رواية ذلك هو قدري الفصل السادس عشر 16 - بقلم موني عادل
الفصل السادس عشر
ذلك هو الحب
في صباح يوم جديد استيقظت ليال بنشاط وسعادة علي غير العادة فذهبت بإتجاه المرحاض واغتسلت وتوضت لتؤدي فرضها أنتهت ليال وخرجت من غرفتها وعلي وجهها ابتسامة سعيده تنير وجنتيها فذهبت بإتجاه المطبخ لتري والدتها وتساعدها في اعداد الطعام اقتربت منها وقبلتها علي وجنتها قبلة سريعة طالعتها والدتها وتمعنت النظر في ملامحها التي تنبض بالفرح فأمسكت بذراعها وسحبتها ناحية الطاولة الصغيرة الموضوعة في زاوية المطبخ واجلستها علي المقعد وجلست بجوارها فمالت والدتها براسها تجاهها وضيقت عينيها تتحدث بتحذير واهتمام
(( أياك يا ليال أن تسئ لوالدة زوجك أو اخواته تعاملي معهم بالحسني لتكسبي ود زوجك عامليهم كعائلتك فأنا لن أخبرك أكثر أعرفي ما عليكي فعله وافعليه .))
أجابتها ليال بجديه تقول
(( بالطبع سأعاملهم معاملة حسنه فأنا احبهم جميعا دون استثناء .))
تنهدت والدتها براحه فكم كانت تخشئ ان تخيب ابنتها ويخيب ظنها فيها وتتعامل مع أهل فارس بطريقة سيئة لذلك توجب عليها أن توعيها وتملي عليها ما تفعله فليال مازالت صغيرة وطائشه لذلك تخشئ ان تتصرف ابنتها بطريقة قد لا تعجبهم فظلت تدعو لابنتها أن تكون زواجة العمر وليال تأمن ورائها وعلي وجهها ابتسامة سعيده فأخيرا تحقق حلمها وستجتمع مع من تحب تحت سقف منزل واحد تسارعت دقات قلبها وكاد أن يخرج من بين قفصها الصدري من شدة ضرباته عند تذكرها بانها ستكون زوجته منذ اليوم وستنتقل لمنزله وتحظي معه بحياة هانئة ممتلئة بالسعادة منذ اليوم ستكون ملكه قلبا وقالبا سيمتلك روحها قبل جسدها كم تطوق ان ينتهي النهار وتجد نفسها في منزله بداخل غرفته توردت وجنتيها وخجلت مما تفكر به لتهز راسها بقوه وهي تبعد تلك الافكار عن عقلها ..
في منزل فارس كان الجميع قد استيقظوا وجلسوا علي طاولة الطعام وبداوا في تناول فطورهم فاليوم يوم غير عادي بالنسبة لهم جميعا فزواج فارس من ليال لطلما تمنته والدته واخواته فهم يروا في ليال زوجة صالحة وفتاة ذو خلق ابتسمت والدته وهي تقول لبناتها بسعادة عارمه
(( انتهوا سريعا من فطوركم لنري ما علينا فعله ونبدا بتجهيز المنزل واعداد الطعام للعروسين ..))
تنهد فارس قبل ان يعقب
(( أمي لا تجهدي نفسك ولا تفعلي شيئا ))
ابتسمت والدته وعلقت
(( كيف لا افعل شيئا لطلما تمنيت زواجك من ليال كم كنت اتمني أن تقيم حفل زفاف كبير وندعو الحي كله اليه .))
قال فارس معقبا بعد دقائق صمت
(( أمي تعلمين بأنني لا أحب تلك الحفلات وتجمع الناس لرؤية العروسين والتفرج عليهم أشعر بالاختناق فيها ذلك أفضل ولنكن علي راحتنا. ))
بعد أن اخبر والدته بهذا صمت يفكر هل ذلك هو السبب ام السبب هو احتياجه للمال من اجل حفل الزفاف وتلك الامور الاخري ولكنه لم يكذب علي والدته فهو حقا لا يحب حفلات الزفاف ويشعر بالاختناق فيها وهو يسمع المدعوين يذمون في العروسين فلم يضع نفسه وليال في ذلك الوضع ..
تحدث فارس بلهفة بجزعه يقول
(( لقد تحدثت بالامس مع مالك واخبرته بموافقتنا علي عرضه للزواج من ملاك فتفق معي بأنه سيجلب عائلته ويأتي لزيارتنا في اول الاسبوع القادم ..))
أشرق وجه ملاك بإبتسامة خجوله فهي قد استبشرت خيرا من زواجها من مالك تتمني من داخل قلبها ان تجد عنده الملجأ والامان وأن يشاركها كل محطات حياتها السعيدة والتعيسة ، المفرحة والمؤلمة تريده أن يكون بئرا لها ولحكاياتها تعترف بأنها من داخلها تحمل له الكثير من الحب والاحترام استحضرت وميض لصورته في كل المرات التي راته فيها وهي تتذكر نظراته التي كان يرمقها بها ليزداد خجلها فأخذت نفسا قويا تملئ به رئتيها ثم زفرته بهدوء وجلست تكمل تناول فطورها وهي تتابع حديث فارس مع والدتها ..
صمتت والدتها لدقائق بعدما اخبرها فارس بان مالك يريد زيارتهم الاسبوع المقبل ليخرج صوتها متسائلا ببهوت وفراغ
(( ولكن اذا طلب ان يكون الزواج في وقت قريب فماذا سنفعل وبما سيكون جوابنا عليه ..))
بتنهيدة طويلة وقف فارس وانتصب قامته وهو يقول قبل ان يغادر بإتجاه غرفته
(( لا تفكري في شئ واتركي كل شئ لوقته . ))
تابعت والدته فارس ببصرها وهو يدخل لغرفته ويغلق الباب شعرت بنظرات معتز المتسمرة عليها لتفهم من نظرة عينيه الحزينه ما يفكر به فهو يتمني لو تعود له صحته وعافيته ليستطيع ان يساعدهم ويفعل ما لم يفعله من قبل احس معتز بأنه ليس بخير فأغمض عينيه فلا احد قد يدرك ما يمر به من الآم تدفن روحة في عذاب لا ينتهي فضغط علي زر في جانب مقعده المتحرك واشغل التحرك الذاتي للمقعد ليتحرك بمفرده ويوجه المقعد ليذهب لغرفته لعله يرتاح قليلا من الضغط النفسي فهو كان في الايام السابقه يخشئ ان يفعل التحرك الذاتي للمقعد ولكنه بدا يتعامل به حتي لا يطلب المساعدة من احد وصل معتز لغرفته فكان بجوار الفراش فأنزل قدمه بذراعه السليم علي ارضية الغرفه ثم انزل قدمه الاخري واخذ نفسا قويا وهو يستعد للخطوة التاليه فأمسك بالمقعد وهو يستند علي ذراعه ليقف نجح في فعلها ولكنه لم يتمكن من الوقوف طويلا ليسقط بجسده مستلقيا علي الفراش ابتسامة باهته ظهرت علي وجهه وهو ينجح فيما اخبره الطبيب أن يجرب فعله حتي ولو وقع ارضا في اول محاولة له فلا عليه ان ييأس وان يجرب مجددا أمسك ذراعه المشلول بذراعه الاخر السليم ورفعها علي مراي عينه ثم حاول تحريكها لتتحرك انامل كفه بحركة ضعيفه ولكنها تحركت وشعر بها فأنزلها واغمض عينيه وهو يدعو الله أن يشفيه في القريب العاجل والا يكون ثقيلا عليهم اكثر من ذلك ..
تهالكت نورين علي فراشها فاتحة عينيها وبدت في اضعف حالتها منذ أن اخذت وعدا علي نفسها بأن تكون جدية وتبتعد عنه وهي تعيش كالاموات فلقد خسرت كل شئ خسرت كريم من جفاءها ومعاملته له وكأنه شخص غير مرئ لا يعنيها وجوده من عدمه وخسرت قلبها الذي تعلق به في سن صغير واصبح متيما به لا تعرف ماذا تفعل لتريح الآم قلبها هل تخبره بأنها تبادله مشاعره وتدعوه أن يأتي ويأخذ خطوة في طريق ارتباطهم أم تتغاضي عن الامر وتنتظر قليلا بعد حتي تتزوج ملاك أولا فجأة دبت الحياة فيها وانتفضت مكانها وهي تتذكر بأن فارس اخبرهم صباحا بأنه اخبر مالك عن قبولهم لعرضه وانه سيأتي قريبا ليتفق معهم علي كل شئ نفخت اوداجها وهي تفكر بأنه سيكون عليها الانتظار قليلا بعد وهي تتمني بالا يمل كريم من معاملتها ويتصرف تصرفا معتوها ردا علي معاملتها وتجاهلها ..
عصرا بعد خفوت اشعة الشمس الحارقه كان الجميع يستعد ليذهبوا لمنزل ملاك ليتم عقد القران ويحتفلوا معا في جو عائلي بهذه المناسبة ثم يحضر فارس ملاك معه في نهاية السهرة ذهب فارس ووالدته واخواته لمنزل عائلة ليال ووقفوا ليطرقوا علي باب المنزل ليفتح لهم والدها بإبتسامة بشوشه وهو يرحب بهم ويدعوهم للدخول جلسوا في صالة منزل ليال فلم يكن في المنزل الا عدد محدود جدا من المدعوين من اقارب ليال ليجلسوا وينتظروا قدوم المأذون أستمعوا لصوت طرقات علي الباب ففتح والد ليال ليجد المأذون هو من علي الباب فدعاه للدخول وجلس بجوار فارس لتطلق والدته الزغاريد وهم ينتظروا خروج ليال طلت عليهم ليال مرتدية فستان وردي طويل منفوش ومشدود من علي الخصر بحزام من نفس اللون نظر إليها فارس سريعا والي زينة وجهها التي يراها بها لاول مرة فأشاح ببصره عنها ليبدا المأذون في عقد القران وفارس يتلو وراه ما يقوله إلي أن قال المأذون جملته الشهيره بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير كانت الدنيا لا تسيعها من شدة فرحتها بأنها صارت زوجته فأستأذن المأذون وغادر لتقف مي وذهبت بإتجاه ليال واوقفتها من مقعدها لتجلسها بجوار فارس علي الاريكة ثم صدح صوت الموسيقي وصوت الزغاريد مرتفعا دليلا علي سعادتهم بعقد قرانهم ..
وصل فارس للمنزل هو وعروسه وعائلته فدخل لغرفته وبدأ في خلع جاكيت بدلته وبدا في فك أو زرارين في قميصه فهو يشعر بالاختناق وبالشوب فجلس علي الاريكة وهو يعتصر راسه بين كفيه من الصداع الذي يضرب راسه فرفع بصره ليجدها واقفة في محلها بجانب باب الغرفة المنغلق تشبك اناملها في بعضهم البعض وقد ظهر التوتر والخوف جليا علي ملامحها ليتنهد فارس واراد أن يقول شيئا ولكن صوت الطرقات علي الباب جعلته يبتلع حديثه وانتصب واقفا من جلسته واخذ يخطؤ بإتجاه الباب بينما هي ارتجف جسدها لا اراديا عندما استمعت لصوت الطرقات فلقد كانت شاردة تنتظر منه ان يظهر اي تجاوب نحوها فما ان دخل للغرفة تركها وجلس علي الاريكة بهدوء فتحركت بإتجاه الفراش ومدت يدها تمسك بذلك القميص الموضوع فوقه واتجهت ناحية المرحاض فتح فارس الباب ليجد والدته تحمل بين ذراعيها طعاما شهيا وتعطيه له وهي تقول
(( تناول الطعام لربما تكون جائع واطلب من زوجتك ان تشاركك .))
أومأ لها فارس بهدوء وقد اتسعت عينيه بخجل وحرج لتستدير والدته وتغادر ليدخل فارس للداخل وهو يغلق الباب خلقه بقدمه ونظر حوله للغرفه وهو يفكر اين يضع الطعام فوقعت عينيه علي مكتبه فوضع عليه واتجه ناجده الباب مجددا واوصده بالمفتاح ثم التفت ووقف يخلع قميصه ويرميه ارضا لتبرز عضلات صدره .
أخذت وقتها كاملا في الداخل وهي تعد نفسها وتتجمل من اجله فلقد بدلت ملابسها لملابس نوم خفيفة فعندما خرجت من المرحاض تسمرت في مكانها وهي تشاهده يخلع قميصه عنه ويبقي جزعه عاريا أستدار فارس نحوها لتتجلي بوضوح الدهشة عليه وهو يتفحصها من شعرها المنسدل علي أكتافها حتي أخمص قدميها فأذدرد ريقه بصعوبه وهو يدنو منها و....
اعملوا تصويت ومتابعه
أخذت وقتها كاملا في الداخل وهي تعد نفسها وتتجمل من اجله فلقد بدلت ملابسها لملابس نوم خفيفة فعندما خرجت من المرحاض تسمرت في مكانها وهي تشاهده يخلع قميصه عنه ويبقي جزعه عاريا أستدار فارس نحوها لتتجلي بوضوح الدهشة عليه وهو يتفحصها من شعرها المنسدل علي أكتافها حتي أخمص قدميها فأذدرد ريقه بصعوبه وهو يدنو منها مستمرا في التحديق بها شعرت ليال بنظراته المعجبه تتفحصها وهو يقترب منها حدق فيها لثوان اخري بلهاث لا يظهر بأنه يستوعب ما يراه فرفع كفه وازاح خصلاتها خلف اذنها فهز راسه يقلل من تأثيرها عليه وهو يبتعد عنها ويقول بتوتر
(( ليال نحن سنعيش معا لفتره حتي نتعود علي بعضنا ونعرف بعض اكتر وبصورة اقرب .))
لمعت عيناها بالدموع وتحولت ابتسامتها لحزن جلي علي ملامحها انتبهت لنظراته فهو ينتظر ردا منها فأبتسمت بإمتنان وشردت بعينيها قليلا ثم جاهدت ليخرج صوتها طبيعيا وهي تقول بصوت مكتوم وبالكاد يسمع
(( معك حق علينا ان نعرف بعضنا اكثر ..))
ثم صمتت وقد لفها الخجل من نطراته يحدق بها وهي علي تلك الهيئة فتركته واقفا واقتربت من الفراش لتتسطح عليه وتدس نفسها تحت الغطاء تابعها فارس بنظراته حتي اختفت تحت الغطاء ليتحرك ويذهب ناحية الخزانه ويخرج منها غطاءا اخر واتجه ناحية الاريكه ووضعه عليها ثم تسطح عليها ووضع ذراعه علي جبينه وهو يتذكر صورتها ويأنب نفسه علي ما تفوه به فلم يخفي عليه كسرة قلبها وحزن عينيها وملامحها التي تبدلت في لحظة وضحاها زفر فارس انفاسه غاضبا من نفسه ثم التفت بوجهه ناحيتها ليجدها كما هي مستلقية علي الفراش والغطاء يخفيها من رأسها حتي قدميها كانت ليلة طويلة علي كلاهما فلم يستطيعوا النوم طوال الليل كلا منهم يفكر فيما هو قادم بينما ليال كانت تبكي وتكتم فاهها بكفها حتي لا يصل له صوت بكائها فكل احلامها تلاشت وضرب بها فارس بعرض الحائط فأغمضت عيناها بوهن وابتلعت ريقها بتثاقل ساخطة علي كل شئ فرفعت يدها الاخري تغطئ فمها كله لتكتم صوت شهقاتها وشددت من اغماض عينيها اللتان تذرفان الدموع ..
بعد ساعات في ظلام الغرفة الدامس رفعت ليال الغطاء عن رأسها وجلست نصف جلسة علي الفراش ومدت يدها تضئ الاباجور الموضوع بجوار الفراش فأنبعث منها ضوء خافت فألتفتت ببصرها ناحيته وظلت تتأمل ملامحه ببطء شديد حتي انغلقت عيناها وسبحت في نوم عميق ..
استيقظ فارس في موعده الذي تعود الاستيقاظ فيه من اجل الذهاب لعمله فأستدار علي جانبه وهو يتألم من نومته علي الاريكة طوال الليل فغامت عيناه بمشاعر جياشه فتنحنح قبل ان ينتصب واقفا يخطؤ ناحية الفراش ومال فوقها يمسك بطرف الغطاء يضعه عليها لتفتح عينيها مفزوعة فلقد شعرت بلهيب انفاس يلفحها كان وجههما قريب جدا من بعضهما تور وجهها من قربه وشعرت بجفاف حلقها فدفن وجهه بجوف رقبتها يشتم رائحتها لتتزايد وتيرة خفقاتها وهي تري نفسها قريبة منه الي ذلك الحد ابعد راسه قليلا ثم قبلها مباشرة حاول فارس أن يحافظ علي صلابته وابتعد عنها ببطء وهو يقول
(( والان هيا اذهبي للمرحاض واغتسلي وبدلي ثيابك لنخرج ونفطر مع الجميع .))
زمت شفتيها تكتم ابتسامتها الخجولة وقالت بصوت ابح
(( يمكنك الذهاب للمرحاض اولا .))
أوما لها بالايجاب وطبع قبلة علي وجنتيها قبل أن يتحرك من مكانه ناحية المرحاض ما ان اغلق باب المرحاض اخذت تلوح بكفيها امام وجهها تخفف من التهاب وجنتيها لعلها تهدي من النيران التي اوقدها بها ..
بينما كان الجميع مجتمعون في غرفة المعيشة برفقة والدتهم اقترب فارس ومال يقبل جبين والدته وهو يلقي عليهم تحية الصباح لمعت عين والدته بسعادة وهي تري ليال واقفة بإحراج تنظر للارض لتقول بعاطفة صادقة
(( أقتربي حبيبتي فلا تصدقي مقدار سعادتي اليوم بوجودك بيننا لقد عشت ورايت تحقيق ما تمنيت .))
أقتربت منها ليال وهي تقول
(( سلمك الله لنا يا امي .))
ثم مالت علي كفها تلثمها بينما الجميع يتابع ما يحدث بهدوء لتنظر والدته إليه وتقول بعتاب رقيق
(( لما خرجت من غرفتك الان مازال الوقت مبكرا كنت سأحضر لك الفطور لتأكل انت وزوجتك في غرفتكما .))
ابتسم فارس بشقاوة وهو يقول بخفوت ممازحا والدته
(( ليال من ارادت الخروج من الغرفة فهي تشعر بالاختناق وانا لا اعرف ما علي فعله لاسعافها .))
انهي حديثه بغمزة من عينيه لتبتسم والدته له بحب وقد فهمت مخزي حديثه وارتاح قلبها فأحتضنت ليال وبدأ الجميع في مباركتهم وتمني لهما زواجا سعيدا ..
ثم وقفوا واتجهوا ليجلس كلا منهم في مكانه علي طاولة الفطور ليتناولوا فطورهم في اجواء هادئه وسعيدة ..
أثناء تناولهم لوجبة الفطور أستمعوا لطرقات الباب المرتفعه فوقف فارس عن مقعده وذهب ليري من هذا الذي يطرق عليهم في وقت مبكر ففتح الله ووجد شخصا يرتدي ملابس رجال الشرطة فأعطاه ظرفا واخبره بشئ ما ثم انصرف وقف فارس مذهولا مما سمعه لا يستطيع أن يتحرك خطوة للداخل فتحامل علي نفسه واغلق الباب واخذ يخطؤ ببطء حيث والدته واخواته طالعت والدته وجهه الشاحب وانعقاد حاجبيه لتتحدث والدته تقول بقلق
(( ما الامر ؟ من الذي كان يطرق علي الباب ولما وجهك شاحبا .))
ازدرد ريقه واقترب حاجبيه من بعضهما اكثر فكان يشعر بالتشوش يغزو عقله والغضب المستعر يشتعل في داخله ليقول بقلة حيله وهو ينظر ناحية معتز
(( لقد كان عسكري من القسم يخبرني بأن غاده حاولت الانتحار بالامس وتم نقلها للمشفي ولكنها لم تنجؤ فلقد توفيت منذ ما يقارب الساعه .))
انهارت ملامح معتز وتراخي في جلسته وارتعشت شفته السفلي بإختلاج فؤاده المحروق ونزيف قلبه المنهمر بغزارة راجيا من الله أن يرحمها ويغفر له ولها ما ارتكبوه من ذنب طفح الذنب وتأنيب الضمير علي ملامحه وبدا كأنه اكبر من عمره بعشر سنوات وهو يفكر بانه السبب فيما وصلت له غاده ولولا موافقته لها في كل شئ تريده وتفعله لم يكن ليكون ذلك هو مصيرها في النهاية ولكن لما يخبروهم الان بأمر انتحارها فليخبروا عائلتها فلقد طلقها وانتهي الامر بينما ظلت والدته تدعو لها بالرحمة والمغفرة وهي لا تصدق كيف استطاعت ان تفعلها وتنهي حياتها بتلك الطريقة المشينه انسحبت ملاك لغرفتها واطلقت العنان لدموعها فهي مهما كانت تكره غاده لم تتمنئ لها الموت يوما فلقد كان وقوع الخبر عليها مؤلما بينما مي نظرت لهم جميعا وهي تقرا حزنهم وصدمتهم لا تنكر بانها صدمت للحظه عندما اخبرهم فارس ولكنهم حاولت ان تبدو طبيعيه ولا تسمح لنفسها بأن تتأثر او تحزن عليها فهي تستحق كل ما حدث لها فوقفت عن مقعدها وهي تخبرهم بأنها تأخرت علي عملها وان عليها الذهاب كانت ليال تتابع ما يحدث وردود فعل كل شخص منهم وهي لا تفهم شيئا فمنهم من هو متأثر وحزين لما حدث لغاده ومنهم من يبدؤ طبيعيا وكأنه كان امرا متوقعا فها هي مي غادرت عملها ولا كأن شئ حدث والتؤام ايضا ذهبوا لمدرستهم ليبداوا يومهم الدراسي وكأن من توفيت ليست زوجة اخيهم وملاك انسحبت بكل هدوء لغرفتها كم يتأكلها الفضول لتسأل فارس عن أمر زوجة اخيه فهي لا تعرف اي شئ عما حدث معها ولكنها ستحاول بألا تشغل بالها الا بزوجها وحياتها الخاصة ولن تسالها عن اي شئ لا يعنيها ..
ذهبت مي للجامعة لتري اخر المستجدات ولتعرف متي موعد الاختبارات فالعام الدراسي علي وشك الانتهاء وهي لم تراجع اي شئ ولم تستعد للاختبارات النهائيه ولكنها قررت ان تحاول أن تعوض ما فاتها ستذهب في الصباح للعمل وعندما تعود ستجلس لتذاكر وتراجع ما فاتها ثم تخلد للنوم وتكرر ذلك كل يوم حتي الموعد المحدد انتهت مي من زيارتها للجامعة واوقفت سيارة اجره لتذهب للعمل ما ان استقلت سيارة الاجره حتي نظرت في ساعتها التي ترتديها لتجد بأنها تأخرت كثيرا وان سليم لن يمررها لها فطلبت من السائق ان يسرع قليلا بعد وقفت سيارة الاجره امام الشركة فترجلت منها مي وهي تهندم ملابسها ثم دفعت للسائق اجرته واخذت تخطو ناحية باب الشركة بينما كان هو واقفا امام النافذة الزجاجيه لمكتبه يتراقب وصولها فما ان راها حتي شعر بإرتياح ولكنه تملكه الغيظ منها فهي تتعمد فعل تلك الاشياء ومعاملته بلامبالاه وصلت مي أمام باب غرفة مكتبه فطرقت عليه بتردد وعندما استمعت لصوته يأذن لها فتحت الباب ودخلت أصدر سليم صوتا ساخرا مستهزئا
(( أخيرا شرفت الاميرة ))
تمتمت مي بإمتعاض
(( لم أكن سأتي من الاساس .))
اتسعت ابتسامة سليم المستفزة وعقب بخفوت
(( ولما لم تكن الاميرة ستأتي من الاساس .))
تألقت إبتسامة لامبالاة عليها ثم قالت
(( لقد راني اخي بالامس وانا عائدة من ذلك العشاء وراني وانا اترجل من سيارتك وعلاوة علي ذلك خروجي من المنزل بدون اذنه فكاد أن يتسبب ذلك في مشكلة كبيرة لي لتكون انت السبب فيها .))
صدح صوته وهو يقول بضيق مستفحل
(( ولما خرجتي بدون اذنه .))
ضغطت مي علي اسنانها بقوه ثم تحدثت من بينهما تقول بصوت واجم
(( الم تسمع مما قولته غير تلك الجملة ))
أخذت نفسا مطولا ثم اكملت حديثها قائله
(( حسنا سأخبرك لما لم اخذ اذنه لانه بالطبع كان سيرفض وانت اكدت بكل غرور علي حضوري فلم اجد مفرا غير الذهاب بدون اذنه .))
وقف سليم عن مقعده واقترب منها وهو يقول بتأكيد
(( لم يكن عليكي الحضور كنتي رفضتي واصريتي علي قرارك فلم يكن عليكي الذهاب بدون اعلام عائلتك كان يجب ان تخبريهم اين انتي او مع من..))
بهت وجهها ونكست نظرها لا تعرف بما تجيبه هل تخبره بانها اخشته ام تخبره بأنها ارادت الذهاب ورؤية كيف تكن تلك الاجتماعات هل يتوجب عليها ان تعترف بخطأها امامه خرجت من شرودها علي ابهامه الموضوع اسفل ذقنها يرفع وجهها لتقابلها عينيه ليقول سليم دون ان يرف له جفن
(( لم اعد استطع عدم اخبرك بأنني عاشق لكي مي أنا احببتك في الماضي واحببتك في الحاضر وسأحبك في المستقبل .))
تصاعدت وتيرة انفاسها لا تصدق بأنه اخيرا اعترف لها فأزدردت ريقها بتوتر وهي لا تعرف بنا تجيبه هل تخبره بأنها تحبه ايضا وتبادله مشاعره أم تتركه وتعامله بجفاء ليتعذب مثلما عذبها لسنوات عجاف لم تستطع أن تراه فيها او تستمع لاية معلومة قد تخصه فتحدثت تقول بتلعثم
(( سأذهب لمكتبي فأنا لدي عمل كثير ))
ما ان التفتت لتذهب حتي امسك بمعصمها وهو يقول
(( لن تذهبي قبل ان تخبريني بما تحملينه في قلبك من ناحيتي ))
نظرت له وترددت كثيرا في اخباره فما ان اوشكت علي الحديث حتي استمعوا لصوت طرقات علي الباب لتتنهد الصعداء وهي تجده يترك معصمها ويدور حول مكتبه ليجلس علي مقعده وهو يسمح للطارق بالدخول ثم وجه حديثه لها يقول
(( حديثنا لم ينتهي بعد سنكمله في وقت لاحق ))
هزت راسها بهدوء ثم تحركت مغادره وقلبها يضرب بقوه بداخل قفصها الصدري من اثر اعترافه لها ..
•تابع الفصل التالي "رواية ذلك هو قدري" اضغط على اسم الرواية