Ads by Google X

رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل الثالث 3 - بقلم عبد الرحمن الرداد

الصفحة الرئيسية

 رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل الثالث 3 - بقلم عبد الرحمن الرداد 

الفصل الثالث
عبدالرحمن الرداد

- متقوليش كدا، كل اللي عملتيه كان علشان نرجع مش علشان قاصدة ده وبعدين بصي للنتيجة، خلفنا ولد وعيشنا في سعادة كذا سنة ورا بعض ودلوقتي بعد رجوعه بالزمن هنقدر نغير اللي هيحصل ده

قالها لزوجته التي كانت تبكي على ما حدث فرددت هي بتساؤل:

- وده هنقدر نغيره ازاي! كنا قدرنا مع رماد طالما عارفين اللي هيحصل

ابتسم واعتدل في جلسته وهو يقول بثقة:

- رماد حاجة ودول حاجة تانية، رماد كان أنا ومسافر بالزمن وجاي من المستقبل يعني حصل خلاص لكن الرداء الأحمر دلوقتي لو موجودين فهم ضعاف جدا أو لسة أصلا متحدوش، لو احنا بقى قررنا ندور عليهم من دلوقتي ساعتها هنبقى كسبنا وقت وخدنا قوة وساعتها هنوقفهم قبل حتى ما نقابلهم في المستقبل

اقتنعت بحديثه قليلًا قبل أن تقول بتردد:

- تفتكر ده هيحصل؟

ابتسم وهز رأسه بالإيجاب وهو يقول بهدوء:

- افتكر ونص، يلا بينا نقعد مع طيف ونتفق هنعمل ايه الفترة اللي جاية

هزت رأسها بالإيجاب وتحركت معه إلى الخارج واستمعوا لصوت ضحك مرتفع كان يأتي من «مارد» الذي ردد ضاحكًا:

- يخرب عقلك يا طيف دمك خفيف

ضحك «طيف» وتابع:

- والله زي ما بقولك كدا يا جدو والراجل وقف وبص وراه وصرخ وهو بيقول مين اللي شخبط على مراية العربية وأنا جنبه هموت واضحك

ارتفع ضحك الجميع بينما جلس «عبدو» بجواره وردد بجدية:

- بص يا طيف خطتنا دلوقتي نلاقي أثر لمنظمة الرداء الأحمر دي، معندكش أي معلومات زي هم اتأسسوا فين بالظبط

أسرع وأجاب على والده قائلًا:

- أيوة من المعلومات اللي اكتشفتها في المستقبل انهم اتأسسوا هنا على الارض دي، وكانوا عبارة عن شركة صغيرة متخصصة في البرمجة بس للأسف مش فاكر بالظبط الاسم ايه 

هنا تدخلت «حور» ورددت بجدية:

- لازم تفتكر يا طيف لأن فيه شركات برمجة كتير أوي ومش هندور على ابرة في كوم قش!

هز رأسه وحاول أن يتذكر لكنه لم يستطيع وردد بأسف:

- للأسف مش فاكر، كل اللي قرأته ده كان مجرد قراءة سريعة بسبب إني مكنتش مركز بعد اللي حصل، بس أنا عندي فكرة

رددوا جميعا في صوت واحد:

- فكرة ايه؟

ابتسم وقال بحماس شديد:

- نسافر المستقبل، بالمرة نجيب كل المعلومات اللي بابا وصلها وفي نفس الوقت تشوفوا ايه اللي حصل

ضيق «عبدو» ما بين حاجبيه وردد بحيرة:

- نسافر المستقبل إزاي؟

ابتسم واعتدل في جلسته ليقول على الفور:

- أنا عندي نفس قوتك ونقدر نتحرك بسرعة كبيرة جدا، طبعا سمعت عن اختلاف أوقات الزمن

هز الآخر رأسه بالإيجاب وتابع:

- لو حد اتحرك بسرعة كبيرة جدا هيبقى فات عليه وقت قليل لكن بالنسبة للكوكب بتاعه بيبقى عدى سنة مثلا

ابتسم «طيف» وأشار إليه قائلًا:

- بالظبط كدا

ضيق «حور» ما بين حاجبيها وقالت بحيرة كبيرة:

- أنا مش فاهمة حاجة

نظر «طيف» إلى والدته وشرح الأمر بطريقة مبسطة:

- زمان عملوا تجربة وهي إنهم جابوا ساعتين، ساعة حطوها على الأرض عادي وساعة حطوها في طيارة سرعتها كبيرة جدا، وعدى وقت خلينا نقول عدى مثلا ساعة، بعد الساعة دي شافوا الوقت على الساعة اللي في الأرض لقوا فعلا عدى ساعة لكن الساعة اللي على الطيارة لقوا عدى أقل من ساعة بفرق كبير كمان ومن هنا اكتشفنا إن لو حد اتحرك بسرعة كبيرة تكاد تقترب من سرعة الضوء هيبقى الوقت بالنسبة ليه ثواني لكن بالنسبة لسكان الكوكب ده بيبقى سنين، لو اترحكنا أنا وبابا بأقصى سرعتنا هنقدر نسافر بالزمن لأن طبعا سرعتنا أعلى، هيعدي على الأرض هنا سنين لكن هيعدي علينا ثواني

فهمت «حور» لكنها قالت بتوجس شديد:

- هتروحوا لوحدكم!

هنا نظر «عبدو» إلى «طيف» وقال بتساؤل:

- مش هينفع تيجي معانا علشان معندهاش قوة السرعة صح؟

هنا ابتسم «طيف» واقترح على والده قائلًا:

- أيوة لكن لو اتحركنا إحنا الاتنين في خط متوازي جنب بعض وهي معاك وشايلها هنقدر نعمل زي حماية من البرق حواليها تحميها من السرعة دي كلها وساعتها هتقدر تيجي معانا

هنا ضيق عينيه وردد بقلق شديد:

- بس مينفعش نرجع لنفس الزمن تاني! الرجوع بالزمن استحالة

ضحك «طيف» وأشار إلى نفسه قائلًا بثقة:

- أومال أنا رجعت إزاي! المستقبل فيه تطوير ودلوقتي نقدر نرجع عن طريق إننا نتحرك بسرعة في دايرة وعكس بعض، ده بيولد مجال معاكس لفكرة السفر بالزمن وساعتها بنقدر نرجع لنفس الزمن اللي كنا فيه 

ضيقت «حور» ما بين حاجبيها وهزت رأسها قائلة:

- لما الرجوع بالزمن بيحتاج اتنين يتحركوا في دايرة عكس بعض أنت رجعت إزاي؟

ابتسم ونظر إلى «فادي» ليقول بحب:

- خالو فادي ساعدني وبعدين سافر المستقبل تاني

اتسعت حدقتا «فادي» وأشار إلى نفسه بصدمة كبيرة وهو يقول:

- خالو ده اللي هو أنا؟ بقى عني قوة سرعة! ازاي وأنا عندي قوة تانية غيرها!

هنا نظر إلى خاله وقال بتوضيح:

- ده عن طريق جهاز ماما قدرت تصنعه، بيدي أي حد سرعة لكن مش دايمة يعني ممكن ساعة والجهاز بيحتاج يتشحن لمدة أسبوع، أنت ساعدتني في المستقبل ورجعت تاني قبل ما الساعة تنتهي، ها حفلة الأسئلة دي خلصت!

اقتنع الجميع بتلك الاجابات وقرروا أن السفر للمستقبل سيكون في اليوم التالي واستمر حديث الجميع حتى اختفت الشمس وحل الليل.

نظر لها بابتسامة وقال بتردد:

- بصي أنتي مراتي وكل حاجة بس بالنسبة ليا ده هيبقى حقيقي لو تم بمعرفة أهلي وعلى طريقة أرضنا زي كتب الكتاب والفرح وكدا فهدخل أوضة تانية أنام فيها

ظن أنها ستحزن لما قاله لكنها قالت بابتسامة:

- وأنا موافقة، بعد ما كل ده يخلص اتقدم ليا ومعاك أهلك

فرك فروة رأسه وهو يقول مازحًا:

- رغم إني مش عارف هعملها إزاي بس هحاول، تخيلي هقول لبابا عايز أخطب فيقولي تمام ماشي فين العروسة اللي هنخطبهالك فـ أرد عليه بابتسامة بلهاء وأقوله في أوجاست يا بابا وأوجاست دي في كوكب تاني غير الأرض، ساعتها لو لقيتيني اتأخرت يبقى بابا حجزني في مستشفى المجانين

ضحكت بصوت مرتفع قبل أن تنظر له قائلة:

- ساعتها هنلاقي مليون حل، ننتهي بس من ابننا طيف اللي خرب علينا اللحظة الجميلة دي وبعدين نشوف ايه اللي جاي

- على رأيك، هروح بقى أنام علشان مطبق من امبارح بسبب الامتحان الزفت ده، تصبحي على خير

ابتسمت له وقالت بصوت هادئ:

- وأنت من أهل الخير

***

اتجه إلى غرفته وألقى بنفسه على فراشه قبل أن يقرر مهاتفة صديقه «كريم» لكنه تذكر أنه على الأرض الأخرى ولن يستطيع الإتصال به فألقى هاتفه وظل للحظات شاردًا قبل أن يستمع صوت طرقات على الباب، رفع صوته وقال:

- ادخل

فتح «طيف» الباب ودلف وهو يقول بابتسامة:

- الحمدلله إني لحقتك قبل ما تنام يا بابا

ابتسم هو الآخر وأشار إليه قائلًا:

- تعالى يا طيف وبعدين متقوليش يا بابا لأنك أصلا أكبر مني وبحسني عجوز، قولي عبدو عادي 

ضحك وجلس أمام والده على الفراش وهو يقول:

- خلاص هقولك عبدو عادي

وقع نظره على هاتف والده فأمسك به وهو يقول مازحًا:

- ايه قطعة الخردة دي؟

رفع الآخر أحد حاجبيه وردد بعدم رضا:

- بتقول على موبايل أبوك خردة! طبعا ما أنت جاي من المستقبل حيث التكنولوجيا اللي زي الرز، بالنسبة ليك خردة لكن بالنسبة لينا موبايل عادي بيقول الو، وبعدين ورينا موبايلك يا سيدي أما نشوف

أخرج «طيف» من جيب بنطاله قطعة شفافة من الزجاج بحجم عقلة الاصبع ثم ضغط عليها لتتحول إلى هاتف بحجم اليد وكان شفافًا بالكامل وتنبعث من أطرافه أضواء كثيرة جعلت من التصميم الخاص به رائعًا 

اتسعت حدقتا «عبدو» وتناوله من يده وهو يقول بصدمة:

- وه! ليك حق تقول على موبايلي خردة، اندرويد كام ده؟

ضحك «طيف» بصوت مرتفع وقال على الفور:

- اندرويد ايه كل الكلام ده انقرض، دلوقتي فيه شركة واحدة على مستوى العالم بتطور الموبايلات ولا تقولي اندرويد ولا ايفون، فيه اوبشنز كتير جدا زي إنه بيتمدد ويعمل أوضة من زجاج علشان لو في غابة مثلا وهتبات فيها تحميك من الحشرات، وبيتحول بردو لشمسية تحميك من المطر ده غير إنك ممكن تمسك فيه ويطير بيك، كل ده بقى ميجيش حاجة جنب الاستخدام الفعلي جواه وفيه مساعد ماو ده ذكاء اصطناعي اكنه صاحبك وبيتكلم معاك ويقترح عليك وحاجة كدا في الخيال

فتح فمه ونظر إلى الهاتف الذي بيده ليقول بصدمة:

- كل ده في حتة الازاز دي؟ لا مستقبل مستقبل مش هزار

ضحك الاثنين ونظر «طيف» إلى والده ليقول بجدية:

- أنا مبسوط أوي إني معاك يا بابا، بأي شكل أو بأي سن بس قدامي، قضيت وقت طويل أوي من غيركم، مكنتش اعتقد إني اشوفكم تاني 

ابتسم ووضع يده على كتف ابنه قبل أن يقول بجدية:

- صدقني على قد ما أنا مستغرب الوضع ده بس مبسوط بردو، مبسوط إن مستقبلي هيبقى فيه ابن زيك، مبسوط إنك هنا علشان تنقذنا في المستقبل، إن شاء الله هنقدر نمنع كل ده علشان كل حاجة ترجع زي ما كانت وأحسن

ابتسم «طيف» وهز رأسه وهو يقول:

- إن شاء الله

غير مجرى الحديث ونهض من مكانه وهو يقول:

- هسيبك بقى تنام وهروح لماما اتكلم معاها شوية، تصبح على خير

- وأنت من أهل الخير يا طيف

ترك والده واتجه إلى غرفة والدته التي سمحت له بالدخول بعد عدة طرقات على الباب. اعتدلت في جلستها ونظرت إليه بابتسامة قائلة:

- منمتش ليه؟ أوعى تكون من عشاق السهر، اللي اعرفه إن السهر لكل اللي من الأرض الأولى مضر، أنا بعد ما اتجوزت عبده بقيت انام عادي وأنا الوحيدة اللي في أوجاست بنام لأن عندنا مفيش نوم، جربت اسهر كذا مرة لقيتني تعبت

ضحك وجلس على الفراش أمامها قبل أن يقول بتوضيح:

- أنتي هنا أو في المستقبل نفس الشخص، في المستقبل بردو بتقولي ليا أوعى تسهر وتفضلي تقولي النوم بدري مفيد للجسم وبتصحى نشيط، متخافيش أنا متعود أنام بدري وده اتعودت عليه منك

ابتسمت بسعادة قبل أن تقول بهدوء:

- مش عايزاك زعلان أو خايف، شيل كل ده من جواك وخليك عارف إننا سند ليك وهنقدر إن شاء الله نغير اللي حصل ده

اتسعت ابتسامته وقال بسعادة غامرة:

- أنا مش خايف ولا زعلان طول ما أنا هنا معاكم، حاسس بأمان وحب كنت مفتقده من زمان، متتخيليش بحبك قد ايه أنتي وبابا

اقتربت منه أكثر ورددت بحب واضح:

- متخيلة لأن اللي يسافر بالزمن ويعمل اللي أنت عملته علشان يرجع أهله يبقى فعلا بيحبهم اوي، متقلقش أنا مهما يحصل ولو حتى مقدرناش نغير ده ساعتها في المستقبل مش هنفذ اللي هم عايزينه وهقاومهم بأقصى ما عندي علشان أرجعلك

ابتسم وأمسك بيد والدته ثم قبلها وقال بهدوء:

- ربنا يخليكي ليا دايما وميحرمنيش منك يا ست الكل

***

عام "2047"

سار في طريق طويل وبجواره روبوت ولكن يشبه البشر تمامًا ولا يظهر عليه أنه روبوت. تحرك هذا البشري حتى وصل إلى غرفة ضخمة بها العديد من الأجهزة القديمة والتي تعرضت للكسر أو التخريب بينما كانت تجلس امرأة في نهاية تلك الغرفة وتضم قدميها إلى صدرها بخوف شديد.

تقدم هذا الرجل حتى وقف أمامها مباشرةً ليقول بنبرة تحمل التهديد:

- شايفة اللي واقف جنبي ده؟ ده مش بشر، ده روبوت قدرنا نصنع منه ملايين، ده لو سيبناه يخش بين الناس العاديين في الأرضين محدش هيخاف منهم لأنهم بشر لكن في الحقيقة هم متبرمجين على القتل وبمجرد ما ياخدوا مكانهم وسط البشر هيقتلوهم كلهم، بس ده طبعا متوقف على موافقتك للمشروع اللي أنتي رافضاه ده

رفعت وجهها ونظرت إليه باحتقار شديد قبل أن تقول:

- مهما عملت ومهما حبستوني عمري ما هنفذ اللي أنتوا عايزينه

ابتسم وقال بنبرة تحمل التهديد:

- أنتي رافضة المشروع علشان هيقضي على نص كوكبك ونص كوكب الأرض، الروبوت ده بقى هيقضي عليهم كلهم، الحل في ايدك

ابتسمت بلا مبالاة قبل أن تقول بتوضيح:

- مكنتش متخيلة غبائكم يوصل للمرحلة دي، يا غبي لو أنت اللي عملت كدا هيبقى قدر الناس وساعتها مش هبقى مسؤولة عن أرواحهم لكن لو وافقت هبقى أنا المسؤولة علشان كدا مفيش نقطة ضعف تضغطوا عليا بيها 

ضحك هذا الرجل وانخفض حتى يُصبح في مستوى بصرها وقال بجدية:

- لا الصراحة فيه، ازاي غابت عن دماغي دي! ابنك طيف لو قتلناه قدامك! بس خلاص عرفت هعمل ايه

ابتعد عنها فصرخت هي في وجهه:

- أوعى حد يقرب من ابني، ابعدوا عنه

ضحك هذا المجرم وهو يتراجع بظهره إلى الخلف فتابعت هي الصراخ:

- ابني لا! محدش يقرب من ابني؟ لاااااااا

إلى اللقاء في الفصل القادم
توقعاتكم؟
عبد الرحمن الرداد

 •تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent