رواية دموع مؤجلة واحتضان أخير الفصل العشرون 20 - بقلم شمس حسين
من نجاح إلى تحدي جديد
بعد ما خرجت من العرض، لقيت كريم واقف مستنيني عند باب القاعة، كان باين عليه القلق، شكله مكنش طبيعي خالص، أول ما شافني، جري عليا بسرعة وقال: “شمس! إيه الأخبار؟ العرض عدى على خير؟ حد قال حاجة؟”، أنا بصيت له وابتسمت، وبدل ما أرد عليه، فضلت ساكتة وأبص له، كنت بحاول اعمله شوية صاصبنس، لكنه وقف قدامي وبدأ يتهز من التوتر، وبعدين قال: “شمس بطلّي بقى، قوليلي! إحنا نجحنا ولا لأ؟” أنا ضحكت بصوت عالي وبدأت أصقّف فجأة: “نجحنا يا كريم! العرض كان تحفة، وكلهم صقفوا لنا! مفيش كلمة نقد واحدة!”، كريم مصدقش نفسه، وبدأ هو كمان يصقف معايا ويطنطط من الفرحة، وقال بصوت عالي: “جامدين، إحنا عملناها! شمس عملتها! شمس، إنتي بطلتنا”، ضحكت وقلت له: “طيب كفاية تطبيل بقي وخلينا نرجع الفرع دلوقتي، لازم نفرحهم ونطمنهم”، ورجعنا الفرع وكل الفريق كان مستنينا، أول ما دخلنا عليهم، بصوا لنا كأنهم مش قادرين يستحملوا ثانية زيادة من التوتر، وفجأة كريم قال بصوت عالي:
“احزروا! إحنا كسرنا الدنيا! العرض كان فوق الخيال!”، الفرع كله قلب فرحة، كلهم بدأوا يصقفوا ويهللوا، وفضلوا يحيوني، حسيت بفخر محستوش قبل كده، لأنهم كانوا حقيقي شايفين إني عملت حاجة تستاهل التقدير، واحد من الفريق قال: “شمس، بجد مش عارفين نقولك اي، انتي باللي عمليته ده شديتي الفرع كله لفوق!”، رديت بابتسامة:”إحنا كلنا فريق واحد والنجاح دا بتاعنا كلنا، كل واحد فيكم تعب واشتغل، ودي نتيجة مجهودنا”، وفجأة، دخل أستاذ أمير، كان باين عليه التعب شوية، لكنه كان مبتسم، وقال وهو بيبص لي: “شمس، برافو عليكي، انتي والفريق عملتوا حاجة عظيمة انهاردة، العرض كان أكتر من ناجح، والإدارة كلها أشادت بيكم”، أنا كنت هرد عليه، لكنه كمل كلامه، وصوته بدأ يبقى جدي: “بس للأسف، في خبر وحش لازم أقوله، البشمهندس ممدوح تعبان ودلوقتي في المستشفى، علشان كده ماقدرش يجي يحضر العرض”، الفرحة اللي كانت مالية المكان اختفت فجأة، الكل بقى ساكت، وكلنا بصينا لبعض بحزن، أنا حسيت إن الكلام اتكتم في صدري، وسألت بصوت هادي: “طيب، هو كويس؟ محتاج حاجة؟”، أستاذ أمير طمنا شوية وقال:”الدكاترة بيقولوا إنه هيبقى أحسن قريب إن شاء الله، المهم إنه يعرف إن العرض نجح، دا أكيد هيفرحه جدًا”، رديت بحماس: “يبقى لازم نزوره، ونبلغه بنفسنا”، الفريق كله وافق على الفكرة، وقررنا نروح له المستشفى، بالرغم من إن اليوم كان مليان فرحة، الخبر ده خلاني أفكر إن النجاح ملهوش طعم من غير الناس اللي بيكونوا جزء منه، بشمهندس ممدوح كان له دور أساسي في المشروع، ولازم نكون إحنا كمان جنبه.
بعد يومين من العرض، وأنا في الشركة و مشغولة في التصاميم لقيت مساعدة أستاذ أمير طلبت مني أروح له المكتب، حسيت إن في حاجة غريبة، فسيبت اللي في إيدي وروحت له فورًا، دخلت مكتبه وقلت: “خير يا أستاذ أمير؟ حضرتك طلبت تشوفني، في حاجة؟” بص لي بابتسامة خفيفة وقال: “شمس، بشمهندس “أيمن نجم” بنفسه طلبك تروحي له ضروري في الفرع الرئيسي، عايزك في حاجة مهمة جدًا”، أنا وقفت مكاني، مستغربة ومش فاهمة حاجة، وسألته: “بشمهندس أيمن؟ طب هو عايزني أنا في إيه؟ إيه الحاجة المهمة دي؟” ابتسم وقال لي: “غالبًا عايزين يستفسروا أكتر عن المشروع اللي قدمتيه، لأن القرار اتاخد إن المشروع ده هو اللي هيتنفذ، شمس، بسببك الفرع بتاعنا اتحط في مكانة مختلفة تمامًا، العرض بتاعك رفع مستوى الشركة كلها، والعيون بقت علينا، الإعلان اللي نزل عن المشروع بتاعنا جاب لنا عملاء كتير جدًا في يومين بس!”، كنت فرحانة جدا لما سمعت اللي قاله، وابتسمت بشكل تلقائي، وقلت: “بجد؟ الحمد لله! أنا فرحانة إن شغلنا بقى ليه التأثير ده”، كمل كلامه بابتسامة أوسع وقال: “بس ده مش معناه إن شغلنا انتهى، إحنا داخلين على ضغط شغل كبير، وعايزك تشدي الفريق كله معاكي، شمس، إنتي بقيتي نموذج يُحتذى بيه، والكل بقى شايف إن الفرع بتاعنا هو الأفضل، بسبب مجهودك”، الكلام ده لمسني جدًا، حسيت بثقة كبيرة ومسؤولية في نفس الوقت، هزيت راسي وقلت له: “أكيد يا أستاذ أمير، أنا هعمل كل اللي أقدر عليه”، بص لي وقال: “كويس، طيب دلوقتي روحي جهزي نفسك، بشمهندس أيمن مستنيكي في الفرع الرئيسي الساعة 3 بالظبط، متتأخريش”، رديت بابتسامة وقلت: “تمام، هستأذن علشان ألحق أجهز”، طلعت من مكتبه وأنا مبسوطة جدًا إن شغلي وصل للدرجة دي من التقدير، بس كنت عارفة إن المرحلة الجاية هتكون أصعب، لكن التحديات دي كانت بالنسبة لي خطوة لقدام.
الساعة 3 بالدقيقة كنت قدام مكتب بشمهندس أيمن نجم، صاحب مجموعة شركات Star، أكبر مجموعة شركات معمار مش في مصر بس، ده في الشرق الأوسط كله، الاسم لوحده كان مخوفني، وفكرة إن أنا واقفة قدام مكتبه وهو اللي طلبني بالاسم كانت متوتراني جدًا، وقفت قدام الباب دقايق بحاول أتماسك وألمّ أعصابي قبل ما أدخل، وأخيرًا، خبطت ودخلت، أول ما دخلت، شوفته قاعد ورا مكتبه، راجل في سن الخمسين تقريباً، شكله كله وقار ورقي وجاذبية عالية، اول ما دخلت رفع راسه وبص لي بابتسامة خفيفة وقال: “اتفضلي يا بشمهندسة”، هزيت دماغي، وقربت قعدت على الكرسي اللي قدام مكتبه وأنا محافظة على ابتسامتي المتوترة، وبعدها سألني عن حالي، فقلت بهدوء:و”الحمد لله”، بعدها ابتسم وسألني: “شوفتي إعلان المشروع بتاعك في المجلات ولا لسه؟”هزيت دماغي وقلت: “لسه الحقيقة مشفتوش”، رد بدهشة خفيفة: “ولا حتى قريتي أي خبر عنه؟”، قلتله وأنا محرجة: “للأسف لا، مكنتش عارفة إن كل ده هيحصل، ف متابعتش…بعتذر”، ابتسم ابتسامة بسيطة وقال: “ياااااه… في حد يبقى عامل مشروع بالعظمة دي ومايتابعهوش؟”، رغم إحراجي من كلامه، لكن كنت شايفة فخر في صوته، بعدها قال لي: “شمس، أنا بقالي كتير مشفتش حد عنده الموهبة دي في المجال، موهبتك تستاهل التقدير، وانتي بجد موهوبة”،
كلامه خلاني أتوتر أكتر، فقلتله: “بشكرك جدًا، كلام حضرتك كتير عليا”، ابتسم أكتر، وقال: “أكيد مستغربة أنا طلبتك ليه هنا، صح؟”، هزيت راسي وقلت: “أيوة، بصراحة”، قالي لي بإبتسامة: “كل مجلس الإدارة اجتمع على إنك لازم يتم نقلك هنا الفرع الرئيسي، إحنا شايفين إن موهبتك تستحق تكون في المكان ده، وهنوفر لك كل التدريبات اللي لسه ماخدتيهاش، وكل اللي تحتاجيه علشان تبقي أكبر مهندسة في الشركة، شمس أنتي عندك الموهبة اللي تؤهلك لكل ده، لكن محتاجة شوية تدريب، وهنا هو المكان اللي هيحصل فيه ده”، أنا كنت سامعة كلامه بس مش قادرة أستوعبه، الفرع الرئيسي؟، دي أمنية كل مهندس في المجال ده، ده كمان كان حلمي، بس كنت عارفة إنه محتاج وقت طويل وتدريبات كتير، بس فجأة الفرصة خلاص بقت قدامي!، فضلت ساكتة مش عارفة أقول إيه، لحد ما قال: “مسمعتش رأيك يا شمس”، بصيتله وقلت وأنا لسه مش مصدقة: “بشكر حضرتك جدًا على العرض ده، أنا عمري ما كنت أتخيل حاجة زي كده….بس”، وسكت، بص لي وقال بابتسامة: “بس إيه؟”، قلتله: “أنا محتاجة أعرف رأي ماما الأول، وأكلم أستاذ أمير، مديري في الفرع، وكمان باقي فريقي، إحنا داخلين على مرحلة شغل كبيرة، ومينفعش أسيبهم فجأة كده”، ابتسم وقال بدهشة: “أول مرة أشوف حد زيك، شمس… أي حد مكانك كان هيوافق علطول، اللي فكرتي فيه جميل، ويبين أد إيه إنتي شخصية مسؤولة، بس لازم تتعلمي تحطي نفسك ومصلحتك في الأول”، سكت لحظة وبعدين كمل: “يعني، مثلًا، لو أي حد من الفريق جاتله الفرصة دي، كان وافق فورًا، فكري في نفسك الأول، وبعدين فكري في اللي حواليكي”، بصيت له وقلت بكل صدق: “بس أنا مقدرش أخد خطوة إلا وأنا قلبي مرتاح، ومن غير ما أحس بذنب ناحية حد”، هز راسه وقال: “ماشي، خدي وقتك وفكري براحتك، وإحنا مستنيين ردك”، شكرته، لكن فجأة قال: “كان نفسي يكون عندي بنت زيك، كنت بحلم يكون عندي بنت مهندسة كبيرة وناجحة، زيك كده، بس ربنا مكرمنيش بأولاد”، كلامه لمسني جدًا، بس مكنتش عارفة أقول إيه، حسيت بحزن عليه، بعدها قال لي بابتسامة حزينة: “أكيد باباكي فخور بيكي، يا بخته بيكي”، كلامه كان زي مياه سقعة بتدلق عليا، وابتسمت ابتسامة مكسورة، وعيني دمعت، وبعدها هزيت دماغي وسكت، لاحظ ده هو وقال: “أنا آسف جدا…باباكي متوفي؟” قلت بسرعة: “لا، بس مش موجود”، فهم إن في حاجة، لكن مضغطش عليا وحاول يغير الموضوع وقال: “طيب يا بشمهندسة شمس، مستنيين ردك، من بكرة روحي وخدي رأي اللي عايزاه، وتعالي، إحنا منتظرينك”، هزيت دماغي وقمت وأنا متلخبطة بين فرحتي بالعرض وبين مشاعري اللي فجأة اتلخبطت.
خرجت من المكتب، وكنت ببص حواليا، كنت حاسة إن فيه حاجة ناقصة… أو حد ناقص! مش عارفة أنا بدور على إيه بالظبط، أو عارفه…. ” الشخص المجهول”، مش عارفة ليه بدور عليه، يمكن عشان فضول اني أعرف أنا شوفته فين قبل كدا، المهم بعدها رجعت تاني علي الفرع، أول ما دخلت لقيت زمايلي كلهم واقفين مستنييني وعنيهم مليانة فضول، الكل هجم عليا بالأسئلة: “ها يا شمس، حصل إيه؟” ،”هو عايز منك إيه؟!”، ابتسمت ابتسامة واسعة وقلت: “استنوا، واحدة واحدة! هحكيلكم”، بدأت أحكيلهم عن العرض اللي البشمهندس أيمن قدّمه، وعن نقلّي للفرع الرئيسي وكل المميزات اللي قال عليها، لقيت الفرحة والتصفيق مالي المكان، كلهم كانوا فرحانين بشكل مش طبيعي، حسيت إني مش لوحدي، وإنهم شايفين إن اللي أنا فيه ده حاجة أستحقها فعلاً، حتى لما دخلت على أستاذ أمير علشان أستأذنه، كان واضح عليه إنه فخور، أول ما قعدت عنده، بصلي بابتسامة عريضة وقال: “برافو يا شمس، صراحة انتي فاجئتيني”، سألته باستغراب: “فاجئتك في إيه؟”، رد عليا وقال: “رد فعلك مع البشمهندس أيمن، المجلس كله كان متوقع إنك هتوافقي علطول، لكن الطريقة اللي فكرتي بيها واحترامك لفريقك واحترامك لنفسك… حاجة بجد تحترم”، ضحكت وقلت: “مقدرش أسيب الفريق فجأة كده، أنا فعلاً شايفة إنهم تعبوا معايا ووقفوا في ضهري، ولازم أخد رأيهم وأستأذن منهم”، أستاذ أمير كان بيبصلي بإعجاب وقال: “والله يا شمس انتي فعلا كنز كبير اووي، لكن خليني أقولك إن الفرصة دي عمرها ماهتتكرر، ولازم تمسكي فيها، الفرع الرئيسي مليان ناس من أكبر الأسماء في المجال، واللي هتتعلميه هناك هيفتحلك أبواب عمرك ماكنتي تتخيليها”، كلامه كان فيه طاقة إيجابية قوية، بس حسيت منه كمان إنه بيقولها بحسرة لأنه عارف إني هسيب المكان، لكن سمعت كلامه و وافقت علي رأيه و سلمت عليه و مشيت، ورجعت للفريق علشان أودّعهم، ودي كانت أصعب حاجة، كلهم كانوا فرحانين بس في نفس الوقت كانوا متضايقين إني هسيبهم، حسيت بدموع في عيني وأنا بشوف في عيونهم قد إيه هما كانوا بيحبوني وبيشوفوني جزء كبير من نجاحهم، وبعدها جمعت حاجتي، وكل واحد فيهم كان بيودعني بطريقته، حسيت بمشاعر مختلطة، حزن وفرح في نفس الوقت، وأنا خارجة وقفت عند الباب شوية، خدت نفس عميق وقلت لنفسي: “الخطوة دي مش سهلة، بس لازم أكون قدها… لازم أحقق اللي حلمت بيه”، وخرجت من الشركة، وأنا حاسة إن العالم كله مستنيني بره.
وصلت البيت و حكيت لماما كل اللي حصل، ماما كانت بتدمع من الفرحة، مكانتش مصدقة اني أخيراً بلاقي نتيجة مجهودي، وانا كنت فرحانة لفرحتها، و فضلنا طول الليل نتكلم علي اللي جاي من حياتي و نحلم وندعي ربنا أنه يحقق احلامنا، و بعدها دخلت صليت و دعيت ربنا يوفقني في الخطوة اللي داخلة عليها دي، وتاني يوم الصبح كنت واقفة قدام الفرع الرئيسي لشركة “Star”، المكان اللي كنت دايمًا بشوفه من بعيد وأحلم مجرد حلم أعدي من جنبه، بس النهارده أنا داخلاه رسمي، مش زائرة، لا، داخلاه كمهندسة طلبوني بالاسم!، أخدت نفس عميق، وبخطوات واثقة دخلت من البوابة، المكان كان كبير بشكل مبهر، كله تفاصيل بتتكلم عن القوة والرقي، الناس هنا كلها لابسة شيك وحركتهم منظمة كأنهم في مشهد سينمائي، وصلت الريسيبشن وسألت عن بشمهندس أيمن، السكرتيرة قالت لي إنه لسه موصلش وطلبت مني أقعد أستنى في الاستراحة، قعدت وكنت براقب المكان حواليا، كل حاجة بتلمع، وكل تفصيلة كانت بتأكد إن المكان ده مش عادي، فضلت مستنية وأنا بفكر في اللي جاي، بس فجأة صوت خطوات شدني، دخل شخص من الباب الرئيسي، حضوره كان مميز لدرجة إن كل الموجودين وقفوا أول ما شافوه، كان لابس بدلة كحلي أنيقة، وتحتها قميص بيبي بلو لونه ناعم جدًا، والحزام والجزمة الجملي مع الساعة اللي بتلمع على إيده كانوا متناسقين بطريقة غريبة، عينه كانت مستخبية ورا نظارة شمسية، زودت الغموض حواليه، مشيت عيني معاه لحد ما وقف عند السكرتيرة وسألها بصوت رجولي واضح: “بشمهندس أيمن وصل؟” السكرتيرة قامت بسرعة وقالت له: “لسه يا فندم” رد باختصار: “طيب لما يوصل بلغيني”، بعدها شال النظارة الشمسية، وهنا، حسيت إن قلبي وقف لثانية، هو! الشخص المجهول اللي دخل القاعة متأخر يوم العرض، نفس الملامح، نفس الكاريزما، ونفس النظرة اللي مش مفهومة، عينينا اتقابلت لثواني، بس أنا حسيت إنها كانت أطول بكتير، كنت زي المبهورة، مش قادرة أشيل عيني من عليه، وهو مشي كأنه متعود على نظرات الناس اللي حواليه، فضلت قاعدة مكاني وأنا عيني لسه عليه، وساعتها كنت بسأل نفسي سؤال واحد: مين الشخص ده؟ مش عارفة ليه وجوده في نفس المكان حسسني بحاجة غريبة، زي ما يكون القدر بيحطنا في طريق واحد مرة تانية، بس ليه؟ وإزاي؟ ومين هو أصلاً؟ بعد وقت قطعت تفكيري السكرتيرة لما نادت عليا وقالت لي: “بشمهندسة شمس، بشمهندس أيمن وصل، ممكن تدخلي دلوقتي”، قمت من مكاني وأنا بحاول أركز وأرجع لعالمي، بس جوايا كان لسه مشغول بالشخص ده اللي طيفه مسابش عقلي حتى وأنا داخلة على أهم مقابلة في حياتي.
أول ما دخلت عند بشمهندس أيمن، رحب بيا وقال لي: “اتفضلي يا بشمهندسة، هااا قررتي اي بخصوص العرض اللي قدمته؟”، ابتسمت وقلت له: “أنا موافقة، أنا جاهزة أبدأ مشواري هنا”، هو ابتسم وقال لي: “ده اللي كنت مستني اسمعه، أنا واثق إنك هتقدري تعملي حاجة كبيرة هنا، بس طبعًا لازم نتأكد إنك هتكوني جاهزة للتحدي، وفيه تفاصيل لازم تعرفيها”، أثناء ما إحنا بنتكلم، دخل علينا” الشخص المجهول”، حتى دخلته كانت ملفته، أول ما شافني قاعده مع أيمن، قال بسرعة: “بعتذر، هاجي في وقت تاني”، لكن بشمهندس أيمن رد وقال له: “لا تعالي، كنت لسه هاتصل بيك، وبعدها دخلت سارة السكرتيرة وطلب منها بشمهندس أيمن تاخدني وتعرفني على باقي تفاصيل الشركة، وبعدها وصلنا لمكتبي، و بدأت في عمل اول تصميم ليا في الفرع الرئيسي، وبعد ما خلصت شغلي، روحت علي عيادة دكتور أشرف لأن كان انهاردة ميعاد الجلسة التانية، لما وصلت العيادة السكرتيرة قالت لي إني لسه قدامي اكتر من حالة، فقلت أفضل أنتظر برا، ونزلت على الكورنيش، ورحت لعمو محمد، واخدت الشاي بلبن وقعدت على الكرسي اللي بقعد عنده علطول، والهدوء كالعادة كان بينسيني كل حاجة، ومر الوقت، ورجعت للعيادة، دخلت من الباب، وفي اللحظة دي……..
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية دموع مؤجلة واحتضان أخير) اسم الرواية