيكِ يا ندي ..بثق فيكِ اكتر من قلبي ..عارف ومتأكد اني مهما اتعصبت عليكِ هتزعلي مني شوية وهترجعيلي تاني ..مش طالب منك غير أنك تتحمليني
عقدت بين حاجبيها وتود أن تقول الكثير والكثير لكن الخجل مستحوذًا عليها فلمعت عيناها من الدموع.. رفع ذراعه اليمين متجه نحوها رافعًا كتفه قليلًا ليصل إلى ذقنها ويدير رأسها إليه ينظر إلى عيناها بعمق ليرى الحديث الذي تود أن تخبره به.. فإذا صمتت الشفتين العيون تتحدث وتتحدث أكثر.. أطرقت عيناها تجز على أسنانها مسيطرة على خجلها وقالت بنبرة بكاء :
-اللي بيحب لازم يتحمل وأحيانا بيضحي ..وأنا معاك..
ثم نهضت وقالت بابتسامة خجولة :
-هسيبك بقى ترتاح
أومأ بخفة فاتجهت نحو الباب ليقول بصوت عالي :
-بحبك ..بحباااك
وضعت يدها على فاها و وقفت أمام الباب قائلة :
-أنا كمان بحبك
ثم خرجت مغلقة الباب خلفها.. تنهد بعمق ويشعر بالسعادة البالغة لينسى كل شيء سيء حدث معه ثم اغمض عيناه وقال :

-بعشقك يا ندى
***
في الصباح بعد أن أخذ حمام سريع ارتدى سرواله فقط وخرج مغلقًا الباب خلفه و وقف أمام المرآة يمشط شعره ثم جلس على حافة الفراش منتظر ندى تأتي لتضع المراهم على كتفه وتثبت له الرباط ..دق الباب فأذن بالدخول لتدخل ندى حاملة ظرف و وقفت أمامه قائلة :
-الظرف دا جالك..
أخذه من يدها وهي متابعة :
-هجبلك الفطار واجي
مسك بيدها وقبلها بحنان ثم أومأ موافقًا فابتسمت وخرجت مغلقة الباب خلفها.. بينما هو فتح الظرف وأخذ الورقة التي داخله ليقوم بفحصها ..جحظت عيناه يجز على أضراسه بشدة حتى تحرك صدغاه ونهض عن الفراش يمسح على شعره كالمجنون ثم ألقى بالظرف على الفراش وركل الفراش بقدمة عدة مرات ومسح بيده على وجهه حتى ذقنه..
عادت ندى بابتسامة مرتسمة على ثغرها و وضعت الصينية على المنضدة وهو ينظر إليها بشرارات من الجحيم تقذف كتل من النيران تحرق قلبها عندما نظرت إليه لترى تلك النظرات لتختفي ابتسامتها تدريجياً.. ونظرت إلى صدره الصلب الذي يعلوا ويهبط لتعلم أن شيئًا ما جعله يغضب ..تلاشت نظراته وتقدمت نحوه لتقف خلفه وأخذت المرهم فالتفت إليها يحدق بها بنظرات قاتلة كالصقر وأخذ المرهم من يدها بعنف وألقى به أرضا لتشهق وهو يقول بعنف :
-مش محتاج مساعدتك
حدقت به فتلاشى النظر إليها لأنه يخيل له أنه يرى والدها أمامه وليست ندى.. فيما هي وضعت يدها على صدرها الذي يعلوا ويهبط وقلبها ينقسم إلى نصفين وتساءلت بنبرة بكاء :
-أيه اللي حصل ؟.. أنا عملتلك حاجة ؟
-يا رتني ما شفتك ..حبك عذاب ليا
قال تلك الكلمات بعصبية وهي تحدق به وقالت باندفاع :

-أنت بحالات ..أنا بجد مش قادرة افهمك
برغم شعوره بالألم ألا أنه سحب الغطاء عن الفراش وألقى به أرضاً ليؤلمه كتفه بقوة فيما شهقت ندى بصدمة وجاءت تقترب منه تراجع إلى الخلف وهو يلهث بقوة وقال بعصبية مفرطة :
-اطلعي بره
تجمعت الدموع داخل مقلتيها ثم وضعت رأسها بين يديها وقالت بنبرة ببكاء :
-بس لو تقولي أنا عملت أيه
حمل الظرف عن الفراش وألقى به في وجهها فتأوهت بخفة وسقط الظرف أرضا فانحنت بجذعها لتأخذه وقامت بفحصه بعينيها ” قتلت والدك بكل سهوله ومقدرتش تقتلني والمرة الجاية هتبقى قنبلة مش فك فرامل ..علشان ابوك شكله وحشك..” رفعت عيناها إليه في صدمة وبدأت تبكي بشهقات عالية ثم تساءلت بضيق :
-طيب أنا ذنبي أيه.. واحد بعتلك الظرف ده ..ذنبي أنا أيه ؟
جز على أضراسه حتى تحرك صدغاه وصدره يعلوا ويهبط وهو يقول سرًا :
-ابوكي ..ذنبك إنك بنته
ألقت بالظرف على الفراش ثم تقدمت نحوه لتحتضنه وقالت بنبرة مؤلمة ممزوجة بالبكاء :
-عرفت دلوقت أنت ليه مضايق ..متديش فرصة لحد يستفزك بكلامه ..عارفه إن آخر جملة قد أية واجعة قلبك
اغمض عيناه بقوة رافعًا ذراعه السليم ليحيط كتفها ويحتضنها بقوة وقال بصوت مبحوح :
-تعبان يا ندى ..تعبان ومضغوط نفسيا
مسحت على كتفه بلطف و قالت بحنان :
-بعيد الشر عليك من التعب..
ثم ابتعدت عنه وأخذت الدهان لتفعل له مثلما تفعل دائما وبعد أن انتهت دلفت إلى المرحاض تغسل يديها و وجهها ثم خرجت وحملت صينية الطعام متجه نحو الباب قائلة :

-تعالى أفطر في الجنينة
أخذ نفسا عميقا وزفره بهدوء ثم ارتدى سترته بصعوبة بالغة قبل أن يترك الغرفة وهبط إلى الطابق السفلي ثم إلى الحديقة وجلس على الأريكة بجوار ندى التي كانت تنظم له اطباق الطعام وقالت دون أن تنظر إليه :
-الفطار قدام الطبيعية الجميلة دي بتريح الأعصاب
مسك بيدها فرمقته بنظرة سريعة لتخبره بها أنها غاضبة منه حقًا ..قال بصوت مبحوح :
-أنا مقدرش على زعلك ..أسف..
تنحنحت بخفة وجاءت تنهض منعها واضعًا يدها بين راحتي يديه وقال بصدق :
-عارفه يعني أي بقولك أسف ؟ ..يعني أنتِ الدنيا كلها ..يعني مقدرش أعيش من غيرك ..يعني بحبك ..قلبي بينبض بوجودك جنبي ..بثق فيكِ اكتر من روحي وقلبي..
هبطت دموعها الخائنة على وجنتيها فرفع يده ليمسح تلك الدموع الساخنة وقال بتأكيد :
-دموعك أغلى مني ..أسف يا ندى ..بحبك
نظرت إليه إلى لحظات ثم ابتسمت إبتسامه مؤلمة وقالت بتأكيد :
-أنا حاسة بيك يا رحيم ..علشان الكلمة اللي اتكتبت في آخر الظرف اتقالت لي قبل كده..
ثم أطرقت رأسها وقالت بخجل :
-وأسفك على راسي
قبلها على رأسها عاقدًا بين حاجبية ثم تحدث بتأكيد :
-أنتِ اللي على دماغي يا أغلى من حياتي
نظرت إليه بابتسامة واسعة ثم تناولت قطعة جبنه ومدت يدها إلى فاه فأخذها من يدها يمضغها بإعجاب شديد وقال :
-أحلى وأجمل وأرق جبنه كلتها في حياتي
نظرت إليه بحب ولمعت عيناها من الحب فأحاط كتفها بذراعة اليمين يضمها إلى صدره وقال بنبرة ندم :

-أنا اسف..
ثم ابتسمت عيناه هامسًا :
-بحبك
 


google-playkhamsatmostaqltradent