رواية عشق الصقر الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم سارة حسن
الثالث والعشرون
عشق الصقر
ارتكزت عيناه علي والده ، و كتفه الملتف بالشاش الطبي راقدآ علي فراش المشفي.
بعد ما استطاع كامل بصعوبة الاتصال بولده حتي ينقذه وهو علي وشك الموت، لم يستغرق عيد الكثير من الوقت و كان والده يستند عليه حتي وصلوا للمشفي، رغم ريبة عيد و قلقه و فضوله لم يتحدث، حتي بعد ما استمع الاقوال والده انهم احدي قطاع الطرق ما تسببوا بأصابته، آثر الصمت حتي اصبحوا بمفردهم.
و للغرابه لم يخفي كامل عن ولده شئ، الذي شحب وجهه و كأن دلو ماء مثلج وقع علي راسه.
اتجه عيد للباب ووقال لوالده : تخرج من المستشفي بالسلامه و مالناش قعاد في البلد هنا
اوما له كامل بتعب و قال : عارف اني غلط و حاولت اصلح غلطي ده، بس
التفت له عيد مؤنبآ: غلطك كبير اوي يابا
قال كامل بتقرير: سعاد ماكنتش هاتمش غير بالدم
_ انتو الاثنين غلطانين، الشرف مايتدايسش عليه
تسائل كامل بقلق: انت رايح فين
تنهد بثقل و قال :رايح لصقر، راييح الحق اوقف مجزرة تانيه هاتحصل
هتف والده قائلا:بعد اللي عمله معاك
_ اللي عمله انا استاهله، و القلم لو كنت اخدته منك انت من زمان، كنت اتعلمت جبر خاطر الغلابه
ثم خرج من المشفي عازمآ علي اخبار صقر بكل ما انتواه مجد، ربما تأخر قليلا و لكن وقت التنفيذ لم يأتي بعد. ..
،،،،،،،،،،،،،،،
لم يتبقي علي عقد القران سوي يوم واحد، و دار الجارحي اصبحت كاخليه النحل، لتجهيز حفل يليق بأبناء عائله الجارحي و كبيرهم مستقبلا.
لم تخفي زهرة سعادتها و هي تدور هنا و هناك فقالت كارما : يا بنتي اهدي بقي شويه
اجابتها زهرة باعين متلهفه : فرحانه. فرحانه اوي يا كارما، حاسه اني بحلم
شاكستها كارما قائله: طبعا، ما هو حبيبب القلب ، الله يرحم النظرات و وقفه الشباك
القت عليها الوساده و جلست قبالتها قائله : هو انتي مش فرحانه يا كارما
ابتسمت بحالميه و شغف : احساس غريب يا زهرة، ملغبطني و موترني كده، بس كل ما اشوفوا بحس اني مبسوطه و متحمسه كده
صفقت زهرة بيديها و قالت مهلله: اخويا ده مش سهل يا جدعان اانا عارفه
،،،،،،،،،،،،،،،،
اندفع عيد متجهآ لصقر، انتبه له صقر ظانآ انه أتي للمباركه، لكن ملامح عيد المتهجمه اثارت ريبه صقر.
لم ينتظر عيد المزيد من إهدار الوقت، يكفي الوقت الذي قضاه ملازمآ والده في المشفي.
وقف عيد قبالته و القي علي مسامعه ما جعل الدماء تقف في عروقه.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
قطعت الخادمه حديثهم و قالت لكارما : صقر بيه عايزك تحت يا ست كارما
كارما باستغراب : تحت فين
اجابتها الخادمة : عند الباب الوراني
هتفت زهره بشقاوه : ماشي ياعم ماشيه معاكي، ايييه تيحي بالسلامه ياكيمو
اخرجت لها كارما لسانها و ركضت لاسفل تبحث عنه، لم تجده في االفناء الخلفي للدار، فا فتحت بوابته و التفتت الجهتين و لم تجد له آثر.
استدارت لتعود للداخل ، شهقت واضعه يدها علي صدرها هاتفه : مجد
بادلها بتلك الابتسامه السخيفة قائلا: يا احلي اسم سمعته في حياتي
تحركت خطوتين لتتخطاه، لكنه وقف امامه و حاصرها قائلا : رايحه فين، مش تشوفي هديتك يا عروسه
ااقي بوجهها رذاذا من تلك الزجاجه المخدرة، جعلت رأسها تتثاقل رغم محاولتها لتبقي واعيه، خوفا من خطر محيط بها، لم تستغرق الكثير و اصبحت بين يديه غائبة عن الوعي .
،،،،،،،،،،
بخطوات راكضه لداخل الدار كان صقر ينادي بصوتآ جهوريا عليها، تجمع كل من في البيت متسائلا و من بينهم زهرة، التي قالت باندهاش: انت بعت لها ام محروس تبللغها انك مستنيها في الجنينه اللي وراه.
لم يقف لثانيه اخري و ركض للخارج متمنيآ انه لم يفوت الاوان.
اتسعت عينيه و هو يري مجد يحملها بين ذراعيه لسيارته و انطلق بها بسرعه عاليه ، حتي خلف من وارءه غبار كثيف لا تري يدك من قوته.
ارتسم علي وجهه ضحكه شامته، و نظرة عليها من الخلف و عينيه تحمل من الانتصار ما يعزز شعورة بالنشوة، راسما احلامآ للحصول عليها.
سيستمتع بها علي مهل ، سيجعله يتجرع ظنونه عن ما سيفعله بها ببطئ، سيعمل علي ان يجعل كرامته فتات علي الارض.
اندفع فجاءة للامام بقوة حتي اصطدمت رأسه بالمقود ، نظر في المراه و برزت عروقه و ازدادت سرعته هروبآ من صقر الذي لحقه، يعرف و يدرك جيدا انه لو اصبح في قبضته لن ينقذة احد من براثنه...
اشتدت يديه علي المقود، عينيه حمراء كالدم و عروق رقبته تكاد تنفجر من شده غضبه ، هادرآ من بين اسنانه : هاطلع روحك في ايدي يابن ال###
اصدم بسيارة مجد من الخلف بقوة ليجبرة علي التوقف، لكن الاخر يحاول تفاديها ، يسرع للهروب و لكن صقر باغته بضربه اخري بجانبه و اخرج سلاحه منتظرا استخدامه في الوقت المناسب.
مر وقت ليس بالقصير علي تلك المطارده العنيفه ، صوب صقر سلاحه بمهارة و اطلق عدة طلقات على سيارته من الخلف و باغته بصدمه مفاجأة جعلته يصطدم في جدار منزل قديم و انقلبت سيارة صقر علي جانبها .
عم الهدوء المكان بعد ذلك الاصطدام،
خرج صقر من سيارته ببطئ متحاملآ علي نفسه من شده الالآم ، فتح باب سيارة مجد الفاقد لوعيه و تنزف رأسه الدماء و جذبه علي الارض بقوة اسفل قدمه بعنف ، ثم استدار لكارما المازلت في غيمتها السوداء، احاط وجهها البارد بين يديه و عينيه تتفحص كل إنش بها، لم تخلوا ايضا من الاصابات من الاصطدامات التي حدثت، فاذلك الجرح بجبينها ينبئه انه سيحتاج لعدة غرز .
وضع رأسه علي جبينها أخذآ انفاسه بصعوبة، يتمتم بالحمد انها مازلت معه و كل شئ من بعد ذلك يهون.
توقفت عدة سيارات ، من بينهم عيد الذي ركض علي صقر بعد رأي بعينيها إنقلاب سيارته و تهشم سيارة مجد، قائلا بقلق: صقر انت كويس
اوما له برأسه و نزلوا رجال صقر من سيارتهم بأسلحتهم و حاوطوا سيارة مجد،
فقال عيد مجددا: يالا علي المستشفي احسن
نظر صقر لرجاله قائلا بعينين مشتعلتين: خدوا ال ## علي المخزن مش عايزة يغيب عن عنيكم لحظه
نفذوا الامر علي الفور، انتشلوة من علي الارض و القوه في سيارتهم .
مسح صقر علي وجهها و وضع يده اسفل رأسها و الاخري تحت ركبتيها ، و بصعوبة متجاهلآ آلم كتفه، حملها و شدد عليها بين احضانه ليؤكد لنفسه انها بين يديه، اتجه لسيارة عيد الذي فتح له الباب و قاده للمشفي.
و عينيه لا تفارق تلك الغائبه عن الوعي غير مدركه بذلك الذي اقام حرب فقد من اجلها.
،،،،،،،،،،،،،،
وصل الخبر لبيت الجارحي علي الفور ، ضربت أمل علي وجهها صارخه : ابني يا رحيم
هتف بها و هو متجهآ لاسفل رغم القلق الذي يعتريه : خير يا أمل ان شاء الله
لم تخرج كلمه واحده من سعاد المشاهده بصمت و كأنها تبلدت، بينما تمنت ايناس ان تزف غريمتها للموت بدلا من العرس.
ركضت من خلفه كل من أمل و زهرة الباكية : طمني عليهم يا بابا والنبي
وقف رحيم عندما قابل عتمان بوجهه قائلا بصلابة رغم قلقه : مش عايز حد يعلم بحاجه
_ حاضر يا حاج
،،،،،،،،،،،،،،،
خرج الطبيب من غرفه الكشف قائلا بتقرير: الاصابات مش خطيرة، مجرد كدمات و غرزتين في جبينها ، و هي بدءت تفوق من المخدر
تنفس الصعداء و بدء في التقاط انفاسه ، قال الطبيب : لازم كتفك يطرد ماينفعش يفضل مخلوع طول الوقت ده
اجابه صقر قائلا: عايز اشوفها
نفي الطبيب و قال : مش هاتدخل غير لما اشوف كتفك الاول
أيده عيد و قال : خلينا نطمن عليك انت كمان يا صقر
امتثل لهم و و عملو له اللازم ، حتي اثار استغراب الطبيب انه حتي لم يحتاج لبنج موضعي ،متحملا الالم بصمت ، و لكن في الحقيقه عقله كان في مكان آخر .
تفاجئ بدخول والده و جده ، انسحب عيد فور قدومهم ، و طمئنهم صقر ببعض الكلمات.
هتف به عتمان متسائلا : انت كويس يا صقر، حفيدتي فين حصلها ايه
اجابه صقر مطمئنا: كارما بخير يا جدي، ماحدش قدر يمس شعره منها
وضع يده علي كتفه السليم قائلا بقلق :ايه اللي بيدور يا صقر
اجابه صقر بأعينين مشتعلتين: جه علي اللي يخصني يا جدي ، عارف اني مش هايكفيني دمه و برضو عملها
صمت عتمان لبرهه مدركآ ان ما من شئ سيردعه عن ما ينتويه، و ان مجد تخطي كل الخطوط الحمراء ، تحدث بهدوء لحفيده بقلق : اوعي لحالك يابني، اوعي غضبك يخسرك انك تبعد عن عيلتك و حبايبك، خايف عليك تتهور
لم يجيب عليه صقر و انما قال مبتعدا: هادخل اطمن علي كارما
، ،،،،،،،،،،،،،،،،
دخل غرفتها بهدوء و جلس علي مقعد امام فراشها ، لم يتفوه بشئ ، فقط ينظر اليها و هي كذلك، تري في عينيه خوفه عليها و ايضآ غضب مكبوت، لا تعرف كل التفاصيل للان، كل ما همها فور ان استيقظت ان تبحث عنه، طالما هو في محيطها يعني انها بأمان.
تسائلت كارما و قالت : انت كويس
_طول مانا شايفك قدامي اكيد كويس
اجابته و عينيها علي ذراعه المعلق علي صدره : بيوجعك مش كده
ارتسمت بسمه بسيطه علي ثغرة مجيبآ: مافيش حاجه توجعني غيرك يا كارما
اهدته تلك البسمه الحانيه الرقيقه: انت عارف رغم خوفي ، بس كنت عارفه انك هاتلحقني، انا بطمن طول ماانت موجود حواليا ، اول مافوقت و عرفت انك واقف برة هديت ، كل حاجه مش مهمه، المهم انك معايا
خفق قلبه من كلماتها الغاليه التي تفوهت بها دفعه واحده ، اثلجت صدرة و هدءت من ضيقه
استقام و مال مقبلا رأسها فوق حجابها و قال صقر بخفوت : طول مافيا نفس محدش يقدر يمس طرفك
، ده انتي كارما الجارحي و هاتبقي مرات صقر الجارحي
خجلت من لقبها الجديد و ابتسم لتلك الحمره التي غزت وجنتيها بعد شحوبهما.
تركها بعد ان ابلغها بوجود جده ووالده ، والده الذي استوقفه متسائلا : رايح فين يابني ، استهدي بالله يا صقر و حقنا هانجيبه.
اجابه صقر بغضب مكتوم : مش هاسيب حقي و حق كارما ، هاحاسبه علي اللي عمله و اللي كان ناوي يعمله، هاخليه يبكي زي النسوان طالب رحمتي و مش هاينولها ...
يتبع....
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عشق الصقر ) اسم الرواية