رواية دموع مؤجلة واحتضان أخير الفصل السادس عشر 16 - بقلم شمس حسين
ذاكرة جريحة
بصت للكل بابتسامة دافية، ومدت أيدها ل مصطفى: “إزايك يا مصطفى؟ بقالنا كتير….”، مصطفى بنبرة متحشرجة وهو بيحاول يهدّي نفسه: “أهلاً يا شاهيناز… أخبارك إيه؟”، التوتر في اللحظة دي كان واضح جدًا علي كل اللي واقفين معانا، أنا…. أنا كنت بحاول أربط كل حاجة ببعضها، اللحظة دي وضّحت لي السبب الحقيقي ورا نظرات الاستغراب اللي كنت شايفاها من صحاب مصطفى من أول ما وصلت، لما ركزت في ملامح شاهيناز، اكتشفت إن فيه شبه غريب جدًا بينها وبيني، نفس تفاصيل الوش تقريبًا، العيون، الطول، حتى الابتسامة… الاختلاف اللي كان بينا هو الاستايل،
شاهيناز كانت بنوتة بمعنى الكلمة، الفستان اللي كان عليها كان أنيق بطريقة ملفتة، مكياجها معمول بعناية، والهيلز كان مزودها ثقة وحضور، على العكس تمامًا أنا، أنا كنت بسيطة جدًا، لبسي عملي، من غير مكياج تقريبًا، كنت واقفة جنبها كأني نسخة غير مكتملة منها، والفرق بينا كان زي النهار والليل، تفاصيلها دي خلتني أتسمر مكاني للحظة، وأنا بحاول أستوعب الوضع، صوت شاهيناز وهي بتتكلم قطع أفكاري، بصت لي بنظرة فيها خليط من الدفء والغرور، ومدت إيدها بإبتسامة واثقة: “مش هتعرفنا يا مصطفى؟”، مصطفى بص ليها لحظة، وبعدها قال وهو بيحاول يبان طبيعي: “شمس”، وسكت،
وبعد دقائق من التوتر، مصطفى قطع الجو وقال: “يلا شمس؟”، مشينا وسبنا المكان، وطول الطريق كان ساكت بشكل غريب، أيده كانت بتترعش، والدموع محبوسة في عيونه، ومش قادر يقول ولا كلمة، وأنا كنت غرقانة في أفكاري، وكنت عارفة أن اللي حصل ده إحتمال يكون إجابة ل الطريقة اللي مصطفى كان بيحاول يغيرني ليها، الفساتين و الميكاج و الكعب العالي، وكل الحاجات اللي كان مصطفي بيجبهالي، لو كنت لبستها، كنت هبقى شبهها تمامًا، و كل الاستنتاجات اللي فكرت فيها كانت بتأكد لي إن في حاجة غلط.
وصلنا عند البيت، وأنا بنزل من العربية بصيت لمصطفى وقلت له بحسم: “محتاجين نتكلم… بس لما تحس إنك قادر…. سلام”، مستنتش رد منه، وقبل ما يقول اي حاجة، كنت خلاص قفلت الباب وطلعت، وهو فضل قاعد في العربية، كان واضح إنه مشوش جدًا، كان باين عليه أن الدنيا اتقلبت فجأة حواليه، وأنا داخلة البيت، كنت بحاول أتماسك، ومش عايزة ماما تحس ب أي حاجه لأني محتاجة افهم الموضوع الاول، ماما سألتني كالعادة عن يومي، وعن الجاليري وعن الناس اللي شفتهم، وحاولت بذكاء أخبي عنها اللي حصل، كنت مبتسمة وبحكي عادي، لكن جوايا كنت بحارب، وبعدها دخلت أوضتي وقررت أشيل اللي حصل من دماغي لحد ما تيجي اللحظة اللي مصطفى يعترف فيها، أو يشرح، أو حتى يواجهني بالحقيقة، و تاني يوم صحيت وحاولت أبدأ يومي عادي، روحت شغلي، وكنت منتظرة إن مصطفى يكلمني، لكنه مكلمنيش ولا حتى بعت رسالة، وفضلت طول اليوم أحاول أشغل نفسي في التصاميم، وكنت بعمل كل حاجة بحماس زيادة، علشان أهرب من التفكير في اللي حصل امبارح، بس مهما حاولت أركز، كنت بحس بقلبي بيتقل كل ما ببص على موبايلي وملاقيش منه أي حاجة، اه أنا كنت مدياله وقته، لأن امبارح لما شفته مرتبك وتايه، حسيت إنه محتاج وقت يفكر ويرتب نفسه، كان واضح إن اللي حصل خبطه جامد زي ما خبطني، لكن في نفس الوقت، كنت متأكدة إن في حاجة… في حاجة كبيرة مخبيها، وكنت واثقة إنها السبب في كل الغموض ده.
اليوم عدى كله ومفيش أي محاولة من مصطفى إنه يكلمني أو حتى يبعت رسالة، لما رجعت البيت، فضلت طول الليل في حيرة… هل أكلمه وأسأله؟ ولا أسيبه شوية؟، الحيرة كانت بتزيد كل ما الوقت بيعدي، وفي الآخر قررت آخد خطوة، ورنيت عليه، ودقات قلبي كانت زي ما تكون في سباق، وأنا مستنية أسمع الجرس ويرد، بس فجأة، صوت المجيب الآلي قطع الانتظار: “الهاتف الذي طلبته مغلق حاليًا”، صوت الرسالة دي كان كأنه بيزود القلق اللي جوايا، مصطفى مش بس مش بيكلمني، ده حتى قافل تليفونه، حسيت إن الدنيا كلها واقفة ضدي في اللحظة دي، كان عندي فضول أعرف اووي اي اللي حصل، و في نفس الوقت خايفة، خايفة لاني مش حمل أي صدمات، اه أنا لسه محبتش مصطفى، وقلبي مش مستعد يدخل في حب دلوقتي، بس، أنا اتعودت عليه، على وجوده في حياتي، مهما كانت عيوبه أو اختلافاتنا، بدأت أثق فيه و دي كانت حاجة صعبة بالنسبة لي أني أدي الثقة لراجل، فكرة إننا ممكن نبعد عن بعض فجأة كانت بتوجعني، أنا مش مستعدة أخسره، حتى لو مش قادرين نبقى أكتر من كده، الليل كان طويل، والأفكار مكانتش بتقف، كنت عارفة أن اللي جاي هيكون أصعب مما أتوقع، تاني يوم الصبح، كنت صاحية وعندي قرار واحد: أنا لازم أواجه مصطفى، مش هقدر أكمل في حالة التوهان دي أكتر من كده، و قررت بعد ما أخلص شغلي أروح له المستشفى وأفهم منه كل حاجة، وصلت الشغل، وفضلت أعدي الساعات بصعوبة، كنت بحاول أركز، لكن عقلي كله كان مشغول بالمواجهة اللي هتحصل، فضلت طول اليوم احضر كلامي، كنت بحاول أرتب أفكاري، وبعد ما خلص وقت الشغل الأساسي، جمعت حاجتي وروحت على المستشفى اللي بيشتغل فيها مصطفى، وأنا ماشية في الممرات حسيت بخوف غريب بيكبر جوايا، قلبي كان بيرتعش مع كل خطوة، وصلت قدام مكتبه، وقبل ما أمد إيدي على الباب، اتخضيت حسيت برجلي بترجع خطوة لورا من غير ما أحس، وده بعد ما شوفت شاهيناز واقفة قدام مصطفى، وقفت ورا الباب بحاول أخد نفسي علشان اقدر أقرر هدخل ولا همشي، في اللحظة دي سمعت صوت شاهيناز وهي بتتكلم، وقالت بنبرة متوترة: “قالولي أنها خطيبتك”، سكتت ومصطفى مردش عليها بعدها كملت بعصبية:”انت ساكت ليه؟ أتكلم! مصطفى، أنت لازم تفوق، اللي بتعمله ده غلط!”، مصطفى رد عليها بصوت كله ضعف وحزن: “إنتي عايزة إيه؟ وراجعة ليه تاني؟ أنا ما صدقت نسيتك”، ضحكت شاهيناز بسخرية مليانة وجع وقالت:
“نسيتني إزاي؟ وإنت عامل نسخة مني معاك على طول؟ إنت بتضحك على نفسك ولا عليا؟ أنت عمرك ما نسيتني، وعمر اللي كان بينا ما ما ينفع يتنسي، فوق بقى وأعرف الكارثة اللي إنت بتعملها”، كلامها كأنه قلم نزل على وشي، وقفت مكاني وأنا مش قادرة أصدق اللي بسمعه، شاهيناز كملت بصوت هادي لكنه صارم:
“شمس باين عليها إنها بنت كويسة، صحابنا اكدوا لي كدا، واضح كمان إنها مش عارفة أي حاجة، شمس متستهلش اللي إنت بتعمله فيها، بلاش تضيعها معاك”، مصطفى فجأة انفجر بصوت عالي: “مستحيل أسيبها! أنا ما صدقت لقيتها! إنتي هتمشي تاني وانا هبقي لوحدي، مستحيل اسيبها”، شاهيناز ردت عليه بصوت قوي مليان شدة: “غلط! حرام عليك! إنت كده هتدمرها! هي مالهاش ذنب في اللي حصل بينا، بلاش يكون في جريح تالت في علاقتنا”، مصطفى كان بيبكي، وصوته متقطع وهو بيحاول يرد عليها، وأنا كانت الدموع بتنزل غصب عني و كنت حاطة أيدى بحاول أكتم صوت شهقاتي، اللحظة دي كانت قاسية، علي الرغم من أني كنت متوقعة كل ده بس كان عندي أمل يكون توقعي غلط، و يكون مصطفى عنده مبرر يثبت عكس ده، جمعت كل قوتي، وظهرت قدامهم، عيني مليانة دموع وأنا باصة عليهم، مصطفى كان مذهول وشاهيناز بتبصلي بدهشة، محاولتش أقول ولا كلمة، بس الدموع كانت بتتكلم عني، بعدها جريت من المكان بأسرع ما عندي، وأنا سامعة صوت مصطفى بينادي ورايا، لكن مشيت، مشيت وقلبي مليان وجع وأسئلة… ليه؟ وليه أنا؟.
وأنا بجري في ممر المستشفى، كنت حاسة إن قلبي هيتفجر من شدة الألم، مصطفى لحقني وبيحاول يوقفني وعينيه مليانة دموع، مسك ايدي وقال لي بصوت مرعوب: “استني… ارجوكي… هفهمك كل حاجة، ارجوكي اسمعيني”،
الضعف اللي كان في صوته خلاني أقف، بس كنت لسه ببكي بحرقة، مشيت قدامه و روحت قعدت في جنينة المستشفى، مصطفى قعد جمبي، كان بينا مسافة، و كل واحد فينا باصص قدامه، بعد لحظات مصطفى بص للأرض، وبدأ يحكي بصوت مبحوح:
“كنت في تانية طب لما شفتها لأول مرة… يومها كنا في المحاضرة، وفجأة الباب خبط ولقينا بنت بتستأذن الدكتور إنها تدخل، الدكتور كان صارم جدًا ومكنش بيسمح لحد يدخل متأخر، ورفض إنه يدخلها، لكنها ما استسلمتش”،
رفعت نظري وبصيت له و هو كمل:
“البنت وقفت قدام الدكتور بثبات وقالت له إنها متأخرة لأنها لسه جاية من الشؤون علشان كانت بتقدم ورقها في الكلية، كانت لسه جاية جديدة من محافظة تانية، ومكنتش لاقية طريقها بسهولة، الدكتور كان متعنت جداً، وقال لها إنها كان لازم تيجي بدري وتخلص ورقها علشان تدخل، لكنها بكل ثبات قالت له: “أنا والدتي قعيدة ومريضة سرطان، كان عندها جلسة كيماوي الصبح، وده السبب إني اتأخرت”،
مصطفى صوته اتهز وهو بيكمل:
“الكلام ده خلّى كل الناس اللي في القاعة يلتفتوا ليها، كانت ثابتة جدًا، رغم إن الموقف كان صعب، ومع ذلك قدرت تخلي الدكتور يسمح لها تدخل مش بس المحاضرة دي، لكن كل محاضراته بعد كده، حتى لو اتأخرت، و يومها دخلت وقعدت جنبي، ومن وقتها، حياتي اتغيرت”،
بلعت ريقي بصعوبة، وقلبي كان بيخبط كأنه هيطلع من صدري، الصورة اللي بيرسمها عنها كانت بدايتها مثالية، بس دموعه كانت مخوفاني من اللي هسمعه، كمل وقال:
“شاهيناز كانت مثال للبنت اللي بتحارب كل حاجة علشان تحقق أحلامها، كان عندها كبرياء وثقة بنفسها ملهمش حدود، وكنت باحترمها فوق ما أقدر أوصف، مع الوقت، حبينا بعض، و الكلية كلها كانت شاهدة علي الحب ده، و الكل كان منتظر فرحنا”،
مسحت دموعي وأنا ببصله، كنت عايزة أسمع أكتر رغم الألم اللي جوايا، مصطفى كمل بصوت أوطى ولسه دموعه بتنزل:
” واحنا في سنة الامتياز، قررت أتقدم لها، لكن أهلي كانوا ليهم رأي تاني، ماما وبابا رفضوا رفض قاطع وقالولي: “دي واحدة منعرفش أصلها من فصلها، ولا ليها عيلة نعرفها، دي مش من مستوانا”، حاولت أقنعهم، لكنهم صمموا إن جوازي منها مستحيل، وقفت ضدهم وسيبت البيت فترة طويلة علشان أضغط عليهم، بس مفيش فايدة، لما قلت لشاهيناز إننا لازم نتجوز، رفضت هي كمان، كانت خايفة عليا من إني أخسر أهلي، ومكانتش عايزة تشوفني في صدام معاهم”،
وانا بسمعه، حسيت بنار بتشتعل في صدري من الحكاية كلها، و بعدها كمل ببكاء شديد:
“فضلت أحاول معاها، لكنها كانت مصممة على رأيها، لحد ما في يوم حصلت حاجة قفلت كل الطرق قدام علاقتي بشاهيناز… ماما تعبت جدًا ودخلوها المستشفى وعملت عملية قلب مفتوح، كنت هعيش طول عمري بالذنب لو حصلها حاجة، وده خلي شاهيناز تقرر تسيبني وتمشي للابد، شاهيناز سافرت برة البلد لما جاتلها منحة، كانت فرصة ليها تهرب من وجع الحب ده، و خصوصًا بعد ما والدتها ماتت، كانت شايفة إن مالهاش مكان هنا، وأنا بعدها فضلت فترة طويلة محطّم، ولغيت فكرة الجواز و الحب من دماغي، وقررت اركز في شغلي وبس”،
كمل كلامه بصوت مليان وجع وعينه هربت بعيد كأنه بيحاول يسترجع لحظة عصيبة:
“في يوم كنت في الإسعاف… كان يوم عادي زي أي يوم، كنا مستعدين نتعامل مع الحالات الطارئة اللي بتدخل علينا كل لحظة، فجأة، الباب اتفتح ودخلوا المسعفين شايلين حالة غرقانة في دمها، أول ما شفتها قلبي بدأ يدق بسرعة، ملامحها … ملامحها كانت قريبة جدا من شاهيناز، لدرجة إني حسيت إن الزمن رجعني لورا”،
وقف كلام و كأنه بيسترجع اللحظة بعدها كمل بصوت مبحوح:
” حسيت بدوار، وقلبي كان بيتخبط كأن حد ماسك مطرقة وبيضربها جواه، قربت منها بحذر، وأنا مش مصدق اللي شايفه إيدها كانت مليانة دم، وشعرها كان ملزق على وشها، فضلت أقول لنفسي إنها مش هي… مش ممكن تكون هي، لكن كل ما أقرب، كل ما ملامح شاهيناز كانت بتخطفني أكثر”……”بدأت أدقق في ملامحها وأنا بترعش، وبعد لحظات… عرفت الحقيقة، مكانتش شاهيناز، كانت إنتي، كنت شايفك نسخة منها، لكن في نفس الوقت كنت شايف حاجة مختلفة حاجة خلت قلبي يدق للمرة الأولى بعد مدة طويلة، كنت بين صدمة إنك شبهها وبين إحساسي إنك ممكن تكوني هدية من ربنا ليا، فرصة ثانية للحب اللي ضاع مني”،
وقف لحظة، وكأنه بياخد نفس علشان يكمل:
“يومها مقدرتش أبعد، فضلت واقف جنبك طول ما كنتي بتنزفي، وأنتي في الغيبوبة كنت بكلمك وأقولك تفضلي قوية، كنت بترجى ربنا ما ياخدكيش مني كنت خايف جدا… خايف من فكرة إنك ممكن تضيعي مني تاني بعد ما لقيتك”،
بعدها، اتكأ بإيده على ركبته وهو بيبص للأرض وكمل:
” ومن وقت ما فوقتي كنت كل يوم أقرب منك أكثر، وأحاول أرجع الذكريات اللي فقدتها مع شاهيناز، لكن مع الوقت اكتشفت إنك مش هي، كنتي مختلفة عنها خالص، كنتي طيبة هادية ومحتاجة حد يشجعك علشان تثقي في نفسك، حاولت أخليكي نسخة منها حتي في استايلك، علفكرا يا شمس، كل المشاعر اللي كنت بقدمهالك كانت حقيقية، حقيقة علشان شايفك هي، أنا عارف إني غلطت لما حاولت أشوفك بديل ليها، أنا أسف إني جرحتك من غير ما أقصد”،
السكوت كان بيحاصرني وكلامه كان زي طوفان بيغرقني في مشاعر ما كنتش قادرة أفهمها، دموعي كانت شاهدة على كل حاجة، كنت بين نارين، نار الموقف اللي حطني فيه و كل الفترة اللي عشيناها سوا، ونار حكايته هو و شاهيناز و اللي عاشوه هما الاتنين، كان مصطفي بيبص لي و منتظر مني رد، لكن قمت فجأة، بدون ما أفكر في أي حاجة، ولا حتى في نفسي، مشيت بسرعة وانا حاسة إن الأرض تحت رجلي كانت بتتهز، الهواء كان بيضرب وشي، لكن ما حسيتش بيه، حسيت كأن روحي خرجت مني، مش دريانة بالدنيا اللي حواليا، ولا حتى الناس اللي ممكن يشوفوني منهارة كدا، هو سؤال واحد كنت بتمني حد يجاوب عليه في الوقت ده: ليه … كل ده بيحصل ليه؟ ليه أنا؟ أنا اتحملت حاجات كتير، شلت فوق طاقتي كتير، ليه لما حسيت إن ممكن اقدر أعيش شوية بسلام ألاقي كل حاجة بتتهدم قدامي؟ ليه الدنيا دايمًا بتديني علي دماغي؟ إيه اللي عملته عشان أستحق كل ده؟ قلب متعب دائماً، وعقل محبط، وروح مش موجودة.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية دموع مؤجلة واحتضان أخير) اسم الرواية