Ads by Google X

رواية رجوع الى الهويه الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم شيراز القاضي

الصفحة الرئيسية

  رواية رجوع الى الهويه الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم شيراز القاضي 

رجوع الي الهويه 

٢١ 

مر شهران  علي اختفاء سام دون ترك اي اثر ! 

تأثرت صحة خافيير بسبب خوفه وحزنه علي سام مهما حاولت مليكه التخفيف عنه لكنها تلمح في عينيه عتاب صامت فلقد وصل صوت صراخهما لكل من كان موجودا في المنزل .

بالطبع لم يفهم احدا سبب الشجار لكن ادرك الجميع ان  سبب اختفائه هو شجارهما ذاك! 

" لقد انتهينا الان سيد سام! المدرسه جاهزه للعمل والمشفي تم تجديده وهناك الكثير من الاشخاص اللذين يريدون المساهمة معنا في اي شيء لذا سنهتم بثياب الاطفال والطعام ايضا !" 

قالتها نائبة مليكه التي تدير الملجأ الي سام بإمتنان وسعاده ليبتسم لها بهدوء فأكملت هي بتساؤل 

: انا حتي الان لم اخبر مليكه بأي شيء يحدث هنا ..الم يأن الاوان لإخبارها؟! 

قال لها سام 

: ليس الان ارجوكِ انا اعد مفاجأة لها ولا اريدها ان تعلم الان ..ان حادثتك اخبريها ان الامور بخير وانك تسعين لإنهاء الإجراءات مع المحامي الذي كلفته بمهام الدار ولا تخبريها انني هنا او انك رأيتني هنا فهذا جزء من المفاجأه.

ابتسمت له اسماء بسعاده لتقول 

: لك هذا ..انا سعيده لإرتباطكما عسي الله ان يجمع بينكما في خير .

ابتسم سام بسخريه لم تلمحها اسماء ليغادر في طريقه نحو المسجد في الحي حيث منزل عم مليكه فلقد آن اوان صلاة العصر وما ان دخل حتي اقبل عليه شاب ملحتي بإبتسامة واسعه يحتضنه بسعاده ليقول 

: سااام لن تصدق ..لقد انتهينا اخيرا من الإجراءات الخاصه بالعمره ! سنغادر بعد اسبوعين من الان 

ابتسم سام بسعاده مضطربة قليلا فهو مازال يحاول تقبل الدين بقلبه ! الحق يقال ان الخاله حسناء لم تتركه لشيطانه لحظه! فمنذ ان اتي اليها وتركته يرتاح قليلا لتخرج معه بإتجاه المسجد لتطلب من احد الرجال ان يدخل الي المسجد وينادي لها الشيخ محمود ليلبي الرجل طلبها بينما وقف سام معها منتظرا ظهور هذا الشيخ الذي ما ان رآه حتي فغر فاه فما كان الشيخ محمود سوي شاب صغير السن لكن بدي ذا عقل راجح .

اقبل نحو السيده حسناء ليقول بحفاوه 

: خالتي حسناء لقد اشتقتِ اليك .

ابتسمت له حسناء لتقول 

: وانت كذلك يابني ! ..دعني اعرفك علي سام ..سام هذا هو امام مسجدنا هذا واسمه محمود وهو خير من سيرشدك الي الصواب..ويامحمود هذا سام قريب لمليكه ولعلك تعرف انه زوجها ايضا .

اومأ الشاب بإبتسامه ليقول 

: اجل لقد حضرت عقد قرانهما حقا ..يبدو ان هناك الكثير لنتحدث به لذا استأذنك خالتي سأذهب انا وسام الي الداخل .

اومأت له حسناء وهي تنظر لسام بتشجيع ليفهمها هو ويدخل المسجد بصحبة محمود 

قص سام الامر علي محمود الذي كان يسمعه بتركيز ليقول 

: خالتي حسناء لديها حق ..كما ان مليكه متزمته للغايه لذا عليك ان تبعدها عن تفكيرك حاليا وفكر فقط ..هل تريد ان تكون مسلما بحق!!! 

تطلع له سام ليقول 

: انا تقبلته بعقلي فهو دين يدعو الي اليسر وتعلمت منه العديد من الخصال الحميده لكن المشكله في قلبي! 

ابتسم  له محمود ليقول 

: وهذا جيد لقد اجتزت شوطا جيدا...استمع الي! في البدايه لا هواتف نقاله ولا حاسوب او اي شيء يمكنك به الوصول الي مليكه حتي لا تتشوش وايضا ستأتي الي هنا لأداء كل صلاة جماعه وبعدها سنحفظ انا وانت ما تيسر من كتاب الله ..بضع آيات فقط حتي لا يبقي الامر صعبا عليك وعندما نتخطي تلك المرحله وتصبح قادرا علي قراءةالقرآن وحفظه وحدك واصبحت ملم بأمور الدين ننتقل الي المرحلة الاخيره وهي الذهاب لأداء العمره! 

لم يفهم سام ما المقصود بالعمره لكنه ابتسم ليقول 

: هاتفي قد نسيته في اسبانيا علي اي حال ولقد اتيت علي عجلة من امري لذا لم احضر حتي ثيابا لي .

صفق محمود بحماس ليقول 

: جيد اذا قم بنا للصلاة الان ثم سنذهب لنشتري لك ثيابا وبعض الاشياء التي ستحتاجها .

ثم قطب حاجبيه ليسأل 

: ولكن كيف تتحدث العربيه بتلك الطلاقه!! 

ابتسم سام ليقول 

: في البدايه علمتني خالتي حسناء بعض الجمل والكلمات ثم التحقت بدورة تدريبيه لتعليم اللغة العربيه وكان معلمي مصري لذا اتقنتها بلكنتكم.

اومأ له محمود وهما ينهضان معا للوضوء لأجل الصلاة 

توالت الايام علي سام وشيئا فشيئا يتعمق في الدين الاسلامي وتعاليمه واصبح الحزن والضيق بداخله يتلاشي بالتدريج وبدأ يشعر انه اصبح شخص اخر افضل من زي قبل ! كما كان يتابع اعمال دار الرعايه في صمت في الان ذاته 
عوده الي اسبانيا حيث مليكه تجلس علي الكرسي في غرفتها تحدق بالفراغ بوجوم .

لم يعرفو مكانه بعد! تشعر بالخواء الشديد وحزن اشد لما آلت له الامور ..لو انها ظلت في مصر لما حدث كل ذلك ! 

تنهدت بألم لتغمض عيناها لكنها عادت لفتحهما علي اثر الطرقات علي الباب فنهضت تفتح الباب بعد التأكد من حجابها فوجدت احدي الخادمات تقول بأسف 

: لم يقبل السيد خافيير بتناول الطعام او اخذ العلاج ايضا سيدتي ..ارجوكِ تصرفي معه فهذا خطر! 

اومأت لها بقلق لتهبط سريعا الي غرفة جدها فوجدته يجلس علي كرسي قرب النافذه وهو يطالع الافق بشرود حزين 

قالت بعض النشاط في محاولة منها لتغيير حالته 

: جدي ! مسائك مسك وعنبر ..الم تأكل بعد! جيد اذا لنأكل معا .

تقدمت اليه وجلس في الكرسي الذي امامه وهي تقطع شريحة اللحم الي قطع صغيره قبل ان تغرس بها الشوكه لترفعها الي فم جدها مبتسمة بدفيء ليفتح فمه بهدوء ويتقبلها منها دون كلام 
اتسعت ابتسامتها ولكنها خبت فجأةحين قال 

: سام لم يعد بعد! 

قالت له بنبرة نادمه 

: لا تقلق ياجدي ...هو فقط في مكان ما طلبا للإسترخاء وحين يتحسن سيأتي وحده 

ابتسم خافيير بسخرية مريره لتبتلع لعابها قائله 

: لدي الحل ياجدي...انا واثقه من ان لسام اعينا هنا ليخبروه ما يحدث..هو غادر بسببي لذا سأعود الي مصر ليعود هو الي هنا .

نظر لها خافيير بألم وغضب ليقول 

: غبيه وستظلين غبيه! اتعالجين خطأ بخطأ اسوأ بمراحل! ستذهبي انت الاخري وتتركيني بمفردي مثله! 
اتعلمين ..كنت اظن ان امك هي الغبيه لكن لا ..كانت محقه ! حين طرق الحب الحقيقي بابها تركت كل شيء حرفيا وتمسكت به دون ان تلتفت اما انت فقد وهبك الرب فرصتين اضعتِ الاولي بغبائك وها انت تضيعين الثانيه! سام لم يقدم علي الزواج بك لأجلي فقط واظن انك لاحظت اهتمامه بك وحاول لفت انتباهك له اكثر من مره فما كان ردك ياحمقاء! لا شيء تركته يرحل كما رحل الاخر دون ان تعبري له عن حبك حتي او علي الاقل اتركِ لنفسك الفرصه لحبه! 

كانت كلماته قاسيه لكنها

 كانت...حقيقه! بهتت معالمها وهي تنظر الي جدها بصدمه ..احقا اضاعته كما اضاعت فادي من قبل!!! 

عوده الي القاهره حيث يجلس سام 
علي احد الكراسي الصغيره وحوله اطفال كثر وهو يشرح لهم بحماس قصة سيدنا يوسف .

كانو اطفال دار الرعايه وكان يذهب لهم يوميا يعطيهم دروسا متنوعه في الدين والرياضيات وغيرها وقد احبه معظم الاطفال لإسلوبه المرح في ايصال المعلومه 

انتهي من سرد القصه ليقول 

: حسنا ياصغاري لقد انتهينا الان ولكن اريد ان اخبركم انني ذاهب في رحلة ما وقد اغيب لبعض الوقت ولكن اريدكم ان تذاكرو دروسكم بإستمرار وعدم الاهمال حسنا؟! 

اومأ الاطفال ببعض القنوط ليقول صبي صغير ببعض الحزن 

: ولمَ تتركنا يا استاذ ولمن! الاستاذ صالح والاستاذه علياء صارمان جدا ولا افهم منهم شيئا ..ارجووك لا تتأخر علينا .

قهقه سام علي كلمات الصغير ليحتضنه وهو يعده انه سيعود قريبا جدا ! 

"موعد الرحلة اخيرا! " 

قالها محمود بحماس وهو يجر حقيبته في ساحة المطار بينما يسير سام الي جانبه مبتسما بتوتر شديد مما هو آت! 

وصلا بعد عدة ساعات الي مطار جده لينتقلا فورا بسيارة اجره نحو مكه المكرمة..ما ان وصلا حتي ذهبا الي الفندق اولا لوضع الحقائب ثم توجها نحو الحرم واثناء سيرهما كان سام يسير مشغولا بالاحرام فهو لم يعتد عليه بعد! 

وقفا امام احد الابواب لينظر سام حوله بإستطلاع وانبهار من ضخامة المكان واعداد الاشخاص المتواجدين! 

اكملا سيرهما الي داخل المسجد ورويدا رويدا ظهرت امامهم الكعبه ! 
ما ان لمحها سام حتي توقف مكانه برهبه ودقات قلبه ازدادت حدتها ووجد نفسه بتلقائيه يعود الي الخلف بخوف شديد! 
نظر له محمود بتفاجئ ليقول 

: ما بك سام! سنذهب من هنا لنصلي صلاة الظهر ثم نقوم بأداء العمره فلمَ تعود الي الخلف ؟! 

صمت تماما ما ان رأي نظرة الرعب في عينيه ليبتسم قائلا بخفوت لم يصل الي سام 

: يبدو اننا نجحنا..لا لا انت من نجح سام! هذه الرهبه يستحيل ان تظهر علي وجه شخص ليس مسلما .

وضع يده علي كتف سام ليقول 

: هيا يارجل ما بك! ..اتعلم ..اول مرة اتيت بها الي هنا جلست الي جوار السلم الذي هناك وانا اطالع الكعبة وابكي ! 

نظر له سام بتشوش ليوميء له محمود بضحكة صغيره وهو يحثه علي التقدم .

شيئا فشيئا يقتربان من الكعبه حتي اصبحا علي مقربة شديدة منها ..اقاما صلاة الظهر معا ليكملا رحلتهما بإتجاه الكعبه بين باقي المعتمرين فشرح محمود سريعا ما عليهم فعله اثناء الطواف وكانا يتحينان الفرصه ليقتربا من الكعبة رويدا بين الزحام حتي وصل سام اخيرا الي جدار الكعبه بجانب بابها ليتلمسها بلهفة لم يعلم من اين اتته ووجد نفسه يقترب منها حتي التصق بها لتنهمر عبراته بدون توقف ووجد نفسه من بين شهقاته يدعو الله ان يسامحه علي عمر مضي وان.......

 يجمع بينه وبين مليكه!

 •تابع الفصل التالي "رواية رجوع الى الهويه" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent