Ads by Google X

رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل الثاني عشر 12 - بقلم عبد الرحمن الرداد

الصفحة الرئيسية

 رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل الثاني عشر 12 - بقلم عبد الرحمن الرداد 

الفصل الثاني عشر
عبد الرحمن الرداد 
 

نظرت أسماء الى المسدس الموضوع أمام كرم فى السيارة قبل ان تقول بإبتسامة ساخرة:

- غريبة أنا افتكرتك خريج كلية الشرطة!

اختفت إبتسامته واسرع بالضغط على الفرامل كى يقف العربية إلا انها كانت اسرع منه فى سحب مسدسه ووجهته تجاهه وهى تقول:

- اخرج من العربية 

ضحك كرم قبل ان ينطق محذرا:

- سيبى السلاح اللى فى ايدك ده بدل ما تعورى نفسك 

ارتفع حاجبيها وهى تقول باستهزاء:

- ريلي! بقولك اخرج من العربية بدل ما اخلص عليك 

عاد كرم برأسه إلى الخلف وعلى وجهه إبتسامة مستفزة ليقول بثقة:

- واضح إنك متعرفيش مين هو كرم اللى قاعد قدامك 

وبحركة من يده استطاع سحب السلاح من يدها ويوجهه إلى رأسها قائلا:

- عايزة تقتلينى زى ما قتلتيه صح! 

عقدت أسماء حاجبيها بعدم فهم لتقول:

- أنت قصدك ايه، أنا لما شوفت السلاح افتكرتك تبع اللى كانوا عايزين يموتونى امبارح 

ضيق كرم عينيه وهو يقول بعدم فهم:

- يموتوكي! امال قولتى عكس كدا ليه؟ 

اجابت على الفور دون أن تنتظر:

- لأنى كنت فاكراك تبعهم ولما شوفت المسدس خوفت واتأكدت 

أبعد المسدس عن رأسها وهو يقول:

- اسمعى بقى انا مش تبع حد والسلاح ده بتاعى انا علشان احمى نفسى بيه 

حركت رأسها حركة عشوائية قائلة:

- امال ايه اللى قولته انى عايزة اقتلك زى ما قتلته؟ 

اغلق كرم عينيه وهو يقول:

- دى حكاية طويلة، واحد صاحبى قتلوه عصابة ولما لقيتك ماسكة مسدسى قولت يبقى انتى شغالة معاهم وهم باعتينك تقتلينى، واضح اننا نفس الحكاية، أنا هوصلك البيت واروح الشركة وارجع تجهزى نفسك علشان نخرج نتعشى برا وتحكيلى على كل حاجة تمام! 

حركت اسماء رأسها بالإيجاب دون ان تنطق لكن ظل شك صغير منها تجاهه وهو كذلك لكن شكه كان اكبر بكثير.

***

كانت مندمجة تماما فى اللعب على اللاب الخاص بها حتى رن هاتفها برقم يوسف فأسرعت إليه لتجيب على الفور قائلة:

- بقى كدا؟ متصلتش بيا ولا عبرتنى امبارح! ماشى يا يوسف 

ضحك يوسف قبل ان يحاول تهدئتها وإرضائها قائلا:

- اهدى بس يا هاجر مش كدا، كان عندى مهمة صعبة أنا واخوكى، هو مقالكيش ولا ايه 

هزت رأسها بالنفى وهى تقول:

- لا مقالش بس رجع متأخر، بس ده بردو مش مانع إنك تطنشنى كدا ولا البيه شاف مزة تانية 

أشار يوسف إلى نفسه وهو يقول:

- أنا! يارب اخد رصاصة فى مهمة النهاردة لو كنت شوفت غيرك يا شيخة 

شهقت هاجر على الفور قائلة:

- يخربيتك بعد الشر عنك، خلاص مصدقاك بس متقولش كدا تانى، مفهوم؟

- مفهوم يا سيادة اللواء هاجر 

نظرت إلى اللاب الخاص بها لتجد نفسها قد قُتلت فى اللعبة "ببجى" فصرخت قائلة:

- يوووووه ادينى اتقتلت 

ضيق يوسف عينيه وهو يقول بتعجب:

- انا كنت هقلق من جملتك دى لو كانت اتقالت بشكل تانى لكن على ما أظن انك بتلعبى اللعبة المملة اللى اسمها زفت ببجى 

ابتسمت هاجر لتقول مستفزة إياه:

- واو عرفت ازاى، خليك فى ببجى بتاعتك وسيبنى انا فى ببجتى 

أبعد يوسف الهاتف لينظر إليه وهو يضم حاجبيه ثم رفعه إلى اذنه مرة أخرى قائلا:

- ببجتك! طيب سلام يا هاجر علشان عندى مهمة ومش عايز اتقفل من اول اليوم كدا بليز يعنى

ضحكت هاجر قبل ان تقول بحب:

- طيب خلى بالك من نفسك 

ابتسم يوسف وهو يقول بحنية:

- شوفتى لما بتبقى رومانسية بتبقى عسل ازاى، حاضر يا قلبي، يلا باى 

- باى 

***

انتهت أخيرا من تجهيز كل ما يخصها للسفر على اول طيارة متجهة إلى مصر، وضعت حزمة من الاوراق بداخل جيب سرى لحقيبتها واستعدت للخروج من منزلها لكن سرعان ما ضرب شخص بقدمه الباب ووجه سلاحه الرشاش فى وجهها ليطلق عليها الرصاص! 

وقعت على الأرض غارقة فى بركة من الدماء التى انفجرت منها بفعل الرصاص الكثيف الذى استقر بجسدها.

تقدم هذا الشخص الملثم بعد أن انهى للتو حياتها وأخذ يبحث فى حقيبتها عن أى أثر لأوراق وبعد بحث طويل استطاع الوصول إلى الجيب السرى ومنه احضر الاوراق، نظر الى حزمة الاوراق التى بيده قليلاً ثم خلع حقيبة كان يضعها على كتفه ودس بها الاوراق ثم فر هاربا قبل أن تصل الشرطة.

***

اقتنع الجميع بتلك الاجابات وقرروا أن السفر للمستقبل سيكون في اليوم التالي واستمر حديث الجميع حتى اختفت الشمس وحل الليل.

نظر لها بابتسامة وقال بتردد:

- بصي أنتي مراتي وكل حاجة بس بالنسبة ليا ده هيبقى حقيقي لو تم بمعرفة أهلي وعلى طريقة أرضنا زي كتب الكتاب والفرح وكدا فهدخل أوضة تانية أنام فيها

ظن أنها ستحزن لما قاله لكنها قالت بابتسامة:

- وأنا موافقة، بعد ما كل ده يخلص اتقدم ليا ومعاك أهلك

فرك فروة رأسه وهو يقول مازحًا:

- رغم إني مش عارف هعملها إزاي بس هحاول، تخيلي هقول لبابا عايز أخطب فيقولي تمام ماشي فين العروسة اللي هنخطبهالك فـ أرد عليه بابتسامة بلهاء وأقوله في أوجاست يا بابا وأوجاست دي في كوكب تاني غير الأرض، ساعتها لو لقيتيني اتأخرت يبقى بابا حجزني في مستشفى المجانين

ضحكت بصوت مرتفع قبل أن تنظر له قائلة:

- ساعتها هنلاقي مليون حل، ننتهي بس من ابننا طيف اللي خرب علينا اللحظة الجميلة دي وبعدين نشوف ايه اللي جاي

- على رأيك، هروح بقى أنام علشان صاحي بدري ومجاليش نوم، تصبحي على خير

ابتسمت له وقالت بصوت هادئ:

- وأنت من أهل الخير

***

اتجه إلى غرفته وألقى بنفسه على فراشه قبل أن يقرر مهاتفة صديقه «كريم» لكنه تذكر أنه على الأرض الأخرى ولن يستطيع الإتصال به فألقى هاتفه وظل للحظات شاردًا قبل أن يستمع صوت طرقات على الباب، رفع صوته وقال:

- ادخل

فتح «طيف» الباب ودلف وهو يقول بابتسامة:

- الحمدلله إني لحقتك قبل ما تنام يا بابا

ابتسم هو الآخر وأشار إليه قائلًا:

- تعالى يا طيف وبعدين متقوليش يا بابا لأنك أصلا أكبر مني وبحسني عجوز، قولي عبدو عادي 

ضحك وجلس أمام والده على الفراش وهو يقول:

- خلاص هقولك عبدو عادي

وقع نظره على هاتف والده فأمسك به وهو يقول مازحًا:

- ايه قطعة الخردة دي؟

رفع الآخر أحد حاجبيه وردد بعدم رضا:

- بتقول على موبايل أبوك خردة! طبعا ما أنت جاي من المستقبل حيث التكنولوجيا اللي زي الرز، بالنسبة ليك خردة لكن بالنسبة لينا موبايل عادي بيقول الو، وبعدين ورينا موبايلك يا سيدي أما نشوف

أخرج «طيف» من جيب بنطاله قطعة شفافة من الزجاج بحجم عقلة الاصبع ثم ضغط عليها لتتحول إلى هاتف بحجم اليد وكان شفافًا بالكامل وتنبعث من أطرافه أضواء كثيرة جعلت من التصميم الخاص به رائعًا 

اتسعت حدقتا «عبدو» وتناوله من يده وهو يقول بصدمة:

- وه! ليك حق تقول على موبايلي خردة، اندرويد كام ده؟

ضحك «طيف» بصوت مرتفع وقال على الفور:

- اندرويد ايه كل الكلام ده انقرض، دلوقتي فيه شركة واحدة على مستوى العالم بتطور الموبايلات ولا تقولي اندرويد ولا ايفون، فيه اوبشنز كتير جدا زي إنه بيتمدد ويعمل أوضة من زجاج علشان لو في غابة مثلا وهتبات فيها تحميك من الحشرات، وبيتحول بردو لشمسية تحميك من المطر ده غير إنك ممكن تمسك فيه ويطير بيك، كل ده بقى ميجيش حاجة جنب الاستخدام الفعلي جواه وفيه مساعد ماو ده ذكاء اصطناعي اكنه صاحبك وبيتكلم معاك ويقترح عليك وحاجة كدا في الخيال

فتح فمه ونظر إلى الهاتف الذي بيده ليقول بصدمة:

- كل ده في حتة الازاز دي؟ لا مستقبل مستقبل مش هزار

ضحك الاثنين ونظر «طيف» إلى والده ليقول بجدية:

- أنا مبسوط أوي إني معاك يا بابا، بأي شكل أو بأي سن بس قدامي، قضيت وقت طويل أوي من غيركم، مكنتش اعتقد إني اشوفكم تاني 

ابتسم ووضع يده على كتف ابنه قبل أن يقول بجدية:

- صدقني على قد ما أنا مستغرب الوضع ده بس مبسوط بردو، مبسوط إن مستقبلي هيبقى فيه ابن زيك، مبسوط إنك هنا علشان تنقذنا في المستقبل، إن شاء الله هنقدر نمنع كل ده علشان كل حاجة ترجع زي ما كانت وأحسن

ابتسم «طيف» وهز رأسه وهو يقول:

- إن شاء الله

***

وصل كرم مكتبه وجلس على كرسيه ثم بدأ يفكر، كان تفكيره موجه لأسماء هل يختصر الطريق ويفعل ما ينويه على الفور أم ينتظر لبعض الوقت ويتخذ طريق اخر! 

قطع تفكيره صوت فتح الباب ليجده يوسف فصاح قائلا:

- ايه يبنى انت متعلمتش تخبط على الباب قبل ما تخش؟ 

أجابه يوسف وهو يجلس:

- واخبط ليه! هو انا داخل على خطيبتى؟

ارتفع حاجبيه ليقول بتعجب:

- خطيبتك؟ ارغى ايه اللى جابك 

ضم كفيه وتنهد قائلا:

- أنت مش عاجبنى يا كرم 

ابتسم كرم ووقف ليتجه إلى الكرسى المقابل ليوسف قبل أن يجلس وهو يقول: 

- ولا عاجب امه ولا ابوه ولا حتى نفسه، ايه الجديد يا وجه البرص انت 

- وجه البرص! خلينا نبص للجانب الايجابى وهو انك رجعت تهزر زى زمان وده طبعا تقدم واضح منقدرش ننكره بس بردو لسة فيه حاجة جواك مطفيه، بتحاول تهرب من حاجة وده باين جدا عليك 

ضحك كرم بسخرية قبل ان يقول:

- وايه تانى يا دكتور يوسف، اشجينى، كلامك كله حكم 

تحدث يوسف تلك المرة بجدية أكثر قائلا:

- أنت مالك ومال أسماء محمد رفعت!

***

ظلت تضعط على "الكيبورد" بسرعة شديدة وعلى وجهها علامات الفزع والقلق الشديد، لا تدرى ما الذى يحدث فتركت الجهاز واتجهت إلى مكتب خالد الزيات وفتحت الباب دون أن تطرقه وصاحت بفزع:

- الحق يا خالد بيه

وقف خالد بعدما تغير وجهه ليقول بقلق:

- ايه! فيه ايه يا هايدى؟

إلتقطت هايدى انفاسها بصعوبة قبل ان تقول:

- السيستم بتاع الشركة يا فندم، اتعرض للإختراق 

***

غير مجرى الحديث ونهض من مكانه وهو يقول:

- هسيبك بقى تنام وهروح لماما اتكلم معاها شوية، تصبح على خير

- وأنت من أهل الخير يا طيف

ترك والده واتجه إلى غرفة والدته التي سمحت له بالدخول بعد عدة طرقات على الباب. اعتدلت في جلستها ونظرت إليه بابتسامة قائلة:

- منمتش ليه؟ أوعى تكون من عشاق السهر، اللي اعرفه إن السهر لكل اللي من الأرض الأولى مضر، أنا بعد ما اتجوزت عبده بقيت انام عادي وأنا الوحيدة اللي في أوجاست بنام لأن عندنا مفيش نوم، جربت اسهر كذا مرة لقيتني تعبت

ضحك وجلس على الفراش أمامها قبل أن يقول بتوضيح:

- أنتي هنا أو في المستقبل نفس الشخص، في المستقبل بردو بتقولي ليا أوعى تسهر وتفضلي تقولي النوم بدري مفيد للجسم وبتصحى نشيط، متخافيش أنا متعود أنام بدري وده اتعودت عليه منك

ابتسمت بسعادة قبل أن تقول بهدوء:

- مش عايزاك زعلان أو خايف، شيل كل ده من جواك وخليك عارف إننا سند ليك وهنقدر إن شاء الله نغير اللي حصل ده

اتسعت ابتسامته وقال بسعادة غامرة:

- أنا مش خايف ولا زعلان طول ما أنا هنا معاكم، حاسس بأمان وحب كنت مفتقده من زمان، متتخيليش بحبك قد ايه أنتي وبابا

اقتربت منه أكثر ورددت بحب واضح:

- متخيلة لأن اللي يسافر بالزمن ويعمل اللي أنت عملته علشان يرجع أهله يبقى فعلا بيحبهم اوي، متقلقش أنا مهما يحصل ولو حتى مقدرناش نغير ده ساعتها في المستقبل مش هنفذ اللي هم عايزينه وهقاومهم بأقصى ما عندي علشان أرجعلك

ابتسم وأمسك بيد والدته ثم قبلها وقال بهدوء:

- ربنا يخليكي ليا دايما وميحرمنيش منك يا ست الكل

***

تحرك خالد من مكانه بإتجاهها وهو يقول بصدمة:

- ايه؟ حصل ازاى وامتى؟ 

كانت تلهث قبل أن تجيبه قائلة:

- دلوقتى وأنا بتابع الاميلات لقيت السيستم وقف والحماية اللى معمولة اتقفلت تماما وظهر شاشة سودة

أسرع خالد إلى الخارج وهو يتحدث بصوت عالى:

- امال فين الزفت المهندس اللى عامل الحماية دى

اسرعت هايدى فى الرد بقلق:

- فى اجازة يا فندم 

صرخ خالد بغضب:

- هو ده وقته، طيب انا هتصرف 

***

اتسعت عينه بصدمة لأنه للتو ذكر اسم اسماء، كاد أن يرد عليه لكن قاطعه صوت هاتفه الذى ظهر عليه رقم والده فأجاب على الفور:

- ايوة يا بابا! ايه! امتى؟ طيب طيب انا هجيب وائل واجيلك حالا 

ضم يوسف حاجبيه ليقول متسائلا:

- اية اللى حصل؟ 

وقف كرم وهو يقول:

- سيستم الشركة بتاعة بابا حد اخترقه وطبعا بيسحب كل المعلومات المهمة الخاصة بالشغل منه، انا هاخد وائل واروح علشان يشوف ايه اللى حصل وهاجى علطول علشان المهمة


 •تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent