Ads by Google X

رواية ذلك هو قدري الفصل الثامن عشر 18 - بقلم موني عادل

الصفحة الرئيسية

 رواية ذلك هو قدري الفصل الثامن عشر 18 - بقلم موني عادل 

الفصل الثامن عشر 
ذلك هو قدري 
خاطرة علي لسان ملاك 

اتمني ان اجد سعادتي بعد كل ما مررت به فلقد مررت بالكثير من الحزن والالم الذي ادمي قلبي ومزقني من داخلي فما اصعب ان يأتيك الالم من اقرب شخص لك شخصا يحمل نفس دماءك اعلم بأنك اعتذرت عما اقترفته بحقي وندمت كثيرا وانا بدوري حاولت ان انسي واتناسي وابدا من جديد ولكني لم استطيع فكل شئ محفور بداخلي اتمني ان تكون انت عوضي عن كل ما مررت به في حياتي وتبدل تعاستي لفرح فأنا اعلم بأنك تحبني ولكنك لا تفهمني فلا احد سيفهمني غير نفسي كل ما اريده منك ان تعتني بي جيدا وان تتحملني قليلا فأنا احاول ان اتعافي من اجلك فانت صرت تعني لي الكثير ..

كانت تنظر إليه وتتأمله بحب جارف وهي تتذكر كيف كان معها منذ ساعات للحظات شكت بأنه يبادلها مشاعرها وانه واقع في حبها ولكن ما ان وجدته يتململ في نومه فعلمت بانه علي وشك الاستيقاظ فأغمضت جفنيها سريعا ليستيقظ فارس من النوم ويطالعها بملامح متجهمة وسرعان ما ترجل من الفراش فما ان استمعت لصوت باب المرحاض يغلق ففتحت عينيها علي وسعيهما تنظر لسقف الغرفة وهي تفكر هل ما حدث بينهم سيجعله يعاملها كأي زوجين طبيعيين ويعتبرها زوجته ام سيعود لما كان عليه وتظل هي تعاني من بعده وجفائه فتح باب المرحاض ممسك بفوطة يجفف بها شعره فقد اخذ حماما وبدل ملابسه أنتبه لها فارس انها مستيقظة فالقي عليها بتحية الصباح لتجيبه بتلعثم ثم تحدثت سريعا تقول وهي تترجل من الفراش   

(( انتظر حتي اغتسل ومن ثم احضر لك الفطور .))

عقب قائلا ونظرات شغوفة تطل من عينيه عندما وجدها واقفة بجوار الفراش بملابس نوم خفيفة تظهر اكثر مما تخفي 

(( لا داعي فأنا ليس لدي شهية ساذهب للعمل فلقد تأخرت عليه .))

وعلي الفور غادر غرفة نومه فعبست ملامحها واحبطت وهي تنظر أمامها لهيئتها في المرآة بحزن ثم تحركت ناحية المرحاض لتغتسل وتبدل ملابسها لتذهب وتري ما عليها من واجبات تجاه والدة زوجها ومن تعيش معهم بينما خرج فارس من المنزل بعدما القي علي والدته تحية الصباح وفر هاربا من امامها متعللا بأنه تأخر علي العمل حتي لا يعطيها مجالا لتسأله عن أي شئ .

كانت السعادة لا تضاهيها تتمني وتدعو ان تظل تشعر بالسعادة ولو قليلا بعد فما اجمل شعور الفرح ظلت تتذكر حديثه معها مرارا وتكرارا وكأنه شريط يعرض امامها وهو يخبرها بانه سيكون العوض لها ولن يجعل شيئا يحزنها فكلما تذكرت كلماته ابتسمت بتلقائية لينتشلها صوت الهاتف فأمسكت به وهي تطالع ذلك الرقم وتتسأل عن من يكون فضغطت علي زر الايجاب واتسعت مقلتا ملاك وهي ترفع وجهها الشاحب كالرخام ليتضح لها بان المتصل ليس الا مالك ظلت تستمع لصوته عبر الهاتف ولم تجرؤ علي التحدث ففي تلك اللحظة شعرت بانها نسيت كيف تتحدث
لم تجيبه الا عندما كرر اسمها اكثر من مره ليتأكد اذا مازالت معه ام انهت المكالمة فقالت

(( كيف حصلت علي رقم هاتفي .))

ضحك مالك بملأ صوته فذلك اسهل شئ لشخص في مثل مكانته فظل يتبادل الحديث معها لعدة دقائق قبل ان تنهي المكالمة وهي تخبره بان عليها انهاء المكالمة واستأذان والدتها اولا قبل ان تتحدث معه فليس هناك شئ رسمي يجمعهما لتتحدث معه علي الهاتف بالكاد كبح ابتسامة ترتسم علي وجهه محاولا تهدئة قرع طبل قلبه المتصاب الاهوج لانه يستمع لصوتها وانه لم يعد الكثير علي ما يتمناه وينتظر قدومه ..

في المدرسة الثانوية بعدما وقعت نورين فاقدة وعيها اجتمع جميع الطلبة حولها يحاولون افاقتها بشتي الطرق ولكنها لم تستجيب لمحاولتهم لتفقد نور تحكمها في نفسها وتذرف عبراتها علي حال تؤامها ونظرت حولها بتشويش من اثر دموعها لتجده قادم اليهم يسرع الخطئ بوجه شاحب وعينيه معلقة بمن تفترش ارضية المدرسة اراد الاقتراب منها وحملها ولكنه خشي عليها من حديث زملائها وما قد يلاحقها بعد ذلك ففي المرة السابقة نسجوا الكثير  من الاشاعات حولهم ولو لم تتدخل مديرة المدرسة وانهت الامر لكانت حديث المدرسة ككل حتي يومنا هذا فوقف يتابع محاولة استجابها للمعلمة التي تحاول افاقتها فما ان فتحت عينيها ونظرت للجمع من حولها تعلقت عينيها بعينيها للحظات فنظرت له ببرود صقيعي ظاهر لتمسك بها نور وتساعدها علي الوقوف ووجهت حديثها للمديره تطلب منها اذنا بالانصراف لان تؤامها تحتاج للراحه فسمحت لها المديره لتتحرك نور وهي تسند نورين ووقف هو يتابع ما يحدث بصمت ويكاد قلبه ينخلع من محله فلا يفهم ما حدث لها ولم تنظر اليها بتلك النظرات ليجد مجموعة من الفتيات اقتربن منه واخذوا يهنئونه ويتمنون له حياة سعيده كشر كريم ولم يفهم لم يهنئونه وعلام ليقول بصوت خطير 

(( علام تهنئوني .))

لتتطوع فتاة منهم وتقول بنبرة مائعة 

(( لم يعد الامر سرا فالمدرسة كلها تعلم بأنك خطبت ليلة البارحة .))

اتسعت عينيه عندما استمع لما تفوهت به هذه الفتاة ولم يجيب بحرف واحد فقد صدم كليا فذلك لم يحدث هو لم يخطب لقد ذهب مع والدته لرؤية الفتاة فقط وذلك بعد اصرار والدته علي الذهاب معها وتهديدها له بانها ستكون غاضبة عليه ان لم يفعل تحرك من ساحة المدرسة وهو يهمس بداخله بان عليه ان يتحدث معها ويخبرها بان تلك الاخبار غير صحيحه فلقد عرف الان لما انهارت بتلك الطريقة مما تسبب لها في افقادها الوعي ولما كانت ترمقه بتلك النظرات فهي تراه شخص خائن وحبه مجرد حديث يتغني به كان غاضبا بشده فاخرج هاتفه من جيبه وحاول الاتصال بها اكثر من مره ولكنها لم تجيب فكرر الاتصال بها الي ان وجد الهاتف مغلقا فضغط علي الهاتف بقوة بين قبضته منكس وجهه من ثقل ما يحمل من قهر علي ما يحدث مع حبيبته فلما لا تريحه وتريح قلبها وتترك العنان لمشاعرهم ليتحدوا معا  ..

دلفت مي لغرفة مكتبها وهي سعيدة فها هو القدر سيجعلهم يحظون ببعض من السعادة فما ان دارت حول المكتب لتجلس علي مقعدها حتي جحظت عينيها وهتفت بإحتدام آثار غضبه قائله

(( ما الذي تفعله في مكتبي وكيف استطعت الدخول للشركة .))

تطلع منير بتمرد نحوها وتحدث بمنتهي الوقاحة 

(( ليس هناك من يستطيع منعي من دخول اي مكان اريده .))

دمدمت مي بسخط قائله

(( اخرج قبل ان اطلب لك الامن .))

عبست ملامح منير وتحدث بإستياء 

(( لما تعامليني بتلك الطريقه الست مثل سليم لا تظهري نفسك بمظهر الفتاة الشريفة فأنا اعلم بأن هناك ما يحدث بينك وبينه .))

اندفعت اليه واردت صفعه ولكنه امسك بكفها وضغط عليه بقوه المتها لتنكمش برعب فما ان رأي الرعب المرتسم علي وجهها ترك كفها ونظر إليها ببرود دون إشارة ندم احمر وجهها غضبا بشكل خطير كأنها ستنفجر لتقول بنبرة اخطر وقد شمخت بذقنها للاعلي

(( اخرج في الحال والا .))

قطع عليها تكملة حديثها قائلا بنبرة مستهزئة 

(( والا ماذا هل ستنادي منقذك هيا ناديه فانا حقا اشتاق لرويته .))

أقترب منها الخطوات القليلة الفاصلة بينهم والتي ابتعدتها هي ما ان ترك كفها ف٢امسك ذقنها بانامله يضغط عليه بقوه ليقول وهو يضغط علي اسنانه يسحقها وقد قصف صوته عاليا مهددا اياها بعينين تقذفان الشرر 

(( سيكون من دواعي سروري ان القاه فأنا اريد انهاء الامر معه واخذ حقي منه لما فعله بي في المرة السابقه فاذا كنت تمتلكين الشجاعة الكافية فلتناديه أقسم يمينا عظيما انني لن اتواني هذه المرة عن كسر اطرافه لاجعله قعيدا المتبقي من عمره  .))

فزعت ملامح مي ولكنها حاولت عدم اظهار ذلك فكزت علي  اسنانها وتقبضت يداها دون ان تجرؤ علي التهور وتحركت لتبرح الغرفة وتتركها له فهي لن تكون السبب بمشاجرتهم معا مجددا بينما اشاح منير وجهه بضيق بعيدا عنها وبالكاد تنفس وهو يراقبها تخرج من غرفة مكتبها فكم كان بحاجة لرؤيتها و التحدث معها فلم يجد امامه سبيلا غير القدوم للشركة وانتظارها في غرفة مكتبها حتي لا يشتبك مع سليم مجددا .

كان في غرفة مكتبه واقفا أمام النافذة الزجاجية التي تطل علي مدخل الشركة ينظر للطريق وينتظر ان تأتي اليه فباله مشغولا بها فلقد راها منذ ان اتت وانتظر ان تأتي اليه مباشرة ولكنها حتي الان لم تأتي لغرفة مكتبه كان هادئ ورزين إلي ان راه فتحول هدوءه لغضب مشتعل وما زاد غضبه وقوف منير بجوار سيارته وهو يتطلع ناحيته وكأنه يراه ليشير له بإبهامه وعلي وجهه ابتسامة متسعة ثم استقل سيارته وغادر استمع سليم لصوت طرقات علي البابوقد ميزها وعرف صاحبها فالتفت ليجدها واقفة عند الباب تنظر اليه ببرود فأشار اليها لتقترب ففعلت كما طلب منها ودار حول مكتبه وجلس علي مقعده وارجع ظهره للخلف مستندا علي ظهر المقعد ناظرا بداخل عينيها وكأنه يقرا ما حدث معها او ربما منتظرا منها ان تسرد عليه ما حدث فهو لم يخلو عليه هيئتها الغاضبة واستياءها اخذت نفسا قويا وفرقت بين شفتيها وتحدثت تناقش معه امور العمل كور قبضتيه بغضب يعتصرهم وهو يضغط علي اسنانه فلما قد تخفي عنه وجود منير في الشركة فهو يعلم جيدا بان منير لم يأتي لاحد غيرها لانه قد قرر بالا يستسلم فقال بعبوس 

(( اتركي العمل علي جانب الان واخبريني ما بكي فأنتي لا تبدين بخير .))

بهت وجهه مي فارادت اخباره عن مقابلتها مع منير ولكنها تراجعت فاجابت

(( انا بخير ولكني لم احظي بنوم كافي ليلة البارحه .))

تسأل سليم بينه وبين نفسه لم لا تخبره فضيق عينيه وهو ينظر بداخل عينيها ثم تنحنح يجلي صوته وقال بخشونه وازدراء 

(( حسنا اذهبي الان لعملك واتركيني بمفردي .))

أومأت له بهدوء ووقفت من مكانها وبدأت بالتحرك لتستمع لصوته وهو يقول 

(( هل مازلتي تتذكرين بأن بيننا حديث لم ينتهي بعد فمتي سيكون بإستطاعتنا تكملة حديثنا .))

اجابته بتلعثم قائلة

((اجل اتذكر .))

رمقها بنظرات لا تنبؤ عن خير ونظرات الشر تتجلي علي وجهه لوهله شعرت مي بالذعر من نظراته التي يرمقها بها فلم تعرف لما هو غاضب الان هل ردها الموجز هو السبب ام ماذا تعلم بانه ينتظر منها موعدا ليستطيعوا التحدث دون مقاطعة من احد وان الشركة ليس مكان جيدا لذلك الحديث  ولكنها تغاضت عن الامر وجدته يشير لها بكفه ان تذهب فمضت مي عائده إلي حيث مكتبها وهي تسرح بتفكيرها مع تنهيدة طويلة بائسة بينما هو ضرب بقبضته علي سطح مكتبه ثم اوقع كل ما علي سطح المكتب علي الارض ووقف من مكانه واخذ يدور في الغرفة كأسد حبيس ..

بعدما انتهي فارس من عمله في الورشه ذهب لمنزل زينه لينهي العمل به ويسلمه في ميعاده المتفق عليه فكتم انفاسه لحظة وصوله لمنزلها ثم دلف من الباب بهدوء مجرد رؤيتها واقفة هناك جعل نبضات قلبه تتضارب اكثر وهو يشعر بحدوث شئ سئ لكنه تعمد التظاهر بالحزم سائلا دون مقدمات 

(( لما انت هنا ))

كان يضع عينيه بخضرة عيني زينه بصرامة ليسمع صوتها تجيبه بصوت مرتبك وهي تشير للمنزل 

(( لقد اتيت لان والدي طلب مني ذلك .))

اكتسحه شئ من الغضب فلقد طلب منها من قبل عدم القدوم للمنزل وان تتركه يعمل علي راحته وعندما ينتهي سيخبرها بذلك ولكنها لم تفعل كما طلب منها ليجدها اليوم امامه تتحجج بان والدها من طلب منها ذلك فظل ساكنا لدرجة مزعجة لانه مضطر لتكملة عمله حتي النهاية فسألها بصوت فظ صارم اقرب للانفعال 

(( هل ستذهبين ام اذهب انا .))

تصلب جسد زينه وهي تري رفضه لوجودها معه في نفس المكان وغار قلبها في صدرها وهي تتذكر  امر زواجه وانه يرفضها الان من اجل امراة اخري ظلت واقفة مطرقة بوجهها مضطربة الملامح وساكنه في محلها اختنقت حبال زينة الصوتيه ولم تنساب من شفتيها الا كلمات متقطعه وفي نبرتها لمحة تضرع 

(( أنا .. انا ..))

لينتشلها صوت طرقات علي الباب تطلع فارس ناحية الباب ثم تحرك وفتحه ليجد شابا يعمل في المقهي المجاور للمنزل فقد طلب منه عندما حضر ان يعد له قدح من القهوة ويجلبه له في المنزل اخذ منه فارس الصينية التي تحتوي علي قدح القهوة وكوب ملئ بالماء ثم اغلق الباب ليجدها مازالت واقفة فانفجر هاتفا بها يصب علي راسها كل غضبه المكتوم

(( لما مازلتي واقفة عندك هيا اذهبي في الحال .))

انتفضت كل خلية فيها رعبا وترقرق الدمع في عيناها فشعرت بحجر صوان عالق في حنجرتها بلعت هذه الغصة بصعوبة ثم تمتمت بصوت جاهدت ليخرج ثابتا إلا انه خرج مهتزا 

(( لما تعاملني بتلك الطريقه اعترف بأنني اخطأت بحقك ولكني اعتذرت كثيرا عما اقترفته فلما لا تسامحني .))

ضاقت عين فارس ثم استدار ليذهب لتوقفه وهي تقول بنبرة مبهمه 

(( حسنا كما تريد سأذهب انا ولكن ارجوك لتبقي وتكمل عملك .))

تراجع راسه للخلف قليلا ثم التفت ينظر اليها فوجدها تحمل حقيبة يدها الموضوع علي الاريكة وهي تنظر اليه باستياء وتحركت ناحية الباب لتغادر فجلس علي الاريكة وهو يشد علي خصلات شعره بقوه ثم بدا في ارتشاف قهوته التي كانت قد بردت قليلا فتنهد بسخط تزامنا مع دخولها من جديد فعبس وجهه وقال بإقتضاب وهو يضغط علي جبينه من اثر الصداع الذي يضرب راسه في تلك اللحظة 

(( لما عودتي مجددا .))

اضطربت ملامح زينه لكنها ردت بحنق 

(( لقد نسيت اخذ شيئا من الطابق العلوي .))

ثم اخذت تصعد الدرج وهي تنظر اليه بطرف عيناها بينما تمتم فارس بعبرات مقتضبة غير مفهومة قبل ان يستمع لصوت مرتفع يأتي من الطابق العلوي فتحامل علي نفسه والرؤية تكاد معدمة امامه وبدا في الصعود للاعلي وهو يتبع مكان الصوت ..

كانت نورين في طريقها للمنزل ممسكة بهاتفها بين كفها تضغط عليه بقوه بعدما اغلقته حتي لا يصل اليها كريم فهي تعرف نفسها جيدا وانها ستضعف وتجيب عليه فما يمنعها من ذلك وجود نور بجوارها وصلت سيارة الاجرة امام المنزل فترجلت منها نور بينما نورين شاردة تتذكر ملامح كريم وهو ينظر اليها وهي تفترش الارض ولم يتحرك او يقترب منها بل ظل ساكنا في مكانه امرتها نور بوجه غير مقروء بعدما ندت اسمها لاكثر من مره لتستجيب لها نورين وتنظر حولها لتجد بانها وصلت للمنزل وعليها الترجل من السيارة ففعلت واستندت علي ذراع تؤامها وما ان دخلت للمنزل وراهم الجميع وظهرت علامات التعجب علي وجوههم فلما عادوا الان وموعد انتهاء اليوم الدراسي لم يحين بعد فشهقت والدتهم وانتفضت واقفة مكانها ما ان رات ملابس نورين الملطخة اثر ارتطامها بالارض وهيئتها وملامحها التي توحي بانها بكت كثيرا لتقول بذعر وهي تقترب منهم 

(( رباه ما الذي يحدث معكم ولما تبدون بتلك الحالة المزرية .))
تجاوزتهما نورين غير آبيه للنظرات المتسائلة المطلة من اعينهما لتقترب نور الخطوات الفاصلة بينها وبين والدتها تمسك بكفها لتجلسها اولا ولتهدي من روعها وقلقها فقالت بهدوء 

(( لا تقلقي ليس هناك ما يدعي لذلك فكل ما في الامر ان نورين مرضت قليلا لانها لم تفطر جيدا اليوم ففقدت وعيها وسمحت لي المديرة بإصطحابها للمنزل لترتاح .))

بينما دخلت هي لغرفتها فامسكت بحبة مسكن بين اصابعها وتناولتها وهي تقول مبتسمة رغم اجهاد وشحوب وجهها الواضح 

(( اليس هناك دواء قد يريح القلب من الآمه .))

وجدت والدتها تفتح الباب فاقتربت منها وارتمت بداخل احضانها واخذت تبكي وتشهق بقوة وملاك وليال كلا منهم واقفون يتابعون انهيارها وهم يشكون فيما سردته عليهم نور فهم يشعرون بان سبب حالتها هذه امرا أخر ..

جلس مالك علي مقعده في غرفة مكتبه فوقف مرة واحدة وتوجه لمنطقة العنابر ليري حال السجناء وان كل شئ يمر مرور الكرام  فوجد لافتة كبيرة مكتوب عليها ارقام العنابر فما ان وقع بصره علي رقم العنبر الذي يحتوي علي باب ضخم والذي كانت تقضي به ملاك فترة سجنها فأرتسم علي وجهه ابتسامة هادئة وهو يتذكر اول مرة رأها فيها وهي تخرج من سيارة الترحيلات والمطر يتساقط عليها لتكون آية في الجمال سمع صوت الحارسة وهي تنادي عليه فطلب منها فتح الباب الفولاذي بهدوء لتفعل كما طلب منها وقف مالك ينظر للزنزانة ويطالع وجوه السجناء الي ان وقعت عينيه علي الركن الذي كانت لطلما تجلس فيه اسفل الفاتحة التي تحيط بها اسياخ الحديد الضخمه فتذكر عندما سالها عن مكوثها في ذلك المكان لتخبره بانها تشعر براحة كبيرة تسري في جسدها وقلبها وان نسمة الهواء الذي تدخل من تلك الفتحة احلي ما يحدث معها في ذلك الوقت انتبه مالك لنفسه وشروده المتكرر فالقي نظرة اخيرة داخل العنبر قبل ان يأمر الحارسة بإغلاقه وتحرك ناحية مكتبه من جديد فما ان اغلق باب المكتب حتي اخرج هاتفه واتصل بها ليستمع لصوتها فهو بحاجة لسماعه فلما يعد يستطيع البعد عنها اكثر من ذلك يعلم بانه لم يتبقي الكثير علي موعد خطبتهم رسميا وعقد قرانهم ولكنه يتمني لو تمر الايام سريعا ويأتي اليوم الذي سيجمعهم تحت سقف منزل واحد انتهت المكالمة ولم تجيب عليه فزفر بغضب وهو يصبر نفسه بان موعدهم معا قد اقترب ووقتها لن يستطيع اي احد انتزاعها منه وسيستمتع معها بكل لحظة تمر من حياتهم معا ..

بينما كانت ملاك بالمطبخ تعد الطعام ومعها ليال تساعدها فمنذ ان تزوجت من فارس وهي تتعامل بطبيعتها مع الجميع وتساعد في كافة شؤن المنزل استمعت لصوت رنين هاتفها وعندما طالعت الهاتف ووجدت مالك هو المتصل قررت بانها لن تجيب فليس هناك شئ رسمي بينهما لتتحدث معه عبر الهاتف لا تنكر بانها تحمل له الكثير من المشاعر التي لا تعرف اذا ما كانت حبا ام مجرد اعجاب لشخص في مرؤة مالك وشهامته فهي لن تنكر وقوفه بجوارها في ازمتها ومساعدته لها ولكنها لا تعرف كيف تفرق بين الحب والاعجاب وكيف تكتشف الفرق بين الامرين وجدت ملاك تبتسم بحب وهي تنظر اليها وقد فهمت بان المتصل ليس الا مالك لتشعر ملاك بالاحراج منها فالتفتت كمل ما كانت تفعله فقررت ليال بانها لم تعقب علي الامر فهي تعلم بانه يجب عليها الا تتدخل في خصوصيات غيرها واخذت تتذكر فارس وهي تتمني ان يعترف لها بحبه قريبا وان تعيش معه باقي حياتها في سعادة عارمة حتي تبيض خصلات شعرها وتصبح عجوزا كانت عيناها تخرج قلوبا كلما تذكرت فارس وشكل حياتهم القادمة معا ..

في المساء تأخر الوقت ولم يعد فارس بعد فقلقت ليال وشعرت بنغزة في صدرها ولكن والدة زوجها طمأنتها واخبرتها بانه رجل وربما طرأ له امرا ما لذلك تاخر في العودة الليلة فطلبت منها ان تذهب وتنتظره بغرفتهم لربما علي وصول أومات لها ليال وتحركت علي مضض بإتجاه غرفتهم وجلست تنتظره وهي تهز قدميها بتوتر و الافكار تعصف بها وهي تفكر في الاف الاسباب التي قد تجعله يتأخر فاخدت تهمس لنفسها اذا كان ما حدث بينهما هو سبب تاخره انه نادم علي ما فعله معها لينتهي الامر بها زوجته فعليا ظلت علي تلك الحالة وبصرها مثبتا علي باب الغرفة تنتظر قدومه في اية لحظه بينما اخذ فارس يحرك جفنيه ببطء شديد وهو يحاول فتح عينيه الي ان تمكن من ذلك فظل ينظر للغرفة المستلقي بها بعدم استيعاب وما ان شعر بمن تغط بنوم هادئ بجواره فزع من مكانه وهو ينظر لجزعه العاري فوقف عن الفراش كمن لدغته افعي وهي ينظر اليها بغير فهم فكيف استطاع فعلها فاقترب منها وامسك بذراعها ينتزعها من داخل الفراش لتستيقظ فزعة ثم سرعان ما تحولت ملامحها لغضب وهي تسحب ذراعها من بين قبضته معترضة ليتحدث فارس قائلا بحزن

(( كيف حدث ذلك ))

عبست ملامح زينه فجلست علي طرف الفراش ثم رفعت كفيها امام وجهها واجهشت في البكاء طالعها فارس مذهولا مما يراه فكيف تطور الوضع ووصل الامر به للوجود معها في نفس الغرفة بل في نفس الفراش حاول ان يتذكر اي شئ عما حدث في الساعات القليلة الماضية ولكنه لم يستطع ذلك قدميه لم تعد تحمله من هول ما يتخيله فجلس علي طرف الفراش معطيا لها ظهره كل ما يتذكره انها عادت لتاخذ شيئا من الطابق العلوي ثم استمع لصوت تهشم شئ فصعد ليري ما الامر رفع انامله يضعها علي جبينه يدعكه بقوة يحاول عصر ذاكرته ليتذكر ما حدث بعدها ولكنه لم يستطع فالتفت ينظر اليها بكره ثم التقط قميصه المرمي علي ارضية الغرفة يرتديه سريعا دون ان يغلق ازراره بطريقة صحيحه وغادر علي الفور دون التفوه بحرف واحد فصدمته في نفسه كبيرة جداف ما ان خرج من الغرفة رفعت راسها تنظر للغرفة الفارغة منه ودموعها تتساقط بغزارة علي وجنتيها .


 •تابع الفصل التالي "رواية ذلك هو قدري" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent