Ads by Google X

رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل العاشر 10 - بقلم عبد الرحمن الرداد

الصفحة الرئيسية

 رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل العاشر 10 - بقلم عبد الرحمن الرداد 

الفصل العاشر

عبد الرحمن الرداد 

 


بدأت أسماء فى إعطاء بعض المعلومات لكرم الذى بدأ يتعلم بسرعة وبعد وقت قصير تعلم الكثير وظل الحديث بينهم قائم حتى نطق كرم قائلا :


 


- صحيح مقولتليش، انتى ازاى بتلعبى كدا وسهرانة وانتى عندك امتحان بكرا؟


 


ابتسمت قائلة:


 


- عادى، انا اصلا مش بنام قبل اى امتحان بفضل سهرانة اذاكر وكل ما ازهق افتح العب جيم او اتنين كدا وبعدين اكمل 


 


- اممم قولى كدا، طيب روحى يلا كملى مذاكرة علشان احنا تقريبا داخلين على تاسع جيم 


 


ضحكت أسماء قائلة:


 


- طيب خلاص، بس صحيح انت ازاى فى البيت وعربيتك مش تحت البيت 


 


صمت كرم قليلا ثم نطق بعدما فكر فى اجابة:


 


- انا اصلا مش بايت فى البيت دلوقتى، انا ناقص شوية شغل كدا فى الشغل وكنت سهران بخلصهم ولما خلصتهم كسلت اروح 


 


اسرعت فى الرد قائلة:


 


- أية ده انت بتنام فى الشركة كدا عادى ؟


 


- اها امال ايه بس مش كتير، لو فيه شغل لازم اخلصه بس .. روحى ذاكرى يلا مش عايز اعطلك 


 


ابتسمت اسماء قائلة:


 


- طيب خلاص هقفل، سلام 


 


- سلام 


 


انهى كرم اللعب معها والقى هاتفه بجواره ثم رفع رأسه للأعلى وهو يفكر فى خطوته القادمة، كيف ستكون وماذا سيفعل حتى ارتسمت إبتسامة على وجهه بعدما عرف الإجابة.


 


امسك بهاتفه وفتح تطبيق "واتساب" ثم احضر محادثة مع شخص يعرفه وقام بكتابة "اليوم الاول" ومن ثم ضغط على زر "إرسال"


 


***


 


سيطر الحزن على «طيف» وتذكر ما حدث، اغلق عينيه في محاولة منه لطرد تلك الذكريات من رأسه وظل صامتًا لتتحدث «حور» قائلة بقلق:


 


- طيف فيه ايه؟ قول ايه اللي حصل!


 


فتح عينيه وحاول تنظيم أنفاسه المضطربة قبل أن يقول:


 


- ده اللي جيت علشانه، الحكاية بدأت لما عضو في الرداء الاحمر عرف بقدرات ماما، قدروا يتحدوا وكونوا منظمة سرية وخططوا كويس أوي لكل اللي هيعملوه وفي يوم حد منهم قابل ماما وعرض عليها إنها تنضم ليهم وفي المقابل هيبقى ليها كل السلطة بعد نجاح خطتهم، ساعتها مكانش مفهوم الرداء الاحمر خطر لأنهم كانوا منظمة عادية همها التجارة وليهم شركات ضخمة وكدا فماما بحسن نية محستش بغدر وسألت عن اللي مطلوب منها بعد ما تنضم ليهم وهنا كانت المفاجأة، طلبوا منها سلاح قادر إنه يدمج الأرضين وده طبعا لو حصل هيقتل نص سكان الأرض الأولى ونص سكان أوجاست علشان يحصل توازن بين الاتنين، هنا ماما رفضت بشدة وهددتهم إنها هتوصل الموضوع للأمن لو فكروا بس يكلموها في الموضوع ده تاني، كنت ساعتها عندي 20 سنة وبابا عرف اللي حصل وبدأ يعمل تحريات عن الناس دي وعرف إنهم خطر وإن شغلهم ده مجرد غطاء للي بيعملوه بجد، عدى شهر على اللي حصل لغاية ما جيه اليوم الملعون واللي أنا هنا بسببه، هجمت قوة مسلحة منهم على البيت وقتلوا الأمن المسؤول عن حماية البيت وساعتها أنت يا بابا حاولت تستخدم قوتك لكن لقيتها مش موجودة وده لأنهم استخدموا جهاز زي بتاع خالو وقدر يمنعك من استخدام قوتك ومسكت سلاح وفضلت تقاوم فيهم لغاية ما رصاصة جت في كتفك ووقعت، ساعتها هم اتقدموا ومسكوا ماما وجروها علشان ياخدوها المقر بتاعهم، أنت قومت وحاولت تتصدى ليهم لكنهم ضربوك جامد لغاية ما فقدت الوعي ولما جيت اتحرك أنا حد منهم ضربني على دماغي وفقدت الوعي أنا كمان وخدوا ماما، بعد فترة فوقت وبصيت حواليا ملقتش ماما ولا لقيتك، فضلت 5 سنين أدور عن أي أثر ليكم لكن مفيش، الرداء الأحمر بقت أخطر وقدرت تسيطر على أوجاست وحطوا جدو تحت الحراسة المشددة وحددوا مكانه، فضلت خمس سنين بدور على خبر واحد عنكم لكن للأسف مفيش لغاية ما جيه اليوم اللي جالي فيه نفس قدرتك يا بابا واستخدمتها علشان ارجع بالزمن، رجعت علشان تساعدوني أو بمعنى أصح علشان انقذكم 


 


نظر الجميع إلى بعضهم البعض والصدمة تسيطر على كلٍ منهم بينما تحدث «مارد» قائلًا بتساؤل:


 


- اشمعنا الزمن ده بالذات اللي رجعتله، يعني اشمعنا اليوم ده بالذات!


 


تنفس بهدوء قبل أن يجيبه:


 


- اليوم ده بالذات علشان بابا وماما رجعوا فيه لبعض، اليوم اللي الخط الزمني اتغير فيه، لو استمر بعدهم مكانش كل ده هيحصل ومكنتش هتولد أنا أصلا


 


ضيقت «حور» نظراتها وقالت بصدمة مما سمعته:


 


- قصدك إني قدرت اتخلص من شر رماد لكن برجوعي لعبدو غيرت الخط الزمني واتسببت في خطر تاني وهو منظمة الرداء الأحمر دي!


 


لوى ثغره وردد بأسف:


 


- للأسف هو ده اللي حصل، رغم إني عيشت الفترة دي كلها وحكيتولي عن اليوم ده اللي رجعتوا فيه لبعض لكن مكنتش اعرف إن اللقاء ده هو اللي هيتسبب في المستقبل ده


 


نهضت «حور» واتجهت إلى غرفتها دون أن تتحدث، أغلقت الباب خلفها وجلست لتبكي بصوت مرتفع وفي تلك اللحظة طرق زوجها الباب ودلف إلى الداخل دون أن ينتظر منها إجابة. جلس بجوارها وربت على كتفها وهو يقول بهدوء:


 


- أنتي ملكيش ذنب


 


رفعت وجهها ونظرت إليه بحزن شديد قبل أن تقول باكية:


 


- ازاي مليش ذنب! أنا أنانية ونفذت اللي في دماغي وكل ده علشان اخلي مستقبلي سعيد لكن النتيجة ايه؟ كله اتدمر ومعادش ليا ولا ليك وجود!


 


***


 


فتحت عينيها بصعوبة بالغة لتجد والدتها تقول:


 


- قومى يلا يا اسماء علشان تلحقى تفطرى قبل ما تروحى الامتحان


 


فركت عينها بتعب قائلة:


 


- طيب يا ماما قومت اهو 


 


رحلت ناهد ونهضت اسماء بصعوبة لتأخذ حمامها، مرت نصف ساعة حتى انتهت اسماء ثم خرجت لتتناول الافطار مع والدتها واخيها الاصغر وسرعان ما انتهت قائلة:


 


- الحمدلله، يلا بقى يا ماما سلام علشان الحق الامتحان 


 


اجابتها والدتها بحب قائلة:


 


- ربنا يوفقك يا اسماء، خلى بالك من نفسك 


 


ابتسمت أسماء بعد ان قبلت يد والدتها قائلة:


 


- ماشى يا اجمل ماما، يلا باى 


 


اتجهت اسماء الى الاسفل ووقفت تنتظر سيارة أجرة حتى تذهب إلى الجامعة لكنها تفاجئت بسيارة تقف امامها ويخرج كرم رأسه قائلاً:


 


- اركبى يلا هوصلك 


 


تعجبت اسماء واحمرت وجنتاها قائلة:


 


- لا ملوش لزوم انا هركب تاكسى 


 


- قولت اركبى 


 


لم تنتظر ولبت طلبه على الفور، دلفت إلى السيارة فى خجل فخبط كرم امامه حتى تنتبه ونطق قائلا:


 


- اية مالك مكسوفة كدا لية، احنا كنا امبارح بنلعب ببجى وكنتى كويسة 


 


ابتسمت وهى تعتدل لتنظر له مجيبة:


 


- اصلى على الموبايل وكدا عادى انما فيس تو فيس ببقى مكسوفة وكدا بقى 


 


- امممممم قولتيلى بقى، ذاكرتى ولا نمتى .. اراهن انك بعد ما قفلتى معايا روحتى فى النوم 


 


ضحت اسماء ثم نظرت إليه نظرة استفهام قائلة:


 


- عرفت منين، انا نمت فعلا 


 


ابتسم كرم بعدما اظهر وقاره وهدوئه واجاب بهدوء :


 


- عيب عليكى، انا بقرأ الشخصية اللى قدامى وبعدين باين عليكى انك صاحية من نوم مش مطبقة 


 


- امممم طيب 


 


انطلق كرم فى طريقة وظل ينظر إليها بتفحص بينما كان الصمت يسيطر على السيارة حتى قرر كرم التحدث 


 


- هو انتى عايشة فى الشقة دى لوحدك ولا  معاكى حد؟ 


 


تفاجئت بسؤاله الغريب لكنها اجابت دون ان تظهر دهشتها:


 


- عايشة مع ماما واخويا الصغير، بابا مسافر من فترة واتقطعت كل وسائل الاتصال بيه 


 


ضم حاجبيه متعجباً ثم نظر إليها بنصف عين قائلا:


 


- ازاى يعنى! لوحده كدا؟ 


 


بدأت علامات الحزن فى الظهور على وجهها لتجيب:


 


- معرفش، من خمس سنين سافر فرنسا علشان شغل وبعد اسبوع بالظبط جينا نكلمه موبايله مقفول حتى حساباته كلها اتقفلت والغريب ان عمى سافر يدور عليه واختفى هو كمان ومنعرفش عنه حاجة


 


- غريبة الحكاية دى، طيب ومفيش اى اخبار نهائى عنه؟


 


حركت اسماء رأسها بالرفض قائلة:


 


- للأسف مفيش ومن ساعتها عايشة انا وماما واخويا فى الشقة دى بعد ما بيعنا كل حاجة معانا علشان نقدر نعيش 


 


عاد كرم لينظر إلى الطريق امامه دون ان يتحدث حتى تحدثت أسماء متسائلة:


 


- قولى بقى انت عايش لوحدك فى الشقة دى؟


 


ابتسم كرم لأن هذا السؤال هو الذى انتظره ثم اجاب:


 


- ايوة لوحدي، والدى ووالدتى توفوا فى حادثة واتبقيت انا بس ومقدرتش اقعد فى البيت بعدها فبعته واشتريت الشقة اللى قدامك دى


 


شعرت اسماء بالأسى مما قاله فنطقت بحزن قائلة:


 


- اسفة لو كنت فكرتك بيهم وضايقتك 


 


- لا ابدا ابدا مفيش حاجة وبعدين زى ما انا سألت انتى سألتى وجاوبت، قوليلى بقى جاهزة للأمتحان!


 


حركت رأسها بالرفض قائلة بخوف وقلق:


 


- لا انا خايفة اوى من الامتحان والصراحة على اد ما النهاردة اخر امتحان إلا انها اصعب مادة 


 


تحدث كرم محاولا زرع الطمأنينة فى قلبها:


 


- متقلقيش بأذن الله هتحلى كويس وتخلصى الامتحان على خير


 


- يااارب 


 


فى تلك اللحظة رن هاتف كرم الذى كان يضعه امامه برقم رحمة ولاحظت اسماء الاسم، سحب كرم هاتفه واجاب عليه قائلا:


 


- ايوة يا رحمة، معلش هكلمك تانى علشان فى شغل 


 


- طيب خلى بالك من نفسك


 


- ان شاء الله


 


ترك كرم الهاتف واستمر فى القيادة حتى نطقت اسماء قائلة:


 


- قريبتك دى!


 


تعجب كرم من سؤالها فهو لم يتوقع ان تعلق على هذا الامر خاصة وانه يعرفها منذ يوم واحد، هل تسير خطته بهذا النجاح!


 


اجابها بإبتسامة مصطنعة قائلا:


 


- لا دى واحدة كنت متفق معاها تيجى تنضف الشقة وكدا 


 


حركت رأسها بالايجاب ثم نظرت إليه مرة أخرى قائلة:


 


- بما اننا ساكنين قدام بعض انا ممكن اجى اوضبهالك وانت فى الشغل وترجع تلاقيها تمام 


 


حاول كرم ان يُظهر رفضه قائلا:


 


- لا لا طبعا انا مش هتعبك معايا كدا وبعدين خلاص البنت هتيجى بكرا تنضفها وخلاص 


 


اصرت أسماء على ما فى رأسها:


 


- لا مفيش تعب، كلمها وقولها خلاص وانا بكرا وانت فى الشغل هاجى اخليهالك تمام، خلاص انا قررت


 


صمت قليلا ثم نظر إليها قائلا بإبتسامة خجل مصطنعة:


 


- وهو كذلك، مادام مصرة .. بس بعد ما تنضفيها انا مصر انى اعزمك على العشاء ومش هقبل بالرفض علشان لو رفضتى هرفض انا كمان 


 


حاولت الاعتراض قائلة:


 


- بس ماما هقولها ايه بس!


 


- معرفش اتصرفى بقى


 


سندت رأسها على يدها في محاولة للتفكير بالأمر ثم نطقت قائلة:


 


- خلاص هحاول وربنا يستر بقى 


 


استمر كرم فى طريقه حتى اوصل اسماء الى الجامعة، خرجت اسماء من السيارة ثم اشارت إليه بالوداع فأخرج كرم رأسه من للسيارة ليقول بجدية:


 


- هتخلصى الامتحان الساعة كام؟


 


عقدت حاجبيها متسائلة:


 


- الساعة 1، بتسأل ليه؟


 


أجابها وهو يستعد للرحيل:


 


- عادى بسأل، يلا سلام


 


- سلام


 


***


 


اقتربت «فريدة» من زوجها «رأفت» الذى استعد للرحيل ثم قامت بظبط ياقة قميصه بحب لتقول:


 


- ها قولت اية يا رأفت، اتفقت أنا ونهال وكمان رحمة وهاجر والعيال ماصدقوا اننا نتجمع تانى زى زمان فى النادى 


 


قال رأفت بعد أن رتب على كتفها بحب:


 


- خلاص تمام انا هفضى نفسى علشان نتجمع اليوم ده بلغيها ونقضى اليوم فى النادى واهو بردو فرصة لرحمة انها تقرب من كرم شوية بعد اللى حصل 


 


- فكرة بردو، خلاص تمام روح انت الشغل وانا هتصل اقولها 


 


***


 


لحقت به رحمة لتترجاه فى تنفيذ طلبها:


 


- قولى بالله عليك هو عنده مهمة النهاردة؟


 


التفت يوسف ليقول:


 


- والله ما فيه حاجة، المهمة كانت امبارح وخلصت على خير 


 


- امال لما كلمته كان صوته متغير وبيحاول يهرب من الكلام ليه وقالى انه فى الشغل 


 


صمت يوسف قليلا ليفكر فى الذى يفعله كرم لكنه لم يجد اجابة واضحة لأن كرم يخطط لشئ لا يعرفه لكنه قرر ان يطمأن شقيقته فقال مازحًا:


 


- تلاقى اللواء جمال بيكلمه ولا حاجة وبعدين ما تظبطى يا بت انتى، لسة مكتبش عليكى احترمى نفسك شوية 


 


جلست رحمة على السرير بعد ان خبطت بقدمها الأرض كالأطفال فصرخ يوسف قائلا:


 


- قومى يابت من على سريرى، منك لله السرير اللى روقته باظ 


 


وقفت رحمة لتجلس على الكرسى قائلة بتذمر:


 


- خلاص يا سيدى قومت اهو، انا مش عارفة بتحب تروق السرير بتاعك كدا ليه


 


استعد للرحيل ثم ادار وجهه ليقول:


 


- انا ماشى، قومى يلا اخرجى من الاوضة يا بت 


 


عقدت ذراعيها بسخط وهى تتحرك خارجاً:


 


- حاضر خارجة، يارب اللواء جمال يعلقك 


 


ارتفع حاجبيه بدهشة وعدم تصديق:


 


- يعلقنى! طب غورى من قدامى دلوقتى علشان مقبضش عليكى بتهمة الاتجار فى المخد..رات 


 


تراجعت رحمة الى الخلف بقلق قائلة:


 


- مخد..رات اية ياعم! ده منظر تاجرة مخد..رات؟ انت هتستغل منصبك يعنى ولا ايه يا سيادة الرائد؟


 


ضيق عينيه ليقول بتحذير:


 


- هستغله يا قطة لو مسمعتيش الكلام 


 


رفعت رأسها وقالت وهى تقلد صوته:


 


- هستغله يا قطة لو مسمعتيش الكلام 


 


هنا سحب يوسف سلاحه بإبتسامة فأرتسمت إبتسامة واسعة على وجهها لتقول وهى تتراجع:


 


- هروح اشوف ماما بقى، شكلها بتنادى 


 


هز رأسه ضاحكاً ثم وضع سلاحه فى مخمده مرة أخرى ليتجه إلى الاسفل كى يخبر والدته بالرحيل.


 •تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent