رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل الثامن 8 - بقلم عبد الرحمن الرداد
الفصل الثامن
عبد الرحمن الرداد
قادته «حور» إلى المرحاض ووقف ليغسل يده وهو يقول بصوت غير مسموع:
- مكرونة في الجو! زمانه افتكرني حشاش ولا ضارب حتة قبل ما اخش القصر، لا لا هو شكله راجل كيوت ومش هيحط في باله الموضوع
انتهى وخرج ليجد «حور» التي ابتسمت قائلة:
- لسة شايف مكرونة في الجو
ضحك وأشار إلى الخارج قائلًا:
- ربنا يستر أبوكي ميقولش عليا عبيط، أنا كنت هوضح بس شوفت المستقبل مرة واحدة وشوفت ابوكي بيشتمني ويقولي عندك وباء في كوكبك وجاي تخلص على كوكبي يا سافل يا حقير ويروح رافع سلاحه وطاخخني رصاصتين
ارتفع صوت ضحكها وقالت من بين ضحكها:
- لا متقلقش خالص بابا من النوع اللطيف هتحبه جامد
في تلك اللحظة حضر «فادي» وهو يصرخ بصوت مرتفع:
- الاكل يا ماما هفطس من الجوع حرام عليكم يا بشر
وفي تلك اللحظة وقع نظره على «عبدو» فصاح بصدمة:
- عبدو الرداد؟!
هنا ابتسم الآخر وردد بسعادة:
- فادي شهامة
حضن الاثنين بعض ثم نظر «فادي» إليه وقال بابتسامة:
- أخيرا يا راجل، اخبار سهوة ايه
رفع الآخر أحد حاجبيه وقال بتعجب:
- أنا قولت هتقولي أخبارك ايه، اخبار الدنيا معاك واحشني الاقيك بتسأل عن سهوة؟ تصدق إنك فادي مش جدع
ضحك بصوت مرتفع ووضح قائلًا:
- أنا بجر شكلك ياعم المهم أنت عامل ايه، سمعت إن عندك امتحان السنة دي او امبارح يعني على ارضكم
لوى ثغره وقال باعتراض شديد:
- ياريتك ما سمعت، امتحان اصعب من مواجهة رماد بذات نفسه
- يا جدع معلش بقى تعيش وتمتحن غيره
في تلك اللحظة دلفت إحدى الخادمات وهي تقول بحيرة:
- بعد اذنكم، فيه واحد قدام باب القصر اللي برا عايز يقابل عبدالرحمن ومصمم يخش والأمن مانعه، الغريب إنه بيقول إنه يبقى ...
رفع «عبدو» أحد حاجبيه وردد بتساؤل:
- يبقى ايه؟
رفعت كتفيها وهي تجيب بقلة حيلة:
- يبقى ابنك
ردد الثلاثة في صوت واحد والصدمة تسيطر عليهم جميعًا:
- ابنك! ابنك! ابني؟
***
اقترب برفق وسحب ريموت التلفزيون من يده قائلاً:
- بقولك اية احنا اتفرجنا على الفيلم ده الف مرة، انت مزهقتش ياعم!
صاح «كريم» بغضب:
- هات يا كرم الريموت متخلينيش ارتكب جناية، كنت مندمج ياعم
أبعد «كرم» يده وهو يضحك قائلًا:
- جناية ايه أنت نسيت انى ظابط ياض وبعدين مندمج اية، انت اتفرجت على سيمبا ده الف مرة قبل كدا وبعدين ده تلفزيونى أنا وأنا مكلمك علشان نلعب بلاى زفت مش تتفرج على سيمبا
رفع «كريم» حاجبيه بغضب وضرب بيده على يده الاخرى قائلاً:
- ماشى يا كرم، انا مش هضربك بس علشان فى بيتك وماما متطلعش تقول علينا اطفال، هنلعب الماتش ده اللى هيكسب التانى هينفذله طلب أيا كان الطلب ده ايه .. موافق؟
ابتسم «كرم» بتحدى قائلاً:
- موافق
فاق «كرم» من ذكراياته على صوت طرقات الباب فنطق بصوت شبه مرتفع:
- ادخل
***
"خلى بالك من نفسك الفترة الجاية، ده مش تهديد بس لو وصلتلك قبل ما اموت هفهمك الحقيقة اللى وصلتلها"
كانت تلك الرسالة كافية لتغير كل ما يدور برأسها وجعلها صامتة تتخيل ما قد يُصيبها ويتسبب فى موتها كما ان هذه الحقيقة المذكورة فى الرسالة لابد أنها لها سبباً كبيراً فيما تعرضت له اليوم لكن السؤال الان: ما الذى يحدث؟
لم تحصل اسماء على إجابة واضحة لكنها قررت ان تبتعد عن هذا الموضوع تماماً خاصةً أن زمن هذه الرسالة كان قبل أربعة أشهر.
***
دلف «يوسف» بعدما اذن له كرم بالدخول، تقدم بضع خطوات حتى جلس ونظر إليه منتظرا كلمة منه لكن بادله «كرم» بنفس النظرات فلم يجد مفر ونطق قائلاً:
- مالك يا كرم! الفترة اللى فاتت دى كلها حصل فيها ايه؟
عاد بظهره إلى الخلف ونظر إلى الأعلى قليلاً ثم عاود النظر إليه مرة أخرى قائلاً:
- اظن انت عارف حصل ايه
- لا مقصدش موت كريم، انا اقصد بعد كدا، اختفائك ده بسبب ايه؟
وقف «كرم» وتحرك بضع خطوات ذهابا وإيابا فصاح يوسف غاضبا:
- رد عليا يا كرم انا بكلمك! انا عارف ان كريم كان مش مجرد ابن عم واخ ليك من ساعة ما اتولدتوا بس عايز افهم هتفضل كدا لحد امتى
أتاه الرد المحمل بشحنات الغضب:
- يوسف متصعبش الدنيا عليا، قولتلك هفهمك كنت بعمل ايه وفين بس مش دلوقتى .. انفذ بس اللى بعمله وساعتها هفهمك كل حاجة ودلوقتى بقى فهمنى تفاصيل المهمة بتاعة النهاردة
- طيب يا كرم براحتك .. هفهمك التفاصيل بتاعة المهمة بس قبل ما اعمل كدا عايزك تعرف انى قائد المهمة دى وانا اللى بدى الأوامر يعنى هتسمع كلامى وأوامري بالحرف الواحد ومش عايز تهور، مفهوم!
ابتسم ابتسامة خفيفة قائلاً:
- مفهوم
***
عقدت ذراعيها أمام صدرها ونظرت إليه بغضب وهي تقول بعدم رضا:
- أنت متجوز ومخلف من ورايا
رفع أحد حاجبيه ودافع عن نفسه قائلًا:
- يا ستي أنا لو متجوز ومخلف هخبي عنك ليه وبعدين أنا فاضي اتجوز!
هنا تدخل «فادي» وحاول تهدئة الأمر قائلًا:
- استني بس يا حور تلاقيه عيل اهبل وبعدين هو عرف إن عبدو جيه النهاردة بالذات ازاي! وبعدين الواد ده على كوكبنا يعني استحالة يكون ابن عبدو فعلا
هنا تحدث «عبدو» وقال بابتسامة:
- جدع ياض يا فادي بتفكر
اقتنعت هي بحديث شقيقها ونظرت إلى زوجها قائلة:
- طيب مين ده؟
رفع كتفيه ليجيبها بجهل تام:
- معرفش، يلا نشوف مين ده
خرجوا جميعهم إلى الخارج بينما اتجهت الخادمة إلى بوابة القصر لتخبر الأمن بالسماح لهذا الشاب بالدخول أما بداخل القصر جلسوا جميعهم في انتظار هذا الذي يدعي بأنه نجل «عبدو» وما هي إلا دقائق قليلة حتى دلف إلى الغرفة شاب في العقد الثاني من عمره لديه لحية خفيفة وطويل القامة.
فتحوا أفواههم جميعًا بصدمة ونظر «عبدو» إلى «حور» قائلًا بسخرية:
- اتفضلي يا ستي، بيقول ابني وهو اكبر مني أساسًا
ابتسم الشاب ابتسامة هادئة وقال بجدية:
- أنا فعلا ابنك
هنا نهض من مكانه واتجه إليه وهو يقول:
- ابنك ده في الأفلام الهندي، أنت لولا إنك صالب طولك كنت قولت إنك شارب حاجة، أنت في قصر الحاكم يعني أشاور للأمن بس يجوا يعملوا معاك الجلاشة
ضيق الشاب ما بين حاجبيه بحيرة قبل أن يقول:
- يعني ايه يعملوا معايا الجلاشة؟
هنا نهض «فادي» وهو يقول بجدية:
- يعني هتاكل علقة محترمة علشان بتتبلى على الناس
ضحك الشاب كثيرًا وسط دهشة الجميع قبل أن يهدأ ليقول بجدية:
- خلاص خلاص هتكلم أنا بس كنت عايز اشوف رد فعل بابا لما يعرف إني ابنه
رفع «عبدو» أحد حاجبيه وردد بعدم رضا:
- بردو هتقول بابا؟
ابتسم الشاب وقرر التحدث بجدية:
- دي الحقيقة، أنا جاي من المستقبل وطبعا اختارت اليوم ده بالذات علشان ده اليوم اللي هترجع فيه أوجاست لما ماما جاتلك وعرفتك إن رماد خلاص انتهى
اتسعت حدقتا «حور» بصدمة بسبب ما قاله فما حدث لم يعرفه أحد وحدث منذ وقت قليل وليس هنا بل على الأرض الأخرى لذلك رددت بحيرة:
- ماما؟
ابتسم واقترب خطوة منها وهو يقول:
- أيوة ماما، أنا ابنك وكل اللي بقوله حقيقة
هز «عبدو» رأسه بمعنى "لا" وقال بغضب:
- مستقبل ايه اللي جاي منه؟ أيوة أنا شوفت رماد لما رجع بالزمن لكن عمري ما أصدق الهبل ده
وجه الشاب نظره إلى «عبدو» وقال بجدية:
- لازم تصدق يا بابا لأن الوضع في خطر، تحب أديك أمارة! طيب أنا اسمي طيف على اسم بطل سلسلة روايات عالم المافيا زي ما كنت ناوي، أقولك على حاجة تانية! الأهلي خد افريقيا للمرة الـ 25 في تاريخه في الزمن اللي أنا فيه وكان نهائي بين الاهلي والزمالك للمرة التانية وحمادة هلال عمل المداح 25
***
انقضى الوقت واستعدت القوة بقيادة الرائد يوسف رأفت المنياوى وانطلقوا فى اتجاههم إلى مكان تنفيذ المهمة، كان يوسف يقود السيارة وينظر إلى كرم الذى يجلس بجواره لا يفكر بشئ، فقط صامتًا منتظرا وصولهم، بعد مرور أقل من نصف ساعة وصلت القوة إلى المكان المحدد وخرج يوسف من السيارة فتبعه كرم. صاح يوسف قائلاً هنحاصر المخزن من كل ناحية ومفيش ضرب نار غير بأمر منى مفهوم!
نطق الجميع بصوت عالٍ:
- تمام يا فندم
انطلقت القوة وتحرك كرم فأوقفه يوسف قائلاً:
- كرم تعالى انت هتبقى معايا من هنا
لم يعلق كرم وتبعه فى حذر شديد من الجميع حتى لاحظ كرم العديد من الأشخاص المسلحين فأوقف يوسف قائلاً:
- القوة اللى معانا قليلة اوى، احنا معانا عشرة بس وانت شايف عددهم اد ايه!
وقف ثم أشار بيده ليقف الجميع ويثبت فى مكانه ثم نظر إلى كرم قائلاً:
- انا مش عارف فيه ايه، المعلومات اللى جاتلنا إن عددهم صغير وإن التسليم هيتم فى المخزن لكن عددهم ضعفنا بكتير، أنا هبلغ بإنسحاب القوة
اوقفه كرم قائلا:
- لا مفيش إنسحاب المهمة هتتنفذ ومش هنسيبهم يسلموا المخد..رات
صاح يوسف بغضب:
- انا مش هضحى بحياة كل اللى موجود علشان حضرتك عايز تنفذ المهمة
رفع كرم سلاحه واستعد للإقتحام قائلاً:
- عايز انت تنسحب بيهم انسحب بس انا مش هنسحب وهنفذ المهمة لوحدى
امسك يوسف بسلاح كرم قائلاً بغضب:
- انت مجنون عايز تخش لوحدك علشان تموت
ابتسم كرم بتحدى قائلاً:
- على الاقل اموت راجل احسن ما انسحب واسيب شحنة مخد..رات كبيرة زى دى تعدى وتتوزع فى البلد، انا مش همشى من هنا .. عايز تمشى اتفضل
صمت يوسف لبعض الوقت وأيقن أن كرم يتحدث بجدية وأن التضحية فى ذلك الوقت خير من الإنسحاب وترك هذه الشحنة الكبيرة من المواد المخد..رة تتحرك فى جميع انحاء مصر
ترك سلاح كرم وامسك بسلاحه الرشاش قائلاً:
- عندك حق، يلا بينا
ثم أشار إلى الجميع بالتقدم واقتحام المكان فتقدموا وأطلقوا الرصاص على هؤلاء المسلحين الذين يحمون المخزن حتى يتم التسليم بنجاح.
انطلق كرم بغضب وسط مرمى إطلاق النار دون خوف وظل يطلق الرصاص فى كل مكان وتبعه يوسف الذى خاف عليه من ان يُصاب خاصةً وأنه فى مرمى إطلاق النار، إلتفت كرم ليجد يوسف يتحرك بإتجاهه بسرعة وخلفه من الاعلى شخص يستعد لإطلاق الرصاص عليه فصرخ كرم بأعلى صوت وهو يشير له قائلاً:
- خلى بالك!
اجهزوا علشان مسابقة توقع الاسم هتبقى قريبة خمنوا من دلوقتي ⏳
•تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية