Ads by Google X

رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل التاسع والعشرون 29 - بقلم عبد الرحمن الرداد

الصفحة الرئيسية

 رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل التاسع والعشرون 29 - بقلم عبد الرحمن الرداد 

الفصل التاسع والعشرون (قبل الأخير)
عبد الرحمن الرداد 

قبل أن يتحركا وقف «عبدو طيف، حور من الحاضر» أمامهما ورددت هي قائلة:

- فيه كارثة هتحصل بعد اللقاء ده، فيه سيستم بيتبني هنا في المكان ده ولازم نوصله حالا

نظر الاثنين إلى بعضهما البعض بتعجب قبل أن يعيد «عبدو» من الماضي بصره إليهم وهو يقول: 

- سیستم ايه اللي بيتبني؟ أنتوا جايين من المستقبل؟

هزت «حور» رأسها وأجابته على الفور:

- أيوة جايين من المستقبل، هتظهر منظمة هتكون عايزة تسيطر على العالم وتدمج الارض وأوجاست

تفاجئ الاثنين بما يسمعانه وعقدت «حور من الماضي» حاجبيها وهي تقول بحيرة كبيرة:

- وايه اللي المفروض إحنا نعمله؟! فين السيستم ده وبيعمل ايه؟

هنا أجابها «طيف» قائلا بجدية:

- السيستم ده بيتحكم في رجالة المنظمة دي لأن كل رجالتهم المسلحين عبارة عن روبوت في صورة بشر بتقنية حديثة من المستقبل السيستم ده بمجرد ما يتدمر هيبقى اتخطينا معظم الطريق

تقدم «عبدو من الماضي» خطوة تجاههم وهو يقول بتساؤل:

- طيب وايه المطلوب مننا؟ 

أجابه شخصيته من الحاضر:

- هنستخدم سرعتنا احنا الثلاثة أنا وأنت وطيف ونمشط المنطقة كلها لغاية ما نلاقيه

ضيق شخصية الماضي ما بين حاجبيه قبل أن يقول معترضا:

- بس إزاي قوتي مش بتظهر غير في أوجاست بس

ابتسم الآخر وقال بثقة:

- كنت فاكر زيك كدا لغاية ما جربت بنفسي، استعد يلا

بالفعل أغلق عينيه وشعر بسريان الشحنات الكهربائية بجسده قبل أن ينطلق بسرعة خارقة بينما تبعه «عبدو وطيف» وبدأ البحث عن هذا النظام.

استمر البحث رغم سرعتهم الخارقة لأكثر من ساعة لكن دون جدوى. لا وجود لشيء هنا وهذا ما أثار تعجبهم جميعا وقرروا العودة إلى الحاضر مرة أخرى وما إن وصلوا حتى أسرع الجميع تجاههم وهم يتساءلون باهتمام كبير:

- دمرتوا السيستم؟!

نظر «طيف» إلى الأسفل وردد بأسف:

- فتشنا المنطقة كلها أكثر من خمس مرات ومفيش أثر لأي حاجة، إزاي يعني بدأ في اللحظة دي وهو أصلا مش موجود

بدأوا جميعا يشعرون بالدوار الشديد وكأنهم على وشك النوم. حاول «كرم» المقاومة وردد بحيرة:

- ايه اللي بيحصل

سقطوا جميعا على الأرض وفقدوا الوعي بينما سد «كرم» تنفسه ففي تلك اللحظة عرف أن ما يحدث هو استنشاقهم لغاز منوم، لا يعلم كيف انتشر ومن ساعد على انتشاره لكن لا يهم فمهمته الوحيدة الآن هي الهرب قبل حضور المسلحون إلى هنا.

بالفعل ركض خارج المكتب والذي كان يوجد له مخرج سري يعلمه هو وحده وما إن اختفى حتى اقتحمت قوات المنظمة المكان بشكل مكثف ليجدوا جميع عناصر تنفيذ المشروع الخاص بهم فاقدون للوعي وهذا ما أسعد قائدهم كثيرا.

قاد سيارته إلى القسم وما إن ترجل منها حتى وجد «يوسف» يخرج وهو يقول بجدية فينك يا كرم سيادة اللواء قالب الدنيا عليك

اقترب منه وردد بجدية:

- سيادة اللواء هجيله بس نلحق الكارثة اللي هتحصل كلها ساعات ونص الكوكب هيموت يا يوسف المنظمة معاهم كل العناصر دلوقتي المكان انتشر فيه غاز منوم وكلهم وقعوا ورجالة المنظمة خدوهم ولولا إني خدت بالي وهربت كان زماني معاهم دلوقتي

ضيق ما بين حاجبيه باهتمام وردد قائلا:

- طيب والحل؟

مرر يده بين خصلات شعره بتفكير قبل أن يقول:

- المشكلة إنهم رجعوا للماضي بس ملقوش حاجة، إزاي بس؟! مفيش أثر فيه حاجة غريبة في الموضوع 

ضم شفتيه ونظر إلى الفراغ بتفكير قبل أن ينظر إليه قائلا: 
- مش ممكن يكون السيستم ده أصلا في اوجاست مش هنا؟

انتبه لجملته الأخيرة واتسعت حدقتاه بصدمة ليتذكر ما حدث سابقا.

"اوجاست قبل أيام"

تقدم «كرم» بصحبة فادي حتى وصلا إلى باب تلك الشركة "RW". سد هذا الحارس باب الدخول وردد بجدية:
- مش مسموح دخول غير العاملين بالشركة هنا تحدث «فادي» بعد أن أشهر بطاقته:
- فادي مارد، أنا هنا بأمر من الحاكم مارد 

تردد الحارس كثيرا فصرخ «كرم» فيه:

- هو بيتكلم أسباني ولا أنت مش بتفهم عربي بيقولك بأمر من الحاكم مارد، وسع من الطريق

نفذ الحارس طلبه وسمح لهما بالدخول فتقدم «كرم» ونظر حوله بحثًا عن مكتب مدير تلك الشركة لكنه لم يستطيع تحديد المكان لذلك أوقف أحد العاملين وردد بجدية:

- فين مكتب مدير الشركة؟!

نظر إليه العامل بحيرة قبل أن يقول وهو يشير إلى الأعلى: 

- الدور الثالث اول مكتب على ايدك اليمين أول ما تخرج من الاسناسير

- تمام

تحرك بخطى سريعة وخلفه «فادي» الذي تعجب من صرامته وشدته كما أنه خشى أن يتسبب بفساد الأمر بسبب تسرعه وتهوره الشديد. أسرع ودلف إلى المصعد قبل أن يغلق أبوابه ثم نظر إلى «كرم» قائلا:

- ممكن تهدى شوية مش عايزين ناخد كل حاجة قفش علشان مفيش حاجة تبوظ

نظر إليه الآخر بحاجب مرفوع قبل أن يقول بسخرية:

- أنت هتعلمني شغلي ولا ايه خليك في حالك أحسن علشان هتتعب في التعامل معايا، اشطا يا شبح

- اشطا يا كبير

ــــــــ

دلف إلى داخل المكتب دون إذن وركضت مديرة المكتب تجاهه وهي تقول برفض تام:

- مش مسموع تخش كدا

لم يعطيها أي اهتمام وتابع طريقه إلى الداخل ومعه «فادي». اقترب من مدير تلك الشركة ورفعه من ياقة قميصه قبل أن يقول بغضب:

- وقعتوا تحت ايدي خلاص ومحدش هيرحمكم

هنا نظر إليه المدير بفزع شديد قبل أن يقول بخوف واضح:

- أنت مين وعايز ايه أنا مش فاهم حاجة

ابتسم وقال وهو يضغط على أسنانه:

- أنا اللي حرقتوا قلبي على أخويا وابن عمي، أنا اللي عيشتوه في جحيم طول الوقت ده

ضيق ما بين حاجبيه وردد بصوت ضعیف:

- أنا مش فاهم أنت بتتكلم عن ايه، أكيد تقصد حد تاني، أنا صاحب الشركة دي ومعرفش حاجة عن اللي بتقوله فشدد هو من قبضته على ياقة قميصه مما جعل فادي يتدخل قائلا:

- سيبه يا كرم، ملوش دعوة بحاجة

نظر إليه نظرة مشتعلة تعبر عن غضبه الشديد ثم صرخ فيه بصوت اهتزت له الشركة:
- أومال مين اللي ليه دعوة

رفع فادي صوته هو الآخر وقال بتوضيح:

- بص على شكله ده شكل قاتل أو حد شغال مع الناس دي! شغل عقلك يا باشا شوية متخليش الغضب يعميك أشعلت تلك الكلمات غضبه أكثر فترك مدير الشركة واقترب منه ليضغط بيده على رقبته بقوة وهو يقول: 

- مبقاش غيرك يا **** أنت اللي يقولي أعمل ايه ويغلط فيا

ضغط «فادي» على أسنانه بغضب شديد وتحول إلى جسده المعدني الخارق وسط صدمة «كرم» مما يراه، أبعد يده على الفور لأنه بدلا من أن يقبض على رقبته أصبح يقبض على قطعة من المعدن جعلت يده تتألم كثيرًا. ظل ينظر إليه بصدمة وعدم تصديق قبل أن يتحدث الاول قائلا:

- أنا معنديش مشكلة نتخانق وساعتها مش خسران لأن جسمي زي ما أنت شايف كدا معدن لكن أنا مش الشخص ده، خناقنا مع بعض ده نوفره للي يستحق، هتفضل تمشي ورا دماغك كدا صدقني هتخسر هتتحد معانا وتعتبر نفسك واحد مننا هتكسب وهتنتقم لإبن عمك عايز تمشي لوحدك في طريقك امشي بس صدقني ساعتها مش هتعرف تعمل أي حاجة لأن الجنان والخيال اللي إحنا فيه ده مش هتعرف تتصرف قدامه غير لما يبقى معاك فريق ودارس الموضوع ده كله

" في الوقت الحالي"

ابتسم «كرم» بعدما تذكر ما حدث ثم نظر إلى «يوسف» قائلا:

- شركة RW تبقى شركة برمجة ودي اللي جابوا اسمها من المستقبل وبداية المنظمة، إحنا كنا ماشيين صح وروحنا وساعتها مدير الشركة عمل فيها غلبان وميعرفش حاجة عن اللي بنقوله في حين إنه هو رئيس المنظمة دي وهو اللي عامل السيستم والسيستم ده موجود في الشركة عنده مش هنا على الأرض، يابن الايه ده بقلشنا

زفر بقوة قبل أن يتابع حديثه:

- لازم نسافر أوجاست حالا يا يوسف

ضيق نظراته وقال بتساؤل:

- إزاي وحور مش معانا؟

جذبه من يده تجاه سيارته وهو يقول بجدية:

- مش شرط وجود حور أنا عارف طريقة للسفر

بالفعل أخذه ووصلا إلى مكان خالي من البشر وأخرج وعاء الزيت الخاص بسيارته قبل أن يسكب محتواه على الأرض. أغلق عينيه وفي تلك اللحظة فتحت البوابة فعبر من خلالها وخلفه «يوسف».

خرج الاثنين من البوابة ليجدا نفسهما في القصر وهنا ركض مارد تجاههما وهو يقول بقلق:

- حصل ايه فين البقية نظر إليه «كرم» وقال بنبرة جادة:

- البقية كلهم عند المنظمة دلوقتي، اسمعني كويس السيستم بتاع الروبوتات موجود في شركة RW ومدير الشركة يبقى هو رئيس المنظمة، للأسف قدر يضحك علينا وإحنا صدقناه، أنا عايز شرطة بكميات كبيرة علشان نهجم على الشركة اكيد الحماية هناك ضخمة علشان كدا لازم نعمل حسابنا 

حرك رأسه بالإيجاب واستدعى مدير الأمن ليبلغه بجعل رجال الشرطة في حالة الاستعداد كما طلب منه ما طلبه كرم وخلال دقائق قليلة حضرت قوة ضخمة من رجال الشرطة مع عربات مصفحة حديثة.

نظر «كرم» إلى «مارد» وطلب منه باهتمام:

- عايز كل الصلاحيات إني اقود القوة دي أنا ويوسف

حرك رأسه بالإيجاب وقال بهدوء

- ليك كل الصلاحيات هبلغ بده حالا

تحرك الاثنين واستقلوا سيارة مدرعة واتجهت تلك القوة الضخمة إلى مكان تلك الشركة التي كان يقف أمامها الآلاف من الروبوتات المسلحون وما إن وصلوا حتى بدأوا في إطلاق الرصاص دون تفاهم واشتعلت المعركة في بدايتها.

خرج «كرم» ورفع سلاحه قبل أن يطلق على أحدهم ثم عاد ونظر إلى «يوسف» قائلا:

دول روبوتات يعني الرصاصة علشان تقضي عليهم لازم تخترق مصدر الطاقة عندهم وده احتماله ضعيف جدا

 خرج «يوسف» وأطلق عدة رصاصات قبل أن يعود إليه مرة أخرى قائلا:

- الحل هو دخول الشركة وتدمير السيستم علشان يقفوا كلهم

تنفس بصوت مرتفع بسبب الوضع الراهن وفكر في حل ثم نظر إليه مرة أخرى ليقول:

- الحل نشتغل بالعقل وعلى الطريقة الحديثة

رفع أحد حاجبيه وقال:

- تسلق؟

هز رأسه بالإيجاب وتراجع وهو يقول:

بالظبط هات الشنط وتعالى ورايا:

ثم رفع صوته:

- مش عايز انسحاب قاوموا

بينما تراجع هو وركض بعيدا عن المكان بمسافة طويلة ثم سلك طريق آخر يوصله إلى الشركة ولكن من الخلف وكما اعتقد لم يتواجد أي مسلحون بهذا الجانب لذلك ركض بسرعة بصحبة «يوسف» وما إن وصلا حتى أخرجا الاثنين مسدس ينتهي بمخالب كبيرة، وجها المسدس إلى الأعلى وضغطا على الزر لتنطلق تلك المخالب وتثبت على سطح تلك الشركة وفي تلك اللحظة بدأوا في الارتفاع بفعل جذب المسدس للحبل المرتبط بتلك المخالب.

ما هي إلا ثوان قليلة حتى وصلا إلى سطح الشركة وهنا نظر «كرم» إلى ابن خالته وردد بجدية مش عايزك معايا أو ورايا بالظبط عايزك تتأخر شوية علشان تحمي ضهري، احتمال لو بقينا مع بعض نتهاجم من ضهرنا علشان كدا لازم نعمل كماشة

حرك رأسه بالإيجاب وردد:

- طيب انزل أنت وأنا دقيقة وهنزل وراك، خلي بالك كويس 

حرك رأسه بالإيجاب ولكنه قبل أن ينزل الدرج نظر إليه وقال بهدوء:

- لو حصلي حاجة قول لرحمة إني آسف علشان بعدت عنها الفترة دي بسبب الانتقام، قول لاهلي إني آسف علشان خليت الانتقام يعميني وبعدت عنهم الفترة دي كلها، قولهم كرم مش وحش بس الضغوط هي اللي عملت فيه كدا، قولهم إني بحبهم كلهم

تقدم «يوسف» ووضع يده على كتفه وهو يقول بقلق: 

- ليه بتقول كدا يا كرم إن شاء الله نرجع مع بعض كويسين

ابتسم وربت على يده التي كانت على كتفه وقال:

- معلش حسيت إني عايز أقول كدا يلا هنزل دلوقتي وزي ما قولتلك تمام

- تمام


 •تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent