رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل السادس عشر 16 - بقلم عبد الرحمن الرداد
الفصل السادس عشر
عبد الرحمن الرداد
على أرض «أوجاست» وتحديدًا بقصر الحاكم «مارد» استيقظ «كريم» ونظر إلى سقف الغرفة فشعر أنه عاش تلك اللحظة من قبل فنهض على الفور من مكانه ليجد هاتفه مُلصق بشريط لاصق على الحائط وفوقه ورقة مكتوب بها
"اسمع الريكوردات من أول شات على الواتس"
ضيق ما بين حاجبيه لأن هذا هو هاتفه وتقدم ليسحبه ثم نقر على شاشته وفتح تطبيق واتساب. نقر على المحادثة الأولى واستمع لعدة تسجيلات حول أمر الحلقة الزمنية وانتهى بتسجيل سجله لنفسه وهو يقص الأمر بأكمله وكان معه حاكم أوجاست وما إن انتهى حتى تذكر ما حدث ونظر إلى الساعة فوجدها قد تخطت الثانية ظهرًا فاتسعت حدقتيه لأنه نام كل هذا الوقت ولابد أن «حور» قد ذهبت للأرض الأولى للقاء صديقه، اغلق عينيه وضرب الأرض بقدمه لكنه سرعان ما قرر الذهاب إلى الحاكم لأنه الآن بقصره ومازال لديهم فرصة في تغير الأمر طالما لم يسافروا جميعًا إلى المستقبل.
***
"قبل ساعات"
كانت تتحدث «حور» مع شقيقتها وتوقفت فجأة عن الحديث قبل أن تنهض من مكانها وهي تقول:
- حاسة إن الموقف ده اتكرر قبل كدا!
ابتسم وقال مازحًا:
- عادي عادي بتحصل ساعات
هزت رأسها بمعنى "لا" وقالت بتوجس شديد:
- لا فيه حاجة غريبة، أنت متأكد إنك مش حاسس بحاجة بتحصل!
ضم ما بين حاجبيه بتعجب كبير وقال بتساؤل:
- حاجة زي ايه؟
حركت رأسها بمعنى "لا أعرف" وهي تقول بحيرة:
- مش عارفة، بس حاسة إن ده مش صح، كلامنا وقعدتنا دي، حاسة إننا مش هنا أصلا
فتح هو فمه بتعجب شديد وردد بتساؤل:
- إزاي يعني؟ لا بقولك ايه أنا دماغي بايظة أصلا ومش عايز اتعبها في التفكير، ايه اللي مش صح ما احنا قاعدين نتكلم أهو
حركت رأسها بعدم فهم وجلست مرة أخرى وهي تقول بشرود:
- حاسة إني روحت الأرض الأولى قبل كدا واتكلمت مع عبدو!
لوى ثغره ورفع كتفيه وهو يقول:
- ما أنتي روحتي فعلا بس بعد اللي حصل من رماد لغيتي ذاكرة اللي حصل ومن ساعتها مفيش حاجة حصلت
- لا لا أنا اقصد بعد اللي حصل ده، فيه حاجة أنا مش فاهماها
صمت «فادي» للحظات قبل أن يقول بحيرة:
- مش عارف الصراحة ايه اللي بتفكري فيه بس ممكن مجرد شعور وحش علشان اللي حصل قبل كدا لكن محصلش بينكم لقاء بعد اللي حصل، مينفعش أصلا علشان رماد ميظهرش تاني
حركت رأسها بمعنى "لا" وتوقفت على الفور وهي تقول:
- لا أنا هدور على حاجة تغير الوضع ده، لازم أدور على حاجة
تركته وبدأت في البحث عن وسيلة تجعلها تعود مرة أخرى لـ «عبدالرحمن» دون أن تتسبب في عودة رماد مرة أخرى وبعد بحث دام لساعات لم تجد شيء سوى جملة واحدة وكانت "تحقق أسباب التأثير على فرد من أفراد الدائرة تجل اكتمالها مرة أخرى مستحيل"
ابتسمت ورددت بصوت غير مسموع:
- أسباب التأثير حصلت فعلا! اللي حصل أثر عليه وخلاه يكتب الرواية وأثر عليا أنا كمان، استحالة لو رجعتله رماد يرجع تاني، رماد معادش ليه وجود لأن التأثير حصل خلاص، أنا لازم اروح له، كفاية أوي لغاية كدا.
***
"الوقت الحالي"
اتجه «كريم» إلى الحاكم «مارد» وأسمعه هو وعائلته «سيرا، فادي» تلك التسجيلات وتذكر الحاكم على الفور الحوار مع «كريم» وقرروا إيقاف تلك الحلقة بمجرد وصول «عبدو، حور» إلى أوجاست.
***
مد كرم يده وهو يصرخ بغضب قائلاً:
- هات بطاقتك يالا! انجز
وضع «سعيد» يده بجيب بنطاله وأحضر البطاقة فسحبها كرم من يده بغضب وبدأ يتأملها قائلاً:
- ما شاء الله، سعيد مسعد أسعد ! ايه العيلة السعيدة دى يا روح امك؟ ايه رأيك بقى انى هغيرلك اسمك ده واخليه حزين محزن احزن
نطق سعيد بخوف شديد قائلاً:
- اللى تشوفه سعادتك يا باشا
ضحك كرم قبل أن يقف ويقول:
- دلوقتى اللى أشوفه! طيب يا سعيدة قوليلى بقى يا قطة كنتى بتراقبى البرج ليه!
صمت سعيد قليلا قبل أن يقول:
- مكنتش براقب حاجة يا باشا
- وحياه امك! امال كنت بتبص عليه عاجبك مثلا!
تابع سعيد حديثه بتردد وخوف:
- والله يا باشا كنت ماشى وحاجة وقعت عليا من فوق فكنت ببص اشوف ايه اللى وقع
ابتسم كرم قائلاً بتحدى:
- اومال السلاح ده كان بيعمل ايه معاك؟
نظر سعيد إلى مسدسه وازداد توتره وخوفه فصاح كرم بغضب:
- السلاح ده بيعمل ايه معاك
لم يرد سعيد فضحك كرم قائلاً:
- طيب تمام متتكلمش، بس أنت كدا هتلبس تلت قواضى الأولى حمل سلاح بدون ترخيص والتانية التعدى على ظابط شرطة والتالتة مخد..رات ودى بقى مجاملة منى
حمل كرم هاتفه وأخبر يوسف بإرسال سيارة شرطة لأخذه بعدما قص عليه ما حدث وبالفعل مرت دقائق حتى حضر يوسف وألقى القبض على سعيد وانطلق بعد محادثة قصيرة مع كرم.
امسك كرم بالأدوية وصعد إلى الأعلى، فتحت له ناهد الباب قائلة:
- اتفضل يابنى، معلش تاعباك معايا
حرك رأسه باستنكار قائلاً:
أبدا أبدا يا ست الكل تعب ايه، متقوليش كدا تانى أنا زى ابنك
ابتسمت ناهد وأمسكت ببعض النقود ومدت يدها إلى كرم، فضم حاجبيه بتعجب قائلاً:
- ايه ده!
اجابته ناهد على الفور قائلة:
- دى فلوس الدكتور والعلاج
صمت كرم للحظات قبل أن يقول بعتاب:
- شيلى فلوسك يا ماما، أنا معملتش حاجة ودى حاجة بسيطة، شيلى فلوسك ومتزعلينيش، أنا ضيف عندك بردو
- والله يبنى حالتنا كويسة
حرك رأسه بالايجاب ليقول مبتسماً:
- عارف والله بس علشان خاطرى شيلى فلوسك
ابتسمت ناهد قبل أن تسحب يدها فأسرع كرم بإتجاه الباب وهو يقول:
- انا همشى بقى وبإذن الله هاجى اتطمن عليها بكرا
اسرعت ناهد بإتجاهه قائلة:
- طيب استنى يابنى اشرب حاجة
ابتسم وهو يفتح الباب قائلًا:
- معلش الوقت اتأخر ويادوب الحق أودي حاجة كدا وبعدين أروح، يلا السلام عليكم
- وعليكم السلام
***
وصل كرم إلى الفيلا وخرج من سيارته بعد أن وضع يده على رأسه من شدة الصداع الذى يغزوه بسبب قلة نومه، لم ينشغل قليلا وصعد إلى الاعلى بعد أن علم أن الجميع خلد إلى النوم، ظل فى طريقه إلى غرفته حتى لاحظ أن هناك صوت خارج من غرفة شقيقته هاجر فتحرك تجاهها بهدوء حتى وصل إليها وطرق الباب فصاحت هاجر من الداخل:
- خش يا كرم
فتح كرم الباب ودلف إلى الداخل فنطقت هاجر مع رحمة فى صوت واحد:
- كرم؟
ضم كرم حاجبيه بتعجب لوجود رحمة لكنه غير مجرى الحديث قائلاً:
- ايه يا جدعان هو أنتوا شوفتوا عفريت ولا ايه
اسرعت هاجر فى الرد قائلة:
- لا طبعا بس أنت علطول بتبات فى الشغل ونادرا أما بتيجى تبات هنا فاستغربنا بس يعنى
تحرك نظره من شقيقته إلى رحمة حب حياته ليبتسم بحب قائلاً:
- وبعدين ايه المفاجأة الحلوة دى، بقى أنتي عندنا وأنا معرفش!
اتسعت عيناها لتقول بعتاب:
- هو أنت عارف حاجة عننا أصلا! انت علطول فى الشغل بتاعك مع المجرمين وقتالين القتلة
تحدث بنفس الابتسامة بعد ان تقدم خطوتين تجاهها:
- طبعا اعرف كل حاجة عنكوا مش ظابط! وبعدين ما اخوكى علطول معايا فى كل المهمات، سيبك سيبك انتى واحشانى اوى
ابتسمت رحمة بخجل ووقفت لتتجه باتجاهه قائلة بحب:
- وأنت كمان اوى والله، حاسة انى مشوفتكش من سنة مش اسبوع
صاحت هاجر لتحول بينهم قائلة:
- ايه يا جدعان لاحظوا إن فيه بنى ادمة قاعدة وانتوا المفروض فى اوضتها
نظر كرم إليها بغضب ليقول:
- خليكي فى حالك بدل ما انتى عارفة هعمل ايه يا قطة
- خلاص ادينى ساكتة بس ياريت وصلة المحن دى تخلص بسرعة علشان عندى حساسية
أسرع كرم فى سحب سلاحه مهددا فابتسمت هاجر لتقول بخوف:
- اتفضل يا اخويا يا حبيبى، تحب اسيبلكم الأوضة علشان تبقوا على راحتكوا؟
- لا أنا اللى هسيبهالك يا هاجر يالى بتتفرجى على طيور الجنة، هسيبهالك يالى بتتفرجى على روبنزل ويوجين لغاية دلوقتى، هسيبهالك يا تافهة
ثم نظر إلى رحمة قائلاً:
- انتى هتباتى النهاردة هنا ولا ايه؟
حركت رأسها بالإيجاب لتقول:
- ايوة
ضم شفتيه وهو يحرك رأسه بتفهم قبل أن يقول وهو يتحرك إلى الخارج:
- تمام، تصبحوا على خير
أتاه الرد من رحمة التى تبعتها هاجر:
- وأنت من أهل الخير
اتجه كرم إلى غرفته ومنها اتجه إلى المرحاض ليستحم. انتهى ثم تحرك بإرهاق واضح إلى سريره ليلقى بنفسه عليه قبل أن يغلق عينيه ليريح جسده من هذا الإرهاق والتعب الشديد.
رفع سلاحه بإتجاه هذا الرجل الذى يتحرك بإتجاهه ويوجه سلاحه أيضا فى وجهه حتى اصبح الإثنين فى مواجهة مباشرة وبالقرب من بعضهم البعض، هذا يوجه سلاحه فى وجه هذا وكذلك الآخر. ظلت نظرات التحدى قائمة بينهم إلى ان تحدث كريم بثقة وابتسامة:
- مفيش فايدة من اللى بتعمله ده، أنت كدا بتضيع وقت وخلاص
حرك رأسه باستنكار ليقول بغضب:
- أنا بعمل كل ده علشانك، أبطل ايه! عايزنى اسيب حقك؟ أنت مش عارف انا عملت ايه علشان أوصل للى عمل فيك كدا؟ أنا بقيت شخص تانى علشان انتقم، سيبت شخصيتى القديمة علشان الانتقام وأنت تيجى بسهولة تقولى بتضيع وقت
نظر كريم إلى الأسفل ثم رفع رأسه وهو يقول:
- للأسف يا كرم مش هتفهم، ومش هعرف افهمك
ثم اطلق رصاصة من سلاحه بإتجاه كرم الذى قام من نومه مفزوعًا. أخذ يلتقط أنفاسه بصعوبة حتى استعاد تنفسه الطبيعى وعاد إلى الوسادة ليغلق عينيه معلنا غرقه فى النوم مرة أخرى.
***
تقدم هو وهي إلى الداخل وظل ينظر حوله بإعجاب فالقصر قد تغير كثيرا منذ آخر زيارة له، ظل يلتف حول نفسه ليشاهد كل شيء من حوله وفي تلك اللحظة نزل الحاكم الدرج وتقدم بضع خطوات حتى وقف خلف «عبدو» مباشرة والتف الثاني بتلقائية لكنه صرخ بفزع عندما وجد الحاكم بوجهه، نظم أنفاسه وقال باعتذار:
- آسف والله كنت سرحان وهوب لقيت حضرتك في وشي
نظر إليه «مارد» بتعجب فهذا ما قاله في اللقاء الأول بينهما والذي تكرر للمرة الثالثة الآن لذلك قرر **ر تلك الحلقة وردد بصرامة:
- تعالوا أنتوا الاتنين ورايا على مكتبي، حصلوني على جوا حالا
ثم تحرك إلى مكتبه بينما مال «عبدو» على «حور» وقال بتردد:
- هو ده أبوكي اللي بيحبني وعملي تمثال! ده كان عايز يتف في وشي دلوقتي
ضيقت ما بين حاجبيها وقالت بحيرة:
- مش المفروض يكون رد بابا كدا! أكيد فيه حاجة حصلت ضايقته، تعالى المكتب أما نشوف
وقبل أن تتحرك أمسك بيدها وردد بجدية:
- بقولك ايه أنتي واثقة من أبوكي ده ولا هيجلدنا في المكتب!
ابتسمت وسحبت يده وتحركت وهي تقول:
- متقلقش بابا تلاقيه بس متضايق من حاجة، تعالى هنشوف حصل ايه
بالفعل تقدموا إلى داخل المكتب وكان «مارد» يجلس بمقعده فتقدم «عبدو» بقلق شديد ومن خلفه «حور» وفي تلك اللحظة دلف «فادي» هو الآخر وهو يصرخ قائلًا:
- يا مرحب بالشباب اللي وقعونا في الحلقة السودة دي
التفت «عبدو» وابتسم عندما رأى «فادي» وردد بصوت مرتفع:
- فادي شهامة! عاش من شافك يا راجل بس مش عارف ليه حسيتك هتصرخ وتقول أنا جعان فين الأكل ومش ده اللي كنت هتقوله
ابتسم «فادي» وتقدم باتجاهه وهو يقول بتوضيح:
- أنا فعلا كنت هقول كدا أو بمعنى أصح كل مرة كنت بقول كدا في الحلقة لكن لازم نكسرها
رفع أحد حاجبيه بعدم فهم قبل أن يقول متسائلا:
- حلقة المسلسل؟ أنت بتقول لغز وعايزني أحله صح!
في تلك اللحظة دلف «كريم» فنظر إليه «عبدو» بابتسامة قائلًا:
- كريم! يابن العفريتة جيت ازاي لوحدك
هنا تقدم كريم ورفع الهاتف أمام نظره بجوارة كانت «حور» ثم نقر على الشاشة ليتم تشغيل جميع التسجيلات.
بمجرد انتهاء التسجيل الصوتي الأخير تحرك «عبدو» وردد بقلق:
- افتكرت كل حاجة! آخر مشهد شوفته كان شخصيتي من المستقبل وضرب عليا رصاص وقال كلام مفهمتوش بإن اللي هيعمله ده هيمحي مستقبله خالص لكن كل مرة كنت بصحى من النوم على أساس إنه حلم مش حقيقة!
في تلك اللحظة طرقت إحدى الخادمات الباب ودلفت إلى الداخل وهي تقول:
- بعد اذنك يا سيادة الحاكم
وقف «رماد» وتقدم خطوتين تجاهها وهو يقول:
- طيف وصل؟
اتسعت حدقتاها بصدمة لأنه علم ما جائت لأجله فهزت رأسها بالإيجاب عدة مرات ثم نظرت إلى «عبدو» وأردفت:
- بيقول إنه
صمتت للحظات وتابعت:
- بيقول إنه ابنك
تفتكروا ايه اللي ممكن يحصل خصوصا إنهم عرفوا إنهم في حلقة زمنية؟
يا جدعااااااان شاركوني فرحتي
أخيرا تم الإعلان عن غلاف ابني وكتابي الجديد ❤️
اللينك أهو:
https://www.facebook.com/share/p/18KCYrNdfr/
•تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية