رواية رجوع الى الهويه الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم شيراز القاضي
رجوع الي الهويه
٢٢ والاخيره
دخلت غرفته بخطوات متثاقله وهي تنظر لها بحزن ظنت انها لن تشعر به من جديد بعد كل ما مرت به !
وقفت تطالع ثيابه المتراصه داخل خزانته بألم وبأنامل مرتعشه اغلقت باب الخزانه لتقوم بفرد سجادة صلاتها في موضعها ووقفت تصلي وقد التمعت عيناها بالدموع!
مر الان خمسة اشهر علي غايبه الصادم ولقد اعتادت منذ ذالك الوقت ان تؤدي بعض صلواتها في غرفته لهدف لا تعلمه!
انهت صلاتها لتتضرع الي الله باكيه تشكو له ما يشعرون به جميعا وتسأله ان يحفظه بحفظه اينما كان!
ثم جلست علي السرير وهي تمسك هاتفه فهي تعرف رمز الدخول له من خلال متابعتها لسام وهو يفتحه امامها مرارا لتري البوم الصور وظلت تتنقل بهم بحسره وهي تري البوم كامل خاص بها التقطها لها دون ان تدري !
تذكرت ما حدث منذ شهرين فقد علمت بالصدفه من خلال برامج التواصل الاجتماعي ان المدرسه الملحقه بدار الرعايه قد اكتملت وهناك العديد من رجال الاعمال اللذين اصبحو يتبرعون للدار فأسرعت بمهاتفة اسماء لتفهم ما حدث ولِمَ لم تخبرها بتلك التطورات وهي تحادثها دائما فكان رد اسماء صادما جعلها تشعر وكأنها في دوامة كبيره للغايه لا نهاية لها حيث قالت
:يالهي! الم يحادثك سام !! لقد مر اكثر من شهرين منذ ان قال لي انه سيخبرك !
قطبت حاجبيها حينها لتقول
: عفوا اسماء انا لا افهم !
قالت اسماء بشرح وهي غاضبه من ضياع المفاجأه
: اااه يا الهي ..لقد اتي سام من ما يقارب الثلاثة اشهر واشرف اشرافا كاملا علي بناء المدرسه وقد طور باقي الدار والمشفي ..كان من المفترض انها مفاجأة لك !
اتسعت عينا مليكه لتقول بلهفه
: هل تعنين انه بمصر حاليا!! هو بذاته كان موجود اثناء العمل؟!
قالت اسماء بتعجب
: اجل هو هنا منذ ما يقارب الاربعة اشهر ولكنه سافر منذ مده وقد اخبرنا ان سفره قد يدوم لمدة ثم سيعود من جديد !
اشرقت معالم مليكه بإبتسامة ثم بهتت رويدا رويدا حين اكملت اسماء جملتها لتغلق معها المكالمه وهي شارده في صورته ! كيف امكنها الا تنجذب اليه حتي!
لقد كان غاضبا منها ولكنه ذهب لينهي اعمالها ! لم يذهب لقضاء عطلة كما ظنو !..حسنا اين ذهب الان مجددا!
تنهدت بألم لتذهب بسرعة الي جدها لتخبره بحماس
: جدي! ..لقد عرفت مكان سام ..او عرفت اين كان المده الماضيه .
نظر لها الجد بلهفة لتكمل
: كان في القاهره يتابع بعض الاعمال ولكنه الان غادر الي مكان اخر وسوف يعود الي مصر بعدها ...اسمح لي ياجدي سأذهب انا ايضا علني استطيع لقياه .
نظر الجد لها ماليا ليقول
: عديني ان تعودِ بسرعه والا تبقي انت الاخري بعيده .
قبلت يده ثم رأسه لتقول
: لا تقلق سوف نأت انا وسام ان شاء الله .
ذهبت الي القاهره في اليوم التالي ولم تنتظر لتذهب الي حسناء اولا بل ذهبت رأسا الي دار الرعايه التي انبهرت حين رأت كيف اصبحت ! لقد جعلها سام شيئا خيالي!
دخلت بسرعه لتقابل اسماء التي قابلتها بحفاوه لكنها عادت تقول بضيق
: لقد اصابني الاستياء حين نشرت الصحافه امر الدار قبل ان يفاجأك سام بالامر ..
قاطعتها مليكه بسرعه لتقول
: متي كانت اخر مرة رأيته بها!
قطبت اسماء حاجبيها بتعجب لتقول
: الا تعلمين عنه شيئا!!
قالت مليكه ببعض التوتر والحزن
: لقد تشاجرنا منذ مده وقد ابتعد حتي يهدأ! ..اخبريني منذ متي اتي الي هنا ومتي اخر مرة رأيته!
قالت اسماء بحزن
: اه يا الهي لم اكن اعلم ! ..حسنا لقد اتي سام منذ حوالي ثلاثة اشهر تقريبا وقد اشرف علي العمل حتي نهايته ..كما انه اصبح يدرس الاطفال اكثر من ماده ويروي لهم قصص الانبياء ..الاطفال هنا يحبونه ولكنه رحل منذ مدة قال ان لديه عمل هام وسيعود حين ينهيه ..لكنه تأخر كثيرا واظن انه لن يعود قريبا ايضا فقد ارسل لي محاميه الخاص ليتابع سير العمل .
صمتت قليلا ثم قالت بحماس فجأة
: الخااله حسنااء ..هي من سوف تدلك بالتأكيد اين هو!
كانت مليكه في عالم اخر وهي تستمع الي كل ما قالته اسماء لتعي فجأة اسم خالتها حسناء لتقول بتعجب
: وكيف ستعرف خالتي!
قالت اسماء
: لانه كان يقيم لديهم هي وعمك طوال مكوثه هنا ..اعتقد انها قد تعرف معلومات اكثر ..ليجمع الله بينكما في خير ياحبيبتي !
نهضت مليكه بسرعه لتذهب الي حسناء وهي تدعو الله ان تصل له
" جدك علي حق فأنت غبيه ! اوتعلمين؟ خسارة شاب ك سام ان يكون من نصيبك والله لن اجاملك في هذا! الرجل يكاد يحرتق امامك حبا وعشقا بك يا متخلفه وانت عمياء لا تنظرين له حتي!!"
هكذا صاحت حسناء في وجه مليكه التي اخفضت وجهها بخجل واضطراب جديد عليها لكن ما جعل حسناء تصمت فاغرة فاها هو اهتزاز بدن مليكه دليل علي البكاء!
اقتربت منها تحاول رفع وجهها وهي تهمس بإسمها فهذه اول مرة تبكي بهذا الشكل امامها ..كانت تظنها ستتبجح وتصرخ مقابلا لها كما هي العاده !
احتضنتها وهي تربت علي ظهرها بحنو لتقول مليكه من بين شهقاتها
: انت اكثر من يعلم بما مررت به !اشعر انني خائنه لإرتباطي بشخص غير فادي لكن لم يكن امامي خيار ! لقد حاصروني ..لكني تقبلت الوضع فسام شخص رائع ..ولكن ..ولكن عدت للخوف من جديد ..خشيت الا يتقبل دين الاسلام وبعد ان اصبحت في يده يعود لما كان عليه ...انا اعلم اني اخطأت في حقه ..والله اعترف لكنني ندمت واريده ان يعود وسأحاول معه من جديد ولن ايأس هذه المره ! ...لن اظلم شخصا اخر احبني بصدق ..يكفيني ظلم شخص واحد .
زادت حسناء من ضمها لتقول بحنو
: لم تظلمي احدا يامليكه ! لقد توفي فادي وهذا كان قدره يا حبيبتي ..تعلمين انني كنت اعده ولدا اخر من ابنائى لكنه الان غير موجود ..وحرام ان تتركِ نفسك وحيدة هكذا وهناك من يعشقك! ..هيا انهضي اغتسلي وصلي فرضك ولا تشغلي بالك بشيء ..وسام بخير لا تقلقي هو فقط ذهب الي مدينة ما لا اتذكر اسمها لإنهاء عمل ما وسوف يعود لك ان شاء الله صدقيني فهو يحبك!
نظرت لها مليكه بتمني لتنهض
بتخاذل نحو المرحاض لتغتسل وتتوضيء وما ان انتهت ودخلت غرفتها حتي نظرت الي اصبعها الذي يحمل خاتم فادي بحزن والم وهي تتذكر نظرة سام المتألمه كلما لمحه في يدها وخاصة يوم خطبتهما.. لتتعالي شهقاتها من جديد وبأنامل مرتعده قامت بخلعه من اصبعها وهي تنفجر باكيه وهي تضمه الي قلبها وهي تتأسف لفادي وتدعو الله له بالرحمة والمغفره!
عادت مليكه الي اسبانيا خالية الوفاض فقد اضطرت للرحيل لكي تهتم بشركة سام للأزياء فهناك عرض ازياء قريب وسام احد المشاركين فيه لذا تولت هي هذه المهمه عاقدة العزم علي ان تجعل دار الازياء الخاصه به تفوز في هذا العرض!
" يالهي ! اهذا انت ! انا لا اصدق "
قالتها حسناء وهي تلتهم سام بنظراتها المصدومه والفخوره في الان ذاته !
تتأمل ذاك التغير الذي طرأ عليه ...شعره القصير دلالة علي انه قد حلقه كاملا بعد كل عمرة قام بأدائها وعيناه الرماديه التي لم تعد عاصفه كما من قبل وابتسامته الصافيه التي لا تحتوي ضيقا او حزنا ..بدا افضل حالا ..بدا شخصا اخر!
قال لها بثقه وهو يعدل من هندامه بطريقة مضحكه
: ارأيت كيف اصبحت؟! ما رأيك في مظهري هذا؟
ضحكت حسناء بخفوت وهي تربت علي كتفه بحب لتقول
: انت دائما شخص رائع سام .
ثم اضافت بمكر لاحظه علي الفور
: خمن من كان هنا وسأل عنك ؟
قطب حاجبيه وصورة واحده تأتي في باله وهو يمني نفسه ان تكون هي لتقول حسناء
: انها هي ..معتوهتنا الصغيره ! ..لقد اتت ومكثت هنا لفتره علها تصل اليك لكنها اضطرت بالمغادره بسبب تراكم الاعمال في اسبانيا .
نظر لها بصدمه وسعاده ليقول
: تمزحين!! م مليكه كانت تبحث عني!
قطب حاجبيه ليقول ببعض الضيق
: قد تكون اتت بسبب جدي خوفا علي صحته وليس لي ..هي لا تري سوي فادي !
رمقته حسناء بإستنكار لتقول
: لمَ انت سلبي الي تلك الدرجه يابني! لقد اخبرتك انها اتت مسرعه حين علمت من اسماء انك موجود في مصر وقد كان واضح عليها السعاده لانها وصلت اليك!
ظل سام شاردا في كلماتها بلا رد..هو لن يحتمل ان يبنؤ آمال من محض وهم مجددا!
قالت حسناء بحده اجفلته
: استمع الي! ان كانت هي متخلفه فأنت معتوووه ..اذهب الي اسبانيا واقتحم المنزل ثم غرفتها وضمها بقوة تحطم عظامها وانت تصرخ بحبك لها وانك لن تتركها مهما حدث ومهما حاولت وتمسك بحقك! هياا اذهب!
نظر لها سام فاغرا فاه مما قالته لكنها لم تمهله وقتا للرد وهي تقوم بدفعه في اتجاه الباب لتقول
: الان وحالا ستذهب الي المطار وفي اول طائرة متجهه الي اسبانيا ستكون علي متنها ...انتظركما ان تأتيا الي هنا سويا المره المقبله وانت تمسك يدها وهي تهيم بك عشقا والا قتلتك!
تم ما ارادت حسناء وقد اتصل سام لحجز تذكرة السفر الي اسبانيا وها هو في بلده ينظر حوله ببعض التوتر والقلق الشديد مما هو آت
" رباه! حبيبي لقد اشتقت لك اين كنت !"
هكذا قالتها بيلا باكيه وهي تحتضن سام بلهفه احبها سام كثيرا
لم تأته الجرأة ليذهب رأسا الي منزل جده لذا قد مر علي والدته اولا لعدم وجود ابيه وعائلته في البلاد حاليا
رحبت به بيلا بسخاء وظلت تحتضنه طوال مكوثه في المنزل .
قضي معها بعض الوقت ليخبرها ان عليه الذهاب لرؤية جده فضحكت بخفوت وهي تحرك رأسها بيأس فهي تعلم انه ذاهب ابي مليكه وليس الي جده!
كانت الساعه العاشره مساءً حين وطأت قدماه حديقة منزل جده
ابتلع لعابه بتوتر يلخطو نحو الداخل وقد فتح الباب بمفتاحه الخاص فوجد الضوء ينبعث من غرفة جده فتوجه له اولا حتي يهدأ قليلا!
فتح الباب بعد ما طرقه ليري جده جالسا علي الكرسي كما اعتاد في حزنه يطالع الحديقه بشرود حزين جعله يبتسم بدفئ ليقول
: لمَ كل تلك الكآبه يارجل هل مات احد دون علمي!
اتسعت عينا الجد وهو يخطو نحو سام بلهفه ليحتضنه باكيا وهو يتأمل وجهه بإبتسامةمن بين دموعه ليقول
: اين كنت ايها الوغد وتركتني وحيدا ! كدت اموت رعبا عليك! اياك وفعلها مجددا!
اومأ له سام ليقول
: اعدك ان هذا الامر لن يتكرر من جديد ! ولكن كنت احتاج للإبتعاد قليلا حتي اعرف ماذا افعل ..احم بذكر الافعال ..ااا مممم.. احم هل هي مستيقظه؟!
ضحك الجد ليقول
: لا اعلم فهي اصبحت تختلي بنفسها كثيرا هذه الايام ..اصعد لتراها .
ثم قال بتحذير
: ولا اريد ان اسمع صوتكما
تتشاجران من جديد
ابتسم سام بإرتباك ليذهب متجها الي غرفة مليكه وقبل ان يطرق الباب سحب يده بسرعه وهو يبتلع لعابه حين تذكر نظراتها الغاضبة له حين يدخل غرفتها في وقت متأخر لذا تراجع وذهب الي غرفته وقد قرر رؤيتها صباحا..هذا افضل صحيح؟!
دخل غرفته ليتنهد بثقل وكاد ان يتحرك نحو مفتاح النور حتي اجفل وفغر فاه وهو ينظر الي سريره بصدمه !
حرك عيناه في الغرفة متوجسا حين وجد سجادة الصلاه بجانب السرير ليقول بخفوت
: ه هل دخلت غرفة اخري من ارتباكي ام ماذا!
اقترب ببطيء من السرير ليتأكد ان هذا فراشه هو! ولكن المشهد امامه يجذم له انها ليست غرفته !
مليكه ترتدي زي الصلاة بلا حجاب تنام علي سريره وهي تمسك هاتفه وباليد الاخري ضمت سترته الي صدرها وهناك اثر للدموع في عينيها
جلس علي طرف الفراش بتوجس وفرحه ليمد يده الي وجهها مربتا عليه بخفه وهو يناديها بخفوت فتحت هي عيناها علي اثره وهي تنظر نحو من يوقظها وما ان ادركت انه سام حتي قفزت جالسه وهي تضمه بلهفة وهي تنفجر باكيه وهي تعتذر له وتحمد ربها علي عودته سالما
اجفل واصابته صاعقه من فعلتها تلك لكنه ضمها بسعاده وهو يحاول جعلها تهدأ
ابعدت وجهها اخيرا لتقول وهي تنظر له
: انا اسفه! اعلم انني غبيه لانني كنت اضع الحواجز بيننا وانني كنت افكر بفادي وليس بك بينما انت لم تترك شيئا يسعدني الا وفعلته .انت لا تعلم كم احبك الان والله احبك وسوف نبدأ من جديد وهذه المره لن ايأس من المحاولة معك حتي تصبح مسلما قولا وفعلا ولن اصرخ في وجهك مجددا والزفاف حدد موعده كما شئت وبعدها سنصلي سويا وسوف نعين بعضنا البعض علي طاعة الله
كان يستمع لها بدهشة وهو يبتسم ليقول وهو يمسح وجهها من اثر الدموع
: حبيبتي اهدأي قليلا..تنفسي فقط ..اغمضِ عيناك وخذي نفسا عميقا ثم انظري الي
فعلت ما قاله ليقوم سام بفتح الضوء لكي يتيح لها الفرصه للنظر اليه ليري ما ان كانت ستلاحظ تغيره
ظلت هي تطالع وجهه بشوق لكن فجأه قطبت حاجبيها وهي ترفع يدها الي خصلاته القصيره ثم لحيته الناميه والمهذبه بطريقة جميله وعيناه اللامعتان التي تنظران لها بنظرة اول مرة تراها !
تشوشت قليلا لتقول بخفوت
: اين كنت سام! اصبحت... مختلفا! مختلفا للغايه وهناك ..هناك شيء في عيناك قد تغير ! اشعر انك بحال افضل!
اتسعت ابتسامته ليقول مازحا
: كنت اعلم ان حبيبتي الجميله زكيه ولماحه! ..كنت في حاجة للبقاء بعيدا عن اي ضغط وذهبت الي القاهره وهناك قابلت شابا تقيا اسمه محمود عرفتني عليه الخاله حسناء ولقد ساعدني حيث التزمت بالصلاة اولا ثم أصبحت اقرأ القرآن ثم حفظه وحدي ثم كانت محطتي الاخيره هي ... مكه .
قالها وهو يمرر يده بين خصلات شعره وهو يبتسم لكن ابتسامته بهتت وحل محلها الخوف حين وجدها تخفي وجهها بين كفيها لتبكي بعنف اجفله ليضمها سائلا
: ما الذي حدث؟ ظننتك ستكونين سعيده ..اوليس هذا ما كنت تريدينه!
تحدثت من بين شهقاتها قائله
: انا لا استحقك كما قال لي جدي وخالتي حسناء! انت كنت تفكر بي وانا كنت اجلس للمشاهدة فحسب ..لم اقدم لك شيئا ..انا حقا غبيه ..انا اسفه جداا
ضحك بخفوت وهو يضمها بقوه اكبر ليقول
: بلي فعلتِ الكثير ..لقد كنت اتابع العمل من خلال راكان وهو اخبرني انك توليت زمام الأموروقد نجحتِ ..انا فخور بك حبيبتي ..هيا كفي بكاء لقد بكينا كثيرا ..اما آن الاون لنسعد قليلا؟!
رفعت وجهها له لتبتسم من بين دموعها ليقول هو بتوجس وترقب
: ما رأيك ان يكون حفل الزفاف الاسبوع المقبل؟!
اتسعت ابتسامتها لتوميء له بحماس لينهض فجأه وهو يحملها علي كتفه فجأة ليدور بها في الغرفه فصرخت ضاحكه من المفاجأه ولكن الناتج من صراخها ذاك هو تجمع من بالقصر واقتحامهم الغرفه بهلع علي رأسهم خافيير الذي فتح الباب بفزع
نظر سام لهم بدهشه وما زالت مليكه علي كتفه تنظر الي الباب بصدمة وخجل وهي تحاول التملص من يده
ضحكت الخادمات ليذهبن من حيث اتين وبقي الجد ينظر لهم بإستنكار ليقول
: لقد افزعتما البيت بأكمله ..افعلا ما تريدان لكن بهدوء!
قفزت مليكه من علي يد سام بإرتباك ليقول سام لجده بإستنكار
: عيب عليك يارجل! انا فقط حملتها تعبيرا عن فرحتي كونها واخيرا وافقت علي ان يكون الزفاف الاسبوع المقبل .
ابتسم الجد بسعاده وهو يحتضنهما متمنيا لهما السعاده
مر الوقت سريعا واتي موعد زفافهما الذي كان هاديء و رائع!
تغيرت مليكه كصيرا واصبحت كثيرة الابتسام والضحك ولم يعد يعكر صوف حياتها شيء واصبحت هي وسام يراجعان ما حفظاه من القرآن سويا وتعجبت وغمر قلبهت الفرحه حين وجدته متفوق عليها في الحفظ وتصحيح اخطائها
تحقق حلم خافيير حين انجبت مليكه فتاة رقيقه شديدة الشبه بجدتها صوفيا وقد اصبح اسمها صوفيا كذلك تيمنا بجدتها فلم يكن يتركها من يده لحظه!
بعد اعوام رزقهم الله بطفل اخر ما ان فتح عيناه حتي نظر له سام مبتسما قبل ان يجلس بجوار مليكه يضمها اليه بيده الاخري مقبلا وجنتها بحب فقالت له .
: ماذا نسميه ؟!
طالعه سام بشرود حتي اغمض الصغير عيناه وهو يبتسم بخفه ليبتسم هو الاخر ليقول وهو ينظر نحو عيناها
: اسم كان السبب في بسمتنا حاليا ..اسم مرتبط بالابتسامة الصافيه من الاساس ..سأسميه "فادي "
يتبع الفصل كاملا اضغط هنا ملحوظه اكتب في جوجل "رواية رجوع الى الهويه دليل الروايات" لكي تظهر لك كاملة
•تابع الفصل التالي "رواية رجوع الى الهويه" اضغط على اسم الرواية