رواية الوشم السائر الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم اسماعيل موسى
اختفت شروق خلف الباب وظلت نيرة تحدق بى كأننى مجرم
ايه إلى عملته دة؟
همست ببرود عملت ايه بالضبط؟
خرجتك من السجن؟
جريت وراكى فى أقسام الشرطه؟
اثبت برائتك وضيعت وقتى وجهدى؟
ثم أخرجت لفافة تبغ واشعلتها واردفت كل ده وانا معرفكيش!!
يعنى هى البوسه إلى هتخليك تعرفنى يا عونى؟
القيت بجسدى على الأريكه، اسمعى ان مش فاضى لكلامك التافه دة
بتسمى تحرشك بيا كلام تافه يا عونى، انت اغتصبت حرمة جسدى
بطرف عينى لمحت يدها المرتعشه التى تتحرك بتوتر
اعتبريها اتعاب القضيه يا نيرة ومتتدوشينيش
ارتفع صوت نيرة بغضب انا محدش يجبرنى على حاجه يا عونى غير لما اكون عايزاها، لا انت ولا غيرك ليه حق يلمسنى غير بارادتى
نقطينى بسكاتك والنبى يا نيرة خليني اشوف هعمل ايه مع شروق ونخلص من ام الفضيه دى
ياه انت شايفنى صغيرة اوى يا عونى، صغيره لدرجة انى مجرد تابع ذليل
ايوه انتى تابع ذليل يا نيره
اطلقت نيرة ضحكه فجائية مجنونه، عونى انا مستمتعة جدا وعايزة ارقص
اكره التحولات السريعه، ترعبنى، فشخص كان يبكى ثم اطلق ضحكة شخص لا يمكن توقع افعالة
كنت متكاء على الطاوله أضع قدم على قدم عندما التفت نيرة من خلفى
انا داخله انام يا عونى، لو عايز تقعد براحتك عايز تنام على الكنبه لحد للصبح براحتك لكن إياك تدخل غرفتى انا بحذرك
انقطع التيار الكهربائى أكثر من خمسة دقائق ثم عاد
كانت نيرة قصدت غرفتها حينها، قلت خلاص انا هروح
وانا بحط ايدى فى جيبى اطمن على مفاتيح شقتى
خبطت فى الدفتر إلى سرقته من شقة شروق
بفضول فتحت الدفتر الذى كانت داخله رساله مطويه
الرساله
عوني، أنا آسفة. لكنك كنت جزءًا من كل دة منذ البداية، حتى لو لم تدرك ذلك، أنت لم تكن تحمي الحقيقة، بل كنت تحمي ظلالها،والظلال دائمًا ما تكون أعمق مما نراه.
لقد كنتَ تبحث عن القاتل، لكن القاتل كان يجلس أمامك طوال الوقت، تلك الليالي التي كنت تظن أنك تنقذني فيها؟ كنت أنا أراقبك، أدرس تحركاتك، وأوجهك نحو ما أريدك أن تراه،كنت أفضل وسيلة لتغطية أثري، فبوجودك، لن يشك أحد فيَّ.
حمدي؟ احمد، اسامه ؟ كلهم كانوا أهدافًا ضرورية لتكتمل اللوحة، أنا لم أكن أقتلهم فقط، بل كنت أمحو ماضٍ كان لابد أن يُدفن، ،حمدي كان أداة انتهت صلاحيته، وحتى اسامه … كانوا جميعًا أحجارًا على رقعة شطرنج لعبتها بإتقان.
عوني، اللعبة انتهت، الآن، أنت تعرف، لكن المعرفة لن تفيدك، لأنني تركت لك هدية أخيرة… الوقت الآن ليس في صفك
جلست على الأريكة، احاول استيعاب الموقف. عيناى تجولان في الشقة، لكن شيئًا جديدًا لفت انتباهى على الحائط المقابل لى ظهر وشم الثعبان المجنح محفورًا بوضوح، كأنه كان هناك طوال الوقت ولم أراه
فجأة، شعرت بشيء بارد على رقبتى،
التف خيط حول عنقى خيط متين، ثبتت نيرة قدميها فى الطاوله وجذبت الخيط إلى الخلف
شعرت بنفسى اختنق ودفعت يدى تحت الخيط
اضحك يا عونى مالك ساكت ليه؟
لما صرخت نيرة خرجت شروق من غرفتها تحمل مسدس
فى عينيها نظرة مرتابه
كتفيه كويس يا نيرة
عونى؟ لو قاومت انت عارف كويس هيحصل ايه؟
خليك هادى وبارد ذى ما كنت طول عمرك
تركت نيرة الخيط وهى ترمقنى بسخريه واحضرت حبل وقيدتنى بالمقعد
ثم جرونى تجاه الجدار العارى المرسوم عليه شعار الوشم ونزعو ملابسى العلويه حتى بان صدرى
أصبحت فى مواجهة الوشم، احضرت نيرة طاوله واطئه
وضعت عليها ادوات الرسم
ثم قربت مقعد مطلى بالأزرق عليه شعار الثعبان
ثم جلست هى وشروق امام بعضهما يدخنان لفافة تبغ
وكن مرتديات تنناير ضيقه قصيره بالون الأحمر وقمصان لامعه بيضاء احذيه سوداء، وشعرهم ضفيرة طويله خلف ظهرهم، حواجبهم مرسومه بعنايه واقراط بشكل ثعبان فى اذنهم
كانا يحدقان بى فى استخفاف، شروق هاتى سيجاره علشان شكل القعده هتطول
أطلقت نيرة ضحكه وطويله وهى تقول بنبره متقطعه مجنون فعلا
عونى انت مش خايف من الموت؟
هاتى سيجاره يا شروق اخلصى دا حتى المحكوم عليه بالإعدام ليه رغبه اخيره
دفعت شروق سيجاره فى فمى واشعلتها
احنا هنستنى كتير؟
تقصد ايه يا عونى؟
اقصد الوشم وكده يا نيرة، ان كده ممكن ابرد
ثبتت شروق نظرة غريبة على وجهى، على فكره لو خفت شيء عادى يعنى مش هنقول عليك جبان
لكن طريقتى دى مقرفه ومش هقدر استحملها كتير
اهدى يا شروق عونى مختلف شويه
لا مختلف ولا نيله يا نيرة كلهم ذى بعض وانا عارفه كويسه هيبدأ فى الصراخ امتى
انتى مجنونه يا بت؟ واطلقت دفعه من الدخان الأزرق فى وجه شروق
صفعتنى شروق على وجهى بقلم محكم، حلوه كده يا عونى صح؟
عامل نفسك سى السيد؟ كل راجل عامل فيه سى السيد
لكن انت عايش الدور اووى يا عونى اكتر من اى حد
مع انك انسان قذر فوضاوى وضعيف
ابتلعت قطرة دم بلسانى وكانت السجاره سقطت من فمى على الأرض
نيرة هاتى السيجاره خاطبتها بنبره آمره
انحنت نيرة تمسك السجاره لكن شروق صرخت فيها انتى بتعملى ايه؟ بتنفذى اوامره؟
تراجعت نيرة خطوتين للخلف بطاعه عمياء
ثبت عينى عليهم إلى هيحط السيجاره فى بقى هأخر موته شويه
اصل انا ناوى استمتع بيكم الصراحه، من زمان وانا بخطط للحظه دى
صفعتنى شروق مره اخرى، خطط كويس يا عونى، عايزاك تخطط تمام
أطلقت ابتسامه ساخره عارفه يا شروق انا هعمل فيكى ايه؟
هتعمل ايه يا عونى؟
هعمل فيكى إلى عمله الاخيونيين فى نساء طرواده
شهوانى قذر ورن القلم على وجهى، انا ممنوعه على الضعف يا ابنى، انا شروق
بصقت على الأرض تحت قدمى شروق، احنا هنستنى كتير
انا ملييت من الحفله دى؟
انا مستنى الزعيمة إلى مشغلاكم، هتوصل امتى؟
زعيمه؟
انت عرفت ازاى؟ همست نيرة بقلق
_عونى مش غبى يا نيرة، همس صوت ومعه انفتح باب غرفة شروق وخرجت منه الفتاه المنقبة التى رأيتها أكثر من مره
اهلا بالزعيمه انا كنت مستنيكى من زمان ومش راضى اعمل حاجه غير لما توصلى
هتعمل ايه يعنى وصفعتنى شروق صفعه قويه قلتلك متعصبنيش
سحبت الفتاه المقعد وامسكت بأدوات الوشم وراحت ترسم على صدرى
هو انا مش هشوف وشك؟
لو شفت وشى هتتصدم يا عونى خليك كده احسن اصل إلى بيشوف وشى بيعيش طول عمره فى رعب
هو فيه رعب اكتر من كده يا انسه؟
أطلقت شروق ابتسامه بارد جدا سبيونى اشق صدره بالسكين ونرتاح منه
مع كل حماقه ترتكبيها يا شروق اوعدك عقابك بيزيد بأستمرار
انا بحترم المجرم إلى بيحترم نفسه
بصى لزعيمتك، تعلمى منها
كانت نيرة جالسه فى ركن الصاله متقوقعه على نفسها تتابع بصمت
ثم بعد لحظات أخرجت الهاتف من سترتى الصوفيه
عبرت الرمز السرى بمهارة، عاينت قائمة الاتصالات
عونى انت اتصلت بالرقم دا امتى؟
ودا مين اصلا؟
قبل أن تصرخ بغضب ومشغل خدمة GPS من امتى؟
للأسف مش هقدر ارد على اسألتك يا نيرة لأن الشرطه دلوقتى طالعه السلم
توقفت الفتاه المنقبه عن العمل واطلقت نظره تجاه شروق
ثم تجاه نيرة
نهضت نيرة، سيبو كل حاجه هنفعل الخطه البديله
عايزه اقتله همست شروق، سيبينى اقتله
قلت سيبو كل حاجه فى مكانها، ثم مسحت التسجيلات كلها من على هاتفى وطمست الوشم على الجدار واحرقت الدفتر
إلباقى كله كلام فى مسرحيه هيضحك عليه المتفرجين لكنه مجرد كلام
قتلتوهم ليه ممكن اعرف؟
همست نيرة كل واحد فيهم كان عنده الف سبب علشان يتقتل
ثم فتحت الشرفه القت نظره على الشارع، وقالت القتل مش لازم يكون ليه سبب على فكره، انا مثلا بحب الحجات إلى بتحصل قبل القتل
بعدها اقتربت منى وقبضت على شفاهى بقبله طويله عميقه
لما انتهت همست، واو وهزت شعرها فأرتعشت جديلتها الطويله
يلا احرقو الشقه كل واحده فيكم عارفه هتعمل ايه كويس
أخرجت شروق قارورة بنزين رشتها قرب الستائر
والسرير
ايه رأيك فى النار يا عونى؟ همست نيرة قرب اذنى
قلت النار مش طريقتكم ومش هيكون فيها اى متعه لما تغيرو طريقتكم، انا متأكد من كده
شطور يا عونى خالص مش قلتلك انت تعجب
بس مش عارفه شروق مش طايقاك ليه؟
ثم صوبت عينيها على شروق مش انا سبتلك مدحت؟
كان ممكن تسيبيلى عونى شويه
لفتنى نيرة حتى احتضنت ظهرى وشعرت بقلمها يتحرك فوق ظهرى
لن أكون رهينة اى كائن مهما كان دفعت المقعد بكل قوتى سقطت وسقطت نيرة على الأرض
بتعصبنى ليه يا عونى؟ هاه
نهضت نيرة بسرعه، ليه بتعصبنى وتخليني استخدم معاك اسلوب المجرمين؟
جرتنى من شعرى على الأرض نحو السلم وشاهدت بعينى الشقه تشتعل
بعدها دفعونى فى المقعد الخلفى لسياره جيب لم تركبها سوى شروق واختفت نيره والفتاه الأخرى
انت هتكون ضيفى يا عونى اليومين إلى جايين او الشهرين إلى جايين اصل حصل تغير فى الخطط
نيرة ولبنى طلبو منى اقتلك لكن انا هحتفظ بيك لنفسى شويه اصل الحياه بقت ممله جدا
وصل فتحى معاون المباحث الشقه بعد فوات الاوان، كنت اتفقت معه على كل شيء
وقمت بتسجيل المكالمات ولا اعرف لما تأخر كل هذا الوقت لو كان حضر فى موعده لكانت شروق ونيره والأخرى فى السجن
اه نسيت اقولك يا عونى همست شروق بعد ما سمعت صافرة الشرطه، فتحى بيه أضطر يتأخر شويه
اصل جاله اتصال من مجهول بيقوله ان ابنه اتخطف
شغل عيال يا عم، قام راح جرى يشوف ابنه وسابك انت يا عونى
طبعا وكل دا من حسن حظى وبعد ما كل الادله اتحرقت او اتلفت كل مجهوداتك راحت اونطة
شعرت بغيظ دفين، حركت القيد فى يدى كان القيد مرخى عندما حررت نفسى قبضت على شروق من عنقها
عارفه الثعبان بيموت ازاى يا شروق؟ بيتخنق من رقبته
_سبنى يا عونى العربيه هتقلب هنموت احنا الاتنين
صغطت شروق فرامل فجائى ولم أشعر بنفسى الا وانا اطير فى الهواء من زجاج السيارة واسقط على الأرض
وانا مضرج فى دمائى مرت على عقلى العديد من الذكريات والصور كان آخرها وجه شروق وهى تركض مبتعده تعرج على قدمها…
بعد اسبوع فى العنايه المركزة
حمد لله على سلامتك يا عونى انا كنت فاكر انك مت خلاص
رأيت النجوم واشرطة الشرطه تلمع فوق كتفه
انت مين؟
مش عارفنى يا عونى؟
شعرت بصداع يأكل عقلى، مش عارف الصراحه
انا معاون المباحث يا عونى، انت كنت متفق معايا على كل حاجه علشان نقبض على المجرمين لكن انا اتأخرت غصب عنى
مجرمين مين يا باشا
عونى مصاب بفقدان متأخر للذاكره يا حضرة الضابط
همس الدكتور وهو يدلف إلى الغرفه
ودا ملوش علاج يا دكتور؟
للأسف نسبة إستعادة الذاكره قليله جدا لكن مش مستحيله
هو هيعيش حياته عادى جدا لكن الماضى اتمسح من عقله
ضرب معاون المباحث يد على يد وهمس لا حول الله يعنى مفيش فايده؟
لا
أدرك معاون المباحث ان قضيته قد انتهت وطلب من الطبيب ان بهاتفه فى حال استعاد عونى ذاكرته وان يسجل عنده عنوان سكنه الجديد
بعد أن رحل معاون المباحث دخلت ممرضه إلى غرفة العنايه المركزة
بص الدكتور على عونى، الممرضه نيرة اشتغلت عندنا جديد من اسبوع وهى إلى هتابع حالتك
باين عليها هتكون ممرضه شاطره
احنا حاولنا نتواصل مع عائلتك لكنك مقطوع من شجره
من حسن حظك ان فيه واحده اسمها شروق بتقول انها قريبتك من بعيد
هى مصابه فى رجلها ومقدرتش تطلع غرفة العنايه المركزه لكنها هتاخدك بيتها لما حالتك تتحسن
انا مدير المستشفى يا عونى وطبعا مش هقدر اتابع حالتك بأستمرار علشان كده دكتوره لبنى هتابع حالتك مع نيرة
دلفت لداخل الغرفه فتاه منتقبه القت التحيه
عامل ايه يا عونى؟
انا هكون الدكتوره بتاعتك لحد ما تخف
انصرف مدير المشفى تاركآ عونى مع ممرضه مبتسمه وطبببه غامضة الملامح تبتسم بسخريه تحت نقابها
انتهت
- يتبع الفصل التالي اضغط على (الوشم السائر) اسم الرواية