رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم عبد الرحمن الرداد
الفصل الثاني والعشرون
عبد الرحمن الرداد
عام 2047 على الأرض الأولى
- ايه اللي يخليكي تخاطري بحياتك علشان قضية خسرانة قالها «رامي» الباحث لـ الضابطة «مي» التي كانت شاردة تفكر في خطوتها التالية بغرفتهما في الفندق فنظرت إليه لعدة ثوان قبل أن تجيبه:
- يمكن علشان أنا ظابط شرطة مثلا وبعدين مين قالك إنها خسرانة مش يمكن في النهاية تحصل المعجزة وننتصر إحنا؟ لو كل واحد عمل زيك وقال ليه أشارك في قضية خسرانة يبقى فعلا هتبقى قضية خسرانة، لازم على الأقل نحاول علشان لو فشلنا يبقى عملنا اللي علينا ومبخلناش على بلدنا، أول مرة أعرف إنك رغم علمك فاقد الشغف وعندك لا مبالاة رهيبة
ابتسم بسخرية قبل أن يريح جسده وينام على فراشه لينظر إلى سقف الغرفة قائلا:
- الفشل الفشل بيحول الواحد من شخص حابب الحياة ومستني المستقبل بكل شغف لواحد مش هامه أصلا ايه اللي هيحصل بكرا، بالنسبة ليه الأيام شبه بعض وبتتكرر وكل مرة بيعيش وجع فشله ولو حاول يعدي المرحلة دي وينجح بيفشل تاني وتالت لغاية ما بيوصل لمرحلة إني فاشل ليه أكمل ما كدا كدا أنا فاشل
اعتدلت ونظرت إليه باهتمام قبل أن تقول:
- وأنت فشلت في ايه علشان يبقى جواك ده كله؟
أخرج تنهيدة طويلة وأجابها وهو على نفس حالته تلك:
- أبحاثي دي قضيت أكثر من 7 سنين بعملها، كل حاجة فيها تعبت فيها أوي فوق ما تتخيلي مكنتش بنام أو مكانش بيرتاح ليا بال غير لما ألاقي حل لكل مشكلة واجهتني، كان في دماغي إني هقدر أغير نظرة العالم للعلم وإني هعمل حاجة تغير العالم كله وتغير طريقة تفكيره لكن في أول مرة أعرض ابحاثي دي اتقابلت بتجاهل واتقالي بالنص الكلام ده خيال واستحالة يتحقق وإن ده مش علم اتصدمت ساعتها وقولت ازاي ده حصل الواحد مسستم دماغه على سيناريو معين لكن بمجرد بدايته اتدمر، طبعا مكانتش دي النهاية طورت وحاولت مرة واثنين وثلاثة وعشرة لكن في كل مرة بفشل لغاية ما الفشل بقى بالنسبة ليا حاجة عادية واقتنعت إني فاشل
تأثرت بحديثه لكنها نظرت إليه وقالت بابتسامة:
- لو فعلا أنت فاشل تفتكر كانوا هيعملوا اللي بيعملوه دلوقتي علشان ياخدوا أبحاتك اللي هتغير العالم كله !
اعتدل ورفع كتفيه ليجيبها بلا مبالاة:
- بالعكس ده أثبت ليا إني فاشل أكثر لأنهم عايزين الأبحاث في التدمير مش في الخير والتعمير
- مين قالك كل حاجة ليها الخير وليها الشر، مخترع الديناميت كان مخترعه لهد الجبال والمباني الضخمة بغرض المساعدة والخير لكن البشر استخدموه في التدمير هل كدا هو فاشل بالظبط ده ينطبق على حالتك، أبحاثك دي كلها عملتها علشان تطور العلم وتغير تفكير البشر وتساعد على التطور ودلوقتي عايزين يستخدموها في الشر هل ده يعني إنك فاشل أكيد لا طبعا لأنها ليها جانبين ومش معنى إنهم مقدروش ده في البداية يبقى تستسلم، بالعكس أنا أستمر وأطور من نفسي أكثر وأكثر لغاية ما أوصل ليهم وأقنعهم. ساعتها هيتنسي كل التعب اللي فات بالنجاح اللي ساعتها هيبقى ميتوصفش لأنه اتأخر، كل ما النجاح يتأخر كل ما فرحتك لما يجيلك تكبر
ابتسم لكلامها المريح قبل أن يقول بهدوء:
- كلامك جميل، غريبة رغم تعاملك مع المجرمين وجو الأكشن وضرب النار ده بس بتتكلمي بثقة أكنك دكتور نفسي
ابتسمت هي الأخرى وأوضحت له:
- مش شرط علشان بتعامل مع مجرمين ويضرب نار وعايشة في جو صعب يبقى كل حياتي كدا، كلنا بني ادمين وكلنا بنحس وبنتعامل مع مواقف كثير، كفاية كلام بقى ويلا اجهز علشان نتحرك من هنا مش هينفع نطول اكثر من كدا
- تمام
****
- اعتقد قعدة المطلقين دي مش هتفيدنا بحاجة طالما
الحوار كدا يبقى نتحرك
قالها «كرم» الذي نهض من مكانه على الفور فأسرع «عبدو» ليقول بهدوء:
- استنی يا سيادة الرائد شوية لازم نفكر قبل ما ناخد أي خطوة
هنا تحدث «يوسف» الذي قال بعدم رضا:
- أنا لغاية دلوقتي مش قادر أصدق اللي أنا فيه حاسس إني نمت وبحلم والله
نظر إليه «كرم» وقال:
- مش لوحدك بس الحلم ده دلوقتي أمر واقع عايزين يطبقوا الكورة الارضية عايزين يشقلبوها انا مش هرحمهم زي ما حرقوا قلبي على كريم دي الحقيقة اللي كنت عايز أعرفها واديني عرفتها
ثم نظر إلى الجميع وقال بجدية:
- بقولكم ايه أنا هتحرك لوحدي مش هستنى تفكير ولا يحزنون هتتحركوا معايا ولا اروح اسأل عن الشركة لوحدي
نظر الجميع إلى بعضهم البعض قبل أن يقول كل منهم:
- تمام، خلاص احنا معاك
- انا معنديش مانع يلا نتحرك
- يلا بينا
هز رأسه بارتياح ثم نظر إلى «مارد» ليقول بجدية:
- قول لرجالتك يرجعولي سلاحي وسلاح يوسف
رفع «مارد» أحد حاجبيه وقال باعتراض:
- وانا ايه يضمنلى إنك مش هتغدر لو خدت سلاحك ابتسم واقترب منه وهو يقول بهدوء:
- صدقني مشكلتي مش معاك أنت وإلا لو كنت عايز أعمل حاجة فيك أو فيهم كنت عملتها من غير سلاح
ظل موجها بصره إليه لثوان قبل أن يقول بجدية:
- تمام هبلغ کارم يسلمكم الأسلحة
حرك رأسه بالإيجاب والتفت ليجد «حور» التي قالت على الفور:
- لو اسماء اتخطفت فأكيد هي دلوقتي مع شخصيتي من المستقبل
ابتسم وقال بهدوء شديد:
- أنا ولا يهمني اسماء ولا يهمني شخصيتك من المستقبل كل همي انتقم لكريم ابن عمي وشكرا
شعرت بالغضب من طريقته لذلك قالت على الفور:
- متنساش إن اسماء دي تبقى حبيبة ابن عمك يعني كان بيحبها وناوى يتجوزها وأنت بدل ما تحافظ عليها بعد موته مش هامك سلامتها ولا حاططها في دماغك أصلا، تفتكر كريم ابن عمك هيتبسط بكدا؟
ظل محدقا بها ليبحث عن رد مقنع لكنه لم يجد فحديثها لیس به خطأ كما أن غضبه ورغبته في الانتقام جعلت منه شخصا مختلف تماما لا يهتم لشئ ولا يشعر بشيء.
تنفس بصوت مسموع وهرب من هذا الموقف قائلا:
- بلاش تتحديني بالكلام، أنا مش فايق لأي مناقشة هنا
تحدث «يوسف» بصوت مسموع لينهي تلك المناقشة:
- يلا نتحرك
التفت «كرم» وقال بجدية:
- مش هنتحرك كلنا هتحرك أنا وأي حد منهم عارف مكان الشركة دي وهنروح نشوف الدنيا هناك وبعدين نقرر هنعمل ايه
هنا نطق «فادي» على الفور:
- خلاص هروح أنا معاه
حرك «مارد» رأسه بالإيجاب وردد بجدية:
- هيبقى فيه قوة من الأمن قريبة من مكان الشركة لو حصل حاجة هتدوس يا فادي على الجهاز اللي معاك
- تمام یا بابا
***
"عام 2047 على الأرض الأولى"
أسرع الاثنين إلى خارج الفندق وتوجها إلى منطقة ما تعرفها «مي». أوقفت هي سيارة أجرة وأخبرت السائق بالتحرك بعد أن استقل «رامي» المقعد الخلفي وبعد مرور نصف ساعة وصلا إلى وجهتهما تحركت بخطى سريعة وتبعها هو قبل أن يقول بتعجب:
- إحنا رايحين فين؟
أجابته وهي تنظر إلى طريقها:
- هتعرف لما نوصل
ثم توقفت وأخرجت سلاح آخر غير سلاحها وأعطته إياه وهي تقول بجدية:
- أي حد تشوفه أضرب عليه تمام؟
نظر بحيرة كبيرة إلى هذا السلاح قبل أن يقول بتردد:
- عمري ما استخدمت سلاح زي ده
نظرت إلى طريقها وتابعت السير وهي تقول بجدية:
- اديك هتستخدمه يلا مفيش وقت
***
"أوجاست حاليا"
تقدم «كرم» بصحبة فادي حتى وصلا إلى باب تلك الشركة "RW" والتي تذكروا اسمها بمجرد ظهور «كرم» و«يوسف». سد هذا الحارس باب الدخول وردد بجدية:
- مش مسموح دخول غير العاملين بالشركة
هنا تحدث «فادي» بعد أن أشهر بطاقته:
-فادي مارد، أنا هنا بأمر من الحاكم مارد
نفذ الحارس طلبه وسمح لهما بالدخول فتقدم «كرم» و نظر حوله بحثا عن مكتب مدير تلك الشركة لكنه لم يستطيع تحديد المكان لذلك أوقف أحد العاملين وردد بجدية:
- فين مكتب مدير الشركة
تردد الحارس كثيرا فصرخ «كرم» فيه:
- هو بيتكلم أسباني ولا أنت مش بتفهم عربي بيقولك بأمر من الحاكم مارد، وسع من الطريق
نظر إليه العامل بحيرة قبل أن يقول وهو يشير إلى الأعلى:
- الدور الثالث اول مكتب على ايدك اليمين أول ما تخرج من الاسناسير
- تمام
تحرك بخطى سريعة وخلفه «فادي» الذي تعجب من صرامته وشدته كما أنه خشى أن يتسبب بفساد الأمر بسبب تسرعه وتهوره الشديد أسرع ودلف إلى المصعد قبل أن يغلق أبوابه ثم نظر إلى «كرم» قائلا:
- ممكن تهدى شوية مش عايزين ناخد كل حاجة قفش علشان مفيش حاجة تبوظ
نظر إليه الآخر بحاجب مرفوع قبل أن يقول بسخرية:
- أنت هتعلمني شغلي ولا ايه خليك في حالك أحسن علشان هتتعب في التعامل معايا، اشطا يا شبح
- اشطا يا كبير
فضل الصمت وقال بداخل نفسه:
- أنا اسكت احسن علشان شكل خلقه ضيق وهيمسك في خناقي
***
"أوجاست عام 2047"
- بما إننا فاضيين كلميني عنه
قالتها «حور» لـ «اسماء» التي كان زمنها هو الوقت الحالي لكنها التقت بها عن طريق هذا المكان الذي يلتقي فيه الحاضر والمستقبل فأجابتها بابتسامة:
كان ملاك كان شخصية مش هتتكرر، معرفتي بيه كانت لما أنقذني من رجالة المنظمة دي، ساعتها مكنتش فاهمة حاجة ولا هم عايزيني ليه فضل يسأل عني كل يوم لغاية ما عرف هم مين لأنهم وصلوا ليه وساعتها حذرني الفترة دي كانت كل حاجة غامضة مكنتش أعرف الحقيقة بتاعة الناس دي بس كل اللي كنت أعرفه إنهم عاوزيني أنا بالذات علشان حاجة معينة، أما عن كريم فكان عارف كل حاجة لكن ملحقش يحكيلي لأنه مات
ربتت على كتفها بحب وقالت بابتسامة:
- أنا واثقة إنه مات علشان يحميكي، اكيد هو في مكان احسن دلوقتي من اللي إحنا فيه بعيد عن كل اللي بيحصل ده
ابتسمت ابتسامة هادئة وهزت رأسها قائلة:
- ربنا يرحمه اللي حارق قلبي دلوقتي بجد هو امي واخويا يارب كرم يكون لحقهم ومحدش فيهم يحصلوا حاجة
ثم قالت بجدية وهي تنظر لها:
- مفيش مخرج من المكان ده؟
حركت رأسها بأسف قبل أن تجيبها:
- حاولت بكل الطرق لكن للأسف مفيش بس فيه خطة خطرت على بالي أول ما جيتي هنا
ضيقت ما بين حاجبيها لتقول بتساؤل:
- خطة ايه
ابتسمت وقالت بحماس وصوت منخفض:
- المكان ده لو حد ظهر من عندي مش هيقدر يشوفك غير بعد ساعة أو ساعتين من وجوده في المكان لأن ده عيب الملتقى اللي إحنا فيه، لما جيتي أنتي هنا مشوفتكيش غير بعد حوالي ساعتين وبالتالي لو دخل حد عندي الأوضة مش هيشوفك فتقدري تهجمى عليه وتقيدي ايده أو رجله وساعتها هكمل أنا عليه وبعدين ناخد المفتاح اللي معاه ونهرب بس للأسف فيه حاجة مش لطيفة وهي إننا لما نخرج أنتي هتخرجي لزمنك ومكانك وأنا هخرج لزمني ومكاني يعني هننفصل عن بعض وكل واحد هيعتمد على نفسه
شعرت «اسماء» بالخوف والخطر وقالت بتردد:
- بس ده خطر اکید برا المكان ده حراسة كبيرة والخروج منه صعب
ابتسمت «حور» وقالت بثقة كبيرة:
- متقلقيش أكيد دي مفاتتنيش
فردت يدها وقامت بصنع تقنية وهي عبارة عن قنبلة صغيرة من الغاز ثم قامت بصنع سلاح ولكن يقتل عن طريق الليزر وما إن انتهت حتى قالت:
- دي قنبلة غاز قبل ما تخرجي هتدوسي على الزرار الأحمر ده و بعدين ترميها الباب لما يتفتح عندي هيتفتح عندك كمان القنبلة دي فيها غاز منوم بمجرد ما يشموه هيناموا كلهم، هتستني حوالي خمس دقايق لما مفعول الغاز يختفي من الجو وتخرجي وساعتها بقى هيبقى معاكي المسدس ده تدافعي عن نفسك لو قابلتي حد تاني برا خالص شعرت بالخوف الشديد لكنها حركت رأسها بالإيجاب فهي ترغب بالرحيل لكي تطمئن على عائلتها فعقلها يرفض تصديق أن الرصاصة أنهت حياتهما.
مر من الوقت ثلاثون دقيقة قبل أن يفتح أحدهم الباب، هنا همست «حور» بجدية:
- استعدي
هزت رأسها رأسها بالإيجاب وقالت بجدية:
- تمام
***
"الأرض عام 2047"
أخرجت «مي» سلاحها وسندت بظهرها على الحائط المجاور لبوابة حديدية باللون الأحمر ثم نظرت إلى «كرم» وقالت بنبرة حادة:
- ابعد علشان هفجر الباب
نفذ ما قالته وابتعد على الفور بينما أخرجت هي قنبلة وقامت بإلصاقها بهذا الباب قبل أن تتراجع بضع خطوات وما هي إلا ثوان قليلة حتى ضغطت على زر بيدها لتنفجر تلك القنبلة وتفتح المدخل لهذا المكان.
أي خدمة أكشن في جميع الأزمنة، استعدوا للي جاي
•تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية