Ads by Google X

رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل الثلاثون والاخير 30 - بقلم عبد الرحمن الرداد

الصفحة الرئيسية

 رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل الثلاثون 30 - بقلم عبد الرحمن الرداد 

الفصل الثلاثون (الأخير)

"أوجاست عام 2047"

انتهى أخيرا من لحم تلك الدائرة الكهربائية الموضوعة أمامه، فهو مضى سنوات يصنعها والآن حان وقت استخدامها.

وضعها جانبًا ثم سحب حزمة أوراق وكتب في البداية وتحديدا منتصف الصفحة "لخبطيطا" ثم وضع القلم على بداية سطر جديد وبدأ في كتابة: 

"دائما اللقاء المنتظر والمحبب لا يتم وإن تم لا تكون النهاية محببة على الاطلاق، الإنقاذ، تلك هي مهمتي الآن، مهمتي ليست إنقاذ ما يحدث لأن الوضع سيتم إنقاذه قريبا لكن ما أريد إنقاذه فعليا هو العالم من هذا اللقاء الذي يتسبب دائما بالمصائب، تلك الدائرة ستمحي كل شيء، ذاكرتي ذاكرتها، ذاكرة كل شخص منا عن الآخر، لن يتذكر أحد منا الآخر بعد تفعيلها، سيعود الجميع إلى المكان الذي ينتمي إليه، أعلم أن هذا القرار سيجعل مستقبلي هذا فارغ سيجعل وجود ولدي طيف مستحيلا لأن بعد محو الذاكرة لن يكون المستقبل كما هو عليه الآن، هذا القرار الأفضل للجميع والآن حان وقت تنفيذه.

 "عبد الرحمن الرداد النسخة المستقبلية"

***

"أوجاست الوقت الحالي"

قبل أن ينزل الدرج نظر إليه وقال بهدوء:

- لو حصلي حاجة قول لرحمة إني آسف علشان بعدت عنها الفترة دي بسبب الانتقام، قول لأهلي إني آسف علشان خليت الانتقام يعميني وبعدت عنهم الفترة دي كلها، قولهم كرم مش وحش بس الضغوط هي اللي عملت فيه كدا، قولهم إني بحبهم كلهم

 تقدم «يوسف» ووضع يده على كتفه وهو يقول بقلق:

- ليه بتقول كدا يا كرم ان شاء الله نرجع مع بعض كويسين

ابتسم وربت على يده التي كانت على كتفه وقال: 

- معلش حسيت إني عايز أقول كدا يلا هنزل دلوقتي وزي ما قولتلك تمام

بالفعل نزل الدرج وتحرك بحذر إلى أن سمع خطوات تقترب، علم أنهم بشر وليس روبوت لذلك خرج أمامهم بشجاعة كبيرة وأطلق عليهم الرصاص ليسقطوا جميعًا قتلى.
 تابع تحركه ونزل الدرج المؤدي لمكتب رئيس تلك المنظمة لكنه وجد حراسة مشددة لذلك اختبأ خلف الحائط وجهز سلاحه قبل أن يغلق عينيه للحظات لكي يلتقط أنفاسه وما إن أصبح مستعدًا حتى خرج وسار بخطوات واثقة وهو يطلق الرصاص من سلاحه تجاه هؤلاء المسلحون الذين تفاجئوا بخروجه أمامهم. ظل يطلق الرصاص دون مقاومة منهم فخروجه كان أسرع من رد فعلهم تجاهه.

أطلق رصاصته الأخيرة ليقتل الأخير منهم ثم مال على أحدهم وأخذ سلاحه وتقدم باتجاه المكتب الذي فتحه ودلف إلى داخله، في تلك اللحظة وقف المدير وقال بصدمة:

- أنت دخلت هنا إزاي؟

ابتسم وتقدم بضع خطوات إلى الداخل وهو يوجه سلاحه تجاهه قائلا:

- عايز أقولك إني مش غبي، رجالة الأرض وتحديدا مصر يودوك البحر ويرجعوك عطشان، لو حطيت مليون واحد يحموك هوصلك وهجيبلك وده اللي حصل

ضحك هذا الرجل والذي يُدعى «قاري» قبل أن يقول بهدوء: 

- تعجبني ثقتك في نفسك، ابن عمك كان عنده نفس الثقة دي قبل ما أخلي رجالتي يخلصوا عليه، وصلك إن منظمة معادية هي اللي قتلته لكن الحقيقة إني اللي أمرت بقتله علشان فيه عنصرين على الأرض ولازم الاقوى يموت وقتلته، مش بس كدا ده أنا خليت الكل يظن إنه انتحر وده اللي نجحت فيه

 تبدلت تعابير وجهه الذي احمر من الغضب فها هو قاتل ابن عمه وشقيقه وصديقه الوحيد، القاتل الذي طال البحث عنه. ضغط على أسنانه ورفع سلاحه باتجاه رأسه وهو يقول:

-دورت عليك كتير وسبحان الله كل ده حصل علشان أبقى قدامك دلوقتي لو كنا على الأرض كنت هضطر اقبض عليك وأسلمك علشان أنا رجل شرطة وبحمي القانون لكن هنا في أوجاست معرفش ايه القانون هنا علشان كدا هقتلك وأنا مستريح

أنهى جملته تلك وأطلق رصاصته لكنه تفاجأ باختراقها له واصطدامها بالحائط فضيق ما بين حاجبيه بصدمة ليجد صوت يصدر من خلفه ضاحكا:

- صح كل اللي قولته بس انت متعرفش التكنولوجيا اللي هنا، أنت كنت بتكلم هولوجرام

شعر بالصدمة والتفت على الفور ليطلق عليه لكن الآخر كان أسرع منه وأطلق رصاصة استقرت بصدره، حاول إطلاق الرصاص عليه مرة أخرى لكن «قاري» أطلق رصاصته الثانية لتستقر هي الأخرى في صدر «كرم» الذي شعر بضعف مفاجئ وسقط على ركبتيه قبل أن يسقط منه مسدسه.

اقترب «قاري» والذي كانت ابتسامته واسعة ثم نزل حتى أصبح في مستوى رأسه وقال: 

- أنا اللي دمرت العالم كله ورجالتي في كل حتة هيجي عيل زيك يموتني اديك حصلت ابن عمك

 نظر إليه «كرم» الذي احمر قميصه بفعل الدماء وبحركة مفاجأة سحب سلاحه الذي سقط منه وأطلق رصاصة استقرت في رأس «قاري» ليسقط قتيل في الحال.

وقع السلاح من يده مرة أخرى وسقط على ظهره ليجد صورة «كريم» أمامه، ابتسم ونظر إليه بحب قبل أن يصدر الصوت من ابن عمه:

- ونعم الأخ والصديق متزعلش من اللي حصل دي دنيا فانية، هنا أحسن بكتير، أنا جيت علشان استقبلك بنفسي أخيرا هنلتقي تاني 

ظلت ابتسامته على وجهه قبل أن يردد قائلا:

 - أخيرا شوفتك تاني

 في تلك اللحظة دلف «يوسف» الذي كان يركض بسرعة كبيرة وتفاجئ بـ «كرم» غارقا في دمائه فصرخ وأسرع إليه ليحمل رأسه بين يديه وهو يقول: 

- لا لا يا كرم متفقناش على كدا

نظر إليه بضعف وتلك الابتسامة لم تفارق وجهه ليقول بصوت متقطع:

- هروح لكري..م هو هنا، أهـ..و أنا شايفه، خلي بالك من أهلي، متنساش توصل كل اللي قولتهولك، ادعي.. لي يا يوسف وسام... حني على أي حاجة عملتها زعلتك

ثم حرك رأسه بهدوء تجاه الفراغ حيث يوجد «كريم» في مخيلته وردد بهدوء:

- يلا يا كريم

وفي تلك اللحظة سقطت رأسه بعد أن خرجت أنفاسه الأخيرة.

فتح عينيه بعدم تصديق قبل أن يقول بصوت مرتفع وهو يهزه:

- كرم؟!

لم يتلقى أي إجابة منه فأغلق عينيه وهو يقول:

ليه كدا يا كرم، يارتني ما سمعت كلامك وفضلت معاك هقول ايه لأهلك ولرحمة

مرر أصابعه على عينيه ليغلقهما قبل أن يقول:

 - إنا لله وإنا إليه راجعون

ترك رأسه بهدوء ونهض من مكانه واتجه باتجاه الحاسوب الخاص بـ «قاري» ثم ضغط على أزراره وقام بإقاف هذا النظام ومسحه بالكامل.

في تلك اللحظة وصل «عبد الرحمن من المستقبل» ورفع يده التي كانت بها تلك الرقاقة التي صنعها وضغط على الزر لينتهي كل شيء.

"بعد شهر على أوجاست"

ضربت قدمها الأرض بقوة قبل أن تقول بعدم رضا:

- هفضل لغاية امتى معرفش القدرة الخارقة اللي عندي

 ابتسم «فادي» قبل أن يخرج لسانه قائلا: 

- ولا هتعرفيها يا اوزعة 

رفعت أحد حاجبيها لتقول بعدم رضا:

- اوزعة اتريق بس خليك عارف إن هيجي يوم وأعرف قوتي ايه 

دلف «مارد» إلى الغرفة وردد بابتسامة:

- بتتخانقوا على ايه

 وقفت «حور» وتحركت إلى والدها وهي تقول بحزن:

- عايزة اعرف قوتي ايه؟

وضع يده على رأسها بحب قبل أن يقول بابتسامة وهو يشير إلى يديها:

- قوتك هنا هتكتشفيها في الوقت اللي هتحتاجيها فيه

ضيقت ما بين حاجبيها بحيرة فسألها هو ما الذي بها فأجابته بتعجب:

- مش عارفة يا بابا بس حاسة إني شوفت المشهد ده قبل كدا

ضحك وأسرع ليوضح لها:

- بيقولوا اللي بيحس بالإحساس ده بيبقى في حلقة زمنية، وفيه اسطورة تانية بتقول إنه خطأ في الزمن لكن الحقيقة إنه ولا حاجة من دول ومجرد احساس بس

هزت رأسها بتفهم قبل أن تسأل مرة أخرى:

- سمعت إنك هتغير اسم أرضنا

حرك رأسه بالإيجاب وقال بهدوء:

 - أيوة فعلا، جيه وقت نغير اسمنا

- وايه الاسم الجديد يا بابا؟

جلس على المقعد المجاور له قبل أن ينظر إليها لكي يجيبها قائلا:

- اسم غريب وملهوش معنى بس حسيت إني عايز اسميه، جيه على بالي ومش عايز يروح نهائي، قررت اسميها أوجاست!

"بعد مرور ٤ سنوات"

(الجمعة، 31 يناير، 2025)

تحرك بخطوات ثابتة نحو بوابة معرض القاهرة الدولي للكتاب وفي داخله يأمل النجاح والتوفيق في هذا اليوم الذي انتظره ليرى ثمرة جهده وسهره الطويل من أجل أن يخرج كتابه الأخير بشكل يليق به وبالقراء.

كانت خطواته ثابتة لكن التوتر والقلق كانا بصحبته في هذا الطريق وهذا الصوت يتردد بداخله "هل سأنجح؟!" لم يعرف الإجابة لأنه لا يعرف المستقبل لكنه يثق بأن الله لن يُضيع تعبه وجهده.

وصل للباب المؤدي إلى الداخل وأشهر تذكرة الدخول الخاصة به للضابط المسؤول فأشار إلى الحقيبة الخاصة به وهو يقول بتساؤل:
- فيها ايه الشنطة دي؟
أسرع وأجاب عليه بجدية وتلقائية:
- فيها شوكولاتة
رفع الضابط حاجبيه وقال بصوت مرتفع يعبر عن مدى ضيقه:
- آه أنت جاي تهزر بقى، مصطفااااااا

هنا تحدث «عبدو» بتعجب وحيرة:
- وليه مصطفى بس، والله فيها شوكولاتة، تعالى ياعم بص أهي 
فتح الضابط الآخر الحقيبة ونظر بداخلها ليتأكد ثم عاد ببصره إليه وهو يقول:
- ادخل 
- شوفت بقى إنها شوكولاتة

دلف إلى الداخل وهو ينظر حوله بسعادة كبيرة فمشهد هؤلاء القراء المتواجدين بشكل مكثف يبث الفرحة بداخل القلوب. أخرج في تلك اللحظة هاتفه وقام بمهاتفة صديقه «كريم» الذي أجاب على الفور:
- الكاتب الكبير بتاعنا
هنا رفع الآخر صوته وقال بتساؤل:
- أنت فين يا بني آدم؟

وجد من يضع يده على كتفه من الخلف وهو يقول بابتسامة:
- أنا أهو يا كبير 
التفت وصافحه بابتسامة وهو يقول:
- عجيبة جاي بدري؟ ده أنت يومك بسنة
- يا معلم الكلام ده لما كنا لسة طلاب دلوقتي إحنا ناس متخرجة ومسؤولة دلوقتي مفيش في قاموسها تأخير

رفع «عبدو» أحد حاجبيه وقال بسخرية:
- أومال فضلت لاطعني ساعة مستنيك في الشارع الأسبوع اللي فات ليه يا مسؤول؟
حمحم بحرج قبل أن يهتف بصوت مسموع:
- هنفضل نتكلم كدا ونسيب كتابك لوحده ولا ايه يا عم ألاجا أنت 

ضم شفتيه ونظر إليه بعدم رضا قبل أن يقول:
- مش قولتلك متنادليش بألاجا دي تاني يالا؟ 
ضحك وربت على كتفه وهو يقول:
- خلاص معلش وبعدين غريبة مسمي كتابك الجديد الترياق الفاسد؟! اسم سهل بالبساطة دي كدا؟! يا جدع ده أنت طلعت عنينا في نطق ألاجا السنة اللي فاتت

تركه وتحرك إلى داخل القاعة وهو يقول بصوت مرتفع:
- حاضر المرة الجاية إن شاء الله احطلك اسم يطلع عينك تاني، ما تـ يلا يا نجم
- جاااي أهو 

وصل إليه قبل أن يضع يده على كتفه وهو يقول:
- ألا صحيح ايه اللي أنت كاتبه في الحلقة قبل الأخيرة من لخبطيطا ده؟ أنت كاتب في نهاية الحلقة إن حفل توقيع كتاب الترياق الفاسد يوم الجمعة ٣١ يناير والسبت ٣٢ يناير، معلش هو الشهر بقى ٣٢ يوم امتى؟
رفع أحد حاجبيه وقال بتعجب واضح:
- أنا كاتب ٣٢ يناير؟!
أخرج هاتفه وقام بالنقر عليه قبل أن يضع الهاتف أمام وجهه وهو يقول:
- أهو يا مسطول
وضع يده على وجهه وهو يقول بصدمة:
- يلاهوي ده أنا لو شارب جاز مكنتش هكتب كدا، عادي عادي إن شاء الله محدش ياخد باله
- ما هو ده اللي مستغربه، محدش خد باله فعلا، يلا ياعم خلينا ندخل

دلفا معا إلى داخل قاعة 1 وتحركوا بصعوبة بسبب الزحام الشديد وأثناء تحركهما صرخ «عبدو» قائلا:
- ااااه، ما تمشي عدل يا حاج أنت فارد جناحاتك كدا ليا كوعك دمرلي وشي
هنا توقف هذا الرجل ونظر إليه بسخرية وعدم رضا ليهتف قائلا:
- هو حد كلمك وبعدين محدش قالك تعالى أمشي جنب كوعي، وبعدين فارد نفسك كدا ليه أومال لو ليك كتاب هتعمل فينا ايه

هنا توقف «كريم» وقال ضاحكًا:
- كتاب واحد؟ دول أربعة يا حاج
عقد الرجل ذراعيه أمام صدره بعد أن كتم غضبه وقال:
- وعلشان ليك أربع كتب تمشي تخبط في الناس كدا؟ ايه التكبر ده
هنا رفع «عبدو» صوته وقال:
- يا سيدي أنا اللي مخبوط أنت شارب ايه على الصبح، خلاص يا حاج أنا آسف يا سيدي، يلا يا كريم أنا مش فاهم جناح الدار بعد كدا ليه

تحركا مرة أخرى وبعد القليل من الوقت وصلا أخيرا إلى دار إبهار للنشر والتوزيع وتحديدا جناح (A21). تحدث «كريم» لفترة مطولة مع صديقه لكنه عندما نظر إلى جواره تفاجأ بعدم وجوده فبحث بعينه عنه ليجده يمسك بكتابه وهو ينظر إليه بابتسامة ولا يتحرك. اقترب منه وهزه وهو يقول:
- ايه يابا أنت هنجت ولا ايه، وريني الترياق ده بيقول ايه، عايز حبة

هنا حضن الأول الكتاب وقال وهو يحرك رأسه برفض:
- تؤ تؤ حبة ايه؟ ده ترياق فاسد يابني
- ياعم ما توريني الكتاب ده أنت رخم

مر الوقت وبدأ توقيع الكتاب، وفي وقت ما تحدث «عبدو» مع صديقه ووجد كتاب يوضع بين يديه ليوقعه فالتفت وهو يقول بابتسامة:
- اسم حضرتك علشان الإهداء؟

عقدت تلك الفتاة ذراعيها وقالت بابتسامة ذات معنى:
- حور
حرك رأسه بابتسامة وقال:
- تمام 

بدأ في كتابة الإهداء على الكتاب، وأثناء ذلك ارتفع صوت تلك الفتاة التي قالت بهدوء:
- حلوة رواية لخبطيطا، حبتها جدا، أنا لسة قارئة الفصل الأخير يوم التلات اللي فات
رفع رأسه ونظر إليها بابتسامة وهو يقول:
- ربنا يعزك تسلمي، طبعا لازم تحبيها ده حتى بطلة الرواية على اسمك

ضحكت وأخذت الكتاب منه قبل أن تقول:
- لا الصراحة هي مش على اسمي بس، هي أنا 
رفع حاجبيه وقال بتعجب:
- هااه؟ مين راح فين؟ هي أنتي إزاي؟

ضحكت بسخرية ونظرت إليه نظرة ذات معنى وهي تقول:
- أيوة أنا، علشان كدا جاية اسألك، أنت عرفت إزاي كل التفاصيل دي؟ عرفت إزاي إن أرضنا اسمها أوجاست وعرفت تفاصيلها وعرفت اسم عيلتي واسم أخويا فادي واسم بابا وماما؟! تعرف إنك حليت لغز أرضنا اللي دوخنا في روايتك؟!

بدل نظراته بينها وبين «كريم» الذي مال عليه وقال بصوت غير مسموع:
- بقولك ايه شكلها مجنونة، مشيها يا عم
كتم «عبدو» ضحكه وقال:
- طيب يا ستي أي خدمة حليت لغز أرضكم أهو 
رفعت أحد حاجبيها وقالت بعدم رضا:
- أنت بتتريق؟! على فكرة أنا بتكلم جد
حرك رأسه وقال:
- وأنا بتكلم هزار، بجد كان شرف ليا اقتناء الكتاب يا آنسة حور ولا نخليها مدام بقى ما أنتي مراتي
سيطر الغضب عليها وقالت بصوت مرتفع:
- على فكرة أنت مستفز
رسم ابتسامة على وجهه وقال:
- يا ستي ما أنتي اللي بتقولي كلام محدش يصدقه، رواية لخبطيطا ايه اللي بجد واتكلمت عن حياتكم ولغز أرضكم ايه، دي رواية يعني مش حقيقة، أنا متفهم إن الرواية عجبتك جدا لدرجة إنك اتقمصتي دور البطلة بس مش للدرجة دي يعني

في تلك اللحظة حضر شاب ليضع يده على كتفها وهو يقول:
- ها لقيتي الكاتب العبيط اللي كاتب عننا ده، كان اسمه ايه جراد؟ سماد؟!
هنا لوى «عبدو» ثغره وقال بنفاذ صبر:
- رداد؟!

أشار إليه وهو يقول بابتسامة:
- بالظبط هو ده 
أشار «عبدو» إلى نفسه وردد:
- أنا الكاتب العبيط اللي بتتكلم عنه، وهيبقى مجرم بعد قليل علشان هيفتح دماغك

حمحم فادي بحرج ثم نظر إلى شقيقته وهو يقول:
- مش تقولي إنه واقف بدل ما أنا دخلت فيه شمال كدا
ثم وجه بصره إلى «عبدو» وقال:
- لامؤاخذة يا باشا
 مد يده ليصافحه واستطرد:
- أخوك في الله فادي مارد، ولي عهد أرض أوجاست بعون الله

كتم «عبدو» ضحكه وقال بسخرية:
- وايه أخبار الحاج مارد، طمني عليه
- بخير والله يا رجولة بيسأل عليك علشان يعلقك بعد اللي كتبته ده

هنا تدخل «كريم» ليقول مازحًا:
- والله ما فيه حد هيتعلق غيرك، أنت مجنون زي أختك صح؟
نظر «فادي» إلى شقيقته وقال بتساؤل:
- ايه ده أنتي مجنونة؟ مقولتيش ليه كنا نكشف عنك
ضربته في كتفه وهي تقول بعدم رضا:
- يا أخي اسكت بقى

التقط «عبدو» أنفاسه وقال بنفاذ صبر: 
- طيب الواحد مبسوط باللقاء ده بس سامحوني مش هقدر اقف معاكم أكتر من كدا سامحوني
وقبل أن يتحرك أمسكت هي ذراعه ورددت:
- استنى هنا على فكرة أنا بتكلم بجد

في تلك اللحظة حضر «كرم» ومعه «يوسف» وتوقفا أمام الجناح الخاص بدار النشر ليقول الأول:
- بقى أنت بقى عبد الرحمن الرداد؟
نظر إليه «عبدو» بتوجس قبل أن يقول:
- أيوة أنا، في ايه؟

ابتسم «كرم» وقال بنبرة جادة:
- معاك الرائد كرم اللي سيادتك كاتب عنه في الرواية وسارد تفاصيل حياته وأسماء عيلته
هنا ضحك «عبدو» وقال بصدمة:
- أصلا؟!
كان الحديث تلك المرة من نصيب «حور» التي قالت:
- شوفت إنك كاتب عن ناس حقيقين، ياريت تعرفني إزاي عرفت أرض أوجاست؟ وعرفت عننا كل المعلومات دي إزاي 

ارتفع صوت ضحكه ثم قام بوضع القلم الخاص به في يد صديقه «كريم» وهو يقول:
- أي حد يجي وقعله أنت الترياق الفاسد ولو حد سألك عن الكاتب قوله الترياق مغشوش والكاتب تقل شرب منه

تركه وتحرك فرفع الآخر صوته وهو يقول:
- استنى يبني رايح فين
رفع «عبدو» صوته وهو يتحرك بعيدًا عنهم:
- رايح أكشف على قوايا العقلية، الترياق باظ يا جدعان... الترياق باااااظ

"تمت بحمد الله"
إلى اللقاء في معرض القاهرة الدولي للكتاب يوم الجمعة 31 يناير ويوم السبت 1 فبراير لتوقيع كتاب "الترياق الفاسد" وتحقيق الخيال ...
هكون متواجد في جناح دار إبهار قاعة 1 جناح A21 
كان معكم عبد الرحمن الرداد 
 مؤسس أوجاست وصانع الترياق ...

يتبع الفصل كاملا اضغط هنا ملحوظه اكتب في جوجل "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 دليل الروايات " لكي تظهر لك كاملة 

 •تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent