Ads by Google X

رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم عبد الرحمن الرداد

الصفحة الرئيسية

 رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم عبد الرحمن الرداد 

الفصل الرابع والعشرون

عبد الرحمن الرداد 


انتظرت هروب «اسماء» ورحلت هي الأخرى بعد أن قامت بتنفيذ خطتها وجعلتهم جميعا فاقدين للوعي، أخرجت سلاحها وركضت بسرعة كبيرة إلى أن وصلت إلى قاعة ضخمة بها العديد من الرجال المسلحون، هنا اختبأت خلف صندوق خشبي ضخم وحاولت تنظيم أنفاسها المضطربة بفعل ركضها وما إن هدأت حتى بدأت التحرك بخطوات هادئة وهي تخفي نفسها عن الأعين واستمرت في ذلك حتى أصدرت صوت بقدمها.


هنا التفت أحد المسلحين وتحرك باهتمام باتجاه الصوت وهو يرفع سلاحه تحسبا لوجود أحد لكنه نظر خلف هذا الروبوت الضخم ولم يجد شيء مما جعله يعود إلى حيث كان مرة أخرى وعلى الجانب الآخر تنفست «حور» بهدوء بعد أن تخلصت منه وحملت سلاحها فهي قررت عدم استخدامه إلا إذا اضطرت لذلك حتى لا يقترب منها هؤلاء المسلحون المنتشرون في المكان.


***


وقف قبل أن يشبك كفيه خلف ظهره وتحرك في المكان قبل أن يقول بهدوء:


- واضح إن الشركة دي كان شغلها تمام لغاية وقت معين استولت فيه منظمة الرداء الأحمر عليها وخلتها واجهة ليهم علشان يضللوا أي حد هيدور وميوصلش لجذورهم، بصوا في البداية قبل ما أكمل أنا آسف يا جدعان عن أي موقف أو تعامل وحش خرج مني، أوعدكم ده مش هيتكرر تاني وهنبقى فريق واخوات علشان نقدر نعدي المرحلة الصعبة دي


ابتسم الجميع لحديثه بينما تابع هو:


- دلوقتي بعد ما الدنيا باظت هنا اعتقد كدا المنظمة دي منتشرين على أرضي دلوقتي مش هنا علشان كدا لازم نسافر هناك وجودنا هناك هيبقى ليه نتيجة ومع انتشارهم ده هنقدر نوصلهم بسهولة


في تلك اللحظة وقف «طيف» وتقدم تجاهه وهو يقول:

 - أنا بقول كدا بردو، كرم عنده حق، مواجهتنا معاهم هتبقى على الأرض مش أوجاست


تحدث «مارد» هو الآخر وقال بجدية:


- لو هتسافروا الأرض ياريت كل دقيقة تبعتولي آخر حاجة وصلتولها لأن اليوم هناك بسنة هنا على أوجاست ابتسمت «حور» و نهضت من مكانها لتجلس بجوار والدها وهي تقول بحب:


- متقلقش یا بابا هحاول اخترع تقنية تعمل تواصل بين الأرض وأوجاست واخليك تشوف كل حاجة بتحصل لايف طول الوقت


ابتسم وربت على يدها بحب وهو يقول:


- تمام يا حبيبتي


في تلك اللحظة وقف «يوسف» وقال بجدية:


- تمام لو هنسافر يبقى دلوقتي علشان منضيعش وقت زيادة


ابتسم «فادي» ونظر إليه قائلا:


- متقلقش أنت لما ترجع الأرض هتتفاجئ إن اليوم اللي قعدته هنا يعتبر خمس دقايق على ارضك بس ده ميمنعش إننا نتحرك دلوقتي


وافق الجميع على الرحيل الآن إلى الأرض وبعد مرور نصف ساعة كانوا جميعا على أتم الاستعداد للرحيل.


وقفت «حور» وضغطت على زر السفر بين الأرضين وفتحت بوابة غازية، تقدم الجميع وعبروا من خلالها إلى أن وصلوا إلى هذا المنزل الذي كان يقيد فيه «كرم» هذا المجرم المسؤول عن قتل «سعيد». وقف «كرم» ونظر إليه بصدمة فهو قد تركه ليوم كامل والآن عاد ووجده كما هو في تلك الساعة من الليل، اقترب منه «كريم» صديق «عبدو» وردد قائلا:


- مستغرب من ايه


ظل موجها بصره تجاهه قبل أن يجيبه:


- مستغرب إزاي عدى الوقت ده كله وجينا لنفس الوقت تقريبا!


ابتسم وأجابه بهدوء:


- ما فادي قالك إن اليوم ده يعني خمس دقايق هنا على الأرض، هتحسها غريبة بس هتتعود


رفع كتفيه ثم اتجه إلى هذا المجرم وقال بابتسامة:


 - كلامك طلع صح وعلشان كدا مش هدفنك مكانك وهسلمك علشان تتعلق أفضل على حبل المشنقة


التفت ونظر إلى «يوسف» قائلا:


- بلغ حد من القسم يجي ياخد الواد ده 


- تمام


نظر «عبدو» بصدمة حوله قبل أن يقول بتساؤل:


- هي الساعة كام؟ إحنا بليل


نظر إليه «كرم» وأجابه على الفور:


- إحنا الساعة 3 الفجر دلوقتي


اتسعت حدقتاه بصدمة ووضع يده على رأسه قبل أن يقول:


 - يا مصيبتي، أنا متحرك الصبح وزمانهم في البيت بلغوا عن اختفائي دلوقتي هرجع اقولهم ايه زمانهم قالبين عليا الدنيا 


ابتسم «كرم» واقترب منه وهو يقول:


- عندي فكرة


رفع أحد حاجبيه وهو يقول بتساؤل:

 - ايه ؟


نظر إليهم وقال بجدية:


- يلا نتحرك كلنا في عربيتي وعربية يوسف


ثم عاد ببصره إلى «عبدو» وتابع:


- هتعرف لما نوصل، قولي بس عنوانك


****


" الأرض عام 2047"


- لا أنا عندي يقتلوني أحسن من إني انط من هنا قالها «رامي» لـ «مي» التي ضمت شفتيها بنفاذ صبر واعتدلت لتواجهه قائلة:


- لحسن حظي عاملة حسابي، أنا اللي هنط وبعدين هترميلي الحبل ده هربطه عندي وأنت اربطه هنا، بعدين هتلبس دي وتعلق المشبك في الحبل وتنط هتنزلك على السطح الثاني من غير خدش واحد


تردد قليلا في تنفيذ ما قالته لكن هذا أفضل من القفز لذلك ردد قائلا:


- حاضر بس أنتي هتنطي المسافة دي كلها إزاي؟


ابتسمت ورفعت أحد حاجبيها لتقول:


- مش عايزة افاجأك وأقول إني نطيت مسافات اكبر من كدا كمان دي سهلة بالنسبة ليا، أهم حاجة في النطة النزول هو اللي هيحدد هتتكسر ولا هتنزل بسلام، ظبط مرکز ثقل الجسم هو الشفرة كلها، كلام أنت مش هتفهمه فياريت ننفذ ونتحرك


حرك رأسه بالإيجاب بينما تراجعت هي وتنفست بعمق ثم ركضت بسرعة كبيرة وقفزت من هذا الارتفاع ونزلت على المبنى الآخر بسلام. اعتدلت ثم أشارت إليه بأن يُلقى الحبل لكي تثبت طرفه عندها ويستطيع هو النزول لكنه فاجأها عندما ألقى الحبل كاملا إليها، هنا اتسعت حدقتاها وقالت بصدمة كبيرة:


- يابن الغبية!


ألقى رامي الحبل كاملا قبل أن تتسع حدقتاه وهو يضع كلتا يديه على رأسه قائلا بصدمة كبيرة:


- ايه اللي أنا عملته ده المفروض اربط الحبل هنا وارمي بقيته ليها، يلاهوي على غبائي


نظر إليها من الأعلى بحرج فوجد نظراتها تعبر عن حالها، رسم ابتسامة هادئة على وجهه ورفع كتفيه وهو يقول بهدوء:


- نسيت والله أعمل ايه


أغلقت عينيها بنفاذ صبر وفكرت في حل لتلك المعضلة قبل أن تنظر إلى الحبل بتفكير ثم رفعت بصرها لترى هل من الممكن ارسال طرف الحبل إليه، تنفست بهدوء وقررت إرساله.


ربطت طرف الحبل ثم قامت بلف البقية على شكل دائري واقتربت من الحافة وألقته إلى الأعلى لكنه لم يصل وسقط فسحبته مرة أخرى وعادت الكرة وفي تلك المرة نجحت وأمسك «رامي» طرف الحبل ثم اتجه إلى الخلف وقام بربطه جيدًا. رفع يده وقام بتثبيت المشبك الحديدي بالحبل كما أخبرته ثم تقدم حتى وصل إلى طرف هذا السطح وتردد كثيرًا في القفز لكن مع إشارتها له بيدها أغلق عينيه وترك نفسه يسقط فأوصله الحبل إلى المبني الآخر بأمان بعد أن ساعدت هي في إيقافه في الوقت المناسب.


تنفس بصوت مرتفع فهو لم يتوقع أن يقفز من تلك المسافة الكبيرة بينما اقتربت هي منه ورددت بغضب:


- كنت فاكراك ذكي بس بعد اللي عملته ده اكتشفت إنك أغبى بني آدم في الكون كله


رفع بصره إليها وقال باعتراض شدید:


اعمل ايه يعني رميته من التوتر اللي أنا فيه وبعدين أنا مش بنط كل يوم من فوق المباني زي سيادتك، رفقا بأعصابي شوية أنا كنت هعملها على نفسي!



 •تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent