Ads by Google X

رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل التاسع 9 - بقلم عبد الرحمن الرداد

الصفحة الرئيسية

  رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2 الفصل التاسع 9 - بقلم عبد الرحمن الرداد 

الفصل التاسع
عبد الرحمن الرداد 

حالة من الصدمة سيطرت عليه بينما نظر «طيف» إلى حور وتابع:

 
- وأنتي يا ماما بتحبي الكشري جدا من ساعة ما كلتيه على أرض بابا، بتحبي القراءة جدا وعندك قدرة صنع أي تقنية حديثة وهقولك على سر محدش يعرفه خالص وأنتي قولتيه ليا وأنا صغير

اقترب وهمس بجانب أذنها ففتحت عينيها بصدمة كبيرة فهذا الأمر لا يعرفه سوا هي بينما تحدث «عبدو» بتردد:

- هسألك على حاجة لو فعلا عرفتها هصدقك 

ابتسم «طيف» واقترب منه وهو يقول بثقة:

- اسأل 

تقدم واقترب منه هو الآخر وقال بهدوء:

- اسم عيلتي الرداد ليه، اكيد قولتلك لما خلفتك

ضحك «طيف» وأجابه بهدوء:

- جد جدي كان عنده مصنع ردة علشان كدا اتشهر عنه الرداد ومن هنا جيه اسم العيلة 

فتح «عبدو» فمه من الصدمة ونظر إلى «حور» التي فقدت القدرة على الكلام بينما اتجه «طيف» إلى فادي وردد بسعادة:

- خالو فادي، تعرف إنك أقرب حد ليا هناك بعد ما خسرت كل حاجة!

ضيق «فادي» حاجبيه وردد بتعجب:

- أنا؟

هز رأسه بالإيجاب وتابع:

- أيوة، أنت طيب أوي 

لم يستطع هو الآخر أن يتحدث وظل الصمت مسيطرا على الموقف إلى أن تحدث «عبدو» قائلًا:

- رجعت بالزمن ليه وازاي؟

اتجه إليه ووقف أمامه ليقول بتلك الابتسامة التي لم تفارق وجهه وكأن عينيه تنظر إلى ما افتقدته:

- هحكيلك كل حاجة بس ممكن احضنك؟

تأثر بكلماته وشعر أن هناك شيء خطير حدث بالمستقبل فحرك رأسه بالإيجاب ليتجه «طيف» إليه ويحضنه بقوة قبل أن تنهمر الدموع من عينيه بغزارة 

تعجب «عبدو» مما يحدث وشعر ببكائه فأبعده قليلًا عنه وضم كتفيه وهو يقول:

- مالك يا طيف! فيه ايه؟

أغلق عينيه بألم قبل أن يقول بجدية:

- هحضن ماما بس الأول، اشبع من وجودكم وبعدين اتكلم

ترك والده واتجه إلى «حور» وحضنها بقوة فوضعت يديها على ظهره ورددت بصوت ضعيف:

- متعيطش يا طيف، أنا معرفش ايه اللي حصل بس واثقة إني لو كنت موجودة وقت اللي حصل مكنتش هسيبك زعلان كدا

ابتعد عنها قليلًا وهز رأسه بابتسامة قائلًا:

- أنا متأكد من ده 

في تلك اللحظة دلف الحاكم إلى تلك الغرفة وهو يقول بعدم رضا:

- أنتوا فين الأكل جهــ ...

صمت عندما وجد «طيف» الذي قال بابتسامة واسعة:
 

- جدي!

رفع «مارد» أحد حاجبيه وقال بتعجب:
 
- جدك! أنت مين؟

هنا تدخل «عبدو» و «حور» وبدأوا في شرح ما حدث منذ بداية اللقاء وأن «طيف» هو ولدهم القادم من المستقبل واستمر الحاكم وقت طويل حتى اقتنع بذلك بسبب إثباته له كما أثبت لوالديه

***

انطلق كرم بغضب وسط مرمى إطلاق النار دون خوف وظل يطلق الرصاص فى كل مكان وتبعه يوسف الذى خاف عليه من ان يُصاب خاصةً وأنه فى مرمى إطلاق النار، إلتفت كرم ليجد يوسف يتحرك بإتجاهه بسرعة وخلفه من الاعلى شخص يستعد لإطلاق الرصاص عليه فصرخ كرم بأعلى صوت وهو يشير له قائلاً:

- خلى بالك!

فأنخفض يوسف ورفع كرم سلاحه واطلق على هذا الشخص فأوقعه، ابتسم يوسف وتحرك تجاهه وظل يطلق الرصاص فى كافة الاتجاهات ويحميان بعضهما البعض حيث أدار كرم بصره لإتجاه ويوسف لإتجاه آخر وظل إطلاق النار فى كافة الاتجاهات ومن القوة التى أثبتت كفائتها حتى سيطر الصمت على المكان بعدما أوقعت القوة كافة الأشخاص المسلحين.

أشار يوسف الذى كان بجواره كرم وتبعه الجميع حتى دلفوا إلى داخل المخزن ليجدوا المخد..رات والعديد من الشخصيات التى تظهر عليها السلطة ترفع يدها فإبتسم يوسف قائلاً:

- اقبضوا عليهم 

***

ابتسم اللواء جمال وربت على كتف كرم قائلاً:

- مبروك يا كرم، هو ده كرم اللى اعرفه 

ضحك يوسف وتابع حديثه:

- كنت فعلا هعلن الإنسحاب بس لولاه هو اللى اصر مكنتش المهمة دى اتنفذت وقدرنا نمسك الكم ده كله من المخد..رات ده غير إن مفيش غير إصابة واحدة وحالته مستقرة دلوقتى 

ربت اللواء جمال على كتف يوسف وكرم معا قائلاً:

- الله ينور عليكوا يا رجالة، انتوا اثبتوا انكم قد المسؤولية دى كويس أوى والوزارة مبسوطة جدا باللى حصل ده خصوصاً ان 12 بس قدروا يتغلبوا على 36 شخص مسلح 

ابتسم كرم قائلاً:

- إن شاء الله سعادتك تتفائل بوجودى فى أى مهمة علطول، استأذن سعادتك 

- اتفضل يا كرم 

ابتسم يوسف هو الاخر قائلاً:

- تمام سعادتك ، تؤمرنى بحاجة!

- لا يا يوسف اتفضل انت كمان 

كاد كرم يتحرك بسيارته إلا أن يوسف اوقفه وهو يتحرك بسرعة تجاهه قائلا:

- استنى يا كرم، رايح فين 

ضم حاجبيه متعجباً ثم أجابه قائلا:

- رايح مشوار كدا وبعدين هرجع على البيت، اشمعنا يعنى!

ارتسمت إبتسامة خفيفة على وجهه قائلاً:

- لا مفيش، كنت خايف بس تمشى وتفضل مختفى برا البيت زى عادتك

ادار كرم سيارته واستعد للرحيل قائلاً:

- لا متقلقش، الفترة دى عدت خلاص .. يلا اشوفك بكرا سلام

رحل كرم متجها إلى "الكافيه" الذى اعتاد الجلوس عليه ليصل ويجد «على» فى إنتظاره فأتجه إليه وصافحه ليتحدث «على»:

- زى عادتك يا كرم دايما بتتأخر ومواعيدك ضايعة

ابتسم كرم قائلا:

- معلش يا على كان عندى شغل، المهم خلينا فى اللى انا عايزك فيه 

اعتدل على وتحدث وهو ينظر بإستفهام:

- عايزنى فى ايه؟

***

ساد الصمت لثوانٍ قبل أن يتحدث «عبدو» قائلًا بابتسامة:

- حماتك بتحبك يا طيف، تعالى نتغدى الأول وبعدين نتكلم

وافق الجميع على ما قاله وتقدموا إلى الداخل حيث سفرة الطعام وهنا أشارت «حور» إلى والدتها وقالت بابتسامة:

- دي ماما 

ابتسم وقال بهدوء:

- ازيك يا حماتي، أنا فرحان والله إني بينكم النهاردة

ربتت على كتفه وقالت بسعادة غامرة:

- إحنا اللي فرحانين علشان فيه بطل زيك، حور مبطلتش كلام عنك وحبيناك من كلامها، نورت أوجاست كلها

ابتسم وقال على الفور:

- منورة بأهلها يا حماتي، ربنا يخليكي والله مش بعرف أرد على الكلام الجميل ده

تحدثوا لبعض الوقت قبل أن تشير إلى «طيف» وهي تقول بتساؤل:

- صاحبك ده؟

نظر إلى حيث تنظر ثم عاد بنظره إليها وهو يقول بابتسامة:

- لا ده حفيدك يا حماتي

عقدت ما بين حاجبيها وهي تقول بتعجب:

- حفيدي!

- أومال، جاي من المستقبل، تقريبا فيه مصيبة حصلت 

هنا تدخلت «حور» وشرحت لوالدتها الموقف فقالت بابتسامة:

- تعالى يا طيف يا ابني اقعد الغداء جاهز

تقدم «طيف» وهو يقول بسعادة غامرة:

- بعشق أكلك يا سيرا يا جميلة

رفعت حاجبيها وقالت بدهشة:

- وكمان عارف اسمي

ضحك وقال بتوضيح:

- مش جاي من المستقبل لازم أبقى عارف

في تلك اللحظة مال «عبدو» على «حور» وقال بتساؤل:

- هي حماتي اسمها سيرا؟

هزت رأسها بالإيجاب لتقول:

- أها اشمعنا

رفع كتفيه وهو يقول بجدية:

- لا أصل سيرا الوحيدة اللي أعرفها في حياتي تبقى مرات سكار اللي قتل موفاسا، حوار هبقى احكيلك عليه بعدين

جلسوا جميعا على سفرة الطعام وبدأوا في تناول الغداء وسط حديثهم عن إنقاذ المدينة بعد أن تسبب «رماد» في دمار دام لسنوات وبعد انتهائهم من هذا الحوار نظر الحاكم إلى «طيف» وقال بتساؤل:

- احكيلي ايه اللي حصل في المستقبل يا طيف

هنا توقف عن الأكل وقال بهدوء:

- بص يا جدي هو مش هينفع احكيلك كل حاجة خاصة بينا ككل لأن تغير حاجة واحدة في الماضي هيغير المستقبل كله فمعلش اسمحلي اقول اللي مش هيأثر على المستقبل 

ابتسم «مارد» وقال بجدية:

- عندك حق في ده، اتكلم طيب عن اللي عايزه

ترك الملعقة من يده وضم كفيه أمامه قبل أن يقول بحزن واضح:

- القتل زاد أوي، الشر زاد أكتر، الخير بقى قليل وكل الكويسين بقوا نادرين جدا، التكنولوجيا بقت احسن لكن بقت تدمر وفي النهاية طلعت عصابة أو منظمة اسمهم "الرداء الاحمر" دول بقى الدمار بعينه

نظر «عبدو» إليه وقال بتساؤل:

- على أنهي أرض؟ هنا ولا هناك

ابتسم وقال بهدوء:

- على الأرضين، هيبقى فيه قسمين من المنظمة دي، قسم هنا وقسم هناك وهيبقوا عارفين طبعا إن فيه أرضين وهيقدروا يسافروا بكل سهولة 

رفع حاجبيه بدهشة مما يقول وأردف بجدية:

- طيب مفيش حد ينقذ الوضع! كلنا فين من ده أكيد يعني محدش سكت

سيطر الحزن على «طيف» وتذكر ما حدث، اغلق عينيه في محاولة منه لطرد تلك الذكريات من رأسه وظل صامتًا لتتحدث «حور» قائلة بقلق:

- طيف فيه ايه؟ قول ايه اللي حصل!

***

اعتدل «مراد» الذى كان يضع الهاند فرى الخاصة به ويمسك باللاب توب ويصرخ قائلا:

- خلى بالك يا هاجر الواد مستخبى ورا الصخرة دى

أتى صوت هاجر التى كانت تجلس فى غرفتها وتلعب معه فى نفس الفريق على "ببجى":

- طيب طيب خلى بالك بس علشان دول اسكواد واحنا اتنين بس وهيموتونا 

ضحك «مراد» مستهزئاً:

- يموتونا وأنا معاكى! ده أنا اروح ألعب لعبة التعبان احسن 

- الحقنى يا مراد فى حد جاى عليا 

- استنى انا جايلك، استخبى بس انتى، أنا شايفهم أهو، واحد اتنين تلاتة واوعااااا قتلت اتنييين، فاضل الاتنين الباقيين ونكسب الجيم النحس ده وبعدين ما تخرجى تلعبى معايا، انتى بتلعبى علشان تستخبى!

ما هى الا لحظات حتى صرخت هاجر مرة أخرى قائلة :

- الواد ضربنى رصاصة وعملى نووك الحقنى يا مرااااد هموووت

كان «كرم» يتحرك إلى غرفته مرورا بغرفة شقيقته هاجر ليسمع استنجادها فرفع سلاحه ودلف إلى داخل الغرفة على الفور فصرخت هاجر 

- اعااااااا ايه يا كرم قلبى وقع يخربيتك 

اخفض كرم سلاحه بعدما اطمأن واردف بغضب:

- بقى انتى وزفت مراد بتلعبوا ببجى وانا قاعد بلعب ببجى بس حقيقة برا وفى الاخر قلبى يقع كدا! 

ابتسمت هاجر قائلة:

- معلش يا كرم، وانا ايش عرفنى انك هتبقى معدى من قدام الاوضة فى الوقت ده وبعدين ابن التيت ده ضربنى هيد شوت 

رفع كرم حاجبيه مُظهراً تأثره:

- لا حول ولا قوة إلا بالله هيد شوت! صعبتى عليا والله 

هنا دلف مراد إلى الغرفة قائلا:

- كروووم ليك وحشة والله، فينك ياعم .. ماتخش معانا جيم بما انك ظابط وليك فى الاكشن وكدا 

وجه كرم المسدس إلى رأس اخيه قائلا:

- أنا مش ناقصك ياض أنت كفاية اللى أنا فيه ولا تحب اجيبك هيد شوت دلوقتى 

نطق «مراد» بخوف وتوتر:

- اعقل كدا يا كرم .. هتقتل اخوك حبيبك، أنا هسيبك واروح على اوضتى معزز مكرم وخلى هيد شوتك معاك يا حبيبى تحتاجها فى الشغل إنما أنا لسة صغير وليا مستقبل 

رحل «مراد» فنظر كرم إلى شقيقته ليجد على وجهها ابتسامة واسعة فوضع سلاحه فى مخمده وخبط بيده على يده الاخرى قائلا:

- هيعقلوا امتى دول بس يارب 
 

توجه إلى غرفته واخذ حمامه ثم خرج وامسك بهاتفه، فتح تطبيق "فيسبوك" وخرج من حسابه وقام بالدخول بحساب اخر ثم ادخل اسم "اسماء" فى البحث ليجد الحساب الخاص بها، نقر على "Add Friend" دون تردد وانتظر لبضع لحظات حتى تفاجئ بقبولها الطلب كما اثار دهشته استيقاظها فى هذا الوقت رغم إخبارها له بأنها سوف تذهب للأمتحان بالغد، تذكر جلوس اخته واخيه للعب على تلك اللعبة التى اصبحت على هاتف أى شخص فقرر تحميلها فى الحال وبالفعل قام بتحميلها والدخول عليها ليجد أن ظنه فى محله، وجد "اسماء" تلعب تلك اللعبة فقرر إرسال طلب انضمام للفريق وقبلته فى الحال 

تحدث كرم بصوت يظهر فيه الحرج:

- مكنتش اعرف انك بتلعبى ببجى وزى ما انتى شايفة كدا لسة محملها ومش فاهم حاجة 

ضحكت اسماء قائلة:

- ولا تشيل هم، انت انقذتنى الصبح وأنا هنقذك دلوقتى واعلمك ازاى تلعب اشطا؟ 

- اشطا اوى 

 
***

استيقظ «كريم» في الصباح ونظر إلى سقف غرفته بحيرة شديدة فهو يعتقد أنه شاهد ما حدث من قبل. عقد ما بين حاجبيه بحيرة كبيرة ونهض من مكانه ثم اتجه إلى هاتفه الذي كان موصلا بالشاحن وأمسك به قبل أن يضغط على تطبيق "واتساب" فوجد رسالة من رقم مجهول مما جعله يضغط على تلك الرسالة فظهر له رسالة مسجلة "record". ضيق نظراته ونقر على هذا التسجيل الصوتي فظهر صوت لا يعرفه وقال:

- كريم، فيه حاجة حصلت غريبة، تقريبا فيه خلل حصل في النظام الزمني، اليوم بيكرر نفسه عندك وهتحس بإنك شوفت المشهد ده قبل كدا، مش بس كدا ده عبدو وحور وفادي كمان بيعيشوا نفس الحلقة الزمنية، كل حاجة بتتكرر تاني بشكل مش مفهوم!

 •تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent