رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل السابع 7 - بقلم عبد الرحمن الرداد
الفصل السابع
عبد الرحمن الرداد
- كرم حاول تنسى، انت ليك مستقبل ولسة شباب واحنا بنحب بعض وكنا هنتجوز، اللى حصل ده خلاك متحبنيش!
نظر لها ثم مد يده إلى وجهها الطفولى وأخذ يبعد خصلات شعرها عن وجهها وهو يقول:
- انا مفيش حاجة هتخلينى محبكيش يا رحمة، انتى الوحيدة اللى عارفة انا بحبك اد ايه، بس مفيش خطوة هاخدها فى علاقتنا غير لما انتقم، ساعتها بس هنتجوز وهرجع اضحك تانى
وقف «كرم» مستعدا للرحيل فأسرعت إليه رحمة قائلة:
- رايح فين؟
امسك بيدها ثم رفعها وقبلها بحب قائلاً:
- رايح الشغل يا حبيبتى
- خلى بالك من نفسك انا مقدرش اخسرك
ابتسم لها قائلاً:
- متقلقيش محدش بيموت ناقص عمر، يلا سلام
اوقفته «رحمة» قائلة:
- لا إله إلا الله
ابتسم كرم مرة أخرى قائلاً:
- محمد رسول الله
ثم رحل على الفور دون حتى ان يجلس مع خالته أو والدته.
دلف إلى سيارته وأدارها بغضب ثم انطلق بأقصى سرعة إلى وجهته، بعد مرور عشر دقائق وصل رامى إلى مقر شركة كبيرة ثم خرج من سيارته واتجه إلى الداخل وسط نظرات الجميع الحائرة المتعجبة وبدون اى كلمة صعد إلى الاعلى تحديداً الطابق السادس ومنه توجه إلى مكتب والده لتقابله السكرتيرة «هايدى» بإبتسامة قائلة:
- كرم باشا، ازيك ثوانى هبلغ خالد بيه انك هنا
اوقفها رامى بإشارة من يده ودلف إلى مكتب والده دون أن يتفوه بكلمة واحدة مما جعلها فى حيرة مما يفعله
وقف «خالد» بسعادة بالغة واتجه إلى ابنه الاكبر وضمه الى صدره قائلاً:
- ياااه يا كرم بقى تبقى ابنى ومعايا فى نفس البيت ومشوفكش الفترة دى!
ارتسمت على وجهه ابتسامة خفيفة يدارى خلفها الغضب الذى يسيطر على كل عضو من اعضاء جسده وأجابه قائلاً:
- معلش يا بابا، مشغول الفترة دى، انت عارف بقى شغلى بس أنا جايلك علشان حاجة معينة
هز «خالد» رأسه بعدم فهم قائلاً:
- حاجة اية دى؟
جلس بعدما ارتسم الغموض على وجهه ونطق بجدية شديدة:
- عايز اى حد يجى الشركة هنا ويسأل عنى تبلغه انى مجرد واحد شغال هنا مش ابنك وتفهم كل واحد شغال فى الشركة الكلام من ده واللى هيعمل عكسه يتطرد فوراً وخد الورقة دى فيها شخصيتى الجديدة وكل حاجة عنها، احفظها وعرف اللى هنا اسمى الجديد بس
ضم «خالد» حاجبيه بحيرة شديدة قائلاً:
- انا مش فاهم، عايزنى اعمل كدا لية يا كرم؟
وقف كرم مستعداً للرحيل وهو يقول:
- اكيد انت عارف لية يا بابا، اكيد حاجة تبع الشغل، هبقى احكيلك بعدين بس ضرورى ده يحصل ولو حد هنا عمل عكس كدا انا مش هرحمه، سلام
انطلق «كرم» دون ان ينتظر رد والده وتحرك إلى الخارج وسط مراقبة الجميع له فأوقفه احد العاملين بالشركة «على» قائلاً:
- كرم باشا، اية اخبارك مبتجيش بقالك كتير لية؟
ابتسم «كرم» بعدما انتهى من مصافحته قائلاً:
- معلش يا على مشغول والله الفترة دى، ايه رأيك نتقابل النهاردة فى كافيه "نورفاست" واحكيلك!
ابتسم على ونطق على الفور مرحباً بعرضه:
- خلاص تمام الساعة عشرة كويس!
- خلاص تمام لو مكنش ورايا حاجة هجيلك علطول لكن لو حصل حاجة هتأخر شوية
حرك رأسه بالموافقة قائلاً:
- خلاص اشطا ، هستناك
***
استمر الحديث بينهما حتى قال هو:
- جبت زيت كمان علشان ننتقل للأرض عندكم بالبوابة
اتسعت ابتسامتها ونظرت إلى زجاجة الزيت ثم نظرت إليه مرة أخرى قائلة:
- يااه أنت لسة فاكر! أنا لقيت طريقة تانية للسفر غير الطريقة دي
رفع حاجبيه بدهشة كبيرة وقال متسائلا:
- وه! طريقة ايه دي، اوعي تقولي زرار بيتداس عليه يفتح البوابة علشان قلبي لا يتحمل الجمال والدلال ده
ضحكت وأجابته على الفور:
- عرفت منين إنه زرار! هو فعلا زرار بدوس عليه بيفتح البوابة علطول وأنا اللي صنعته، فاكر لما قولتلك إني لسة مكتشفتش قوتي الخارقة ايه! الفترة اللي فاتت اكتشفت ده وقوتي طلعت هي ابتكار وصناعة أي تقنية مهما كانت مش موجودة
ابتسم ورفع حاجبيه بإعجاب وهو يقول:
- واو، ما شاء الله عليكي، أنتي مميزة ولازم قوتك تبقى مميزة زيك
نظرت إلى الأسفل بحرج قبل أن تغير مجرى الحديث قائلة:
- يلا نجرب ونروح أوجاست؟
ابتسم وقال بحماس شديد:
- يلا بينا
اخرجت زر صغير وأمسكت بيده قبل أن تنظر إليه بابتسامة قائلة:
- مستعد؟
هز رأسه بالإيجاب وقال بحماس:
- مستعد
ضغطت على الزر وفُتحت بوابة في الهواء وعبر الاثنين من خلالها إلى الجهة الأخرى.
خرج «عبدو» أولا من البوابة ونظر حوله بسعادة وهو يقول:
- يااه رجعت لأرض الأحلام مرة تانية
اقتربت هي منه وقالت بابتسامة:
- أرض الأحلام مشتاقة ليك أوي
التف حتى واجهها وقال بابتسامة حب:
- وأنا مشتاق ليها أوي
نظرت إلى الأسفل بخجل قبل أن تقول بجدية:
- يلا بينا نخش القصر
ضيق حاجبيه بتعجب وهو يوجه نظره إلى هذا القصر وقال بحيرة:
- مش ده قصر رماد بردو؟
هزت رأسها بالإيجاب وأوضحت قائلة:
- أيوة كان قصر رماد لكن هو في الأصل قصر بابا، أنت نسيت إنه حاكم أوجاست ولا ايه
هز رأسه بمعنى "لا" وقال:
- لا منستش بس استغربت لما شوفت القصر مش اكتر، يلا بينا نخش
بالفعل تقدموا إلى الداخل وتفاجئ هو بتمثال ضخم في حديقة القصر الواسعة فأشار إليه وهو يقول بحيرة:
- أنا بشبه على صاحب التمثال ده، مش غريب عليا
ابتسمت وقالت بهدوء:
- ما هي دي المفاجأة اللي قولتلك عليها
اتسعت حدقتاه بصدمة وبدل نظره بينها وبين هذا التمثال ليقول بتساؤل:
- ده أنا صح؟ أيوة فعلا هو أنا
ضحكت على رد فعله وأشارت إليه قائلة:
- فعلا بابا أمر ببنائه علشان ساهمت في إنقاذ الكوكب
شعر بالسعادة كثيرا وردد بحماس:
- لا الصراحة اتحمست أشوف بابا ده، شكله راجل عسلية
تقدم هو وهي إلى الداخل وظل ينظر حوله بإعجاب فالقصر قد تغير كثيرا منذ آخر زيارة له، ظل يلتف حول نفسه ليشاهد كل شيء من حوله وفي تلك اللحظة نزل الحاكم الدرج وتقدم بضع خطوات حتى وقف خلف «عبدو» مباشرة والتف الثاني بتلقائية لكنه صرخ بفزع عندما وجد الحاكم بوجهه، نظم أنفاسه وقال باعتذار:
- آسف والله كنت سرحان وهوب لقيت حضرتك في وشي
ابتسم الحاكم وردد بسعادة غامرة:
- ولا يهمك يا ابني
هنا تقدمت «حور» وأشارت إلى «عبدو» قائلة:
- ده عبدالرحمن يا بابا
ثم أشارت إلى والدها ووجهت نظرها إلى «عبدو» قائلة:
- ده بابا واسمه مارد وهو حاكم أوجاست
ابتسم بسعادة كبيرة وقال على الفور:
- أهلا وسهلا بحضرتك ده شرف ليا والله
في تلك اللحظة جذبه الحاكم وحضنه في حركة مباغتة وقال بابتسامة:
- يا جدع متقولش كدا أنت ابني، كفاية إنك أنقذت أرضي وبقيت جوز بنتي، أنت ضحيت بحاجات كتير علشان تنقذ أرضي وعملت اللي أنا معرفتش أعمله
شعر «عبدو» بالغرابة في البداية عندما حضنه بقوة لكنه عندما استمع إلى تلك الكلمات ابتسم وقال بهدوء:
- صدقني يا حمايا أنا معملتش حاجة، أنا مجرد بس حاولت لكن اللي عمل بجد وأنقذ أوجاست تبقى حور
ابعده عنه قليلا وقال بابتسامة واسعة:
- وكمان متواضع!
- لا والله هو ده اللي حصل فعلا
ربت على كتفه بقوة جعلته يشعر بالألم وقال بحماس شديد:
- سيبك من الكلام ده واجهز علشان نتغدى مع بعض وبالمرة تحكيلي عن كوكبك، حور حكت ليا كتير بس عايز اسمع منك اكتر
ابتسم «عبدو» وهز رأسه وهو يقول بتساؤل:
- طابخين ايه؟
هنا قال «مارد» بتعجب:
- نعم!
فبدل الآخر حديثه وقال بإحراج:
- اقصد طبعا احكيلك يا حمايا بس عايز اغسل ايدي، فيه كورونا في الجو ربنا يعافينا
رفع الحاكم أحد حاجبيه وقال بحيرة:
- ازاي يعني فيه مكرونة في الجو!
فتح الآخر فمه وشرد للحظات وهو يقول:
- هااا؟ لا متاخدش في بالك يا حمايا أنا بس صاحي بدري على غير عادتي فتلاقيني شايف الهوا مكرونة، فين الحمام!
****
دلف «احمد» الأخ الأصغر لأسماء إلى داخل غرفتها ومن ثم توجه إلى سريرها ليجدها قد غرقت فى النوم فصاح قائلاً:
- اسماء انتى نمتى وانتى عندك امتحان بكرا! طيب انا رايح اقول لماما
كاد أن يتحرك إلا أن «اسماء» اسرعت وامسكته من ياقة القميص قائلة:
- تروح فين ياض انت فاكر دخول اوضتى زى الخروج منها ولا ايه!
أتتها الإجابة الصادمة من أخيها الأصغر:
- كويس إنك عارفة إن أوضتك حمام
رفعت حاجبيها بصدمة ثم أحكمت قبضتها على قميصه وجذبته تجاهها بتحذير قائلة:
- احترم نفسك ياض انت بدل ما ارميك من البلكونة دى، مجنونة واعملها
ابعد يدها وجلس على سريرها قائلاً بلهجة تهديد:
- لو مش عيزانى اقول لماما انك كنتى نايمة وانتى عندك امتحان بكرا يبقى خدى سمعيلى الدرس ده
نظرت إليه بنصف عين ثم مدت يدها لتأخذ منه الكتاب بقلة حيلة ونطقت قائلة:
- اية ده دراسات! طيب قولى يا زفت بقى المناخ فى مصر عامل ازاى
ظل يفكر لوقت قصير ثم أجاب:
- مناخ مصر معتدل صيفاً وحار شتاءاً
- طيب تمام، ما هو .... أنت قولت ايه؟ حار شتاءاً!! انت شارب ايه يلا؟
تراجع خائفا للخلف وهو يقول:
- وربنا عصير جوافة بس
رفعت حاجبيها بصدمة قائلة:
- بقى انتوا عاملين عصير برا وهايصين ومحدش فكر يجيبلى كوباية!
ربت على يدها بحب قائلاً:
- فيه عصير شيلتهولك فى التلاجة، سمعيلى وهروح اجيبهولك
ابتسمت كالاطفال وربتت على رأسه قائلة:
- اصيل يا ابو رحاب، قول بقى ايه العوامل المؤثرة فى مناخ مصر
- الشمس والقمر والكواكب
رفعت حاجبيها بصدمة قائلة:
- الكواكب يا احمد؟ الهى كوكب يشيلك يا بعيد، كواكب اية اللى هتأثر فى مناخ مصر ياض؟
وقف «احمد» وهو يقول:
- سورى سورى، المطر
- بص بص الضغط بدأ يعلى اهو، ايه ده استنى كدا .. أنا بسمعلك ازاى! أنت مش خلصت امتحانات من شهر ياض!
ضحك وفر هاربا إلى الخارج فوقفت اسماء وتبعته وهى تقول:
- بتستغل الزهايمر اللى عندى وجاى تنقطنى! خد ياض هنا، امسكيه يا مامااا!
***
وصل «كرم» إلى مديرية أمن القاهرة ودلف إلى الداخل فى اتجاهه لمكتب اللواء جمال الرباعى فأوقفه الرائد «يوسف المنياوى» "الأخ الأكبر لرحمة المنياوى" وابن خالته
- كرم! اخيرا قررت ترجع الشغل يا راجل، ده أنا فى البيت بقولهم انى بشوفك فى الشغل علشان ميقلقوش عليك
ضمه كرم وصافحه ثم اعتدل قائلاً:
- معلش يا يوسف، فيه شوية حاجات كدا برتب ليها وشوية معلومات وصلتلها .. هبقى افهمك بس عرفت ان فيه مهمة النهاردة وانت طالع فقولت اجى ابلغ اللواء جمال يشركنى فى المهمة دى
سيطر الصمت قليلا حتى قطعه يوسف:
- تشترك ازاى فى المهمة يا كرم؟ دى مهمة خطيرة وانت لسة راجع الشغل أهو من الاجازة اللى أنت واخدها ومش مستعد
ابتسم كرم ابتسامة ساخرة قائلاً:
- من امتى وأنا مش مستعد! سيبنى اشارك فى المهمة دى .. محتاج اطلع غضبى فيها علشان مبوظش اللى بخططله
هز «يوسف» رأسه بعدم فهم قائلاً:
- انا مش فاهم انت ناوى على ايه بس تمام يا رامى، هبقى افهم منك بعدين
ربت «كرم» على كتفه ثم انطلق إلى مكتب اللواء جمال الذى سمح له بالدخول بعد أن أخبره الأمين برغبة الرائد كرم خالد الزيات بلقائه. أشار له بالجلوس ونطق قائلاً:
- اخيرا قررت ترجع من الاجازة يا كرم، أنا مبسوط انك بخير وعديت المحنة دى على خير
- الله يخليك يا باشا، انا جاى لسعادتك بس علشان اطلب منك طلب
ضم اللواء جمال كفيه متسائلا:
- طلب ايه؟
- انا عايز اشارك فى مهمة المقطم النهاردة، أنا عارف انها مهمة صعبة بس حضرتك قولت قبل كدا انك بتتفائل بنجاح المهمة اللى بشارك فيها وادينى بطلب منك ابقى من ضمنها واعتبرها مهمة رجوعى للشغل تانى
ساد الصمت لبعض الوقت ثم تحدث اللواء جمال بإقتناع:
- تمام يا كرم، خلى يوسف يفهمك كل حاجة واستعد
وقف بعد ان ارتسمت على وجهه ابتسامة خفيفة
- تمام يا باشا
ثم أدى التحية العسكرية وانطلق إلى الخارج ...
***
اتجهت «اسماء» إلى غرفتها مرة أخرى وإلتقطت هاتفها فلاحظت تطبيق انستجرام الذى لم تفتحه منذ وقت طويل يصل إلى ستة أشهر ، فتحته واخذت تتصفح صور اصدقائها بإبتسامة حتى لاحظت وجود علامة حمراء على الرسائل فقررت الدخول لمعرفة من من أصدقائها راسلها الفترة الماضية فوجدت رسالة واحدة من شخص تعرفه، تغيرت ملامحها وبدأت فى قراءة الرسالة التى كان زمن إرسالها منذ أربعة أشهر!
كان نص الرسالة غامضاً وغير مفهوم أما بالنسبة لها لم تحدد فعليا هل هو غامض أم تعرف ما تقصده تلك الرسالة
"خلى بالك من نفسك الفترة الجاية، ده مش تهديد بس لو وصلتلك قبل ما اموت هفهمك الحقيقة اللي وصلتلها"
طبعا طبعا والله عارف إنكم مش فاهمين حاجة ومش عارفين مين كرم ولا مين اسماء وايه اللي بيحصل أهو بس لو صبرنا كام حلقة هتوضح كل حاجة وبعدين مشاهد كرم بتعرفنا الشخصية دي ووراها ايه وعلى فكرة شخصية محورية
أما عن مشاهد عبدو وحور بتتعاد ليه؟ محدش سأل نفسه بعد آخر مشهد حصل ايه اللي تم؟ كل حاجة هتوضح الصبر يا عالم إحنا لسة في الفصل السابع والجزء التاني 30 فصل يعني لسة بدررررري
الفصل الثامن كمان ساعة بالظبط
•تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية