Ads by Google X

رواية لخبطيطا الفصل الاول 1 - بقلم عبد الرحمن الرداد

الصفحة الرئيسية

 رواية لخبطيطا (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم عبد الرحمن الرداد

رواية لخبطيطا الفصل الاول 1 - بقلم عبد الرحمن الرداد 

ارتفع صوت رنين هاتفه في الحجرة لكنه لم يستيقظ بسبب ارهاقه الشديد في هذا اليوم المتعب وبعد دقيقة هدأ الصوت قبل أن يرتفع صوت الرنين مرة أخرى فتململ في فراشه وحرك رأسه بتعب ثم مد يده بتلقائية ليمسك بهاتفه، رفعه أمام عينيه ونظر بعين واحدة شبه مغلقة ليرى من فوجده رقم غير مسجل، ضغط على زر الإجابة وخفضه على أذنه وهو يقول بصوت نائم وضعيف:

- الو! 

جاء الصوت من الجهة الأخرى وكان صوت واضح يملأه الحماس:

- الكاتب عبدالرحمن أحمد معايا؟ 

أجابه بنفس الصوت النائم وبعدم تركيز:

- لا معايا هنا اقوله مين؟ 

تعجب هذا الشاب الذي صمت قليلا قبل أن يقول بتساؤل:

- هو حضرتك تقربله؟ لو سمحت كنت عايز اكلمه لو ينفع 

فتح عينه الأخرى بإرهاق بعدما فاق قليلا وقال بجدية:

- أسف مين معايا! معلش كنت نايم ومش مركز 

جائه الصوت المتحمس والمرتفع من الجهة الأخرى:

- أنا فادي وكنت عايز اكلم عبدالرحمن لو ينفع 

نهض من نومه وعاد بظهره ليسند على وسادته وهو يقول بتعجب:

- انا عبدالرحمن بس معلش يعني الساعة المفروض 3 ونص الفجر وحضرتك صوتك عالي أوي وحاسس الحماس هينط من المكالمة ممكن أفهم فيه أيه ومين حضرتك؟

شعر «فادي» بالاسف وردد بصوت هادئ قليلا:

- آسف لو صوتي عالي أو صحيتك من النوم بس الحماس خدني شوية، هفهمك فيه أيه أما أنا مين فمش هتعرفني لأني حد من الفانز بتوعك 

فرك عينيه بتعب قبل أن يقول بتساؤل:

- من فانز بتوعي؟ فكرني أنا عملت أيه كدا علشان تبقى فانز ليا! 

أبعد الهاتف عن أذنه ونظر إليه بتعجب قبل أن يقربه مرة أخرى وهو يقول بتعجب:

- هو مش أنت الكاتب عبدالرحمن أحمد بردو؟ 

تذكر وقال مسرعًا وهو يخبط مقدمة رأسه بيده:

- اها أيوة أنا، افتكرت فانز لأيه معلش أصلي لما بكون نايم ببقى مش مركز بس بردو عايز أفهم أيه سبب المكالمة في الوقت ده؟ 

إبتسم «فادي» وقال بحماس:

- حاجة تخص رواية خيالية أنت كتبتها، الموضوع طويل ولازم نتقابل علشان افهمك كل حاجة 

عاد برأسه إلى الخلف بتعب وهو يقول بنفاذ صبر:

- يعني مصحيني الساعة 3 ونص الفجر علشان تناقشني في رواية كتبتها! ربنا يسامحك، ما تبعتلي على الفيس وأنا هصحى أرد مش مستاهلة كل ده 

أجابه بحماس وهو يبث التشويق في قلبه:

- هتفهم لما نتقابل ليه عملت كدا ولية مينفعش نتكلم على الفيس بس كل اللي أقدر اقوله إن روايتك الخيالية دي هتبقى حقيقة أو اصلا بقت حقيقة، لازم نتقابل 

مسح بيده على وجهه بإرهاق وهمس بصوت منخفض:

- يارب صبرني، رواية أيه اللي بقت حقيقية! ما هو يا اما أنا نايم وبحلم يا اما الاخ ده مجنون 

أتى صوته مرة أخرى وهو يقول بتعجب:

- سكت يعني! بقولك عايز اقابلك في أي كافيه 

رسم «عبدالرحمن» إبتسامة مزيفة على وجهه وهو يقول بعدم صدق:

- طيب يا استاذ فادي سيبني أنام وبكرا إن شاء الله نحدد مكان نتقابل فيه أنا وأنت وافهم منك، حلو كدا؟ 

إبتسم «فادي» بسعادة وهو يقول:

- حلو طبعا .. بكرا هكلمك، يلا تصبح على خير 

عبست ملامحه وردد بتعب:

- وأنت من أهل الخير 

أنهى المكالمة ونظر إلى الهاتف بتعجب قبل أن يردد بعدم رضا:

- وده جاب رقمي منين بس! قال أيه روايتي بقت حقيقية، نسيت أسأله انهي رواية!

هز رأسه بقوة وهو يردد بجدية:

- رواية أيه ياعبدو أنت هتعوم على عومه؟ واحد مجنون عادي يعني، أكمل نوم بقى 

أراح ظهره مرة أخرى على سريره وحاول النوم لكنه لم يستطيع فخبط بكلتا يديه على بعضهما البعض وهو يقول بعدم رضا:

- ولا هعرف أنام في أم الليلة المهببة دي، منك لله يا فادي يارب تكون رواية عالم المافيا هي اللي اتحققت والريد لاين يعلموك الأدب 

نهض من مكانه وتحرك إلى المطبخ ثم اقترب من الثلاجة وفتحها بهدوء، نظر بداخلها ليجد أى طعام فوجد ثمار المانجو، مد يده وقام بسحب ثمرة المانجو واغلق الباب مرة أخرى ثم عاد الى سريره وبدأ في تناولها بحماس شديد وأثناء اندماجه دلف والده إلى داخل الغرفة وقال بتعجب:

- أيه ده انت صاحي؟ أنا قولت هترجع هلكان وتنام

أبعد ثمرة الفاكهة عن فمه وردد بعدم رضا:

- أنا كنت باكل رز بلبن مع الملايكة ومش حاسس بالدنيا بس حد رخم أتصل بيا صحاني من النوم، النوم خلاص طار من عيني 

هز رأسه بتعجب وهو يقول متسائلًا:

- مين ده اللي اتصل وصحاك؟ 

بدأ في تناول ثمرة المانجو مرة أخرى ثم أبعدها عنه وهو يقول:

- واحد مجنون متشغلش بالك يا بابا أنا كدا كدا هخلص المنجاية القمر دي وهحاول أنام تاني 

هتف والده بإعتراض وهو يقول:

- تنام أيه! خلص أكل واتوضى علشان تنزل تصلي معايا الفجر 

رفع إحدى حاجبيه وردد بإرهاق:

- فيه كام كلب تحت البيت ما هيصدقوا يجروا ورايا وأنا أصلا هلكان، خلينا نصلي هنا 

التفت واستعد للرحيل وهو يقول بجدية وصرامة:

- يلا بطل كسل وقوم، عشر دقايق والاقيك متوضي وجاهز 

لوى ثغره بعدم رضا وهو يردد بهدوء:

- حاضر

أنهى أكل ثمرة المانجو وقام ليتوضأ ثم اقترب من خزانة ملابسه وبدل ملابسه وتحرك مع والده إلى المسجد ليؤدي صلاة الفجر وبعد مرور ساعة عاد إلى المنزل مرة أخرى وبدل ملابسه بسرعة قبل أن يلقي بجسده على السرير مرة أخرى بإرهاق وما هي إلا ثوانٍ حتى غرق في النوم.

مر من الوقت ثلاث ساعات قبل أن يرتفع صوت رنين هاتفه مرة أخرى فامسكه بتلقائية ونظر بعين واحدة على الرقم فلم يعرفه مما دفعه لأن يرد وهو يقول بعدم رضا:

- متقولش إنك فادي بالله عليك علشان هخرج عن شعوري 

أتاه صوت «فادي» المرتفع والذي يمتلئ بالحماس:

- أيوة أنا فادي، اديني سيبتك تنام وكلمتك الصبح أهو 

نهض بغضب من نومه وردد بصوت يهدد بالانفجار:

- أنت حد مسلطك عليا يا فادي؟ لا بجد حد مسلطك؟ صحيتني بليل ومصحيني الساعة 7 الصبح؟ 

شعر بالاسف مرة أخرى وردد بحزن:

- آسف معلش مش متعود على كدا، بس المفروض تصحى علشان تروح الكلية!

نام مرة أخرى وردد بهدوء:

- مش رايح الكلية النهاردة علشان تعبان، سيبني أنام بقى أبوس دماغك 

- حاضر حاضر روح كمل نوم ولما تصحى متنساش تكلمني 

زفر بقوة قبل أن يقول بنفاذ صبر:

- حاضر يا فادي حاضر

أنهى المكالمة وردد بغضب:

- وربنا لأعمل الموبايل صامت، ناقصة فادي اللي طالعلي في علبة البخت ده

بالفعل قام بكتم الصوت وتابع نومه مرة أخرى

***

مر من الوقت ثلاث ساعات قبل أن يخرج «كريم» من المحاضرة ومعه صديقه «احمد» الذي قال بتساؤل:

- هنعمل أيه الدكتور قال فيه كويز في السكشن وده المفروض بعد ساعتين من دلوقتي، كلم عبدو قوله يجي علشان الكويز هو كلمني امبارح وقالي إنه مش هيجي علشان قضى اليوم كله شيل ومساعدة العمال اللي شغالين في البيت بتاعهم الجديد 

رفع «كريم» هاتفه وهو يقول بجدية:

- طيب تعالى برا علشان مفيش شبكة هنا 

بالفعل اتجهوا إلى الخارج وحاولوا الإتصال به مرارا وتكرارا لكن لا يوجد رد منه فردد «كريم» بنفاذ صبر:

- شكله عامل الموبايل صامت! كدا مش هيعرف يحضر الكويز هنعمل أيه؟

***

على الجهة الأخرى فاق أخيرا من نومه ونظر إلى سقف الغرفة لثوانٍ قبل أن يمسك بهاتفه فتفاجئ بوجود العديد من المكالمات الفائتة من صديقيه وأيضا من هذا الذي تسبب في الكثير من المعاناة أثناء نومه، اعتدل بسرعة وهاتف صديقه وانتظر لثوانٍ قبل أن يأتي صوته قائلًا:

- أيه ياعم كل ده نوم! وبعدين اتصلت بيك اكتر من عشرين مرة وانت ولا هنا 

فرك عينيه بتعب قبل أن يجيبه بصوت هادئ:

- كنت عامل الموبايل صامت يا كريم وبعدين ما أنا قايلكم بليل إني مش جاي تقوم متصل أنت عبيط يابني ولا أهبل 

أخذ «احمد» الهاتف منه وردد بإبتسامة:

- فيه كويز باور في السكشن كمان ساعة عليه ربع درجات المادة عرفت بنتصل بيك ليه يا باشا

نهض بسرعة من على سريره وقال بتوتر:

- كويز باور! وهم مستنيين النهاردة بالذات علشان يعملوا فيه امتحان عليه ربع درجات المادة، أقفل أقفل أنا جاي ويارب ألحق

أنهى المكالمة وغسل وجهه قبل أن يعود إلى الغرفة مرة أخرى ويرتدي ملابسه بسرعة شديدة، جهز كل شئ ثم أسرع إلى الخارج فتفاجئ بوالدته التي قالت بتساؤل:

- أيه ده لابس كدا ورايح فين؟ أنت مش قولت مش هتروح الكلية النهاردة

أجابها بسرعة وهو يقوم بفتح الباب:

- قولت أيوة بس كريم واحمد كلموني وقالولي فيه كويز باور عليه ربع درجات المادة ادعيلي بالله عليكي مش مذاكر ولا جاهز ورايح كدا بالبركة

رفعت يدها ورددت بهدوء:

- ربنا ينجحك ويوفقك يارب 

إبتسم وخرج ثم اتجه وضغط على زر طلب الاسانسير وانتظر لثوانٍ قبل أن يصل إلى الطابق الخاص به وقبل أن يتجه إلى داخله التفت ونظر إلى والدته وهو يقول بتساؤل:

- صحيح عاملين أكل أيه النهاردة 

رفعت إحدى حاجبيها وهي تقول بجدية:

- يابني ألحق امتحانك أكل أيه دلوقتي، عاملين بامية ولحمة استريحت كدا؟ 

إبتسم بسعادة وهو يقول بحماس شديد:

- اشطا أوي، متاكلوش غير لما اجي يادوب هخلص امتحان وهطير على هنا، يلا سلام

أسرع واتجه إلى الكلية الخاصة به ولحسن حظه أن الطريق لم يكن مزدحمًا فوصل في أقل من ساعة واتجه إلى الاعلى حيث مكان الامتحان، دلف وتفاجئ بوجود المعيدة الخاصة بمادة الباور فردد بجدية:

- السلام عليكم معلش يا بشمهندسة كان فيه حادثة على الدائري وعربية شالت عيل صغير يا عيني ربنا يرحمه 

عبثت ملامحها وقالت بتأثر شديد:

- لا حول ولا قوة إلا بالله، ربنا يرحمه ويصبر أهله .. طيب خش يلا علشان الامتحان هيبدأ

بالفعل دلف إلى الداخل وضحك صديقيه من طريقه في الإفلات من تأخره فردد هو بصوت منخفض:

- أنا معرفش كلمة ومش مذاكر وربنا لو محدش غششني وساعدني لأفضحكم 

ضحك «كريم» وردد مازحًا:

- بقى عبدو الدحيح عايز حد يغششه عجبت ليك يا زمن 

وتبعه «احمد» الذي قال بمرح:

- اراهنك إنك أنت اللي هتغششنا، رهان على شاورما سوري اشطا 

رفع «عبدالرحمن» إحدى حاجبيه وقال بتحدي:

- من غير رهان، لو عرفت احل هعزمكم على شاورما اشطا؟

جائت المعيدة ووضعت أمامه ورقة الأسئلة وهي تقول بتحدي:

- لو عرفت تحل أنا اللي هعزمك على شاورما 

أخذ منها الورقة بحرج وقلق في آن واحد وحاول قراءة الأسئلة والبدء في الحل لكنه لم يستطيع وفهم القصد من كلماتها فنظر إلى صديقيه وهز رأسه بمعنى فبادلوه النظرات الحزينة مما جعله يضع يده على رأسه ويقول بصوت غير مسموع:

- ربع درجة المادة ضاعت كدا 

مر الوقت وانتهى وقت الامتحان وخرج الجميع إلى الخارج فأقترب «عبدالرحمن» من صديقه «كريم» وقال مازحًا:

- الحاضر الغائب .. مكنتش جيت احسن ما اتهان الإهانة دي 

عبثت ملامحه وردد بحزن:

- مين سمعك احنا اتغفلنا كلنا امال فين الواد أحمد؟

أقترب «عبدالرحمن» من السكشن مرة أخرى وبحث عنه فلم يجده، عاد إلى صديقه «كريم» مرة أخرى وقال بحيرة:

- معرفش! يلاهوي ليكون راح ينتحر بسبب الامتحان؟ 

جاء صوته من الخلف وهو يقول بتساؤل:

- مين ده اللي راح ينتحر؟ 

- انت روحت فين ياض؟ 

حاول التهرب من السؤال وهو ينظر إلى الجهة الأخرى قائلًا:

- كنت بدي الكشكول لأسماء علشان محتاجاه، بقولكم أيه أنا جعان يلا بينا ناكل وبعدين نمشي 

رجع «عبدالرحمن» بظهره إلى الخلف وردد بجدية:

- لا كلوا انتوا مع بعض، ماما عاملة بامية على الأكل وأنا بعشقها أصلا وقولتلها مياكلوش غير لما اجي، هتروحوا ولا اروح أنا وتروحوا تاكلوا أنتوا!

اقترب منه «كريم» وقال بجدية:

- خلاص يلا نروح 

ثم التفت إلى «احمد» وقال مازحًا:

- من ساعة ما اديت الكشكول لأسماء وأنت سرحان، يلا هنمشي ونبقى نصبر نفسنا بحاجة في الطريق 

رفع «احمد» إحدى حاجبيه وقال بإعتراض:

- بطل رخامة وبعدين أنا اديتها الكشكول بس 

ضحك الإثنان على جملته الأخيرة وبدأوا في الغناء بمرح:

- السود عيونه! ياوالا 

ارتفعت ضحكاتهم وسط غضب «احمد» الذي توعد برد مزاحهم هذا لهما في الوقت المناسب 

عاد «عبدالرحمن» إلى منزله وتناول الغداء مع عائلته قبل أن يتجه إلى غرفته ليبدأ في مذاكرة ما فاته من محاضرات لكنه قبل أن يبدأ تفاجئ برنين هاتفه فنظر إلى الشاشة ليجده «فادي» فأجابه بهدوء:

- ايوة يا فادي، تصدق مسجلتش رقمك بس حفظته .. ده أنا محفظتش رقمي بالسرعة دي، اديني فايق قولي بقى عايزني في أيه 

جاء رد «فادي» المتحمس والمرتفع كعادته:

- مش هينفع اقولك حاجة في التليفون لازم نتقابل علشان تفهم كل حاجة، لو كلمتك دلوقتي ممكن تقول عليا مجنون 

تنفس بغضب قبل أن يجيبه بنفاذ صبر:

- للأسف مش فاضي والله .. عندي مذاكرة ومشغول جدا مش هينفع نتقابل، ابعتلي اللي عايزه على الفيس واوعدك أرد ونشوف أيه الموضوع المهم ده 

عبر عن رفضه لهذا الاقتراح وقال بسرعة وإصرار: 

- مش هينفع خالص، لازم نتقابل .. الموضوع حياة أو موت، حياة كوكب بحاله .. لو طنشتني واستهونت بالموضوع ناس كتير أوي هتموت وناس أكتر هتتنفي، الموضوع أكبر مما تتخيل وزي ما قولتلك روايتك اتحققت أو بتتحقق 

وضع يده على رأسه و**ت للحظات وهو يفكر، حاول الاقتناع بما يقوله لكنه تذكر كلمته "روايتك اتحققت" فتراجع عن تفكيره وقال بصوت مرتفع:

- معلش يا فادي بس انت مجنون؟ إزاي روايتي اتحققت وانهي رواية؟ أنا مش قادر أفهم ولا استوعب حاجة فياريت توضحلي 

تحولت نبرته الحماسية لأخري حزينة وردد بأسى:

- أنا عارف إنك مش هتصدقني بس قولت أحاول لأنك الأمل الوحيد، بص لو عايز تساعدني وتنقذني وتنقذ الناس اللي ملهاش ذنب دي قولي وأنا هبعتلك عنوان كافيه نتقابل فيه واحكيلك كل حاجة لكن لو مش هتصدقني وهتعتبرني مجنون فأنا آسف واوعدك مش هزعجك تاني، سلام 

أنهى المكالمة وأبعد «عبدالرحمن» الهاتف ونظر إليه للحظات وهو يفكر في حديثه وعن جديته في كلماته الأخيرة قبل إنهاء المكالمة، شرد لعدة دقائق وبدأ يحدث نفسه:

- ما هو حاجة من اتنين يا إما هو مجنون يا إما رواية ليا اتحققت فعلا! أوبا لو وميض الفارس اتحققت وبعدين بيقولي كوكب مهدد بالخطر؟ لا لا أنا هصدق الجنان ده! بس صوته كان متأثر أوي في المكالمة! أقابله وافهم منه يمكن بيتكلم جد؟ يووه أعمل أيه طيب

انتهى به التفكير بأن يتصل به ويحدد معه ميعاد ليقا**ه الليلة وبالفعل هاتفه وشعر «فادي» كثيرًا بالسعادة وأبلغه بعنوان مقهى ليتحدثوا مع بعضهم البعض، ذاكر هو لساعتين ثم ارتدى ملابسه واقترب من والدته قائلًا:

- بقولك يا ماما أنا نازل مشوار كدا وراجع، ساعتين مش هتأخر 

نظرت إليه بتعجب قبل أن تقول متسائلة:

- مشوار أيه وفين؟ 

فكر في شئ كي يقوله لها وتعمد إخفاء السبب الرئيسي حتى لا تقلق عليه وأخيرا قال بإبتسامة:

- كريم كان نازل يشتري لاب وقالي اجي معاه، مش هتأخر يلا باي

رحل واتجه إلى المقهى الذي أخبره بعنوانه، وصل أخيرا ونظر حوله بحثًا عنه لكنه تذكر أنه لا يعرفه فوقف بحيرة قبل أن يجد من ينادي اسمه بصوت مرتفع:

- عبدو؟ 

التفت ليعرف مص*ر هذا الصوت فوجد شاب طويل القامة بالداخل ويشير إليه فأقترب منه وردد بتساؤل:

- أنت فادي؟ 

هز «فادي» رأسه بحماس شديد وقال بإبتسامة واسعة:

- أيوة أنا فادي، مش مصدق نفسي إني شايفك وأنت قدام عيني 

لمس أذنه وقال بتساؤل:

- أنت بجد؟ 

أبعد يده عن أذنه وقال بتعجب:

- سيب وداني! أيوة بجد فيه أيه وبعدين أنا افتكرتك حد كبير من صوتك لكن معرفش إنك في سني! 

أشار إليه بالجلوس ولم تختفي ابتسامته الواسعة ونظراته المنبهرة فجلس «عبدالرحمن» قبل أن يقول بهدوء:

- قعدت أهو فيه أيه بقى؟ 

جلست معهم على نفس المنضدة فتاه في غاية الجمال، جمالها تخطى الحدود ولم يرى أحد في جمالها على هذا الكوكب فنظر هو بتلقائية إليها وشرد للحظات وهو يحاول استيعاب ما تراه عيناه، نظرت هي إليه وإلى نظراته وقالت بإبتسامة هادئة:

- انت عبدو؟

إبتسم بتلقائية وهو يجيبها بتخدير وعدم إدراك لما حوله:

- ولو مش عبدو ابقالك عبدو يا قمر 

إتسعت ابتسامتها ونظرت إلى الأسفل قبل أن يقاطعهما «فادي» وهو يقول بحماس:

- أحب أعرفك دي أختي حور

فاق أخيرا من شروده ونظراته لها وقال بصدمة وحرج في آن واحد:

- هاا أختك؟ اسف مقصدش حاجة والله ومكنتش اعرف 

اتسعت ابتسامته وقال بعدم تأثر:

- بتتأسف على أيه أنت معملتش حاجة تعتذر عليها!

رفع «عبدالرحمن» إحدى حاجبيه وهو يقول بحيرة:

- معملتش حاجة؟ أنت عندك عادي حد يعاكس أختك ولا أيه؟ 

رفع كتفيه بلا مبالاة وهو يقول بنفس الإبتسامة:

- عادي جدا .. من ساعة ما جينا أرضكم وهي بتتعا** كتير علشان جمالها، أختي أجمل بنت على كوكبكم كله وده اكتشفته من جهاز الجمال وعلشان كدا مبزعلش لما حد يعا**ها 

كان يستمع إليه بصدمة وما إن انتهى حتى قال:

- مبتزعلش لما حد يعاكس أختك؟ ده عندنا بيتسمى .. 

**ت قليلًا وتابع:

- ولا اقولك بلاش وأنا مالي أنت حر، قولي بقى أيه حكاية من ساعة ما جينا أرضكم دي! قصدك من ساعة ما جيت مصر ولا أيه فهمني وقبل ما أنسى أيه حكاية روايتي اتحققت دي! فهمني كل حاجة

هز «فادي» رأسه واسترخى في كرسيه إستعدادًا لسرد ما حدث ونطق أخيرا:

- بص أولا إحنا مش من أرضكم، أقصد إننا مش من الكوكب بتاعكم، العالم كله عبارة عن ارضين او كوكبين، الأرض بتاعتكم ودي الأساس وبعدين الارض بتاعتنا، عندنا في كوكبنا احنا بشر زيكم لكن أقوى منكم شوية ومش زيكم بالظبط، حكاية إن روايتك اتحققت إنك في رواية اوجاست قولت إن فيه كوكبين والبلد التانية كل حد فيها لازم يبقى عنده قوة خارقة وده عندنا، أي حد بيتولد بيتولد بقوة خارقة مختلفة عن التاني، مش قوة خارقة على قد ما هي ميزة، وزي ما قولتلك إحنا أقوى منكم شوية ومش بننام نهائي يعني طول اليوم صاحين، وقت الدوام أو الشغل بيبقى 12 ساعة يوميا وال12 ساعة الباقين بيبقوا راحة وأي حد يعمل اللي عايزه لكن مفيش نوم، كنا عايشين عادي في سلام وسعادة لغاية ما روايتك التانية اتحققت .. جيه مخلوق أو بشر من مكان تاني وسيطر على كوكبنا واسمه «رماد» عنده قوة خارقة انه سريع جدا وسرعته بتقرب لسرعة الضوء، الشعاع اللي بيخرج منه أصفر زي ما وصفت في رواية وميض الفارس بتاعتك، قوي جدا وسيطر على الكوكب كله ورغم إننا عندنا قوة خارقة إلا إن كل قوانا متجمعة مبتأثرش فيه نهائي، لما حد بيحاول يقف قصاده يا إما بيقتله يا إما بينفيه للكوكب بتاعكم، القتل لو اللي وقف قصاده ده قوته كبيرة وخطر والنفي لو قوته ضعيفة وأنا وحور وقفنا قصاده وكان مصيرنا النفي لأرضكم 

كان يتابع بعينان مفتوحتان بصدمة وتركيز شديد قبل أن يقاطعه بجدية:

- وأنت فاكرني هصدق كل الجنان ده؟ روايتين يتحققوا؟ وبعدين وميض الفارس مقتبسها من مسلسل أجنبي ما تروح للمؤلف بتاع المسلسل أما أنا مليش في الهبل ده 

تحدث «فادي» وقال بإقناع:

- سيبك من وميض الفارس وخلينا في اوجاست، اتوقعت ازاي ان فيه كوكب تاني وكل سكانه عندهم قدرات خارقة؟ 

رفع «عبدالرحمن» كتفيه بتلقائية وهو يقول:

- مجرد صدفة مش أكتر وبعدين لما بكتب بقول رواية خيالية يعني مش معلومات عندي وأنا بكتبها! ومهما تقول مش هصدقك لأن اللي بتقوله ده عمر ما حد هيصدقه! تتخيل إني مثلا أنزل بوست على صفحتي وأقول إن روايتي الخيالية اتحققت؟ الناس هتقول عليا مجنون لأن دي روايات خيالية .. عمرك شوفت أفلام مارفيل أو DC الخيالية اتحققت؟ 

التقط أنفاسه بصعوبة ونظر إليه دون أن يتحدث فتحدثت «حور» نيابة عن أخيها قائلة:

- كل اللي قاله فادي صح ومفيش فيه جنان .. ممكن عندكم تسموه جنان لكن عندنا شئ طبيعي وعادي جدا، إحنا اتنفينا على ارضكم من 15 سنة وخلالهم فضلنا نشوف طريقة نرجع بيها أرضنا وأثناء الفترة دي عرفنا رواياتك وقرأناها واتفاجئنا إنك عارف بوجود أرض تانية واتفاجئنا بردو إنك ذاكر «رماد» في رواية وميض الفارس بنفس مواصفاته فقررنا نتواصل معاك وفي الاخر تقولنا جنان؟ فيه ناس بتموت وناس بتتنفي ولو فاكر إن ارضك مش هتضر لا هي هتضر لأن اللي هيتنفي هيجي هنا وتعداد كوكبكم هيزيد ومش هيحصل توازن 

رفع إحدى حاجبيه وعاد بظهره إلى الخلف قبل أن يقول متسائلًا بسخرية:

- 15 سنة؟ ليه اتنفيتوا وانتوا بيبيهات؟ 

اغلقت عينيها ثم فتحتها مرة أخرى وقالت بهدوء:

- لا مش بيبيهات بس اليوم عندكم هنا بسنة عندنا في ارضنا يعني بالنسبة لأرضكم اتنفينا من 15 يوم أما بالنسبة لينا ولأرضنا فاحنا اتنفينا من 15 سنة فهمت بقى؟ 

رغم استحالة تصديق هذا الأمر إلا أنه بدأ في الاقتناع ولكن بنسبة ضئيلة مما دفعه لأن يقول متسائلًا:

- طيب نفرض إني صدقتكم وإن فيه فعلا أرض تانية وروايتي اتحققت وعم رماد ده بيقتل وينفي الناس، أنا بقى علاقتي أيه بالموضوع ده؟ حتى لو صدقتكم مفيش بأيدي مساعدة!

هنا تحدث «فادي» الذي قال بجدية:

- لا فيه يا عبدو، بأيدك كل المساعدات أصلا مش مساعدة واحدة

وفي تلك اللحظة وضعت «حور» يدها على يده وقالت بصوت هادئ وساحر:

- أيوة كل المساعدة في أيدك أنت 

حمحم بحرج قبل أن يسحب يده ويقول بصوت ضعيف:

- اخوكي قاعد يا ست حور مش كدا

ثم نظر حوله فوجد الجميع يسلط أنظاره على «حور» ولا أحد يتحدث، يكتفون فقد بالنظر إلى وجهها فبدل أنظاره بينهما وهو يقول:

- أختك لو فضلت دقيقة كمان هنا هيحصل مصيبة، حد يجيب أخته في مكان زي ده وهي بالجمال ده؟ هم البنات في كوكبكم كلهم كدا!

رفع كتفيه وهو يقول بتلقائية:

- لا بالنسبة لينا جمالهم ده عادي وكلهم قريبين من حور كدا بس بالنسبة ليكم ده مش جمال طبيعي خالص 

نهض «عبدالرحمن» من مكانه وردد بجدية وهو يسحب هاتفه:

- هو فعلا مش طبيعي خالص، يلا بينا مش هينفع نقعد هنا ثانية واحدة 

بالفعل تحركوا جميعا إلى الخارج واوقف هو سيارة أجرة واستقل المقعد الأمامي بجوار السائق أما هما فاستقلا المقعد الخلفي قبل أن يتحرك السائق وهو يقول متسائلًا:

- على فين يا باشا؟ 

نظر إلى الخلف ليتأكد من جلوسهما ثم نظر إلى السائق واردف:

- أطلع على كورنيش المقطم 

نظر السائق من المرآة ليرى «حور» فنظر إلى «عبدالرحمن» وقال بإبتسامة:

- قول بقى كدا 

نظر إليه بنصف عين وهو يقول بتحدي:

- مش اللي في دماغك ياسطا واتفضل ركز في الطريق 

تابع السائق طريقه وكان يسرق النظرات إليها من مرآة السيارة فصاح «عبدالرحمن» به:

- ياعم ركز هنعمل حادثة 

ثم نظر إلى الخلف وردد بجدية:

- يا تخبي وش أختك يا هي تخبي وشها خلونا نوصل في ليلتنا اللي مش فايتة دي 

بالفعل اخفضت رأسها ووضعت يدها على وجهها فنظر السائق إليه بغضب وهو يقول:

- قطاعين أرزاق 

مما جعله يرد عليه بغضب وتحدي:

- ركز في الطريق احسنلك بدل ما أبوها يربيك 

رفع السائق أحد حاجبيه وهي يقول متسائلًا:

- مين أبوها ده يعني؟ 

رفع «عبدالرحمن» كتفيه وهو يقول بإبتسامة خفيفة:

- لواء شرطة واسمه أيمن ضياء واخوها التاني مقدم شرطة اسمه طيف أيمن تحب نعدي عليهم في المديرية ونقعد شوية؟

نظر السائق أمامه وردد بخوف وتوتر:

- أنا مقصدش حاجة ومركز أهو في الطريق أنا بس كنت بشوفها لو محتاجة حاجة 

أراح ظهره وهو يقول بجدية:

- متشكرين مستغنيين عن خدماتك، كل اللي عايزينه إننا نوصل، ممكن؟

وصلوا أخيرا إلى وجهتهم وجلسوا في مكان شبه خالي من البشر، نظر إليهم «عبدالرحمن» وردد بجدية:

- تقصدوا أيه بقى بإن كل المساعدة معايا أنا؟ فهموني 

تحدث «فادي» ونظر إلى شقيقته وهو يقول:

- حور كانت قرأت أسطورة قديمة بتقول إن هيجي عدو للكوكب بتاعنا وقوته هي البرق او الرعد وده فعلا رماد وإن اللي هيهزمه لازم يكون حد عنده نفس قوته زي ما حصل في روايتك وميض الفارس 

رفع أحد حاجبيه وردد مازحًا:

- أيوة أتصل بفارس يسيب الرواية ويجي يساعدكم ولا أعمل أيه بردو؟ 

نظرت هي إليه وقالت بترجي:

- أرجوك اسمعنا للأخر ومش تستهزئ بكلامنا 

قالتها بطريقة سحرته فقال بهدوء وابتسامة:

- حاضر، أنا سامع أهو ومش هقاطعكم 

تابع «فادي» ما يقوله وقال بجدية:

- دورنا على حد على أرضنا يكون عنده نفس قوته لكن للأسف مفيش حد خالص بس عرفنا بعدها إن لو حد غريب دخل الكوكب بتاعنا بيبقى عنده قوة خارقة زينا، زي ما قولت في رواية اوجاست بالظبط لكن زيادة على ده إن اللي يدخل الكوكب بتاعنا وهو بيفكر في قوة معينة بتجيله يعني لو أنت دخلت وفكرت انك تكون فارس بطل روايتك او البرق بطل فلاش هتكون عندك نفس قوته وتقدر تهزم رماد 

فتح «عبدالرحمن» فمه بصدمة ودهشة في آن واحد قبل أن يقول بعدم تصديق:

- نعم؟ ولنفرض كلاكم صح مين قال إني هعرف اهزمه؟ والسؤال الأصعب هو هنروح أرضكم إزاي أصلا! 

هنا تحدثت هي وقالت بإبتسامة:

- فيه أسطورة قديمة بتقول إن لو حد عارف إن فيه أرض تانية سواء هنا أو على أرضنا يقدر يسافر بين الارضين لكن لازم يكون معاه حد من الأرض التانية وأنت عارف اهو إن فيه ارضين وكتبت في روايتك مش ناقص غير إنك توافق وهنقدر نسافر لأرضنا وأنت معانا علشان تساعدنا 

أغلق عينيه بإرهاق ثم فتحها وهو يقول برفض:

- ومين قال إني هوافق؟ ده لو انتوا يعني مش مجانين وبتتكلموا بجد .. هوافق ليه وازاي اصلا؟ واشمعنا أنا ها؟ ما ممكن تقنعوا حد تاني غيري وساعتها هيجي معاكم ويبقى البرق او فلاش وينقذكم؟ اشمعنا أنا يعني اللي جيتولي؟ ومتقولوش علشان أنا صاحب الروايتين اللي طلعوا صح وموجودين والكلام الفطسان ده لأن أي حد ميعرفش الهبل ده وراح هيقدر يساعدكم 

عبثت ملامحهم وردد «فادي» بحزن:

- إحنا فعلا ممكن نعمل كدا لكن اللي هنجيبه ده عمره ما هيهزمه، هيكون عنده فرصة بس مش هيعرف لكن أنت هتعرف لأنك ذكرت في روايتك كل نقاط قوته وضعفه ومتقولش أروح لمؤلف المسلسل اللي مقتبس منه لأن حتى ده مش هيقدر يهزمه لأن من ضمن شروط إنه يتهزم 3 حاجات، لازم يكون عنده نفس القوة .. يكون بيتكلم نفس لغة الكوكب وتالت حاجة ودي أهم حاجة يكون عنده ثقة انه هيكسب وهينتصر وهيرجع الأمان للكوكب ده وكل الشروط دي عندك، من رواياتك مفيش غيرك بنسبة 100% يقدر يهزم رماد .. إحنا واثقين في ده 

هز رأسه برفض ونهض من مكانه قبل أن يبدل نظراته بينهما وهو يقول بجدية:

- للأسف مش هقدر اساعدكم لأسباب كتير، أولا أهلي لو حصلي حاجة محدش هيستحمل وثانيا دراستي .. لو سافرت معاكم دراستي هتتعطل وأنا مش هفرط في مستقبلي ولو لحظة، ثالثا كتاباتي .. هوقف كتابة وأنا مش بحب ده، رابعا بقى أنا مش مصدق أصلا أي حاجة ولو جد فانا معنديش الثقة إني هكسب وانتصر على رماد بتاعكم ده، أنا ليا ارضي وبلدي وحياتي .. للأسف مش هقدر اساعدكم .. بعد اذنكم 

تركهم وتحرك بضع خطوات قبل أن يستمع إلى صوت العديد من الشباب وصوت مرتفع من خلفه فالتفت بتلقائية ليجدهم يقتربون من «حور»، قال أحدهم بصوت مرتفع:

- مش كتير عليك المزة دي يا اخ انت، دي عايزة دستة 

ردد صديقه الآخر وهو يضحك على حديثه:

- عندك حق يا فتحي البت جمل، الواد ده شكله فرفور وهيفضحنا .. هاتها واحنا هندلعها وروح أنت لأمك 

ضحكوا جميعا عليه وضحك «فادي» معهم بصفاء نية فوضع «عبدالرحمن» يده على وجهه وهو يردد بضيق:

- بتضحك على أيه يا فادي دول بيشتموك وعايزين أختك يا اهبل 

أقترب منهم مرة أخرى وردد بصوت مرتفع:

- يلا نفض الهيصة دي وكل واحد يروح مكانه بدل ما انادي ظابط الشرطة اللي هناك ده 

اقترب أحدهم منه وردد بتحدي:

- وأنت مين بقى! أخو الفرفور؟

ضحكوا جميعًا مرة أخرى ومعهم «فادي» فنظر «عبدالرحمن» إليه وقال بغضب:

- أنت عبيط ولا أهبل؟ بتضحك على أيه ياعم أنت 

ثم رفع رأسه ونظر إلى هذا الشاب الذي لم يجد في وجهه مكان سليم وبدون جرح فعلم أنه لو تشاجر مع هؤلاء لن ينجو منهم مما جعله يقول:

- لا مش اخو الفرفور بس المكان مرشق شرطة ولو حصل ليهم حاجة وبالأخص هي شوف هيحصل أيه بقى هيقولوا متحرش وهتتسجنوا وجمعيات حقوق المرأة هتتدخل والعالم كله يتكلم عنكم والسجن يتحول لأعدام وتخسروا حياتكم وانتوا لسة شباب، مش هتلحقوا تتمتعوا بشبابكم ولا أنا بتكلم غلط!

**ت هذا الشاب للحظات قبل أن يقول بإقتناع:

- عندك حق أنا عندي عملية تسليم مخد..رات كمان يومين هتكسبني دهب، تشكر يا أخ 

ثم التفت إلى أصدقائه وردد بجدية:

- يلا بينا مش هنا، تعالوا نسهر في حتة تانية 

بالفعل رحلوا وتنفس هو الصعداء قبل أن ينظر إليهم ويقول بجدية:

- ياريت تقوموا تتحركوا وتمشوا من هنا، المرة دي عرفت اتصرف المرة الجاية مضمنش أيه اللي ممكن يحصل

رفع «فادي» حاجبيه وقال بإعتراض:

- المكان هنا حلو والجو جميل وبعدين مشيتهم ليه دول دمهم خفيف!

إتسعت حدقتاه بصدمة وهز رأسه وهو يقول بغضب:

- دمهم خفيف! يبني أنت مش غيران على أختك؟ متعصبنيش وقوم أتحرك من هنا، أنا رجعت علشان أنا اللي جايبكم هنا لكن خليك احمش من كدا لو عايز تمشي بأختك في الشارع لأن بجمالها ده مش هتنجوا من كلاب الشوارع

التفت واستعد للرحيل لكنه توقف بسبب سؤال «حور» التي قالت بحزن:

- مش هتساعدنا؟ 

التفت ونظر إليها وهو يقول بأسف:

- زي ما قولت مش هقدر، أنا آسف  

التفت مرة أخرى ورحل قبل أن يتحدث أحد منهما ...

إلى اللقاء في الفصل الثاني النهاردة الساعة 7 ونص إن شاء الله
عايز رأيكم المبدأي مش قولت لكم رواية مجنونة🤣
عبد الرحمن الرداد

 •تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent