رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل الثامن عشر 18 - بقلم عبد الرحمن الرداد
الفصل الثامن عشر
عبد الرحمن الرداد
جلس كرم ثم أشار إلى سعيد بالجلوس، فجلس ونطق على الفور:
- اللى حصل يا باشا إن واحد قابلنى وقالى عايزك فى حاجة هتعملها وتاخد 100 الف جنية، خمسين مقدم وخمسين بعد ما أنفذ واللى طلبه منى هو اللى حصل بالحرف الواحد
ظل كرم صامتاً لعدة لحظات ثم تحدث أخيرا ليقول:
- عايز تفهمنى يا سعيد إنك عملت كدا علشان الفلوس! مخدتش فى اعتبارك إن ضربك ليا ممكن ميخليكش تتمتع بالفلوس دى بما انى ظابط واقدر احبسك والبسك ألف قضية ومتشوفش النور تانى!
أسرع سعيد فى الرد ليقول بعينان دامعتان:
- أنا عملت كدا مش علشانى يا باشا انا اللى بصرف على أمى واخواتى وكنت فعلا محتاج الفلوس دى، 4 بيدرسوا وامى اللى بتحتاج كل شهر علاج بيعدى الـ 2000 جنية والعرض اللى اتعرض عليا ده كان طوق النجاه، أنا استحق الحبس يا كرم باشا، أنا معترف انى غلطان
حرك رأسه بعشوائية ليقول:
- لا يا سعيد انت مش هتتحبس وهتروح لأمك واخواتك بس الاول قولى مين ده اللى اتفق معاك
- كان لابس حاجة سودة على وشه يا باشا معرفتش اشوف غير عينه بس
وقف كرم وتحرك عدة خطوات وهو يفكر ثم عاد مرة أخرى إلى سعيد وهو يقول:
- بما ان فيه مبلغ تانى هيتدفعلك بعد العملية يبقى أكيد هيجيلك وساعتها هنكون احنا عاملين فخ ليه ونمسكه بس تتصرف على طبيعتك خالص تمام!
حرك رأسه بالايجاب قائلاً:
- تمام يا باشا
أشار كرم إلى الباب قائلاً:
- يلا روح لأمك واخواتك، زمانهم قلقانين عليك
وقف سعيد بفرح قائلاً:
- بجد يا باشا! امشى؟
حرك كرم رأسه ليقول:
- ايوة
اسرع سعيد فى الرحيل بينما تابعه كرم بنظراته وأسرع إلى احد الضباط ليطلعه على الخطة التى ستمكنهم من القبض على هذا الرجل.
عاد كرم إلى مكتبه وأشعل سيجارته وأخذ يفكر فى حل لهذا اللغز لكن قطع تفكيره صوت يوسف من خلفه وهو يقول:
- صدقتنى ياعم!
التفت كرم وهو يقول:
- أها صدقت ومشيته
رفع يوسف حاجبيه بعدم تصديق قائلاً:
- نعم! وأنا اللى قولت مش هتخليه يشم الشارع تانى
- أنا كنت ناوى على كدا فعلا بس طلع عيل غلبان ملوش فى حاجة وعمل الحوار ده علشان ياخد قرشين ويصرف على أمه واخواته، اللى هيجننى اللى كلمه ده عمل كدا ليه وايه الغرض من الحكاية الغريبة دى اصلا!
ابتسم يوسف ثم اتجه إلى الكرسى قبل أن يقول:
- مش بقول الإثارة والتشويق ريحتهم هبت علينا، شكلنا كدا داخلين على قضية عنب العنب، اخيرا شوية غموض
رفع كرم حاجبيه قائلاً:
- هى لعبة يبنى! فيه حاجة بتحصل احنا مش فاهمينها وليها علاقة بأسماء، هانت بكرا هنفهم كل حاجة
***
ارتشفت المياه من الكوب الموضوع امامها ثم عادت لتكمل حديثها مع اختها قائلة:
- ومن ساعة ما جت وهى قلقانة وبتقولى كرم شكله بيفكر فى حاجة هتأذيه
اسرعت نهال فى الرد قائلة:
- كرم ده كان كل يوم يجى يحكيلى كل حاجة، كل صغيرة وكبيرة والمهمات اللى عملها فى شغله، مكانش بيزهق من الكلام معايا عن كل حاجة لكن بعد موت كريم حسيته بعد عنى سنين ضوئية، مبقتش أشوفه غير مرة فى الأسبوع بالكتير ولو كتر ممكن مرة كل يومين، حتى بقيت اشوفه وأسلم عليه وملحقش اكلمه، بقاله كتير أوى مجاش وأتكلم معايا زى زمان، نفسى اعرف فى دماغه ايه، أنا قلقانة زى ما رحمة قلقانة بالظبط ويمكن أكتر كمان
شعرت فريدة بالحزن فربتت على يد شقيقتها قبل أن تقول:
- حاولى تكلميه أول ما تشوفيه وقوليله، اتصلى بيه فى شغله وكلميه، حاولى تقربى منه، كريم كان زى اخوه، لا ده كان اخوه فعلا، كانوا متربيين مع بعض واللى حصل ده شقلب حياته، لازم تقفى جنبه قبل ما يدمر نفسه بنفسه.
***
"في صباح اليوم التالي"
كانت الفيلا مليئة برجال الشرطة الذين يقفون فى كل مكان وفى أحد الغرف الموجودة بالطابق السفلى توجد جثة وحولها العديد من رجال الشرطة يدونون أقوال العاملين وعلى رأسهم «يوسف» حتى حضر كرم وعلى وجهه علامات استفهام ونظر إلى يوسف قائلاً:
- ايه التفاصيل!
بدأ يوسف فى الحديث قائلاً:
- احمد كمال مهندس ميكانيكا، 29 سنة، مات برصاصة فى دماغه زى ما أنت شايف كدا
نظر كرم إلى الجثة ثم عاود النظر إلى يوسف قائلاً:
- مين اللى بلغ عن جريمة القتل؟
أشار يوسف إلى الخادمة قائلاً:
- مريم شريف، بلغت عن الجريمة من حوالى ساعة
حرك كرم رأسه ثم اتجه إلى مريم بهدوء حتى وصل إليها ثم نظر إليها قبل ان ينطق قائلاً:
- ايه اللى حصل يا مريم! لقيتى الجثة ازاى وكنتي فين وقت اللي حصل
بدأت مريم فى الحديث قائلة:
- بشمهندس احمد كان راجع بدرى من الشغل لكن المرة دى كان متوتر ومتعصب جدا واول ما شافنى زعق وقالى هاتيلى قهوة بسرعة على اوضتى اللى تحت، أنا جريت على المطبخ اعمل القهوة وخلصتها وروحت اوديهاله ولسة هخبط على باب الاوضة سمعت صوت رصاصة اتضربت فصرخت ورميت القهوة من ايدى وعبدالتواب جرى على الفيلا وفتح باب الاوضة ولقينا المنظر اللى حضرتك شايفه ده
وضع كرم يده على رأسه قبل أن يقول:
- ومشوفتيش اللى ضرب عليه نار ده؟ أو حتى شوفتيه وهو بيجري!
حركت رأسها بالرفض قائلة:
- لما عبدالتواب فتح الباب ودخلنا مكانش فيه حد فى الاوضة بس الشباك كان مفتوح
ضم كرم حاجبيه متسائلا:
- مين عبدالتواب ده؟
اسرعت مريم فى الرد لتقول:
- ده بواب الفيلا يا باشا
هز رأسه بالايجاب ثم وجه سؤال آخر:
- مش غريبة انه يعيش فى فيلا طويلة عريضة كدا لوحده!
هزت رأسها بالرفض لتقول:
- لا يا باشا، أصله من شهر بالظبط انفصل هو ومراته وسابت الفيلا هى وابنها الصغير ومن ساعتها وهو قاعد لوحده
هز رأسه قائلاً:
- اممم طيب شكراً يا مريم بس هنحتاجك تدلى بأقوالك دى فى القسم
هزت رأسها بالايجاب لتقول:
- تمام يا باشا اللى سعادتك تؤمر بيه
تحرك كرم واتجه إلى «عبد التواب» حتى وصل إليه ونطق قائلاً:
- قولى يا عبد التواب انت سمعت ضرب النار امتى؟
أجابه على الفور قائلاً:
- من بعد ما رجع البشمهندس بربع ساعة، جريت على الفيلا ولقيت مريم بتصرخ فدخلت لقيته واقع غرقان فى دمه يا باشا
- امممم ومشوفتوش!
حرك رأسه بالنفي قائلاً:
- لا يا باشا، خرجت علطول على برا علشان لو فيه حد الحقه بس ملقتش حد برا خالص ولما رجعت لقيت مريم بلغت
هز رأسه بالإيجاب وردد بتفكير:
- اممم
ثم نظر إليه وسأل مجددا:
- بشمهندس أحمد كان ليه أعداء، اتخانق مع حد آخر فترة
هز رأسه بمعنى "لا" قبل أن يجيبه بجدية:
- بالعكس يا باشا ده محبوب جدا بس من ساعة ما طلق مراته وأحواله اتغيرت وبقى يسهر كتير ويشرب حتى بقى يزعق فينا بطريقة غريبة بدون سبب
لوى ثغره ثم تحرك أمامه وهو يقول:
- مضطرب نفسيًا يعني
رفع الحارس كتفيه وهو يقول:
- حاجة زي كدا يا باشا
التفت إليه مرة أخرى وقال بجدية:
- طيب يا عبد التواب هنحتاج أقوالك دي في القسم بس قبل ما تتحرك عايز عنوان مراته دي
نظر إلى الأسفل للحظات قبل أن يقول باعتراض:
- بس دي يا باشا والدها راجل مهم وعضو مجلس الشعب، صعب تحقق معاها
ابتسم «كرم» واقترب منه حتى وقف أمامه مباشرةً ليقول:
- أنا طلبت منك عنوانها مطلبتش أصلها وفصلها، سؤالي مكانش مفهوم؟
هز رأسه على الفور وقال بقلق:
- لا سعادتك، أنا آسف هكتبلك العنوان
بالفعل قام بكتابة عنوان زوجة المجني عليه وفرد «كرم» ذراعه ليأخذ منه الورقة وهو ينظر إليه نظرة ثاقبة بثت الرعب في قلبه. تركه واتجه إلى صديقه «يوسف» قبل أن يقول:
- كمل أنت أنا هروح مشوار كدا تبع القضية بردو
ضيق الآخر ما بين حاجبيه وردد متسائلًا:
- رايح فين؟
وجه نظره إلى جثة المجني عليه وأجاب على سؤاله:
- رايح لمراته، هستجوبها
رفع أحد حاجبيه بتعجب قبل أن يقول:
- وتروح ليه! نعملها استدعاء
هز رأسه بالرفض ووضح وجهة نظره:
- لسة عارف إن أبوها راجل مهم وحوار زي ده علشان يتم رسمي هياخد وقت، هطب عليهم زي القضاء المستعجل
ابتسم «يوسف» وعقد ذراعيه أمام صدره وهو يقول:
- طالما أبوها راجل مهم ممكن يؤذيك في شغلك
هو يعلم أن ابن خالته لا يستطيع أحد فعل هذا الفعل به لكنه قال ذلك ليستفزه فكان رده:
- تمام يجرب ونشوف مين هيشيل التاني من منصبه
ضحك ونظر إليه قائلًا:
- ما شاء الله سهل جدا حد يستفزك ويخرج أسوأ ما فيك
نظر إليه بعدم رضا ثم مال بجوار أذنه قائلًا:
- تابع القضية يا سيادة الرائد وبطل تفاهة عيب على سنك
- حاضر يا سيدي، ابقى بلغني عملت ايه
هز رأسه بالإيجاب واستعد للرحيل وهو يقول بجدية:
- تمام، يلا تاشو
- تشاو
خرج من موقع الجريمة واتجه إلى سيارته التي قادها إلى عنوان زوجة المجني عليه السابقة وما إن وصل حتى خرج من سيارته واتجه إلى الحارس ليقول بجدية:
- افتح يابني الباب
تقدم الحارس وهو يقول بعدم رضا من طريقته:
- ابنك ايه يا جدع أنت، أنت مين وعايز ايه
ابتسم وأخرج بطاقته وأشهرها أمامه وهو يقول:
- الرائد كرم الزيات، يلا افتح الباب خلصني مش فاضي
هز رأسه بالإيجاب قبل أن يقول متسائلا:
- معلش يعني يا باشا سعادتك عايز مين
- عايز مدام ريهام الجبلي
هز رأسه بالإيجاب وفتح البوابة ليدخل «كرم» بسيارته ثم اتجه هو إلى داخل الفيلا ليبلغ الجميع بوجود ضابط بالخارج ويريد لقاء «ريهام» فخرج والدها نيابة عنها واتجه إلى «كرم» ليقول بتساؤل:
- أنت عايز ايه من ريهام بنتي يا سيادة الرائد
ابتسم وقال بهدوء:
- أبدا هاخد منها كلمتين بس، جوزها السابق اتقتل النهاردة فهسألها سؤالين بس
رفع إصبعه في وجهه وقال محذرا:
- بنتي مش هتخرج ليك، عايزها اطلبها بإذن من النيابة
ابتسم «كرم» ليقول بهدوء شديد ولا مبالاة:
- تمام يا باشا تؤمر، نعملها استدعاء ويتنشر إن بنت رجل الأعمال الكبير وعضو مجلس الشعب راحت القسم علشان يستجوبوها في قتل جوزها
ثم التفت ليعلن رحيله إلا أن صوت والدها ظهر وهو يقول بصرامة:
- استنى
ضحك بصوت غير مسموع وهو يُعطيه ظهره ثم التفت وهو يقول:
- افندم!
نظر إليه لثوانٍ وهو يفكر قبل أن يقول بجدية:
- اتفضل وياريت هم خمس دقايق بس مش أكتر من كدا
- شوور طبعا
بالفعل سمح له بالدخول وجلس على مقعد في الطابق السفلي من الفيلا قبل أن تظهر إحدى الخادمات لتقول بابتسامة:
- تشرب ايه يا فندم؟
ابتسم ابتسامة واسعة وردد بلا مبالاة:
- شوب ليمون لمدام ريهام علشان هحقق معاها
نظرت إليه بتعجب من طريقته وهزت رأسها قائلة:
- تمام
ما هي إلا ثوانٍ حتى حضرت «ريهام» وصافحته قبل أن تجلس وهي تقول بتساؤل:
- افندم، قالولي إنك عايزني؟
ضم كفيه ونظر إليها بتفحص قبل أن يقول متسائلًا:
- أيوة فعلا، جوزك السابق اتقتل النهاردة
رفعت أحد حاجبيها وقالت بلا مبالاة:
- وأنا دخلي ايه بالموضوع!
رسم ابتسامة واسعة على وجهه وقال بهدوء:
- ده لو فرخة كنتي اتخضيتي من الخبر حتى! بقولك جوزك أبو بنتك اتقتل النهاردة! مفيش رد فعل خالص؟
عادت بظهرها إلى الخلف ووضعت قدمًا فوق الأخرى لتقول:
- ده بني آدم بخيل وأناني، ميستاهلش حتى اتخض عليه
لوى ثغره ورفع حاجبيه ليقول بهدوء شديد:
- ده فعلا دافع كويس للقتل
ضيقت ما بين حاجبيها وأسرعت لتدافع عن نفسها قائلة:
- ايه اللي بتقوله ده! أنا عمري ما اقتل نملة حتى، وبعدين مركزي ومركز بابي ميخلينيش افكر فيه أصلا
- متقتليش نملة بس ممكن تدفعي لقاتل يقتلها
شعرت بالاستياء مما يُلمح له وقالت بغضب شديد:
- لاحظ أنت بتكلم مين، أنا بنت ناس مش قاتلة
نهض من مكانه وتقدم خطوة تجاهها ليصرخ في وجهها بغضب:
- لاحظي أنتي بتكلمي مين يا إما اقسم بالله هندمك على اليوم اللي فكرتي فيه إنك بني آدمة!
إلى اللقاء في الفصل القادم
الفصل اللي جاي هنعرف سر أسماء
عارف إن وحشكم فادي وعبدو وحور، هيظهروا بردو😁
الرداد
•تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية