Ads by Google X

رواية عشقك لعنتي (2) الفصل العاشر 10 - بقلم شروق مجدي

الصفحة الرئيسية

   


 رواية عشقك لعنتي (2) الفصل العاشر 10  - بقلم شروق مجدي

الفصل العاشر
          
                
فيروز، وهي تبكي:
- أنا زعلانة منك يا أدهم، آه والله، بجد زعلانة! إنت فين؟ بقالك كام يوم بعيد؟ ليه؟ واستنيتك امبارح بالليل إنك تيجي وما جيتش! أخص عليك، ولا بترد عليا ولا بتكلمني!



لعنها أدهم في سره وابتسم ببرود، وهو يضغط على أسنانه:
- وشمعنى يعني امبارح، يا روحي؟ وبعدين وقعتي قلبي يا فيروز! قلت لك مليون مرة لما أكون في شغل بره ما تكلمنيش وانتِ متضايقة وبتعيطي كده. بتوتريني! أنا آه مطمن إن ما فيش حاجة، لأن عليكِ حراسة مشددة، بس برضو مش كده! حرام عليكِ!



فيروز بغضب:
- شوف أنا بقول إيه، وإنت بتقول إيه! أنا عايزة أفهم، إنت ما جيتش امبارح ليه؟ وأنا اللي كنت عاملة عشاء رومانسي، ولبست الفستان الزهري اللي إنت بتحبه! فاكره يا أدهم؟ ولا نسيته؟



رفع الآخر حاجبه بغيظ:
- هو ده وقته اختبار العشق؟ لا فاكره يا حبيبتي... الفستان اللي لبستيه لما كنا لسه متجوزين جديد، وقلت لك وقتها: "يلا اغريني عشان أشوفك هتعرفي تعملي إيه مع فيبريانو!"



وضحك بقوة وأكمل:
- فاكرة وقتها كنتِ بتعملي إيه عشان تغريني؟



فيروز بغيظ:
- على فكرة ده كان في الأول! كانت حركاتي هبلة شوية! لكن ما تنكرش بعد كده إنك ضعفت واستسلمت، ولا إيه؟



(قصّة عشقهم في رواية "مهمّة خارج البلاد"، الجزء الأول والثاني، أدهم وفيروز وفريق الصخر - بقلم شروق مجدي).



ابتسم بعشق:
- الصراحة، آه. أنا حتى فاكر وقتها بوستك إزاي. ولولا الواد مصطفى لما خبط... ما كنتش هسيبك ساعتها، أنقذك مني!



ضحكت بدلع، فأكمل بخبث:
- بس إيش معنى يعني امبارح لبستي الفستان الزهري ده؟ وما كلمتنيش ليه؟ أنا كنت هسيب كل حاجة وأجي لكِ جري!



صرخت بغضب:
- امبارح عيد جوازنا يا أدهم باشاااااا!



أدهم وهو يبعد الهاتف عن أذنه:
- يخرب بيتكِ، خرمتي ودني! في إيه؟ وبعدين عيد جوازنا إيه، يا بنتي؟ إحنا مش كنا لسه محتفلين به من كام شهر، ولا إيه؟



شهقت فيروز بصدمة:
- في إيه يا أدهم؟ ما تركز معايا! دي أول مرة يعني؟ إحنا بنحتفل بعيد جوازنا اللي كتبنا فيه الكتاب، والثاني اللي عملنا فيه فرحنا! هو إنت كل مرة تنسى كده؟



أدهم:
- أمممم... والله يا فيروز يا حبيبتي، اللي أنا أعرفه إن عيد جوازنا هو اليوم اللي عملنا فيه الفرح. أما ساعة كتب الكتاب، ده كان إجراء روتيني. وأنا شايف أصلاً بما إن جوازتنا كلها على بعض كانت ملخبطة، فعيد جوازنا هو اليوم اللي قربت منك فيه، وحبي زاد لك فيه. غير كده، كلها روتينات مش أكتر.



شهقت فيروز بصدمة:
- أيام جوازنا روتينيات؟ أدهم! بدل ما تقول لي "كل الأيام يا حبيبتي عيد جوازنا"!



انتبه أدهم على يد وُضعت على كتفه بسخرية، وصاحبها يقول:
- معلش لو هقطع حضرتك، بس إحنا المفروض نتحرك دلوقتي بالجثة اللي قدامنا، ولا إيه؟




        
          
                
أدهم بتركيز:
- تصدق نسيت! يعني أنا نسيت الجثة اللي قدامي، يبقى أفتكر عيد جوازنا؟



ثم ابتسم وأكمل:
- طب يا حبيبتي، أكلمك بعدين عشان معايا شغل. بس أنا جاي النهارده، وعايزكِ بالفستان الأزرق. أوعي تتحركي، فاهمة؟ عشان مش متذكره قوي الموقف بتاع الفستان ده، ومحتاج أفتكره كويس!



ضحكت فيروز بدلع، وأغلق هو الخط بغيظ وهو يقول:
- قلت لها مليون مرة تبطل تدلع وأنا بعيد!



مازن بسخرية:
- طب مش يلا؟ ولا إيه؟



.......................................



بمبنى المخابرات المصرية، ابتسم الفريق وهو يحتضن كلًّا منهم يحيى ويطمئن عليه، ثم يشكره على مساعدته في القبض على مجرم دولي مثل أدريان. فلولا وجود يحيى في مصر، لكان أدريان يعمل معظم الوقت بالخارج، لكن عدم قدرته على تهريب يحيى حاليًّا هو السبب في بقائه بمصر لفترة، وذهابه وعودته المتكررة إليها، مما لفت الأنظار إليه. أيضًا، في تاريخ المخابرات المصرية على المستوى العالمي، يُعتبر القبض على شخص مثله إنجازًا عظيمًا.



يحيى:
- طيب، أنا هقدر أظهر إمتى؟ وأقابل أهلي إمتى؟ وأصحابي؟ عايز أشوف الناس دي! وعايز أعرف أختي فين!



أدهم:
- بكره، بكره تقدر تظهر بعد ما نعلن في الصحف والمجلات عن مساعدتك في القبض على شحنة كبيرة زي دي، ومجرم زي ده.



ثم أكمل:
- وزي ما قلت لك، أختك سافرت. الأسباب اللي سافرت لها أو الظروف اللي خلتها تسافر، يبقى يحكيها لك هم بقى. بس حقيقي ما كانش ينفع نخليها ما تسافرش، لأنك اختفيت وما كناش عارفين إنت فين. بالنسبة لكريستين اللي كانت بتحوم حوالين عيسى، فهي سافرت. ولأننا ما عندناش أي أدلة ضدها، سِبتها تسافر.



- أم أيمن، مدير نور في الشغل، طلع ما يعرفش أدريان بشكل شخصي، وكان بينهم شغل مش أكتر. شغل طبيعي يعني، وما فيش أي خوف منه. حتة بقى إنه بيحب نور أو ما بيحبهاش، ما ليش فيه. يعني إنت حل مشاكلك مع أبو نور.



ثم تابع بجدية:
- أنا كل اللي هعمله إني هظهر صورتك بشكل كويس، يعني أحسّن موقفك. إنت بقى عليك الباقي.



يحيى:
- هو أنا ممكن أقابله قبل ما أمشي؟ وقبل ما هو يترحّل؟



أدهم بتهكم:
- مين؟ أبوك؟



يحيى:
- أدريان.



أدهم:
- تمام. آه، تقدر تقابله، بس مش دلوقتي. هضبط لك ميعاد وأقول لك. دلوقتي تقدر تبات الليلة دي في شقتي، وبكره إن شاء الله تقدر تتحرك بحرية.



ثم أضاف بابتسامة هادئة:
- وعلى فكرة، أنا مش بحجر عليك خالص، بس ما حدش هيتقبل فكرة وجودك غير بعد ما نعلنها بشكل رسمي.



.......................................



وفعلاً، بعد وقت قصير، وصل يحيى إلى بيت أدهم. أخذ شاور وغير ملابسه ليرتدي شيئًا مريحًا، ثم بدأ في تجهيز الأكلة التي يحبها: ستيك سوس. وبعد وقت بسيط جدًا، رن جرس الباب.




        
          
                
ابتسم بفرح واقترب من الباب وفتحه بسعادة. بمجرد أن رآها، احتضنته بقوة، فبادلها الحضن وأغلق الباب بيده الأخرى.



نور بفرح:
- خلاص، من بكره هتقدر تظهر بشكل رسمي، صح؟ أخيرًا! أصلاً مش مصدقة نفسي، حاسة إني بحلم... بحلم يا يحيى!



حملها بين يديه وهو يتجه نحو الغرفة، ثم تحدث بصوت هامس:
- لا، وأنا ما ينفعش أسيبك تحلمي كتير. لازم أؤكد لك إنها حقيقة.



وغمز بعينه بابتسامة ماكرة.



ضحكت بدلع، وهي تحرر خصلات شعرها بيدها وتلف يديها حول عنقه:
- أكد يا يويو.



رفع حاجبه بمرح وقال:
- لا، ده إنتي اتطورتي قوي.



ثم أنزلها على الفراش، وجلس بجانبها واقترب منها بشغف:
- وحشتيني أوي يا نوري.



ضحكت بدلع وهي تجلس على الفراش بركبتها، ثم أبعدت الجاكيت من على كتفيها ليظهر تحته بلوزة ضيقة بيضاء تُبرز جمال جسدها الرشيق.



رفع حاجبه بدهشة، ثم جلس مثلها وجذبها من ياقة ملابسها بغيظ:
- بت! إنتي في الشغل بتقلعي الجاكيت ده؟



وضعت يدها على خصره بدلع، واقتربت منه وهي تقول:
- تؤ تؤ، وبعدين؟ إيه بقى؟ مش تقول لي إيه رأيك فيها؟



ضحك بشدة على دلعها عليه، ثم قربها منه أكثر واحتضن خصرها بقوة:
- تؤ تؤ، مش بالكلام يا نوري... لازم عملي!



همست بنعومة:
- أممم... إزاي؟



ضحك بقوة على شقاوتها معه، وهمس في عنقها بعشق:
- حالاً هقولك.



أكملت بدلال:
- الأكل على النار!



يحيى بشغف:
- سيبك من الأكل. أنا اللي علي نار!



وأخذها معه إلى عالمهما الخاص، بجنون وشغف وعشق لكل ما فيها.❤️❤️❤️❤️



.......................................



اتجه أدهم للمنزل وهو ينظر حوله باستغراب شديد من هدوء المكان، ثم صعد إلى الأعلى وفتح باب غرفته. وجدها تجلس بغيظ أمام طاولة الطعام وهي تنتظره.



وضع يده خلف رأسه وحركها بتوتر قائلاً بهمس:
- أمممم... هو اليوم باين من أوله.



ثم أكمل بصوت واضح:
- فيروزتي... روح قلبي!



وقفت بغيظ ونظرت إليه بسخرية قائلة:
- كوجع في قلبك! إنت لسه فاكر تجيني دلوقتي بعد نص الليل؟ ما كنت أخليك بات هناك أحسن!



أدهم، وهو يقبل رأسها بحب:
- فيروز حبيبتي، ما انتي عارفة شغلي، غصب عني... قضية زيدان ونور دي.



وقبل أن يكمل، قاطعته هي بغضب:
- يووووه، هو إيه؟ إنت ما عندكش غير القضية دي ولا إيه؟ ده أنا متهيألي ما أخدتش معاك كل الشغل ده في القضية بتاعتي. ما تخلصونا بقى! مش كفاية إنهم السبب إني أولد من غيرك؟ ليث ابني اتولد من غيرك يا أدهم! أنا أصلاً عمري ما هنساها لك. كنت متوقعة إنك تسيب الدنيا كلها وتيجي تجري عليّ، مش أكون أنا آخر واحدة تفكر فيها عشان شغل حضرتك. وعديتها لك، ودلوقتي تنسى عيد جوازنا عشان خاطر نورهان هانم! اللي حاسة إنك هتتجوزها عليّ يا أدهم، مش عارفة ليه.




        
          
                
أدهم، وهو يضحك بقوة:
- دي غيرة بقى.



فيروز بدموع:
- آه غيرة! مش جوزي انت؟ مش بس جوزي... انت روحي وعمري كله. وبصراحة، البنت دي خدت معاك وقت كتير قوي، ومش فاهمة ليه كل ده.



حرك يده على وجنتها بحب وقال:
- خلاص يا حبيبتي، كل حاجة خلصت. وبعدين أكيد مش اللي اسمها نور دي اللي تخليكي تغيري. هقولها لك للمرة المليون، أنا ما بشوفش ستات غيرك يا فيروز. كلهم بالنسبة لي تحصيل حاصل.



ثم أكمل بحزن:
- وانتِ عارفة كويس قوي إن موضوع ولادتك لليث من غيري كان وجعني قد إيه... كنت هموت من الخوف عليك.



وأضاف:
- يمكن اللي كان مريح قلبي إن حاتم ومازن كانوا معاك وجنبك، وعارف إنهم عمرهم ما يسيبوكي. حقك عليا بقى. والله كان شغل ما عرفتش أجي فعلاً. وبعدين، إيه اللي ما عملناهوش امبارح نعمله النهارده؟ ولا إنتِ ناوية تضربي اليوم يا روزي؟



فيروز، وهي تصرخ بغيظ:
- آه ناوية! بس هاااااا، أوعي من وشي بقى.



ثم أخذت ملابس لها واتجهت للمرحاض وأغلقت الباب بقوة.



أدهم بغيظ:
- هو مازن الكلب حاشر عيونه في حياتي لما جايب لي الفقر!



غير ملابسه في المرحاض الخارجي، وجلس على الفراش ينتظر قدومها. لكن اتسعت عيناه بصدمة حين رآها تتجه نحوه بجلباب أسود فضفاض، وتضع على رأسها إيشارب مربوط من الأمام بفيونكة أعلى جبينها.



اقتربت وجلست بجانبه. رفع حاجبه بسخرية وقال:
- ده إيه ده؟ هو ده عيد جوازنا؟ لابسة أسود يا فيروز؟ وبعدين، صحيح، هو فين كريم وورد والعيال؟



فيروز ببرود، وهي تسحب الفراش عليها لتنام:
- كريم خد العيال ومراته يومين برّا فسحة. ما فيش هنا غير ليث والناني معاه. اتخمد بقى في يومك ده، دماغي مصدعة.



شهق بصدمه قائلاً:
- اتخمد؟ أنااااا؟ ده أنا لو حد قالها لي في المديرية، كان زمانه دلوقتي قاعد في بيته ببيجامة!



التفتت له وهي تصرخ في وجهه بغضب:
- طب هتتخمد في يومك؟ ولا أنيمك أنا بره بالبيجامة؟



ابتسم بسخرية وقال:
- لا خفت أنا بقى.



ثم وضع يده على رأسها بمرح وقال:
- هو إيه يا روحي اللي انتِ عاملاه في نفسك ده؟



فيروز بغيظ، وهي تبعد يده:
- عندي صدااااع... ها؟ أي تاني؟



ضحك بقوة عليها، وهو يغمز لها قائلاً:
- طب ما تيجي وأنا أضيع لك الصداع في ثواني.



فيروز بسخرية:
- لاااا... وصفتك بايظة، وأنا ماليش مزاج. وأصلاً مش جاهزة. اتكل بقى على الله وانزل من على دماغي.



ونامت وهي تعطيه ظهرها.



ابتسم بسخرية، ثم قام واتجه للمرآب، وجذب شيئاً وعاد ليجدها قد نامت. اقترب منها برفق، وهو يزيل الإيشارب من على رأسها، ويحرر خصلات شعرها ويستنشقه بعشق، ثم لف ذراعيه حولها وجذبها إليه بقوة.




        
          
                
شهقت بصدمه، وهي تحاول تحرير يده بغيظ قائلة:
- وبعدين معاك بقى! قلت لك مش جاهزة وعندي صداع! وأعلنت الحرب يعني خذ لك ساتر واتخمد بدل ما أنفجر في وشك!



أدهم ببراءة شديدة:
- طب مش إنتِ أعلنتِ الحرب؟ مش المفروض إن أنا أهاجم قبل ما تهجمي؟ ونشوف مين اللي هيستسلم في الآخر ويسلم نفسه؟



فيروز بسخرية:
- أممم... ظريف! أنا دلوقتي محبطة. كنت عاملة لك جو حلو وعشاء رومانسي، ولابسة لك الفستان اللي بتحبه، وإنت راجع لي نص الليل. قفلتني خلاص، ما عنديش استعداد للحرب. بكرة بقى نشوف. دلوقتي حالة طوارئ.



أدهم، وهو يهمس بحب:
- أمممم... البسي الفستان وأنا أفتح نفسك ونعلن الحرب ونلغي حالة الطوارئ.



فيروز:
- مش قادرة أقوم.



وضع الفستان أمامها بغزل قائلاً:
- أهو أنا جبته أصلاً.



فيروز بتهكم:
- مش قادرة ألبسه.



اقترب منها بخبث وقال:
- تؤ تؤ يا روحي... ألبسهولك أنا، سهل أوي.



نظرت له بغيظ، وأعطته ظهرها لتنام مرة أخرى.



اقترب منها أكثر، وهو يحتضنها بشغف، ويحرك يده عليها بحب، ويهمس:
- انتي فاكرة إن الجلابية دي ولا الربطة دي هتخليني مش عندي شغف ليكي؟ تؤ تؤ خالص. أنا بعشقك وبعشق قربك وانتي في أي شكل.



تاهت في لمساته وعشقه لها وهمست بدلال:
- بس يا أدهم.



ضحك بقوة وهو يلفها برفق داخل أحضانه، وأكمل بهمس:
- فاكرة المرة بتاعة المطبخ لما كنتي بتصلحي الحوض؟



فيروز، وهي تضحك بقوة:
- كنت مجنون يومها والله. ده أنا كان شكلي يقرف وريحتى تقرف!



ضحك بقوة، وهو يغمز لها قائلاً:
- حلاوتك وسط الحلل يا فيروزتي! وحشتيني يا روزي. حقك عليا.



فيروز بابتسامة دلال:
- أمممم... لا، لسه زعلانة.



أدهم بعشق:
- تؤ تؤ، مقدرش على زعلك... تعالي أصلحك بقى.❤️❤️❤️❤️❤️



.......................................



بعد قليل، كان يأخذها في أحضانه بعشق إلى أن تحدث بهمس:
- يعني ما علّقتيش على العلامات اللي في جسمي؟



ابتسم بمرح وأكمل:
- ولا عشقك لي مش مخليكي شايفة حاجة تانية غيري؟



رفعت عيونها له وهي تدمع وقالت:
- مين قال لك إني ما شفتش؟ بس حتى ده مش قادرة أتكلم فيه، لأني مش قادرة أتخيل الوجع اللي انت عشته. أب؟ إزاي يعمل فيك كده؟ إزاي قدر يؤذيك بالشكل ده وهِنت عليه؟ وإزاي انت قدرت تستحمل كل ده عشان خايف علينا؟



يحيى، وهو يحرك يده على ذراعها الظاهر أمامه، قال بهمس:
- وكنت مستعد أكمل عمري كله كده عشان أقدر أحميكم، وما فيش حاجة في الدنيا تأذيكم. نور، مش مستعد أبداً أشوف في عيونك نظرة خذلان تاني. عايز أفضل دايماً فارس أحلامك، لأني عمري ما هنسى وجع عيونك لما سألتك: "هو أنا ممكن أبقى فارس أحلامك؟" وكان ردك علي وقتها وجعني قوي. بس كان عندك حق. هو أنا كان فيّ أصلاً حاجة كويسة عشان أبقى فارس أحلام؟ أو الشخص اللي بتحلمي حتى تتجوزيه؟




        
          
                
نور:
- ما بحلمش بحد غيرك، وما كنتش هحلم بحد غيرك. وكان نفسي تبقى أحسن لي وعشاني... وما كان حبك إلا أمر ربي، وما كان قلبي إلا عبداً مطيعاً.



ابتسم بمكر وهو يقربها منه وقال:
- أمممم... لا، ده الموضوع كبير بقى.



ضحكت بمرح وهي تبتعد عنه قائلة:
- يلا يا يحيى، اتأخرنا! يلا بسرعة يدوب ألحق أمشي.



يحيى، وهو يقف ويتجه إلى المرحاض:
- ياااارب... إمتى أعيش معاكي بشكل طبيعي؟ زهقت بقى. استني عشان هوصلك، ما تنزليش لما أخرج.



نور بحيرة:
- بعدين! حد يشوفك؟



يحيى:
- عامل حسابي.



بعد وقت، عادت نور للمنزل واتجهت إلى غرفتها بفرح شديد، وهي تتمنى بداخلها أن تظل العمر كله معه داخل أحضانه.



ليان بغيظ:
- أنا مش عارفة أفضل أداري عليكِ لحد إمتى. بس بابا لو عرف إنك بتقابليه هيعمل منك سندوتشات بطاطس.



نورهان بفرح:
- مستعدة أدفع عمري كله قصاد لحظة من اللي بقضيها معاه.



ثم انتبهت لها وأكملت:
- اللي مش قادرة أفهمه... إزاي بتحبي عمران بالشكل ده؟ وإزاي قربته لبعض جامد ولمستي حبه ليكي كده؟ وقادرة أصلاً تقعدي كده بعيد عنه عادي؟



ليان بحزن:
- مين قال لك إني قادرة؟ بالعكس، كل ما بشوفه قدامي ببقى نفسي أجري لحضنه اللي هموت وأكون فيه، وأقول له قد إيه هو واحشني. بس هيبقى الموضوع متعب، متعب ومرهق للقلب. مع أي مشكلة بتحصل ما بينا، بخاف. مش حاسة إني واثقة في حبه كفاية. ادوني فرصة أقدر أحارب الدنيا عشانه بشكل أقوى، وأنا واثقة إنه مش هيخذلني وهيفضل ماسك فيّا. مش بحارب عشان بس أفضل جنبه، أنا بحبه وما أقدرش أعيش من غيره. فاهماني؟



ابتسمت نور وهي تحتضنها برفق وقالت:
- أنا متأكدة إن عمران هيستحملك مهما عملتي لآخر نفس فيه، لأنه بيعشقك. شفتي عمل إيه في مروان لمجرد إنه جاب سيرتك؟



وضحكت بقوة وأكملت:
- والله مروان صعب عليّا منظره. ده طلع مجنون بيكي!



ابتسمت ليان بفرح، وهي تنتظر القادم.
.......................................



في اليوم التالي، في المساء، اقتربت نورهان بفرح وهي تجلس بجانب عائلتها، تنتظر أخبار يحيى. كان والدها جالساً يشاهد الأخبار مع والدتها وليان. وبالفعل، أعلنت الأخبار عن خبر هام.



قال المذيع:
- تمكنت قواتنا المصرية، بجهودها، من رصد أكبر شحنة أدوية فاسدة ومجمدات وأسلحة كانت موجهة للبلاد العربية. وتم القبض على أعضاء شبكة التهريب، وأيضاً القبض على أكبر مجرم دولي حاولت السلطات والإنتربول العثور عليه لفترة طويلة، إلى أن نجحت قواتنا المصرية في الإيقاع به. وكل هذا بفضل شاب مصري، صاحب مطعم صغير في مدينة القاهرة، يُدعى يحيى هارون.




        
          
                
ابتسمت نور بفرح وهي تصفق وتنظر إلى والدها قائلة:
- شفت يا بابا؟ شفت؟ شفت يحيى عمل إيه؟ عشان بس تصدقني إن هو كويس وإنه مش وحش أبداً، وعمره ما يعمل كده!



وقف والدها ببرود شديد وقال:
- طب كويس، على الأقل طليقك ما يبقاش سيئ السمعة بالمنظر ده.



نورهان بحزن:
- يعني إيه يا بابا؟



محمود:
- يعني زي ما سمعتي، يا نور. يا بنتي، الولد ده مش زينا، ومش شبهنا، وعمره ما هينفعنا. وده آخر كلام عندي. لو عايزاه، روحي له، بس انسي إن ليكي أهل.



نور بدموع:
- حضرتك بتعجزني كده!



اتجه والدها إلى غرفته ببرود شديد، دون أن يلتفت إليها.



ليان بحزن، وهي تضع يدها على شعر أختها:
- ما تزعليش يا حبيبتي. هو بس محتاج وقت، وإن شاء الله يوافق.
صعب برضه على بابا يتفهم حاجة زي دي، قدّري موقفه. وأنا واثقة إن يحيى هيساعدك ويحارب معاكي. اطمني.
.......................................



كان عيسى يجلس في مكتبه يدقق في بعض حسابات المكان، إلى أن دق الباب، ودخل شخص وهو يقول:
- وحشتني يا عفريت.



رفع عيسى عينيه بصدمة وهو يقف:
- زيدان! أنت... إزاي؟



يحيى وهو يتجه إلى الداخل ويغلق الباب:
- إيه؟ كنت عايز تستفرض بالمطعم لوحدك ولا إيه؟ أنا على قلبك، خد بالك يعني!



دمعت عينا عيسى وهو يقترب منه ويضع يديه على وجنتيه بفرح:
- أنت حقيقي، صح؟! أنت عايش؟! أنت بجد، زيدان يا صاحب عمري... أخووويا!



احتضنه بقوة وهو يبكي بوجع، بينما بادل زيدان الحضن بنفس القوة وهمس:
- وانت أكتر، والله.



عيسى بدموع:
- سبتني ليه؟ ليييييه؟



يحيى:
- غصب عني، والله غصب عني.
وقبل رأسه بحب قائلاً:
- أنت عارف إنه عمره ما يبعدني عنك غير الشديد القوي.



عيسى، وهو يبتعد عنه لكنه ما زال ممسكاً بيده:
- كنت عارف، عارف إنك راجع تاني، وعارف إنك عمرك ما تخون. وكان عندي يقين إن أكيد في حاجة. إيه اللي حصل لك؟ احكي لي، يا صاحبي، إيه اللي بعدك عنّا السنة دي كلها؟



يحيى:
- هحكي لك كل حاجة، أكيد هحكي. بس الأول عايز أعرف فين الواد مروان؟ وإزاي سيليا سابتكم ومشيت؟ وإزاي أصلاً تسيبوها تمشي؟ نور ما كانتش حابة تتكلم معايا في أي حاجة. عايز أسمع منكم.



قاطعه عيسى قائلاً:
- مروان طيارته بكرة الظهر لكندا، ومش راجع تاني.



يحيى بصدمة:
- ليه؟ هيمشي ليه؟ هو فين أصلاً؟ يلا بينا نروح له!



عيسى:
- في دي عندك حق، تعال نروح له ونتكلم هناك أحسن. بس فهمني الأول... كنت فين السنة دي؟ كنت فين؟ ده أنت كويس أهو!




        
          
                
يحيى بسخرية:
- مع أبويا.



عيسى بتهكم:
- لا يا شيخ! على بابا يلا.



يحيى:
- يلا بس، واحكي لك كل حاجة مع مروان. يلا، أنا محتاج أتكلم معاكم وأفهم كل حاجة.



عيسى:
- يلا.
.......................................



كان الآخر يجهز نفسه ويرتب حقائبه للذهاب، إلى أن دق الباب. اقترب وفتح الباب، فوجد عيسى أمامه يبتسم بتوتر:
- إزّيك يا مروان؟ جايب لك معايا مفاجأة.



مروان بسخرية:
- أمممم... تعالِ يا ما جاب الغراب لأمه.



أعطاه ظهره وهو يتجه للداخل:
- إيه؟ جايب لي معاك سيليا اللي ما شاء الله انحرفت؟ ولا جايب لي معاك صاحبك الخاين؟!
بقولك إيه، ريّح نفسك، لو جايب لي الفانوس السحري حتى... أنا هسافر!



عيسى بتوتر:
- والله، أنا قلت له بلاش يستخبى ويعملها لك مفاجأة عشان خفت من رد فعلك الغبية دي.



التفت مروان له بتهكم، لكنه فتح عينيه بصدمة بمجرد أن لمح يحيى.



يحيى بسخرية:
- خاااين؟ أنا؟ أنت قصدك عليّ أنا، يا مروان؟ ده بجد؟ عشان كده كل ما أسأل حد عنك يتهرب من الكلام! أدهم، حاتم، نور، عيسى اللي أصلاً ما جابش سيرتك ولا قال لي إنه هيفرح لما يشوفك. شايفني خاين؟



اتجه يحيى للداخل وأكمل بسخرية:
- ودلوقتي بقيت صاحبه وما بقيتش صاحبك أنت؟ ولا إيه؟ هو أنت شايفني إزاي يا مروان؟ يا عشرة العمر اللي عشنا مع بعض أكتر ما عشنا مع أهلنا.



اقترب مروان منه بغضب ولكمه بقوة في وجهه وهو يصرخ:
- شايفك أووووس... أخ خلق الله يا أخي!
انت إيه؟ رجّعك؟ هااااا؟ إيه رجّعك تااااني؟ عايز منّاااا إيه؟ يا اخي ما كفكش اللي عملته فينا؟ 



اتجه عيسى للداخل وأغلق الباب واقترب منهما ووقف بينهما قائلاً:
- إيه اللي انت بتعمله ده يا مروان؟ انت اتجننت؟ من إمتى واحنا بنرفع إيدينا على بعض؟



مروان بغضب:
- من دلوقتي!
أنا عايز أفهم... هو جاي لي مش كفاية اللي عمله؟ دمر حياتي، وحياة أخته، وحياة مراته، وحياتك أنت كمان!
جاي ليه؟ راجع ليه؟ لقيت حياتنا بنحاول نلملمها فعايز تبوّظها لنا تاني؟



يحيى بحزن:
- لا... أنت حر في حياتك.
أنا جاي أسأل على أختي اللي طول عمرها أمانة معاك، واللي المفروض إن أنا أسألك انت عليها... فين سيليا في خطيبتك ؟



مروان بسخرية:
- أختك؟ وخطيبتي؟ 



ضحك بقوة ثم أكمل:
- أختك مين؟ آه، ثواني كده... سيليا؟ لا يا حبيبي، كان زمان لما كنت عارف أنت فين وبتعمل إيه. لما كنت خايف عليها منك. لما كانت لسه طفلة وبتسمع كلامي. لكن ما تجيش تحاسبني على واحدة عاقلة وعارفة هي بتعمل إيه كويس وتقول لي هي فين.
وخطيبتي اه لي هو حبيب القلب عيسى ما قالكش إنها طلبت لنا البوليس؟ علشان معها الجنسية الأمريكية وإننا مانعينها من السفر، وإننا مالناش أي سلطة عليها؟ وانها مش عايزه الخطوبه دي عشان بقت شايفاني اكبر منها وحست دلوقتي في فرق السن لما بينا وان احنا ما ننفعش لبعض ايه ما قالكش ان اختك الجميله المتربيه المحترمه قالت الكلام ده جابت لنا البوليس لحد هنا ما قالكش كل ده



اتسعت عينا يحيى مما يسمع، فأكمل مروان:
- اصلها شايفة إنها جينات وراثية. تعرف إن دي آخر حاجة قالتها لي قبل ما تسافر؟ إنها جينات وراثية.
أمها ست مش نظيفة، وأبوها ما شاء الله صيته مسمع. وأخوها اللي كانت فاكرة إنه أشرف خلق الله طلع زيهم. يبقى هي بقى اللي هتفضل كده؟
ما يصحش. روح دور على أختك بعيد عنّا. هي شبهك، وأنت شبهها. أنا مش شبهكم، ومش عايز أبقى شبهكم واذا كان على الوعد اللي وعدته لك والخطوبه اللي كانت ما بينا بح مش عايزها حتى لو هي اللي رجعت لي ركعه برضو مش عايزها اصل اللي سافرت كانت قطه مغمضه روح شوف بقى اللي انت عايز ترجعها بقيت ايه.



والثاني بدال  هو مصمم إنه يبقى معاك، خليه لحد ما تدمر حياته هو كمان. لكن أنا مش مستعد أقعد معاكم لحظة واحدة تاني. ودلوقتي، اتفضلوا برا... عندي طيارة ومش فاضي لكم. براااا!



يحيى، وهو يقترب منه ويبعد عيسى عنهما:
- شوفني زي ما انت عايز تشوفني. مع إني حاسس إن مش انت اللي واقف قدامي. شخص تاني خالص ومش هصدق ولا كلمه في حق اختي من اللي انت قلتها دي.
مش مصدق إن نور وعيسى واثقين إني مش خاين، وانت وسيليا أختي صدقتوا حاجة زي كده.
بس أنا عاذركم، على فكرة. يمكن بحكم إنكم كنتم بعيد عني فترة طويلة جداً، وسنين كمان.
بس أنا مش خاين، يا مروان. أنا كنت مخطوف، وبموت في اليوم ألف مرة. سواء كان من التعذيب أو من خوفي عليكم. فضلت محبوس لمجرد إن أنا أحميكم. لأن الشخص اللي حابسني مش غبي عشان اوهمه اني اخرج وابلغ ادهم، لاني بمجرد ما اقول له انا معاكم اصلا كان هيهد المعبد على اللي فيه، لكن بوجودي معاه اخطائه كترت وعشان كده ادهم قدر يمسكه.



رفع يحيى قميصه وأظهر آثار التعذيب على جسده:
- كده شفت؟ ولا محتاج تشوف رجلي كمان؟



فتح كل منهم عينيه بصدمة من آثار التعذيب.



يحيى بضيق:
- ها؟ لسه شايفني خاين؟ وحتى لو خاين... ما فتحتش التلفزيون النهارده وشفت إني ساعدت في القبض على شبكة تهريب كبيرة قوي؟ والقبض على شخص مجرم دولي؟ ما شفتش الأخبار؟ ما شفتش النت؟



مروان بتعب:
- أيا كان اللي حصل معك، فده مش هيغير قرار سفري، ولا إني تعبت ومش حابب أكمل تاني معاكم.



يحيى بحزن:
- براحتك، يا مروان.



ارتدى قميصه واتجه للخارج، وخلفه عيسى.



وجاء الصباح على الجميع. اليوم موعد سفر مروان بالفعل إلى كندا، وقرر يحيى الذهاب لمنزل زوجته وأخذها بأي شكل، فهو تعب من كل شيء حوله.


 
google-playkhamsatmostaqltradent