Ads by Google X

رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم عبد الرحمن الرداد

الصفحة الرئيسية

 رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم عبد الرحمن الرداد 

الفصل الثالث والعشرون

عبد الرحمن الرداد 


دلف إلى داخل المكتب دون إذن وركضت مديرة المكتب تجاهه وهي تقول برفض تام:


- مش مسموح تخش كدا


لم يعطيها أي اهتمام وتابع طريقه إلى الداخل ومعه «فادي». اقترب من مدير تلك الشركة ورفعه من ياقة قميصه قبل أن يقول بغضب:


- وقعتوا تحت ايدي خلاص ومحدش هيرحمكم هنا نظر إليه المدير بفزع شديد قبل أن يقول بخوف واضح


- أنت مين وعايز ايه أنا مش فاهم حاجة 


ابتسم وقال وهو يضغط على أسنانه:


- أنا اللي حرقتوا قلبي على أخويا وابن عمي، أنا اللي عيشتوه في جحيم طول الوقت ده


ضيق ما بين حاجبيه وردد بصوت ضعيف:


- أنا مش فاهم أنت بتتكلم عن ايه أكيد تقصد حد تاني، أنا صاحب الشركة دي ومعرفش حاجة عن اللي بتقوله


 فشدد هو من قبضته على ياقة قميصه مما جعل فادي يتدخل قائلا:


- سيبه يا كرم ملهوش دعوة بحاجة 


نظر إليه نظرة مشتعلة تعبر عن غضبه الشديد ثم صرخ فيه بصوت اهتزت له الشركة:


- أومال مين اللي ليه دعوة


رفع «فادي» صوته هو الآخر وقال بتوضيح:

-  بص على شكله ده شكل قاتل أو حد شغال مع الناس دي شغل عقلك يا باشا شوية متخليش الغضب يعميك


 أشعلت تلك الكلمات غضبه أكثر فترك مدير الشركة واقترب منه ليضغط بيده على رقبته بقوة وهو يقول: مبقاش غيرك يا ... أنت اللي يقولي أعمل ايه ويغلط فيا


 ضغط «فادي» على أسنانه بغضب شديد وتحول إلى جسده المعدني الخارق وسط صدمة «كرم» مما يراه.


 أبعد يده على الفور لأنه بدلا من أن يقبض على رقبته أصبح يقبض على قطعة من المعدن جعلت يده تتألم كثيرا. ظل ينظر إليه بصدمة وعدم تصديق قبل أن يتحدث الأول قائلا: 

- أنا معنديش مشكلة نتخانق وساعتها مش خسران لأن جسمي زي ما أنت شايف كدا معدن لكن أنا مش الشخص ده، خناقنا مع بعض ده نوفره للي يستحق، هتفضل تمشي ورا دماغك كدا صدقني هتخسر هتتحد معانا وتعتبر نفسك واحد مننا هتكسب وهتنتقم لإبن عمك عايز تمشي لوحدك في طريقك امشي بس صدقني ساعتها مش هتعرف تعمل أي حاجة لأن الجنان والخيال اللي إحنا فيه ده مش هتعرف تتصرف قدامه غير لما يبقى معاك فريق ودارس الموضوع ده كله


أغلق «كرم» عينيه وتذكر حلمه بـ «كريم» الذي كان غاضبا منه لذلك فتح عينيه مرة أخرى ورمق «فادي» بنظرة سريعة قبل أن يقول:


- يلا بينا نتحرك من هنا


ثم رحل على الفور دون أن يتفوه بكلمة واحدة أخرى.


***


فتح أحدهم الباب ودلف إلى «حور» التي كانت تجلس بصورة طبيعية فاقترب هو منها ووضع أمامها الطعام وقبل أن يتحرك قفزت «اسماء» على ظهره وقيدت حركته وحاول التخلص منها لكن «حور» نهضت من مكانها وركلته بقوة في بطنه ليقع على الأرض متألما. اقتربت منه ثم وضعت شريحة صغيرة على رأسه ففقد الوعي في الحال.


هنا نظرت إلى اسماء، ورددت بجدية:

- يلا جيه الوقت علي بالك


حركت رأسها بالايجاب واقتربت من الباب ثم ضغطت على زر تلك القنبلة قبل أن ترميها في الخارج. انتظرت خمس دقائق ثم نظرت إلى «حور» ورددت بابتسامة:

- شكرا


ابتسمت هي الأخرى وهزت رأسها قائلة:

- العفو خلي بالك من نفسك لو خرجتي من هنا معاكي مفتاح البوابة التى هتوصلك أوجاست. هما هيعرفوا ينصرفوا قوليلهم بس إنك جاية من طرف حور من المستقبل


 حركت رأسها بجدية ورددت بصوت هادئ:


- إن شاء الله 


ثم تحركت إلى الخارج على الفور وهي تشهر سلاحها فوجدت الجميع نائمون بفعل تلك القنبلة الغازية


شعرت بالقليل من الطمانينة وركضت إلى الخارج حتى وصلت إلى باب مغلق فتقدمت حتى وقفت خلفه مباشرة. استمعت صوت قدم تقترب من هذا الباب لذلك أمسكت سلاحها واستعدت وما أن فتح هذا المسلح الباب حتى اطلقت عليه وركضت إلى الخارج بسرعة كبيرة وأثناء ركضها تفاجات بأحدهم أمامها فأطلقت عليه وأكملت ركضها حتى وصلت إلى سيارة وكان بابها مفتوحا، لم تفكر ودلفت إلى داخلها ثم ضغطت على زر آدارها.


في البداية شعرت بالخوف لأنها لم تقود سيارة من قبل لكنها. تذكرت عندما قام كريم في السابق بشرح بسيط لها وعليها الآن الاعتماد على نفسها حتى لا تتسبب في مقتلها. تحركت بالسيارة ولحسن حظها ساعدها على معرفة الطريق الشاشة الموجودة بالسيارة فهي لم تحتاج إلى هاتف لتعرف الطريق بل كانت تلك الشاشة تظهر لها كافة الطرق وبعد قيادة دامت لساعتين بسبب تحركها ببطئ وصلت أخيرا إلى منزلها واتجهت إلى حارس العقار بلهفة قبل أن تقول بقلق:


- ماما واخويا عاملين ايه يا عم طارق؟ تعجب في البداية أنها تقف أمامه فهو ظنها قد خطفت لكن كلامها جعله لا يفكر بالأمر وقال بحزن:


- احمد في المستشفى، كرم باشا أنقذه لكن


 صمت قليلا ثم تابع:


- لكن والدة حضرتك


 التقط أنفاسه بينما كانت نظراتها متعلقة به وكأنها تعرف ما سيقوله الآن وأخيرا نطق:


- البقاء الله


وقع الخير عليها كالصاعقة فهي لم تستطيع التحمل وسقطت من هول الخبر الذي تلقته بينما انخفض «طارق» وهو يقول:


- ست اسماء أنتى كويسة


انهمرت دموعها بغزارة دون أن يكون لبكائها صوت وكان عقلها لم يستحب الصدمة، أغلقت عينيها أخيرا وخرج صوت بكائها فهي كانت تعطى لنفسها الأمل طوال فترة اختطافها والان تسرب هذا الأمل بتلك الحقيقة الصادمة


**


دلف إلى داخل غرفة المكتب وألقى بسلاحه قبل أن يجلس.


انحنى بظهره لیستند بمرفقيه على ركبتيه ثم دفن وجهه بين كفيه بحزن شديد وسط متابعة الجميع له فهم قد استمعوا لما دار بينه وبين «فادي» بالشركة فاقترب «يوسف» منه ليحاول بث الأمل فيه من جديد فمنعه «عبدو» الذي ابتسم وقال:


- سيبني أنا هتكلم معاه لو مش هيضايقك


ابتسم ابتسامة هادئة وهز رأسه قائلا:


- تمام


اقترب منه ثم جلس أمامه قبل أن يقول بهدوء:


- على فكرة أنت مش غلطان


أبعد وجهه عن كفيه ونظر إليه بحيرة فهو الأول الذي لم يتهمه بالخطأ وتابع الآخر:


- متبصليش كدا أيوة أنت مش غلطان، أنت واحد صحيت من النوم لقيت أغلى حد في حياتك مش هتشوفه تاني طبيعي ده يبقى رد فعلك، أنا عارف إن ده شعور صعب بس صدقني لو دعيتله وأنت واثق من جواك إن الدعوة دي هتخليه في سعادة أكبر هتحس إنك مستريح لمجرد إنه في مكان أحسن ودعوتك دي بترفعه، جرب كل ما تلاقي الزعل والغضب بياكلوا فيك ادعيله هتحس بهدوء وراحة، خليك عارف إن الشر عمره ما هينتصر على الخير، أنا عارف إني اصغر منك بكتير واصغر من إني انصحك بده بس ساعات النصيحة أو المساعدة بتحتاجها من أي حد مش هيفرق مين وسنه ايه، ادعيله


ابتسم وقال بهدوء:


- أنا معرفش عنك حاجة غير إنك مصري زيي والصراحة بعد كلامك ده عايز اعرف اکتر


ابتسم هو الآخر وردد مازحًا:


- تقدر تقول كدا أنا أول واحد من الأرض يوصل أوجاست هنا هتعرف كل حاجة يا باشا، نخلص بس من الكابوس اللي احنا فيه ده وساعتها احكيلك وأهو ويبقى ليا حد أعرفه في الشرطة


- ماشي يا لمض


***


وصلت إلى قبر والدتها وتحركت بصعوبة كبيرة فقدمها لم تعد تتحملها بسبب حزنها الشديد، توقفت أمام القبر ولمسته بيدها وهي تقول ببكاء شديد


- أنا آسفة يا ماما آسفة إني اتسببت في اللي حصلك ده ياريتني كنت مكانك مش مصدقة إنك مش معايا علشان تهوني عليا الأيام الصعبة اللي أنا فيها، بعد اختفاء بابا كنتي أنتي أبويا وأمي وضهري وكل اللي ليا في الحياة، دلوقتي ضهري اتقطم يا ماما علشان أنتي مش معايا، لأول مرة أحس إني عاجزة ومش قادرة اتصرف ولا أعمل حاجة حاسة إن كل ده حلم ومستنية اصحى منه بس هل هعرف اصحى منه سامحيني يا حبيبتي، سامحيني على كل اللي عملته، سامحيني على أي يوم زعلتك أو ضايقتك فيه، أنا نفسي في ايه دلوقتي نفسي احضنك وأعيط في حضنك، حضنك اللي هتحرم منه للأبد، قلبي محروق أوي عليكي، أوعدك إني هاخدلك حقك، هنتقم من اللي حرق قلبي عليكي، مش هرحمهم يا أمي، أقسم بالله ما هرحمهم


***


"الأرض عام 2047"


أخرجت «مي» سلاحها وسندت بظهرها على الحائط المجاور لبوابة حديدية باللون الأحمر ثم نظرت إلى «رامي» وقالت بنبرة حادة:


- ابعد علشان هفجر الباب


نفذ ما قالته وابتعد على الفور بينما أخرجت هي قنبلة وقامت بإلصاقها بهذا الباب قبل أن تتراجع بضع خطوات وما هي إلا ثوان قليلة حتى ضغطت على زر بيدها لتنفجر تلك القنبلة وتفتح المدخل لهذا المكان.


دلفت إلى الداخل بشجاعة كبيرة ومن خلفها «رامي» الذي شعر بالخوف الشديد لأنه لم يتعرض لمثل هذه المواقف من قبل سارت بحذر وه ترفع سلاحها تحسبا لظهور أحد المسلحين وتحركت حتى وصلت إلى درج فصعدته بهدوء حتى وصلت إلى الطابق الثاني ومنه توجهت إلى اليسار لتجد درج آخر فصعدته وظلت تصعد الدرج حتى وصلت إلى الطابق الأخير والذي كان على ارتفاع ضخم، هنا وضعت سلاحها في غمده والتفتت إلى «رامي» قبل أن تقول بجدية


- اجهز هننط على المبنى اللي قصادنا


تقدم خطوتين ليرى هذا المبنى فوجده مبتعد بعض الشيء، من الممكن أن يقفز عليه أحد لكن الارتفاع كان كبير كما أنه من المستحيل أن يقفز من هنا لذلك صاح وقال بغضب:


- أنا استحالة انط من هنا، أنتي مش شايفة المسافة قد ايه! ده لو الواحد نط بسلام أكيد ايد أو رجل هتتكسر


 أنزلت حقيبة ظهرها ورددت بجدية:


- مش عايزة شغل اطفال، لازم ننط من هنا، ده البيت الوحيد اللي هيخلينا نوصل ليهم من غير ما نعاني


 نظر إلى تلك المسافة مرة أخرى قبل أن يقول برفض:


- لا أنا عندي يقتلوني أحسن من إني انط من هنا 


ضمت شفتيها بنفاذ صبر واعتدلت لتواجهه قائلة:


- لحسن حظي عاملة حسابي، أنا اللي هنط وبعدين هترميلي الحبل ده هربطه عندي وأنت اربطه هنا بعدين هتلبس دي وتعلق المشبك في الحبل وتنط هتنزلك على السطح الثاني من غير خدش واحد


تردد قليلا في تنفيذ ما قالته لكن هذا أفضل من القفز لذلك ردد قائلا:


- حاضر بس أنتي هتنطي المسافة دي كلها إزاي؟ 


ابتسمت ورفعت أحد حاجبيها لتقول:


- مش عايزة افاجأك وأقول إني نطيت مسافات اكبر من كدا كمان، دي سهلة بالنسبة ليا، أهم حاجة في النطة النزول هو اللي هيحدد هتتكسر ولا هتنزل بسلام، ظبط مركز ثقل الجسم هو الشفرة كلها كلام أنت مش هتفهمه فياريت ننفذ ونتحرك


حرك رأسه بالإيجاب بينما تراجعت هي وتنفست بعمق ثم ركضت بسرعة كبيرة وقفزت من هذا الارتفاع ونزلت على المبنى الآخر بسلام. اعتدلت ثم أشارت إليه بأن يلقي الحبل لكي تثبت طرفه عندها ويستطيع هو النزول لكنه فاجأها عندما ألقى الحبل كاملا إليها، هنا اتسعت حدقتاها وقالت بصدمة كبيرة


- يابن الغبية!


 •تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent