Ads by Google X

رواية ذلك هو قدري الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم موني عادل

الصفحة الرئيسية

 رواية ذلك هو قدري الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم موني عادل 

الفصل الحادي والعشرون 
ذلك هو قدري 
كانت زينه تغمر وجهها بكلتا يديها وتبكي بحرارة فلم تكن تتوقع ما فعله فارس معها فما ان ذهب فارس حتي اقتحم والدها غرفتها وامسكها من خصلاتها بقوة كادت ان تقتلعها بين انامله وهو يوبخها ويوجه اليها الكثير من الصفعات القويه لتشعر بوجنتيها تتشقق من قوة صفعاته فلقد كان غاضبا بشده لا يعرف ماذا يفعل بها لينفس عن غضبه اراد قتلها فموقفه صعبا كانت دماءه تفور وهو يستمع لحديث الشاب ولكنه تبجح واخطأ فيه ليداري موقفه وكبريائه الذي قد صار بالارض بسبب ابنته التي دعست عليه بقدميها ولم يعنيها كرامة والدها ولا هيبته امام الناس والمجتمع لتطلب من شاب الزواج منها بل تهدده وكأنها فتاة ناقصة فارغة العين لم تري في حياتها تربية بعدما انتهي منها اخذ منها الهاتف والحاسوب واخرج اي شئ من الغرفة قد يساعدها علي التواصل مع اي احد خارج حدود تلك الغرفة ثم اغلق الباب بالمفتاح ووضعه في جيبه ووقف يهدد زوجته ويوبخها علي ما وصلت اليه ابنته واين كانت هي امها والرقيب عليها فأخبرها وهو يغادر البيت ان اقتربت من باب الغرفه او حاولت ان فتحه لها ستري منه ما لم تراه يوما ولن تسمي له زوجة بعدها ..

وصل فارس للحي فوقف واتجه ناحية منزله ولكنه وقف فجأة والتفت ينظر ناحية منزل عائلتها وهمس

(( لقد حان الوقت المناسب لبدا حياتي واقتناص الفرص التي يمن علي بها الله لعله يتحسن قدري واحظي ببعض من السعادة والراحة .))

تحرك عدة خطوات ناحية منزل عائلتها ووقف يطرق علي الباب ليفتح له والد ليال وهو يرحب به ويدعوه للدخول دخل فارس للمنزل وجلس يحاول ان يبدو مرتاحا فهو يمر بضغط عصبي ونفسي تلك الفتره لما عاشه من مواقف سيئة فقال بتلعثم مبررا 

(( عمي لقد اتيت لاخذ ليال فلقد كان هناك سوء تفاهم بيننا وتم حله ذلك طبعا بعد موافقتك .))

تحدث والدها برزانه وهدوء قائلا

(( لن اسالك عن ما حدث بينكما فما بينكما اريده ان يظل بينكما ولا يعلم احد بشأن مشاكلكم معا ولكني اريد منك ان تعدني بانك لن تحزنها وتتركها تاتي الينا مجددا علي تلك الهيئة التي رايتها عليها ..))

اغمض عينيه وقال بإنهاك 

(( اعتذر عن مجيئها اليك بتلك الهيئة واعدك بانها لن تتكرر مجددا .))

تجولت انظاره في المكان يبحث عنها ليجدها تقترب منهم ليخبرها والدها ان تحضر نفسها وتذهب مع زوجها لمنزلهم اومأت له بطاعة ووقفت من مكانها لتبدل ثيابها وتذهب معه اخذها فارس وعاد لمنزلهم فما ان دخل للمنزل طلب منها ان تدخل لغرفتهم وهو يخبرها بانه سيذهب ويري والدته اولا وافقته واتجهت نحو الغرفه بينما هو ذهب ناحية غرفة والدته ووقف يطرق علي الباب ثم دخل وجلس بجوارها يطمأنها ويسرد لها ما حدث معه اليوم وانه ذهب لمنزل زينه وكيف كان تصرف والدها ثم انهي حديثه وهو يخبرها بانه احضر ليال معه للمنزل وانها الان في غرفتهم فرحت والدته وطلبت منه ان يذهب لغرفته وينعم بالراحه بعد يوم شيق ومتعب فوقف فارس وهو يتمني لها ليلة سعيده وخرج مغادرا لغرفة والدته متجها ناحية غرفته ..

وقفت في غرفتها واتجهت لخزانه الملابس فأخرجت منها قميصا قصيرا لترتديه انهت تجهيز نفسها لتشعر بالتوتر يجتاحها فبدات تدور في الغرفة بدون هدي وهي تفرك يديها بتوتر بإنتظاره تضرجت حمرة الخجل في وجنتيها ما ان فتح الباب ودخل ثم اغلق الباب خلفه جيدا وادار المفتاح به عدة دورات ثم التفت ينظر اليها وأخذ يقترب منها بخطوات بطيئة فما ان وقف امامها مال ليغمر شفتيها بقبله شغوفه فرفعت ذراعيها وتعلقت بعنقه وهي تحاول ان تجاريه في قبلته ابتعد عنها قليلا وترك شفتيها وقال بثبات وكبرياء 

(( هل اشتقتي لي .))

خجلت ليال وتملمت بين ذراعيه تحاول الابتعاد عنه ولكنه لم يسمح لها بذلك يشعر برغبه ملحة في الاقتراب منها فهو يشتاق اليها فعاد يقبلها من جديد رفعت كفيها تضعهما علي صدره لتدفعه عنها برفق وهي تسأله 

(( ما الذي حدث مع تلك الفتاة جعلك تأتي وتاخذني اليوم فبالامس اخبرتني ان ابقي بمنزل عائلتي لعدة ايام هل انتهي الامر ام ماذا .))

ازدرد ريقه قبل ان يقول بحنو وعاطفة 

(( لقد انتهي الامر فلا تشغلي بالك به وكوني مطمئنه فأنا لن اسمح لاي امرأة ان تقترب مني ولا ان تستحوذ علي عقلي وقلبي غيرك .))

اردفت ليال وهي تنطر بداخل عينيه قائلة بإصرار وعناد 

(( هل ذلك اعتراف منك بحبك لي .))

صمت فارس مطولا فهو لا يريد البوح بما في قلبه لربما كان مخطئا فقالت ليال بغضب حارق 

(( لا اصدق بأنني فتاة بلهاء تخيلت للحظة بانك ربما تكون تغيرت وشعرت باي شئ تجاهي لم يكن علي ان اشعر بالامان العاطفي معك ابدا ))

كان تهم بالابتعاد عنه فأمسك بيدها يجتذبها لصدره معانقا اياها بقوة رغم تعنتها ورفضها في البدايه فدفنت ليال وجهها في صدره تبكي وتشتكي له منه خفتت شهقاتها الا من نشيج خافت لتستمع اليه وهو يهمس بخفوت قائلا

(( اعيش معكي احاسيس لم اتعرف عليها قبلا اشتاق اليكي عندما تكونين بعيدة عني فلا استطيع النوم اريدك بداخل احضاني تستحوذين علي عقلي وتتحكمين في تفكيري اريد قضاء حياتي معك انتي ولا اريد زوجة غيرك اشعر بجوارك بانني املك كنزا ثمينا فإن كنتي تسمين هذا حبا فنعم انا احبك .))

كانت تستمع اليه بعينين جاحظتين كادت ان تخرج من محجريهما وهي لا تصدق اعترافه لتجد نفسها تستسلم اليه كليا جراء ما تفوه به وبادرت هي بتقبيله لتحجب عنها خجلها وتنعم بدفء احضانه..

عاد والدها بعد ساعتين من مغادرته للمنزل فدب ارضية المنزل بعنف متجها ناحية غرفتها واخرج مفتاح الغرفه واضعا اياه في الباب واداره ففتح الباب ووقف يطالعها وهي متسطحة علي الفراش متكورة على نفسها ومازالت اثار دموعها تملئ وجنتيها رماها بنظرة غاضبة تحمل في طيأتها الكثير من الازدراء والحقد ثم صدح صوته عاليا يقول بتأكيد 

(( غدا عقد عقرانك علي محسن ابن عمتك .))

انهارت ملامحها وهي تستقيم واقفه وصمتت للحظات تستوعب ما نطق به والدها وهي تفكر لما بن عمتها الذي لا يفكر بشئ الا بشهوته الهائجة التي لا يمكن كبحها فهو لا يري فيها الا جسدا جميلا يريدها فقط من اجل ذلك فأقتربت من والدها وتحدثت برجاء من بين دموعها 

(( ارجوك لا تفعلها سأفعل اي شئ قد يكفر عن خطئ ولكن لا تعاقبني بتلك الطريقة لا ترميني لابن اختك فأنت تعلمه اكثر مني فأنا لست موافقة .))

اختلجت شفتاه ووجد الكلمات تنساب منه بحنق قائلا 

(( ربما هو من يمكنه فعل ما لم استطيع فعله ويعيد تربيتك من جديد فأنا اعترف بأنني فشلت في تربيتك يا حسرتي عليكي لقد اوشكتي علي جلب العار لي لقد سألت علي الشاب وعرفت بأنه شاب محترم معروف عنه في شارعه انه شهم وصاحب نخوة لقد استشعرت الصدق في حديثه ونظرة عينيه لقد بدا محرجا مني لم فعلتيه انتي لقد كسرتي ظهري طالما كنتي شوكة في ظهري كم تمنيت ان يكون لدي صبي بدلا منكي ولكنني حمدت الله وشكرته لانه لم يحرمني ورضاني بكي فأسميتك زينه لتكونين زينه لحياتي وتنورين ايامي وياليتني لم افعل ولم اعطيك الحرية الكافيه لقد جعلتني اندم علي كل لحظة تركتك تتصرفين فيها علي راحتك .))

استدار ليغادر فاسرعت اليه وامسكت بكفه وركعت امامه تعتذر منه وتحاول ان تثنيه عن قراره ولكنه قرر واخبر بن اخته بموافقته فلطالما طلب منه ان يزوجه زينه فكان رده دائما بالرفض القاطع رغبة وارضاءا لها فتحدث يقول بإستياء وهو ينزع كفه منها 

(( لست هنا لاخذ رايك بل لاخبارك فقط من باب المعرفه ليس الا وحتي يتم ذلك الزواج ستظلين حبيسة في غرفتك .))

ثم التفت مغادرا واغلق الباب خلفه بالمفتاح ثم دسه في جيبه قاطعت زوجته طريقه الي غرفته واردت الاعتراض علي حديثه مع ابنته فلقد استمعت اليه كليا ولكنه لم يسمح لها وهو يدفعها بعيدا عن طريقه ويقول من بين اسنانه 

(( لا اريد ان استمع لصوتك فما لديكي احتفظي به لنفسك .))

استمعوا لصوت بكائها وتهشيم مرأتها بكت والدتها حزنا علي ما يحدث مع ابنتها ولكن والدها لم يتأثر ببكاء ابنته او ما قد تفعله لتؤثر عليه وتثنيه عن قراره ..

في الصباح استيقظ فارس علي صوت الجلبة في الخارج فنظر بجواره ليجد مكانها فارغا منها حال ببصره في الغرفة فلم يجدها فاستقام واقفا واتجه للمرحاض ليغتسل ويبدل ثيابه بعدما انتهي خرج من الغرفة ليجد كل ما في المنزل مقلوبا راسها علي عقب ووالدته جالسة تستريح علي مقعدا تجفف حبات العرق النابضة علي جبينها وباقي اخواته كلا منهم منشغل في تنظيف شئ فأخذ يخطؤ ناحية والدته ومال يطبع قبلة اعلي راسها وهو يلقي عليها التحيه ثم نظر حوله وسألها وهو يجثي امامها 

(( لما كل هذا ))

اخذت والدته نفسا مطولا ثم قالت بخفوت 

(( ننظف المنزل من اجل الغد انسيت بان الغد هو عقد قران ملاك .))

اردف بسرعة قائلا 

(( لا بالطبع لم انسئ.))

ثم صمت وهو يحول في المنزل يبحث عنها فلم يجدها فقال متشدقا 

(( اين ليال فانا لا اراها .))

اجابته والدته بهدوء قائله 

(( في المطبخ تعد الافطار .))

أوما لها ثم وقف من مكانه متجها للمطبخ وقف ينظر اليها وهي تعد الطعام فاقترب منها بخفة حتي لا تشعر به ولف ذراعيه حولها يحتضنها فزعت ليال وانتفض جسدها فاطلقت صرخة فرفع كفه ووضعها علي فاهها وهو يهمس لها

(( لم اتخيل بانك قد تفزعين لتلك الدرجة .))

ثم ادارها اليه ونظر بداخل عيناها ومال يخطف منها قبلة سريعة وهو يخبرها بانه سيذهب للعمل وربما يتأخر في العودة اومأت له ورفعت بصرها عنه لتجد ملاك تدخل المطبخ مسرعة لتقف في مكانها محرجة وهي تقول بتلعثم 

(( اعتذر لم اعرف بانك هنا .))

ابتعد فارس عن ليال والتفت معطيا لها ظهره وعلي وجهه ابتسامة واسعه واخذ يخطو لخارج المطبخ لتبادله الابتسامة فتجاوزها وهو يغمز لها بأحدي عينيه ..

كان مالك يحاول انتقاء حلية له ليرتديها في عقد قرانه فليس لديه وقت للذهاب والاقتناء بنفسه فطلب من والده ان يساعده ويذهب ليتسوق من اجله ويجلب اليه حليته فوافق والده من اجله وجلب اليه حليتين ليختار من بينهما نظرت اليه والدته بحنق وهي تري سعادته وهو يحاول الاختيار بينهما فقلبت عيناها وزفرت انفاسها بضيق ثم قالت

(( لما تلك الحيرة الاثنين اجمل من بعضهما فاختار اية واحدة منهما فانت ذاهب لحي شعبي لا لفندق سبعة نجوم .))

لم يعقب علي كلامها وامرها بهدوء فقط ان تساعده في الاختيار فنظرت اليه بجفاء دون اي تعبير علي وجهها ثم وقفت مغادرا وكأنها لم تستمع لحديثه فربط والده علي ركبته وهو يبتسم اليه فزفر مالك انفاسه بإرتباك وهو يغمغم بينه وبين نفسه بأن والدته لن ترضي مطلقا عن زواجه من ملاك وستفعل اي شيء لتفرق بينهما فما ان دخلت والدته لغرفتها جلست وامسكت هاتفها واخذت تجري بعض المكالمات وهي تقسم بانها لن تترك هؤلاء الناس يأخذون ابنها منها وتحظي تلك الفتاة رد السجون بالنعيم بعد ان عاشت حياتها كلها في تقشف فعلي ابنها ان يفقد شئ لتنقذه وقد قررت وما بقي غير ان تنفذ فقط ..

وقفت تنظر للمنزل من حولها تتذكر حديثه لها الذي مازال يتردد في عقلها فما ان انتهي الماذون وانصرف الجميع بعد كتب الكتاب مباشرة اقترب منها واخبرها بانه لا يريد رؤيتها ولو صدفة فلتبتعد عنه قدر الامكان فما فعله فعله فقط من اجل انقاذها من شر نفسها اولا ثم هيئته وهيبته امام الجميع فهي لم تعد تعنيه فشئ ...

طوال الطريق حافظت زينه علي الصمت وهي تشاهد الطريق من زجاج نافذة السيارة وأثار دموعها مازالت علي وجنتيها مختلطة بزينة عينيها لتشكل هالة من السواد اسفل جفنيها شعرت بتعرق جسدها رغم برودة الجو وتسرب لها الخوف والقلق مما هو اتي التفتت براسها تناظر جانب وجهه وهي تتذكر حديث والدها فلقد كان قاسي القلب معها اخبرها بأنه لا يريد رؤيتها مجددا ولو صدفة وانه زواجها وانقذها من شر نفسها وان محسن هو من سيستطيع اعادة تربيتها من جديد فلقد خذلته وكسرته امام نفسه تذكرت كيف بكت واستنجدت به ولكنه لم يتأثر او يهتم لبكائها فلقد قسي قلبه عليها ثم تحرك ناحية محسن من صار زوجها وآمره ان يأخذها ويذهب ليناظرها محسن بإبتسامة واسعه وهو يتحرك بإتجاهه وكأنها يخبرها بانها قد صارت ملكه وانه من انتصر في النهاية فامسكها من ذراعها واخذها وغادر لتنهار اكثر وتتساقط دموعها بغزارة علي وجنتيها لم يكلف نفسه عناء سؤالها عن ما يبكيها او يطيب بخاطرها ويحاول ان يريحها ولو ببضعة كلمات ظنا منها انها قد تكون حزينة علي فراق عائلتها ولكنه لم يفعل فهي تعرف محسن جيدا وتعرف ما ينتظرها معه عندما وجدته يضيق عينيه وهو ينظر اليها بنظرة لم تفهمها التفتت تنظر من النافذة مجددا وهي تفكر هل يعرف شيئا مما اقترفته .. هل اخبره والدها لا بالطبع والدها لن يفعلها ويفشي سرها لاي احد حتي ولو كان بن اخته الذي صار زوجا لابنته نفضت تلك الاسئلة عنها وهي تتخيل فارس و تتجسد امامها صورته فسقطت دمعات عديدة شوشت الرؤية امامها تضع اللوم عليه فيما يحدث معها منذ ان اخبر والدها ولكنها لا تستطيع ان تكرهه ارادته من داخل قلبها فلما لم يستجيب لها اين ذهب حبه لها هل تبخر بسهولة هكذا ونسئ من امطرها يوما بكلمات العشق انتبهت لمن يدفعها في كتفها بقوة وهو يخبرها بانهم وصلوا لعش الزوجية كانت تطالعه كالبلهاء وهي تستوعب اخيرا بانه اوقف السيار فزفز انفاسه بغضب ورفع كفه يفتح اول زرارين من قميصه ثم ترجل من السيارة وهو ينتظر منها ان تفعل المثل ولكنها ظلت مكانها تنظر اليه بذعر تجهمت ملامحه واردف متسائلا 

(( هل ستظلين في السيارة كثيرا انزلي فلقد وصلنا .))

انتظرت منه ان يعينها علي الخروج من السيارة والوقوف ولكنه لم يفعل فتحاملت علي نفسها وترجلت مغادرة للسيارة شعرت بأن قدميها لا تستطيع حملها وانها ستقع في الارض في اية لحظة ولكنه لم يعطيها الفرصة لتفكير في اي شئ اخر عندما امسكها من ذراعها بقوة ضاغطا عليه يتحرك للامام وهو يسحبها معه ناحية المبني دفعها بداخل المصعد حتي ارتطم جسدها بجانب المصعد وضغط علي رقم الطابق بعد عدة ثواني مرت عليها وكأنها سنوات اعلن المصعد عن وصوله فأمسكها مرة اخري وخرج من المصعد فاخرج مفتاحا من جيبه واخذ يفتح باب الشقة ثم دفعها بكل قوته للداخل ليختل توازنها وتقع جاثية علي الارض فتثني قدميها اسفلها شعرت بأن حاد في قدمها ولكنها تحاملت علي نفسها واستندت بكفها علي الارض لتقف بينما وقف هو يطالعها بإذدراء ثم اخذ نفسا مطولا وتحدث قائلا 

(( انزعي ملابسك .))

نظرت اليه وهي مأخوذة الانفاس بتردد فتحت شفتيها تريد الاعتراض والرد عليه ولكنها لم تنبس ببنت كلمه وظلت واقفة مكانها تستند علي الحائط فألام قدمها تزداد سوءا تيقظ بأنها لم تستجيب له فأبتسم وهو يقول لها بعتاب 

(( خيبتي ظني ظننتك ستفعلين ما اطلبه منكي دون تردد فعلي الزوجة طاعة زوجها .))

رفعت زينه كفيها لتدلك راسها عسي ان تخفف من صداع التوتر وقد تجلي عليها ضيق اشد وهي تطالع نظراته اليها طل يبادلها النظر دون تعبير واضح فتراجع راسها للخلف مسترسلة 

(( محسن هل يمكننا الجلوس والتحدث معا بهدوء .))

ظلت عيناه تمتلئ بتفاصيلها وشعر بخوفها وقلقها فرد عليها بإنتشاء 

(( لا انتي هنا لتفعلي ما اطلبه منكي فقط ولا يسمح لكي بالتحدث دون رغبة مني .))

فغرت شفتيها وقالت غاضبة 

(( ماذا ؟ لما احتاج لاذن منك لا تحدث .))

(( لانكي لا تستحقين غير ذلك من تحاول اغواء الرجال واستمالتهم ليس لها الحق في التنفس ولكن والدك ترفأ بحالك واراد ان يتخلص من عارك فلم يجد امامه غير ان يزوجكي مني وانا لم اخذله ووافقت بعد ان ضغطت عليه وجعلته يخبرني بكل شئ وها انا قد تزوجت بكي ولكن لدي شك بداخلي من ان تكوني عذراء واريد ان ابرهن ذلك لنفسي .))

انهي حديثه وهو يخؤ ناحيتها بخطوات واسعه وانقض عليها يحتبسها بداخل ذراعيه ويقتنص من شفتيها حاولت زينه ابعاده ولكنها لم تستطيع تحريكه قيد انمله فتقبضت يداها بغضب ودموعها تتساقط من جديد وقد شعرت بالاختناق ابتعد عنها لحاجتها للهواء ثم رفع كفه عاليا وانزله بصفعة قوية علي وجنتها وتهدج صوته هادرا 

(( سأحاسبك علي كل ما فعلتيه ستتمنين الموت في كل لحطة ولكن لن تطولينه .))

قالت بصوت مضطرب حزين 

(( لا يحق لكي محاسبتي علي الماضي فأنا لم احاسبك علي ماضيك.)) 

هتف محسن بغضب واحتدام 

(( بلي يحق لي فماضيكي هو سبب زواجنا لقد رفضتوني من قبل اكثر من مرة وعندما اخطأتي اتي والدك اليه مسرعا وطلب مني ان اتزوجك واتستر عليكي. ))

صرخت زينه عليه عاليا بجنون وهي تشعر بالظلم قائله 

(( لما تتستر علي أنا لم اخطأ ولم يحدث شئ بيننا فأنا كما خلقت مازلت عذراء .))

ظل يحدق بها بنفس النظرة ثم امسكها يجرها خلفه ودفعها لتسقط علي الفراش وهو يقول بجدية اكتنفته 

(( سيكون علي التأكد بنفسي .))

جردها محسن من ملابسها بطريقة قاسيه واخذ يعاملها بأسلوب غير ادامي ينتهك جسدها وكأنه يغتصبها فاغمضت زينة عينيها بحسرة ودموعها البائسة تنساب علي وجنتيها الباردتين حتي تمنت ان تفقد وعيها لتتخلص من هذا الجحيم الذي تعيشه الان علي يدي ابغض الناس اليها فلا يبدو له نهايه ..

بدأت شمس الربيع الصباحية تنتشر في الغرفة لتدغدغ صفحة وجهه بإحساس دافئ فرمش بعينيه عدة مرات قبل ان يفتح عينيه وهو يشعر بالنشاط والسعادة رمق بعينيه ساعة يده التي تجاوزت التاسعة صباحا فانزل قدميه عن الفراش واستقام واقفا ذهب ناحية المرحاض فاغتسل وبدل ثيابه وتحرك للاسفل حيث والديه وجدهم يجلسون حول مائدة الطعام يتناولون فطورهم فألقي عليهم تحية الصباح وجلس هو الاخر يتناول فطورة امسكت والدته هاتفها تتصفحه فعقبت بصوت مرتجف وهي تشاهد تلك الاخبار التي تتحدث عنه وعن تلك الفتاة التي يريد الزواج منها 

(( كنت اشعر بأنك لن تتراجع عن قرارك بسهولة تري ما كتب علي مواقع التواصل الاجتماعي وكلها اخبار مؤثوقة من صحف مشهورة .))

انتشل الهاتف منها ينظر اليه ليجد صورته هو وملاك ومكتوب تحتها مقالة بعنوان فتاة رد سجون توقع مأمور السجن في شباكها ليخرجها من السجن ويتزوجها صدم مالك مما يقراه وكيف لاخبار مثل هذه ان تتسرب بسهولة هكذا ومن قد يفعلها ويساعد في اشهار معلومات خاصة وضع هاتف والدته امامه ووقف مسرعا متجها ناحية الجرائد الموضوعة علي مائدة صغيرة في صالة المنزل واخذ يتصفحها بانامل مرتجفت من كثرة غضبة ليجد خبر زواجه يملأ الصحف كيف وصلوا لصورهما كيف تجرأوا ولقبونها بفتاة رد السجون كيف ؟؟ 
رفع كفه المرتجف مثل ارتجاف قلبه علي صدره يحاول بعفوية السيطرة علي نوبة الخفقان الشديدة التي تنتابه وقد تشوش عقله عن استيعاب سبب نشر اخبار مثل هذه فشل في الحفاظ علي رباطة جاشه لبعض من الوقت ولكنه في النهاية استطاع ان يتحكم في نفسه ويهدي من خفقان قلبه ولكنه لم يستطيع ان يتحكم في غضبه فلقد تطاير الشرر من عينيه ثم امسك هاتفه وتحدث مع صديقا له يريد منه ان يجلب له رقم رئيس الجريدة ثم انهي المكالمة بينما لحق به والديه فجلس والده ينتظر مالك ان يستوعب ما يحدث ليستطيع ان يتحدث معه ويتواصلوا لحل معا لتلك الاخبار التي انتشرت عن الفتاة احتلت الصدمة والدته وتمتمت بذهول 

(( كيف حدث ذلك وانكشف كل شئ فالصحافة لا تتحدث عن شئ غير زواجك من تلك الفتاة لقد فضحنا .))

اندفع مالك بهتاف حانق  

(( موقف ومرت به ملاك وقد ظهرت برائتها فلما قد نفضح امي ارجوكي لا اريد ان استمع لحديثك هذا .))

قالت والدته بحزم مغيظ 

(( موقف مثل هذا يجعلك تفكر في مظهرك امام اصدقائك وتعيد النظر في فكرة زواجك من تلك الفتاة رد السجون .))

وجه نظرة اليها يطالعها بغيظ وصرخ فيها 

(( أم__________ي يكفي))

استدارت والدته ترمق زوجها الذي مازال جالسا علي مقعده يفكر في حل لما حدث بعينين مترقرقتين بالدموع تريده ان يقف في صفها ويعاتب مالك لتطاوله عليها ولكنه لم يتحدث فهرولت للخارج ولمع بريق الانتصار في عينيها ..

كان المنزل عند ملاك يشتعل بالنيران فوالدتهم كانت تبكي علي بكاء ابنتها وتهمس وهي تربط علي خصلات ملاك 

(( حسبي الله ونعم الوكيل فمن يريد كسر فرحتك يا ابنتي .))

اقترب فارس من والدته يدب الارض بخطواته الغاضبة ووضع يده علي كتفها فرفعت راسها تنظر اليه من بين دموعها مد انامله واخذ يمحي دموعها ثم امسك ملاك من كتفيها يوقفها امامه وهو يقول بعجز ووهن

(( يكفي بكاءا فالجميع يعلم من انتي ويعلم ان تلك للاخبار ليست صحيحة  .))

ازداد بكائها وهي تهز راسها بالنفي قائله 

(( ولكن الجميع قد راي تلك الاخبار وسيصدقونها فأنا لست من مستواه هو من طبقة غنيه وانا رد ...))

لم تستطيع ان تكمل كلامها واختنق صوتها بسبب بكائها الشديد فاحتضنها فارس بقوة يريد ان يدخلها بداخل ضلوعه فلا يستطيع ان يؤلمها شيء ولا تجرحها كلمه 

استمع لصوت هاتفه يصدح من جيب بنطاله فابعدها عنه قليلا واخرج الهاتف وناظر شاشته ليجد مالك المتصل اجابه فارس وسرعان ما مد لها يده بالهاتف وهو يقول ببشاشة 

(( خذي هذا مالك يريد التحدث معك .))

امسكت ملاك بالهاتف بتردد وهي تاظر اخيها ليؤمي لها بالايجاب فوضعته علي اذنها وابتعدت عنه قليلا فحاولت الكلام ولكن جف حلقها شهقت متوجعة من الآم قلبها عندما استمعت لصوته لتتساقط دموعها علي وجنتها المحترقة وشعرت بنغزة في قلبها حاول مالك ان يخفف عنها ويتحدث معها بضع دقائق فهو يعرف ملاك جيدا يتخيل كيف سيكون وضعها لذلك قرر التحدث معها فعندما وجدها لم تجيب علي هاتفها قرر الاتصال بفارس وطلب منه اعطاء الهاتف لملاك فما ان استمع مالك لصوت شهقاتها قال برجاء ضمني 

(( ملاك حبيبتي ارجوكي لا تبكي ولا تفكري في اي شئ مما يذاع فأنا اعرف كيف سأجلب لكي حقك من كل من ساعد في نشر تلك الاخبار اريد منك الان ان تجهزي وتكوني في انتظاري ليتم عقد قراننا.))

اغمضت ملاك عينيها تصغي لنبرات صوته الرخيمة التي نجحت في فك حزنها وتضفي سحرا علي روحها بينما تركها فارس وتحرك ناحية غرفته فأغتسل وحلق ذقنه ثم فتح خزانته ينتقي قميصا له شعر بمن تقف خلف وبنظراتها الموجهة اليه فأستدار لها واقترب منها فوضع جبينه فوق جبينها هاتفا بتذمر رقيق 

(( لما تناظرينني بتلك الطريقة ولم تحاولي مساعدتي بإنتقاء شئ لارتديه .))

ارتفعت ملاك علي مشط قدميها لتقبل ثغره قبلة سطحية رقيقة قبل ان تتهرب منه وهي تقول بعاطفة 

(( اعتذر منك فلم اكن اعرف انك بحاجة للمساعدة .))

حام فارس بنظراته علي وجهها فهي امرأة دافئة تجعله يفقد صوابه بجوارها فلثمها بقبلة شغوفة محبه وما ان ابتعد عنها طلب منها ان تذهب وتساعد ملاك وان تكون بجوارها الليلة فربما تحتاج لشئ..

أمسكت مي بهاتفها تطالعه لتجد الكثير من المكالمات الفائتة التي لم تجيب عليها وكلها من سليم فزفرت انفاسها بغضب فهي علي مدار ثلاثة ايام لم تذهب للعمل وسليم يحاول الاتصال بها وهي لا تجيب عليه فلا تعرف بما تجيبه وباي شئ ستخبره في تقصيرها بالذهاب للعمل فمنذ ان اخبرته بانها ستتحدث مع عائلتها وتاخذ له موعدا معهم لم ترد عليه وتخبره بما حدث معها وتركته دون ان تطمئنه عليها شردت للحظات تفكر فيه لربما كان يعتقد بانها تتعمد عدم الذهاب للعمل وعدم الرد علي مكالمته بينما كان هو يزرع غرفة مكتبه ذهابا وايابا بخطوات غاضبة نارية تنهد ثم وقف مكانه وكتف ذراعيه مردفا بما يجيش في عقله 

(( اتمني لو استطيع خطفها والزواج بها في اسرع وقت فلا تستطيع ان تتجاهلني بعدها وتكون ملكا لي وتحت طوعي فأنا لا استطيع الانتظار اكثر  .))

في المساء كان مالك يجلس بجوار المأذون ومن الجانب الاخر يجلس فارس وبدا المأذون في قول كلماته ويردد وراه كلا من مالك وفارس لينهي حديثه بكلمات مقتضبه بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير صدح صوت الزغاريد عاليا وقف مالك يحتضن فارس ويربط علي ظهره بحب ونظره مثبتا علي من تتلقي التهاني من اخواتها وابتسامة سعيدة مرتسمة علي تغرها تزين وجهها ما ان تقابلت اعينهم في نظرة واحدة شعرف برجفة تسير بكامل جسدها وشعرت بالخجل من نظراته فلاول مرة تراه يناظرها بتلك الطريقة فنظراته لها اشعرتها بالخجل لتتورد وجنتيها ما ان استاذن المأذون وذهب تحدثت والدته بتعالي توجه حديثها لمالك قائله 

(( اشعر بانني لست علي ما يرام فهلا اوصلتني للمنزل لاستريح فوالدك لا يستطيع القيادة في الليل .))

ضغط مالك علي اسنانه بقوة كادت ان تحطمهم ولكنه تماسك وتحدث بهدوء يقول 

(( الان ولكن مازال الوقت مبكرا للذهاب للمنزل .))

اردفت والدته بغضب 

(( اخبرتك بانني لست بخير وقد اكون مريضة .))

أومأ لها بالايجاب ووقف عن مقعده وهو يعتذر من الجميع ويخبرهم بانه سيذهب من اجل والدته وسيعود في وقت لاحق اوصلهم فارس وملاك حتي باب المنزل وما ان غادرت اغلق فارس الله واحتضن كتف ملاك وهو يباركلك لها ويتمني لها السعادة بينما كان مالك تفور دمائه بداخل عروقه من كثرة غضبه من والدته واحراجها له امامهم فأوقف السيارة علي جانب الطريق وتحدث بغضب قائلا

(( كيف تتصرفين بتلك الطريقه وتتسببي في احراجي هل ترينني طفلا امامك لاصدقك حديثك هذا و انك مريضة لما تفعلين هذا تستكترين علي ان افرح من قلبي واجلس مع عروسي لبضع دقايق فتحججتي بانك مريضة وتريدين الذهاب للمنزل حقا لا اعرف ماذا اقول غير انك تتسببين في تعاستي وتؤلمي قلبي ..))

قلبت عيناها بغير اهتمام وكأنها لا تستمع اليه استدارات براسها تنظر من نافذة السيارة الزجاجية زفر مالك انفاسه المشتعلة وكور قبضة يده بقوة حتي صار لونها ابيض فربط والده علي ذراعه ويحاول تهديئه فأكمل قيادة السيارة دون التفوة بحرف اخر .

 •تابع الفصل التالي "رواية ذلك هو قدري" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent