Ads by Google X

رواية حلم الليالي الفصل السابع عشر والاخير 17 - بقلم هاجر عبد الحليم

الصفحة الرئيسية

 رواية حلم الليالي الفصل السابع عشر والاخير 17 - بقلم هاجر عبد الحليم 

الحلقة ال ١٧ والاخيرة والخاتمه 
رواية حلم الليالي الحلقة 17 والاخيرة

قسم الشرطة 
غرفة تحقيق

 يجلس المحقق على مقعده خلف المكتب، وعليه أوراق القضية وملفات تتناثر أمامه. أمامه عبد الله، الذي يظهر عليه القلق والهم الشديد. باب الغرفة مفتوح قليلاً، وعند المدخل يقف رجال الأمن. في هذه الأثناء، يدخل والد شهد، والدتها يرافقهم. النظرات بين الحاضرين ثقيلة، الجميع متوتر.

المحقق:
(يقرأ في الملف، ثم ينظر إلى عبدالله بعينين ثابتتين)

معنى كدا انت بتعرف بأن قتل شهد كان عن طريق الخطأ؟

عبد الله:
(يحاول ضبط أعصابه، صوته مهتز)

"نعم، يا سيادة المحقق. كان خطأ... أنا مكنتش اقصد والله ما كان في نيتي اللي حصل كله انا اتصدمت بيه شهد كانت حب عمري وضحيت كتير اوي عشانها وعشان حياتنا مع بعض ازاي أذيها بالطريقة القاسية دي؟

المحقق:
(يقف ويتجه نحو نافذة الغرفة، يتأمل قليلاً ثم يعود)

لتفاصيل بتكون مهمة. الحكاية كلها مبنية على لحظةٍ واحدة. إذا كانت فعلاً جريمة غير مقصودة، فالعواقب ممكن تختلف معاك

والد شهد:
(بتصميم، بصوت عميق)
"أنت قتلت بنتي، مش هتقدر تعوضني عن اللي عملته. وكونها كانت حادثة ولا جريمة مش هغير شيء من الحزن اللي في قلبي وقهرتي عليها

عبد الله:
(يقف من مكانه، يقترب بحذر)
"أنا آسف والله سامحني انت اكتر واحد قادر تشهد ف صفي جيبتني فجاه وقولتلي ع كدبة كبيرة ولولا كشفك ليها هعيش متغفل عمري كله معاها والله ياعمي شهد هي اللي اذت نفسها اللي عملته كله كان محاولة مني لحمايتها صدقوني 

والدة شهد:
(ترتجف من الألم، تتحدث بنبرة منخفضة ولكن قاسية

"مفيش شيء هيرجع . بنتي راحت، وأنت السبب. أنت مش ممكن تكون بريء من اللي حصل. لو كانت جريمة  حصلت من غير قصد منك، فأنت مش هتقدر تعيش بسلام روحها هترافقك ف كل خطوة من حياتك ااااه يابنتي ااااه

(الكل في الغرفة يظل ساكتًا لثوانٍ، ثم يتدخل المحقق ليمنح فرصة لعبدالله للحديث.)

المحقق:
(يشير بيده للمجموعة، مشيرًا إلى عبدالله)

"خلونا نسمع من الجاني. تفضل."

عبد الله:
(يرتجف، يبتلع ريقه، ثم يتحدث بصوت هادئ)

"أنا... كنت في حالة عصيية وقت الحادث. وكانت الأمور خارجة عن السيطرة، وكان في صراع بيني وبينها... حاولت أوقفها، بس الأمور حصلت بسرعة وأنا مش فاهم ازاي الامور وصلت لكدا  شوفتها بتمون بين ايديا ودمها ع ايدي والله هي اللي موتت نفسها صدقوني كلكم

والد شهد:
(ينفجر بالغضب، يصرخ)
"انت مش فاهم إحنا حاسين بإيه؟ كل حياتنا اتهدرت  مفيش حد حيقدر يعوضني عن فقدانها. بنتي ماتت، وأنت بتقولي بسهولة كان بالغلط انت جنس ملتك اي؟

المحقق:
(يحاول تهدئة الوضع، ينظر إلى عبدالله

"هل كان فيه أي شبهة عن قصد أو تخطيط مسبق في الحادث؟ هل كان بينكم أي تاريخ سابق للمشاكل؟"

عبد الله:
(يهز رأسه بشدة، ودموعه تنهمر)
"لا... لا... كان مجرد سوء تفاهم... مفيش نية لقتلها، ابدا دي كانت مراتي وشرفي هيجيلي قلب اعمل فيها كدا وانا عارف انه اهلها برة ولو كانو بيشكو فيا هيجيلهم قلب يدخلوني معاها واحنا لوحدينا؟

(يعود المحقق إلى مكانه خلف المكتب، ينظر إلى الأوراق بهدوء، ثم يتنهد.)

المحقق:
لو كان القتل خطأ، فده يعني أننا أمام جريمة قتل غير عمد مش جريمة قتل متعمدة. لكن لا شك أن العواقب ستكون ثقيلة، ولا بد من التحقيق العميق في كل التفاصيل لتحديد المدى الكامل لما حدث

(المحقق يتنهد مجددًا وهو يوجه كلامه إلى الجميع.)

المحقق:
القرار النهائي هيتخذ من قبل المحكمة، لكن احنا هنا لسنا قضاة، نحن فقط نبحث عن الحقيقة. ولو كان فعلاً حادثًا غير مقصود، ممكن تكون التهمة أخف... لكن القانون لا يعفي من المسؤولية عن وفاة شخص ابدا

والدة شهد:
(تنزل دموعها، تنظر إلى عبد الله، وتقول بصوت ضعيف)

الحق مش على القانون، الحق على قلبنا اللي انفطر، واللي مش هيقدر يرجع زي م كان منه لله اللي كان السبب منه لله اللي ضيع بنتي ياتري حسيتي ب اي وهو بيموتك وبيحط السكينة ف جسمك

ينسحب الكل بهدوء، والمحقق يظل في مكانه، وهو يفكر في القضية.

 عبد الله يظل ساكنًا، يعي تمامًا أن ما حصل سيظل يلاحقه طوال حياته.

ف المحكمة

المحكمة مليئة بالحضور، وهناك صمت شديد. القاضي يجلس على منصة المحكمة، وبجانبه المحامون، بينما يترقب الجميع المتهم عبد الله وجميع

 الشهادات التي سيتم تقديمها. عبد الله يبدو متوترًا، لكن عينيه مليئة بالأمل. مروة تجلس
 بجانبه، تبدو مشوشة قليلًا لكنها تدعمه بكل قوتها. في الطرف الآخر من القاعة، يجلس والد شهد، عبد الهادي، متسمّرًا في مقعده، يراقب كل شيء بعينين مليئتين بالحزن والغضب.

القاضي (بصوت رسمي):
"نبدأ الجلسة اليوم بمحاكمة المتهم عبد الله بتهمة القتل غير العمد. المحامي الدفاع، هل لديك شهادة لتقديمها؟"

المحامي الدفاع (بتأكيد):
"نعم، سيادة القاضي. لدينا شهادة من السيدة مروة، زوجة المتهم، التي ستوضح لنا حقيقة ما جرى، وتؤكد أن الحادث كان عرضيًا وأن عبد الله لم يقصد قتل المرحومة شهد."

(تتوجه الأنظار إلى مروة وهي تقف على المنصة، ثم تبدأ بالكلام بلهجة مترددة، ولكنها تحاول أن تكون واضحة.)

مروة (بتوتر، ثم تأخذ نفسًا عميقًا):
"شكرًا، سيادة القاضي. أنا زوجة عبد الله، وأريد أن أقول أن شهد كانت في حالة نفسية غير مستقرة قبل الحادث. كانت تهددنا بشكل مستمر. كانت تقول إذا ابتعدنا عن عبد الله، حياتها ستنتهي. كانت تشعر بالغيرة، ولم تكن تستطيع تحمل فكرة أن عبد الله قد يبتعد عنها

(الجميع في المحكمة يراقبها عن كثب، وخاصة عبد الهادي، والد شهد. مروة تستمر في شهادتها.)

مروة (تستكمل):
"كنت أحاول دائمًا أن أتفاهم معها، لكنها كانت في حالة مرضية. عقلها لم يكن متزنًا، وكانت تتصرف بعنف في بعض الأحيان. حاولنا مساعدتها، لكن الوضع كان يزداد سوءًا."

(يظهر تأثر على وجه القاضي، وينظر إلى عبد الله، الذي يبدو حزينًا. المحامي الدفاع يأخذ كلمة مرة أخرى.)

المحامي الدفاع (بتأكيد، وهو يشير إلى عبد الله):

"أريد من الجميع أن يتفهم أن عبد الله لم يكن يقصد أن يؤذيها. هو كان يحاول دائمًا إنقاذها، خاصة عندما اكتشف أنها كانت تؤذي نفسها

(تتحول الأنظار إلى عبد الله، الذي يظل صامتًا، ولكن عينيه تلمع بالحزن. يبدو أنه يتذكر اللحظة المأساوية.)

(في هذه اللحظة، يطلب القاضي من عبد الهادي، والد شهد، أن يشهد. ينهض عبد الهادي ببطء من مقعده، ويتجه نحو منصة الشهادة. يظهر على وجهه تأثر واضح، لكنه يحاول أن يكون متماسكًا.)

عبد الهادي (بتنهدة ثقيلة، ثم يتكلم بجدية):

"أنا والد شهد، وكنت أعرف عن حالتها النفسية قبل الحادث. هي كانت في حالة غريبة، وكان عندها العديد من المشاكل النفسية. حاولت معها مرارًا، ولكنها كانت تكذب وتدعي المرض. كانت تقول دائمًا إنها ستقتل نفسها إذا لم يكن عبد الله معها وهذا بالفعل قد حدث لا شك انه ف ذلك اليوم حملت سكينه تحاول تهديده بها وعندما اراد حمايتها تم قتلها بالخطا

(يشير عبد الهادي إلى عبد الله، ثم يضيف بمرارة.)

عبد الهادي:
"بعد الحادث، اكتشفت أنها كانت تكذب طوال الوقت. عبد الله لم يكن يريد إيذاءها، بل كان يحاول بكل ما في وسعه مساعدتها صحيح بني؟

(الجميع في المحكمة يراقبون عبد الهادي، ووجهه مليء بالحزن والغضب في نفس الوقت. ثم يتوجه بكلامه مباشرة إلى عبد الله.)

عبد الهادي:
"أنا كنت غاضب منك في البداية، لكن بعد ما ادركت الحقيقة، أدركت أنك لم تكن المسؤول عن موت شهد. أنت لم تكن تريد أن يحدث هذا سامحني بني نحن نشهد ايها القاضي بأن عبدالله كان دوما درعها الحامي وليس قاتلها ابدا

 عبد الله وهو في مكانه، يفكر في كل ما حدث. يبدو أن الوقت قد مر ببطء، وهو يشعر بمرارة كبيرة

عبد الله (يهمس لنفسه):
"لو رجع الزمن، كنت هعمل كل شيء عشان أوقف ده. لكن ما فيش فايدة... هي راحت... وأنا ما كنتش هأقدر أنقذها سامحيني ياشهد سامحيني

(ثم يلتفت إلى مروة، التي تجلس بجانبه، وتضع يدها على ذراعه، فتنظر إليه بحزن.)

القاضي (بعد دقائق من الصمت):

"بناءً على الشهادات المقدمة، وبعد تقييم الأدلة، تقرر المحكمة براءة المتهم عبد الله من تهمة القتل غير العمد. الحادث كان غير متعمد، وكان نتيجة لظروف نفسية عصيبة مرت بها المرحومة شهد، وتأكيدًا على ذلك، لم يكن هناك أي نية متعمدة من قبل المتهم.

(يصدر القاضي حكمه، ويشعر الجميع بالارتياح، رغم الحزن الذي يظل في الأجواء بسبب وفاة شهد.)

بعد الحكم
، يقترب عبد الله من عبد الهادي، ويقف أمامه بكل احترام، بينما يراقب الجميع المشهد بصمت.)

عبد الله (بصوت مرتجف):
انا عارف انه خسارة شهد كبيرة وكان نفسي احميها من الموت بس دا قدرها والحياه مكنتش هتسمح بدا

عبد الهادي (بهدوء، ثم يهز رأسه):
"أنا ما كنتش هقدر أعيش في غضب طول حياتي. أنا سامحتك، يبني الحياة صعبة وكلنا غلطنا في حاجات ومقدرش احملك ذنبها لوحدك كلنا كنا شركا ف دا انا موتها بدلعي ليها وسكوتي عن غلطها سنين، بس النهاردة قدرت تفهمني إنك كنت ضحية زيها ياعبدالله كفاياك تعب وعوض قلبك وحب وعيش مع اللي قلبك اختارها وانسى كل اللي حصل

(في هذه اللحظة، عبد الله يذرف دمعة، بينما عبد الهادي يربت على كتفه. ثم يلتفت الجميع للمغادرة

(عبد الله ومروة يقفان أمام المحكمة، يشعران بحالة من الراحة بعد الحكم. لكنهما يعرفان أن الحياة لن تعود كما كانت. يخرج عبد الهادي من الباب، ينظر إليهم بحذر، ولكنه يبتسم 

مروة (بتفهم، وتبتسم لعبد الله):

كله انتهي ولازم نبدا حياه جديدة مع بعض

عبد الله (بصوت هادئ):
مش هتوقف الحياة هنا. لازم نعيش ونمشي لقدام... مهما كان الثمن

 نظرو لبعض ، في صمت، لكن عيونهم مليئة بالأمل لما هو قادم

ف منزل عبدالله

المنزل هادئ، الأضواء خافتة، والأجواء دافئة. الطاولة في الصالة مُعَدة بشكل بسيط، وهناك كوبين من الشاي على الطاولة. عبد الله يدخل المنزل ببطء بعد انتهاء جلسة المحكمة، يبدو عليه الإرهاق والتوتر، لكنه يشعر بشيء من الراحة بعد البراءة. مروة كانت في المطبخ، تحضر شيئًا خفيفًا ليأكلا معًا.

عبد الله 
"مروة، أنا... مش قادر أصدق إن كل ده انتهى وانك معايا دلوقتي معقولة انتي قدامي من غير صراعات ولا مشاكل انا حاسس اني ف حلم ومش عايز افوق منه ابدا تعالي يامروة قربي مني تعالي ف حضني خليني احس بيكي انه بين ايديا حاسس بفراغ ف روحي طول م انتي بعيدة كدا

مروة ..انت لازم ترتاح شوية. النهاردة كانت صعبة، مش كده؟"

(عبد الله يقترب منها بهدوء، وتلمح ملامح وجهه المرهقة. مروة تقترب منه وتضع يدها على كتفه وتنظر اليه بهيام

مروة (بصوت دافئ):
"أنت ما تستحقش كل ده لكن الحمد الله اكيد ربنا عمل دا عشان نقدر نعمة وجودنا مع بعض

(مروة تنظر إلى عبد الله بعينين مليئتين بالحب، ويشعر هو بالراحة والسكينة في تلك اللحظة، لكنه يبدو عليه التوتر بسبب كل ما مر به

عبد الله (بصوت هادئ)

"أنا ما كنتش عارف أعمل إيه لو مكنتيش جمبي ف اللحظات الصعبة اللي كنت فيها. شايفك معايا  بس كنت قلقان إنك هتبعدي عني  واغمض عيني مش الاقيكي، بعد كل اللي حصل هحس اني فقدت امي وحبيتي ونفسي يامروة انا عارف انك تستحقي شخص احسن مني مليون مرة لكن انا اناني فيكي ومش هسمح بدا غير بموتي

(مروة تبتسم له بحنان، ثم تقترب منه أكثر، وتضع يدها برفق على وجهه، تشعره بالأمان.)

مروة (بهمسات):
"إزاي أبعد عنك يا عبد الله؟ أنا هنا عشانك. كل اللي مرينا بيه مع بعض، كل الصعاب اللي واجهناها، خليتني أفهم انك استحالة تضر حد ابدا غمض عينك وارتاح انا هنا ف حضنك وف قلبك ومسامحاك ياحبيبي

(عبد الله يغمض عينيه قليلاً، ويشعر بالطمأنينة. ثم ينظر إلى مروة بحب عميق.)

عبد الله (بصوت مليء بالعاطفة)

"أنا مش عارف أقولك إيه انتي ملاك ياحبيبي

(مروة تقترب منه أكثر، وعينها في عينينه، وتحسّ بصدقه. ثم تمسك يده برفق، وكأنها تأخذ قرارهما معًا.)

مروة (بابتسامة دافئة، وهي تمسك يده):

"أنا معاك ياحبيبي مهما حصل، هنواجه الدنيا مع بعض اتفقنا وهنعمل اسرة وبيت وهنعيش ف استقرار مش هنعيش لوحدنا اوعدك هملي بيتنا دا عيال يجرو حواليك وهعوضك يانور عيوني

(عبد الله يميل قليلاً إلى الأمام، وعيناه تتألقان بحب لا يوصف، ويشعر لأول مرة بالسلام الداخلي. ثم ينحني بلطف ليقبل جبينها بصدق

عبد الله (همس وهو يبتسم بحب):

"أنتِ كل حاجة في حياتي يامروة انا مكتفي بيكي عن الدنيا بحالها عشان خاطري سامحيني ياروحي وانا ربنا يقدرني واعوضك عن كل دا

مروة تبتسم برقة وتقبل يده، وفي تلك اللحظة، يعيشان في صمت حميمي، مملوء بالحب، حيث يتنفسان معًا الأمل في غدٍ أفضل

ف المطبخ

المطبخ صغير ودافئ، الضوء الخافت يتسلل من النوافذ، وعبير الطعام يملأ الأجواء. عبد الله يدخل المطبخ متوجهًا إلى حيث مروة التي كانت مشغولة بإعداد العشاء. الجو هادئ ومريح، وداخل المطبخ يوجد نوع من السكون بينهما، إلا أن هناك شيء غير عادي في تلك اللحظة.

عبد الله (وهو يراقب مروة بحب من بعيد):

"مروة، أنتِ عاملة إيه؟
(مروة تلتفت، ابتسامة عفوية على وجهها، لكن مع التعبيرات التي تظهر على وجهها، يبدو أنها كانت متوترة قليلاً. ثم تبتسم وهي تراه.)

مروة (بابتسامة لطيفة):
"أنا شوية متوترة، بس هتعدي... إنت عارف، عايزة أكون هنا معاك وفرحانة بوجودنا تحت بيت واحد دلوقتي

(عبد الله يقترب منها ويقف بجانبها. يقف طويلًا بجانب الطاولة، يراقب يديها وهي تقطع الخضروات، ثم يضع يده على كتفها برفق.)

عبد الله (بصوت منخفض وعميق)

"مفيش حاجة تقدر تفرقنا، أنا هنا دايمًا بس ليه حاسس انك عايز تمشي معقولة كل دا شفقة منك عليا؟

(مروة ترفع عينيها وتنظر إليه، وتلمح الدفء في عينيه. تسكن للحظة، ثم تبتسم له.)

مروة (بابتسامة صغيرة، وهي تلتفت عن الطعام):

"أنت دايمًا عارف تقول الكلمات اللي تخلي قلبي يرتاح. لكن اوعى تقول كدا تاني دي رحلة حبنا لازم نبقى فخورين بيها وبسببها انت قادر تلمسني وتشم ريحة نفسي ف بيتك دلوقتي انا بحبك وعايزاك ياعبدالله انت مش جوزي انت تؤام روحي

(عبد الله يبتسم، ثم يضع يده على يديها برفق، يعبر عن حب عميق بكلمات غير منطوقة.)

عبد الله (بهمسات هادئة، وهو يمسك بيدها):

"كنت أتمنى أني أقدر أكون جنبك أكثر، إنك تكوني معايا في كل لحظة، تشاركيني كل حاجة كان نفسي مكونش سبب ف انه دموعك تنزل ابدا وندمان ع خسارتي كل لحظة عيشت فيها بعيد عن حضنك

(مروة تبتسم، وهي تشعر بنبضات قلبها تزداد، ثم تنحني قليلاً إلى الأمام، وتهمس له برقة.)

مروة (بحب وهدوء):
"أنا معاك يا عبد الله... دايمًا معاك. مش لازم أكون في أي مكان تاني، لأنك في قلبي وفي حياتي

(عبد الله يقترب أكثر منها، يتبادل معها نظرات مليئة بالحب، ثم فجأة يميل إلى الأمام ليلمس جبينها بلطف. مروة تغلق عينيها للحظة، تشعر بكل كلمة قالها، وكل إحساس بداخله.)

عبد الله (وهو يهمس بقوة في عينيها):

عايزك يامروة عايزك اوي محتاجك لمستك تطمني

(مروة تبتسم، ثم تقترب منه، وتضع يديها حول عنقه بشكل دافئ، كأنها تحتضنه بنظراتها قبل أن تهمس له بهدوء.)

مروة (وهي تهمس بلطف، على مقربة من شفتيه):

وانا كلي ملكك ياروح مروة

(ثم يتبادل الاثنان قبلة قصيرة، حيث يعبران عن مشاعرهم العميقة في لحظة رومانسية في المطبخ، وسط الأجواء الهادئة التي تشبعها الرغبة في الاستمرار معًا في الحياة

ف منزل عبدالله

 المنزل هادئ ودافئ، الأضواء خافتة، عبد الله ومروة يجلسان معًا في الصالة بعد يوم طويل. الجلوس على الأريكة، يتبادلان الحديث بعد كل ما مروا به، والمكان يبدو هادئًا كما لم يكن من قبل. الشاي أمامهم على الطاولة، والجو مليء بالراحة.

عبد الله (وهو ينظر لمروة بابتسامة هادئة): "النهاردة كان يوم مختلف. أحسن من الأيام اللي فاتت، صح؟"

مروة (بتنهد بارتياح، وهي تضع كوب الشاي على الطاولة): "أيوه، كان عندنا وقت نرتاح فيه أخيرًا، بعد كل ما مرينا بيه. عايزة أكمل كده، معاك هدوء وبس

(في تلك اللحظة، يُسمع صوت خفيف لمطرقة على الباب. يتوقفان عن الحديث وينظران لبعضهما البعض، وكأن هناك شيء غريب يحدث.)

عبد الله (بفضول، وهو ينهض): "مين ده؟"

(يقترب عبد الله من الباب بحذر، يفتح الباب تدريجيًا. لحظة من الصمت قبل أن يظهر أمامهم مشهد مفاجئ.)

مروة (بدهشة وسعادة): "مشمشة؟!"

عبد الله (مندهشًا، وهو يراها عند الباب): "دي مشمشة؟! إزاي جت هنا؟!"

(تظهر القطة "مشمشة" على الباب، وتبدأ في الدخول بهدوء، كأنها تعرف مكانها تمامًا. مروة تلتفت إلى عبد الله، ووجهها مشرق بالدهشة والسعادة.)

مروة (بصوت عاطفي وهي تلتقط القطة): "أخيرا! كنت عايزة أشوفك يا مشمشة! كنت مختفية فين؟"

(القطة "مشمشة" تستقر في حضن مروة، مغمضة عينيها في سعادة، وهي تتلقى اهتمام مروة.)

عبد الله (بابتسامة، وهو يقف بجانبها): "مش عارف إزاي، بس شكلها جت عشان تكون معانا. يمكن حسّت إننا محتاجينها."

مروة (وهي تبتسم لعبد الله، وهي تربت على القطة): "مشمشة دي جزء مننا، عبد الله. هي أكتر من مجرد قطة."

عبد الله يقترب منهما أكثر، يجلس بجانب مروة على الأريكة. القطة بين يديها، بينما ينظر هو إليهم بحب.)

عبد الله (بابتسامة دافئة): "فعلاً، مشمشة كانت سبب في مشاهد جمعتنا مع بعض. الأيام دي كلها كانت عشان نقدر نعيش مع بعض ونشوف الحاجات الجميلة سوا

(مروة تبتسم له، وعينها على القطة في حضنها. أجواء دافئة ومليئة بالسلام، يتنفسان سويا هذه اللحظة.

مروة (وهي تميل رأسها إلى كتف عبد الله): "صح، وجود مشمشة معانا دلوقتي زي ما كان دايمًا. لحظات بسيطة زي دي هي اللي بتجمعنا."

عبد الله (همس بحب، وهو يقرب رأسه من رأس مروة): "أنا مبسوط عشان معايا الناس اللي بحبهم... مشمشة وأنتِ."

(القطة "مشمشة" تحرك ذيلها برقة بينما مروة تبتسم له، ويشعرون جميعًا في تلك اللحظة بالسعادة والراحة. اللحظة بسيطة، ولكن مليئة بالحب.)

مروة (بابتسامة): "وأنت، عبد الله، مع مشمشة، مع كل لحظة معاك، بفضل الله، الحياة بتكون حلوة."

عبد الله (بابتسامة رقيقة): "وكل يوم معاكِ بيبقى احلي

(الكل يجلس سويا في لحظة هادئة، بينهم وبين القطة التي تجلس في حضن مروة، يشعرون بالسلام والطمأنينة. حياتهم، رغم كل الصعاب، تمضي في لحظات بسيطة تحمل معها الحب والراحة.)

ف غرفة عبدالله

المنزل هادئ، الأضواء خافتة، والجو مليء بالراحة والدفء. في زاوية من الصالة، يجلس عبد الله على الأريكة وهو يراقب مروة، التي تستمتع بقراءة رواية مفضلة لديها. الطاولة الصغيرة بجانبهم مليئة بكوبين من الشاي، بينما تتركز انتباهها في الكتاب.

مروة (بصوت هادئ، وهي تبتسم مع نفسها)
:
"يا لهوي... الأحداث في الرواية دي، مش مصدقة إزاي بيحصل كده."

(عبد الله يراقبها بهدوء، ويرتسم على وجهه ابتسامة عميقة وهو يراها تغرق في الكتاب.)

عبد الله (بصوت هادئ وهو يقترب منها):

"إنتِ دايمًا تختاري روايات غريبة، صح؟ تحبي دايمًا القصص اللي فيها إثارة."

مروة (وهي ترفع رأسها عن الكتاب وتبتسم له):
"إنت عندك حق، الروايات دي بتهز مشاعري. في حاجة في القصص دي بتحسسني أني في عالم تاني."

(مروة تغلق الكتاب ببطء وتضعه جانبًا على الطاولة، ثم تنظر إلى عبد الله بنظرات مليئة بالحب.)

مروة (بابتسامة رقيقة، وهي تضع يدها على قلبها):
"لكن أكتر حاجة بتحسسني إني في عالم تاني، هي اللحظات دي معاك."

(عبد الله يبتسم بخفة، يقترب منها أكثر، ثم يجلس بجانبها على الأريكة. يأخذ نفسًا عميقًا، وعيناه تتألقان بحب وهو ينظر إليها.)

عبد الله (بصوت دافئ، وهو يقترب منها):
"وأنا كمان، مروة. كل لحظة معاكِ بتخليني أحس إني في عالم تاني، في مكان كله راحة وامان

(مروة تبتسم وتضع يدها على يده، ثم تقترب منه أكثر. يتبادل الاثنان نظرات مليئة بالدفء، ويشعر كل منهما بالحب الذي يملأ الجو بينهما.)

مروة (همسات، وهي تلامس يده برفق):

"لو الحياة كانت مجرد قصة، كنت أحب أكون بطلتها معاك 

عبد الله (بابتسامة دافئة، وهو يربت على يدها):

"كل يوم معاكِ بيكون هو البداية الحقيقية للقصة دي. وأنا لو كتبتها، كنت هخلي النهاية سعيدة، لأننا مع بعض ياروحي

(مروة تبتسم له بحب، ثم تقترب أكثر، وتغمض عينيها للحظة، تستمتع بوجوده بجانبها. كل شيء حولهم يبدو هادئًا، فقط هم واللحظة الجميلة.)

مروة (بهمسات، وهي تلتصق به):
"أنا معاكِ، ياعبد الله، في كل لحظة، وكل قصة، وكل نهاية."

(عبد الله يضع ذراعه حولها برفق، ويشعر بالسلام الداخلي، وهو يضمها إليه. يعيشان اللحظة معًا، في عالم خاص بهما، حيث لا يوجد شيء سوى الحب والسكون.)

(مروة تبتسم وتلتصق به أكثر، وفي تلك اللحظة، يشعران بأن الحياة قد توقفت، وأن العالم كله يدور حولهما فقط.

الخاتمة

كانت الشمس تغرب في السماء، وكان عبد الله يجلس على الأريكة في الصالون، يحاول التركيز على كتابه، بينما مروة كانت تدور في المطبخ، تتحرك بحركة بطيئة، وقد لاحظ عبد الله منذ الصباح أن شيئًا غير عادي في تصرفاتها. كانت أكثر هدوءًا، وعينيها تلمع بشيء غريب.

مروة: (تقترب منه وتجلس بجانبه) "عبد الله... في حاجة غريبة حصلت."

عبد الله: (ينظر إليها بتعجب) "إيه اللي حصل؟ ممكن تقولي؟ شكلك مش طبيعي."

مروة: (تسحب من حقيبتها اختبار الحمل وتضعه أمامه) "شوف ده، شوف النتيجة."

عبد الله: (يشاهد النتيجة، يفتح فمه في دهشة) "مروة... أنتِ حامل؟"

مروة: (تبتسم بصوت خافت) "أيوه، ده يعني إحنا هنبقى تلاتة... وكل ده بفضل الله وبفضلك."

عبد الله: (يبتسم بابتسامة واسعة، ثم يضمها إليه برفق) "ده أجمل خبر في حياتي، الله اكبر هبقى اب منك يامروة مش مصدق بجد انا عايز اخلف منك دستة بس استحملي بقا

مروة: (بتنهيدة من السعادة) "أنا مش قادرة أصدق... الحياة هتتغير تمامًا بعد ولادة جنينا ياعبدالله هيقربنا من بعض اكتب وهيملى علينا البيت 

عبد الله: "وأنا معاكِ في كل لحظة،  مش هسيبك ثانية لحد م تعدي فترة حملك ع خير ربنا يقومك بألف سلامة يانور عيوني

مرت الأشهر، وأصبحت مروة في مرحلة متقدمة من الحمل. بدأت تعاني من ألم شديد في ظهرها وأحيانًا من غثيان، بينما عبد الله كان دائمًا بجانبها،

 يساندها. في إحدى الليالي، بينما كانت مروة مستلقية على السرير وتضع يدها على بطنها، اقترب منها عبد الله وهمس في أذنها.

عبد الله: "مروة، إنتِ كويسة؟ حاسة بأي الم طمنيني عليكي؟

مروة: (تتنهد وتغلق عينيها) "أحيانًا بحس بألم قوي في ظهري، وحاسة أني تعبت زيادة."

عبد الله: (يجلس بجانبها ويمسك يدها) "مروة، ما متخافيش. أنا معاكِ طول الوقت. إنتِ مش لوحدك، ولا أنا هسيبك أبدًا. هنعدي المرحلة دي مع بعض زي م عدينا مراحل كتير قبل كدا

مروة: (تنظر إليه، تبتسم قليلًا) "أنا عارفة يا عبد الله... بس أحيانًا بيجيني قلق. أخاف على البيبي اوي خايفة افقده مش هستحمل حطة عليه امال كبيرة

عبد الله: "مروة، البيبي حيكون معانا في أحسن حال، وأنتِ قوية جدًا. مش عشان حاجات بسيطة زي دي نخاف اتفقنا تعالي ف حضني يلا وانتي هترتاحي

........................................
جاء اليوم المنتظر، وكان مروة في المستشفى، والألم يزداد عليها، لكن عبد الله كان إلى جانبها في كل لحظة، يواسيها ويهمس لها بكلمات تشعرها بالراحة. بعد ساعات من الألم، أخيرًا جاء الطفل إلى الدنيا. احتضنته مروة بكل حب وحنان، بينما عبد الله نظر إليهما، عيناه مليئة بالدموع من شدة الفرح.

مروة: (بصوت ضعيف لكنها مليئة بالعاطفة) "شوف، ياعبدالله يتربي ف عزك ياحبيبي

عبد الله: (مندهش، وعيناه تلمعان بالدموع) "بسم الله ماشاء الله  نورت ياحبيبي الدنيا اي رايك نسميه زين
مروة: (تحمله برفق) "ده بيبي جديد في حياتنا، أنا مش مصدقة إنه معانا دلوقتي مبروك يابو زين يلة كبر ف ودانه

عبد الله: (يبكي بفرح) "ده بداية لعيلة جديدة احنا اللي هنكون اساسها دا بداية حلمنا اللي اتحقق مش هنعيش لوحدنا تاني وعيلتنا هتكبر بيه ومعاه هاتيه اضمه لحضني تعالي يادفا القلب والروح

مرت الأسابيع، وبدأت الحياة الجديدة مع الطفل، وفي كل يوم كانت مروة وعبد الله يكتشفان معنى جديدًا للحب. في إحدى الليالي، بينما كان الطفل يبكي، اجتمعوا حوله

مروة: (وهي تهدئ الطفل) "إزاي يعني يا عبد الله، مفيش حاجة بتهديه غير صوتي انا مش فاهمة حاجة

عبد الله: (يمسك يدها بلطف) "ده لأنه عارف إنكِ أمه. مفيش حاجة في الدنيا أغلى من قلبكِ ونبضه عليه سمعيه نبضك وضميه لحضنك يلا

مروة: (تبتسم له بحنان) "وأنتَ يا عبد الله... أنا مش قادرة أوصف لك قد إيه بحبك بجد

عبد الله: (ينظر إلى الطفل) "وأنا كمان بحس بوجودك معايا انتي وزين انه الحياه اتملت عليا اكتر

مرت سنوات قليلة، وكانت مروة حامل في طفلهم الثاني. في كل لحظة، كان عبد الله يعاملها كأميرة، يساعدها ويقف بجانبها. في إحدى الأمسيات، بينما كانا في الحديقة مع طفلهما الأول، اقترب عبد الله منها.

عبد الله: (بابتسامة عميقة) "مروة، ده طفلنا التاني. شوفتي اهو خلاص هيشرف واخيرا هنخاوي زين  انا مبسوط اوي

مروة: (تبتسم وتضع يدها على بطنها) "وأنا كمان. عارف؟ كل طفل في قلبي له مكان، وكل واحد منهم له معنى خاص ف روحي انا استحالة افرق بينهم ابدا

عبد الله: "وأنتِ أكثر معنى في حياتي يامروة انتي النور اللي بيرشد قلوبنا احنا بيكي تايهين شكرا ع كل حاجة يابنت قلبي

مرت سنوات طويلة، وكان لديهما ثلاثة أطفال. اجتمعوا جميعًا في الحديقة، يركضون ويلعبون. عبد الله ومروة كانا يجلسان معًا، يراقبان أولادهما وهم يلعبون.

عبد الله: (ينظر إلى مروة بحب) "مروة، إحنا مع بعض... وأطفالنا حوالينا دلوقتي

مروة: (تبتسم له بحب، وتضع يدها على قلبه) "بقينا تلاتة كفايا كدا مبقتش قادرة

عبد الله: (يضمها إليه، وينظر إلى الأطفال) "إحنا خلقنا حياة مليانة بالحب، والعائلة دي، مش هقدر أعيش من غيرها عشان كدا عايزة اجيب منك تلاتة كمان اي رايك؟  ومتقوليش لا دا انتي حلم الليالي يامروة اللي واخيرا اتحقق❤️

بينما كان الأطفال يركضون حولهم، يملأون حياتهم بالضحك والسعادة، اكتشف عبد الله ومروة أنهما قد بنيا معًا أجمل قصة حب، وأن الحياة تصبح أكثر جمالًا عندما تُعاش مع العائلة التي يحبها القلب.

تمت بحمد الله

يتبع الفصل كاملا اضغط هنا ملحوظه اكتب في جوجل "رواية حلم الليالي دليل الروايات" لكي تظهر لك كاملة 

 •تابع الفصل التالي "رواية حلم الليالي" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent