رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم عبد الرحمن الرداد
الفصل الحادي والعشرون
قرب كرسيه منه ثم وضع قدما فوق الأخرى وهو يقول بجدية:
- يلا احكي كلي أذان صاغية
تنفس بصعوبة بسبب تألمه من الضرب وقال بهدوء:
- أنا شغال مع منظمة اسمها الرداء الأحمر، المنظمة دي شغلها في الحاضر هنا وفي المستقبل
ضيق ما بين حاجبيه وقال بتعجب:
- وضح ازاي مستقبل
تابع هذا الشاب بخوف:
- اقصد إن فيه جزئين منهم، جزء هنا في وقتنا والجزء الثاني في المستقبل
ابتسم ومال إلى الأمام وهو يقول بسخرية:
- وطبعا الفيلم ده من انتاج مارفيل
لم تتبدل تعابير وجهه وقال بجدية:
- سعادتك طلبت تعرف الحقيقة وهي دي كل اللي بقوله وهقوله هيكون خيال وصعب تصدقه لكن في النهاية دي الحقيقة يا باشا صمت لثوان قبل أن يحرك رأسه بالإيجاب قائلا:
- كمل
- المنظمة دي أصلا من المستقبل وتحديدا سنة 2047، في الوقت ده عملوا خطة لدمج أرض اسمها أوجاست بالأرض بتاعتنا وده لو تم نص كوكب أوجاست هيموت ونص كوكبنا هيموت علشان يبقى فيه توازن الخطة دي هي انهم هيسافروا بالزمن على الكوكبين علشان يجيبوا عناصر العناصر دي هم بني ادمين ومش أي حد دول نادرين جدا وعلى أرضنا مفيش غير اتنين واحد اسمه كريم وده اتقتل من منظمة معادية والثانية تبقى اسمها اسماء محمد رفعت لازم علشان المشروع ده يتم يكون فيه شخص من الزمن ده على أرضنا وشخص على أرض أوجاست ونفس الموضوع في المستقبل يعني 4 عناصر ده غير إن ده هيتم عن طريق واحدة من المستقبل اسمها حور عندها قدرات خارقة الصنع أي حاجة اللي أعرفه إن العنصر بتاع دلوقتي يبقى اسماء والعنصر بتاع ارضنا بردو من المستقبل واحدة اسمها مي ودي ظابط شرطة، كل ده مش هيقدروا ينفذوه بردو من غير أبحاث حد اسمه رامي في المستقبل صدقني يا باشا ده كل اللي أعرفه كل كلمة قولتها حقيقة ولو مش مصدقني أنا ممكن أخليك تقدر تسافر أرض أوجاست
نهض من مكانه وقال بسخرية تامة:
- تنفع مؤلف أفلام خيال علمي، أنت بتسرح بيا صح! طيب تمام تعالى ترجع لأول السطر علشان شكلك نسيت وجع بوكساتي
هنا رفع صوته وقال بخوف شديد:
- لا بالله عليك يا باشا اقسم بالله أنا بقول الحقيقة ولو عايز تتأكد من كلامي تقدر سعادتك تجيب ازازة زيت وتيجي تاني هقولك ازاي تفتح بوابة السفر
كان عقله يرفض تصديق كل ذلك لكنه وافق على طلبه لأنه بعد ذلك لن يرحمه ابتسم وردد قائلا:
- لازم زيت اكل ولا عادي زيت عربيات؟
-لا يا باشا عادي زيت عربيات
تركه وخرج إلى سيارته قبل أن يسحب وعاء ممتلئ بهذا الزيت ثم عاد إليه ليضعه أمامه قائلا:
- جبت الزيت ارغي
أجابه على الفور وهو ينظر إلى الوعاء:
- ادلق شوية على الأرض واقف قدامهم وغمض عينك وفكر في أرض أوجاست وإنك عارف إنها موجودة وعايز تروحها
ضحك على ما قاله ليقول بسخرية:
- دي جلسة تحضير أرواح بقى
- صدقني يا باشا أنت قريب من الحقيقة، متخليش منطق عقلك دلوقتي اللي يتحكم علشان لو حكمت المنطق هتفضل طول عمرك مش عارف الحقيقة
ابتسم وعاد إلى الخلف خطوتين وهو يقول:
- تمام خليني ماشي وراك كدا كدا انت موجود يعني مش حوار نفذ ما قاله له وقام بسكب نصف الوعاء على الأرض أمامه ثم أغلق عينيه وفكر في أوجاست وأنه يود السفر إلى هناك وفي تلك اللحظة ظهر ثقب دودي أمامه يلتف حول نفسه في شكل بدا له خيالي ولا يصدقه عقل اتسعت حدقتاه بصدمة مما يراه قبل أن ينظر إلى هذا المجرم قائلا:
- ايه اللي أنا شايفه قدامي ده!
- دي البوابة لأوجاست يا باشا، صدقتني دلوقتي
ظل محدقا بتلك البوابة لعدة ثوان وقرر الدخول مهما تكلف الأمر وبالفعل دلف إلى داخل تلك البوابة الغازية وفي تلك اللحظة دلف «يوسف» راكضا فوجد «كرم» يدخل تلك البوابة فصرخ فيه:
- كرم
لم يسمعه لأنه قد دلف إلى هذا الثقب الغريب فتقدم هو حتى وقف أمامه مباشرة وداخله متردد في فعل ما ينويه لكنه اتخذ قراره وعبر هو الآخر تلك البوابة.
فتحت البوابة بحديقة خضراء وخرج منها «كرم» الذي سيطرت على وجهه علامات الصدمة وعدم التصديق، نظر حوله بحيرة كبيرة فهو منذ لحظات كان مع هذا المجرم بعد منتصف الليل والآن هو هنا والشمس ساطعة، في تلك اللحظة صرخ أحد الحراس وهو يوجه سلاحه تجاه «كرم»:
- اثبت مكانك أوعى تتحرك
فاخرج «كرم» سلاحهه ووجهه تجاهه قائلا:
ارمي السلاح اللي في ايدك ده بدل ما ازعلك ما هي إلا ثوان قليلة والتف حوله العديد من الحرس الخاص بالقصر وكان عددهم ضخم لذلك نظر إلى قائدهم وردد بتساؤل:
- انتم مين وأنا فين؟
انتهى من جملته تلك وفتحت البوابة مرة أخرى ليخرج «يوسف» الذي اتسعت حدقتاه عندما رأى سطوع الشمس وهذا الكم من الرجال المسلحين كما أنه وجد «كرم» يوجه سلاحه إلى أحدهم فاقترب منه وقام بخفض يده وهو يقول:
ـ متتسببش في موتنا يا كرم وبعدين ايه المكان ده؟
على الجانب الآخر بالداخل تحرك طيف ذهابا وإيابا بتوتر شديد قبل أن يقول بجدية:
- كل ما هتسافر بالزمن هيخلينا نكمل الحلقة والحل إننا منسافرش المشكلة إننا فاكرين كل اللي حصل ما عدا اسم الشركة هنا تحدثت «حور» وقالت بجدية
ممكن تسافر بس نغير خطتنا بحيث ده ميحصلش تاني وقف «عبدو» وقال برفض تام:
- مش عايزين نخاطر بإننا نسافر لو ده حصل هنضطر تخلي حد علشان يفكرنا باللي حصل لما الوقت يعيد نفسه وكل ده تضيع وقت وفيه خطر لأن الواحد ميضمنش إنها هتتم على خير
نهض «مارد» هو الآخر وقال بجدية:
- السفر دلوقتي فكرة مش ص ...
قاطعه اقتراب مدير الأمن الخاص بالقصر فرفع أحد حاجبيه وهو يقول بتساؤل:
- فيه ايه يا كارم؟
توقف على مقربة منه وأجاب على سؤاله قائلا:
- الأمن قبض على اتنين كانوا مسلحين في حديقة القصر واتضح إنهم جايين من الأرض الأولى لأن البوابة اتفتحت وخرجوا منها
هنا التفت «مارد» ونظر إلى «عبدو» الذي اقترب وهو يقول بتعجب:
- أنا معرفهمش وبعدين من أرضي إزاي عرفوا يوصلوا هنا؟ تعجب هو الآخر من وجودهم لذلك التفت إلى مدير الأمن مرة أخرى وهو يقول:
- هاتهم هنا
- أمر سعادتك
خرج مدير الأمن ومر وقت قليل قبل أن يعود ومعه رجلين من الأمن وأمامهم «كرم، يوسف» مقيدان وصلا إلى غرفة المكتب ونظرا إلى جميع الحاضرين بتعجب قبل أن يقول «مارد» بتساؤل:
- أنتم مين وجيتوا هنا إزاي؟
نظر إليه «كرم» الذي قال بجمود وثقة:
- أنتوا اللي مين وإحنا فين؟
اقترب فادي وأجاب على سؤاله بهدوء:
- أنتوا في أوجاست وأنت دلوقتي قصاد حاكم أوجاست وفي قصره
اتسعت حدقتاه بصدمة كبيرة قبل أن يقول بتعجب:
- يعني كدا كلام الواد ده صح ؟
هنا اقترب «عبدو» وقال بتساؤل:
- واد مين انت مين وحكايتك ايه؟ قول يمكن نقدر نساعدك
صمت لثوانٍ ثم نظر إلى «يوسف» الذي بادله نظرات الحيرة وعدم التصديق فعاد ببصره إليهم ليسرد لهم قصته قائلا:
- أنا الرائد كرم الزيات، ظابط شرطة مصري والحكاية بدأت لما اكتشفوا جثة كريم ابن عمي، كان أخويا وكل يوم مع بعض لدرجة إن الموقف كان صعب إني اتحمله، قالوا إنه انتحر لكن أنا رفضت ده لأن كريم عمره ما يفكر في الانتحار عملت تحرياتي ودورت ورا الموضوع اكتشفت إنه قبل ما يموت كان على علاقة ببنت إسمها اسماء، قربت منها وكنت فاكر إن ليها يد في موته لكن اكتشفت انهم كانوا بيحبوا بعض وإنها اتفاجئت باللي حصل زيي ووعدتني إنها هتقولي الحقيقة في تاني يوم وتاني يوم جيه لكن لما روحت لقيت أهلها مقتولين وهي مخطوفة قررت أروح لحد كان بيراقبها وحد مديله فلوس وأفرجت عنه لكن لما روحت لقيت حد نزل من موتسيكل وخبط على الباب ولما فتح قتله فضلت اطارده لغاية ما مسكته وساعتها فضلت أضرب فيه علشان يقول هو شغال لحساب مين قال إن فيه منظمة اسمها الرداء الأحمر من المستقبل
نظروا جميعهم بصدمة إلى بعضهم البعض وانتبهوا أكثر لحديثه:
- قال إنهم من المستقبل وتحديدا سنة 2047، في الوقت ده عملوا خطة لدمج أرض اسمها أوجاست بالأرض بتاعتنا وده لو تم نص كوكب أوجاست هيموت ونص كوكبنا هيموت علشان يبقى فيه توازن الخطة دي هي انهم هيسافروا بالزمن على الكوكبين علشان يجيبوا عناصر العناصر دي هم بني ادمين ومش أي حد دول نادرين جدا وعلى أرضنا مفيش غير اثنين، الأول يبقى كريم ابن علي اللي اتقتل وقال إنه اتقتل من منظمة معادية والثانية تبقى اسماء وهي اللي قتلوا عيلتها وخطفوها، لازم علشان المشروع ده يتم يكون فيه شخص من الزمن ده على أرضنا وشخص على أرض أوجاست ونفس الموضوع في المستقبل يعني 4 عناصر ده غير إن ده هيتم عن طريق واحدة من المستقبل اسمها حور عندها قدرات خارقة لصنع أي حاجة.
نظروا جميعهم إلى «حور» التي شعرت بالخوف والقلق الشديد بينما تابع «كرم»:
- قال بردو إن العنصر بتاع دلوقتي يبقى اسماء والعنصر بتاع ارضنا بردو من المستقبل واحدة اسمها مي ودي ظابط شرطة، كل ده مش هيقدروا ينفذوه بردو من غير أبحاث حد اسمه رامي في المستقبل على أرضنا
سيطر الصمت على الجميع بينما أغلقت «حور» عينيها لثوان قبل أن تقترب منه قائلة:
- أنا حور، أنا اللي هيخطفوني في المستقبل علشان اصنع التقنية
ضيق ما بين حاجبيه بصدمة قبل أن يقول:
- أنتي ؟
هزت رأسها بالإيجاب وتابعت:
- أيوة أنا، واضح إن ابن عمك ضحية لأفكار المنظمة دي زي ما شخصيتي من المستقبل وجوزي ضحية ليهم
في تلك اللحظة اقترب «عبدو» هو الآخر قائلا:
- افهم من كلامك ده إنهم مش موجودين هنا لكن منتشرين على أرضنا بدليل إنهم قتلوا عيلة اسماء وراقبوها
رفع أحد حاجبيه وقال بتساؤل:
- أرضنا أنت مش تبع الأرض دي؟
حرك رأسه بمعنى لا قبل أن يجيبه:
- لا أنا من الأرض الأصلية ومن مصر كمان
هنا تحدث «يوسف» وسأل هو الآخر:
- ووصلت لهنا ودخلت في ده كله ازاي؟
ابتسم قبل أن يجيبهم:
- لا ده موضوع طويل لو فيه وقت هحكيه ليكم
ثم التفت ونظر إلى مدير الأمن قائلا بجدية:
- فكهم دول ظباط من أرضي ومهمتهم نفس مهمتنا ومفيش منهم
فنظر مدير الأمن إلى «مارد» الذي حرك رأسه بالإيجاب ليسمح له بفك قيدهم.
"عام 2047 على الأرض الأولى"
- ايه اللي يخليكي تخاطري بحياتك علشان قضية خسرانة؟!
قالها «رامي» الباحث لـ الضابطة «مي» التي كانت شاردة، تفكر في خطوتها التالية بغرفتهما في الفندق فنظرت إليه لعدة ثوان قبل أن تجيبه:
- يمكن علشان أنا ظابط شرطة مثلا وبعدين مين قالك إنها خسرانة مش يمكن في النهاية تحصل المعجزة وننتصر إحنا؟ لو كل واحد عمل زيك وقال ليه أشارك في قضية خسرانة يبقى فعلا هتبقى قضية خسرانة، لازم على الأقل نحاول علشان لو فشلنا يبقى عملنا اللي علينا ومبخلناش على بلدنا، أول مرة أعرف إنك رغم علمك فاقد الشغف وعندك لا مبالاة رهيبة
ابتسم بسخرية قبل أن يريح جسده وينام على فراشه لينظر إلى سقف الغرفة قائلا:
- الفشل، الفشل بيحول الواحد من شخص حابب الحياة ومستني المستقبل بكل شغف لواحد مش هامه أصلا ايه اللي هيحصل بكرا بالنسبة ليه الأيام شبه بعض وبتتكرر وكل مرة بيعيش وجع فشله ولو حاول يعدي المرحلة دي وينجح بيفشل تاني وتالت لغاية ما بيوصل المرحلة إني فاشل ليه أكمل ما كدا كدا أنا فاشل
اعتدلت ونظرت إليه باهتمام قبل أن تقول:
- وأنت فشلت في ايه علشان يبقى جواك ده كله ؟
أخرج تنهيدة طويلة وأجابها وهو على نفس حالته تلك:
- أبحاثي دي قضيت أكثر من 7 سنين بعملها، كل حاجة فيها تعبت فيها أوي فوق ما تتخيلي مكنتش بنام أو مكانش بيرتاح ليا بال غير لما الاقي حل لكل مشكلة واجهتني، كان في دماغي إني هقدر أغير نظرة العالم للعلم وإني هعمل حاجة تغير العالم كله وتغير طريقة تفكيره لكن في أول مرة أعرض ابحاثي دي اتقابلت بتجاهل واتقالي بالنص الكلام ده خيال واستحالة يتحقق وإن ده مش علم!!
•تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية