Ads by Google X

رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل الرابع 4 - بقلم عبد الرحمن الرداد

الصفحة الرئيسية

 رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل الرابع 4 - بقلم عبد الرحمن الرداد 

الفصل الرابع

في صباح اليوم التالي استيقظ الجميع واستعدوا للسفر إلا أن «سيرا» رفضت تحركهم قبل تناول الإفطار ومع إصرارها وافقوا جميعًا وتناولوا الطعام في جو من الصمت والخوف لكن «طيف» قطع هذا الصمت وقال بابتسامة:

- أنا عارف إنك يا جدو أنت وستي وخالو قلقانين من سفرنا بس أحب اطمنكم، السفر بالزمن سهل وبالنسبة ليكم هيعدي في ثواني، يعني إحنا هنروح وممكن نقعد فترة هناك لكن هنرجع في نفس الثانية اللي مشينا فيها بالنسبة ليكم لأننا لما بنرجع بالزمن بنرجع لنفس الثانية وبالتالي مش هتلحقوا تقولوا باي حتى لأننا في نفس اللحظة هنرجع

ضيق «مارد» ما بين حاجبيه وقال بتعجب:

- يعني هترجعوا في نفس الثانية؟

هز رأسه بالإيجاب وتابع بابتسامة:

- شور يا جدو، خليك واثق في حفيدك، هعمل كل اللي أقدر عليه علشان أرجعهم بسلام

ابتسم «مارد» وربت على يد حفيده قبل أن يقول بجدية:

- واثق فيك يا طيف

هنا تحدث «فادي» ووجه حديثه على «طيف» قائلًا:

- بما إني حبيبك في المستقبل كدا يا طفطف ما تاخدني معاكم

رفع أحد حاجبيه وقال بعدم رضا:

- بردو طفطف يا خالو! دايما بتقولهالي في المستقبل وأنا أقولك مبحبش اللقب ده

- يا سيدي أنا ايش عرفني إنك مش بتحب اللقب ده شايفني جاي من المستقبل يعني المهم عايز اجي

رفع كتفيه وقال بأسف:

- للاسف مش هينفع يا خالو، ده هيتم على ماما بس لأن قوتنا احنا الاتنين يادوب تحمي ماما

هنا ابتسم «فادي» وقال بجدية:

- تحميها من السرعة علشان بشرتها متتحرقش لكن أنا عندي قوة الجسم المعدني ولو اتحولت ساعتها مش هتأذي من السرعة

صمت «طيف» قليلا ليفكر بالأمر فتابع «عبدو»:

- فعلا يا طيف ده صح، مش هيتأذي من السرعة وفي نفس الوقت هنركز حمايتنا على حور

اقتنع «طيف» بهذا الاقتراح وقال بجدية:

- تمام، خلاص اجهز يا خالو 

انتهوا من تناول الطعام واستعدوا جميعًا للسفر حيث وصلوا إلى صحراء كبيرة ووقفوا بجانب بعضهم البعض وأمسكوا بأيديهم وفي الخلف كان يقف الحاكم وزوجته ومعهم الكثير من الحراس. نظر «طيف» إلى والده وقال بجدية:

- جاهز يا بابا؟

حرك رأسه بالإيجاب وأجابه:

- جاهز

هنا تحول جسد «فادي» بالكامل إلى معدن فضي اللون وانطلقت قوة من البرق وشكلت حماية دائرية على «حور» قبل أن ينطلقوا جميعهم بفعل سرعة «طيف، عبدو» وتحركوا بسرعة خارقة في خط مستقيم ليتحول كل من حولهم إلى المستقبل حيث كانت تمر السنوات من حولهم بسرعة كبيرة.

بعد مرور دقيقة وصلوا أخيرا إلى العام "2047"

توقفوا عن الركض ونظر ثلاثتهم «فادي، حور، عبدو» إلى الأرض من حولهم ليجدوا ما لم يتوقعوه على الإطلاق فعلى الرغم من وجود التكنولوجيا الحديثة إلا أن الكوكب تعرض للدمار الشديد والكثير من الحرائق في كل مكان، كما انتشرت جرائم القتل بشكل كبير وعم الخراب. تراجع «فادي» بخوف شديد بعد أن رأى ما يحدث وردد بنبرة تحمل الخوف:

- مكنتش اتخيل إن ده اللي هيحصل في المستقبل، وقت رماد مكانش فيه كل الخراب ده، ايه اللي بيحصل!

نظر «طيف» إليه وردد بأسف:

- منظمة الرداء الأحمر هي السبب في كل ده وطبعا لما يخلوا الأرض وأوجاست يتحدوا في كوكب واحد هيبقى من السهل السيطرة على الكوكب ويتحكموا فيه لكن طول ما هم كوكبين مختلفين هينشروا الدمار لكن مش هيقدروا يسيطروا على الاتنين في وقت واحد

انهمرت دموع «حور» وهي تنظر حولها بحزن شديد وقالت بأسى:

- ايه اللي بيحصل في أوجاست ده؟ مش متخيلة إن ارضي يبقى فيها كل ده

شعر «عبدو» بالأسف ووضع يده على كتفها ليقول بهدوء:

- هنغير كل ده، إن شاء الله مش هيحصل ده، المهم نجيب المعلومات اللي لقاها عبدو المستقبلي عن المنظمة دي علشان نقدر نرجع ونوقفهم

هزت رأسها بالإيجاب قبل أن يتحدث «طيف» قائلًا:

- لازم نتحرك قبل ما اجهزة الدرون تصورنا وتكشفلهم إن فيه وجوه جديدة في أوجاست، ساعتها هيدمرونا من قبل حتى ما ندور على حاجة

وافق الجميع على ما قاله وانطلقوا على الفور إلى المنزل الخاص بـ «طيف»

***

على الجانب الآخر في هذا العام (المستقبل) على الأرض، تراجع هذا الشاب إلى الخلف وهو يرفع كلتا يديه معلنًا استسلامه أمام هذا المسلح الذي يوجه سلاحه الرشاش تجاهه. تراجع حتى التصق بالحائط من خلفه وقال بتوجس:

- أنا معملتش حاجة، ايه اللي أنتوا عايزينه مني؟

ابتسم هذا المسلح وقال بنبرة تحمل التهديد:

- عايزين أبحاثك كلها

ضيق هذا الشاب ما بين حاجبيه وقال بحيرة:

- مالها أبحاثي؟ كل الأبحاث الفاشلة دي هتفيد بايه؟

اقترب هذا المسلح أكثر منه وتابع بجدية:

- فاشلة بالنسبة ليك لك بالنسبة لينا كنز، قولنا بقى مخبي الكنز ده فين!

ابتلع غصة في حلقه وأجابه:

- في الخــ....

في تلك اللحظة ضربت فتاة الباب بقدمها بقوة كبيرة ليقع أمامها على الأرض دون أن تتأثر ورفعت سلاحيها حيث كانت تمسك بمسدسين وأطلقت الرصاص على هذا المسلح ومن معه ليقعوا جميعا غارقين في دمائهم وسط صدمة هذا الشاب الذي قال بخوف شديد:

- أنا معملتش حاجة

ابتسمت ووضعت سلاحيها في مخمدهما قبل أن تقول بجدية:

- عارفة إنك معملتش حاجة، أنا مش تبعهم، أنا شرطية ومسؤولة دلوقتي عن حمايتك

ضيق هذا الشاب ما بين حاجبيه ليقول بتعجب شديد:

- مسؤولة عن حمايتي! أنتي تعرفيني منين أصلا وحماية ايه أنا مش فاهم حاجة

رفعت حاجبيها وقالت على الفور:

- رامي الصياد، 28 سنة، دكتور وباحث كبير وبتعمل أبحاث عن الذرة وكيفية دمج أكتر من ذرة في ذرة واحدة، حياتك معرضة للخطر علشان فيه منظمة عالمية متنشرة في العالم عايزة أبحاثك دي لأغراض تانية هعرفهالك لما نمشي من هنا، المنظمة دي هي المسؤولة عن أعمال الخراب في العالم كله وهم اللي وقعوا دول كتيرة وفرضوا سيطرتهم عليها 

اتسعت حدقتاه بصدمة مما يسمعه من تلك الشرطية التي أنقذت حياته منذ لحظات وقال بتوجس:

- عصابة الرداء الأحمر! وعصابة الرداء الأحمر اللي مهددة العالم كله هتعوز مني أنا ايه؟

رفعت أحد حاجبيها وقالت بعدم رضا:

- أظن ده مش وقت نقعد نحكي فيه! رجالتهم هيجوا في أي لحظة ودول بيقتلوا من غير تردد، فين أبحاثك دي!

أشار إلى الخزانة الخاصة به وقال بجدية:

- في الخزنة بتاعتي

نظرت إلى حيث توجد تلك الخزانة وقالت بجدية:

- انجز هاتها ويلا نتحرك من هنا

اسرع بالفعل وفتح خزانته ثم قام بسحب ذاكرة خارجية (flash memory) واتجه إليها وهو يقول:

- هنعمل ايه دلوقتي!

أجابته وهي تنظر إلى جثث هؤلاء المجرمين:

- لابسين نضارات بتبث كل اللي بيحصل مباشر يعني بقيت معروفة بالنسبة ليهم علشان كدا لازم نختفي، يلا بينا

***

على الجانب الآخر وصلوا جميعهم إلى المنزل وما إن فتح «طيف» الباب حتى وجد خاله الذي نهض على الفور ونظر إليهم جميعًا بصدمة وهو يقول:

- أنتوا هنا بجد!

دلف «فادي» من الماضي ونظر إلى شخصيته من المستقبل وهو يقول بصدمة:

- مش معقولة

ابتسم نسخته من المستقبل وقال:

- ده فعلا وضع محدش يصدقه خالص

هز الأول رأسه بمعنى "لا" وقال بسعادة:

- لا مش بتكلم على إني شايف نفسي، بتكلم ان عندك دقن! وأنا زعلان إني أملس؟ أخيرا هيبقى عندي دقن

نظر «فادي» النسخة المستقبلية إلى «عبدو» وقال بتعجب:

- هو أنا كنت عبيط كدا وأنا في سنه؟ 

رفع «عبدو» كتفيه وقال مازحًا:

- للأسف أيوة، مش عارف بقى هل لسة اهبل دلوقتي ولا ايه نظامك

رفع يديه أمام وجهه وردد بجدية:

- لا لا أنا عاقل دلوقتي، بجد عاش من شافكم يا شباب 

اتجه إلى شقيقته وحضنها بقوة وهو يقول:

- وحشتيني اوي يا حور، المستقبل من غيرك وحش أوي

ابتسمت وربتت على ظهره وهي تقول:

- نسختي من المستقبل غايبة لكن نسختي من الماضي موجودة ومعاك

ابتسم ثم ابتعد عنها واتجه إلى «عبدو» وحضنه وهو يقول:

- وحشني رخامتك

رفع أحد حاجبيه وقال بعدم رضا:

- رخامتي! تصدق إنك لسة اهبل ومش جدع، وربنا احكيلهم على موقف المقطم لما كنت بتضحك على قلشات الشباب اللي كانوا عايزين ...

أسرع وكتم فمه قبل أن يُكمل وردد بترجي وهو يهمس:

- بالله عليك اسكت ومتكملش مش عايز طيف يعرف ماضي خاله المهبب

هنا تدخل «طيف» وقال بتساؤل:

- كمل يا بابا خالو ضحك على الشباب ليه! مش فاهم

هنا نظر إلى «فادي» المستقبلي وقال بابتسامة:

- خلاص هستر عليك

ثم نظر إلى «طيف» وقال:

- لا مفيش، ده موقف وراح لحاله 

ثم نظر إلى نسخة «فادي» من الماضي وتابع:

- طبعا أنت فاهم الزتونة 

رفع أحد حاجبيه وقال باعتراض:

- أنت مش جدع على فكرة، وبعدين ده ماضي وانتهى 

ثم نظر إلى نسخته المستقبلية وردد:

- سلمت عليهم كلهم وجاي عليا تقف ليه يعني مش من بقية أهلك أنا؟

وضع يديه في جيب بنطاله وهتف بنبرة مستفزة:

- بشوف وشي كل يوم في المراية بالتالي أنت مش واحشني علشان كدا مسلمتش عليك

ضغط نسخة الماضي على أسنانه بغضب قبل أن يقول:

- تصدق إنك رخم ومستفز! أنا عارف إني بشتم نفسي بس أنت مستفز ورخم

ابتسم نسخة المستقبل ورفع حاجبيه وهو يقول:

- عارف يا أنا

هنا أوقفتهم «حور» التي قالت باعتراض:

- حبوا نفسكم شوية مش كدا، ناقص شوية وهتشدوا في شعر نفسكم

ضحك البقية على حديثها وقال «طيف» لخاله من المستقبل:

- الصراحة يا خالو أول مرة أشوف النسخة التافهة منك، خالو القديم رجعك لشبابك شكله كدا

***

بداخل فندق من فنادق القاهرة من نفس العام "المستقبل" اقتربت تلك الضابطة من الاستقبال ورددت بجدية وهي تشهر بطاقتها:

- أوضة من سريرين 

هنا نظر رامي إليها وقال بتعجب:

- نعم نفس الأوضة

نظرت إليه بلا مبالاة ثم عادت ببصرها إلى موظف الاستقبال الذي قال بهدوء:

- تمام يا فندم ده الكارت الخاص بحضرتك والروبوت هيوصل الشنط لباب الأوضة 

ابتسمت وقال بهدوء:

- شكرا

تحركت ونظرت إلى «رامي» الذي سيطرت على وجهه علامات الدهشة وقال:

- اللي أعرفه إن ظابط شرطة زي حضرتك ياخدني المديرية أو القسم يحطوني تحت الحراسة في بيتي لكن تاخديني أوضة في فندق وهنقعد فيها إحنا الاتنين بأمارة ايه معلش! وبعدين ايه الشنط دي ولا اكنك جاية من سفر

نظرت إلى وجهه بتحدي وهي تقول:

- أنا مي رفعت، زي ما قولتلك أنا هنا علشان احميك وأديك شوفت الكارت بتاعي وبطاقتي وأنا بحجز الأوضة هنا، الطريقة بقى اللي بتقول عليها في الأفلام بس لأن مهما كانت الحماية عليك هتموت لكن لو نفذت اللي هقوله هتعيش وهتفهم أما بقى عن الشنط فهي فيها أسلحة تحمينا في مهمتنا، ممكن تتفضل معايا على الأوضة علشان افهمك الوضع!

هز رأسه بالإيجاب وتحرك معها إلى الغرفة التي فتحتها بواسطة البطاقة التي كانت بيدها فدلف هو إلى الداخل وجلس على الفراش بشرود قبل أن تُدخل هي الحقائب التي أوصلها الروبوت وما إن انتهت حتى جلست على الفراش المقابل له وقالت:

- أنا عارفة إنك مش مصدق أي حاجة من اللي بتحصل حواليك وأنا مقدرة ده لأنك صحيت لقيت حياتك مُعرضة للخطر وفيه مسلحين بيهددوك بحياتك وفجأة تلاقيهم ماتوا قصاد عينك وأظهر أنا، كل ده أنا مقدراة وهفهمك كل حاجة، أبحاثك دي عن دمج الذرات هم عايزينها علشان يدمجوا كوكبنا بكوكب تاني اسمه أوجاست وده مش في المجموعة الشمسية ولا حد يعرف فين

رفع حاجبيه وقال بعدم تصديق:

- كوكب تاني! مش موجود في مجموعتنا الشمسية! يدمجوا كوكبين! معلش حضرتك متأكدة إنك عاقلة زينا؟

لوت ثغرها وتنفست بقوة قبل أن تقول بجدية:

- بص ميهمنيش تصدق ولا متصدقش بس هو ده الوضع، منظمة الرداء الاحمر مسيطرين على أوجاست بالكامل أو زي هنا بينشروا الخراب والقتل في العالم كله علشان يديهم وقت لعمل ده، عايزين أبحاثك لأن عن طريقها هيدمجوا ذرات الكوكب ده بكوكب أوجاست ويبقى كوكب واحد وده عن طريق بحثك بالإضافة لجهاز المفروض إن فيه واحدة على الكوكب التاني عندها قدرة خارقة وهي إنها تصنع أي تقنية اسمها حور، ده لو تم نص سكان الأرض ونص سكان أوجاست هيموتوا علشان يحصل توازن! منظمة الرداء الأحمر مش بس مسؤولة عن كل التدمير اللي بيحصل في العالم، لا دول عايزين يسيطروا على العالم كله وعن طريق الدمج ده هيقدروا يحكموا الكوكب كله ويفرضوا سيطرتهم، دي خطتهم ولو حد وقف قصادهم هيقتلوه من غير تفكير!

إلى اللقاء في الفصل القادم 
توقعاتكم للي جاي؟
عبد الرحمن الرداد

 •تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent