Ads by Google X

رواية وجوه في العتمة الفصل السابع عشر 17 - بقلم منة ممدوح

الصفحة الرئيسية

   

رواية وجوه في العتمة الفصل السابع عشر 17 - بقلم منة ممدوح

نقلت نظراتها المرعوبة بين جواد بين عزيز، بلعت غصة مرتابة توسطت حلقها، وبارتباك شاورت لجواد وهي بتقول بحزم_جـواد
تعالـى هنا يا حبيبـي!
اتشبث جواد بعزيز اكتر وهو بيقول بحماس_هذا خال عزيز يا ماما
رفع عزيز حاجبه بدهشة وبسخرية قال_ماما؟!
معطتهوش يقين اهتمام، بل قالت لجواد بنبرة حاولت تخليها لطيفة عشان ميخافش_عارفة يا حبيبي، بس ممكن تيجي هنا عايزة أوريك حاجة؟
هز جواد راسه، ولكن منعه عزيز لما مسكه اكتر، وقرب من يقين وهو بيقول_أخيرًا اتقابلنا تاني!


رمشت كذه مرة بارتباك، فمدت إيدها وهي بتقول_من فضلك هات الولد، ومتدخلهوش في حساباتك مع عامر
ده مجرد طفل ملوش ذنب
عقد حواجبه بتعجب مصطنع وقال بعبوس_معـقولة
أنا قولت أنتِ اللي هتساعديني آخذ جواد لبيت جده
مش إحنا بينا اتفاق برضك!
اتوحشت ملامحها في الوقت ده، وهتفت بعصبية_ده كان زمان

قبل ما أعرف حقيقتك القذرة، وقبل ما أعرف إن يوسف كان شغال معاكوا وأنتوا اللي قتلتوه!


فضل عزيز ساكت شوية وهو باصصلها بصمت كإنها مقالتش حاجة، ولكن ملامحه مظلمة مرعبة سببتلها قلق داخلي، ولكن في النهاية اتكلم ببساطة_حلو
بقينا نلعب على المكشوف كذه!
يلا استأذن أنا بقى، كان نفسي أكمل حواري معاك بس للأسف مش فاضي
نهى كلامه واتحرك عشان يمشي وهو شايل جواد، ولكنها جذبته بعنف وهي بتهتف_رايـح فيـن!
بقولك هات الولد اوعـى
حاولت تجذب جواد ولكنه دفعها بعنف وهو بيبصلها بغضب، ميئستش أبدًا وكانت بتمنعه وهي بتصرخ فيه بعنف، في حين ابتدى جواد يرتبك من اللي بيحصل ويعيط، جذبت دراع عزيز وهي بتصرخ_الحـقـونـا
جـواد بيتخطـف!
حس عزيز بالسأم والعصبية المفرطة، فدفعها بعنف لدرجة إنها فقدت توازنها ووقعت على الأرض على ضهرها وهي بتتأوه بألم، أما هو فقال بنزق وهو بيمشي وبيحاول يثبت مقاومة جواد_اتهـد بقـى!
هلاقيها منك ولا من أم صوت مسرسع هذي!
الله يكون في عون عامر!

بمجرد ما شافت الدموع والرعب اللي ظاهرين على جواد اللي كان بيشاورلها تلحقه اتحاملت على نفسها وقامت وجريت عليهم وهي بتشد عزيز وبتضربه وهي بتصرخ_بقولك هات الولد
يا عــامر
الحقـونا!
اتلفت عزيز ليها في الوقت ده وبمنتهى العنف صفعها على وشها لدرجة إنها ارتدت على الأرض تاني ونزف جانب شفتيها في حين صرخ_اخرسـي بقـى!
فضلت تئن وهي على الأرض بتحاول تقاوم الألم اللي بيفتك بجسمها، ورجعت قامت مستغلة إنه اداها ضهره، وبدون تردد جريت عليه ونطت على ضهره متشبثة برقبته وهي بتخنقه في حين بتصرخ_سيبـه بقولك
الحقـونا
يا عـامـر!
غصب عنه وقع جواد منه على الأرض وهو بيصرخ ببكاء بعد ما مقدرش يحافظ عليه وهو شايله بسبب حركتها، في حين كان عزيز بيحاول يبعد يقين عن ضهره لحد ما حدفها على الأرض وهو بيشتم فيها، ولكنها قامت مرة تانية ونطت على ضهره تخنقه، وبدون تردد بقت تعضه في كتفه واذنه ففضل يصرخ بألم وهو بيسب فيها، في حين وجهت كلامها لجواد من بين مقاومتها_اجـري يا جـواد
اجري نادي أي حد بسرعة!

فبكى جواد وهو بيقول بشهقات_ماما!
ولكنها صرخت بعنف_بسـرعـة يا جـواد!
وبالفعل سابها وجري لجوا عشان يطلب المساعدة، في حين كانت مازالت متشبثة بعزيز اللي كان بينفضها عنه بعنف وهو حاسس بالغضب الرهيب بيتملكه من عضاتها وضرباتها ليه
فبعنف نفضها عنه وخلاها وقعت على الأرض، وقعد وهو شبه فوقها ومحاصرها تمامًا، كانت بتقاومه هي وبتصرخ بهيستيريا، حاول يثبت إيديها بإيد وبالتانية صفعها صفعة قوية أدمت وشها، ولما شاف مقاومتها المستميتة ابتدى يصفعها على وشها عشان تسيبه وتتهد وهو بيشتمها.


في الوقت ده كان دخل عامر مع اخواته ورجالته اللي كان باين عليهم التعجب، بعد ما وصلهم خبر إن المخزن اتحرق، ولكن للدهشة لما وصلوا هناك لقوا إن مفيش حريق ولا حاجة
فاتكلم عايد وهو بيضرب كف على كف_أنا نفسي أفهم بس
مين ابن المهبوشة اللي طلع حوار الحريقة هذي خلانا نيجي على ملى وشنا!
فكر فارس شوية وقال_أنا حاسس إن فيه ملعوب في الموضوع!
ولكن عامر في الوقت ده لفت نظره ابنه اللي كان بيجري عليه وفي حالة مزرية تمامًا، من أول هدومه اللي مليانه تراب والدموع اللي على وشه، فهتف عامر بخضة وهو بيجري عليه_جـواد!


اتلفتوا كلهم على صوته وظهر عليهم القلق هو كمان، جري جواد عليه فشاله عامر وهو بيبصله بخوف، أما جواد فمن بين شهقاته هتف_أبوي
خال عزيز بيضرب ماما يقين برا!
اتجمد عامر بصدمة وحس بخدل في جميع أنحاء جسمه، فبدون تردد نزل جواد وشاور لحمد وقاله_خذه لغرفته واتطمنوا عليه
هز حمد راسه وخده بالفعل، أما عامر فبمجرد ما خلص جملته جري مكان ما كان جاي جواد ووراه عايد وفارس وسعد


خرج لبرا وبمجرد ما شاف المشهد اللي قدامه اشتعلت عيونه بغضب رهيب وصرخ بشراسة وبعروق نافرة_يا ابن الكلــب!
ركض عامر ودفعه بعنف من على يقين قلبه على الأرض على ضهره وجثى فوقه وهو بيسددله لكمات عنيفة اطاحت بمعالم وشه لدرجة إنه مكانش ملاحق يقاومه في حين كان بيصرخ_بتمد ايدك على واحدة من الزياتية يا ****
بتمد إيدك على مرتي يا ****
قسما بدين الله ما عاتقك، هطلع روحك في إيدي!
اتعدلت يقين وهي بتتنفس بعنف وتعب من المجهود والألم اللي حاسة بيه من الصفعات، فساندها فارس تقوم وقال بقلق_أنتِ بخير يا مرات اخوي؟!
هزت راسها من بين لهاثها وهي بتبص على عامر اللي كان في حالة مشافتهوش فيها قبل كده ولكنها كانت حاسة بإنتشاء من إنه بيجيب حقها بدون تردد، ومن بين اللكمات اللي كان بياخدها عزيز ابتسم باستهزاء وهو بيقول_بتدافع عن اللي حطت إيدها في إيدي قبل كده؟
عدوك الحقيقي هي مش أنا يا عامر، أنتَ سايب حية جوا دارك

ولكن ما زاده كلامه ده إلا شراسة، ففضل يسددله لكمات وهو بيشتمه وبيلعن فيه لحد ما ثقلت أنفاس عزيز وضاعت معالم وشه من الكدمات والدماء، وجه عايد نظره لفارس يستفسر عن كلام عزيز فشاورله التاني بالصمت، وسابوا يقين واتجهوا لعامر وفارس بيقول_كفاية ياخوي
خسارة الكلب هذا يتحسب عليك روح
في حين اتكلم عايد_هيموت في إيدك يا عامر
سددله عامر لكمة كمان وهو بيصرخ_حلال فيه الموت
أنا هحسر أمه عليه
قالها وهو بيطلع سلاحه من خصره، اتوسعت عيون يقين بهلع، وجريت هي في الوقت ده عليه ومسكت إيده وهي بتصرخ_لا يا عامر
لا متقتلوش!
دفعها عنه وهو بيقول بتصميم_ابعدي من هنا
ارجعي للدار
في حين وجه كلامه لعزيز وهو مصوب السلاح على راسه_استشهد على روحك
حاول فارس يثنيه عن رأيه وهو بيقول بحذر_اعقل ياخوي مش كذه!
ولكن في الوقت ده جثت يقين على الأرض ومسكت إيده وهي بتقول بدموع_بالله عليك لأ يا عامر

متبقاش قاتل
بالله عليك
اتحفزت عضلاته من نبرتها، فمدت إيدها في الوقت ده بسطتها على خده وأجبرته يبصلها وهي بتقول بدموع_عشان خاطـري
عشان خاطري سيبه
فضل باصصلها شوية بعيونه المشتعلة اللي سببتلها رعب وأعصابه المشدودة، طالت النظرات بينهم كان حاسس هو بالحيرة والتردد، ولكن قدام عيونها لقى نفسه بيقوم من فوقه ومعاه يقين اللي اتنفست براحة، حتى عزيز نفسه حس إنه اتكتبله عمر جديد، ولكن باغته عامر بركلة عنيفة في بطنه خلاه يبصق دماء من بوقه، في حين وحه نظره ليقين وهو بيشاور عليه_الكلب هذا وش كان بيسوي هنا؟!
نقلت نظرها على عزيز اللي كان بيتألم، وقالت بإرتباك_كان
كان عايز يخطف جواد
سمعنا صوت حد بيقول فيه حريقة في مخزن أو مستودع، وبعدين لقيته ظهر.
هز عامر راسه بتفهم وبعدين قال_يعني أنتَ اللي عامل الشويتين دول!
ومن بين أنينه قال وهو بيحاول يرفع وشه ليه بابتسامة أظهرت أسنانه اللي مليانة دماء_عجبتك مش كذه؟!
صرخ بألم لما ركله عامر مرة تانية في بطنه، فجذبته يقين من دراعه بهلع وهتفت_كفاية بالله عليك

نفض إيديها عنه وهو بيحرك راسه للجهتين فاصدرت صوت طرقعة، وشاور لسعد اللي جه على طول فقاله_خذه وأرميه قصاد دارهم بمنظره هذا، وقول لأبوه عامر بيبعتلك سلامه
هز سعد راسه بتفهم، وشاور لاتنين من رجالتهم اللي جم على طول ومالوا شالوا عزيز ومشيوا بيه.
اتلفت عامر ليقين في الوقت ده، لوهلة حس بنغزة عنيفة في صدره لما شاف حالتها، وشها الأحمر وأثار الأصابع اللي عليه، والدماء اللي جانب شفتيها، وشعرها المشعث المليان تراب هو وهدومها، اشتعل الغضب جواه من تاني، فجز على أسنانه وهو بيرفع راسه للسما ياخد نفس عميق يحاول يتمالك نفسه، وبعدين قربلها، مد إيده يمسح مكان الدم فاتنفضت وهي بتهز راسها وملامحها منكمشة بألم، بحنان قال_بتوجعك؟
هزت راسها وعيونها متحجرة بالدموع، زفر بضيق وبعدين خلع الچاكيت اللي كان لابسه. حطه على كتفها، وبعدين شاورلها تدخل لجوا
فبالفعل اتحركوا كلهم لجوا
شافوا الكل مستنيينهم قدام البيت جوا بملامح باين عليها القلق والفضول، أول ما شافتهم فاطمة جريت على عامر وهي بتهتف بقلق_أنت زين يا عامر
سوالك شي؟!
هز راسه عشان يطمنها وقال_بخير بخير ما تقلقي
نقلت نظرها في الوقت ده على يقين وهي بتتأملها من فوق لتحت وكانت اتبدلت نظراتها لتانية مليانة حقد، في حين لاحظت هي إن الكل مصوبين عليها نظراتهم بفضول شديد لحالتها المزرية، مهتمتش فاطمة بيها وحاشت بنظرها عنها وسألت عامر_إيش اللي جاب الملعون هذا هنا!

كشر عامر ورد_كان عاوز يخطف جواد، عاوز يلوي دراعي بيه!
انتفضت يقين لما لقت فاطمة بتقرب عليها مرة واحدة وهي بتهتف بغضب عارم_أنتِ يا شيطانة
هي أنتِ مفيش غيرك اللي اتفقت معاه ييجي هنا وياخذ جواد عشان تنتقمي مننا!
شاورت يقين لنفسها بعدم استيعاب لكلامها، فحال بينهم عامر اللي هتف بنفاذ صبر_ياما صلي على النبي في قلبك
متفقة معاه إيش
أنتِ مش شايفة وشها المتشلفط!
استنكرت يقين الكلمة وقالت باعتراض_ما تحسن ملافظك إيه وشها المتشلفط دي كمان!
بصلها عامر برفعة حاجب وبتريقة قال_عاذرك، ما أنتِ لحد دلوقت مشوفتيش وشك اللي معمول خريطة!
بصتله بقرف من فوق لتحت وقررت إنها تسيبهم وتطلع قبل ما تنفجر فيهم خصوصًا وهي حاسة بالألم في كل جسمها، ولكن منعتها فاطمة لما قبضت على دراعها بعنف ورجعتها فشهقت يقين بألم، وقالت فاطمة_أنتِ فاكرة إن اللي صار هذا داخل دماغي؟!
أنا عارفة ومتأكدة إنك أنتِ اللي متفقة مع عزيز، ولما لقيتي نفسك هتنكشفي عملتي المسرحية هذي!
بعدها عامر عنها بنفاذ صبر وجذب يقين وراه ضهره وهو بيقول_قولتلك ياما يقين مالها دخل، لولا يقين كان جواد مع عزيز دلوقت، بس هي من حبها فيه وعشانها واحدة كويسة وأصيلة مش شيطانة كيف ما بتقولي استحملت كل اللي صارلها من عزيز هذا عشان تنقذ ابني بس!

اتملت ملامح فاطمة بالتريقة، وضحكت باستهزاء وهي بتقول_دخلت عليك التمثيلية اللي سوتها!
أنتَ فاكرني عبيطة ومش داريانا بمكر الحريم!
كل اللي سوته هذا عشان تدخل عقلك وتنخدع فيها وبعدها تلدعك كيف العقربة!
غمض عامر عينه بنفاذ صبر، في حين اتكلمت يقين بعصبية_ما تطلعي من جو نظرية المؤامرة اللي أنتِ عايشة فيه ده!
بصلها عامر بتحذير وقال_يـقيـن!
بصتله بضيق وهي بتضم شفايفها بسأم، وجه نظره في الوقت ده لعهود اخته وقال_معلش يا عهود
خذي يقين وطلعيها لجناحها حمميها وداوي جروحها
اتحركت عهود بسرعة واحتوت كتفها في حين أجبرتها تمشي معاها وهي بتقول_عينيا ياخوي
تعالي يا يقين
مشيت معاها يقين وطلعت على فوق وهي بتحاول تتحمل ألم جسدها تحت أنظار عامر اللي كان متابعها، في حين وجه نظره لأمه أول ما اختفت عن عيونه وقال بضيق_كفاية بقي ياما!
كفاية
قولتلك يقين مالها دخل في أي شي، كفاية اللي بتسويه في بنت الناس!

بعصبية هتفت_واللي هي سوته فيك يا عامر!
زفر عامر ورد_يا ستي أنا مسامح خلاص
وبعدين قولتلك هذا شي بيخصني أنا، وأنا بس اللي من حقي اتصرف في هذا الموضوع!
بصتله فاطمة بعيون متسعة، وهزت راسها بعدم استيعاب وهي بتقول_لا مش معقولة
اللي قدامي هذا مش عامر ابني
الشيطانة هذي شكلها ساحرالك!
مسح عامر على وشه وهو بيقول_يا ربـنـا!
بصلها بعجز وهو مش عارف يعمل إيه معاها، في النهاية هي أمه ومش هيقدر ياخد أي رد فعل ضدها، فسابها في النهاية وطلع عشان يتطمن على ابنه، في حين قربت بدوية من فاطمة وهي بتقول بتريقة_الظاهر ابنك مال للمصراوية يا ام عامر!
بصتلها فاطمة بحدة وقالت_اتهدي يا ام حسن ومتنفخيش في النار
على جثتي إن هذا يصير، المصراوية عمرها ما هتكون مرت ابني
ابتسمت بسخرية وردت_قولتي هذولا الكلمتين لبنت الرشايدة قبل كذه، وأهي بقت أم جواد، ولولا إنها اتقتلت كان زمانها مخلفة عيلين كمان!
بصتلها فاطمة بنظرات مليانة غضب بسبب صدق كلامها، وبعدها سابتها ومشيت بعصبية..

****
كانت عهود قاعدة مع يقين على السرير وهي بتسرحلها شعرها، في حين كانت يقين صامتة تمامًا وهي باصة في الفراغ، وبعد صمت طويل اتكلمت عهود بتوتر_هو صحيح كلام أمي هذا؟!
أقصد يعني أنتِ اللي اتفقتي مع عزيز؟
غمضت يقين عيونها بسخرية، وبعدين اتلفتت ليها وهي قاصدة تبعد عنها وقالت وهي بتشاور لنفسها_أظن أنتِ شوفتي منظري بنفسك
ده منظر واحدة بتمثل ومتفقة معاه؟
وبعدين أنتوا ليه مش قادرين تقتنعوا إن أنا عمري ما هعمل كده؟!
آه أنا بكره أخوكي، بكرهه ومش هنكر ده، وآه أخوكي دمرلي كل حياتي، بس لو هنتقم منه فهنتقم فيه هو، لا هدخل ابنه اللي ملوش أي ذنب، ولا هدخلك أنتِ حتى!
حست عهود بتأنيب الضمير، وقالت_أنا مقصدش، وبعدين أنتِ عارفة زين يا يقين جيتي هنا كيف، وكلنا مش ناسيين إنك طعنتي أخوي واتسببتي في رقدته أيام، ولولا ستر ربنا كان راح فيها
غصب عنها دمعت عيونها وهي حاسة بالألم بعد ما فكرتها عهود، واتكلمت_عشان كنت مغفلة وقتها
كنت فاكرة وقتها إني هجيب حق جوزي الظابط المحترم الشريف بعد ما حكالي قد إيه بيعاني في شغله بسبب تهديدات عامر بالقتل، وبعد ما مات افتكرت إن هو اللي قتله، وقتها اقسمت إني أجيب حقه وأفضح أخوكي، بس خدت أكبر قلم في حياتي لما عرفت حقيقة جوزي!

عرفت وقتها إني قضيت سنتين من حياتي مخدوعة، عايشة مع ممثل هايل خلاني اطلع بدور العبيطة، خلى الانتقام يعمي عيني، وخلاني أدمر حياتي بإيدي!
حطت إيديها على بطنها في الوقت ده وهي بتبكي وكملت_خلاني أجهض ابني بنفسي
خلاني اتخلى عن حتة مني لسبب مش موجود!
نهت جملتها وهي بتشهق ببكاء خلت عهود تشفق عليها وظهر عليها التأثر، بتشوف لأول مرة جانب من يقين عكس اللي وصلها، رفعت إيديها وربتت على ضهرها وهي بتقول بأسى_هوني على حالك
كل اللي صار هذا دليل على إنك طيبة وبنت حلال، معرفتيش تميزي وشوش الناس اللي حواليكي!
مسحت يقين دموعها بإيديها وهي بتقاوم الغصة اللي في صدرها، واستعادت ربطة جأشها وهي بتقول_بس ده ميطلعش اخوكي ملاك
اخوكي تاجر اسلحة، عارفة يعني إيه؟
يعني شغله كله غير قانوني يا عهود!
مش شايفة منظر رجالته اللي برا؟!
كل واحد فيهم ماسك سلاح وماشي بيه، أخوكي نفسه ماشي بالسلاح على طول!
اتضايقت عهود من كلامها خاصة وإنها مبتحبش حد يمس أخوها بكلمة، ولكنها حاولت تفهمها وقالت_اسمعي يا يقين أنا عارفة إنك مستغربة اللي بيصير، بس صدقيني عامر غير اللي ظاهرلك خالص واللي فاكراه

عامر كان مجرد شاب عاوز يعيش سنه كيف أي شاب، وفجأة لقى أبوه مات في سن صغير، لقى نفسه مسئول عن ولدين وبنت وأم مكلومة بعد ما زوجها اتقتل غدر
وفوق كل هذا لقى نفسه مسئول عن عيلة كاملة من بعد أبوه
لازم يصير كيف الأسد عشان يوم ما هيصيب عيلتنا ضرر هو اللي هيتلام وهو اللي هيكون مسئول، جوّز عايد وفارس وجوزني أنا كمان لحسن ابن عمي، ويوم ما عاز يتجوز ويحب ويتحب زي أي راجل ويختار مرته بإرادته لقى نفسه مجبور يتجوز من بنت عدوه عشان محدش من العيلة يتأذى، حتى بعدها مرته وام ابنه اتقتلت وهي في حضنه!
عامر معرفش يعيش حياته كيف ما يحب، معرفش يعمل اللي نفسه فيه كل حاجة بحسابها، النفس اللي بيتنفسه بحسابه، شايف مسئولية العيلة عيله هو، بيفضلنا إحنا على نفسه!
كانت يقين مركزة مع كلامها بإهتمام شديد كإنها بتكتشف جانب جديد من عامر، لوهلة حست بالأسى عليه، شاب ابوه اتقتل واضطر يمسك زمام عيلة كاملة، اضطر يتجوز ومراته اتقتلت في حضنه، هي شافت بعينها إنه شايل أمور فوق طاقته، ضغط اخواته، ضغط امه وعمامه، ولكن لما لقت نفسها هتميل هزت راسها بسرعة وهي بتقول_وبالنسبة لتجارة الأسلحة يا عهود؟
سكتت عهود شوية، هي نفسها لاحظت تعاطف يقين مع كلامها، حست إن فيه حاجة جواها بس بتنكرها، فردت_الشغل هذا ماشي من زمان هنا من أيام جدودي كمان، حتى لو هو مش حابب هذا عمره ما هيقدر يوقفه، لو وقفه كل اللي بيتعامل معاهم كبرات، هيدمرونا، هيخربوا تجارتنا ومالنا وأراضينا، مش بعيد يقتلونا

عامر ما بيتاجر في السلاح لأجل الفلوس، إحنا مش محتاجين الحمدلله، تجارتنا في الزيتون والتمر مكفيانا وزيادة ده غير الفاكهة، ومزارعنا كبيرة كيف ما شوفتي، بس مش كل شي هنعوزه هنعرف نعمله، عشان كذه بيكتفي بإنه يشتغل في شحنات الاسلحة، ما بيرضى يتاجر في المخدرات وهذا كان شرطه من زمان، ممكن يكون شرط تافه بالنسبالك وشايفة إن مافي فرق بس صدقيني اتقامت حرايق علشان ينفذوا هذا الشرط، وكمان ما بيرضى يتاجر جوا البلد، كل شي على برا.
سكتت عهود شوية تراقب تعابير وش يقين، اللي اتكلمت بحدة مصطنعة_مفيش حاجة تبرر الغلط يا عهود، دي حاجات بتقولوها لنفسكوا عشان تقتنعوا إنكوا صح
ضمت عهود شفايفها وقالت_لو المشكلة على قد إنهم يئذوا عامر، مكانش همه حياته، بس عامر مستعد يضحي بحاجات كتير عشان أهله بس ميتئذوش
قربت منها وحطت إيديها على رجليها وهي بتقول برجاء_صدقيني يا يقين، عامر مش وحش كيف ما أنت شايفاه.
اتفتح الباب في الوقت ده، وطلع منه عامر وهو شايل جواد اللي كان غير هدومه هو كمان، وقال_شوفت
مش قولتلك إن أمك بخير، أهي قاعدة كيف القردة اهي!
صدعت دماغي على الفاضي، عاوز اشوف ماما عاوز اشوف ماما!
ضحكت عهود على كلمته وابتسمت يقين رغم عنها، فنزل جواد عن عامر وجري على يقين وهو بيضمها وبيهتف بـ_ماما يقين!
ضمته يقين بحنان وهي بتملس على شعره وبتطبع قبلة عليه، كانت عهود بتراقبها بابتسامة دافية، بعد ما شافت لهفة ابن اخوها عليها أدركت إن يقين كويسة فعلًا معاه، واستحالة تئذي جواد زي ما بتقول، نقلت نظراتها بينهم وبين عامر اللي كان واقف يتابع المشهد وهو مربع إيده قصاد صدره وعلى وشه ابتسامة دافية، شافت عهود مشاعر وسعادة جوا عيونه أول مرة تشوفها، عرفت وقتها إن فيه حاجة من ناحية أخوها ليقين، هو شايفها مراته فعلًا بس مستني الحواجز تتشال بينهم يمكن ده السبب اللي خلاه ميئذيهاش رغم اللي عملته، يقين عاجبة عامر من أول مرة شافها فيها وبيجرب مشاعر هو نفسه مش فاهمها لإنها جديدة عليه،

قررت تسيبهم في الوقت ده عشان تديهم شوية خصوصية، طبعت قبلة على خد جواد وبعدين استأذنت عشان تخرج، ولما عدت من جنب أخوها ربتت على دراعه وهي بترمقه بنظرات ذات مغزى وبعدين خرجت من الغرفة بهدوء.
بِعد جواد عن يقين، وبإيده الصغيرة احتوى وشها وهو بيملس على مكان الجرح اللي جنب شفتيها، وهو بيقول بعبوس طفولي_هذي بتوجعك يا ماما؟
هزت راسها بالرفض وهي بتملس على شعره بحنان وقالت_لا يا قلب ماما مش بتوجعني
أنتَ اللي فيه حاجة بتوجعك؟!
أصدر صوت يدل على الرفض، فضحكت هي في الوقت ده وهي بتنقل نظرها على عامر بعد ما قدرت تميز إنه واخد حتى حركات أبوه، واتكلم الصغير_مفيش حاجة بتوجعني، أنا بس كنت خايف لما شوفت خال عزيز بيضربك وجريت على أبوي قولتله
فربتت على كتفه برقة وهي بتقول_شطور يا جواد، أنتَ عملت كده عشانك راجل قوي
ابتسم جواد بسعادة، وبعد عنها وهو بيقول_لا
أنتِ اللي قوية
عقدت حاجبها بتعجب، فبحماس وهو بيلف حوالين نفسه وبيعمل حركات في الهوا ابتدى يحكي لأبوه وهو بيقول_مشوفتش يابوي
ماما يقين ضربت خال عزيز، وبعدين طلعت على كتفه، وفضلت تضرب وتعض فيه وخال عزيز يصرخ، وبعدين خلته يسيبني وقالتلي أروح أنادي حد
بصلها عامر بامتنان، وبعدين ساير ابنه في حماسه ورفع حاجبه بدهشة وهو بيقول_أوبااا

الظاهر إن ماما يقين ليها في الفنون القتالية فعلًا، أنا كنت شاكك فيها
مال على جواد شاله وهو بيكمل_تخيل لما روحت أشوف خالك عزيز لقيت ودنه مقطوعة، عرفت إنها هي اللي عضته لحد ما قطعتها كيف مصاصين الدماء
شهقت يقين وعاتبه برقة_عامـر!
متقولش كده هتخليه يخاف مني!
ضحك عامر على رد فعلها وقال_لا يخاف إيش!
ولاد الزيات ما يخافوش من شي، مش صح ولا إيش يا بطل؟!
هز جواد راسه وهو بيقول_صح يا أبوي
وجه نظره ليقين وقال ببراءة وجدية مصطنعة_متقلقيش يا ماما يقين، أنا مش خايف منك عشان قطعتي ودن خال عزيز
ضربت يقين كف على كف وهي بتبص لعامر نظرة بمعنى ينفع اللي عملته ده! فضحك هو بدوره وهو بيعاندها مع جواد في حين كانت بتتصنع هي العبوس والضيق
لحد ما استقروا كلهم على السرير بعد ما أصر جواد يقعد وسطهم، في حين كان بيلعب هو وعامر وبيصدع صوت ضحكاتهم في المكان وهو بيدغدغه وبيلعب معاه
كانت أول مرة تشوف شخصية عامر دي

عامر الأب الحنين
عفويته وحبه لابنه اللي ظاهرة عليه
الدفيء اللي بينهم وحلاوة علاقتهم
لقت نفسها قاعدة بتتأملهم وعلى وشها ابتسامة واسعة، الظاهر إن عامر هيفضل يدهشها كل مدى
والظاهر إن قلبها هو اللي هيدهشها الفترة الجاية…

يتبع….. 
google-playkhamsatmostaqltradent