Ads by Google X

رواية ذلك هو قدري الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم موني عادل

الصفحة الرئيسية

 رواية ذلك هو قدري الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم موني عادل 

الفصل الثاني والعشرون 
ذلك هو قدري 
ما ان وصل مالك للمنزل ترك والديه واتجه لغرفته ولكنه لم يستطيع البقاء فيها للحظة اخري دون ان يتحدث مع والدته لعله يستميلها ويستطيع ان يحببها في ملاك فلن يسمح بتكرار ما حدث منذ قليل وان تقلل والدته من شأنه وتعامله وكأنه مازال طفلا ولكن عليه ان يفعل ذلك بهدوء فهي تظل والدته لربما تشعر بالغيرة من ملاك فتعتقد بانها امتلكته وستنسيه والديه بسبب حبه لها يعلم شعور والدته ويقدره فهو ابنها الوحيد ولذلك ترفض تعلقه بأي احد غيرها ولكنه ايضا يرفض الاستخفاف بما حدث في منزل ملاك ففتح باب غرفته واخذ يخطؤ خطوات واسعة ناحية غرفة والدته فما ان رفع كفه يريد الطرق علي الباب أستمع لصوت والدته من داخل الغرفة تتحدث مع أحد وتوبخه بصوت مرتفع وقد فقدت اعصابها قائله

(( هل انت مغفل لقد طلبت منك تشويه صورة الفتاة وليس تشوية سمعة ابني لقد كانت الاخبار مسيئة لابني اكثر من ما كانت مسيئة لتلك الفتاة .))

صمتت تستمع للطرف الاخر علي الهاتف ثم قالت بغضب جلي 

(( نعم اذا تطلب منك الامر نشر اخبار كاذبة فلتفعل دون التفوه بحرف لقد حولت لك كل ما طلبته من اموال فلما لم تنجز عملك كما يتطلب منك .))

كان مالك مازال واقفا خلف الباب يستمع لحديثها والشرار يتطاير من عينيه ففتح الباب مرة واحدة دون الاستئاذن جفلت والدته ما ان راته وانزلت الهاتف عن اذنها تنظر اليه بفزع وارتدت خطواتها للخلف ما ان وقعت عينيها في عينيه ورأت غضبه المرتسم بداخل حدقتيه فتعثرت بتلعثم 

(( مالك ما الامر ..هل تريد شئ؟))

ضيق مالك عينيه متسائلا وهو يقترب منها 

(( هل كنتي انتي خلف نشر تلك الاخبار .))

عندما وجدها تلتزم الصمت ولم تجيبه بكلمة واحده فاكمل صارخا

((  لما يا أمي الا تعلمي بأنه بنشر اخبار مثل هذه قد تضرني وتتسببين في نقلي من مكان عملي التلك الدرجة تكرهين ملاك  .))

ترقرقت ملامح والدته ولكنها تماسكت واكتنفت الجدية ملامحها وقالت بذهول 

(( كيف تتجرأ وتتهمني بمثل هذه التهمة فأنت قطعة مني هل تظن بأنني قد استطيع اذيتك قد اموت قبل ان افكر في شئ يضرك فمن ملئ عقلك بتلك الخرافات عني اليست تلك الفتاة هي من اخبرتك بكل هذه الاكاذيب .))

تغضن جبين مالك بالضيق والغضب ولكنه عقب 

(( اتيت لاراضيكي واتحدث معك واخبرك بأنني سأظل احبك طوال حياتي مهما تزوجت او احببت ستظلين انتي حبي الاول ومن تحتلين قلبي لان حبي لكي مختلف كليا عن حبي لملاك فليس هناك وجهه مقارنة بينكما فكما قلتي انتي انني قطعة منك فكيف استطيع الابتعاد عنك.))

ابتسم بحزن بالرغم من غضبه الداخلي ثم اكمل بنبرة قوية 

(( ولكن ما ان اتيت لاخبرك بكل هذا استمعت لحديثك علي الهاتف كاملا وعرفت بانك من فعلت هذا ارجو منك الا تفعلي شيئا اخر فيكفي ما حدث حتي الان .))

انتهي من حديثه واستدار يدب ارضية المنزل وهو يكظم غيظه بصعوبة بينما والدته ارتمت علي طرف الفراش جالسة وقد تساقطت دموعها بحزن لاغضابها ابنها وجعله يبدو حزينا فهمست مغتصبه يجب ان اتحملها ويتسع صدري من اجل اسعاد ابني وليس من اجلها ..

كانت ملاك بغرفتها تجلس نصف جلسة علي فراشها تضع كفها اسفل ذقنها تستند عليه وهي تفكر فيما حدث ولما تعاملها والدة مالك بتلك الطريقة وهي مازالت لا تعرفها ولا تعرف شيئا عن طباعها كانت مستغرقة في تفكيرها  فأقتربت منها مي وما ان جلست بجوارها قالت مباشرة 

(( هل تضايقتي من تصرف والدة مالك فالمرأة لم تبارك لكي حتي وتعللت بالمرض لتذهب فكم هي قليلة الذوق .))

شبح ابتسامة مصتنعه مر فوق ثغر ملاك وهي تقول 

(( لا لم اتضايق منها فأنا اعلم بان ما تفعله بدافع الحب والغيرة علي مالك فهو ابنها الوحيد وهي تشعر بالخوف من فقدانه فأنا افهمها جيدا هي تشعر بالخوف مني وتريد ابعادي عنه لانها تعلم كم يحبني ويريدني بحياته وذلك لا يشعرها بالامان .))

صمتت مي بعد ان انتهت ملاك من حديثها لدقيقة ثقيلة قبل ان تقول متشككة 

(( كيف ستستطيعين العيش معها في نفس المنزل وتحمل اسلوبها الفظ معك .))

شاب صوت ملاك الشقاوة المريرة وهي تقول 

(( سأحاول ان اتحملها من اجل مالك .))

تراجع راس ملاك للخلف وقد خيم صمت مطبق بينهما وكلا منهم تفكر فيما يشغل عقلها وقلبها تلاشت انفاس ملاك وهي تطالع هاتفها الذي صدح صوته في الغرفة معلنا عن مكالمة واردة من مالك فعافرت لنقل الهواء لرئتيها الضامرة وقد هدأت من ضربات قلبها فامسكت بالهاتف تجيبه فأنسحبت مي تعطيها مجالا كافيا بالتحدث مع زوجها علي راحتها ..

في غرفة نوم منير سارع يغلق الهاتف ويلقيه علي فراشه بقوه والحقد يتوحش في اعماقه تجاه سليم اكثر فها فهو سليم يضربه ضربة قاضيه كادت ان تفلس شركته كور قبضته بغضب وهو يضغط علي اسنانه بقوة وجذوة الغيرة بداخله تشتعل لتحرقة وتكوي اوردته بلهيبها لتضحي نيرانا محرقة تسري مسري الدم في شراينه لمجرد مرور خاطر في عقله بأن سليم قد ينتصر عليه في نهاية المطاف ويحظي بها فالغيرة تتأكله كلما خطر علي عقله بان مي قد تكون لسليم نظر لجدران الغرفة وقد ترقرقت ملامحه وهو يطالع صورها المعلقة علي الحائط امامه بنظرة تشع حبا يتأمل ملامحها مستغرقا بشوقه وحسرته وهو يتذكر بانه لم يستطيع ان يراها منذ عدة ايام فاندلعت النيران المشتعلة في حدقتيه ليصدح صوته متشبعا بالغضب 

(( كيف استطعتي ان تتواري عني وتختفي بتلك الطريقه هل تستمتعين بإذلالي ورؤيتي متشوقا لرؤيتك انتظري قليلا بعد وسترين بعدها ما سأفعله ..))

بعدما خرجت من الغرفة لتترك لملاك مساحة كافيه لتتحدث مع مالك بإريحية اكثر فهي تعلم بأن ملاك قد تشعر بالخجل من وجودها معها في نفس الغرفة وقد لا تستطيع التحدث معه امامها استمعت لصوت جلبة تأتي من غرفة معتز شعرت بالفزع وهي تتخيل بأنه لربما اصاب معتز مكروه واحدة ذل الصوت ليلفت انتباههم فأسرعت تركض نحو غرفته وامسكت بمقبض الباب تفتح علي عجلة من امرها وعلامات الفزع والخوف مرتسمة علي وجهها فما ان فتحت الباب تسمرت في مكانها وهي تطالعه واقفا في زاوية الغرفة مستند بذراعه علي الجدار بجانبه اخذت تطالعه بأنفاس مأخوذة فنظرت لقدميه وهي تغمض عيناها وتفتحهما اكثر من مرة لعلها تتخيل ما تراه شهقت بعدم تصديق عندما استمعت لصوته يتحدث بتلعثم وثقل لسانه قائلا 

(( اغلقي الباب وتقدمي وسأشرح لكي كل شئ .))

جاء ردها اللهف 

(( ولكن كيف ؟))

قالت له مي وهي تتقدم منه 

(( لما تخفي الامر وتجعله سرا لما لا تخبرنا بانك بدات تستجيب للعلاج وتستطيع ان تخطؤ ولو عدة خطوات بمفردك هل تتخيل سعادة والدتك عندما تراك واقفا علي قدميك امامها مازلت اناني كما كنت دائما .))

اجابها معتز بصوته الحاني ولمعة مميزه ظهرت في مقلتيه 

(( لم اتحسن كليا واردت ان افاجئكم عندما اكون مستعدا لذلك صدقيني ليست انانية مني ولكن كل ما في الامر انني اخشئ من تلك اللحظة .))

همهمت مي للحظات ثم قالت بهدوء 

(( اعتذر منك لم اقصد ان انعتك بالاناني ولكني..))

صمتت تبتلع ريقها ثم قالت ببشاشه 

(( لا تقلق فسأعتبر بأنني لم اري شيئا واترك الامر لك لتخبرهم وقتما تشاء .))

افرج معتز عن ابتسامة جانبية ثم قال بجديه

(( مي اريد منك ان تجلبي لي عكازات فانا استند علي الحائط كلما اردت المشي او التحرك فهلا جلبتيها لي .))

أومأت له ثم سرعان ما نهرته فعليه ان يأمرها وما عليها الا ان تنفذ فظلت تتامله كم اشتاقت لرؤيته يتحدث ويتحرك امامها جلست معه مطولا في غرفته تتحدث معه في امور شتي وكم نسيت الوقت في وجوده فلاول مرة تشعر بانها قريبة من معتز الي ذلك الحد كم تغير وصار شخص اخر ..

بعد مرور عدة ايام كان جميع من في المنزل يستعدون ويجهزون لحفل الزفاف علي ساق وقدم فالكل منشغل بذلك الزفاف الذي سيقام في اكبر وافخم القاعات بينما كانت ملاك تشعر بالسعادة والفرح ولكن ما ان رات والدتها وعينيها المترقرقتين بالدموع انفجرت باكيه لتحتضنها والدتها وهي تتمني لها السعادة المطلقة وتؤبخها لانها لطخت زينتها من اثر دموعها استمعوا لصوت بوق السيارة بالنار يعلن عن قدوم من ارتجف القلب من اجله ارتبكت ملاك وهي تنظر ناحية فارس الذي يقف علي عتبة باب غرفتها متسمرا في مكانه يطالعها وقد لمعت عينيه بدموع حبيسة قبل ان يهز راسه يمينا ويسارا يحافظ علي رباطة جأشه ثم تنفس الصعداء وهو يقترب منها ومال يطبع قبلة اعلي جبيها ثم وقف بجوارها ووضع ذراعها في ذراعه وخرجوا سويا معا ليسلمها لزوجها وتستقل سيارة العرس بعد عدة دقائق معدودة كانت القاعة تعج بالشخصيات المهمة والسياسين ورجال الصحافة الذين يغطون هذا فلقد دعاهم ليرد لها اعتبارها بدأ صوت الاغاني والموسيقي يصدح في ارجاء القاعة والكل يشارك العروسين فرحتهما فهي ليلة العمر كان الكل يوجه انظاره ناحية العروسين ليتفاجأوا بمعتز يستند علي عكازين ويقترب من ملاك بخطوات بطيئة متعثرة بعض الشئ انتاب عائلته صدمة جليه علي ملامحهم ووقفوا عن مقاعدهم مسرعين ناحيته ليلتفوا حوله غير مصدقين ما يرونه امامهم فمعتز قد بدأ يتعافي ويستطيع المشئ بمفرده بكت والدتها وهي تحتضنه وتقبل كل انش من وجهه ثم تحركوا ناحية ملاك التي كانت تراقص زوجها فما ان رات معتز امامها واقفا يستند علي عكازات ارتمت عليه تحتضنه وقد تساقطت دموعها فلم تستطع التحكم فيها في ذلك الموقف وقفوا جميعا بجوار بعضهما البعض يحظون بصورة تذكارية في فرح أول فتاة من ابناء عبدالله  ..

انتهي حفل الزفاف علي خير ووصل مالك لمنزله فما ان ترجل من السيارة وساعد ملاك لتترجل هي الاخري مد ذراعه أسفل ساقيها واخري حول جزعها حملها مالك وكأنها لا تزن شيئا يسير بها نحو جناحه كانت تشعر بالتوتر والارتباك بينما هو اخفض نظراته يحدق بوجه زوجته وسرعان ما شابت نظراته العبث والشقاوة انتبهت ملاك علي نظراته أبتلعت ريقها وكلها يرتعش تأثرا بحرارته التي تلفحها وذقنه الخشن الذي يدغدغها فهمس لها مالك يصارحها وعيناه تنطقان لكلماته 

(( اخيرا صرتي زوجتي فكم تبدين جميلة وانتي ترتدين فستان العرس ..))

ازداد ارتباكها والخجل الذي يلفها وشعرت بقلبها ينبض في كل جسدها وهي تنظر حولها تجد بانه وصل لجناحه واغلق الباب خلفه بقدمه اجلسها مالك علي الفراش وانحني قليلا عليها يحاول فتح سحاب فستانها تذمرت ملاك وحاولت ابعاد ذراعه عنها وهي تقول بتردد 

(( ابتعد لابدل ثيابي .))

صوب مالك نظراته الحارة الي قميصها الكاشف الذي كانت ترتديه اسفل فستان زفافها تضرجت وجنتا ملاك بالحمرة الفانية فاغمضت عينيها تستسلم لطوفان مشاعره ..

كانت عائلة ملاك مازالوا امام القاعة يبحثون عن مي فلقد اختفت ولم يجدوا ما قد يدلهم علي طريقها اخبرتهم ليال بانها تركتها واتجهت ناحية المرحاض لتعدل زينتها ولكنهم لم يجدوها هناك شعر فارس بان الارض تميد به وهو يحاول الاتصال بها ولا يستطيع الوصول اليها فهاتفها مغلقا تحدثت والدته تحاول طمأنة نفسها قبل ان تطمئنه 

(( ربما تكون عادت للمنزل فنحن انشغلنا مع ملاك وهي  كانت تشعر بالتعب فلذلك عادت لتستريح .))

انتابه الذهول للحظة ولكنه اعترض 

(( لا فكيف تكون قد عادت وهي لم تخبر احد منا بانها ستذهب .)) 

اعلن هاتف نورين عن وصول رسالة نصيه ففتحت الهاتف واخذت تقراها فارتجفت شفتيها لا تصدق ما تقراه وادراك صاعق اكتنف حدقتيها مما جعلهما يدمعان انتشل فارس الهاتف من يديها وتجهملت ملامحه وقد شحب وجهه وهو يقرأ كل حرف من محتوي تلك الرسالة  ..

دبت القشعريرة في اطرافه وعقد فارس حاجبيه بحنق غير مصدقا ما ورد بداخل الرسالة فمي لا يمكنها فعل ذلك ولكن الرسالة التي ارسلت لنورين من هاتفها تخبرها بأنها هربت مع من تحب لتتزوج به فمشاكل العائلة لا تنتهي وهي تريد ان تجتمع مع حبيبها واذا ظلت معهم وانتظرت ان يعطفوا عليها ويقابلوا الشخص الذي تريده سيضيع شبابها في الانتظار كان وقوع كل كلمة بالرسالة علي قلب فارس كالرصاص المغلي يكوي صدره ويمزقه فكيف استطاعت أن تضعه في ذلك الموقف تطلعت والدته اليه بإستغراب من حالته وقالت بذعر

(( ما الامر هل حدث شئ ؟ هل تلك الرسالة التي وصلت لها علاقة بإختفاء مي .))

اقترب منها فارس ليقف امامها مباشرة واخبرها بتثاقل بمحتوي الرسالة اختض جسد والدته بعنف فأحتضنها فارس واخذ يشدد من احتضانها وهو يمرر يده علي ظهرها ويقبل اعلي راسها لتهمس والدته بتوهان 

(( لا ابنتي لا يمكنها فعل ذلك لقد كانت سعيدة من اجل ملاك وبكت من شدة سعادتها بعودة شملنا من جديد وان السعادة والفرح اخيرا قد عرفوا طريقا لقلبنا وحياتنا لا اصدق بان ما تخبرني به قد يخرج من مي .))

بينما وقف فارس يفكر بشكل جدي في اخبار الشرطة او مالك ليساعده في العثور عليها الا انه لا يستطيع التواصل مع مالك الان وكسر فرحة ملاك في يوم تتمناه اي فتاة لا يريدها ان تعلم وتقلق وتنشغل بإختفاء مي لذلك سيتجه للمنزل اولا ويوصل عائلته ثم يذهب لقسم الشرطة ويقدم بلاغ بالاختطاف لتتحرك الشرطة سريعا ولن يخبرهم عن الرسالة التي ارسلت له من هاتف مي حتي يتم البحث عنها والعثور عليها  ..

كانت واقفة في وسط غرفته تبكي بإنهيار وترجوه ليتركها ولكنه احتضنها عنوة عنها وظل يربط علي ظهرها بيد حانية بموازرة حاولت ابعاده وفك ذراعيه من حولها ولكنها لم تستطيع فقوته تعادل قوتها بإضعاف ظلت تنتحب إلي ان أنهكها النحيب والحزن وتراخت عيناها وسكنت بين احضانه للحظة شك بانها قد فقدت وعيها ولكن شهقات صغيرة مازالت تتدافع من فمها في غمرة سكونها هو ما جعله يطمئن فعندما ثقل جسدها عليه وتراخي كاملا مؤكدا نومها التام رفعها بتروي بين ذراعيه ومددها علي الفراش ببطء ثم دثرها جيدا بالغطاء واغلق الانارة واضاء الاباجور الموضوع علي طاولة بجوار الفراش ثم جلس بجوارها علي طرف الفراش يمرر ظاهر كفه برقة شديدة فوق وجهها الرقيق يرسم نعومته وهو يشعر بدغدغة تسري في وجدانه مشاعر غريبة عليه ولكنها محببه ظل هكذا لعدة دقائق ثم غفي بجوارها ..

ما ان اوصل فارس عائلته للمنزل ذهب مسرعا لقسم الشرطة ليقدم بلاغا بإختفاء اخته فكان واقفا امام الضابط في القسم بتوتر وهو يخبره بما حدث وكيف اكتشف اختفائها طالعه الضابط بنظرات متفحصة ثم اخرج سيجارته كي يشعلها وبدأ يمج منها قبل أن يهتف به بتعالي

(( لا يمكنني اخذ كلامك علي محمل الجد فهي فتاة راشده ربما هربت مع حبيبها فأكثر الفتيات تفعل ذلك الشئ ويأتي عائلتها في النهاية يقدمون بلاغا بإختطافهم .))

قال فارس بإستياء 

(( لست هنا لاسألك عن رايك لقد اتيت لاقدم بلاغا فذلك ابسط حقوقي .))

مج من سيجارته وهو يحدق بفارس عبر الدخان الذي ينفثه في وجهه وقال بعنجهية 

(( اذهب من هنا قبل ان افقد صوابي واحتجزك لانك تعديت علي ضابط اثناء تأديت واجبه اذهب وابحث مع من هربت اختك فنحن لا نستطيع اخذ اية اجراءات قانونية قبل مرور اربعة وعشرون ساعة  .))

لم يتجاوب فارس مع حديثه ليقول بنبرة مهمومة وملامح معتمه ووجع عميق يكتسح بداخله 

(( كيف تطلب مني ان انتظر اربعة وعشرون ساعة وانا لا اعرف أين تكون اختي او مع من و ماذا سيفعل بها ذلك الشخص هل سيؤذيها ام لا .))

علي أثر ما قاله للضابط طافت تلك الخواطر التي يحاول جاهدا منذ ان اكتشف اختفائها ألا يفكر بها حتي لا يفقد ثوابه ولكنه لا يجد حلا للامر فالضابط يطلب منه الانتظار ليمر اربعة وعشرون ساعة ليبدأوا بالبحث عنها شعر بأنه علي وشك السقوط في حفرة عميقة ولا يجد حافة النجاة ليتعلق بها اغمض فارس عينيه علي وخز جسده لعله ينفض شيئا من الألم الذي يكتسحه ثم استدار مغادرا بعدما اشار له الضابط بكفه ان يذهب فلم يجد امامه حلا غير ذلك فما ان خرج من القسم أطلق تنهيدة عميقة وهو يخرج هاتفه قائلا 

(( لم يتبقي امامي خيار اخر .))

أمسك الهاتف وضغط علي رقم مالك ثم وضعه علي اذنه منتظرا ان يجيبه فازدرد ريقة وهو يشعر انه في هذه اللحظة في حالة انهيار ممزقا من داخله يعاني نزاعا مؤلما بين الحياة والموت ممزقا بين انقاذ حياة مي وبين كسرة قلب ملاك واحزانها في ليلة زفافها ..

كان مالك قد حظي بحمام دافئ وبعد مدة وجيزة وقف يجفف شعره وشعر بها تقترب منه وقد توردت وجنتاها في حياء وتلعثمت تنطق بأحرف مبعثرة قبل أن تبتعد عنه بإرتباك 

(( سأذهب واستحم .))

فما ان التفتت واخذت تخطؤ ناحية المرحاض استمعت لصوت هاتفه يصدح في الغرفة استغربت ولكنها لم تعير الامر اهتمام والتفتت مجددا لتتحرك بينما مالك امسك بالهاتف ونظر اليه بملامح غير مقرؤه مستغربا ولكنه اجابه وهو بتوقع بان والدة ملاك قد تكون قلقة علي ابنتها وتريد الاطمئنان عليها فما ان ضغط علي زر الايجاب ووصله صوت فارس ونبرة صوته الحزينة علم بان هناك امر سئ يحدث معه رفع وجهه بتجاهها عاقد الحاجبين وهو يقول 

(( فارس اهدأ ارجوك واشرح لي ما الامر فأنا لم افهم منك شئ.))

اسرعت ملاك بإتجاه مالك ووقفت بجواره تنظر اليه بإنتباه ثم قالت بشئ من التردد 

(( ما به فارس هل هو بخير .))

طالعها مالك دون التفوه بكلمة واحده وهو يصغي لما يخبره به فارس فأعتراها الخوف والارتباك وهي تستمع لزوجها يقول لفارس بتأكيد 

(( لا تقلق دع الامر لي وانا سأتصرف اذهب الان لمنزلك وكون بجوار عائلتك وانا سأطلعك علي كل جديد .))

ثم انهي المكالمة مع فارس لتسارع بسؤاله عما يحدث مع اخيها  ليخبرها بما حدث لمي لتهز راسها نفيا وقد ارتفع حاجباها بدهشة غير مصدقة ما يقوله لتبدأ دموعها بالتساقط ليجتذبها لصدره وهو يرفع ابهامه يمحي دموعها ويخفف عنها ما استمعت اليه بشأن اختها في ليلة زفافها فأجري عدة اتصالات يطلب من زملائه ان يساعدوه ويبدأوا في تدوين محضرا ويأخذوا كافة الاجراءات للبحث عنها فهي اخت زوجته ولن يستطع الانتظار لمرور اربعة وعشرون ساعة ليفعلوا ذلك كخدمة له ويبدأوا بالبحث عنها ..

ما ان وصل فارس للمنزل وقف امام الباب وأخذ نفسا طويلا  عميقا ليزفر أنفاسا أخري مترسبة في داخله ويربت علي قلبه ثم همس بألم وحرقة 

(( متي يا قلبي تستريح من العناء فأنا أشعر بآهاتك وصراخك علي روح تائهة في سراديب الحياة فكم هو موجع أن تتصنع القوة من أجل من حولك و بداخلك تتالم بصمت .))

كتم فارس تأوها متألما ورفع كفه يمحي دمعة خانته وتساقطت من طرف عينه ثم اخرج مفتاح المنزل ووصله بالباب وفتحه ودخل ليتفاجئ بالجميع في انتظاره يبكون ويرجونه بأعينهم ان يطلعهم علي اية اخبار عنها  ولكن كل ما قاله وهو ينطر بداخل اعين والدة 

(( لم استطع ان اعرف اي شئ عنها وغدا ستخبرنا الشرطة اذا ما توصلت لشئ .))

ثم انسحب مسرعا دون ان يضيف شئ اخر الي غرفته صافقا بابها بقوة خلفه ليزداد نحيب والدته واخواته بينما معتز يحاول ان يفكر لربما يتوصل لحل ولكن الضغط العصبي الموضوع فيه لا يسعفه ليصل لاي شئ يتذكر حديثه مع مي علي مدار الايام القليلة الماضية وكيف كانت سعيدة بزواج ملاك وبشفائه فلا يمكنها ان تحزن عائلتها وتهرب هكذا دون سبب وجيه ففارس لم يرفض زواجها لتهرب مع من تحب كل ما في الامر انه اجل الامر حتي يمر زفاف ملاك وقد مرت فترة علي حديثها هذا مع فارس فلما الان قد تقرر الهرب  ..

في الصباح فتحت جفنيها بتثاقل تأخذ نفسا عميقا ثم سرعان ما بترته حينما شعرت بجسد دافئ يحتضنها وانفاسه الساخنة تلفح خدها وعنقها المقابل له اختض جسدها وهي تعتدل جالسة تنظر اليه لتجده مستيقظا ينظر اليها بحب خالص فوقفت عن الفراش وهي تقول بإعياء وقد بدات ضربات قلبها في التصاعد 

(( ما الذي حدث .))

اجابها وهو يترجل عن الفراش بإنزعاج 

(( لا تقلقي لم يحدث شئ بعد فكل ما في الامر انني اردت ان اغفو بجوارك .))

هتفت به مي بإعتراض 

(( كيف لم يحدث شئ بعد ما الذي تقصده بحديثك هذا اريد العودة لمنزلي الان .))

وقف يناظرها ثم هتف بها بجدية 

(( لا لن تذهبي لمنزلك لا الان ولا فيما بعد فأنتي منذ اليوم صرتي من ممتلكاتي .))

ضحكت بسخريه ثم قالت بحزم لا يحمل المرح 

(( كيف تجرأت واختطفتني من اين اتت لك الجرأة لتتحدث بتلك الطريقة معي فأنا لست سلعة تباع وتشتري لاكون ملكا لاحد .))

غمغم حانقا 

(( بلا انتظري وسترين ما سيحدث .))

بدأت مي تشعر بالخوف منه ومن حديثه المبطن فهمست بصوت خائف مسموع 

(( ما الذي تريده مني لما لا تتركني اذهب وتحل مشاكلك بعيدا عني .))

تنهد ببؤس ثم قال 

(( ما اريده ستعرفينه فيما بعد فلما التسرع لا تقلقي حبيبتي فأنا لن اؤذيك .))

تغرغرت الدموع بعيني مي ولكنه لم يعيرها اهتمام والتفت متجها ناحية المرحاض وهو يدندن بملامح جامدة غريبة لا تشعر من يراه برأفة قلب ولا استسلام وكأن شئ لم يكن  ..

قطع عليهما النقاش مالك بصوته الرجولي الخشن 

(( لقد تأخرنا .))

تغضن حبي والدته بغضب وطالعت مالك جامد الملامح ومشدود التعابير معترضة 

(( تأخرتما علي ماذا لن يخرج احدا منكما لقد تزوجتما بالامس هل مللت بتلك السرعة .))

اعترض مالك قائلا 

(( أمي ارجوكي يكفي لا تتدخلي بيني وبين زوجتي  .))

بينما استهجن والده مما تقوله زوجته فقال

((  متي تنوي أن تتركيه علي راحته .))

ليقول مالك بعد ان زفر عدة انفاس كانت تجيش في صدره موجها حديثه لوالده 

(( ابي سأذهب لمنزل ملاك لاوصلها اولا ثم اذهب للقسم فأختها قد اختطفت بالامس .))

اتسعت عينا والدته واستدارات براسها تنظر من فوق كتف مالك لملاك الواقفة خلفه لتقول بنزق 

(( أرايت العائلة التي ناسبتها منذ اول يوم ومشاكلهم تلاحقنا اخبرتك مرار بأن تثني عن تلك الزيجة ولكنك لم تستمع لرايي .))

بهتت ملامح ملاك وراحت في قوقعة شرودها وكأنها تلقت صفعة خيبة لتضاف لخيبات أخري ما لبثت ان تتجاوزها وتبدا من جديد مع شخص يحبها كمالك ولكنها استجمعت رباطة جأشها وهي تري غضب زوجها وهو يهتف بها 

(( أمي قلت يكفي لما مازلتي مصرة علي تمزيق قلبي بحديثك  .))

طالعته بعدم استعاب بينما ضيق والده عينيه شاردا للحظات قبل ان يتسأل بتعجب 

(( كيف ومتي حدث ذلك .))

تطلع مالك ناحية والده ثم قال بهدوء 

(( حدث بالامس بعد انتهاء حفل الزفاف اتصل فارس كي يخبرني بالامر ويطلب ان اساعده في العثور عليها .))

نكس والده راسه بحزن علي مي وعم الصمت  المشحون في ارجاء المكان للحظات طويلة اخري قبل ان يكسره والده قائلا بلا أي مقدمات 

(( لما مازلت واقفا عندك خذ زوجتك واذهب لتكن بجانب عائلتها في تلك الازمة .))

ثم اكمل حديثه وهو ينظر لملاك موجها حديثه لها قائلا 

(( لا تقلقي يا بنتي ستجدونها بخير حال .))

اومات له ملاك بإمتنان فالتفت مالك وامسك بكفها واخد يخطؤ لخازج الفيلا بينما تحدث والده بغضب يأنب زوجته ويؤبخها قائلا بصرامة

(( لما مازلتي مصرة علي اظهار ابنك وكانه مازال طفلا الفتاة جميلة وعلي خلق ويكفي بأنه يحبها ويريده فلما تتحدثين امامها بتلك الطريقة عن عائلتها اي شخص معرض ليمر بأزمة عليكي ان تشجعي ابنك ليساعد غيره اذا كان بإستطاعته ذلك لا ان توبخيه وتأنبيه امام زوجته وكأنه طفلا اخطأ وعليكي توجيه .))

اعترضت علي حديث زوجها وقالت بتلعثم 

(( صدقني لم اقصد ذلك كل ما في لامر انني انصدمت ولا اريد لابني ان يحرج نفسه ويفعل شيئا قد ياذيه في عمله فلم انتبه لحديثي ن الفتاة وعائلتها اعتذر منك واعدك بانني لن اكررها وساتركه يتعامل معها كما يشاء .))  

قلب زوجها عينيه غير مصدقا ما تعده به زوجته فهي لم ولن تتقبل ملاك مادامت من طبقة فقيرة..

وصلت ملاك لمنزل عائلتها ليوقفها جيرانها يباركن لها علي زواجها ثم يسألونها عن ما ان توصلوا لاية اخبار عن مي استاذنت منهم ملاك وتحركت للداخل لتري عائلتها فوقفت تطرق علي الباب بقوه وتضع اصبعها علي الجرس لتفتح لها نورين وما ان رائتها حتي ارتمت في داخل احضانه تبكي وتسالها عن والدتها لتخبرها نورين بانها في غرفتها لم تخرج منها ولم تذق طعم الزاد ولا تكف عن البكاء والدعاء تركتها ملاك واتجهت لتذهب لغرفة والدته لاراه ولكن اوقفها صوت فارس الذي نادي بإسمها بصوت مرتفع فألتفتت تنظر بإتجاهه ليقطع الخطوات الفاصلة بينهما وامسكها من معصمها بقوة يجرها خلفه ناحية غرفته فدخل وادخلها معه واوصد الباب جيدا بالمفتاح لتنظر اليه ملاك بغير فهم وما سبب ما يفعله لتتضايق ملامح ملاك ولكنها اكتفت بالصمت تنتظر منه ان يتحدث ليها فارس بإستهجان 

(( مع من هربت مي .))

صدمت من سواله ولكنها اجابته ببساطة 

(( متاكدة بان مي لن تهرب .))

انكمشت ملامح فارس بعبوس ثم قال وكانه يبصق الكلمات 

(( تعلمين شئ لا اعلمه اخبريني ولا تكذبي في حرف من ذلك الشاب الذي أخبرتني مي بانه يريد القدوم للزواج منها.))

نظرت اليه بتردد ولكن حثها فارس بإماءة خفيفة من راسه لتخبره فقالت بعينين دامعتين 

(( ذلك الشاب الذي اخبرتك عنه يكون مديرها بالشركة .))

انحسرت ملامح فارس عما كانت عليه ثم قال بسرعة 

(( اعطني عنوان الشركة فأنا لا اتذكره .))

املت عليه ملاك عنوان الشركة واسم مديرها ليسرع فارس مغادرا للمنزل ..

 •تابع الفصل التالي "رواية ذلك هو قدري" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent