رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل السابع عشر 17 - بقلم عبد الرحمن الرداد
الفصل السابع عشر
نقر على شاشة هاتفه ليبدأ مكالمة فيديو مع ما يسميه بـ "الملك"
بدأ الملك حديثه بهدوء شديد ومازال القناع الذى يرتديه يغطى وجهه :
- what did you do?
ابتسم مساعده إبتسامة خفيفة ليقول بهدوء مماثل :
- Don't worry my king, the Egyptian officer swallowed the bait
حرك الملك رأسه بهدوء ليعلن تفهمه واردف :
- Good, move to the next step
اهتزت رأس مساعده الذى يدعى "ترايبورت" ليقول :
- ok , i will do that
***
اشرقت الشمس ليبدأ يوم جديد وتحدى جديد قد يخوضه كرم فى طريقه لمعرفة الحقيقة، ليست حقيقة مقتل ابن عمه فقط بل لغز «اسماء» الذى حيره كثيرا وأيضا لغز الرجل الذى كان يراقبها بالأمس.
انتهى كرم من اخذ حمامه وتحرك للأسفل ليجد الجميع على طاولة الافطار فضمت نهال حاجبيها بصدمة قائلة:
- كرم! أنت كنت بايت هنا من امبارح؟
وقامت لتضم ولدها بحب فإبتسم كرم ونظر إلى شقيقته ليقول:
- هاجر مقالتلكيش ولا ايه! هى ورحمة شافونى امبارح واتكلمت معاهم شوية كمان قبل ما انام
نظرت نهال إليهم وقالت بعتاب:
- بقى كرم يكون هنا ومحدش يقول!
ابتسم رحمة قائلة:
- كنت عايزة اقولك والله يا خالتوا بس قولت انك هتصحيه يفطر وهو اصلا كان باين عليه انه تعبان اوى امبارح فقولت اسيبه يستريح وينام شوية
ابتسم كرم لسماع تلك الكلمات من حبيبته التى شعرت بإرهاقه وتعبه وأرادت له الراحة، اتجه إلى السفرة ونظر إلى والده الذى كان شاردا كأنه ليس معهم من الأساس فتحدث بهدوء قائلاً:
- بابا! فيه حاجة؟
فاق خالد من شروده ليبتسم ابتسامة تخفى خلفها الكثر والكثير ليرد قائلاً:
- هاا لا مفيش، اخيرا فكرت تفطر معانا ونلم شمل العيلة تانى
ابتسم كرم قبل أن يقول وهو يضع الطعام فى فمه:
- كل حاجة هتتصلح يا بابا
ثم انتهى من مضغ الطعام وبلعه وتابع قائلاً:
- مش عايزك تزعل على المعلومات اللى اتكشفت من الشركة، المهم اننا قدرنا نرجعها
حرك خالد رأسه بإستنكار قائلاً:
- رجعت بس بعد ما اللى خدها وداها لشركات تانية والشركة خسرت اهم 3 صفقات فى شهر ونص بس ولغاية دلوقتى منعرفش مين اللى عمل كدا ولا الظابط صاحبك ده قدر يوصل لحاجة غير انه رجع نسخة من السيستم بس
ارتشف المياه قبل ان يضع الكوب بهدوء ويقول:
- متقلقش يا بابا، شغلتنا دى محتاجة شوية صبر، مهما كان اللى عمل كدا فهو هيتجاب
وقف كرم ليستعد إلى الرحيل قبل ان يتابع حديثه قائلاً:
- اللى عمل كدا فى السيستم بتاع الشركة هو هو اللى قتل كريم
ضم خالد حاجبيه قبل أن يقف على الفور ليقول:
- ايه اللى بتقوله ده! أنت بتجيب الكلام ده منين، أنت لسة مصمم إن كريم اتقتل
التفت كرم وهو يتحرك للخارج قائلاً:
- بابا انا مش بتاع بطاطا، وقريب اوى هقدر أوصل للتفاصيل، وواثق إن اللى فى دامغى صح
خرج كرم مسرعا فتبعته رحمة لتلحق به عن باب الفيلا من الخارج:
- كرم استنى!
وقف كرم والتفت إليها بهدوء قائلاً:
- ايوة يا رحمة
- أنت ايه الكلام اللى أنت قولته جوا ده! الكلام ده صح؟ كريم اتقتل فعلا! ولو فعلا اتقتل مين اللى مهتم انه يوقع الشركة، كدا يبقى حد عايز يوقع العيلة دى بقى
ابتسم كرم ومد يده ليمسك بخصلات شعرها ليقول:
- رحمة انتى ممكن فى يوم من الأيام لو عملت اى حاجة تزعلى منى او تبعدى عنى!
ضيقت عينيها لتحرك رأسها حركات عشوائية قائلة:
- اية علاقة ده باللى انا قولته دلوقتى، انت ليه بتقول كدا
- معلش بس جاوبينى
حركت رأسها بالرفض قائلة:
- لا طبعا عمرى ما هبعد عنك وهفضل احبك مهما حصل لانى عارفة ومتأكدة انك بتحبنى ولو حصل اى حاجة هتكون غصب عنك
ابتسم كرم مجددا ليقول:
- مهما عملت!
حركت رأسها بالإيجاب قائلة:
- ايوة مهما عملت ، عمرى ما هسيبك يا كرم، أنت ليا انا بس فاهم!
ضحك قبل ان يضمها بحب قائلاً:
- فاهم يا رحمة، فاهم
ثم تركها قبل ان يقول وهو متجها إلى السيارة:
- يلا هضطر اسيبك علشان عندى شغل كتير، سلام
ابتسمت رحمة لتقول بصوت غير مسموع وهى تتابعه بنظراتها:
- سلام
***
رن جرس المنزل فتحرك «احمد» الصغير ليفتح الباب فتفاجئ بكرم فصاح قائلا:
- كرم! خش
ابتسم كرم ليقول بحاجب مرتفع:
- كرم حاف كدا ياض؟
ضحك احمد قائلاً:
- سورى، عمو كرم
انخفض كرم ليفرك بيده فى رأسه بمرح، حضرت ناهد على الفور لتقول:
- كرم، اتفضل يابنى اتفضل
اختفت ابتسامة كرم ليقول بجدية واضحة:
- ازي اسماء دلوقتي؟
لاحظت جديته فى الحديث فأشارت إليه ليجلس قائلة:
- اقعد يا كرم، اسماء لسة نايمة من امبارح
جلس كرم لتجلس ناهد هى الأخرى فبدأ كرم بالتكلم:
- طيب ممكن اتكلم معاها، عايزها في موضوع كدا لو مش هضايق حضرتك
ضمت حاجبيها بتعجب فتابع كرم حديثه:
- متقلقيش مفيش حاجة وهفهم حضرتك بعدين
حركت رأسها بالإيجاب لتقول:
- طيب ثواني هدخل اشوفها صحيت وفاقت ولا لا
***
قاطعتهم اسماء التى كانت تستند باب غرفتها بإرهاق فأسرع كرم وقام بسندها ومساعدتها على الوصل إلى اقرب مقعد لتجلس وبالفعل جلست وهى تنظر إليه بفزع وخوف حتى نطقت الام بإبتسامة قائلة:
- حمدالله على سلامتك يا حبيبتى، أخيرا قومتى
ابتسمت وقالت بإرهاق واضح:
- الله يسلمك يا حبيبتي
ابتسمت ناهد قبل أن تتحدث قائلة:
- كرم جيه امبارح وجابلك دكتور وجابلك الدواء، انا هقوم اعمل حاجة تشربوها
كانت تنظر إلى والدتها أثناء حديثها وما إن رحلت حتى عادت بنظرها إلى كرم لتقول متسائلة بضعف:
- جبتلى دكتور!
حرك رأسه بالايجاب قائلاً:
- ايوة، الحمدلله انك اتحسنتى شوية
انهمرت الدموع من عينيها لتبدأ فى البكاء فحاول كرم تهدئتها فنطقت من وسط بكائها:
- كرم، فاكر موضوع كريم اللى حكيت عنه
تغيرت ملامح كرم لكن سرعان ما اخفى ذلك ونطق مسرعا:
- ماله كريم؟
اضطربت انفاسها وترددت كثيرا لكنه عاد سؤاله مرة أخرى:
- ماله كريم يا اسماء!
حاولت تنظيم أنفاسها المضطربة ورددت بجدية واضحة:
- كريم يبقى ...
تمالكت أعصابها وتابعت:
- أنا وكريم كنا بنحب بعض
اتسعت حدقتاه بصدمة مما سمعه ونهض من مكانه وهو يوجه بصره إليها قائلًا:
- يعني كل المعلومات اللي جبتها واللي كانت بتقول إنه كان على علاقة بيكي دي كلها حقيقة!
نهضت هي الأخرى من مكانها ونظرت إليه بتعجب قبل أن تقول:
- كل المعلومات اللي جبتها! أنت كنت مراقبني من الأول بقى
ضغط على أسنانه بالغضب وكان على وشك فقدان أعصابه لكنه تمالك نفسه في اللحظات الأخيرة وقال:
- جاوبي على قد السؤال، ايه علاقتك بموت كريم؟ أنا مش هرحمك
تقدم ليمسكها من معصمها وحاولت سحب يدها لكنها لم تستطيع فرددت بعينان دامعتان:
- أنا عمري ما كنت أفكر حتى اتسبب في أذى لكريم، بقولك كنا بنحب بعض وكان هيتقدم ليا لولا اللي حصل وخلي بالك أنت كدا بتوجع حبيبة صاحبك ده
تراجع وترك معصمها ثم أغلق عينيه للحظات ليتمالك أعصابه قبل أن يقول:
- لو فعلا كنتي بتحبي كريم يبقى هتساعديني وتقوليلي مين اللي عمل فيه كدا علشان أبرد نار قلبي وأريحه في تربته
مسحت دموعها ونظرت إليه قائلة بجدية:
- هقولك كل اللي أعرفه بس مش هينفع هنا ولا النهاردة لكن أوعدك بكرا هحاول أنزل وهبلغك بده بس قبل ما تمشي قولي أنت مين بجد
وضع يديه في جيب بنطاله وردد بجدية:
- بكرا بعد ما تعرفيني الحقيقة هقولك أنا مين بجد
ثم تركها ورحل في الحال لتخرج الأم وتجد ابنتها وحدها.
***
حدقت هاجر بها بعد أن نادتها عدة مرات ولم ترد فرفعت رقبتها لتقول بصوت عالٍ:
- رحمة أنا مش بناديلك!
انتبهت رحمة لها قائلة:
- سورى كنت بفكر فى حاجة مخدتش بالى
ضمت هاجر حاجبيها لتقول متسائلة:
- مالك يا رحمة، من ساعة ما خرجتى ورا كرم وانتى متغيرة وسرحانة علطول
نظرت إليها بضعف قائلة:
- الكلام اللى قاله كرم ميطمنش خالص، مش قادرة افسره، ربنا يستر
***
- هاااا مش ناوى تقول اللى عايز اسمعه منك بقى؟
حرك رأسه بخوف ليقول:
- والله دى الحقيقة يا باشا، حد ادانى فلوس ومسدس وقالى أعمل كدا وقالى انى بعد ما اخلص مهمتى و كرم باشا يقبض عليا هيدينى مبلغ تانى وأنا نفذت علشان محتاج الفلوس
ابتسم يوسف قبل أن يحرك رأسه بالايجاب قائلاً:
- اممم لعبة جديدة، ايوة كدا التشويق يبتدى، معلش يا مسعد أو اسعد وات ايفر أنت هتبقى معانا هنا لغاية ما كرم باشا يجى ويسمع الكلام ده بنفسه وساعتها هو يقرر تمام!
حرك رأسه على الفور بالقبول ليقول:
- تمام يا باشا
***
وصل كرم إلى مكتبه ووضع هاتفه وسلاحه أمامه ثم اتجه إلى النافذة ليستنشق الهواء الطلق ويفكر فى اليوم التالي والذي سيعرف فيه الحقيقة. رن هاتفه برقم يوسف فأمسكه على الفور وأجاب:
- يوسف ايه يبنى 19 مكالمة منك؟!
صاح يوسف بغضب:
- أنت فين ياعم من الصبح!
- أنا لسة واصل أهو، تعالى مكتبى وهفهمك كل حاجة
ما هى إلا ثوانٍ حتى دلف يوسف الى المكتب وهو يقول:
- البيه مختفى فين من الصبح
رفع كرم حاجبيه بتعجب ليقول بغضب:
- أنت ليه بتتكلم على اساس انك خطيبتى مثلا! ما اختفى فى المكان اللى يعجبنى أنت مالك؟
جلس يوسف قبل أن يقول:
- ماشى ياعم مقبولة منك، ارغى بقى كنت فين وحصل ايه
جلس كرم هو الاخر ليبدأ حديثه قائلاً:
- الحقيقة قربت تظهر
ضيق عينيه بعدم فهم ليقول:
- نعم! مش فاهم
ابتسم كرم وبدأ في سرد ما حدث قائلًا:
- عملت بنصيحتك ومرضتش اظلمها وكنت على حق، كريم جالي في المنام وكان زعلان من اللي بعمله ومكنتش فاهم ليه زعلان لكن النهاردة عرفت، كريم واسماء كانوا بيحبوا بعض وكان هيتقدملها لكن حصل اللي حصل وبكرا هعرف منها كل حاجة
- يعني كل المعلومات اللي جبتها حقيقة!
هز رأسه بالإيجاب ليجيبه قائلًا:
- كلها حقيقة وبكرا ان شاء الله هعرف مين اللي عمل كدا وساعتها محدش هينقذه من ايدي
اعتدل يوسف وقال بجدية:
- ربنا يستر، بس هرجع واقولك يا كرم بلاش تهور، متخليش الانتقام يعميك، لو واجهتهم لوحدك هيبقى انتحار وساعتها مش هتكون ساعدت كريم بل بالعكس هتنضم ليه ولا فيه حاجة هتحصل
اغلق كرم عينيه ليقول:
- ربنا يقدم اللى فيه الخير
ثم فتح عينيه وقال:
- صحيح عملت ايه مع الواد اللى اسمه سعيد!
أجابه يوسف على الفور:
- ما ده اللى كنت بتصل بيك علشانه، الواد شكله ملوش فى حاجة وحد بعته طعم
رفع كرم حاجبيه بتعجب:
- طعم! طعم إزاي يعني مش فاهم ومين قالك!؟
اجابه يوسف بتلقائية:
- هو اللي قالي
ارتفع حاجبيه اكثر وقال بجدية:
- هو اللى قالك! وأنت صدقت؟
هز رأسه ليقول:
- أيوة صدقت
اغلق كرم عينيه ليقول بغضب:
- انت لية مصر تعصبنى يا يوسف! سعيد ده مش من أولياء الله الصالحين يعني، ده مجرم وأنا عارف أنا بقولك ايه، كفاية الضربة اللى ضربهالى وحياة أمه ما هرحمه عليها
وقف يوسف ثم اشار بكلتا يديه قائلاً:
- بص بص أنا هجيبهولك وهتسمع منه بنفسك وانا عارف انك مش بتغلط فى تحديد حاجة نهائى
ضم شفتيه وهو يميل رأسه بمعنى الموافقة فذهب يوسف لإحضار «سعيد» وعاد بعد دقيقتان وهو يقول:
- اسمع منه كل حاجة أنت عايزها، أنا هستناك برا عقبال ما تخلص
وتحرك للخارج لكنه وقف والتفت إلى كرم قائلاً:
- عايز ارجع ملقيش انك قتلته
ابتسك كرم وهو يقف قائلاً:
- متقلقش مظنش توصل للحد ده، يلا هوينا خلينا نشوف شغلنا
هز رأسه بإستنكار ثم خرج وترك سعيد وكرم الذى تحرك بإتجاه سعيد ليستجوبه.
بمجرد أن وقف امامه نطق بهدوء:
- ها يا سعيد ناوى تقولى كل حاجة؟
حرك رأسه بالايجاب بسرعة ليقول:
- أيوة يا باشا، هقول كل حاجة واللي حصل بالظبط
إلى اللقاء في الفصل القادم
عبد الرحمن الرداد
•تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية