رواية حب رحيم الفصل السادس عشر 16 - بقلم سمر عمر
” زواج.. ”
أغمضت عيناها بهدوء وسكينة داخل قلبها وصدرها الذي كان يؤلمها منذ لحظات.. عندما يكون لطيفا معها تشعر وكأنها امتلكت العالم بأكمله تتمنى أن يبقى بهذه الحنية دائمًا ..لكن أخذت عهدًا بأنها ستتحمل تقلب مزاجه لأنه يحتاج وجودها بجانبه بشدة ..وستحاول جاهدةً أن تغير من طبعه ولو قليل..
أبتعد عنها وتناول قطعة خبز صغيرة وضعها داخل فمها وهي شاردة به بابتسامة خفيفة وتحدث نفسها ..الذي يطعمها بيده ليس هو الذي كانت تتشاجر معه فهناك شيء جميلًا داخل قلبه ولم ترى إلا هذا الشيء الجميل فقد مسحت قسوته معها من ذكرياتها ..بدأت تتناول معه الأفطار وتساءل بهدوء :
-صحيح أنتِ سمعتي الكلمة اللي في الظرف دي من مين ؟!
ابتلعت الطعام ثم نظرت إليه بحزن وقالت بصوت مبحوح :
-بابا ..قالي سيبي شغلك في الملجأ وألا هوديكِ عند أمك شكلها وحشتك..
استقام ظهره ينظر إليها في ذهول مما انتبهت لتلك النظرة ابتسمت بحزن وقالت :
-ما تستغربش ..أنا عشت أيام أسوأ من كده معاه.. وعمري ما حسيت بالأمان معاه..
نظرت إلى الأمام تحرك رأسها بطريقة عشوائية مانعة تجمع الدموع داخل عيناها ثم تنحنحت بخفة وتذكرت وفاة والدتها وقالت بألم :
-كنت في أولى ثانوي رجعت من المدرسة لقيته بيتخانق معاها وبغشم كده لقيته فجأة خنقها وبدأ يضرب دماغها في الحيط كتير قربت منه علشان اخليه يسيبها زقني جامد وقعت على الأرض ..وبعد ما بعد عنها ماما وقعت على الأرض والدم مغرق الحيط والأرض ..يدوب وصلنا المستشفى كانت ماتت
بعد أن أنهت حديثها دفنت وجهها في كفيها تبكي فرفع يده ليضعها على شعرها برفق وقال بتأثر :
-الله يرحمها يا حبيبتي ..ربنا رحمها منه
اومأت بتأكيد ثم مسحت دموعها بكلت يديها وقالت بضيق ممزوج بنبرة البكاء :
-كان نفسي ياخد جزاؤه ويدخل السجن ..بس عرفت بعد كده أنه رشى الدكتور علشان ميبلغش وقال أنها هي اللي أنتحرت
أحتضن وجنتيها براحتي يديه يمسح دموعها بإبهاميه ثم قبلها على جبينها بحنان وقال بتأثر :
-أسف يا روحي عشان فكرتك
-أنا مش نسياها عشان تفكرني
ثم ابتسمت له قبلها ثانيةً على جبينها قاطبًا حاجبية ثم ابتعد عنها لتنهض متجه نحو الداخل قائلة :
-هعملك قهوة
أراح ظهره على ظهر الأريكة يفكر في حديثها بتمعن.. نعم هو قتل زوجته بسهولة فلن يهون عليه صديقة الذي قتله من أجل المال ..انتظر إلى دقائق وشعر بالأرق ونهض عن الأريكة ودخل ليجد ندى تحمل فنجان القهوة وتوقفت عندما رأته أقترب منها و وقف يأخذ منها صينية القهوة ثم مسك بيدها رافعا إياها إلى شفتيه يقبلها برقة عدة مرات وقال مبتسمًا :
-تسلم ايدك يا حبيبي ..أنا هشربها في اوضتي
أومأت برأسها ترك يدها ليضع كفه خلف رأسها يقبلها على جبينها بحنان ثم نظر إليها بإبتسامة عينيه لتشهق روحها من تلك الإبتسامة التي ستقتلها يوماً ما ..ثم التفت متجه نحو الدرج وصعد إلى غرفته ..وقفت إلى لحظات ثم صعدت إلى الأولاد الذين يرفضون الإستيقاظ..
..بعد مضي نصف ساعة تقريبًا كان جالسًا على الفراش يعبث في الهاتف وبعد لحظات استمع إلى صوت دقات على الباب فأذن بالدخول.. ليدخل علاء مغلقًا الباب خلفه وجلس إلى جواره على الفراش تحدث رحيم وهو منشغلًا في الهاتف :
-اخلع الجزمة علشان مبحبش سريري يتوسخ
ثم أغلق الهاتف و وضعه أعلى المنضده بجوار فنجان القهوة الذي انتهى منه.. بينما تنهد علاء بعمق وقام بخلع حذائه ثم مدد على الفراش قائلًا :
-نمدد بقى طالما خلعنا الجزمة..
ثم تساءل :
-أخبار دراعك ايه؟!
-أحسن الحمد لله
-الحمد لله.. النهاردة في واحد طلب كمية ازاز رهيبة وعمرنا ما اتعملنا معاه.. مختار..
قاطعة رحيم بحده :
-مختار ده بيلعب معاك في الشارع؟ ..دا قد والدك
ضحك ضحكة خفيفة وقال :
-الحاج مختار يا سيدي ..المهم هو قالي بلاش لكن قلتله نسأل رحيم الأول
زفر بهدوء وقال بسأم :
-رحيم.. رحيم.. رحيم زهق منك ..أنت هتتحمل مسؤولية المصنع دا لوحدك امتى
أشار إليه بسبابته قائلًا بثقة :
-لولا إني متأكد إن الكلام دا من ورا ظهرك كنت سبتلك البيت والمصنع ومشيت
ادار رأسه تجاهه ينظر إليه ببلاهة وقال ساخرًا :
-يعني متمشيش معاك من ورا قلبك ؟!..
حدق به إلى لحظات ثم ضحك فابتسم رحيم يحرك رأسه في كلا الاتجاهين وقال ساخرًا :
-اللي يضحك إنك بتقولها بثقة وكأنها صح ..قال من ورا ضهرك ..لاء بقولها من ورا قفايا..
ثم تابع بجدية :
-خلينا في المهم ..أرفض التعامل مع أي حد جديد.. احنا بنتعامل مع ناس معينة غير كده لاء
-طب افرض الناس دي بطلت تتعامل معانا
تنهد بصوت مسموع ونظر إليها بحنق قائلًا :
-المفروض دا جسمك لما تفرده على السرير ..اسمع اللي بقولك عليه
تساءل متعجبًا :
-أنت بتجيب الكلام دا منين
لكزة بخفة وقال بحده :
-في ناس بتخليك تخرج عن شعورك
أومأ بالفهم وكاد أن ينهض ألا أنه تذكر شيئًا فنظر إليه متسائلًا :
-فهمني ليه ماتعملش مع حد جديد ؟!
قال بذكاء :
-علشان مفيش حد أول مرة يتعامل معاك يطلب كمية مهولة من منتجاتك ..وأنا متأكد أن الشخص ده تبع رؤف الشاذلي عشان يخسر المصنع زي ما عملت معاه
حرك رأسه في كلا الاتجاهين وقال بمكر :
-يا مفتري دول خمسة وعشرين مليون جنية
حك جبينه ثم فتح أول درج من المنضدة المجاورة ليأخذ الظرف واعطاه إلي شقيقه الذي أخذه ورحيم يقول :
-خسر والدي قبل كده عشرة مليون جنية ..وبعدين هو يعتبر اخد حقه
فحص علاء الظرف ثم نظر إلية في دهشة وقال بحده :
-أنت ازاي تسكت.. مابلغتش عنه ليه وبعت الظرف دا للحكومة ..ولا مستني يحطلك قنبلة ؟!
لينظر رحيم إليه بهدوء وقال ببرودة اعصاب :
-لو مت بانفجار خد حقي بالتهديد اللي معاك ده
حدق به في ذهول وقال بعصبية :
-وأنا هستنى لما يقتلك أنا هروح أبلغ عنه
أخذ الظرف من يده وقال بهدوء :
-أنا عارف أنا بعمل إيه كويس
جز على أسنانه بغيظ وقال بتذمر :
-أنت مش عارف حاجة خالص ..كفاية كده يا رحيم وابعد عن الراجل ده..
اكتفى بنظرة طويلة دون أن يتفوه بكلمة فغضب علاء منه كثيرًا ثم نهض متجه نحو الباب ووقف يدير المقبض ونظر إليه وقال بتأكيد :
-أنا مش هسيبك تضيع نفسك.. وأتمنى تفكر في أولادك ملهمش غيرك بعد ما والدتهم اتخلت عنهم
أنهى حديثه وجاء ريان انحنى علاء بجذعة يقبله على رأسه ثم تركه يدخل وخرج مغلقًا الباب خلفه.. صعد إلى الفراش وفرد رحيم ذراعه اليمين إليه ليحتضنه بشدة.. تحدث بصوته الطفولي :
-وحشتني اوي
-وأنت كمان يا حبيبي وحشتني
***
“بعد مرور ثلاثة أسابيع..”
لم يحدث شيئًا جديدًا فالحياة مشرقة بشمس الصيف الرائع وتفتحت الزهور واثمرت الأشجار ..وضعت ندى صينية الافطار أعلى المنضدة وجلست على الأريكة بجوار الطفلان قائلة :
-الفطار في الجنينة بيحسن من حالاتنا النفسية
ليقول ريان بسأم :
-أنا حالتي النفسية هتتحسن لو زودتي ساعات لعبي
نظرت إليه بغيظ ولكزته بخفة ثم بدأت تجهز لهم الفطار ..كانت تضع المربى على خبز التوست ..خرج رحيم و وقف يستنشق الهواء بعمق وينظر إلى الأشجار المثمرة ..نظرت ندى إليه لترى ذقنه التي طولت قليلًا ثم نظرت إلى الخبز وهي تحرك المربى بالملعقة قائلة بنعومة :
-رحيم..
نظر إليها بابتسامة عيناه الرائعة وقال بصوت مبحوح :
-نعم
تنحنحت بخفة ثم تحدثت بمزاح :
-دلدل دقنك
رفع حاجبية متعجبًا فيما ضحك كلًا من أشرقت و ريان ..لتضحك ندى على ضحكاتهم فقالت أشرقت بمزاح :
-أه يا بابي عايزين نطلع البرج
انفجرت ندى ضاحكة فجلس رحيم على المقعد المجاور إلى الأريكة وخطف منها التوست قائلًا بمزاح :
-هاتي توست المربى ده اكله وبعدين اعاقبكم على التريقة دي
نظرت إلى يدها التي كانت تحمل الخبز منذ لحظات في تعجب مصطنع فيما قالت أشرقت :
-جهزي يا ندى كمان واحد اشغليه بيه بدل العقاب
ابتسم على حديث صغيرته بينما تناولت ندى توست ولطخته بالمربى ثم وضعته جانبًا وبدأت تجهز توست بالجبنة إلى ريان لتعطيه إياه و أشرقت جهزت لها واحدًا بالشوكولاتة وهي أيضًا.. رأت رحيم انتهى من التوست خاصته فتناولت التي قد جهزته ومدت يدها به قائلة :
-اتفضل يا مستر رحيم
ضيق عيناه قليلًا ثم أومأ بالنفي قائلًا :
-لازم عقـ..
توقف عن الحديث وأخذ التوست متابعًا :
-لاء هشوف الموضوع ده بعدين
ضحكت ضحكة خفيفة فابتسم إبتسامة ثابتة وتناول التوست ..بعد دقائق نهض ريان وقبلها على وجنتها لتنظر ندى إليه وهي تمسح المربى عن شفتيها بلسانها تحت أنظار رحيم بعينيه المبتسمة.. فيما قال ريان :
-هلعب بلاي ستيشن
نظرت إلى ساعة يدها التي تدق العاشرة والربع صباحًا ثم تحدثت بحسم :
-حداشر و ربع تكون هنا
لوى ثغرة بضجر ثم أومأ موافقًا وركض إلى الداخل ..انتبهت ندى من نظرات رحيم إليها فتنحنحت بخفة وخبأت خجلها خلف كلماتها المرحة :
-شوفت أنا مسيطرة قد إيه
قطب جبينه وهو يتمعن بالنظر إلى قسمات وجهها قائلًا :
-طبعًا مش مافيا..
رفعت حاجبيها بإبتسامة ثم نظرت إلى الأمام فقال رحيم بجدية مصطنعة :
-نشوف بقى موضوع دلدل دقنك والأميرة اللي عايزة تطلع البرج
اتسعت عيني ندى بينما نهضت أشرقت متجه نحو الداخل قائلة :
-ندى يلا ورانا رسم
نهضت ندى فيما نهض رحيم ومنع طفلته من الدخول بالقبض على ذراعها ثم حملها وألقى بها في حمام السباحة فضحكت أشرقت بعد أن رفعت رأسها عن المياه وبدأت تسبح ..جحظت عيني ندى وتراجعت إلى الخلف بحذر وهو يقترب منها بخطوات ثابتة وقالت :
-أنا ما بعرفش أعوم
غمز وهو يقول بمكر :
-أنا علمتك
حركت رأسها بالنفي فمد يده ليقبض على معصمها جاذبا إياها إليه وحملها على ذراعيه وهي ترفص بقدميها ثم قفز بها في المياه لتشهق بشدة ..وتشبثت في سترته بقوة فيما اقتربت الصغيرة منهم بالسباحة و وقفت جوارهم قائلة :
-ما تخافيش يا ندى
قال ساخرًا :
-عيب عليكِ الطفلة بتطمنك
مسحت على وجهها وانتقلت ببصرها بينهم وطلبت أن تجلس على الحافة فقام برفعها وجلست على الحافة تاركة قدميها في المياه ..مارس السباحة مع صغيرته بمرح وكان يحملها للأعلى ويستدير بها ..بعد ربع ساعة من المرح اجلسها بجوار ندى ثم صعد من المياه مخللا أناملة بين خصل شعره المبلل قائلًا :
-ندى غيري ومستنيكي في المكتب ..عايزك في موضوع مهم
اومأت موافقة دلف إلى الداخل وبعد دقائق دخلت برفقة أشرقت وتركتها تصعد غرفتها كي تأخذ حمامًا ..بينما دخلت ندى غرفتها وأخذت حماما سريعا وخرجت لتجفف شعرها بألة المجفف ثم مشطت شعرها وبدلت البيجامة بسروال ثلجي وكنزة بيضاء ذات أكمام فضفاضة من الشيفون..
خرجت من الغرفة متجه نحو غرفة المكتب بخطوات واسعة ووقفت تدق الباب ثم دخلت عندما أذن بالدخول.. أغلقت الباب بعد أن طلب منها ثم نفث دخان سيجارته واطفأها.. بعدها نهض متجه نحوها وأمسك بيدها ثم اجلسها معه على الأريكة.. نظرت إلى الأرض لتختبئ من نظراته التي تخطف روحها ..بعد لحظات من الصمت قال بنبرة رجولية هادئة :
-ندى أنا عايز اتجوزك..
رفعت رأسها إليه بصدمة فتابع :
-أنا علشان اتجوزك لازم استنى سنه أقل حاجة وأنا مش عايز استنى السنة دي ..علشان كده هنتجوز من غير ما حد يعرف
بللت شفتيها التي جفت بلسانها وقالت باضطراب :
-مش عايز تعلن جوازنا ليه ؟
-عايز اشوف رد فعل الأولاد الأول ..عارف انهم بيحبوكِ جدًا بس الجواز حاجة تانية ..وحاليًا مش عايز حد يعرف علشان الصحافة ..متأكد أنهم هيعلنوا الخبر ..بإذن الله فجأة كده الكل هيعرف أن احنا اتجوزنا
حكت جبينها وهي تفكر في حديثه ثم تنهدت قائلة :
-عندي شرط..
استقام ظهره وشعر بأنها ستطلب منه أن يخبر والدها لكنها قالت :
-تكلم نانا وتطلبني منها
عقد بين حاجبيها متعجبًا وتساءل :
-وليه مقلتيش اطلبني من بابا ؟!
لتنظر إليه بابتسامة حزينة وقالت بتأكيد :
-لأنه هيرفض ..أي عريس يتقدم لي حتي لو كان كويس بيرفضه فورًا..
استند بمرفقيه على ركبتيه ناظرًا إليها باهتمام فتابعت بضيق :
-لما كنت في الجامعة في معيد اتقدم لي.. بابا قاله مش فاضي أقعد معاك ونتفق على كلام فاضي أنا عندي شغل.. قاله طيب فضي نفسك نص ساعة زعق معاه جامد وقاله أنت مرفوض خالص.. المعيد ده طلب يتكلم معايا وقالي أنه أتقدم ليا وحكى لي على اللي حصل وفي الاخر قالي ربنا يصبرك عليه..
تنهدت بعمق واضعة يدها أعلى صدرها وتابعت بهدوء :
-جالي عند نانا وزعق جامد اوي وقالي مستحيل تتجوزي
” فلاش باك..”
كان الباب يدق دقات عالية فزعت كلًا من الجدة وندى التي خرجت من غرفتها راكضة إلى الباب بهلع.. فتحت إياه تفاجأت بوالدها وصفعها بقوة على وجنتها فصرخت متأوه وهو يصيح بعصبية :
-مشيالي مع واحد في الكلية وجاي يتقدملك
الصدمة منعت دموعها من الهبوط فيما وقفت الجدة جوار ندى وقالت بحده :
-مش هسمحلك تعمل في ندى زي اللي عملته مع أمها
ثم ضمت ندى إليها تبكي في أحضانها ..فقال بعنف وقسوة:
-أنا مش فاضي اجوزك أنا شغلي أهم من الخرافات دي ..وخليكي هنا بقى طول عمرك وخلي جدتك تصرف عليكِ
ثم خرج مغلقًا الباب خلفه بقوة فيما هي كانت تربت على كتف ندى واخذتها لتجلس على الأريكة وأعطت لها منديل لتمسح دموعها وجلست بجوارها تضمها إليها ..التقطت أنفاسها بهدوء وابتعدت عنها لتنظر إليها وقالت بضيق :
-نانا أنا معرفش حاجة عن المعيد ده ولا أعرف أنه أتقدم لي غير لما راح لبابا ..أتكلم معايا وقالي
مسحت على وجنتيها وهي تقول :
-مصدقاكِ يا حبيبتي
“باك..”
-وفعلا كل ما حد يتقدم يرفضه من غير أي سبب
احتضن وجنتيها براحتي يديه وقبلها على جبينها بحنان ثم قال :
-انسي يا ندى.. أنسي كل الأيام دي ..وأنا هروح حالًا اكلم جدتك
قالت بصوت مبحوح :
-لا أنا هروح الأول امهد لها وتعال بعدي بساعه
أومأ موافقًا وقبلها على راحة يدها برقة ..ثم نهضت وجلبت حقيبة يدها وخرجت لتستقل سيارتها وذهبت إلى وجهتها..
عند وصولها صفت سيارتها أمام العمارة ثم ترجلت ودخلت لتستقل المصعد الكهربائي إلى الطابق المنشود ثم وقفت تدق جرس الباب.. بعدها فتحت الباب بالمفتاح ودخلت تنادي جدتها بسعادة كانت تخرج من غرفتها تتكأ على العصى ذات لون رصاصي ..وقفت تنظر إليها بابتسامة فركضت ندى إليها لتحتضنها معبرة لها عن مدى اشتياقها لها.. وبعد تبادل السلام بينهم جلسا على الأريكة..
تبادلا الحديث في بعض الأمور ثم أخبرتها بكل شيء بوضوح لتختفي ابتسامتها فجأة وقالت بحده :
-تتجوزي من غير فرح يا ندى
ابتسمت ومسكت بيدها وقالت بنبرة سعيدة :
-أنا وجودي جمبه فرح يا نانا ..بجد لما تشوفي هتحبيه اوي
حركت رأسها في كلا الاتجاهين وقالت بتذمر :
-ما علينا من الفرح ..موافقة تربي عيال غيرك
نهضت من مكانها وجلست على ركبتيها أمامها وقالت بابتسامة :
-أنتِ عارفه هما بيحبوني قد أي وأنا كمان بحبهم ..مش بحكيلك كل حاجة..
ثم قالت بحزن :
-نانا مليش غيرك ..أنتِ عارفه لو رحيم راح لبابا هيرفض
وضعت يدها على وجنتها وقالت بحزن :
-أنا مايهمنيش إلا سعادتك يا ندى ..وطالما أنتِ موافقة ربنا يسعدك يا بنتي
قبلت يداها وهي تشكرها بامتنان ثم نهضت لتحتضنها وجلست على المقعد المجاور للأريكة تحكي لها عن رحيم وتوصف لها شكله حتى مضى الوقت..
دق جرس الباب فعلمت أنه هو ..نهضت متجه نحو الباب بخطوات سريعة و فتحت الباب لترى رحيم واقفًا بثبات يرتدي سروال أسود من خامة عالية وقميص رصاصي تاركًا ازراره العلوى مفتوح فوقه معطف رصاصي حاملًا باقة ورد بيضاء.. ابتسمت بخجل وتنحت جانبًا ودخل لتصل رائحة عطرة إلى جميع حواسها لتشعر بأنها سوف يغشيا عليها..
أغلقت الباب وأشارت إلى الصالة وهي تدخل ..دخل برفقتها و وقف أمام جدتها ينظر إليها بابتسامة عيناه الرائعة لتراه جذابًا وبشوش.. أقترب منها يعطي لها باقة الورد لتأخذها متمتمه بالشكر وقبلها على رأسها بحنان ثم استقام ظهره وقال بنبرة رجولية :
-سعيد علشان شفت حضرتك
نظرت ندى إليه بإعجاب وابتسامة واسعة طلبت الجدة منه أن يجلس فجلس على المقعد المجاور للأريكة وجلست ندى بجوار جدتها ..قالت بوضوح :
-ندى قلتلي على كل حاجة.. وندى حياتي كلها.. أرجوك حافظ عليها
-في قلبي وعيوني
اومأت بخفة ثم قالت بتأفف :
-و ناوي تعلن جوازكم امتى
تحدث برسمية :
-في أقرب فرصة ..أنا بس عايز ندى تبقي بعيدة عن أي لقاء صحفي ..ومش عايز حد ينقل الخبر علشان دي حياتي الخاصة..
قال بصدق :
-صدقيني دي حاجة صعبة عليا ..و اوعدك في اقرب فرصه الكل هيعرف
تنهدت بعمق وبعد لحظات وافقت ثم احتضنت ندى تقبلها على رأسها وتدعو لها بالسعادة الأبدية ..أخرج من جيب معطفه الداخلي علبة زرقاء صغيرة ونهض متجه نحو ندى ليركع أمامها وفتح تلك العلبة لترى خاتم يمتلك ماسه براقة أعجبت به كثيرًا وأخذ صدرها يعلوا ويهبط بتوتر.. فيما أخذ رحيم الخاتم وضعه في أصبع يدها وكاد أن يقبلها ألا أنها سحبت يدها خجلًا من جدتها.. تنحنح بخفة ثم نهض وجلس معهم إلى دقائق بعد ذلك غادر وقضت ندى اليوم مع جدتها وغادرت
***
“بعد مرور ثلاثة أيام..”
كان رحيم يمهد لهم بأنه سوف يسافر خارج البلاد من أجل العمل وترك المنزل قبل الزواج بيوم ..أما ندى فأخبرت السيدة وفيه والطفلان أن والدها مريض ويجب أن تجلس معه وغادرت قبل يومين وكانت تتحدث معهم من حين لأخر ..تم عقد القرآن في منزل جدتها مع حضور صديق رحيم وخال ندى فقط والذي شعر بالغضب عندما وافقت والدته على زواجها بهذه الطريقة ..بعد كتب الكتاب غادر كلا من صديقة وخال ندى بعد أن باركا له وبعد دقائق خرجت ندى مرتدية فستان أبيض مجسم بكم عليه نقوش ورد بسيطة بعنق دائري مزين بورود بيضاء صغيرة وطرحة شيفون طويلة تصل إلى الأرض ..وبعض مساحيق التجميل البسيطة تعطي لها جمالًا خاص بذلك الرجل الوسيم ببدلته السوداء الأنيقة.. نظر إليها بإعجاب شديد حتى وقفت أمامه عن بعد خطوتين تلتقط أنفاسها باضطراب وتوتر و فراشات معدتها تطاير إلى قلبها لتجعل دقاته تدق في صدرها..
وقفت الجدة تنتقل ببصرها بينهم وقالت بنبرة بكاء :
-خد بالك منها يا بني
قال وهو يتفحص ملامحها بعناية :
-في قلبي
ثم تقدم نحوها و وقف أمامها يحتضن رأسها براحتي يديه وقبلها على جبينها للحظات مطولة ثم أبتعد ليمل عينيه من ذلك الجمال الخاص به.. وبعد ربع ساعة تقريبًا أخذها وغادر بسيارته إلى منزل الحب خاصتهم..
عند وصوله ترجل مسرعًا إلى الباب الثاني وفتحه لتخرج من السيارة ثم أغلق الباب وقام بفتح باب المنزل وعاد إليها ليحملها على ذراعيه ودخل بها مغلقًا الباب بقدمه.. انزلها برفق فنظرت حولها لتجد المكان مظلم لم ترى شيئًا في حين وقف رحيم خلفها واضعًا يده على عيناها وقال :
-اوعي تفتحي
حركت رأسها موافقة فابتعد عنها واضاء الأنوار وهو لايزال يخبرها ألا تفتح عيناها.. ابتسمت فقد علمت أنه يحضر لها مفاجأة ما ولديها فضول شديد أن تعلم ما هي ..أضاء كل شيء ثم وقف خلفها طالبًا منها أن تفتحهما ببطء.. فتحت عيناها تدريجيًا حتى تفاجأت بأنوار صغيرة اضأتها خفيفة مثل إضاءة الشموع معلقة في السقف تصل إلى الأرض وبتلات ورود زرقاء وبيضاء في كل مكان وهناك طريق بتلك البتلات من بداية الدرج للأعلى ..لترى أيضا من تلك الأنوار الصغيرة معلقة في السقف بشكل دائري تصل إلى الأرض تشبه الستار الشيفون.. شغل رحيم أغنية هادئة ثم أمسك بيدها ودخل تلك الدائرة و وضع يديها على كتفيه وأحاط خصرها وأخذ يتمايل معها..
كان ينظر إليها بحب وهي تخبأ عيناها من نظراته حتى لا تسقط من بين يديه ..التصق بأنفه على أنفها مستنشقًا عطرها الانثوي الذي يجذبه إليها أكثر ثم احتضنها دافنًا وجهه بين ثنايا عنقها مستنشقًا ذلك العطر عن قرب ليخطف قلبه من بين ضلوعه ..قبلها برقة على عنقها البراق صاعدًا بقبلاته إلى أذنها وهمس بأنفاسه الساخنة :
-بحبك
لتقول هامسة بأنفاس متسارعة :
-بعشقك
احتضنها أكثر يود أن يخترق عظامها مغمض العينين وبعد دقائق ليست قليلة من الحب ..حملها على ذراعيه وخرج من بين الأنوار وصعد الدرج وهي عيناها على البتلات التي تصل إلى غرفة النوم.. وقف أمام الغرفة طالبًا منها أن تفتح الباب.. فأدارت المقبض ودخل بها مغلقًا الباب بقدمه ثم انزلها وأضاء المصباح الكبير لترى قلب ببتلات الورود الحمراء على الفراش و ورقة بيضاء داخل القلب ..تقدمت نحوه وأخذت الورقة لتفحصها بعينيها ” لقد غرقت عشقًا في قطرة ندى ولا أريد النجاة ..بحبك ” ..تفاجأت به يحتضنها من الخلف تاركًا قبلة على كتفها وتحدث :
-بحبك يا ندى
اتسعت ابتسامتها ثم التفتت إليه فقبلها على جبينها ثم مسك بذراعيها ينظر إليها متسائلًا بمكر :
-مش هتغيري ؟
وضعت الظرف على الفراش وقالت بتوتر :
-أه طبعا بس اطلع بره
ضحك ضحكة خفيفة رافعًا حاجبيه قليلًا قال بمزاح :
-طبعًا لازم أخرج وألا يغمي عليكِ
أطرقت رأسها خجلًا فاقترب منها أكثر وساعدها في خلع الطرحة وضعها على الفراش ثم احتضنها واضعة يديها على صدره الصلب مستند بجبينه على جبينها ومرر يديه على سحابة الفستان حتى وصل إلى المقدمة وقام بسحبها بلطف.. جحظت عيناها ودقات قلبها تقرع كالطبول وحاولت دفعه قائلة :
-أ أنـ أنا هساعد نفسي
ابتعد عنها خطوة واحدة وقال مبتسمًا :
-حبيت أساعد بس بأدب
دفنت وجهها في كفيها تلهث بصوت مسموع من فرط الخجل ..فضحك ضحكة خفيفة ودخل إلى خزانة الثياب التي عبارة عن غرفة صغيرة الحجم… فجلست ندى على الأريكة الصغيرة المقابلة للفراش تنظر حولها وهي تزفر بهدوء ..وبعد دقائق خرج يرتدي سروال قصير يصل إلى بعد ركبتيه بقليل وستره سوداء وقال بحسم :
-هستناكي في حمام السباحة
ثم خرج لتأخذ حريتها وحقا نجح في ذلك.. فزفرت بقوة وأخذت حريتها كاملة ودخلت إلى الخزانة تبدل ثيابها..
دقت التاسعة مساءً ..كان يسبح ذهابًا وإيابًا ويحرك ذراعيه الصلب في المياه متمكنًا من السباحة لدرجة كبيرة ..خرجت إلى الحديقة مرتدية شورت قصير جينز وكنزة حمراء براقة ذات حملات عريضة ..وقفت تنظر إليه وهي تفرك في أصابع يديها بتوتر وارتباك ودقات قلبها تقرع كالطبول ..رفع نفسه عن الماء يمسح على شعره مغلقا عيناه ثم فتحهما ليراها فحدق بها وأخذ يتفحصها من رأسها إلى قدميها عدة مرات.. أطرقت رأسها عندما شعرت بوجنتيها تتوهج خجلًا لتعلم بأنها اصطبغت بحمرة الخجل الذي جعلها تلهث بصوت مسموع جاعلًا من صدرها يعلوا ويهبط..
سبح حتى وصل إلى الحافة ومد يده إليه فوضعت يدها على يده وجلست على الحافة واضعه قدميها في الماء ..وقف أمامها يتفحص ملامح وجهها بداية من جبينها حتى شفتيها لتشعر بضعف الخجل وقال بصوته الرجولي الهادئ :
-حوريات البحر لو شافوكي هيغيروا من جمالك
ثم وضع يديه جوار قدميها مستندًا عليهما ليرفع جسده عن الماء وقبلها على وجنتها برقة فأغمضت عيناها بقوة بينما هو مستمتعًا برائحتها الرائعة التي تحرك مشاعرة وتخطف روحه قبل قلبه.. ثم هبط بقبلته إلى عنقها وأطبق شفتيه على هذا العنق البراق ليشعر بنبضات أوردتها تنبض باضطراب شديد ..ثم ابتعد عنها يهبط إلى المياه ثانية وأحاط خصرها بذراعيه وانزلها إلى الماء وتشبثت في عنقه ليسبح بها ذهابًا وإيابًا ثم يحملها على ذراعيه ويستدير بها.. أوقفها أمامه واضعًا يديها على كتفيه ومسح على شعرها ليزيح تلك الخصلات المبللة التي تمنعه من رؤية عينيها ..بعد ذلك أحتضن وجنتيها براحتي يديه يتفحص ملامحها بعينين لامعتين من ضوء منبعث من القلب مباشرةً ..أطرقت عيناها تختبئ من نظراته التي تجعلها تشعر بالتوتر واضطرابات في معادتها تجعلها تنتفض..
وضع يده أسفل ذقنها ليرفع رأسها رويدًا رويدًا حتى تقابلت عيناهم فجزت على أسنانها بشدة مسيطرة على خجلها بصعوبة بالغة وتلتقط أنفاسها بصوت مسموع وكأن روحها ستخرج من جسدها.. قال بنبرة ثقيلة وهو لايزال يتفحصها :
-أنتِ دلوقتي بتبصيلي على اني جوزك مش حبيبك مافيش داعي للكسوف ده
ابتلعت لعابها بتوتر شديد مما جعلها تشمئز من مرارته ثم احتضنته كي تختبئ من نظراته وقالت بتلعثم شديد :
-أ انـ ..أ يعني..
أبتسم ومسح على ظهرها بحنان ليهدأ من روعها فقد شعر بأنفاسها المضطربة ويشعر بالقلق من أن يغمى عليها.. أحاط عنقها بيده الأخرى لتشعر بقشعريرة استفزت معادتها وجسدها وقال بهدوء :
-خلاص ماتتكلميش ..و اهدي ..اهدي يا ندى
أغمضت عيناها بشدة تجز على اضراسها حتى تحرك صدغيها.. احتضنها بشدة وقبلها على كتفها برقة ثم سبح بها إلى الحافة وحملها ليضعها عليها فرفعت جذعها تضم قدميها إلى صدره.. خرج من المياه و وقف يحرك رأسه كي تخرج المياه من بين خصل شعره ثم مسح عليه من الأمام للخلف وجلس إلى جوارها.. فأدارت رأسها إلى الاتجاه الأخر ليرتفع حاجبيه مبتسمًا ثم مدد على الأرض وهو يجذبها من كتفها لتمدد جواره تنظر إلى السماء وهي تلهث باضطراب ..نظر إليها للحظات ثم رفع جذعه متكأ بمرفقة اليسار إلى الأرض ليصبح حاجز بينها وبين السماء فأغمضت عيناها قاصدة ألا تنظر إليه ..مسح على وجنتها بلطف ثم قبلها على أنفها برقة فخرجت شهقة من صدرها قبل فمها وابتلعت لعابها بصوت مسموع وصل إلى مسامع أذنيه ..ليبتعد عنها وهمس بحب :
-بحبك.. مهما اوصف لك سعادتي النهاردة مش هقدر اوصل لإحساسي..
كانت أنفاسه الساخنة تلفح وجنتيها المبللة وهي تستمع إلى حديثه حيث تابع وهو يخلل انامل يده الأخرى بين خصل شعرها المبلل :
-خليتك تختاري كل حاجة على ذوقك عشان افاجئك أنه بيتنا..
وضع راحته جانب عيناها يمسح بـ إبهامه على عينها المغمضة وقال وهو يلهث :
-فتحي عيونك ..خليني اقول كل كلام الحب وأنا غارق في عيونك
فتحت عيناها لكنها حافظت على عدم النظر إليه ورفعت يدها اليسار المرتعشة تضعها على كتفه الصلب ثم قالت باضطراب :
-ممكن تسبني بس النهاردة
رفع يده إلى شعرها ليعبث بين خصله بأريحية وهمس بهدوء :
-أنا ما صدقت بقيتي ملكي..
ثم تابع بمكر :
-هو حد يدخل قفص الاسد ويخرج بسهولة..
عضت على شفاها السفلى من الداخل مغمضة العينين بشدة فمسح بأنفه على أنفه لتسقط قطرات المياه من بين خصل شعره على وجهها وهو يقول :
-بحبك يا قطرة ندى وقعت على قلبي فارتوى..
وجدت نفسها تبتسم فقال :
-يا سلام على الابتسامة اللي بتخطف القلب دي
لم يستطيع أن يقاوم تلك الشفتين اللاتي ابتسما الأن واقترب منها ليطبق شفتيه عليهما وكان سيكتفي بتلك القبلة السطحية لكنه لم يتحمل بعده عنها ليتعمق أكثر ..فتشبه السحر بل شيء اقوى تجذبه بطريقة تستفزه ليلتهمها.. وابتعد عنها بعد لحظات يلهث بالقرب من شفتيه لتختلط أنفاسهم ثم وضع راحة يده على وجنتها يمسح بـ إبهامه عليها بلطف هامسًا :
-بحبك يا روحي ..تخيلي الناس بتغرق في البحر وأنا غرقت في قطرة ندى..
وجدت نفسها تضحك ضحكة خفيفة لكنه اكتفى بابتسامة ثم تساءل :
-مش عايزة تقولي حاجة ؟
اتسعت ابتسامتها ثم أغمضت عيناها وقالت بصوت مبحوح من فرط الخجل :
-بحبك ..بحبك أوي
طبع قبلة رقيقة على جبينها ثم حملها على ذراعيه ونهض بها متجه نحو الداخل تحيط عنقه بيديها مستنده برأسها على صدره الصلب مغمضة عينيها بأريحية.. صعد إلى الغرفة وجاء يضعها على الفراش قالت مسرعة :
-لاء أنا مبلولة
ضحك ضحكة خفيفة ثم انزلها برفق وقال بوقاحة وهو يخلل انامله بين خصل شعرها :
-وايه يعني لما ننام مبلولين
جزت على أسنانها وضربته على كتفه وقالت بتذمر :
-أخرج بره لحد ما اغير
قال بقصد العند :
-لاء عايز أقعد وأنتِ بتغيري
قالت بنعومة :
-رحيم الله
عض على شفى السفلى وقال بجدية :
-مكنتش اعرف اني اسمي بالجمال ده ..له نكهة خاصة من شفايفك
اصطبغا وجهها بحمرة الخجل الشديد ثم التفتت راكضة إلى المرحاض ودخلت مغلقة الباب خلفها جيدًا لتختبئ من نظراته وحديث الغزل خاصته ..فاقترب من المرحاض و وقف يدق الباب وهو يقول بتأكيد :
-خلاص هخرج بجد ..هاخد هدوم وأخرج
ثم دخل الخزانة التقط ثيابه وخرج ليدخل غرفة ثانية يبدل ثيابه بعد أن أخذ حمام ساخن ..وهي أيضا خرجت بعد أن أخذت حمامًا وارتدت قميص أبيض قصير من الستان ذات حملات رفيعة ويظهر مفاتن جسدها لديه روب قصير فشعرت بالخجل وأخذت روب أخر أبيض طويل من الستان لترتدي واحكمت الرباط جيدًا..
ثم خرجت تفاجأت به يمدد على الفراش عاقدا ذراعيه أمام صدره أبتسم إليها وأشار بيده أن تقترب.. تنهدت بهدوء لتهدأ من نفسها وحسست على صدرها كي تتأكد أن الروب لم يظهر شيئا وهي تتقدم نحوه ومددت على الفراش وهي تضم يديها إلى صدرها ..وضع الغطاء عليها واقترب منها فأدارت رأسها إلى الاتجاه الأخر ..مسح بظهر يده على وجنتها ثم قبلها عليها برقة و مسح على ذراعها وتساءل بمكر :
-مش حرانه
ابتلعت لعابها بصوت مسموع وانكمشت معادتها وهي تقول بصوت ضعيف :
-لاء خالص ..بالعكس بردانة من الميه
بلل شفتيه بلسانه ببطء ثم حرك رأسه بتفهم وتذكر تلك القبلة التي جعلتها يغمى عليها ..وقرر أن يتركها اليوم وقام فقط بسحب كتف الروب لينسحب معه بسهولة ويظهر كتفها وطبع عليه قبلة فابتعدت بكتفها عنه ورفعت الروب وكادت أن تنهض ألا أنه قبض على معصمها فقالت بتلعثم :
-أنـ أنـ أنا بس هشـ ..
قاطعها بهدوء قائلًا :
-متروحيش في مكان ..أنا ما صدقت هتنامي في حضني..
ثم جذبها إليه ليضمها إلى صدره يعبث في خصل شعرها وقال بهدوء :
-تحبي احكيلك حدوته..
اتسعت ابتسامتها وهي تومئ موافقة فحك ذقنه يفكر في شيئا ما ثم قال بنبرة رجولية هادئة :
-كان في واحد أسمه رحيم غرق في عشق قطرة ندى ..امتلكت قلبه و روحه وأصبحت الروح التي تخرج من جسده ..ها حلوه ؟
وضعت يدها على صدره وتنهدت بأريحية قائلة :
-حلوه أوي ..مفيش احلى من كده يا رحيم
هبط بمقلتيه ينظر إليها بحب قائلًا :
-بيموت فيكِ
قطبت جبينها رافعه رأسها إليه قليلا متسائلة :
-هو مين ؟!
قبلها على جبينها بحنان ثم تنهد بعمق وقال بنبرة ثقيلة :
-رحيم
***
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حب رحيم) اسم الرواية