Ads by Google X

رواية رجوع الى الهويه الفصل السادس عشر 16 - بقلم شيراز القاضي

الصفحة الرئيسية

  رواية رجوع الى الهويه الفصل السادس عشر 16 - بقلم شيراز القاضي 

رجوع الي الهويه 


١٦ 


فحصتها الطبيبه مجددا قبل خروجها وهي تقول لهم بهدوء ان ما حدث كان  صدمه مع ارتفاع ضغط الدم بسبب انها كانت غاضبه للغايه ولكن عليها توخي الحذر بعد الان ! 

في مساء اليوم التالي جلس سام ومليكه في الشرفه كالعاده ليقول 


: هل لي ان اسألك في شيء بما اننا اصبحنا وحدنا ! 


اومأت له ليقول وهو ينظر لها بتركيز 


: ماذا حدث لك بالامس! ..لقد سمعت صوتك الصارخ وتبين لي انكِ كنتِ تهاتفين احدهم ! 


زفرت ببعض الثقل لتقول 


: سأخبرك!  الوضع بإختصار ان فادي رحمه الله بعد وفاة والدته قد ادخر بعض المال وكانت هناك قطعة ارض متطرفه معروضه للبيع بثمن بخس ..اشتراها بسرعه لأنه كان يريد ان يبني عليه دار رعايه وان استطاع ان يرفق به مدرسه خيريه لتعليم الحرف اليدويه كصدقه علي روح والداه ! لكنه مات قبل ذلك .


ابتلعت غصتها وهي تمسح دمعة خائنه انحدرت علي وجنتها من الم الذكري لتكمل 


: قبل موته وانا معه في المشفي اخبرني ان هناك اوراق مهمه في خزنته الخاصه في المنزل علي ان اراها ...رأيتها بعد وفاته وكانت عباره عن عقد الارض وملكية البيت وما الي ذلك مرفق بظرف مغلق عليه ختم ما كانت وصيته! ..عرفت فيما بعد انه كتب كل شيء لي ..البيت وسيارته والارض التي اشتراها ايضا! وانا اكمالا لمسيرته اكملت بناء الدار ! مع تقدم الاعوام زحف العمران الي جانب دار الرعايه واصبحت الارضه بخسة الثمن تقدر بملايين وانا خلال تلك السنوات كنت اشتري القطع المحيطه ..لقد قمت ببيع الشقه الثانيه واشتريت قطعه ..اخذت سلفة من الشركه وقمت ببيع الذهب الخاص بي واشتريت الاخري ! ...عائلة فادي ..اعمامه وما الي ذلك عرفو بالامر وبعد كل تلك السنوات عادو يطالبون بالميراث! فقط حين عرفو قيمة الارض ويريدون تحويل العمل الخيري الي مشروع استثماري! 


جحظت عينا سام وهتف بغضب 


: واي قانون  يسمح بشيء كهذا ! وانت ماذا فعلتِ؟ 


تنهدت بحزن لتقول 


: لم افعل شيء بعد! لقد قدمت كل الوثائق التي تثبت عدم احقيتهم في الميراث وان تلك الاراضي هي ملك لي وحدي لكنهم لم ييأسو حتي الان!  


شردت قليلا لتقول 


: سيبقون دار الرعايه كدعاية مشروعهم الذي ينوون اقامته علي باقي الارض! ..ااااه سأجن! ...علي الذهاب الي مصر مجددا!  لن اقدر علي البقاء هنا دائما ..لدي العديد من المشاكل هناك و مسؤولياتي ايضا!..سأعود وربما اتي الي هنا بعض الزيارات من حين الي اخر .


خفق قلب سام بقوه وهو يستمع الي كلماتها وعيناه تكاد ان تخرج من محجريهما! .ترحل! هكذا ببساطه ..وتتركه!!! 

رد بسرعه عليها قائلا 


: لا داعي لذهابك ! فقط ابقي وانا سوف احل باقي الامور بطريقتي !صدقيني سأمحو كل مشاكلك في مصر ومسؤولياتك تقدرين علي انهائها من هنا ...اتعلمين ايضا سأتكفل انا ببناء المدرسه التي تريدينها وسأعمل علي تطوير المشفي كذلك! 


نظرت له متسعة العينين لتقول 


: هذا سيكلفك الكثير وانا لا املك سوي بضع آلاف لن تكفي حتي لشراء خمسين حجرا للبناء! 


تحدث بإصرار تعجبت له قائلا 


: ارجوكِ يامليكه فقط اتركِ الامر لي! سأحل كل شىء دون الحاجة لذهابك! ارجوكِ وعن الاموال لا تقلقِ ابدا! استطيع التكفل به كاملا دون ان يهتز اسمي في سوق الأعمال! 


نظرت له بدهشه ثم ابتسمت له بإمتنان لتقول 


: لا ادري ما الذي علي قوله! انا اشكرك جدا سام! لكن هذا كثير! 


تنهد بملل ليقول 


: فقط وافقي ولن تندمي ..فكري في ان تدخلي سيفيد الاطفال في اسرع وقت ممكن ..واعتبريه ثواب لي كما تقولين .


نظرت له مبتسمه لتومئ برأسها له 

فقال ببعض القلق 


: هذا يعني انك لن تذهبِ الي مصر ! ستبقين هنا صحيح! 


اومأت له لتقول بتحذير 


: لكن ما ان تتعقد الامور لا تشغل بالك وانا سأذهب لحلها .


اومأ برأسه بسرعه وهو يتنهد براحه ..كاد يلفظ انفاسه هلعا حين قالت انها سترحل ! 


دام الصمت قليلا بينهما فقد انشغل سام بهاتفه واخرجت مليكه كتابا تقرأه فإنتبه لها سام ليقول 


: اراكِ مهتمه بهذا الكتاب منذ مده ! 


قالت له بإبتسامة شارده 


: هذا الكتاب كان جزء من اخر هدية تركها لي فادي ! 


امتعض وجه سام ما ان اتت سيرته لكنه تصنع الهدوء وهو يسمع مليكه تكمل قائله 


: هذه الهديه كانت مجموعة من مؤلفات كاتب مصري كان محبوبا في عصره للغايه ! لديه طريقة بديعه لجذبك كي تقرأ دون ملل ابدا ابدا! اتمني فقط لو انني كنت اعيش في ذاك العصر الذي كان به ...كما انه الكاتب المفضل لدي فادي ايضا 

قال سام مقطبا حاجبيه 


: تتحدثين عن الرجل كما لو كان من كوكب اخر ! عصر غير العصر!!! معجبان بكاتب مؤلفاته كانت من عصر غير عصرنا ..كيف تعرفتم عليه من الاساس! 


قالت مليكه 


: سأخبرك ..فادي كان مولعا بقرائة الكتب القديمه ! وبين بحثه قد عثر علي كتاب غريب لكاتب مصري قيل انه كان ذا صيت واسع في عصره اسمه "د- احمد خالد توفيق" ظل يقرأ بإستمتاع حتي انه قرأه لي مرة اخري فإنتقلت لي عدوي حب اسلوب هذا الكاتب فبحثنا سويا عن باقي مؤلفاته وحمدا لله وجدناها في مكتبة متخصص في في بيع نسخا لكتب انتشرت قديما ..كانت غالية الثمن لكننا استطعنا جلبها .


اومأ سام ليقول 


: ومتي توفي هذا الرجل 


قالت مليكه جملة غريبه جعلته استقام في جلسته يتابع حديثها بإهتمام بالغ حيث قالت 


: تقريبا عام السابع عشر بعد الالفين لست متأكده " اتسعت عينا سام وفغر فاه لتكمل مليكه بإبتسامة واسعه" 


" اجل من حوالي الفي عام تقريبا..توفي هذا العبقري في الزمن الموازي لزماننها هذا!" 


قال سام 


:ما معني الزمان الموازي لزمننا!! 


ابتسمت مليكه لتقول 


: لقد اخبرني فادي من قبل انه قرأه ذات مره ان الحياة علي وجه الارض تمثل دائره ..اي ان الانسان سيطور من نفسه حتي يبلغ زروة التطور ثم يعود مجددا بالتدريج الي نقطة الصفر! سأخبرك مثالا بسيطا في زمان الدكتور احمد خالد كان المسلمون كُثر عن الان ..كان منهم العاصي والمؤمن لكنهم كانو بالمليارات! ..لكن وبحسب علامات قيام الساعه ان عدد المسلمين سيتضائل وهذا ما حدث بالفعل الان! انا كنت مسلمه بالاسم فقط قبل ان يعلمني فادي امور ديني ..وعدد المسلمون اصبح اقل بكثير من الماضي ..وبالنسبه لكلمة الزمن الموازي لنا ...ان الحياة كانت تدور في هذه الالفي سنه حتي عدنا الي النقطه التي كان بها الناس في الالفينيات من حيث التكنولوجيا والهيئة وما الي ذلك !  

تحدث سام بصدمة قائلا 


:  يا الهي! لم اسمع بشىء كهذا من قبل !وكيف عرفتما هذا الكاتب وهو قد مات من آلاف السنين! 


ابتسمت مليكه بحزن لتقول 


: فادي رحمه الله كان مثقفا وقرأ العديد من الكتب في جميع المجالات ولأزمنة مختلفه ! كان عبقري متفائل ..رحيم! 


التوي فم سام فيما يشبه الابتسامه حتي لا ينفجر في وجهها ليقول 


: اوه ..سأنهض الان للنوم ..تصبحين علي خير ولا داعي لإرهاق ذاتك بالتفكير في امر دار الرعايه سأتولي الامر من الصباح ! 


ابتسمت له بإمتنان ليذهب هو بإتجاه غرفته وقد تجهمت ملامحه كمن 

يريد خنق احدهم حتي يزهق روحه! 


" جدي! سأجن ! هل من الطبيعي ان يغار المرء من شخص ميت ! انقذني بدلا من صمتك هذا !اشعر انني سأنفجر من الغيظ " 


قالها سام وهو يلتهم ارضية غرفة جده بأقدامه ذهابا وايابا وهو يضع يده فوق رأسه بينما ينظر له خافيير بصدمه وهو نصف جالس علي فراشه ..


دخل عليه سام منذ نصف ساعة كالقذيفه وهو يتحدث بسرعة وغضب عن طريقة كلام مليكه عن فادي وكيف انها لا تري غيره امامها وكيف ان ذاك الفادي كان بارعا بكل شيء! ...لم ينتظر للصباح بل اتي اليه فجرا لينفجر بهذه الطريقه 

تحدث خافيير وهو يجاهد لكبت ضحكاته 


: ماذا بك سام! اصبر قليلا ..انت لم تحاول لفت نظرها لك من الاساس! لكن اعدك ان اجد حلا .


اجفل خافيير حين وجد سام امامه في جزء من الثانيه يمسكه من كتفيه وهو يهزه قائلا 


: جدي! لن اصبر اكثر من هذا ! في الصبااح جد لي حلا ..اريدها لي في ظرف ساعات! 


فغر خافيير فاه بصدمه  ليقول 


: لقد جننت حقا ياولد! كيف ستوافق عليك في بضع ساعات من الان !! 


قال سام بتصميم وهو ينظر الي خافيير بتفحص اجفل الاخير واثار قلقه 


: ستكون مريضا جدا ف الغد وعليك اتقان ادعاء المرض جيدا ثم اخبرها بالقنبله وكأنها وصيه ! 


قال خافيير صارخا بحنق 


: لقد فقدت عقلك بالتأكيد!! هكذا ستتركنا وتذهب دون النظر خلفها ابدا ! 


شد سام علي شعره بيأس ليقول صائحا 


: حسنا جد لي حلا! انا اموت قهرا كلما تحدثت عن ذاك الرجل ! 


تنهد خافيير بتعب وهو يري كم البؤس البادي علي وجه سام ليفكر ماليا ليربت علي كف سام قائلا بدفئ اخيرا

 

: سأجمعك بها ياصغيري لا تقلق ..لكن اترك لي الامر ..ولأجلك ..سأتحدث معها غدا ..لكن لنمهد لها الامر .


في صباح اليوم التالي طلب خافيير من مليكه ان تلحقه الي غرفته بعد الافطار فوافقت وما ان دخلت حتي اشار لها ان تجلس الي جانبه ضاما اياها اليه فتقبلت الامر سعيدة مستكينه فقال بدفئ 


: انا سعيد جدا يا ابنتي انك هنا الي جانبي وحزين كل الحزن علي كل السنوات التي لم ارك بها! 


ابتسمت له ببعض المراره الخفيه لتقول


: قدر الله يا جدي لا بأس ها انا هنا الان .


اومأ لها ليقول بحذر وحزن 


: اخاف ياصغيرتي ان يأتي اليوم الذي اجدك تخرجين من هنا قائلة بأنك ستعودين الي بلدك وحين تذهبين ستنسين ذاك العجوز الذي تعلق بك ! 


قالت مليكه بإبتسامة 


: لا تقلق ياجدي ..ان ذهبت سأذهب لبعض الوقت واعود .


تحدث مجددا ليقول 


: اصدقيني القول ياحبيبتي...اهناك احدا ..قد ..احمم اعني اهناك احد قد تنوين العودة الي بلدك لأجله! 


اجفلت مليكه لتقول بضيق بعدما فهمت تلميحه 


: جدي! انا لا افكر في امر الزواج ابدا!كما انني لست مِن مَن يواعد رجلا دون ارتباط رسمي! 


لمعت عيناه ليكمل بحذر شديد ولين اشد 


: انا اعلم ياحبيبتي ..حسنا لو انني طلبت منك ان تفكرِ بأمر ما لأجلي يامليكه هل ستوافقين؟! 


قالت مليكه ببعض القلق 


: ما هذا الطلب ياجدي؟ 


قال وهو ينظر الي عيناها بتركيز محاولا معرفة ردة فعلها 


: اريد  لك انت وسام ان تتزوجا فما رأيك!

 •تابع الفصل التالي "رواية رجوع الى الهويه" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent