Ads by Google X

رواية ذلك هو قدري الفصل الخامس عشر 15 - بقلم موني عادل

الصفحة الرئيسية

 رواية ذلك هو قدري الفصل الخامس عشر 15 - بقلم موني عادل 

الفصل الخامس عشر 
ذلك هو قدري 
صدح رنين هاتفه عاليا فأخرج هاتفه من جيب معطفه ولفت الدهشه وهو يطالع الاسم الذي يعلو شاشة هاتفه ..

فهمس بعبوس ((  زينه))

ثم ضغط علي زر في الهاتف لينهي المكالمة ووضعة علي الطاولة رفع بصره ينظر اليها ليجد بصرها متسمرا عليه ازدرد ريقه بتوتر وهو يقول 

(( هل نذهب ))

اومأت له بالايجاب ولكن كم كانت تريد ان تماطل في تناول وجبتها لتحظئ بوجودها معه لأكثر وقت ممكن فوقفت عن مقعدها تستعد ليغادورا فما ان وقف هو الاخر عن مقعده حتي صدح صوت رنين هاتفه مجددا رأت ليال اسم المتصل الذي ينير شاشة هاتفه قبل ان ينهي فارس الاتصال وهو يزفر بغضب ثم وضع الهاتف في جيبه واشار اليها لتتحرك امامه اخذت تخطؤ خطواتها ببطء وعقلها منشغل بمن تكون زينة تلك التي اتصلت به اكثر من مره وهو لا يريد ان يجيب عليها امامها شعرت بغصة في حلقها والم قوي يضرب قلبها وهي تفكر بأنها ربما تكون حبيبته او صديقته فليست هي من تستطيع ان تعيش مع شخص وهي تعرف بأنه علي علاقة بفتاة اخري كان من المتوقع ان تكون الليلة من اجمل ليالي عمرها حيث تغمرها السعادة والفرح ولكن اتصال تلك الفتاة غير كل شيء في داخلها فقررت ان تعرف من تكون زينه فهتفت بإنفعال مشوب بالقلق 

(( من زينه تلك التي كانت تتصل بك .))

شعر فارس بتوتر فهتف بها بجديه 

(( مجرد فتاة بيننا عمل تريد مني اعادة ترميم ارابيسك منزل عائلتها وانا منشغل تلك الايام لذلك لا اجيب علي اتصالاتها حتي استطيع ان اخبرها متي سابدا العمل به .))

تراخت تعابير وجهها قليلا وقد اطمئن قلبها ففارس لن يكذب عليها بينما فارس شرد يفكر لما لم يقول لها الحقيقة كامله ويخبرها من تكون زينة لما اكتفي بنصف الحقيقه فقط يعترف بانها لم يعد لها وجود في حياته ولكنه يشعر بأنه سيحدث له أمرا سيئا كلما راي زينه او اتصلت به ولكن يبقي ذلك مجرد شعور لا يعرف لما اخبر ليال نصف الحقيقة فقط اتسعت عيناه وهو ينظر اليها وتردد طويلا قبل ان يقول 

(( ليال تلك الفتاة التي رايتي اسمها علي شاشة هاتفي كان بيننا قصة حب في فترة من الفترات ولكنها تركتني وتخلت عني في وقت كنت اتمنى ان يكون اي احد بجواري ويشد من ذرعي ولكن الان لم اعد احمل لها اية مشاعر في داخلي لم استطع ان اخفي عنكي اي شئ لانك ستكونين زوجتي ويجب عليكي ان تكوني علي معرفة بكل شئ يخص حياتي  ))

دارت الدنيا حول ليال فأحاط بجسدها الالم وتجمعت الدموع في عيناها وهي تفكر بأنه قد نسي حبه لها قديما لكن لما هي مازالت تحيا عليه وتتذكر كل كلمة قالها لها حتي تلك الوردة التي اعطاها لها وهي مجرد مراهقة خرقاء جففتها واحتفظت بها قالت ليال بصوتها المذبوح 

(( ولما تتصل بك الان ))

اخذ فارس نفسا عميقا يأسا وهو يقول 

(( لقد اخبرتك من قبل بان لديها عملا وتريد مني انهائه لا تقلقي فانا لم اعد احمل لها ذرة حب واحده وهي ايضا فما مضي قد مضي .))

لم تجيبه وهي تفكر بان وجودها قريبة منه قد يحيا حبها مجددا بقلبه عند هذه النقطة نبض قلبها بعنف وتسارعت انفاسها بجنون  ..

اشار فارس لسيارة اجره وفتح لها الباب لتستقل السيارة وهو بجوارها واكتفي كلا منهم بالصمت ..

في المنزل كانت ملاك جالسة في صالة المنزل تفكر في مالك وأن عليها اتخاذ قرارها لا تنكر بأن مالك يعجبها تشعر بأنها ستجد راحتها معه سيكون المسكن لها من الآمها يكفي بأنه صدقها من البداية ووثق في برائتها ..

وجدت باب المنزل يفتح وفارس يطل عليها اغلق االباب خلفه واخذ يسير بإتجاهها وعلي وجهه ابتسامة جميلة تظهر لها هي جلس بجوارها علي الاريكة وارجع ظهره للخلف مستندا علي ظهر الاريكة وسألها وهو يرفع احدي حاجبيه 

(( لما مازلتي مستيقظة حتي الان ولا تخبريني بانني السبب وانك كنتي تنتظريني .))

اخفضت وجهها واجابته بعاطفة صادقه 

(( لا استطيع النوم وكنت اريد التحدث معك بشأن طلب مالك فأنا اثق في قرارك لقد استخرت وشعرت براحه وقبول ناحيته ولكنني لا استطيع اتخاذ القرار بمفردي .))

تحدث فارس يقول بثقة 

((كوني مدركة بان ما شاء الله كان وما لا يشاء لم يكن فلا يخرج عن ارادته في الكون شيئا ، فكري انتي وخدي وقتك كيفما تشائي ثم اطلعيني علي قرارك النهائي .))

تطلعت لحديثه الموزون الذي مس قلبها وأومأت بخجل وهي تعطيه موافقتها ..

طاقة هادرة من السعادة اندفعت في جسده كالدماء فكم هو سعيد بموافقتها علي مالك فهو لن يأمن عليها الا مع مالك فهو منذ ان ساعدها وهو يشعر بأنه يحمل اليها مشاعر حب وذلك ما دفعه لاثبات برائتها شكر الله ودعاه كثيرا علي ظهور شخص كمالك في حياتهم .. 

وقف من جلسته وقد دب التعب بجسده فمال علي راس ملاك يلثمها ثم تمني لها ليلة سعيدة وذهب لغرفته فما ان فتح بابها اخذ يخطؤ ناجية فراشه وارتمي بجسده عليه واغلق عينيه لعل عناءه و تشنج عضلاته الذي يلازمه منذ مده من اجهاد نفسه في العمل يخف يتمني لو يستريح من الالم الذي يفتك بجسده ويشعر بالراحة قليلا ليستطيع النوم ويستطيع ان يكمل في معاناته فسرعان ما ارتخي جسده وذهب في النوم سريعا ..

في صباح يوم جديد استيقظ فارس وجميع من بالمنزل ليبدأ يوما جديدا ملئ بالتعب والمعانأة فبعد انتهائهم من تناول فطورهم اتجه كلا منهم إلي مكانه فمي ذهبت لعملها ونورين وتؤامها ذهبوا لمدرستهم وفارس اخذ معتز وذهب للمركز لان معتز لديه جلسة علاج اليوم بينما والدتهم جلست تدعوا لاولادها بصلاح الحال وجبر الخاطر ..

في المدرسة الثانويه كانت نورين في فصلها تتحاشئ النظر اليه فيكفيها ما طالها والمشكلة التي حدثت بسبب انها اعطت له فرصة ليتعامل معها ولو بطريقة عاديه ولكنها وعدت نفسها بانها لن تسمح له بالتقرب منها مجددا فسمعتها هي كل ما تملكه فلا تريد ان يمسها احدا بسوء ولن تتحمل أي غبار عليها لذلك قررت بالا تضع نفسها في محلا للشبهات فهي هنا من اجل ان تدرس وتتعلم فقط وليس لتعشق وتعشق فكان كريم يشرح الدرس وهي تدون خلفه ما يقوله دون ان ترفع بصرها اليه لترمقه بنظرة واحده فلقد اخذت وعدا علي نفسها وعليها ان تفي به بينما هو كان يناظرها من قت لاخر لربما تخطئ وترمقه بنظرة فلقد أفتقدها لدرجة ألمت كل ذرة به افتقد نظرة عينيها التي تشع برائة وهمسات قلبها القادر علي اذابة جليد سنيني افتقد حتي كلمة لا التي كانت تمطرني بها ورفضها الدائم لارتباطي بها افتقدها لدرجة مؤلمة تجعلني اتألم بشدة ظل يحدق بها يتمني نظرة من عينيها وكأن العالم كله يتجمع في عينيها..

انتهي من الشرح وجلس علي مقعده وهو يتحدث بنبرة مميته 

(( سأنادي اسمائكم من الكشف بالترتيب واسأل كل واحدة منكم سؤالا ومن سيجيب علي سؤاله بالاجابة الصحيحة سأعطيه علامه كامله .))

بدا كريم ينادي الاسماء بالترتيب من الكشف إلي ان وصل لاسم نورين فاطلق زفيرا بائسا ثم نادي اسمها اجابته وهي علي نفس حالتها فكم شعر بالغيظ منها ولكنه ظل محافظا علي إبتسامته رغم الغضب الذي يتأكله من داخله فهي تعامله وكأنه غير مرئ ..

بينما هي ابتلعت ريقها ومازالت تحتفظ بإبتسامتها الجامدة تغطي وجهها صدح صوت الجرس عاليا يعلن انتهاء اليوم الدراسي وقف كريم يلملم ورقه واشيائه بتلكأ حتي يحظئ بنظرة من عينيها يعلم بأنه اخطا بكل ما فعله فخطأه من العيار الثقيل لانه منح فرصة لزملائها بالتحدث عنها ونسج الاشاعات حولها اغمض عينيه والم مبرح يداهمه لقد اشتاق لنظراتها عندما وجدها منشغلة في جمع اشيائها هز كريم راسه نافيا وهو يستوعب بأنها قررت ان تبعد هذه المرة بجديه ولن تتنازل عن قرارها فتحرك يخرج من باب الفصل ما ان شعرت نورين به يغادر واستمعت لصوت خطواته رفعت بصرها تنظر في اثره وعيناها ممتلئة بالدموع التي ترفض ان تسمح لها بالسقوط  .. 

كان منير ممسكا بهاتفه يتحدث مع شخص يعمل في شركة سليم قاسم عقد منير حاجبيه وهو يتحدث مع ذلك الشاب علي الهاتف يقول بجديه وحزم 

(( لقد اخترتك انت لتلك المهمه لانني اثق بك كن عيني في شركة سليم وزودني بكافة المعلومات وسأكون سخيا معك فلا تقلق من تلك الناحية ))

اجابه ذلك الشاب بتلقائية وهو يقول بلهفه

(( لست قلقا سأخبرك بكل شئ يحدث هنا فأنا اعرف من تكون ..))

همهم منير يدعي اللامبالاة وهو يقول 

(( يوجد ايضا فتاة جديده تعمل لديه في الشركة تدعي مي اريد ان اعرف كل شئ عنها اي معلومة سواء هامه ام لا اطلعني عليها ..))

وافق ذلك الشاب علي امداد منير بكافة المعلومات التي يريد معرفتها سواء كانت شخصية او عمليه فأغلق منير هاتفه لتكتنف الجدية علي وجهه فعليه ان يعرف كل شئ عليه ان يتأكد بأن هناك شئ بينها وبين سليم وسيثبت ذلك ووقتها لن يسكت لسليم مجددا ..

طرقت طرقتين علي باب غرفة المكتب ثم فتحت الباب واخذت تسير للداخل وقفت امام مكتبه وهي تمد ذراعها له بالملف الذي طلب منها احضاره منذ قليل لم ينظر اليها ولم يعير وجودها اي اهتمام وتحدث يقول ببرود 

(( اتركيه علي المكتب وغادري ))

رغم تعجبها الا انها فعلت ما اراده والتفتت لتغادر لتسمعه يقول 

(( الليله لدي اجتماع في الخارج وستذهبين معي)) 

كتفت مي ذراعيها وهزت قدميها بتوتر وهي تقول 

(( ولكنك اخبرتني من قبل بألا افعل وان لا اذهب لتلك الاجتماعات ))

أطلق سليم تنهيدة طويله قبل ان يقول بضجر 

(( ذلك كان قبل ان تعملي لدي الان انا مديرك وانا من اعطيكي الاوامر واخبرتك بما عليكي فعله فهيا انصرفي ..))

ضيقت مي عينيها وهي تجول في ملامحه التي تكتنفها الجديه فأشار بكفه ان تخرج وهو علي نفس حالته ينظر للاوراق الموضوعة علي مكتبه فاستدارات تخطؤ خطواتها ببطء للخارج لعله يتراجع عن قراره في ذهابها لذلك الاجتماع ولكنه لم يحدث رفع بصره وعلي وجهه ابتسامة مشرقه يتابع تلكأها في خطواتها وهو يتاملها بان هذه هي المرأة التي يحبها فجمالها زاه دون تبرج وجسدها رشيق دون نحافة وملابسها انيقة دون افراط فخرج من تأمله علي اغلقها للباب بعنف فارتفع حاجبه واتسعت ابتسامته الصادقة من قلب وقع في العشق .. 

خرجت مي من غرفة مكتبه والغضب يتأكلها منه بشده فلقد كان يرفض ذهابها لتلك الاجتماعات من قبل فلما الان مصرا علي ذهابها نفخت أوداجها وهي تذهب ناحية مكتبها وجلست علي مقعدها تفكر أعليها ان تعانده ولا تذهب لذلك الاجتماع أم تذهب وتتعامل وكأن الامر يعجبها أمسكت بالقلم بين اناملها تطرق به علي المكتب لتجد من تقف أمامها وتتحدث بسخرية تقول 

(( اذا كنت غاضبة فما ذنب المكتب ))

تأففت مي بضحر والتمع الغضب بتقاسيم وجهها وهي تنظر لتلك الفتاة التي تقف امامها لا يستر جسدها الكثير فتلك الفتاة كانت تعمل في الشركة قبل ان تعمل هنا لتتحدث الفتاة بشوق ولهفة تقول 

(( هل سليم بالداخل ))

أنزعجت ملامح مي كثيرا وهي تستمع لتلك الفتاة تسألها عن سليم بلا القاب فانتفضت من مكانها وأندفعت نحوها ووقفت ترمقها بإستياء ثم قالت بفتور 

(( انتظري هنا لاخبره اولا ))

ما ان استدارات لتذهب تذكرت بأنها لم تسألها عن اسمها فألتفتت براسها وهي تسألها 

(( أقول له من ))

اجابتها بإبتسامة صفراء تقول بدلع

(( مونيكا ))

طالعتها مي بإستياء وهي تفكر لما عادت تلك الفتاة وابتسمت ابتسامة لم تتعدي شفاهها رغم جمود ملامحها ثم اخذت تخطؤ بإتجاه غرفة مكتب سليم فتحت الباب دون ان تطرق عليه لتستأذن منه للدخول رفع بصره عندما وجد الباب يفتح بتلك الطريقه نظر إليها بعينين حازمتين معترضا علي ما فعلته فلم تعير نظراته اي اهتمام وقالت بإستياء 

(( هناك فتاة بالخارج تدعي ))

لم تكمل حديثها لاقتحام مونيكا لغرفة المكتب فلقد كانت واقفة علي عتبة الباب تنظر لسليم بنظرات تحمل الكثير في طيأتها أشار سليم لمي بعينين حازمتين ان تغادر الان قطبت مي حاجبيها بقسوة وقد برق الحقد من عينيها واخذت تتمتم تلعن سليم وتلك الفتاة وهي تخطؤ لتخرج من الغرفة ..

جلست علي مكتبها وصدرها يرتفع وينخفض بغضب بالغ وعيناها متسمرة علي باب غرفة مكتب سليم الذي اغلقته خلفها فهي لم تنسئ تلك الفتاة التي لم تراها غير مرة واحده ونظراتها اللعوبة التي كانت تصوبها بإتجاه سليم بينما في داخل الغرفة ارجع سليم ظهر للخلف يستند علي ظهر مكتبه وهو يطالعها وهي تجلس امامه بكل اريحيه وتقول بحرارة 

(( لقد اشتقت لك بحجم السماء و الارض ))

هز راسة بالنفي بأن لا فائدة مما تقوله ثم تحدث بصوته المشحون غضبا يقول 

(( لما انتي هنا الان ))

فتحت مونيكا عيناها وضمت شفتيها تحاول استعطافه فتنهدت ببؤس ووقفت من مكانها ودارت حول مكتبه ووقفت خلف المقعد الذي يجلس عليه ورفعت ذراعها تمسد علي كتفيه ليدور سليم بالمقعد ليوجهها وهو يقول بهجوم 

(( هل عرفتي الان من قد احن لتلك العلاقة قبل الاخر ولكنني قولتها من قبل وسأقولها مرة ثانيه لا اريد أن اراكي مجددا فهيا اخرجي .))

اتسعت عيناها وتلعثمت تقول 

(( الست انت من بعث برسالة نصيه يخبرني بأنك اشتقت لي وتريد رؤيتي .))

التهب وجهه بالغضب وهي تخبره بشئ لم يفعله ليقول بصوت غاضب 

(( لم افعل ذلك لم تخطري علي بالي للحظة واحدة منذ ان ذهبتي من هنا فلما قد ابعث برسالة لكي ابثك مشاعري واشواقي التي ليس لها اية وجود اذهبي ولا تعودي مجددا .))

اختل توازنها لتقع جالسة علي ركبتيه لتدخل مي في تلك اللحظة وهي تحمل ملفا في يدها لتراها جالسة علي قدميه فعصرت قبضتيها تحاول لجم غضبها الذي يتصاعد فلم تتمالك نفسها وتساقطت دموعها والتفتت تغادر وهي تغلق الباب خلفها بقوة ظلت تبكي وجسدها يرتجف مما رأته فجلست علي مكتبها ورفعت اناملها تمحي دموعها المتساقطة وتبدلت ملامح وجهها فتنهدت تنهيدة تكتم فيها ألمها المبرح ..

صدم سليم مما حدث فدفعها عنه بعنف وازدراء وهو يقول 

(( للخارج الان ))

رفعت مونيكا حاجبيها بإستغراب فاخذت حقيبة يدها وخرجت من غرفة مكتبه ووقفت تطالع مي بنظرات حاقدة رفعت بصرها وتجمدت ملامحها وهي تطالعها بإذدراء لتنسحب الاخري من امامها ..

خرج فارس من المركز الطبي فأغمض عينيه بوهن يبتلع ريقه بتثاقل وهو يدفع المقعد المتحرك بمعتز فأوقف سيارة اجري وفتح بابها ومال يحمل معتز بين ذراعيه ليجلسه بداخل السيارة فأشاح معتز بعينيه بعيدا عنه يرفض أي تواصل بصري بينهما أجلسه فارس وأمسك بالمقعد ليغلقه ويضعه في حقيبة السيارة ودار حولها ليجلس من الناحية الاخرين كل ذلك ومعتز يتابعه بخمول وقد أكتشف من أزمته تلك أشياء كثيرة من كان معه وبجواره ومن تخلي عنه ولم يسأل عليه ولو لمرة واحده ازدرد ريقه ورغم كل الوجع الذي شاب عينيه من هذا الموقف الا ان وجهه كان باردا وهادئا فهو عندما يصل للمنزل ويدخل لغرفته يعذب نفسه ويجلدها لما اقترفه في حق اخواته فمازال حتي الان لا يستطيع أن يرفع عينيه وينظر بداخل اعينهم فهو لا يستحق مسامحتهم له كم يتعذب كلما رأي معاملة فارس له وعندما يحمله بين ذراعيه يريد أن يجهش في البكاء ثم يحتضنه بقوة ويخبره بأنه نادم علي أي شئ فعله معهم خرج من شروده علي كف فارس الموضوعة علي كتفه تربط عليه وهو يؤمي له بعينيه وكأنه فهم ما يفكر فيه ليقول له بعينيه بأن القادم أفضل التفت معتز بوجهه بعيدا عنه وظل ينظر من النافذة الزجاجيه إلي أن وصلوا للحي الذي يقتنوا فيه ليترجل فارس من السيارة سريعا وأخرج للسائق اجرته من حافظة نقوده فأنزل المقعد اولا وهيئه ليجلس عليه معتز ثم دفع به المقعد حيث المنزل ما ان وصل معتز للمنزل طلب ان يدخله لغرفته ككل مرة يأتي فيها من تلك الجلسات يطلب ان ينعزل عن الجميع ويبقي بمفرده فعل فارس كما يريد منه وخرج من غرفة معتز بعد ان اغلق الباب خلفه ليجد والدته امامه تريد الدخول اليه ابتسم فارس ابتسامة ودودة وقال 

(( اتركيه الان يا امي فأنت تعلمين بأنه يأتي من الجلسات مجهدا ومتعبا ولا يحب ان يراه احدا ضعيفا اتركيه قليلا ثم ادخلي لتطمئني عليه ..))

أطاعته والدته وتطلعت ببشاشة في وجهه فلم يعطيها فرصة لتتحدث وقال 

(( سأذهب للعمل لقد أستأذنت صباحا واخبرتهم بأنني سأتأخر لساعتين ولكني تأخرت كثيرا .))

لثم رأس والدته سريعا واستدار مغادرا فما ان خرج من المنزل اخرج هاتفه من جيبة وضغط علي رقم ليجيبه الطرف الاخر سريعا متلهفا ليلقي عليه فارس التحيه ثم أخذ نفسا قويا وهو يقول بوقار مألوف 

(( أردت أن اخبرك بأن طلبك لقي قبولا لدينا ولكني أريد منك أن تنتظر لبعض من الوقت فقط قبل أن يحدث أي شئ رسمي فعقد قراني غدا يمكننا ان نحدد موعدنا لتأتي انت وعائلتك في وقت لاحق لنتفق علي كل شئ. ))

تجلي الفرح علي ملامح مالك مما اخبره به فارس فغمرت السعادة قلبه ليشعر بأنه سيخرج من صدرة من قوة صوت ضرباته حاول تمالك نفسه وأستعد رباطة جأشه ليقول بشجن 

(( مبارك لك ولكني لا اطيق صبرا فهل يمكنني أن أزوركم أول الاسبوع القادم .))

ابتسم فارس ثم قال بنبرة سعيده

(( كم تحب وترغب سأكون في أنتظارك .))

أنهي فارس المكالمة واسرع لعمله فهو لن يستطيع الذهاب للعمل علي مدار اليومين القادمين من أجل زواجه فلف غضب غير مألوف وجهه ثم اخذ يكمل طريقه ..

في المساء بدلت مي ملابسها واستعدت لتذهب لذلك العشاء بعد أن تشاجرت كثيرا مع ملاك حتي تستطيع الذهاب أرادت أن تذهب سريعا وتأتي قبل أن يأتي فارس ويجدها مازالت بالخارج فأخذت تخطو علي طراطيف انامل قدميها وهي ممسكة بحذائها بين كفيها لتخرج من المنزل اولا ثم ترتديه فإذا استمعت والدتها لصوت خطواتها ستمنعها من الذهاب ووقتها ستفقد عملها ما ان خرجت من المنزل اوقفت سيارة اجرة واملت العنوان للسائق بعد القليل من الوقت وصلت أمام المطعم المقصود فوقفت تهندم من ملابسها وتحركت تخطؤ للداخل بتردد وثقتها بنفسها تلاشت كليا لمحته جالسا مع ثلاث رجال وامرأتان علي طاولة كبيرة فحركت بإتجاهه وهي ترسم علي وجهها ابتسامة مصتنعه رحبت بالجميع وجلست مقابلة له اثني أحد الرجال علي جمالها وتطلع لها مردفا 

(( هل انتي متزوجه .))

ابتسامة ساخره تعلقت بفمها المكتنز الجميل قبل أن تتحدث ببرود 

(( لا ليس بعد ))

جاش صدره بالغضب وهتف 

(( نحن هنا في عشاء عمل فلا تتطرفوا للحديث خارجه .))

لم تتحدث معه مطلقا فهي لم تنسي ما فعله صباحا مع سكرتيرته القديمة عند تذكرها لهيئته كسا الالم ملامحها بينما تابعها هو بنظراته وتابع ذلك الشاب الجالس بجوارها وهو يرمقها بنظرات اعجاب ولكنه حاول التماسك حتي أنتهي العشاء ووقف الجميع ليغادر فمد ذلك الشاب كفه ليودع مي ففعلت المثل ليميل علي كفها يقبلها برقة وهو ينظر بداخل عينها عند هذا الحد ولم يستطع أن يتماسك اكثر وقد اظلمت عيناه وهو يقترب منه ويقول بإنفلات اعصاب 

(( ابتعد عنها ايها الوغد .))

ثم كور قبضته وضربه بقوه واستدار يسحبها من معصمها ليخرجوا من المطعم تحت انظار الجميع الذاهله مما حدث ابتسمت مي بلا مرح وهي تقول 

(( كل مرة تثبت لي بأنك شخص همجي ..))

رفع حاجبيه يقول بخشونه 

(( اصمتي فلا اريد ان استمع لصوتك .))

شدت مي علي حديثها وهي تقول 

(( ولما قد اصمت الست انت من اصريت علي قدومي فلما ضربت الشاب هل كل ذلك لانه اثني علي جمالي .))

أغمض سليم عينيه أمامها وهو يحث نفسه علي عدم الانجراف بغضبه وغيرته عليها فهي محقة في بكل شئ ففتح باب سيارته بهدوء وهو يطلب منها ان تصعد بداخلها ليوصلها ولكنها رفضت فدفعها بداخل السيارة رغما عنها ودار حولها ليجلس في مقعد السائق ليوصلها اولا لمنزلها ثم يذهب منزله ..

وقفت السيارة علي أول الحي لتترجل منها مي وأخذت تخطؤ في الشارع لتصل للمنزل فهي قد طلبت منه ان ينزلها هنا حتي لا يراها احدا ويفهمها بطريقة خاطئه لم تأخذ بالها من الشخص الذي يتبعها بخطوات مسرعه فما ان دخلت للمنزل حتي وجدت يفتح الباب بقوه وحدق في عينيها للحظات طويله ثم وقف امامها وهو يزمجر بصوا مخيف 

(( اين كنتي في تلك الساعة وسيارة من التي اوصلتك علي اول الحي ولما لم تخبريني بانك ستخرجين ))

خيم الصمت بينهما وهي تنظر إليه بعينين خائفتين ليقول بجفاء وصوت قاسي

(( انطقي واخبريني اين كنتي .))

نظرت في عينيه واجابته بخوف 

(( كنت في عشاء عمل والمدير اوصلني لان الوقت قد تأخر ..))

ما ان انتهت حتي تلقت صفعة قوية من فارس وتمتم من بين اسنانه المطبقة 

(( منذ اليوم لن تخرجي من المنزل الا بإذني ولن تعملي مجددا عودي لدراستك وانهي عامك الدراسي هذا ..))

ذعرت مي وتحدثت تقول بقلق 

(( لا ارجوك تعلم بأننا بحاجة للعمل اعتذر منك لن اكررها ارجوك سامحني تراجع عن قرارك .))

ثم تساقطت دموعها ندما علي خروجها من المنزل بدون علمه أمعن فارس النظر فيها ثم قال بإمتعاض 

(( لا اريد أن يتكرر الامر مجددا والا لن اتسامح معك وسيكون لي رد فعل اخر .))

اومأت براسها واحتضنته فأرجع فارس راسه للخلف وهو يطالعها لتتنهد مي براحه ..

 •تابع الفصل التالي "رواية ذلك هو قدري" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent