رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل الثالث عشر 13 - بقلم عبد الرحمن الرداد
الفصل الثالث عشر
عبد الرحمن الرداد
في صباح اليوم التالي استيقظ الجميع واستعدوا للسفر إلا أن «سيرا» رفضت تحركهم قبل تناول الإفطار ومع إصرارها وافقوا جميعًا وتناولوا الطعام في جو من الصمت والخوف لكن «طيف» قطع هذا الصمت وقال بابتسامة:
- أنا عارف إنك يا جدو أنت وستي وخالو قلقانين من سفرنا بس أحب اطمنكم، السفر بالزمن سهل وبالنسبة ليكم هيعدي في ثواني، يعني إحنا هنروح وممكن نقعد فترة هناك لكن هنرجع في نفس الثانية اللي مشينا فيها بالنسبة ليكم لأننا لما بنرجع بالزمن بنرجع لنفس الثانية وبالتالي مش هتلحقوا تقولوا باي حتى لأننا في نفس اللحظة هنرجع
ضيق «مارد» ما بين حاجبيه وقال بتعجب:
- يعني هترجعوا في نفس الثانية؟
هز رأسه بالإيجاب وتابع بابتسامة:
- شور يا جدو، خليك واثق في حفيدك، هعمل كل اللي أقدر عليه علشان أرجعهم بسلام
ابتسم «مارد» وربت على يد حفيده قبل أن يقول بجدية:
- واثق فيك يا طيف
هنا تحدث «فادي» ووجه حديثه على «طيف» قائلًا:
- بما إني حبيبك في المستقبل كدا يا طفطف ما تاخدني معاكم
رفع أحد حاجبيه وقال بعدم رضا:
- بردو طفطف يا خالو! دايما بتقولهالي في المستقبل وأنا أقولك مبحبش اللقب ده
- يا سيدي أنا ايش عرفني إنك مش بتحب اللقب ده شايفني جاي من المستقبل يعني المهم عايز اجي
رفع كتفيه وقال بأسف:
- للاسف مش هينفع يا خالو، ده هيتم على ماما بس لأن قوتنا احنا الاتنين يادوب تحمي ماما
هنا ابتسم «فادي» وقال بجدية:
- تحميها من السرعة علشان بشرتها متتحرقش لكن أنا عندي قوة الجسم المعدني ولو اتحولت ساعتها مش هتأذي من السرعة
صمت «طيف» قليلا ليفكر بالأمر فتابع «عبدو»:
- فعلا يا طيف ده صح، مش هيتأذي من السرعة وفي نفس الوقت هنركز حمايتنا على حور
اقتنع «طيف» بهذا الاقتراح وقال بجدية:
- تمام، خلاص اجهز يا خالو
انتهوا من تناول الطعام واستعدوا جميعًا للسفر حيث وصلوا إلى صحراء كبيرة ووقفوا بجانب بعضهم البعض وأمسكوا بأيديهم وفي الخلف كان يقف الحاكم وزوجته ومعهم الكثير من الحراس. نظر «طيف» إلى والده وقال بجدية:
- جاهز يا بابا؟
حرك رأسه بالإيجاب وأجابه:
- جاهز
هنا تحول جسد «فادي» بالكامل إلى معدن فضي اللون وانطلقت قوة من البرق وشكلت حماية دائرية على «حور» قبل أن ينطلقوا جميعهم بفعل سرعة «طيف، عبدو» وتحركوا بسرعة خارقة في خط مستقيم ليتحول كل من حولهم إلى المستقبل حيث كانت تمر السنوات من حولهم بسرعة كبيرة.
في تلك اللحظة ظهر «كريم» الذي شاهدهم يتحركون بسرعة خارقة فصرخ وهو يقول:
- استنوا محدش يمشي!
قام رجال الأمن بالإمساك به لكنه نظر إلى «مارد» وردد بصوت مرتفع:
- أنا كريم اللي كنت معاهم وقت رماد
ضيق «مارد» ما بين حاجبيه ورفع يده اليمنى في إشارة منه لرجال الأمن بأن يتركوه وبالفعل قاموا بتنفيذ الأمر وسمحوا له بالتقدم حتى وصل إليه وقال بجدية:
- إحنا اتحبسنا في حلقة زمنية
ضيق الحاكم ما بين حاجبيه وردد بتساؤل:
- حلقة زمنية ازاي يعني؟
نزع هاتفه من جيب بنطاله ورفعه أمامه وهو يقول بجدية:
- بقالي يومين بحس إني شوفت المشهد ده قبل كدا وفجأة لقيت الريكورد ده مبعوتلي
نقر على هذا التسجيل الصوتي فظهر صوت غير معروف وقال:
- كريم، فيه حاجة حصلت غريبة، تقريبا فيه خلل حصل في النظام الزمني، اليوم بيكرر نفسه عندك وهتحس بإنك شوفت المشهد ده قبل كدا، مش بس كدا ده عبدو وحور وفادي كمان بيعيشوا نفس الحلقة الزمنية، كل حاجة بتتكرر تاني بشكل مش مفهوم!
انتهى التسجيل الصوتي فتابع كريم:
- فيه حاجة بتحصل في المستقبل عندهم بتسبب الحلقة الزمنية دي ولغاية دلوقتي مش فاهم ايه سببها، المشكلة إن الحلقة دي ساوت اليوم على الأرض باليوم على أوجاست ودي حاجة غريبة جدا والمشكلة الأكبر هي لو اليوم انتهى هتبدأ اليوم الجديد وتنسى كل اللي حصل يعني حضرتك هتنسى كل اللي أنا قولته ده وأنا هنسى إن وصلي ريكورد أصلا
ضيق ما بين حاجبيه بخوف شديد قبل أن يضع يده على كتفه قائلًا:
- وهنعمل ايه؟
حرك رأسه بمعنى "لا أعرف" وردد بأسف:
- مش عارف، المرة دي الحوار اتلخبط خالص وفيه حاجة مش مفهومة بتحصل، الحل دلوقتي إننا نسجل كل اللي عرفناه ده علشان بكرا لما يبدأ اليوم نسمعه ونفتكر اللي حصل النهاردة علشان نقدر نمنع عبدو وحور وفادي من السفر علشان ننهي الحلقة دي وبعدين نفهم بيحصل ايه
***
وصل كرم إلى شركة والده بصحبة صديقة الرائد وائل شريف الذى كان متخصص فى مثل هذه الأمور الخاصة بالكمبيوتر والإختراق.
اتجه كرم الى والده الذى كان يقف بالخارج امام أحد الاجهزة ليقول:
- بابا، اقدملك الرائد وائل شريف هيشوف ايه اللى حصل وبأذن الله خير
رحب والده بوائل وبعدها انتقل نظر كرم إلى وائل ليقول:
- شوف الدنيا يا وائل
حرك وائل رأسه وهو يقول:
- تمام يا باشا
ثم وجه نظره الى خالد قائلا:
- ممكن اعرف الجهاز الرئيسى فين؟
اشار خالد إلى مكتبه وهو يقول:
- فى مكتبى، تعالى اتفضل
تحرك وائل بإتجاه المكتب ومنه اتجه إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بخالد الزيات وظل يضغط على الكيبورد ويتصفح العديد من البرامج والملفات لمدة زادت عن ربع ساعة ثم ترك الجهاز ونظر الى خالد ثم حرك نظره الى كرم ليقول:
- الفاير وال بتاعة السيستم تم اختراقها وتم اختراقها فى دقيقة ونص بالظبط يعنى حد محترف، مش ده المهم .. المهم هو إن كل المعلومات والداتا الخاصة بالشركة بقت مع اللى اخترق النظام ومسابش حتى نسخة منها بمعنى إن كل حاجة اكنها اتمسحت
نظر كرم الى والده بقلق ثم عاود النظر الى وائل قائلا:
- طيب ومقدرتش تعرف مين اللى اخترق النظام او تحدد مكانه!
حرك وائل رأسه بالنفى بعد أن ضم شفتيه قائلا:
- للأسف ده حد فاهم كويس هو بيعمل ايه ومسابش اى اثر ، بس هفضل وراه .. ممكن اخد نسخة من السوفت وير بتاع السيستم ده وعن طريقه هحاول اعرف الملفات دى اتاخدت ازاى وراحت فين بس اظن هياخد وقت شوية
هز كرم رأسه وهو يقول:
- خلاص تمام يا وائل، اعتبر دى مهمتك الجاية وانا هبلغ اللواء جمال بالموضوع ده بناء عن ان خالد الزيات قدم بلاغ باللى حصل
وقف وائل قبل ان يقول:
- خلاص تمام يا باشا اللى تؤمر سعادتك بيه
***
توجه إلى رجل تظهر عليه السلطة حيث كان جالسا على كرسى عملاق وحوله من الناحيتين كرسيان، كان المكان يشبه الغرف الكبيرة الخاصة بالملوك القدماء، وقف هذا الشخص لينحنى إلى رئيسه وظل على حالته حتى اشار له هذا الملك كما يظهر على ثيابه والمكان الذى يوجد به، أشار له فأعتدل وهو يقول:
- Her real name is Asmaa Mohamed from Egypt
ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهه لتظهر تفاجأه بأنها امرأة ثم تحدث بتكبر ليقول:
- All this from a woman? This is very funny
وضع يده على وجهه ليضحك ثم ابعدها وعاود النظر الى خادمه الذى يقف امامه ليقول بجدية واضحة:
- Get ready, you will go on a trip to Egypt
حرك رأسه بفهم ليتابع الملك مرة أخرى قائلا:
- You know exactly what you will do
هز رأسه بالايجاب بسرعة ليقول :
- Of course I know, I will prepare everything and tell you my king
****
استعدت سيارة الشرطة المكونة من اربعة اشخاص وهم (كرم ، يوسف ، ضياء ، عمر)
تحدث كرم وهو ينبههم:
- احنا دلوقتى فى مكان تنفيذ المهمة، اشرف الخياط دلوقتى فوق وبيوزع بضاعته فى شقته اللى هى المفروض عيادة بس محدش هيتحرك غير بإشارة منى، هطلع انا الاول هعمل نمرة كدا وبعدين اديكم الاشارة وطبعا الاشارة هى انى اتصل بيوسف
اعترض يوسف ليقول:
- تطلع لوحدك لي ونمرة ايه اللى تعملها
ابتسم كرم وهو يستعد للخروج من السيارة واردف:
- هطلع ارخم عليهم شوية واتسلى اصلى مخنوق، أكيد علشان اتأكد انه متلبس
اتسعت عيناه بغضب فسارع الضابطين عمر وضياء قائلين فى صوت واحد:
- بس ده خطر يا فندم
نظر كرم إلى الخلف وهو يقول بتحذير:
- هتعلمونى ايه هو الخطر ومش خطر ولا ايه؟
اجابه ضياء على الفور:
- مش قصدنا يا باشا بس
قاطعه كرم وهو يخرج من سيارته قائلا:
- مبسش، انتوا هتفضلوا هنا لغاية ما اديكوا الاشارة، غير كدا مش عايز
اوأ الجميع رأسهم بينما اتجه هو إلى البرج ومنه توغجع إلى الطابق الثانى حيث عيادة "الشفاء"، دلف كرم إلى الداخل ليجد عدد كبير فى انتظار دورهم وظل يدور بنظره حتى وجد شخص يرتدى ملابس بيضاء ويقول له:
- حضرتك عايز كشف ولا استشارة ؟
تقدم كرم خطوتين باتجاهه قبل ان ترتسم إبتسامة على وجهه ليقول:
- عايز اشم!
نظر له الجميع بتعجب وظهر التوتر على الرجل ذو الملابس البيضاء فرد قائلا:
- مش فاهم حضرتك!
عقد كرم حاجبيه ليقول متسائلا:
- الله! هو انا غلطت فى العنوان؟ مش دى عيادة الشمام، قصدى الشفاء!
حرك هذا الرجل رأسه قائلا:
- ايوة هى
تحرك كرم حتى جلس على احد المقاعد وهو يقول:
- خلاص اشطا انا هقعد بقى عقبال ما دكتور شمة اللى جوا يخلص
ضغط الرجل ذو الملابس البيضاء على زر وخرج من مكانه ليتضح انه يرتدى "بالطو" ابيض فسخر كرم منه قائلا:
- وانت بقى كنت بتدرس المخد..رات فى تانية تمريض ولا تالتة؟
لم يجيبه وظلت الانظار عليه حتى نطق كرم:
- انت اكيد بلغت الحشاش بتاعك ان فيه حد شاكك فيه برا صح؟ احب اطمنك انه مش هيعرف يهرب لأنى درست المكان كويس أوى قبل ما ادخل يعنى مفيش طريقة للهروب غير انه يرمى نفسه من الشباك
قاطعه صوت فتح الباب ليخرج شخص يرتدى بالطو ابيض ويحمل مسدس، وجه الطبيب المسدس بأتجاه كرم وهو يقول:
- حركة غبية اوى منك انك تيجى لوحدك
مد كرم يده فى جيب الجاكت الخاص به ليضغط على هاتفه بخفة لم يلاحظها الطبيب "تاجر المخد..رات" وضحك قائلا:
- قولى الاول كل دول مخد..رات ولا انت فعلا دكتور وبتسلك حالك بالبضاعة اللى بتبيعها
ابتسم الطبيب قائلا:
- لا بسلك حالى بس بما انك دخلت العيادة لوحدك يبقى مش هتخرج وكل اللى هنا دول هيحصلوك
وقفت بعض النساء وتحركوا فى ركن وهم يصرخون وتراجع البعض فى قلق بينما ظل كرم ينظر بإبتسامة غامضة حتى اقتحم يوسف ومن معه المكان ووجه السلاح بإتجاهه فصاح كرم قائلا:
- جاى لوحدى! انا اها ممكن اقوم لوحدى بيكوا كلكوا بس برضوا مش غبى للدرجة دى
شعر بالخوف وترك سلاحه قبل أن يرفع يديه معلنًا استسلامه وسط حيرة يوسف من فعلة كرم.
***
فى قسم الشرطة وتحديدا فى أحد المكاتب صاح يوسف قائلا:
- ممكن افهم بقى اللى حصل النهاردة؟
عاد بظهره إلى الخلف قليلا ثم اشعل سيجارته بهدوء شديد، عاد مجددا إلى الامام ليسند على مكتبه وهو يقول:
- طيب هفهمك، بما إن الواد ده دكتور وبيوزع المخد..رات دى يبقى ده هيدينا احتمالين، الاول هو انه يكون عنده كمية صغيرة جدا من المخد..رات وتانى احتمال ان هو يكون معندوش اصلا النهاردة وقت تنفيذ المهمة فبالتالى قررت أعمل اللى عملته ده علشان اسجله اعترافه وبكدا يلبس علطول ده غير إن العيادة فيها كاميرات يعنى لو التسجيل اللى معايا ده صوته وحش مثلا فمعانا الاقوى
ضم يوسف حاجبيه ليقول متسائلا:
- انت عرفت المعلومات دى عن الواد ده ازاى فى الوقت الصغير ده، انت كنت مفهمنى الصبح انه عادى وبيوزع وواخد العيادة تمويه لكن دلوقتى بتقول دكتور وبجانب كدا بيوزع الزفت ده
اطفأ كرم سيجارته قبل أن يقف وهو يقول:
- سيبك من عرفت ده كله منين والشغل الاهبل ده، قولى بقى اسماء محمد رفعت تعرفها منين، أظن انت قولتلى الصبح انت مالك ومال اسماء محمد رفعت، بكدا افهم انك بتراقبنى يا يوسف، صح ولا انا فهمت غلط؟
•تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية