رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل الخامس عشر 15 - بقلم عبد الرحمن الرداد
الفصل الخامس عشر
عبد الرحمن الرداد
مضت دقائق حتى وصلا إلى المطعم وقام كرم بطلب الطعام دون أن يعرف ماذا تريد ثم اتجه إلى الطاولة مرة أخرى بعد طلبه للطعام وضم كفيه ليقول:
- ها يلا حكايتك الاول
حركت رأسها بالرفض قبل أن تقول:
- لا مش هنطق بكلمة غير لما تحكيلى أنت
"أفضل وسيلة للكذب هى قول الحقيقة"
هذا ما اتبعه كرم فى حديثه مع اسماء حيث بدأ حديثه قائلاً:
- صاحبى اسمه كريم، فى يوم لقيناه مقتول فى شقته وفى ايده مسدس، الصراحة تحريات الشرطة قالت إن ده إنتحار بس أنا عارف إن كريم عمره ما يفكر فى الانتحار أصلا، اكتشفت بعد فترة ان فيه ظابط بيدور فى القضية واكتشف إن كريم اتقتل، من غير ما اخش فى تفاصيل هو ده اللى اكتشفته وبعد فترة كلمت الظابط ده وادانى معلومات كتير جدا واكتشفنا انه كان على تواصل بواحدة ست بس معرفناش نوصلها ولا نوصل لأميلاتها
بدأت ضربات قلبها تتسارع وارتجفت يداها فلاحظ كرم ذلك فأمسك بيدها ليقول:
- مالك! ايدك بتترعش كدا ليه؟
لم تسحب يدها وظلت على تلك الحالة حتى نطقت أخيرا:
- وأنت شاكك إن الست دى هى السبب ورا قتله؟
حرك كرم رأسه وهو يمثل الهدوء ليقول:
- بالظبط كدا
بدأت يدها ترتجف أكثر ونطقت بخفوت:
- أنا بريئة، أنا مقتلتوش
ضم كرم حاجبيه قبل ان يقول بدهشة:
- نعم! مش فاهم حاجة
وقفت اسماء لتقرر الرحيل قائلة:
- أنا لازم امشى، اسفة
أمسك كرم بيدها ليقول:
- مالك يا اسماء! اقعدى واهدى كدا انا مش فاهم ليه قومتى كدا ومالك بتترعشى كدا ليه؟
جذبت يدها قبل أن تقول بشفتين مرتجفتين:
- آسفة مش هقدر اقعد
سحب كرم هاتفه واتجه خلفها وهو يقول:
- استنى طيب هوصلك البيت، استنى يابنتى متجريش!
بعد دقائق أوصلها كرم إلى المنزل وخرج من سيارته لتخرج هى الأخرى وتركض إلى المنزل بسرعة شديدة.
تابعها كرم بنظراته الثاقبة وابتسم ابتسامة خفيفة ثم تحرك هو الآخر إلى المنزل حيث قرر المبيت الليلة هنا.
مرت عدة أيام ولا ظهور لأسماء، كان يهاتفها كثيرا ويرسل لها العديد من الرسائل على فيسبوك ولكن دون جدوى، انتابه القلق خصوصاً بعد مرور شهر ونصف على اختفائها المفاجئ حتى قرر فى يوم زيارتها فى منزلها.
وقف أمام باب منزلها مترددا لكن أخذ القرار وضغط على زر الجرس ليفتح الباب طفل صغير وهو يقول:
- مين؟
ابتسم كرم قبل ان يقول بلطف:
- ازيك يا حبيبى، أنت اخو اسماء؟
ظل صامتا يتأمله حتى أتى صوت والدته من خلفه وهى تتحرك تجاه الباب وتقول:
- مين يا احمد؟
ابتعد احمد عن الباب لتقف «ناهد» مكانه وتقول بتساؤل:
- مين حضرتك!
ابتسم كرم قبل أن يقول بهدوء:
- أنا كرم، زميل اسماء فى الكلية بس بقالها فترة مختفية فقولت اجى اتطمن عليها
تلجلجت ناهد قبل ان تنطق قائلة:
- ا..اها اتفضل يابنى اتفضل
تحرك كرم إلى الداخل بهدوء وانتظر جلوس ناهد حتى يجلس وبالفعل جلس بعدما امرته بالجلوس، صمت قليلاً منتظرا تحدث والدتها لكنها انتظرت هى أيضاً حديثه فضم كفيه قبل أن يقول:
- أومال فين أسماء يا أمي! أنا قلقت عليها
انهمرت الدموع من عينيها قبل ان تقول بكسرة واضحة فى صوتها:
- أسماء بتضيع منى، بقالها ازيد من شهر حرارتها عالية جدا ونايمة مش بتتحرك من سريرها وبتقول وهى نايمة كلام كتير بس مش فاهماه وجبتلها دكتور وكتبلها على علاج بس هى رافضة تاخده ورفضت أى دكتور يجى تانى وفضلت تهدد انها تنتحر لو جبت دكتور. أنا مش فاهمة أسماء اية اللى حصلها، دى كانت دايما كويسة وبتحب الهزار والضحك ودمها خفيف، مش عارفة ايه اللى شقلب حالها كدا
ضم كرم حاجبيه ليقول بأسى:
- اهدى بس يا أمي متزعليش نفسك، أنا دلوقتى هجيب دكتور وهتاخد العلاج غصب عنها وهى لما تعرف انى هنا بأذن الله هتاخد العلاج
رفع كرم هاتفه ليقول بعد دقيقة:
- ايوة يا دكتور ضياء، ازى حضرتك، معلش أنا هبعتلك عنوان هتيجى عليه دلوقتى ضرورى، ايوة .. خلاص تمام
ثم اخفض صوته ليقول:
- أنا فى مهمة يعنى انت فاهم تمام؟!
أجابه ضياء على الفور ليقول بفهم:
- تمام تمام، مسافة السكة
***
بدأوا في البحث عن تلك الأوراق الخاصة بماضي تلك المنظمة وبعد بحث دام لساعات وجدوها أخيرا وبدأ «عبدو» في قراءة محتوى تلك الأوراق وعلم أن تلك الشركة الخاصة بالبرمجة كان اسمها "RW" وهنا قالت «حور»:
- أنا سمعت فعلا عن الشركة دي وأول ما طلعت عملت ضجة جامدة وإعلانات كتير جدا بس ايه اللي يخليهم يتحولوا من شركة برمجة للي بيعملوه ده؟
أجاب «فادي» النسخة المستقبلية على سؤالها قائلًا:
- ممكن أصلا شركة البرمجة دي مجرد واجهة يغطوا بيها على نشاطهم الأساسي
هنا تحدث «طيف» هو الآخر وقال بجدية:
- وممكن أصلا مش واجهة ولا حاجة وحصل حاجة زي إن العصابة دي سيطرت عليها
هز «عبدو» رأسه بالإيجاب وردد:
- ممكن بس التساؤلات دلوقتي مش هتجيب نتيجة، لازم نرجع بالزمن ونعرف بنفســ ...
في تلك اللحظة انفجر باب المنزل ودلف إلى الداخل الكثير من العناصر المسلحة والذين شكلوا صفين متوازيين وفي المنتصف تقدم قائدهم الذي قال ضاحكًا:
- حلو أوي الاجتماع العائلي ده، الصراحة إحنا كنا جايين ناخد طيف بس متوقعناش إن فيه ضيوف من الماضي
هنا توقف «فادي» نسخة الماضي وقال بغضب:
- ضيوف الماضي دول هم اللي هيقضوا على اسطورتكم دي
ضحك هذا القائد وتقدم خطوتين وهو يقول:
- لا بجد! قول كلام غير ده يا راجل
في تلك اللحظة تحول «فادي» المستقبلي إلى جسد معدني وتبعه نسخته من الماضي. أعطى القائد الأمر لرجاله بإطلاق النار على كليهما وبالفعل اطلقوا الرصاص بغزارة عليهما لكن جسدهم المعدني كان قويًا بما يكفي لإسقاط رصاصهم دون أي تأثير وانطلقا «طيف، عبدو» بسرعتهما وقاموا بسحبهم جميعًا إلى مكان بعيدًا عن هذا المكان ثم عادوا إلى المنزل مرة أخرى وحدث كل هذا في أقل من ثانيتين مما أدهش هذا القائد الذي قال بصدمة:
- اتنين عندهم نفس القوة!
هنا تحدث «طيف» وصرخ فيه بغضب:
- فين ماما وبابا؟ صدقني مش هسيبك عايش غير لما أعرف
ابتسم هذا القائد المسلح وردد قائلًا:
- صدقني اشارة واحدة مني و ...
هنا تقدم «عبدو» وقال بصوت مرتفع:
- صدقني أنت محدش هيقدر يقرب مني لأني لو اتأذيت محدش هيعرف يدي الطاقة للجهاز اللي بتخططوا تعملوه، أنا ماضي عبدالرحمن اللي عندكم يعني لو اتأذيت مش هيبقى ليه وجود عندكم أصلا
في تلك اللحظة دلف «عبدالرحمن» من المستقبل إلى هذا المكان وقال بجدية:
- ده حقيقة بس علشان ده كله ينتهي لازم ده يحصل
ثم رفع سلاحه تجاه شخصيته من الماضي والذي كان يفتح فمه من الصدمة وعدم التصديق والفهم، لا يعرف ماذا يحدث
تقدم نسخة المستقبل خطوتين وهو يوجه سلاحه تجاهه قبل أن يقول بابتسامة:
- معلش لازم في النهاية حد يضحي والمرة دي هتكون التضحية من نصيبنا
ثم أطلق رصاصته التي استقرت في جسده وسط صدمة «طيف» الذي تراجع وهو يقول:
- أنت بتعمل ايه يا بابا
نظر إلى ولده وردد بجدية:
- مش هيبقى لينا وجود بعد موت الماضي، ده الحل يا طيف سامحني
ثم أطلق رصاصة ثانية جعلته يسقط أرضًا وعلامات الصدمة تسيطر على وجهه بالكامل
- عبدو! عبدو! قوم يلا الضهر أذن، قوم يلا شوف العروسة اللي جايباهالك
تسلل الضوء إلى عينيه وحرك رأسه بتعب على وسادته ثم أغلق عينيه مرة أخرى وهو يقول:
- عروسة ايه يا ماما سيبيني انام بالله عليكي
أصرت على موقفها وهزته وهي تقول:
- قوم بقى بلاش كسل، بقولك جايبالك عروسة زي القمر
فتح عين واحدة وردد بتساؤل واهتمام:
- معاكي صورتها؟
هزت رأسها بمعنى "لا" وأردفت:
- لا مش معايا بس أنا شوفتها وعندنا من البلد
أغلق عينيه مرة وأخرى وقال بهدوء:
- خلاص لما تجيبي صورتها وتطلع زي القمر فعلا ساعتها أقوم من النوم
***
انتهت من الحديث مع خالتها وصعدت إلى الأعلى ومنه توجهت إلى غرفة هاجر لتجدها مندمجة كثيرا فى اللعب فصاحت قائلة:
- هااااجر
القت هاجر بهاتفها بفزع قبل أن تقول بعتاب:
- ايه يا رحمة! فيه حد يخض حد كدا؟
ضحكت رحمة قبل أن تجلس وتقول:
- ايه يا بنتى، من ساعة ما اتجمعنا من شهر وانتى مش بتيجى ولا بتسألى فقولت اما أجي اسأل أنا
ابتسمت هاجر ابتسامة خفيفة لتقول بهدوء:
- معلش يا رحمة بس انا زى ما انتى عارفة كسولة جدا ويادوب قاعدة بلعب ببجى أو انزل تحت شوية واطلع علطول بس قوليلى عاملة ايه وكرم عامل معاكى ايه
اخفضت رأسها لتتبدل ملامحها إلى الحزن قبل أن تقول:
- أنا اللى كنت جاية اسألك عن كرم، كرم مش بيكلمنى خالص بقاله فترة ولما بتصل بيه يا اما يكنسل أو يرد ويختصر كلامه ويقفل علطول، أنا حاسة إنه مبقاش يحبنى زى الأول
وضعت هاجر يدها على قدمها لتبث الطمأنينة فى قلبها قبل أن تقول بابتسامة:
- متقوليش كدا، كرم بيحبك وبيعشقك بس هو انتى عارفة اتغير ازاى من بعد موت كريم
- وهيفضل كدا لحد امتى ، أنا بقيت حاسة انه هيبقى كدا علطول ومش هيتحسن ابدا
ربتت هاجر على يدها لتقول:
- هيتحسن وهيتجوزك وهتفرحوا وتعيشوا مع بعض علطول، ونبى أنا اللى خايفة من اخوكى
ضحكت رحمة رغما عنها لتقول:
- ليه بس
- معرفش كلامه ميطمنش كدا، حساه بيخوني
تعالت ضحكات رحمة قبل أن تقول:
- وربنا انتى مصيبة يخربيتك
***
- ها يا دكتور عاملة اية دلوقتى!
كانت هذه جملة كرم للطبيب الذى أحضره فكان رده مطمئناً إلى حد ما حيث قال:
- هى بخير بس هى عندها حالة زى توتر أو خوف شديد عندها عاملها حالة فقدان أعصاب ومناعتها طبيعى تضعف بس هى تاخد العلاج اللى كتبته ده والاهم من كدا تحس بطمأنينة وتحاولوا تخففوا التوتر اللى عندها، على العموم أنا كتبتلها حاجة للتور ده وبإذن الله تبقى كويسة بس زى ما فهمتك كدا
ابتسم كرم قبل ان يقول وهو يتحرك بجانب الطبيب إلى الخارج:
- طيب تمام يا دكتور، شكرا اتفضل
رحل الطبيب وتحرك كرم إلى الصيدلية المجاورة للمنزل ليحضر الأدوية وبالفعل دلف إلى الصيدلية وبعد خمس دقائق أخذها وتحرك إلى الخارج ليجد شخص يقف أسفل البرج وينظر إلى الاعلى وتحديدا منزل اسماء، كانت السيجارة بيده وينفخ دخانها بهدوء شديد.
تحرك كرم تجاهه بهدوء شديد حتى لاحظ وجود مسدس يضعه خلف ظهره، فى تلك اللحظة تغيرت ملامحه وانطلقت الشرارة من عينه وانطلق تجاهه عاقدا العزم على معرفة من يكون هذا الشخص حتى إن اضطر لإطلاق الرصاص عليه.
اقترب منه حتى اصبح أمامه مباشرةً، اخفض هذا الشخص بصره ليوجهه إلى كرم قبل أن ينطق كرم قائلا:
- بتبص على حاجة؟
ظل صامتاً للحظات قبل أن يقول بتكبر واضح:
- أظن ميخصكش ببص على ايه، خليك فى حالك
رفع كرم حاجبيه وتقدم خطوة تجاهه وهو يقول:
- ما شاء الله باين عليك بجح وعايز تتربى
ابتسم هذا الشخص بهدوء وفجأة لكم كرم فى وجهه وهو يقول:
- شكلك متعرفنيش، بس تمام نتعرف
وضع كرم الحقيبة التى كانت بيده على الارض قبل أن يبتسم وهو يضع يده على مكان اللكمة قائلاً:
- معرفكش! تمام نتعرف
لكمه كرم بقوة فى وجهه واقترب منه وركله بقدمه قبل أن يقفز فى الهواء ويلكمه بشدة فى رأسه مما جعل هذا الشخص يسقط على الارض فاقدا الوعى فحمله كرم واتجه إلى غرفة حارس البرج وألقاه على الارض ثم نظر إلى الحارس وهو يقول:
- هاتلي مياه بسرعة
حرك طارق رأسه وجلب المياه على الفور فإلتقطها كرم وسكبها على هذا المجهول الفاقد لوعيه مما جعله يفيق على الفور وهو ينظر حوله فأحضر كرم كرسى وجلس امامه قبل أن يقول بابتسامة نصر:
- صباح الخير يا روح امك، حلو التعارف ده يا حليتها!
اعتدل وبدأ يستعب ما حوله فتابع كرم حديثه:
- بتضرب الرائد كرم الزيات! ده أنت هتلعن اليوم اللى اتولدت فيه، اسمك ايه يالا!
وضع يده على وجهه بخوف قبل أن ينطق بتردد:
- اسمى سعيد يا باشا، سعيد مسعد
مد كرم يده وهو يصرخ بغضب قائلاً:
- هات بطاقتك يالا، انجز!
وأخيرا تاني مسابقة على الفوز بكتابي الجديد، المسابقة دي بقى على (توقع يوم الإعلان عن غلاف الكتاب) ❤️
ده لينك المسابقة:
مع العلم إن المسابقة الأولى لسة شغالة
•تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية