Ads by Google X

رواية ارقام في العتمه الفصل الخامس عشر والاخير 15 - بقلم اسماعيل موسى

الصفحة الرئيسية

رواية ارقام في العتمه الفصل الخامس عشر والاخير 15 - بقلم اسماعيل موسى 

ليالٍ طويلة، ظل سامر يسهر في القاعة الجانبية، يراقب القاعة الرئيسية عبر النافذة، كل ليلة، كان يجلس بصمت، يحدق في الظلال التي تتحرك على الجدران، ويحاول استباق ظهور الشخص المجهول الذي يكتب تلك المعادلات.


ورغم يقظته، لم يكن يرى سوى شيء واحد ثابت: عامل النظافة.


الشاب يدخل كل ليلة، يحمل أدواته، ينظف الأرضية بعناية، ويرحل. لم يكن يظهر أي اهتمام بالسبورة، ولم يُظهر أي شيء غير عادي، ومع مرور الأيام، بدأ سامر يشعر بأن هذا البحث قد أصبح عبثيًا.


---


في إحدى الليالي، بينما كان سامر جالسًا في مكانه المعتاد، يشعر بثقل اليأس يجثم على قلبه، قرر إنهاء كل شيء،قام ودخل القاعة الرئيسية، وقف أمام السبورة، يتأمل المعادلة الأخيرة التي ظهرت قبل أيام.


"ربما يجب أن أترك الأمر،" قال لنفسه.


أمسك بالممحاة، وبدأ بمسح المعادلة،لكن قبل أن يكمل، التقطت أذناه صوتًا خافتًا خلفه،التفت بسرعة، فرأى ظلاً يتحرك عند طرف القاعة.


هناك، تحت الضوء الخافت، كان شخص يرتدي قناعًا بسيطًا يكتب على السبورة.


"توقف!" صرخ سامر، وركض نحوه.


لكن الشخص، وكأنه كان يتوقع هذا، قفز بعيدًا، وركض باتجاه الباب، سامر لم يتردد للحظة، وتبعه إلى الخارج.


---


كانت المطاردة تحت جنح الظلام، عبر ممرات الجامعة المهجورة. الشخص المجهول كان سريعًا، يتحرك بخفة كأنه يعرف المكان جيدًا. سامر، رغم محاولاته الحثيثة، لم يتمكن من اللحاق به.


في النهاية، توقف عند زاوية أحد الممرات، يلهث من التعب، بينما الشخص المجهول اختفى في العتمة.


---


في اليوم التالي، بينما كان سامر يحاول استيعاب ما حدث،  وكان فى مكتب رئيس الجامعه الذى تلقى اتصالًا  أخبروه أن عامل النظافة قد قدم استقالته فجأة، دون تفسير.


انتبه سامر فجأه

عامل النظافه استقال؟

ثم فكر فى سره ورغم أن الخيط بدا ضعيفًا، إلا أن شيئًا داخله دفعه إلى متابعة الأمر. طلب من الإدارة عنوان العامل السابق، وأخبرهم أنه بحاجة إلى مقابلته لأمر عاجل.


---


وصل سامر إلى العنوان: بناية قديمة تقع في حي شعبي، مدخلها يقود إلى بدروم أرضي مظلم.


نزل الدرجات الحجرية بصعوبة، ورائحة الرطوبة تملأ المكان، عند الباب، طرق عدة مرات قبل أن يُفتح الباب ببطء.


---


داخل الغرفة، لم يكن هناك شيء سوى سرير بسيط، طاولة صغيرة، وأهم ما لفت نظر سامر: الجدران المغطاة بالمعادلات.


كل زاوية، كل مساحة خالية، كانت مملوءة برموز رياضية معقدة ورسومات بيانية، بعضها مألوف، وبعضها أشبه بشيفرات غامضة.


"كل هذا... كنت تكتبه هنا؟" سأل سامر وهو يتفحص الجدران.


الشاب، الذي جلس على الكرسي الوحيد في الغرفة، أومأ برأسه.

"لم يكن لدي مكان آخر، الجامعة كانت فرصتي الوحيدة،كنت أحضر المعادلات إلى هناك، وأتركها خلفي."


سامر وقف صامتًا للحظة، ثم سأل:

"لماذا؟ لماذا كل هذا؟"


الشاب نظر إليه بعينين متعبتين، وقال:

"لأنني أردت أن أُسمَع. لكن لم يكن لدي صوت."


---


في اليوم التالي، عاد سامر إلى الجامعة ومعه طلب رسمي لإدارة الجامعة، يطالب بالسماح للشاب بحضور المحاضرات، حتى وإن لم يكن طالبًا مسجلاً.


"هناك عبقري هنا،" قال سامر لرئيس الجامعة. "شخص نحتاجه أكثر مما يحتاجنا."


الرئيس نظر إلى سامر بدهشة، لكنه وافق أخيرًا.


---


وفي القاعة التي بدأت منها الحكاية، جلس الشاب لأول مرة بين الطلاب، ينظر إلى السبورة الفارغة، بينما سامر يقف أمامه مبتسمًا.


"لنبدأ من البداية،" قال سامر.


لكن الشاب، بابتسامة خافتة، قال:

"لا، دعنا نبدأ من حيث انتهت المعادلات."

يتبع الفصل كاملا اضغط هنا ملحوظه اكتب في جوجل "رواية ارقام في العتمه دليل الروايات" لكي تظهر لك كاملة 

  •تابع الفصل التالي "رواية ارقام في العتمه" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent