رواية رجوع الى الهويه الفصل العشرون 20 - بقلم شيراز القاضي
رجوع إلى الهوية
٢٠
طالعتها مارلين ببعض التوتر من جمود نظراتها لتعود وتنظر الي سام فوجدته يطالع مليكه بذات الجمود!
استأذت ورحلت بينما بقي سام ومليكه يطالعان بعضهما بصمت ! كان سام يخفي خلف جموده رعب حي من ما قد تقوله مليكه الان! تحدث بهدوء مبتسما بصعوبه ليقول
: لمَ تقفين هكذا تعالي!
تقدمت لتقف امام المكتب تطالعه ببرود هاديء لتقول وهي تنحني لتستند الي المكتب
: كم الف مره تناقشنا حول الفرق بين الرجل والمرأةفي الاسلام! كم مره علي تذكيرك بكونك الان مسلما وكم مره علي ان الفت انتباهك الي اقترابك الغير مقبول والحرام شرعا من نساء اخريات!
اغمض عيناه بضيق ليقول
: لقد نسيت .اسف سأعتاد مع الوقت!
رفعت مليكه حاجبها بتهكم لتقول
: نسيت! نسيت حدود الله حقا!
انتفض ناهضا بغضب ليقول بصوت حاد وهو يهم بالمغادره
: كم الف مرة علي ان اقول انني لست مثلك! مازلت حديثا في هذا الدين لذا من الطبيعي ان انسي ! لقد سئمت هذا الاسلوب .
خرج والغضب يتطاير من عينيه ! مهما فعل هي لن تراه ! هي تحاول ان تجعله نسخة من فادي ليس إلا دون وضع اي اعتبار له او لظروفه المختلفه!
قاد سيارته بعيدا وهو يحاول تصفية ذهنه فهو مقدم علي عرض ازياء جديد وهو لم يكمل تصميماته بعد
ذهب الي المطعم الذي عمل به سابقا ..كان بحاجة للبقاء هناك بين من يعرفونه لينسي كل الضغوطات حتي ولو مؤقتا!
بالفعل حاز علي ترحيب حار من الجميع وجلس معهم علي طاولة مشتركه كبيره وهم يتناولون الطعام والشراب لكن سام رفض وهو يخبر النادل ان يحضر له مشروبا غازيا بدلا من الكحول !
اصبح الشباب المتواجدين يلتقطون الصور مع سام بفخر وسعاده لوجوده معهم وفي لحظات انتشرت الصور عبر مواقع التواصل الإجتماعي!
مساءً حين عاد كان قد هدأ قليلا وقد احضر باقة ورد الي مليكه لمصالحتها ..ايا كان ما حدث هو لا يمكنه الغضب منها او اغضابها ابدا !
ابتسم بتوتر وهو يطرق باب شرفتها قائلا
: مليكه ! هل انتِ مستيقظه؟!
اتاه ردها بعد برهه وهي تفتح الباب وقد ارتدت العباءة والحجاب مما اثار امتعاضه لكن لابأس! ما يعنيه الان هي نظرة التجهم التي زادت حدتها منذ الصباح!
ابتسم لها بإعتذار وهو يمد يده بالزهور لها قائلا
: اعذريني علي صياحي في وجهك صباحا كنت مضغوطا بسبب العمل !
تجاهلت يده لتقول بتجهم زاد من ظلمة عينيها
: اين كنت سام!
ابتلع لعابه بتوتر ليقول بضحك وهو يتعداها ليدخل غرفتها بإتجاه الفاز الموجود علي الطاوله ليقول وهو يضع الزهور بترتيب داخل الفاز
: ااه تقبلِ الزهور اولا ثم قولي شكرا ثم اسألي وسأجيبك!
التفت لها ومازال مبتسما ليقول
: كنت اشعر ببعض الغضب والحزن والتوتر لذا ذهبت الي مطعم هانزو الذي عملت به قبلا للتخلص من الضغط .
كتفت ساعديها لتقول
: وهل يتضمن التخلص من الضغط الجلوس بين النساء وتناول الخمر!
اتسعت عيناه ليقول بصدمه
: كنا مجموعة كبيره من رواد المطعم ! انا لم أجلس بجانب النساء ..من كانو بجانبي كانا شابين ! ولم اتناول الكحول ..لقد طلبت كوب مشروب غازي اقسم!
ضحكت بإستخفاف لترفع الهاتف في وجهه ليري الصور التي التقطها الشباب وكاد ان يصيح مدافعا عن نفسه لكنها قاطعته قائله
: الكوب الذي امامك يحوي خمرا ليس مشروبا غازي ! ثم من تلك التي وقفت خلف ظهرك وتضع يدها علي كتفك! انت كاذب ياسام! انت لم تنفذ حرفا من تعاليم دين الاسلام! كنت اراي في عينيك رفضك التام للدين لكن اخبرت نفسي لما لا اترك له بعض الوقت عله يستجيب لكن لا فائده ..لن تتغير ابدا .
تحدث بصوت بدا باهتا ليقول
: اقسم لك لم اشعر بها! وانا لم اشرب الكحول ..اجل كنت اشربه منذ مده ولكن لي اكثر من شهر لم اضعه بفمي..انا احاول ان اقوم بكل ما يتوجب علي فعله يامليكه صدقا ! فقط طلبت منك وقتا كافيا!
صرخت به
: كم وقتا تريد بعد ها!! هل تعرف منذ متي تقول تلك الجمله! ما تقوم به يسمي خيانه! حين اجدك تجلس بأريحة مع مارلين بتلك الطريقه فهي خيانه حين تشرب الخمر ثم تقسم انك لم تشربه خيانه..الكوب كان امامك ! انت لست مسلما ..انت لن تكون مثل فادي ابدا
اتقدت عيناه بالنيران ما ان استمع الي اخر جمله فجذبها من كتفها ليصيح بغضب جم اجفلها
: فاادي! كل شيء فادي فادي فاادي ! اتتهمينني انا بالخيانه! اجل هي مرة واحده شربت بها الخمر وكذبت ولم افعل بعدها! مارلين وحقا قد كان سهوا مني لكن خيانتك انت ما مبررها!! ان تكوني علي ذمة رجل بينما تهيمين عشقا بأخر وبكل تبجح تفتخرين بهذا الامر امامي ! حبي لفادي ..فادي فعل ..فادي اصلحني ! الم افعل انا كل شيء استطيع فعله لأجلك ! لقد تركت ديني لأجلك! ذهبت لعائلتي لأجلك ابتعد عن كل ما يغضبك ..لم اتقبل الدين بقلبي بعد لكنه بعقلي واحاول جاهدا لأجلك ! انا لم اولد مسلما لأكون مثلك ومثله!
كل الوقت لا كلمة في فمك سوي فادي كان افضل ! فادي كان محاطا بالمسلمين! ولد مسلما واباه كان شيخا! لو لم يكن هذه طبيعة حياته لوجدته مثل باقي الشباب في عمره ..اتعلمين لقد سئمت ..سئمتك وسئمت حالي علي تمسكي بك بينما انت تتصيدين الفرص لتركي ..ابقي معه في خيالاتك اذا ..اه صحيح كوب الخمر كان امامي اجل لانني تبادلت المقاعد مع احد الرجال لنلتقط الصور !
دفعها بعنف علي السرير ليغادر الغرفه مغلقا الباب بعنف !
بقت مكانها كما القاها تطالع السقف بأعين متسعة رعبا وصدمه مما قاله ! اكل هذا بداخله ! اهي حقا خائنه! هل ظلمته !
ما ان فاقت من صدمتها حتي نهضت مسرعه لتذهب الي غرفته لكنها استمعت الي صوت سيارة تعبر البوابه بسرعه لتنظر من النافذه بفزع لتري سيارة سام تختفي من امامها رويدا رويدا!
امسكت هاتفها بسرعه تحاول الاتصال به لكنها وجدت صوت هاتفه في غرفتها ! يبدو انه سقط منه دون ان ينتبه!
تنهدت بألم وجلست علي الكرسي في الشرفه بتعب وبقيت مكانها تنظر الي البوابه كمن تناجيها ان تفتح من جديد ليعود سالما !
ظلت مكانها تنتظره حتي اصابها الارهاق ونامت مكانها حتي الصباح ! نهضت بألم جراء نومها هكذا
اتجهت الي غرفته تطرق بابها بإرتباك لكنها لم تحصل علي رد اغمضت عينيها بتوتر لتقرر فتح الباب وتبحث عنه ولكنها وجدت الغرفه كما هي بالامس !
" حسنا قادمه"
قالتها حسناء وهي تعدل من وضع حجابها لتفتح الباب وما ان فعلت حتي توسعت عيناها بفزع ثم قامت بجذبه الي الداخل فكان في حالة يرثي لها لتقول بفزع
: ماذا حدث معك ولمَ انت هنا وحدك!
اجابها سام بنبرة متألمه
: لم اعرف احدا لألجأ له سواكِ خالتي!
اخذت تربت علي ظهره بحنو وهي تقول بقلق
: ما بك بني! هل الجميع بخير!
اومأ لها دون كلام لتسأله مجددا ما به ليخبرها ما حدث بإيجاز واعقب قائلا
: لم اعرف لمن اذهب ..ليس هناك احدا في اسبانيا قادر علي فهم ما رويته لك الان!
ربتت علي كتفه بتعاطف لتقول
: مليكه كانت وحيده! كانت تعاني دائما وانا لم اقدر علي مساعدتها ..لم استطع الوقوف بوجه احمد! لم يكن بجانبنا انا وهي سوي فادي! لذا اعذرها بني! اتعلم فادي كان يعطيني جزءمن مرتبه لأعطيه لمليكه دون ان تعلم ان المال منه ! لم تعرف سوي بعد موته لذا من الصعب عليها تقبل شخصا اخر مكانه! هي مخطئه وان كانت هنا لصفعت رأسها في الجدار فأنت مختلف وهي علي ذمتك انت الان ! لكن صدقني معها عذرها يابني!
تنهد ليقول بشرود
: لقد حاولت ومازلت احاول التقرب لها لكنها لا تتحرك من مكانها! ..انها فقط تبتعد وتختلق الاعذار لإبتعادها ! اقسم لك ياخالتي انني اقرأ عن دين الاسلام واخذت الامر علي محمل الجد واحاول تطبيقه في حياتي لكن لم اعتد عليه بعد !
قالتله حسناء بحماس
: اتعلم ! لقد وجدتها..انت لا تشعر به بقلبك لانه كان امرا واقعا عليك ! اما ان تصبح مسلما او تخسر مليكه ! لكن ...ماذا لو وضعت مليكه جانبا الان وكأنها غير موجوده وحاولت ان تتعرف علي دين الاسلام بلا ضغوطات محيطه!
عقد حاجبيه بتفكير ليرفع وجهه الي حسناء التي اتسعت ابتسامتها بتشجيع جعله يبتسم بخفوت ليومىء لها قائلا
: اذا من اين ابدأ؟!
" شهر كامل ولا احد يعرف اين هو ! هل انشقت الارض وابتلعته ياحمقي!"
قالها خافيير بغضب وهو يحدث مع الحراس الذين امرهم بالبحث عن سام ولم يجدوه ولم يعرف احدا اين ذهب!
بينما جلست مليكه علي كرسي بعيد شارده في اللاشيء وهي تمسك هاتفه بقوه وكأنها تناجيه ان يظهر !
•تابع الفصل التالي "رواية رجوع الى الهويه" اضغط على اسم الرواية