رواية رجوع الى الهويه الفصل السابع عشر 17 - بقلم شيراز القاضي
رجوع الي الهويه
١٧
الجمت الصدمه لسانها وهي تطالع جدها بصدمه لتقول بخفوت
: انا !! وو سام! ..ج جدي انا مسلمه وسام مسيحي! هذا حرام لا يجوز ..كما انني لا اريد الزواج من جديد!
تصنع الدهشه ليقول
: سأتجاهل الشق الاول من حديثك مؤقتا لكن ..ما معني مجددا!! ..هل كنتِ متزوجه يا مليكه! متي!
ابتلعت لعابها بتوتر وبعض الغضب لكنها قالت
: م منذ سنوات طويله ! ..زوجي ..قد توفي منذ خمس سنوات!
تحدث الجد مجددا وهو ممسك بيد مليكه ليقول
: وما والمشكله حبيبتي! لقد رحل زوجك وانت لن تبقي وحيده الي الابد! ...كمان ان لكل مشكلة حل ..لا بد وان للامر حل ..والدك ووالدتك تزوجا ايضا ولم تكن والدتك مسلمه في هذا الوقت!
اشتعلت عينا مليكه بغضب اقلقه قليلا لتقول ببعض الحده
: هناك فرق بين ما حدث سابقا وما تقوله الان جدي! ..انا لا اريد الارتباط بعد موت فادي وهذا اولا ! ثانيا انا لن اتزوج بشخص غير مسلم ..لقد وعدتك بالبقاء وانتهينا .
ابتلع الجد لعابه ليقول بضعف لاحظته مليكه
: سأفعل لك كل ما تريدين ! سنعقد قرانكما بالطريقة الاسلاميه! ..لو اردت ان يبقي الزواج قانونيا فقط دون ان تصبحا زوجين حقا انا موافق! ارجوك يا ابنتي ! اطلبي اي شىء سأنفذه لك .
غضبت اكثر مما كانت وكادت تصيح في وجهه لكن ملامحه الشاحبه جعلتها تتراجع وتتحدث بهدوء
: جدي! فلنترك امر رفضي للزواج مجددا .. كيف لعقد القران ان يكون اسلاميا وزوجي مسيحي! هذا اولا وثانيا كيف تظلم سام بهذا الشكل ! زواج علي ورق ليضمن بقائي؟ وماذا عنه وعن حياته؟! وكيف له الزواج من اخري وانا زوجته!
سارع الجد ليقول
: سام ليس معارضا للفكرة ابدا! لقد سبق وتحدثت معه وهو موافق تماما دون اي اعتراض! لك مكانة عليا في قلبه واظن انكِ تعرفين ذلك!
تنهدت مليكه بتوتر وغضب وهي تدلك جبهتها حتي وصلت الي فكره هي واثقه من نجاحها ...اي شخص لن يقبل بها ابدا فقالت
: جدي هناك طريقة واحده فقط استطيع بها الزواج انا وسام!
لمعت عينا الجد لتكمل بجملة جعلته يبهت قليلا وقد شحبت ملامحه بصدمه حيث قالت
: ان يصبح سام مسلما ويعلن اسلامه!
توتر فمه! حسنا لم يعد هناك الكثير من الأشخاص المتدينين وسام ليس متدينا بكل تأكيد لكن الامر صعب!
اخفض وجهه قليلا وعاد ليرفعه لها بتصميم ليقول
: ان وافق سام علي تغيير دينه الي الاسلام فهل تقبلين به زوجا!..زواجا حقيقي!
اجفلت بخوف وانقبض قلبها فهي لاحظت ان عائلة جدها غير متدينين ...حالهم كحال معظم ابناء هذا العصر بمختلف دياناتهم ! لكن لم تضع بحسبانها ان ينطق جدها بتلك الكلمات
قالت بخفوت لتعلقها بأمل صغير وهو ان يرفض سام الامر المتعلق بتغيير الديانه او ان يكون هناك اخري يحبها مثلا!
: اجل ياجدي!
احتضنها الجد بسعاده غامره غافلا علي شرود عيناها
" يجب ان نتحدث "
كانت تلك رسالة قصيره ارسلتها مليكه الي هاتف سام الذي انتفض واقفا بسرعه متوترا مما قد يحدث !
توجه الي الحديقه وهو خائف حد الهلع من رد فعلها والذي ستخبره به! وجدها تجلس وهي تطالع النباتات امامها بشرود واجم ..مفزع واللعنه هي مفزعه بكل ما يخصها وللحظه شعر انه تسرع في طلبه من جده!
رسم قناع الثقه علي وجهه ليجلس امامها قائلا
: صباح الخير مليكه! ..ما الامر؟!
نقلت عيناها اليه ببطء اصابه بالدوار والارتباك لتقول
: منذ متي وانت تعلم ما يخطط له جدي!
قطب حاجبيه مدعي التفكير ليقول
: امممم منذ امس بعدما تركتك وذهبت للنوم ..وجدت بيادور علي باب غرفتي يخبرني ان جدي يريدني وحين ذهبت وجدته متعبا من ثم اخبرني انه يريد لنا ان نرتبط!
اطلقت عينيها شررا لتقول ببعض الغضب
: وما كان ردك !
ابتلع لعابه بهلع ..لو انه اخبرها الان انه يحبها ستتعقد الامور وربما تصر علي الرحيل ليقول متصنعا الهدوء مجددا
: ااه حسنا..جدي يمر بحالة صحية سيئه كما لاحظت فلم اجادله بالامر ...كما ان الامر ليس سيئا لأرفضه!
رفعت حاجبها لتقول
: حقا! وماذا عن ما اخبرتك به عن فادي ! ماذا عن كوني مسلمه وانت مسيحي ...ولا تتفوه بتلك الحماقه التي تخص زواج ابي من امي لان الامر مختلف! وماذا ان كان لديك تخطيط اخر لحياتك ومن ستشاركك بها !
قال لها
: اولا فادي قد مات يامليكه ! لا اقول لك احذفيه من عقلك لكن لا توقفي حياتك عليه! وامر زواج والداك لا افهمه من الاساس ولمَ هو مختلف عن وضعنا حاليا! كما انني ليس لدي اي خطط لمستقبلي ! وايضا قال جدي لي اننا سنقوم بعقد القران بطريقة اسلاميه حتي يطمأن قلبك .
قالت له بحنق
: كف عن قول التفاهات حبا بالله! كيف زواج اسلامي وزوجي غير مسلم! ...الطريقه الوحيده للزواج بيننا هو ان تصبح مسلما مثلي ! فهل انت مستعد لهذا!
اجاب علي الفور بطريقة اثارت تعجبها
: بالطبع لمِ لا ..الرب واحد مهما اختلف الدين لذا لا بأس!
اصابتها الصدمه وهي تطالعه بذهول لتقول بصوت خافت
: وفادي!! اتظن الامر بسيط!! ان اكون لأخر غيره!
اغمض عيناه بيأس ليقول
: لقد رحل يامليكه فقط حاولي ان تدخلي تلك المعلومه في عقلك ..لقد ذهب وانتِ لن تبقي وحيدة طوال العمر وها انا ذا اقول لك سأغير ديانتي وانتهي الامر .
طالعته بغضب لتقول بحده وصوت عال
: هل اصابك الجنون انت الاخر! الامر ليس بسيطا! انت فقط ستعلن اسلامك لإتمام الزواج وهذا لا يجوز شرعا لانك لم تقبل دين الاسلام بقلبك ولا حتي بعقلك! انا لن اوافق علي تلك المهزله وليحدث ما يحدث!
" مليكه!!"
اجفلت ما ان سمعت ذاك النداء الضعيف من خلفها وكذلك انتفض سام من مكانه بخوف وهو ينظر الي جده الذي شحب وجهه وهو ينظر بصدمة لهما قبل ان يفقد وعيه ليركضا نحوه بفزع !
" ارجوكم ابعدوه عن الانفعالات الزائده..صحته لم تعد تحتمل "
قالها الطبيب الي سام ومليكه لينظرا الي بعضهما البعض قبل ان يدخلا الي جدهم
جلست مليكه علي يمين جدها وجلس سام علي يساره ففتح الجد عيناه بإرهاق لتمسك مليكه يده تقبلها بحب وهي تقول بقلق
: حمدا لله علي سلامتك جدي! هل انت بخير الان .
نظر لها بلوم ليومئ برأسه دون كلام وهو يدير وجهه الي الجانب الاخر
ابتلعت لعابها بتوتر ليقول سام وهو يسمح علي رأس جده
: جدي لقد فهمت الامر بطريقة خاطئه! انا ومليكه كنا نتناقش حول الامر وكدنا ننتهي من بعض النقاط التي طلبتها انا من مليكه وبعض شروطها بالطبع ...وهي احم .
موافقه !
نظر سام بتوجس الي مليكه فوجدها تعض علي شفتيها بغيظ لكنها قالت
: اجل ياجدي ما يقوله سام صحيح !
نظر لهما بتوجس ليقول
: اذا متي ستنفذا ؟!
تطلعت مليكه الي سام الذي قال بسرعه
: سنفكر في الامر ياجدي اولا كما ان الامر ليس سهلا وهناك العديد من الاشياء نود ان نحضرها اولا
اومأ لهما لتقول مليكه بإبتسامه
: هل انت سعيد الان جدي؟ راضٍ عني؟
نظر لها بعتاب لكنه قال وهو يمسد علي وجنتها
: تعلمين انني دائما راض عنك ياحبيبتي
ابتعلت لعابها مبتسمة بتوتر لما هي مقدمة عليه!
•تابع الفصل التالي "رواية رجوع الى الهويه" اضغط على اسم الرواية