رواية رجوع الى الهويه الفصل الثامن عشر 18 - بقلم شيراز القاضي
رجوع إلى الهوية
١٨
" صلاة الفجر؟!"
سألت مليكه بصوت جاد ليجيبها سام ببعض الملل
: ركعتي سنه وبعدها اخرتان فرض! لقد قلتها الف مره وقد حفظظتها اقسم!
منذ موافقة مليكه علي تلك الزيجه وهي تتولي تعليم سام اصول الدين الاسلامي كما سبق وعلمها فادي قبلا !
لم يعرف احدا من افراد العائلة بعد كون سام سيصبح مسلما عدا مليكه وجدها وكان هذا اقتراح الجد لانه يعلم ان الجميع سيرفض لذا قرر وضعهم امام الامر الواقع .
نظرت مليكه بضيق الي سام لتقول
: لِمَ تجاوب بهذا الملل! لقد اخبرتك قبلا ان عليك تقبل دين الاسلام من قلبك قبل عقلك لتصبح مسلما ! واسلوبك هذا لا يوحي بأنك متحمسا لتكون مسلما!
تأفأف سام ليخفض وجهه لثوان قبل ان يرفعه قائلا
: لان هذا شيء طبيعي مليكه! لازلت اتعرف علي هذا الدين فكيف لي ان اكون شغوفا به مثلك! ..لكنني وافقت علي دخولي اليه وهذه نقطة جيده...كما ان بداية الغيث قطره لذا الصبر حبا بالله الصبر!
حركت رأسها بأسي لتقول
: منذ شهر كامل وانا اعلمك اصول الدين والصلاه وبعض الاحكام وبعض سور القرآن الكريم لتصلي بها ! ...هل صليت اليوم!!!
قال لها بكذب مدعيا الثقه
: اجل جميع الفروض بالطبع !
نظرت له بعمق لتقول من بين اسنانها
: لا اصدقك ولكن لا بأس ..ليس هناك شىء يجعلنا في عجلة من امرنا .
نظر لها بغيظ فهو يعلم ما تقصد! لقد اصرت علي تأجيل عقد قرانهما الي حين شعورها انه اصبح مسلما قولا وعملا ويبدو انها تهدده انها تنوي التأجيل اكثر وانه هو المذنب .
قال بعض التزمر
: حسنا لقد صليت ثلاثة فروض فقط ..كان لدي عملاء مهمين وبما اننا نعمل معا فقد لاحظتِ ذلك بالطبع!
نظرت له برجاء لتقول
: اتعلم ما احلم به!
نظر لها لتكمل
: ان يأتي اليوم الذي تصبح فيه اماما لي في الصلاة ! ان تصلي معي!
ظل يطالعها وقد ارتجف قلبه فجأه لسبب لا يعلمه ليقول بدفيء وابتسامة دافئه
: انا ابذل قصاري جهدي لأكون عند حسن ظنك بي صدقيني ..اعدك ان هذا اليوم الذي تنتظرينه قريب جدا .
ابتسمت له بقلق فهي لا تري بعينيه حب للدين الإسلامي ابدا ..تري بوضوح محاولاته المستميته ليضع كلماتها في عقله عنوه ليتمم الزواج فقط! لكنها لن تيأس ..فالتأخذ بيده كما فعل فادي معها .
مرت ايام اخري وقد عرف جميع افراد العائله بأمر ارتباط سام ومليكه ..وامر اسلامه كذلك! بالطبع كانت حربا طاحنه خاضها كلا من سام وجده مع الجميع!
في يوم تجمعت العائله لتقول بيلا والدة سام بعنف
: كيف لك ان توافقه علي هذا الجنون يا ابي! كان بإمكانه الزواج منها والبقاء علي دينه!
تحدث سام نيابة عن جده بملل ليقول
: مليكه لن توافق ! تريد الزواج برجل مسلم مثلها كما انه حرام شرعا في الاسلام زواج المسلمه من غير المسلم !
نظرت له بغضب لتصيح قائلة
: دعها اذا تتزوج بمسلم مثلها لمَ عليك انت التخلي عن دينك للزواج بها ..جيرارد تكلم !!
تحدث جيرارد بهدوء وبعقلانيه
: حسنا في البدايه استنكرت الامر لكن حين فكرت بهدوء اري ان الامر ليس سيئا ..في النهايه الرب واحد لا بأس ان قام بتغيير مسمي الدين !
نظر الي ولده الذي يطالعه بإهتمام قبل ان ينظر الي بيلا المشتعله من الغضب ليقول بإبتسامه
: كما انني اري ان الامر ليس محض زواج من ابنة خالته! ..انا اري حبا ..جميلا في الحقيقه ومليكه خير شريكة لسام في حياته! لذا انا لا اري اي مانع !
ابتسم سام عقب كلمات ابيه وقبل ان يتحدث قاطعهم ليو حيث قال بحنق
: جيرارد لا تجعلني اخرج عن
شعوري! هل تهذي الان! اي حب واي شريكه وحقا يعجبك امر تغيير دينه!
تحدث جيرارد مجددا بهدوء
: ليو ! لكل منا طريقة في التعامل مع ابنائه ! انا اري ولدي راشدا كفايه. ليرسم لنفسه خط سيره في الحياة ..وما الخطب في مليكه! انا اراها فتاة عظيمه بدون مبالغه! مختلفه وهادئه ..مناسبه لسام بكل المقاييس!
قال ليو بتبرم
: ولمَ قد اقول ان مليكه ينقصها شيء انها ابنة شقيقتي علي اي حال ..كل ما في الامر انها مسلمه ..انها غيرنا ..هل تسمح لي ياسام بأن تخبرني ..هل ستقلع عن شرب الخمر والنبيذ!! ..خيرت لم يكن يضع اي مشروب منها في فمه متشدقا ان هذا حرام في دينه فما رأيك .
قال سام بثقه كاذبا !
: بالطبع توقفت عنها منذ زمن!
واعرف هذا جيدا خالي! واجل انا احب مليكه لذا لأجلها سأفعل اي شيء .
بعد العديد من النقاشات والضجيج نهض معظم الحاضرين غاضبين من موقف سام وبقي فقط خافيير الذي كان يتابع ما يحدث بصمت وجيرارد الذي يدعم سام بقوه وبالطبع بيلا الغاضبه من قرار ولدها !
تحدث جيرارد مبتسما
: اذا متي الزفاف ؟!
ابتسم خافيير ليقول
: اريده ان يكون في اسرع وقت ممكن ...ربما خلال هذا الاسبوع .
نهضت بيلا بعنف لتقول بغضب وهي تتوجه للخارج
: ستصيبونني بالجنوون واللعنه!
تنهد سام بسأم وكاد يذهب خلفها.
لكن اباه اوقفه قائلا
: ابقي انت وسأتحدث انا اليها!
اومأ له سام وتحرك جيرارد مسرعا خلف بيلا واوقفها اخيرا امام سيارتها ليقول ببعض الحده
: توقفي ياطائشه!
نظرت له بغضب اعمي لتقول
: انت ذاتا عن كل البشر ابتعد عن طريقي حتي لا اقتلك! اي هراء هذا الذي قلته في الداخل!
حرك رأسه بيأس ليقول بلوم
: سام يحبها وهذا واضح لنا جميعا ..ثانيا هي من اعاداه لنا! هي من جعلته يأتي الي منزلي ومنزلك ويتقبلنا بعد كل تلك والسنوات! ثالثا سام سيتزوجها حتي وان وقفنا امامه رافضين الف عام لكن الفرق انه سيبتعد عنك ان رفضتِ زيجته ..اما لو قبلتِ بها فسوف يكون قريبا منك اكثر فأكثر ومليكه هي من ستدفعه !لذا عليك تقبل الامر! ...لا تخسريه بتسرعك المعتاد كما حدث وخسرتي قبلا !
ذهب وتركها شارده في كلماته مبتلعه لعابها بمراره ..لديه حق للاسف! دائما تسرعها يجعلها تخسر كل شيء حتي ولدها ..لكن الامر فوق تحمل اي بشر! سيترك دينه للزواج !!
تنهدت لتعود مجددا الي الداخل فوجدت سام في طريقه الي الاعلي فأوقفته بندائها فتوجه لها بصمت وما ان وقف امامها حتي ظلت تطالعه بألم لتتساقط الدموع من عينيها قبل ان تحتضنه وهي تشهق باكيه لتقول بصوت متقطع
: اا انا لا اكرهك! ولا اكره لك السعاده ..انت ولدي! انت قلبي وعقلي وروحي! اسفه انني لا استطيع فهم منطقك لكن.. ان كان هذا ما سيجعلك سعيدا افعله! انا كل املي في هذه الحياة ان اراك سعيدا ..ولا تبتعد عني مجددا .
ضمها سام ما ان بكت بهذا الشكل وابتسم بدفئ ما ان قالت كلماتها ليرفع وجهها له ليقول
: اجل هذا ما يسعدني ..انا احبها امي! ..لا اريد غيرها ... وانا ..انا لن
ابتعد عنكِ مجددا مهما حدث! اعدك!
" اظن ان هذا وقت كاف ..وايضا لقد عرف الجميع بأمر خطبتكما ..افكر في جعل الزفاف نهاية هذا الاسبوع ما رأيكم! "
قالها خافيير متحمسا وهو يجتمع مع سام ومليكه التي احست بإنسحاب الهواء من حولها لكنها تماسكت وهي تسمع موافقة سام ليلتفت لها الجد متلهفا لسماع اجابتها فلم تقدر علي النطق لذا اومأت برأسها بمعني ..
" نعم!"
تنهد سام براحه ليقول
: حسنا اذا ما رأيك ..انا وانت وجدي سنذهب الي مصر لنعقد القران هناك ثم نقيم حفل زفاف هنا!
فكرت قليلا لتقول
: اجل هذه فكرة جيده لكن ان يحدث كل هذا في اسبوع واحد لهو امر مرهق !
تحدث الجد هذه المره ليقول
: سام! ستحادث عم مليكه الليله لتخبره الامر وسنسافر بعد الغد الي القاهره وحفل الزفاف يكون الاسبوع المقبل حسنا؟!
اومأ كلا من سام ومليكه مع اختلاف شعور كلا منهما ..كاد سام يطير فرحا وكادت مليكه ان تموت كمدا!
وتم الامر ! سافرو الي مصر وبقو هناك بضعة ايام وتم كتب كتابهما !
وبمرور الايام عرف سام ان مليكه ستظل تعامله برسميه وحدود كثييير توقع ان تزول ! من داخله يعلم الاسباب للاسف اهمها هو فادي بالطبع والثاني انها تعرف انه مازال لم يتقبل دين الاسلام بعد!
تنهد بإرهاق وهو يفكر بقنوط ..هو يحاول ! يحاول جاهدا ان يتقبل هذا التغير الذي هو مقبل عليه لكنه لايستطيع بين ليلة وضحاها ان يكون مثلها! ..نظر شاردا للتصميم الذي اوشك علي انهائه ..فستان زفاف مليكه
ابتسم بمراره فهو لا يعلم ما سيحدث معهما بعد ذلك!
هناك احتفال الليله بمناسبة خطبتهما وقد جهز سام فستان مليكه باللون البرونزي علي غير عاده لكنه يعلم انه يليق بها !..وقف امام دولابه وهو يتناول الفستان منه يتأمله بدقه وابتسامة شبه باهته تلوح علي شفتيه!
" سيد سام! السيد خافيير يطلبك انت والانسه مليكه في الاسفل"
ترك الفستان علي السرير ليقول
" حسنا اخبره انني سأناديها ونأتي حالا "
اخذ الفستان وقام بطيه بحرص ووضعه في علبة رقيقه ومعها اكسسواراته وكل ما يلزمه وذهب بإتجاه غرفتها
.......
وقفت ترتب ثيابها في الرفوف امامها بحرص ثم وقع بصرها علي الجانب الاخر من الخزانه التي تحتوي علي ملابس الخروج معلقه بإنتظام وخاصة ذاك الفستان الكارثي الذي قدمه لها سام .
تنهدت بضيق ما ان تذكرت ما حدث يومها وكيف ارتدت اسفله فستان اخر ضيق ترتديه عادة اسفل ثيابها لإخفاء قوامها !
اخذت الفستان بعنف من مكانه وهي تتأمله جيدا بإعجاب لم تتمكن من كبحه!
وقفت امام المرآة وهي تضعه عليها ثم وفي لحظة جنونيه قامت بتغيير ثيابها وارتدت الفستان ..دون الاخر الذي استخدمته لستر المكشوف منه !
تأملت هيأتها بتأني
الفستان ذا رقبة عاليه من الامام واكمامه طويله لا يظهر منها شيء ولكن هذا الشق الطولي في الاسفل اظهر كامل ساقها الي الفخذ ! التفتت لتري ظهر الفستان العاري في المرآة والسلاسل فقط ما تغطيه .
حركت فمها بإستنكار لتقول
: رائع لكن ليس للخروج! هذا قد ينفع في مناسبة خاصه ما بين رجل وزوجته إن قررا إقامة حفل وهما وحيدان به!
ظلت تنظر الي نفسها بتمعن بعدما قامت بفرد شعرها الاسود الغزير علي ظهرها ثم عادت لرفعه بكفة يدها لتختبر هيئتها مع تلك التسريحه البسيطه المسماه بذيل الحصان
قاطع ما كانت تفعله هو طرق متسرع علي الباب تلاه دخول شخص مندفع الي غرفتها وما كان الا ..سام الذي قال قبل ان يدرك اين هي بالضبط
: اووه ملييكه لقد حضرت لك مفا.......
صمت ! وهو ينظر لها مبهوتا بما يراه وقد فغر فاه من الصدمه والارتباك
اما مليكه فقد جمدتها الصدمه لتترك خصلات شعرها دون شعور منها ليسقط مغطيا كتفتها و جزء من وجهها فأغمض سام عينيه قائلا بخفوت
: وها قد اكتملت اللوحه!
تحمحم بصوت عال ليقول بإرتباك وهو ينظر لكل شىء عداها
: ج جددي ططلب اااه او انا ك كنت اريد ان اقول ...ااه انا اسف لدخولي !
وقام بجذب الباب بعنف وهو يقف في الخارج لا يعلم ما الذي عليه فعله وما زالت ملامحه مصدومه وقلبه ينبض بعنف
"من تلك التي بالداخل !!"
•تابع الفصل التالي "رواية رجوع الى الهويه" اضغط على اسم الرواية