Ads by Google X

رواية جبل النار الفصل الخامس عشر 15 - بقلم راينا الخولي

الصفحة الرئيسية

 رواية جبل النار الفصل الخامس عشر 15 - بقلم راينا الخولي

جبل النار 
رانيا الخولي 
الخامس عشر 
……………

استيقظت وعد في الصباح على صوت شهد
_وعد قومي 
فتحت وعد عينيها بتكاسل وهي تسألها بنعاس
_ايه يا شهد سيبيني انام 
جذبت عنها الغطاء وقالت بغيظ
_تنامي ايه قومي عشان تحضري الفطار.
جذبت وعد الغطاء منها وقالت بضجر
_يا بنتي حسين بيه ومراته سافروا اسكندرية هعمله لمين.
_تعمليه لسليم بيه يا فالحة.
انتهبت وعد لاسمه واعتدلت في الفراش لتسألها بتعجب
_هو قالك انه هيفطر هنا؟
_ما انا استغربت زيك كدة بس هو طلب مني اقولك تحضري له الفطار وتطلعيه اوضته.
تنهدت ونهضت مجبرة لعلمها جيدًا سبب استدعائه لها.

أعدت وعد الإفطار وصعدت به لغرفته ودلفت حينما سمح لها بالدخول
كان جبل الجليد كما تلقبه واقفًا أمام المرآة يرتدي ساعته بهدوء تتعجب له
وضعت الطعام على الطاولة وهمت بالانصراف لكن صوته الحاد منعها
_أنا مسمحتش  ليكى انك تخرجي.
ضغطت وعد على شفتها السفلية تحاول التحلي بالثبات مثله فاستدارت إليه لتسأله
_عايز حاجة تاني حضرتك؟
استدار يتطلع للطعام أمامه ثم عاد بنظره إليها وسألها
_انتي عارفة إني بفطر بدري كدة؟
حافظت على إبعاد عينيها عنه وردت بجمود 
_لأ.
_اومال جيباه ليه؟
اندهشت من طريقته معها وذلك جعلها ترفع بصرها إليه لتسأله
_ممكن أفهم حضرتك عايز توصل لإيه؟
التزم الصمت قليلًا وهو يرمقها بنظراته الفاترة قبل أن يباغتها بكلماته 
_انا مش قولتلك متظهريش قدامي لأي سبب من الأسباب؟
اهتزت نظراتها وقد شعرت بأن الهواء انسحب من الغرفة عندما تذكرت حديثه معها
"إياك تظهري قدامي لأي سبب من الأسباب لأنك لو عملتيها مش هبقى مسؤول عن اللي هيحصل"
ازدردت جفاف حلقها ليس خوفاً منه بل خوفاً عليه 
هي تعلم جيدًا بأنه لن يؤذيها مهما تطلبت مشاعره لكن هي تخشى عليه من لوعة قلبه الذي لا يرحمه 
مهما أخفى عليها لكنها تعلم مدى حرقة النيران المشتعلة بداخله
مجرد تهديد كي يجعلها تخاف من الظهور أمامه لكن هو لن يؤذيها ولن يفعلها يومًا.
أغرقت عيناها بالدموع ودون ارادتها رفعت عينيها إليه لتسأله بحيرة
_لأمتى؟
تظاهر بعدم فهم وأجاب سؤالها بسؤال
_لأمتى أيه؟
قطبت جبينها بحيرة 
_لأمتى هتفضل حابسني كدة.
لم يتبدل حاله بل ظل على وجومه وتابعت هي ببراءة
_ليه رابطني جانبك؟ سيبني اعيش حياتي بعيد عن سجنك ده يمكن ألاقي اللي يعوضني.
توهجت النيران داخل عينيه قبل أن يحكمها سريعًا وسألها بتهديد مبطن
_عايزة تبعدي عشان تتجوزي وتعيشي حياتك؟
تداركت وعد حديثها وما فهمه منه وصححت قائلة
_انا مقصدش اللي فهمته العوض عمره ما كان في شريك الحياة
أحياناً بيكون حاجات تانية بعيد عن اللي فهمته.
لم يفلح تبريرها في اخماد النيران التي اشعلتها بعفوية حديثها
يعلم جيدًا مدى براءتها لذا اصر ان تبقى تحت عينيه كي لا تذوق مرارة الحياة ووحدتها 
تحدث بغموض
_قريب أوي هسمحلك، بس لحد ما ييجي اليوم ده مش عايزك تظهري قدامي وتهديدي المرة دي مش مجرد تهديد ياريت تلتزمي بيه.
لأول مرة تشعر بالخوف منه لذا انسحبت بهدوء تحمل الطعام لتخرج به لكنه منعها بحزم
_سيبي الفطار وأخرجي.
اومأت له وخرجت مسرعة وقلبها ينبض بقوة 

أسرعت بالذهاب إلى غرفتها وألقت بنفسها على الفراش وتترك العنان لى دموعها
لقد وافق على بعدها
سيجعلها ترحل دون عودة غير عابيء بمرارة فراقه عنها
كيف بإمكانها التحمل
لقد ظنت أن تلك الطريقة ستجعلها تنساه لكن عندما وافقها شعرت بمرارتها قبل ان تذوقها 

❈-❈-❈

ألجمتها الصدمة وقد تصنمت مكانها عندما تفاجئت به جالسًا على المقعد وملامحه لا تبشر بخير مطلقًا
شعرت بأن الدنيا تلتف بها وخاصة عندما وجدته يتقدم منها بعد أن أشار للجميع بالانصراف ووقف أمامها لينسحب الهواء من المكان
همت بالتحدث لكن صفعة حادة تلقتها منه جعلتها تسقط على الأرض بقوة
فتصاب بالزعر عندما مال عليها ليجذبها من خصلاتها ويهدر بها بسخط
_بقا جايه هنا عشان تدوري على حل شعرك وتجبيلي العار زي أمك ما عملت.
صرخت بألم عندما جذبها من شعرها ليجبرها على الوقوف وقال بهدر
_كنتي فين ومع مين؟
صرخت بألم أشد عندما شدد من قبضته عليها وصاح بها
_قولي كنتي فين؟
نهضت شاهي من مقعدها وابتسامة متشفية مرتسمة على وجهها وانسحبت من المكان
بكت أسيل وتمتمت بتوسل
_أقسملك إني كنت على البحر.
هدر بها 
_مع مين؟
بكت أسيل بحرقة وقالت بألم
_لوحدي.
ضرب رأسها في الطاولة أمامها وصاح بسخط
_وإزاي تخرجي وانا منعك من الخروج وكمان بالليل.
ازداد بكاءها من شدة الألم الذي كاد يقسم رأسها نصفين وتمتمت بنحيب
_انا مخرجتش غير الفجر لما قلقت ومجليش نوم
كان كذبها لأجل أن تحميه فإن علم بأنها تواعده فلن يرحمه لذا كان عليها ان تواصل كذبها لأجله
_صدقني دي الحقيقة ومش هتتكرر تاني.
ضربة أخرى وفي نفس المكان وهو يهدر بعنف شديد 
_كنت عارف إن لو سيبتلك وغمضت عيني عنك هتعملي زي أمك بس اعملي حسابك هترجعي القاهرة وتتحبسي زي الكلاب في الأوضة حتى الشمس مش هتشوفيها.
اومأت له كي ترحم نفسها من ذلك العذاب ثم ازاحها من أمامه فتلتقفها أمينة قبل ان تسقط على الأرض مرة أخرى وقال بغضب
_خمس دقايق تكون غيرت هدومها وتجبيها العربية.
أومأت أمينة وأسندتها لتصعد بها للغرفة 

❈-❈-❈

بعد مرور عشرة أيام
التاع فيهم داغر وهو يحاول الاتصال بها بشتى الطرق 
لم ينسى هيئتها وهي مستندة على أمينة وتساعدها على الصعود للسيارة 
فعلم حينها بأنها وقعت ببراثن والدها
شعر بالذنب تجاهها لكن قضي الأمر وعليه أن يخطو الخطوة التي أجلتها بنفسها
لن ينتظر أكثر من ذلك
كان مصر على طلبه في اليوم التالي لكن عمه نصحه بالتروي
فإن تقدم الآن سيزرع الشك في قلب والدها وطلب منه الانتظار حتى الأجازة القادمة 
ومنذ ذهابه وهو يحاول الوصول إليها لكن هاتفها قيد الاغلاق 
القلق ينهش قلبه دون رحمة ولا يعرف ماذا يفعل.
وقف على سياج الباخرة فشعر بيد يحيى على كتفه وهو يقول بمزاح 
_تصدق شمتان فيك.
رمقه داغر باستياء
_ليه إن شاء الله.
_اصلك كنت عملي فيها سبع كدة ومفيش واحدة عجباك، وحب ايه وكلام فارغ ايه وكلام كتير كدة وانت من أول نظرة وقعت زي الجردل.
تنهد داغر وهو ينظر للمياه أمامه
_تصدق عندك حق، البنت دي زي ما تكون سحرتلي، بقيت بنام واقوم موريش غير التفكير فيها 
هشوفها أمتى، هقابلها إزاي، بقيت هي الشغل الشاغل بصحيح، بقول يمكن بعد الجواز الأمور معايا تهدى شوية واشتياقي ده يهدى شوية.
ابتسم يحيى وهو يتأمل البحر قائلاً 
_ومين قالك انها بتهدى بالعكس دي بتزيد أكتر
يعني انت دلوقت مهما كان قادر تتحمل فترة السفر، لكن بعد الجواز مش هتقدر تتحملها
مش هقولك عشان اللي بيجرب الحاجة مش بيقدر يستغنى عنها والكلام ده، تؤ
كفاية أوي إنك راجع وعارف إن في حد مستنيك وبيعد الساعات عشان ترجعله
ولما ترجع بتلاقي حضن ضافي بيضمك ويعوضك عن الغياب والبعد
اه الاحلام مبتبقاش وردية أوي لكن في حاجات بتخليك تعدي عشان اللحظات الجميلة دي
تلف وتدور وتكلم دي وتضحك مع دي بس في الآخر مفيش ادفى من حضنها.
كل ذلك وداغر يتخيل المشهد أمامه ويتخيلها تنتظر عودته وهي في غرفته وبأبهى طلة لها
فيغلق الباب بقدمه ويسير بغير هواده إلى تلك الابتسامة التي تشق ثغرها فتلهب انفاسه ويشاركها معها ليحترق كلاهما بذلك اللهيب
نفض رأسه من تلك الأفكار فربت يحيى على كتفه وهو يقول
_روحت فين ياوحش؟
تطلع إليه داغر باستياء
_هو انا كنت ناقصك، شوف رايح فين.
ضحك يحيى وقال بهوادة
_متضيعش وقت اكتر من كدة وروح لها من الباب لأنها متستحقش غير كدة.
تنهد داغر وقال
_إن كان عليا عايز اتقدم من أول أجازة بس هي اللي مأجلة ارتباطنا بس الأجازة الجاية هحسم كل حاجة وهتقدم لو غصب عنها.
ربت يحيى على كتفه قبل ان يتركه
_ماشي يا سيدي يبقى بس متنسناش من الدعوة.

❈-❈-❈

في غرفة أسيل
دلفت أمينة لتجدها مازالت مستلقية على جانبها في صمت مطبق.
فتحت أمينة النافذة لتضيء الغرفة فتحتج أسيل على ذلك قائلة بامتعاض
_في ايه يا دادة عايزة أنام.
تقدمت منها وهي تقول بتعاطف
_يا بنتي احنا بقينا الضهر واللي انتي بتعمليه ده غلط عليكي
جذبت الغطاء عليها تخفي به وجهها وهي تغمغم باستياء 
_يعني هقوم اعمل ايه؟ سيبيني يا دادة الله يخليكي.
جلست على الفراش بجوارها 
_دا انتي بقالك عشر ايام على الحالة دي ايه مزهقتيش.
ابعدت أسيل الغطاء عنها واعتدلت في الفراش لتسأل أمينة
_وبعد ما اقوم هعمل ايه؟ هفضل محبوسة في الأوضة لحد ما انام تاني 
ازداد تعاطفها معها فمنذ ما حدث وهي ممنوعة من الخروج حتى هاتفها سحب منها
_قومي اتفرجي على الشاشة او حتى نتكلم مع بعض شوية.
ظلت أسيل تنظر إليها في سكون تام ثم قاطعته قائلة
_نتكلم عن ايه؟ ايه اللي شوفته في حياتي حلو اتكلم عنه؟
ماما اللي اتحرمت منها وانا عندي سبع سنين؟ ولما احتاجتني روحتلها وهي بتموت ملحقتش اشبع منها؟
ولا الجحيم اللي عشته على ايد بابا وانا بتعامل بذنب أمي واللي أصلاً كان من تأليف مراته التانية وهو صدقه.
اتكلم عن اهانته ليا ولا ضربه إن فكرت أخرج برة ولا ايه ولا أيه.
الحاجة الحلوة الوحيدة في حياتي خلاص ضاعت مني.
تنهدت بتعب وتمتمت
_سيبيني نايمة أحسن خليني أهرب من الجحيم ده 
عادت إلى وضعها مما جعل أمينة تقف عاجزة أمامها
فقد ظهر الشحوب عليها وأصبحت تعاني من دوار مستمر حتى أوقات كثيرة تكاد تسقط أرضًا
تنهدت بضيق شديد ثم خرجت من الغرفة فتجد سليم يتجه إلى غرفته بعجالة
اوقفته قائلة
_سليم.
توقف سليم ليستدير إليها ويقول بضجر
_دادة لو هتفتحي موضوع أسيل تاني فأنا مشغول ومش فاضي لازم ارجع الشركة دلوقت، هي غلطت ولازم تتحمل نتيجة غلطها.
_بس انا مش بكلمك عن كدة، البنت دايخة طول الوقت من اثر الضربة اللي اتعرضت ليها على راسها
صحح لها
_تقصدي من النوم المستمر مش أكتر، بعد اذنك.
تركها ودلف غرفته ولم تجد أمامها سوى أن تظل هي بجوارها كي لا تتركها تستسلم لحالتها.

أما شاهي فقد كانت سعيدة بما حدث وشعرت بأنها على وشك الخلاص منها
لكن بقاءها في غرفتها دون التواصل مع حبيبها لن يجدي نفعًا
عليها أن توارب لها الباب كي تعاند وتذهب إليه عندما تتيح لها الفرصة وحينها ستقوم هي بدورها وتكون ضربة قاضية كي تتخلص منها إلى الأبد
أخذت هاتف أسيل الذي وضعه حسين في خزانته وخرجت من الغرفة لتنادي 
_أمينة.
خرجت أمينة من غرفة أسيل 
_نعم يا شاهي هانم.
_أسيل صاحية ولا نايمة؟
اندهشت امينة من سؤالها عنها وردت بحيرة
_نايمة، ليه في حاجة؟
_لأ مفيش، خلي حد من البنات يعملي فنجان قهوة.
اومأت لها أمينة وانتظرت حتى نزلت للاسفل ثم توجهت لغرفة أسيل
دلفت فور ان سمحت لها أسيل والتي تفاجئت بها في غرفتها فقالت شاهي بثبوت
_عاملة ايه دلوقت يا أسيل يارب تكوني أحسن.
لم تهتم اسيل لوجودها وعادت إلى وضعها وهي تجيب بنفور
_اه بقيت أحسن بس مصدعة وعايزة أنام.
اغتاظت شاهي من ردها لكنها اخفت ذلك وألقت الهاتف على الفراش بجوارها وهي تقول بنفس ثباتها
_انا قلت أجي ارجعلك الفون بعد ما طلبت من باباكي يسيبه.
تابعت بمكر ودهاء
_وكمان خليته يسمحلك إنك تخرجي من الأوضة بشرط أنه ميصدفش خروجك وجوده ياريت تكوني فهمتي.
خرجت شاهي من الغرفة وأسيل تنظر في إثرها بوجوم
هل ما قالته حقيقة أم هي لعبة من ألاعبيها.
غلبها الاشتياق وتطلعت إلى هاتفها بتردد دام للحظات ثم قامت بفتحه فتجده قد نفذ شحنه
نهضت لتضعه في الشاحن اثر دخول أمينة التي تفاجئت به معها وسألتها بحيرة
_إية اللي جاب التليفون معاكي.
ردت أسيل بوجوم ومازال الدوار يكتنفها
_شاهي هانم
قطبت جبينها بدهشة وسألتها بحيرة 
_وايه اللي خلاها تدهولك؟
_بتقول إن بابا اللي سمحلها وكمان وافق إني أخرج من الاوضة بس وهو برة البيت.

لم تقتنع أمينة بحديثها وعلمت ان في الأمر مكر 
مرت أيام أخرى وأسيل تخرج من الغرفة أثناء غيابه عن المنزل
لم يصادف خروجها سليم وكم كانت تود رؤيته لكنها معاقبة ايضًا منه
هي تعلم جيدًا مدى طيبته وحنانه الذي أخفاه والدهم بداخله وحرج عليه اظهارهم
لم تريد أن تجيب على اتصالات داغر المتكررة 
فقط اكتفت بارسال رسالة له تخبره بأنها بخير 
نعم اطمئن قلبه قليلًا لكن هو سيعود غدًا وعليه ان يقابلها كي يقنعها بالزواج منه

ها قد عاد ولم يمر حتى على منزله بالإسكندرية بل توجه مباشرةً إلى القاهرة 
لن يضيع وقت أكثر من ذلك

في منزل خليل بالقاهرة 

دلف داغر المنزل فيجد عمه جالسًا في مكتبه يراجع بعض القضايا
دلف داغر وهو يقول
_السلام عليكم.
رد خليل السلام وهو يصافحه ويقبل داغر رأسه
_وعليكم السلام، حمد لله على السلامة أول مرة تعملها وتيجي على القاهرة مباشر كدة.
جلس داغر على المقعد وهو يجيبه
_مش هلف وادور عليك انا عايزك تيجي معايا نخطب أسيل النهاردة.
تطلع خليل في ساعته وقال بهدوء 
_هتروح تطلبها من ابوها دلوقت ومن غير ما تاخد ميعاد.
تنهد داغر بضجر 
_عمي انت ليه بتعقد الأمور معايا.
ترك خليل الملف من يده وخلع نظارته ليضعها على المكتب امامه وتحدث بحكمة
_انا مش بعقد الأمور ولا حاجة بس انا بتكلم بالعقل انك تتكلم معها الأول في طبيعة شغلك لأنها لازم تتفهم حاجة زي دي
ومتنساش إنها هتكون مشتتة بين هنا واسكندرية، أنا مش هقدر اتواجد في اسكندرية كتير لحكم شغلي وفي نفس الوقت مش هكون مطمن عليها وهي هناك لوحدها، وانت مصر إنك تعيش معها في اسكندرية
يبقى لازم توصل معها لحل الاول قبل ما تتقدم رسمي.
مسح داغر بيده على وجهه ولم يرتاح لرأي عمه، لكنه صائب وعليه حقًا ان يتحدث معها في هذا الأمر فقال بثبوت 
_تمام هحاول اوصلها واتكلم معها 
_طيب يلا اطلع اوضتك خدلك شاور وانزل عشان نتعشى مع بعض
……….

في اليوم التالي مساءً
وقفت أسيل تنتظر عودة سليم
عليها التحدث معه 
دلف بسيارته داخل المنزل وانتظرت حتى ترجل منها 
خرجت من غرفتها و قفت تنتظر لكن ذلك الدوار عاد إليها تلك المرة وبقوة
أخذت تبحث عن شيء تتمسك به لكن لم تسعفها قدامها على التحرك خطوة واحدة
حاولت الوصول لمقبض الباب كي تتمسك به لكن يد سليم حالت دون سقوطها على الأرض
وسألها بقلق
_أسيل انتي كويسة؟
لم تستطيع أسيل الرد عليه من شدة الدوار فحملها سليم بقلق ودلف بها غرفتها ليضعها على الفراش بقلق بالغ
_نروح لدكتور؟
هزت راسها برفض وتمتمت بوهن
_لا شوية وهكون كويسة.
دلفت أمينة لتجدهم بتلك الحالة فسألتهم بقلق
_في ايه؟
رد سليم بثبوت
_تعبانة ورافضة تروح للدكتور
جلست على الفراش بجوارها وسألتها 
_نفس الدوخة؟
أومأت بصمت وهي لا تقوى على فتح عينيها 
فتطلعت أمينة إلى سليم بقلق فقال بحزم
_ساعديها تغير هدومها وخلينا نخدها المستشفى.
تمتمت أسيل برفض
_قلت مش عايزة.
قالت أمينة باقتراح
_هو حازم ابني جاي دلوقت نخليه يشوفها ويقول إن كانت محتاجة لدكتور ولا لأ 
اومأ سليم وخرج من الغرفة وكأنه يهرب من مشاعره التي اصبح في الآونة الأخيرة فاقد السيطرة عليها.
جاء حازم وعندما سمع لوالدته أصر على الذهاب بها إلى المشفى
حاولت أسيل الاعتراض لكن حازم أصر قائلاً 
_لازم نروح المستشفى ونعمل اشعة عشان نعرف سبب الدوخة والصداع ده.
وافقت أسيل مرغمة وقامت أمينة بمساندتها 

خرجت السيارة من المنزل تحت انظار داغر الذي لم يرى أحد سوى حازم وأسيل فقط داخلها
اعمته غيرته لتواجدها معه في السيارة مما جعله يضغط على المقود بقوة حتى ابيضت مفاصله.

في المشفى 
بعد عمل الأشعة عاينها الطبيب ثم طمئنهم
_انا شايف كل حاجة تمام قدامي والصداع ده نتيجة الضربة اللي اتعرضت ليها.
انا هكتبلها على أدوية تهدي الدوخة والصداع وان شاء الله يومين بالظبط وتبقى كويسة 

عادوا إلى المنزل وكان والدها وزوجته جالسين في بهو المنزل 
تطلع إليهم بسخط لخروجها دون علمه ولم يلاحظ حالتها 
فقال لسليم بحدة
_في ايه ودي كانت معاك برة بتعمل ايه؟
اخفضت أسيل عينيها بانكسار لاحظه سليم فقال بفتور
_أسيل تعبت شوية وكنا عند الدكتور.
رد حسين بانفعال 
_تعبت يبقى الدكتور ييجي هنا هي متخرجش لأي سبب من الأسباب والكلام ده انا قايله يبقى مينفعش يتكسر تحت أي ظرف.
نظر سليم لأمينة وقال بثبوت 
_طلعيها يا دادة اوضتها ترتاح.
اخذتها أمينة وصعدت بها وانتظر سليم حتى دلفت الغرفة وأغلقتها ثم تطلع إلى والده وتحدث بجمود
_مع احترامي لحضرتك بس مينفعش كلمتي انا كمان تتكسر في البيت ده، كلامك يتنفذ لو أنا مش موجود معها.
ازداد شعوره بالحنق لدفاعه عنها والذي كان بدافع مشاعره تجاهها
لاو جود للمشاعر في قلب ابنه
لن يفعل ويسمح له بالوقوع في خطيئة المشاعر كما فعل هو من قبل عندما أحب فتاة واعطاها كل شيء وفي نهاية المطاف قامت بخيانته.
اخذ ينظر إليه وهو يصعد للأعلى بعد أن القى تحذيره المبطن بأنه لم يعد ذلك الطفل المتحكم به.
وقد لاحظت زوجته ذلك لذا كان عليها أن تسكب المزيد من الوقود على النار وقالت بخبث
_كل حاجة بدأت تخرج من بين ايديك يا حسين.
جملة قصيرة لكنها تعلم صداها جيدًا بداخله ونهضت لتتركه يحترق بناره
عليه أن يحكم قبضته كي لا تنفلت الأمور من بين يديه.

❈-❈-❈

ظل داغر يزرع الغرفة ذهابًا وإيابًا وهو يقبض على الهاتف بقبضته 
مازالت صورتها وهي معه بالسيارة مطبعه بعقله
يعلم جيدًا بأنها لم تكن وحدها معه لكن تواجده معها يجعل غيرته الشديدة تشتعل حتى أصبحت كفوهة بركان 
حاول الاتصال مرة أخرى ليخرج تلك النيران بها ولم يكن يدري بأنها أجابت تلك المرة كي يعوضها عن ذلك الجفاء الذي عاشت به بعيدًا عنه 
لكنها تفاجئت به يصيح بها
_كنت فين يا هانم مع الزفت ده؟
لم تسرها غيرته عليها تلك المرة بل تفاجئت به يهاجمها باتهام مبطن
فتمتمت بعتاب
_هو ده كل اللي يهمك؟
انفعل أكثر وهدر بحنق
_أسيل متغيريش الموضوع انتي عارفة كويس إني منعك من الكلام معاه يبقى لما اشوفه خارج معاكي طبيعي إني انفعل بالشكل ده..

كانت لهجته حادة غاضبة وكأنها تتحدث مع شخص آخر 
جربتها من قبل عندما رآها أول مرة مع حازم لكن لم تكن بتلك الشدة
فقالت بعتاب
_بس انا مكنتش لوحدي معاه كان معايا سليم ودادة 
_ولو؛ ياريت اللي حصل ميتكررش تاني.
_حاجة تاني؟
تنهد داغر بغضب لكن تلك المرة من نفسه فمسح على وجهه يهدئ من روعه وتمتم بهدوء
_أنا آسف إن كنت انفعلت عليكي بس غصب عني بغير حتى من الهوا اللي بتتنفسيه.
_وانا قولتلك حازم زي أخويا مش أكتر من كدة.
أغمض عينيه وفتحها ثم قرر 
التطرق في حديث آخر كى لا يزيد من غضبه فقال بعتاب 
_ممكن بقا أعرف مكنتيش بتردي عليا ليه؟

اندهشت أسيل لتحوله لم تشاء أن يعرف شيئاً مما حدث لذا قالت بكذب
_الفون وقع مني واتكسر لسة مغيراه من يومين.
يعلم جيدًا بأنها تخفي الحقيقة لكنه يتركها كما تريد 
_فكرتي في اللي قولتلك عليه؟
التزمت الصمت لا تعرف بماذا تجيب
تخشى من تحطم الأمل الوحيد المتبقى لها وتريد ان تنعم به ولو قليلاً 
ماذا إن رفض والدها؟
هل تستسلم كعادتها؟
ام تحارب لأول مرة في حياتها لأجل شيء ترغبه وليس اي شيء بل كل حياتها
تعشقه حد الجنون وتخشى عليه من نفسها
انتبهت لصوته
_أسيل انتي معايا.
عاندت مصيرها لأول مرة حينما أجابته
_موافقة.
افترى فمه عن ابتسامة عريضة لكنها محت عندما تذكر حديث عمه فغمغم قائلاً 
_خلينا نتقابل عشان احكيلك ظروفي وبالمرة اعرفك على عمي لأنه مصر يشوفك.
ما حدث معها يجعلها ترفض وبشدة لكنها تلك المرة ستعاند وتسير خلف قلبها لن تخاف لتسلم بعد الآن فسألته باقتضاب 
_أمتى؟
فكر قليلًا ثم أجاب
_ايه رأيك بكرة الساعة ستة، ده الوقت اللي عمي بيكون فاضي فيه.
وافقت أسيل قائلة 
_تمام بس بلاش نتقابل برة عشان ممكن حد يشوفني.
_اوك هستناكي بكرة 
سمعت أسيل طرق على بابها فستئذنت منه
_هكلمك بعدين عشان حد بيخبط.
_تمام 
اغلقت الهاتف وسمحت للطارق بالدخول
دلفت وعد والتي لم تتعرف عليها بعد بسبب تواجدها طوال الوقت داخل المطبخ 
_تعالي يا وعد.
تقدمت وعد وهي تحمل كوب عصير وقالت بتهذيب
_عاملة ايه دلوقت؟
ابتسمت أسيل وردت بامتنان
_الحمد لله أحسن 
وضعت الكوب على المنضدة 
_اتفضلي العصير وان احتاجتي أي حاجة ابعتيلي.
اومأت أسيل لتلك الفتاة التي حدثتها امينة عنها وأخبرتها بعلاقتها الصامتة بسليم.

خرجت وعد واستسلمت أسيل للنوم بفعل المهدئ الذي أشاد به الطبيب.

عاد خليل من الخارج وفور دخوله وجد الفتاة التي تعمل لديه تعبث في أحد اللوح المعلقة على الجدار 
اندهش من فعلها فسألها 
_بتعملي ايه عندك؟
انتفضت الفتاة وأخفت شيء ما بجيبها ثم أشارت باليد الأخرى قطعة القماش وهي تقول بارتباك.
_ها.. لا ده انا بنضف الطابلوه عشان لقيت عليه تراب 
قطب جبينه بشك
_في وقت زي ده؟
ازدردت لعابها بوجل 
_مهو.. أصل النضافة مفيهاش مواعيد يا باشا واسفة إن كنت ازعجت حضرتك.
انهت حديثها وهي تنصرفت مسرعة إلى المطبخ


 •تابع الفصل التالي "رواية جبل النار" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent