Ads by Google X

رواية حب رحيم الفصل الخامس و العشرون 25 - بقلم سمر عمر

الصفحة الرئيسية

   

 رواية حب رحيم الفصل الخامس و العشرون 25 -  بقلم سمر عمر

 
.......
" حب رحيم الجزء الثاني..." 
المشهد " 25".. 
" حب الندى.." 
" كم مضى من وقت؟.. ثوان؟ دقائق؟ أيام شهور سنين؟.. لا يفرق معي طالما قلبي مازال غريق في عشق قطرة الندى خاصته.. وفي كل ثانية تمضي أعشقك أكثر.."  
ابتسمت بعد أن قرأت رسالته الصباحية التي يتركها أعلى المنضدة المجاورة للفراش كعادته يوميًا.. دائمًا ما يخطف روحها بكلماته كما أنه يهوس عقلها بحروف العشق خاصته.. وتجد نفسها تذوب عندما تستمع إلى نبرة صوته المميزة عندما يتحدث بأقوى كلمات الحب الذي يليق بها وهي بين أضلاعه.. 
فاقت من شرودها عندما وقفت صغيرتها الجميلة التي تشبه أباها في كل شيء داخل فراشها الصغير وأصدرت صوتًا طفوليًا ينطق بكلمة " ماما" وتدعى آسيا.. تركت الجواب جانبًا لتحملها وأخرجتها من الفراش وبدأت تلعب معها بمرح .. صدح صوت الهاتف باسم عشق الروح.. مدت يدها وأخذته من أعلى المنضدة وابتسمت فور رؤيتها لأسمه وأجابت عليه فورًا.. 
-صباح الندى 
ميلت برأسها جانبًا وردت بنبرة شقية :
-صباح الرحيم 
-بيعشق صوتك وعطرك 
-هو مين ده؟! 
-رحيم يا حب رحيم
اتسعت ابتسامتها وتحدثت معه لدقائق مليئة بالضحك والمشاكسة ثم أنهت معه المكالمة لتحتضن الهاتف بشدة ثم وضعته جانبًا.. وحملت الصغيرة بعد إكمال طعامها ونهضت عن الفراش وهمت بالذهاب إلى الحمام لكن دق الباب.. 
-ندى ممكن أدخل 
-لحظة واحده يا روحي 
وضعت الصغيرة على الفراش وارتدت الروب فوق المنامة وأحمكته جيدًا ثم حملت الصغيرة من جديد وهي تأذن بالدخول.. أدارت مقبض الباب ودخلت مغلقة الباب خلفها ثم ركضت إلى ندى.. وبعد تبادل السلام بينهم دلفا إلى المرحاض و وضعت آسيا في حوض الاستحمام الخاص بها وساعدتها أشرقت في حمام أختها الصغيرة.. 
بعد مدة من الزمن.. 
اجتمعوا حول مائدة الإفطار و وضعت آسيا على المقعد المخصص للأطفال وبدأت في إطعامها.. وانتقلت ببصرها بين كلا من ريان وأشرقت وانتبهت إلى شرود ريان الذي يعاني دائمًا بمشاكل في الدراسة.. تساءلت بود :
-ريان مالك؟ 
تطلع إليها بتذمر طفولي وقال بحزن :
-الدراسة هتبدأ بكرا 
ندى بمرح كبير :
-الله الدراسة هتبدأ بكرا.. انا كنت بعشق أول يوم مدرسة 
-بس أنا مش بعشق اول يوم مدرسة ومش بحب المدرسة 
ثم نهض عن المقعد وركض إلى حديقة المنزل تحت أنظار ندى الحزينة.. حاولت معه كثيرًا أن تجعله يحب الدراسة لكنها فشلت.. نظرت أشرقت إليها بحزن بعد أن انتهت من الطعام لتنتبه ندى من نظراتها وتساءلت بهدوء :
-في حد بيضايق ريان في المدرسة؟! 
-لاء.. بس هو مش بيحب يقعد مع حد 
أومأت بتفهم ثم تركت آسيا معها وبدأت في ترتيب مكان الإفطار وبعدها خرجت إلى الحديقة وجلست على الاريكة تراقب الأطفال.. لكن كل تركيزها مع ريان الذي يرتب المكعبات.. تنهدت بعمق ثم نهضت عن الاريكة متجه نحوه وجلست أمامه وبدأت تساعده في ترتيب المكعبات.. 
كان يرمقها من حين لآخر يود أن يقول لها شيئًا لكنه متردد.. رمقته بنظرة طويلة لترى عيناه التي نظرت إليها لكن سرعان ما أشاح بوجه بعيدًا فابتسمت بود قائلة وهي ترتب المكعبات : 
-أيه رأيك ناخد اجازة بكرة من المدرسة 
نظر إليها بلهفة واتسعت إبتسامته ثم نهض عن الأرض متجهًا إليها واحتضنها فبادلته بالعناق واستمعت إلى كلماته :
-شكرًا يا ندى 
-العفو لكن اتمنى ماتخدش على كده 
قالت آخر كلماتها بمرح فوافق فورًا.. اتسعت إبتسامتها وقبلته على وجنته وشددت في احتضانه فشعر بالأمان والحنان التي أخذته والدته عندما تركته.. 
بعد مدة من الزمن.. 
دق جرس الباب فاتجهت نحو الباب وفتحت إياه لترى بالون على شكل قلب.. قرأت الكلمات المكتوبة عليها بعينيها والتي تحمل " في حب الندى أنا غريق.." اتسعت إبتسامتها وخرجت لتراه يقف خلف الباب.. نظر إليها قاطب  جبينه فوقفت أمامه وقالت بعد أن أطرقت عينيها :
-في حب رحيم أنا انبض 
احتضنها بكلتا يديه يقبلها على خصل شعرها عدة قبلات حانية ثم تنهد بعمق وقال بنبرة صادقة :
-وحشتيني يا ندى.. أنا كرهت الشغل علشان بيخدني منك 
رفعت رأسها إليه وقالت بمرح :
-وأنا كمان وبكرهه النوم كمان.. 
ثم أردفت بهدوء :
-اللي ببصبرني على كل ده وجودك 
احتضن وجنتيها براحتي يديه.. تأمل بنيتها التي تشبه وجهه قهوته بسوداويته الثابتة الحادة والعاشقة وقال بنبرة حب منبعثة من بين أوردت قلبه إلى شفتيه :
- ليتك ترين نفسك بعيوني لكنتِ رأيت نفسك فوق جميع النساء 
اتسعت ابتسامتها وتحدثت بنبرة تمني :
-نفسي أعرف أقول كلام حلو زي ده 
-ماينفعش.. عشان الحلو مايقولش كلام حلو.. أنا كفاية أشوف عيونك
ثم أطبق شفتيه على جبينها بحنان ثم دلفا إلى الداخل معًا بعد أن أخذت ندى البالون.. وضعت البالون جانبًا في حين اتجه رحيم نحو الدرج.. نظرت إليه وقالت :
-رحيم عدي على ريان وأشرقت وحمسهم للدراسة 
كان التفت إليها منتبهًا لحديثها ثم التفت متابعًا صعود الدرجات بعد أن أومأ بالإيجاب.. دلفت إلى المطبخ وبدأت في تحضير الطعام لتأتي أشرقت بعد لحظات وساعدتها في وضع أطباق الطعام أعلى الطاولة..
" صباح اليوم التالي.." 
دخلت غرفة أشرقت وأخذت توقظها بهدوء وتحمسها بأول يوم دراسة.. بالفعل استيقظت فأخذتها إلى المرحاض الملحق بالغرفة ووضعت بعض الماء على وجهها.. ثم تركتها وهبطت إلى الطابق السفلي من ثم إلى المطبخ كي تحضر الافطار وقامت بتحضير صندوق الطعام الخاص بـ أشرقت.. 
أخذت الصندوق وعادت إليها كي تضعه داخل حقيبة المدرسة.. ثم ساعدتها في ارتداء زي المدرسة ورفعت شعرها المجعد قليلًا على هيئة ذيل حصان.. ساعدتها في ارتداء الحقيبة على ظهرها وأيضًا الحذاء ثم قبلتها على وجنتها ومسكت بكفها.. 
هبطا إلى الطابق السفلي من ثم إلى غرفة السفرة وندى تقول بود :
-أشرقت خلي بالك من نفسك وكلي السندوتشات 
-حاضر بس انا مش جعانه دلوقت 
عند دخولها سحبت لها مقعدًا لتجلس عليه وجلست على المقعد المجاور لها قائلة :
-لازم حبيبتي علشان تبقي قوية وتعرفي تركزي
ثم وضعت أمامها طبق السندوتشات وكوب اللبن.. ظلت معها حتى تناولت القليل من الطعام وكوب اللبن.. وبعد دقائق قليلة استمعا إلى بوق الحافلة الخاصة بالمدرسة.. أخذتها إلى المرحاض سريعًا كي تغسل فاها ثم ركض الإثنان إلى الخارج.. احتضنتها ندى بشده وقبلتها على جانب رأسها ثم تركتها تستقل الحافلة.. انتظرت حتى اختفت الحافلة من أمام عينيها ثم عادت إلى الداخل.. 
دلفت إلى الغرفة وهي تتأوب وأراحت جسدها على الفراش تنظر إلى السقف.. ثم أدارت رأسها ناحية رحيم فاستقلت على جنبها اليمين.. أخذت تتأمله بعشق واضح حتى لامعت عيناها من كثرة عشقها له.. وضعت كفها على وجنته لتشعر بنعومة لحيته السوداء.. 
رفع كفه ليضع راحته أعلى كفها وسحبه إلى حيث شفتيه وطبع عدة قبلات حانية عليه.. أطرقت عينيها وقبل أن يفتح عيناه خبأت وجهها في صدره.. احتضنها بكلتا ذراعيه كي يحتضنها أكثر وبعد تبادل صباح الحب بينهم تساءل :
-حبيبي صاحي بدري ليه؟.. 
همت أن تجيب عليه لكن سبقها :
-أه صح افتكرت أن الندى ضروري يصحى من بدري علشان يزين الورود 
اتسعت ابتسامتها وشددت في احتضانه وقالت بمشاكسة :
-مش كل يوم تنسى بقى لو سمحت 
ابتعد عنها قليلًا لينظر إليها ليرى كم هي خجولة عندما يغازلها بعينيه وكلماته التي تهوس عقلها.. كما أن قلبه يرتجف من كثرة عشقه لملامحها الصغيرة عندما تخجل.. ثم مسك بذقنها كي يرفع رأسها إليه ليأخذ قبلة الصباح من ثغرها الصغير ليبتعد عنها بعد لحظات وقال مبتسمًا :
-أخدت حصة الصباح من الندى 
-الندى كله ملكك 
قالتها بنبرة خجولة ومازالت محافظة على ألا تنظر إلى سوداويته لكونها تخجل منها.. ابتسمت عيناه وأطبق شفتيه على جبينها بحنان في نفس الوقت استيقظت طفلتهم.. نظر تجاه الفراش رآها وقفت وخرجت إلى الفراش.. مد يده ليمسك يدها الصغيرة وجعلها تجلس بينهم وقبلها على وجنتها وقال وهو ينتقل بسوداويته بين كلًا من ندى وطفلته :
-أجمل صباح في حياتي.. الندى وجزء صغير من الندى 
-ده أجمل حاجة حصلت إنها أخدت عيونك.. لما بتوحشني بفضل أتأمل عيون آسيا  
-بحبك 
قالها ببحة صوته الرجولية فخطف قلبها فورًا فقال تلك الكلمة دون سابق إنذار.. أطرقت عينيها وهمست بنبرة رقيقة :
-بحبك أكتر 
" مساء اليوم.." 
دخلت غرفة المكتب بعد أن دقت الباب ووضعت فنجان القهوة أعلى المكتب.. ثم نظرت إليه مبتسمة قائلة :
-القهوة مستر رحيم 
نهض عن المقعد متجه نحوها فاتبعته بمقلتيها حتى وقف أمامها وقال ببحة صوته الرجولية :
-قهوتك دي بتنسيني همي
رفعت عينيها إليه وتساءلت في توجس :
-همك؟.. وانت شايل هم إيه؟ 
مسك بذراعيها مبتسم العينين لتجعله أكثر وسامة كما أنه يهوس عقلها بتلك الابتسامة وقال بهدوء كي يطمئنها :
-مشاكل بسيطة في الشغل يا حبيبي 
طبع قبلة حانية على جبينها ثم استند بجبينه على جبينها وهم أن يتحدث لكنها سبقته قائلة :
-في حاجة بسيطة عجبتني جبتهالك.. لحظة هجيبها 
تركته وركضت إلى الخارج فاتسعت ابتسامته مستندًا بظهره إلى المكتب.. انتظرها وما هي إلا دقائق قليلة وعادت إليه ووقفت أمامه تطلع إليه بشغف ومدت يدها بعلبة مستطيلة.. قام بفتحها ليرى قلم من الفضة فأخذه والتفت إلى المكتب وكتب به على ورقة فارغة كلمات تحمل " فتاة رائعة خطفت عقلي أغرقتني بقطرة الندى خاصتها وجلبت لي أفضل هدية على الإطلاق.. أحبك ندى.." 
رفع الورقة والتفت إليها كي يعطيها الورقة فأخذتها لتفحص كلماته بعينيها فقال مبتسمًا :
-القلم ده كنز ومكانه الصحيح في قلبي 
احاطت خصره بذراعيها مستنده برأسها على صدره الصلب.. أطبق ذراعيه عليها يحتضنها بشدة كي تشعر بالأمان.. دائمًا ما تجد الراحة والأمان بين ذراعيه ونبضات قلبه التي تنبض بها ولها تصل إلى مسامع آذنيها.. فتبتسم وتخبر نفسها بأنها كم تعشق نبضات قلبه الحانية وتجد الأمان بين كل نبضة وأخرى.. 
ثم تركته بعد أن طبعت قبلة رقيقة على وجنته وخرجت مغلقة الباب خلفها تاركة إياه يتابع عمله.. جلست على الاريكة كي تساعد أشرقت في تغليف الدفاتر الدراسية وتزينها بشكل مميز ورائع.. وبعد دقائق صدح صوت الجرس في جميع أنحاء المنزل.. 
تركت ما في يدها ونهضت متجه صوب الباب.. عند وصولها فتحت إياه لترى رنا شقيقة رحيم.. ابتسمت لها بود واحتضنتها وهم يتبادلون بالسلام.. ثم ابتعدت عنها كي تدخل ساحبة الحقيبة خلفها فأغلقت الأخيرة الباب ولحقت بها.. 
جلست على الاريكة تضم أشرقت إليها بشدة معبرة لها عن مدى اشتياقها لها.. جلست ندى على المقعد المجاور للأريكة وقالت مبتسمة :
-البيت نور بوجودك 
-تسلمي يا ندى.. انا جايه اقعد معاكم يومين 
-نتشرف بيكي يا أستاذة رنا 
قالت كلماتها بود ثم أكملت ترتيب الدفاتر فتساءلت بفضول :
-بتعملوا ايه؟! 
ردت الصغيرة بابتسامة واسعة :
-بنزين دفاتر المدرسة 
-وريان مش بينظم حاجته ليه؟! 
نظرت ندى إليها واجابت بهدوء :
-ريان رفض يروح أول يوم 
حملقت بها في دهشة قائلة :
-وبكل بساطة كده وافقتي 
-لاء خالص.. أنا حاولت أقنعه هو رفض وطبعًا مش حابه أغصبه على حاجة 
رنا بتذمر شديد وواضح :
-مفيش حاجة اسمها غصب.. الدراسة دي أمر ولازم يروح.. 
ثم تساءلت بذات التذمر والغضب :
-لو ابنك كنتِ هتوافقي بسهولة كده مايروحش أول يوم دراسة؟! 
حدقت بها في دهشة كبيرة.. فمنذ متى وهي تفرق في المعاملة بينهم وبين ابنتها.. وذلك السؤال صدمها حقًا كما أنها انتبهت من أشرقت التي تحملق في عمتها لكونها تستمع إلى تلك المقارنة للمرة الأولى.. 
-أشرقت يلا على أوضتك وأنا هرتب بقيت الدفاتر 
قالت ندى كلماتها بهدوء على عكس الغضب القاطن داخلها لتنفذ الصغيرة أمرها وركضت إلى الدرج ثم صعدت إلى الطابق العلوي تحت أنظار ندى.. ثم أدارت رأسها ناحية رنا وقالت بهدوء مصطنع :
-من أول يوم شوفت فيه الأولاد وانا بحبهم من كل قلبي.. وبإذن الله هعاملهم نفس معاملتي لبنتي لأنهم ولادي 
نظرت إلى الأمام قائلة بحنق :
-مش واضح 
جزت أسنانها بغيظ لكن سرعان ما امتصت غضبها وبدأت في ترتيب الدفاتر ونظمت لها أيضاً جدول اليوم التالي.. بينما نهضت رنا عن الاريكة وصعدت إلى الطابق العلوي ساحبة الحقيبة خلفها.. فرفعت ندى عينيها إليها ترميها بنظرة عتاب وتوجس.. خائفة من أن تتحدث عن تلك المقارنة ثانية أمام الصغار لتزرع في قلوبهم غيرة من أختهم الصغيرة.. لكنها ستعمل على ذلك وستمنع الكره أن يدخل قلوبهم 
***يتبع 


google-playkhamsatmostaqltradent