Ads by Google X

رواية ممرضة دمرت حياتي الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

   رواية ممرضة دمرت حياتي الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم شيماء سعيد 

الحلقة الواحدة والعشرون 
ممرضة دمـ.رت حياتي
............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️ 
تصالح أولاد غنيم مع والدهم بعد أن أدركوا أهميته فى حياتهم وان الأموال دونه لا تعنى شىء بعد أن ابتلاهم الله فى حياتهم لما قاموا به من عقوق لأن عقوق الوالدين يوفى جزائه فى الدنيا قبل الآخرة .

وبالفعل عاد غنيم إلى عمله ووجد عزة فقط ، وعندما سئل عن علا .
فقال فهمى ...طردتها من زمان ،هى دى وش الفقر اللى كانت السبب فى اللى حصلنا .
غنيم ...لا حول ولا قوة الا بالله .
سامحها الله .
وتبدل الحال إلى احسن حال بعد عودة غنيم .
وفرح بعوض الله له من كل جهة وشكر الله كثيرا على كرمه .
وقام بأداء العمرة وسحب بها أولاده الثلاثة مع حلا والصغير عمر .
وحين عادوا .
بشر الطبيب نورا بحملها فى تؤام ،وانهم بصحة جيدة .
أما مروة...فقد عاد لها زوجها بعد أن اكتشف أن زوجته الثانية ، غررت به وعملت خلع بعد أن حصلت على كل المال الذى أعطاها لها .
أما فهمى فازدهرت تجارته بعد عودة والداته ، واشتهر اسمه بجانب والداه. 
فحمد الله وشكر على نعمة البر بعد العقوق .
..............
اما روان فقد تنتقل حياتها من اسوء لأسوء .
فكل من كان يتقرب منها من أجل المال فقط ولم يحبها أحد لسوء اخلاقها .
فالكل كان طامعا بها ولم تجد الحب بينهم مطلقا .
روان ....كلهم عايزنى عشان فلوسى ،ومحدش بيحبنى حقيقى ،كله كلام فى كلام .
مشوفتش فى ولا واحد منهم لمعة العين اللى كنت يشوفها فى عين حكيم لما يبصى لحنين .
أما دول كلهم طماعين وعايزنى اصرف عليهم .
ولو رفضت بيزهق ويسبنى .
كما تعلمت أيضا القمار ، الذى كان بسببه خسرت كثيرا من أموالها .
ولم يتبق لها سوى الشقة والقليل الذى يسد احتياجاتها بالكاد .
فاضطرت مرة أخرى للعودة للعمل فى إحدى المستشفيات الخاصة .
........
أما حكيم فقد تخرج من كلية الهندسة ، وشارك صديقه المقرب لؤى بمجهوده فى مكتب هندسى ، وأكرمه الله بالنجاح به .
ورزق الله بعضا من المال الحلال ، الذى يؤهله الزواج من حبيبته حنين .
فولج الى والدته لكى يخبرها أنه يريد أن يتم زواجه بـ حنين .
وعليه أن يجدد الشقة لذلك ،من دهانات واثاث جديد من أجل الزواج .
قبل حكيم يدها قائلا ....حبيبتى يا ست الكل .
كريمة ....الدخلة دى أنا عرفاها كويس .
وفاهمة أن وراها طلب .
هات من الاخر وقول من الاخر عايز ايه ؟
حكيم ...كلك نظر يا ست الكل .
انا دلوقتى الحمد لله اتخرجت واشتغلت ، يبقا فاضل ايه ؟
دق قلب كريمة بشدة ، فقد جاء الوقت الذى كانت تخشاه منذ زمن .
وقد حاولت كثيرا التفريق بينهم ، ولكن كان يتمسك بها .
كريمة بغصة مريرة ...عايز تجوز المعدولة برده .
انا قولت لما تتخرج هتعقل وخصوصا وانت شايف زمايلك .
كل واحد خطب ايه ؟
الدكتورة والمهندسة ، والمدرسة وانت أخرك ممرضة .

حكيم ...وملها بس الممرضة ، مش بنى آدمة زينا .
وقولتلك يا امى الف مرة ، مش بالشهادات بالحب اللى يكمله العقل عشان الحياة تمشى .
كريمة بغصة مريرة...يعنى برده مصمم يا ولا .
حكيم ...بعد رضاكى يا أمى برده .

كريمة ...يعنى عايز تعمل ايه دلوقتى ؟
حكيم ...هجيب نقاش يظبط الشقة كده ، بشوية ديكورات .
وبعدين اخدك معاها ، ننقى العفش .
كريمة بغيرة  ...طيب هتجبلها جديد وامك هتنام على القديم يا حكيم .
ابتسم حكيم وأرضاها بقوله....فشر ، ده أنتِ الخير والبركة يا ست الكل .
هجبلك اوضة طبعا جديدة ، اللى تنقيها وتعجبك بمزاجك ،  مهما كان تمنها .
فابتسمت كريمة ثم حدثت نفسها ..هخليه يجبلى أحسن واغلى منها .
ومش هنيهم على قعدة حلوة مع بعض ،وهكبس على دماغهم ديما .
وهجيب صحابى من أهل الحتة وعيالهم ، عشان يقلبوا الشقة وهى يطلع حيلها وتنضف كل يوم .
..........
وبالفعل بدء حكيم فى تجهيز الشقة استعدادا للزفاف .
وعند شراء الاثاث .
لم تدع حنين تختار شىء إلا وعلقت عليه غاضبة ،حتى تغير رأيها لشىء اخر .
فتلون وجه حنين ولمعت الدموع فى عينيها ، فربتت والدتها على ظهرها بحنو قائلة ...معلش يا بنتى عديها .
اى حاجة .
مش بالعفش إنما بالهنا ، ربنا يهنيكى يا بنتى .
حنين ...مش شايفة ، يا أمى حطه منخيرها فى كل حاجة ازاى .
وبتحاول ديما تعصبنى ومش راضية عن كل حاجة تعجبنى.
وكأنها بتقول ، أنتِ ملكيش رأى ، وانا الكل فى الكل .
والدة حنين ...معلش يا ضنايا .
دى ست كبيرة وخديها على قد عقلها .

أما حكيم فهمس الى والدته قائلا ...عشان خاطرى يا ماما ، خفى عليها شوية وسبيها تختار شوية .
كريمة بانفعال ...يا بنى دى ذوقها وحش اوى .

ودى شقتى انا ولازم كل حاجة فيها تعجبنى .

حكيم ...بس يا ماما دى عروسة ومن حقها تفرح .
كريمة ...تفرح بمزاجى انا .
حكيم محدثا نفسه ...ربنا يسترها .
ويعينك يا حنين على امى والله .

يارب اهديها علينا ، انا مش عايز اغضبها وفى نفس الوقت مش عايز أظلم حنين معايا .
..................
فما ذا يا ترى سيحدث من تلك الحماة المتعجرفة أيضا .
 
وبالفعل تم جهيز الشقة وكان أغلبها على ذوق والدة حكيم ،حيث تنازلت حنين عن كل ما تريد ، رغبة وحبا فى كريم حتى يتم الزواج على خير .
ولكن للأسف ما التنازل الاول الا بداية لتنازالات اكبر بكثير .
فيا ترى ما سينتظر تلك المسكينة من تلك الحماة الغيور الظالمة .
وجاء اليوم الذى يحلم به حكيم منذ سنوات طويلة فى حب حنين .
اليوم الذى سيجمع المحبين تحت سقف واحد ، يبث كل واحد منهم حبه للأخر بدون حرج أو تخوف .
ليصبحوا  روحا واحدة فى جسدين .
وكان حفل كبير وجميل .
شارك به غنيم أيضا ببعض المال، تحية منه للعروسين.
وحبا فى قرة عينه وزوجته وام ابنه (حلا ).

لم تكف كريمة عن البكاء طيلة الحفل ،وكأنه يزف إلى الموت وليس إلى حياة جديدة مع من اختارها قلبه. 
لتكمل معه مسيرة الحياة على بحلوها ومرها .

وعندما تراقص العروسين على اغنية هادئة مليئة بالأحاسيس والمشاعر.
انا بقدم قلبي اه لو تقبلو وادي كمان عمري كانو في اولو
والشوق ده كلو يقول لمين يتحملو يكون في عونك يلي زي مجربو.

ثم ضمها حكيم بقوة وحملها ليطوف بها قليلا فى جو ملىء بالرومانسية والحب .
والجميع فرحان ويسقف ويصفر ويدعوا لهم بالسعادة والفرح الدائم .
الا كريمة فقد غلبها الغيظ وامتلكتها الغيرة أكثر فحدثت نفسها ....يا لهوى الواد قرب يطير بيها .
اه يا نارى ،هو من اولها كده ،هيموت عليها ، اومال لما يدخل بيها ،هيعمل ايه ؟
هينسانى اكيد ولا هيعبرنى ،ولا هيجى يكلمنى ويحكيلى يومه زى كل يوم زى متعود .

ولا هيجى يحط رأسه على حجرى لغاية ما ينام زى العيال الصغيرة .

ما خلاص بقا هينام فى حضنها اللى تشك فى معاميها دى .
بس انا مش هسكت ومش هليمه عليها ،وهخليه يطوف حولين نفسه .

وأدى قومة كمان عشان اوقف المسخرة دى .
فقامت من مكانها متجهة لهم .

فوضعت والدة حنين يدها على صدرها قائلة ...يا لهوى شكل الولية اتجنت وهتعمل مصيبة ، استرها يارب مع بنتى دى غلبانة ، وصبرها عليها .

جيب العواقب سليمة يارب ، عشان خاطر حبيبك النبى .
حتى وجد حكيم من يشده من ذراعه قائلة بحدة ....مكفايا يا واد ، شيل وحط ودلع ماسخ ،ملهوش لزوم. 

وفر صحتك يا ابنى شوية ، هى هتهدك من اولها كده .
شعر حكيم بالحرج من كلام والدته .
ولم يعرف بما يجيبها.

فهى لا تعلم مقدار شوقه لتلك اللحظة التى جمعهم الله بها فى الحلال الطيب.
أما حنين ، فقد كسرت فرحتها لمرة أخرى جديدة .
ولمعت عيناها بالدموع .

ونظرت إلى حكيم بإنكسار قائلة ،....طيب كفاية يا حكيم وتعال نقعد على الكوشة ،عشان تستريح. 
اه ما هى صحتك اهم من كل حاجة ،وعشان تريح خالتى كمان .
ثم رددت .....وأنتِ كمان يا خالتى ، اقعدى استريحى يا حبيبتى ، الوقفة هتتعبك .

كريمة بسخرية ...أنتِ بتمشينى ولا ايه !

مش عايزنى اقف جنب ابنى ، فى ليلة زى دى !!
ثم تصنعت البكاء وإشارت لحكيم ...شوفت مراتك يا ابنى ، من اولها اهو مش عايزانى جنبك .

يا خوفى من اللى جى ،هتخليك تنسى امك خالص .
حنين بصدمة ....انا لااااا طبعا .

حكيم ....لا يا أمى ،متقوليش كده ،هى مش قصدها فعلا .
قصدها بس متتعبيش مش اكتر .
كريمة ...انا راحتى جنبك يا ضنايا .
ولا مش عايزنى انا كمان  !
حكيم ...لا طبعا ، متحرمش منك يا ست الكل .
فنظرت كريمة إلى حنين بانتصار ،وكأنها تقول لها ...أنها لن تستطيع أن تأخذه منها ابدا .

حنين محدثة نفسها ...يارب صبرنى عليها ، لغاية ما تهديها وتقدر تحبنى زى حكيم ..

ثم انتهى الفرح على خير ، ليتجهوا إلى شقة الزوجية .
وذهبت معها والدتها لتطمئن عليها قبل أن تغادر .
وولجت معها لغرفة النوم .
أمسكت ام حنين يد ابنتها واجلستها معها على الفراش قائلة ....يا بنتى ، انتِ اختارتى حكيم برضاكى ، وانا عارفة انك بتحبيه .
وعشان كده يا حبيبتى ، وعشان الحب ده يستمر ، لازم تستحملى .

حنين بغصة مريرة....فاهمة يا امى ومقدرة ، بس خالتى يوم عن يوم بتزيد اكتر من اللى قبله .
وخايفة اوى مع الوقت ، تقدر كمان تكرهه فيا ..
والدة حنين ...لا يا بنتى ، حكيم عاقل وبيحبك زى عينيه بالظبط واكتر .

والحلو اللى فيه ، أنه عارف دماغ أمه كويس .
صحيح هو  بيراضيها ، بس فى نفس الوقت عارف انها بتعمل كده ليه عشان غيرانة منك .

فمهما عملت بعد كده ، هيكون متأكد انها بتفترى عليكى من الغيرة بعيد عنك ، بس أنتِ بريئة من كل اتهام .

حنين ....الله المستعان ، ربنا يصلح حالها ويهديها عليا .
عشان أقدر احس بالاستقرار والهدوء فى البيت ده .
والداة حنين ...يارب يا بنتى .
واسيبك بقا ، الا زمان العريس بيغلى وعايز يجى ، يأدى مهامه على أكمل وجه .
وابقى طمنينى عليكى يا قلب امك .
حنين بخجل ..إن شاء الله يا امى .
وبينما كانوا هم يتحدثون .
كانت ام حكيم توسوس له قائلة....شوفت مراتك ، زمان امها عمالة تقولها ، ادبحيله القطة قبل مهو يدبحالك .
ولو امه كلمتك كلمة ، ردى عليها عشرة.

وان البيت بيتها هى من دلوقتى ، تعمل فيه زى ما هى عايزة .
تنهد حكيم بضيق ....يا ماما ، ايه الكلام اللى بتقوليه ده ؟
لا يمكن خالتى تقول كده ، ده مفيش قلب أطيب من قلبها .
كريمة بغيظ ...يعنى ايه يا ولا ؟ مفيش اطيب من قلبها .
امال امك ايه ؟ 

حكيم بابتسامة صفراء ...لا امى انا حاجة تانية ، دى الحنية والعقل والطيبة وكل حاجة حلوة .
كريمة بضحك ...ايوه كده إتعدل يا ولا .

ثم رددت ...بقولك ايه ؟ ما تقف على الباب كده وتسمع بيقولوا ايه ؟
وتيجى تقولى .
حكيم ...يا ماما ، حرام كده ، ربنا بيقول فى كتابه العزيز .
ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا.
كريمة بغيظ ....يعنى خلاص يا ولا ، بقيت شيخ على أمك .
طيب ، اقولك على حاجة احسن .

خش قولها خليكى بايتة معاها احسن ما تدب المشوار لغاية بيتها فى نص الليالى كده .
وانت تعال نام فى حضن امك زى زمان يا حكيم .

فجحظت عين حكيم ونظر للسماء وكأنه يتشهد على حاله 
محدثا نفسه ....ده اللى ناقص كمان .

أسيب مراتى فى اليوم اللى بحلم بيه بقالى سنين ، واروح انام مع امى. 

يا خيبتك بالقوى يا حكيم ، انا عارف حظى من يومى كده .

ثم وجد والدة حنين تخرج من غرفة ابنتها ،تعلو وجهها الابتسامة قائلة ....مبروك يا ابنى .
ليلة سعيدة عليكم بإذن الله .
وربنا يقر عينكم بالولد الصالح .
اسيبكم بقا واروح لعمك الحاج .
حكيم ...امين يارب يا خالتى .
وسلامى لعمى كتير .

والدة حنين ...الله يسلمك يا ابنى ، وربنا يطمنى عليكم. 
ثم سلمت على اختها قائلة ....حبيبتى يا اختى ، انا سيبالك حتة منى ، وعارفة اكيد انها هتكون عندك زى حكيم بالظبط .
عشان أنتِ طول عمرك حنينة ، فمش هوصيكى عليها بقا .

كريمة بإصطناع ....اه طبعا يا حبيبتى ، دى فى عينيه الاتنين .
روحى أنتِ ومتشغليش بالك خالص عليها .
دى خلاص بقت فى بيتها .

والدة حنين ....البيت بيتك يا قلب اختك ، ومفتوح بحسك .
ربنا يبارك فى عمرك وتفرحى بعوضهم .
كريمة ....يارب يا حبيبتى .

يلا أفوتكم بعافية ،والف الف مبروك .
واه صح قبل ما امشى ، انا حضرت العشا .

يلا ادخل يا حكيم لعروستك وكل بالف هنا يا ابنى .
فنظرت له أمه بغضب ، فابتلع ريقه قائلا ....تسلم ايدك يا خالتى .
ثم غادرت والدة حنين .

ليبتسم اخيرا حكيم ، ثم قال لوالدته ...تأمرى بأى حاجة يا ست الكل .
انا داخل استريح شوية بقا .

ثم قبلها وهم أن يلتفت ليسرع إلى عروسه التى فى انتظاره .
ولكنه استوقفه صوت والدته المفزع بقولها .....حكيم .
استنى هنا يا ولا .
فتوقف حكيم ،كما كان قلبه اقترب أن يتوقف معه قائلا....نعم يا ست الكل .
كريمة .....كده داخل على عروستك تتعشى وتسبنى انام جعانة .

طيب حتى أعزم عليا يا ولا .

ابتلع حكيم ريقه بمرارة قائلا....لا طبعا يا امى ميخلصنيش طبعا .

طيب تعالى اتعشى معايا فى ليلة فرحى يا ام حكيم .
فوجدها أمامه مرددة بضحك ....طيب مكنتش تحلف بس يا ولا .

يلا بينا ، ده انا هموت من الجوع .
ليجده مسرعة أمامه ،وفتحت الباب على عروسه حنين بدون استئذان .
فظنت حنين إنه حكيم ، فرددت ....حكيم .
لتصيبها الصاعقة عندما ترى أنها والدته فتنطق بذهول ....خالتى .

كريمة ...ايوه خالتك يا روح امك .
مالك وشك اصغر كده ؟
انا جيت فى وقت مش مناسب ولا ايه ؟
مش هتقوليلى اقعدى يا خالتى !!
واتعشى معانا ، ولا شكلك بخيلة .

حنين بغصة مريرة وهى تنظر إلى الفأر المبلول زوجها ، الذى يقف وراء والدته متعرق ولا يستطيع أن يتحدث بشىء .

.....لا طبعا ، اتفضلى يا خالتى ، كلى بالهنا والشفا .
فجلست كريمة ،وبدئت فى تناول الطعام بنهم شديد .
ثم رفعت عينيها .

لتجدهم مازال واقفين ينظر بعضهم إلى بعض بذهول .
لتقول بصوت عالى افزعهم وخرجهم عن شعورهم .

مالكوا بتبصوا لبعض كده ليه ؟

متقعدوا تأكلوا معايا ، ولا يكونش قعدتى معاكم سدت نفسكم ولا حاجة .
حكيم بحرج ....لا ابدا يا أمى .
ثم قال لـ حنين ...اقعدى يا حنين ، ناكل .

فنظرت له حنين نظرة قاتلة قائلة ....لا اقعد انت كل مع امك .
انا خلاص شبعت ، شبعت اوى كمان .
وهطلع برا شوية ، اصلى العشا .
عشان تخدوا راحتكم مع بعض فى الاكل ،ولما تخلصوا .
عد اذنك نادينى عشان اغير فستان فرحى .
عشان عايزة انام وارتاح .
ثم خرجت غاضبة ، فابتسمت كريمة بمكر. 
وشدت على يد حكيم قائلة ...اقعد يا ولا ، كل ولا يهمك .
انا عرفة طبع الستات النكدى .
كل ولا يهمك منها .
فجلس حكيم ولكنه من القهر لم يستطع أن يبتلع اى لقمة من الطعام ، فقد وقف الطعام فى حلقه .
بعد أن كان يتمنى فى تلك الليلة أن يطعم عروسه بيده هو ، وتطعمها هى ويتبادلان الضحكات ، التى ستخلد فى ذاكرتهم إلى الأبد .
ولكن للأسف ستخلد ذكرى مُرة ، لن تنساها حنين ابدا على مر الزمان .
وعندما انتهت والدته من الطعام ، قالت ...والله تسلم ايديها خالتك ، اكلها حلو .
حكيم بغيظ ....الف هنا .
ثم قام ، فقالت والدته ....قومت ليه ؟.
ما تكمل أكلك يا ضنايا .
حكيم وهو يحرك رأسه بأسى ...لا خلاص اكلت وشبعت .
هروح اشوف بعد اذنك حنين .
كريمة ...اه ، طيب ، وقولها بالمرة تعملى كوباية شاى .
عشان أحبس الاكل ده .
وقبل ما تطلع معلش ،شغل التلفزيون ، عشان اتسلى عقبال ما تعملى كوباية الشاى .

فقال حكيم بانفعال ...لا كده كتير والله .
كريمة بسخرية.....كتير عليه كوباية شاى يا حكيم .
اخص عليك .
ده انا ياما أكلتك وشربتك ،وشبعتك وانا نمت جعانة .
وكنت اقول ، المهم هو يشبع .
حكيم بحزن ....مش قصدى يا امى ، انا قصدى يعنى محبكتش الليلة .
وكنت بس محتاج اقعد مع حنين شوية ، وأنتِ أم المفهومية يعنى ولا ايه يا ست الكل.

كريمة بغيظ ....يعنى خلاص ،حنين هتطير .
ما انت خلاص اجوزتها ، والاغيام جاية كتير .
ثم رددت ..
ولا من أولها بتعصى امرى ، وعايز تراضى مراتك ..
يلا بلا دلع مرىء على الفاضى .
روح يلا خليها تعملى كوباية الشاى .

فسمعتها حنين من الخارج بسبب صوتها العالى ، فرددت .....لا حول ولا قوة الا بالله .
حسبى الله ونعم الوكيل .
ثم ولجت إليها وهى ما زالت بفستان الزفاف قائلة ....حاضر يا خالتى ،هروح اعملك كوباية الشاى .
ثم رمقت حكيم بنظرة فهم محتواها .
حكيم محدثا نفسه .....لا حول ولا قوة الا بالله.
انا شكلى فعلا هظلمك معايا يا حنين بسبب أمى .
بس اعمل ايه ؟
حد يدبرنى يا ناس ، دى امى .
وبالفعل قامت حنين بإعداد كوب الشاى ،وادخلته لها .
فشربته كريمة ببطىء شديد .
وحكيم ينظر إليها نظرة ،معناها أن تنتهى سريعا .
وعقب ما انتهت قامت اخيرا قائلة .....طيب ، هسبكم بقا ارتاحوا يا ولاد .
والف مبروك .
ثم بخطوات متثاقلة ذهبت الى غرفتها ، ولكن النار كانت مازالت مشتعلة فى جوفها غيرة وحقد من حنين .
ولا تعلم كيف لا تجعله يقترب منها ؟
فما ستفعل تلك الحماة الظالمة الغيورة لحنين ؟
وما مستقبل روان بعد كل ما فعلته ؟
سنعلم فى الحلقة القادمة بإذن الله ❤️

نختم بدعاء جميل 
﴿قُل إِنَّ المَوتَ الَّذي تَفِرّونَ مِنهُ فَإِنَّهُ مُلاقيكُم﴾ 

‏اللهم أحسن خاتمتنا ولا تأخذنا إليك إلا وأنت راضٍ عنَّا.
google-playkhamsatmostaqltradent