Ads by Google X

رواية حب رحيم الفصل السادس و العشرون 26 - بقلم سمر عمر

الصفحة الرئيسية

   

 رواية حب رحيم الفصل السادس و العشرون 26 -  بقلم سمر عمر


المشهد 26 " مقارنة.."
اذكروا الله يا جماعة الخير 💙..

" المشهد ٢٦.." 
" مقارنة.." 
استيقظت في الصباح الباكر وفعلت كل ما تفعله صباحًا.. لكن اليوم استيقظت آسيا فتركت الأطفال يتناولون طعام الإفطار وذهبت كي تحمم الصغيرة داخل حوض الاستحمام الخاص بها.. 
بينما هبطت رنا الدرج متجه نحو المطبخ.. لكنها توقفت عن السير عندما استمعت إلى صوت الأطفال يأتي من غرفة الطعام فغيرت مسارها صوب الغرفة.. ودلفت إلى الداخل فنظرت أشرقت إليها وقالت مبتسمة :
-صباح الخير يا عمتو 
-صباح الفل يا قلب عمتو 
ثم جلست على المقعد المجاور لها تنظر إلى المقعد الخاص بالصغيرة آسيا.. بعد دقائق قليلة جاءت ندى ووضعت الصغيرة على المقعد الخاص بها وهمت أن تتحدث لكن قالت رنا بحنق :
-ازاي تسيبي الأولاد يفطروا لوحدهم؟! 
رفعت عينيها إليها وقالت بهدوء :
-صباح الخير الأول 
زفرت بسأم قائلة :
-صباح النور.. ممكن تجاوبي على سؤالي بقى 
قالت وهي ترتب الحقائب المدرسية بعنف :
-كنت بحمي آسيا وبغير لها 
-الحمى يستنى لكن ماينفعش تسيبي الأطفال لوحدهم.. أكيد لو بنتك مش هتسبيها لوحدها 
رمتها بنظرة حادة سريعة ثم ساعدت كلًا من ريان وأشرقت على ارتداء حقيبة الظهر خاصتهم.. ثم حملت آسيا وأخذتهم إلى الخارج ووقفوا في انتظار الحافلة.. التي جاءت بعد لحظات.. طبعت قبلة على رأس أشرقت وأخرى على رأس ريان وظلت واقفة حتى اختفت الحافلة من أمام عينيها ثم دلفت إلى الداخل.. 
رأت رحيم يهبط الدرج فتقدمت نحوه ووقفت وقالت مبتسمة :
-صباح الجمال 
وقف أمامها وقال بعد أن قبلها برقة على وجنتها :
-صباح الندى 
ثم حمل صغيرته التي ابتسمت له وأخذت تعبث معه بصفعة بكفها الصغير على وجنته.. بينما قالت ندى بهدوء على عكس الغضب التي تشعر به بفضل شقيقته :
-ادخل افطر مع أختك لحد ما اعملك قهوة 
ثم تركته واتجهت نحو المطبخ فالتفت برأسه ينظر إليها.. دائمًا ما يشعر بها ليعلم أن ثمة شيء حدث.. تابع السير إلى غرفة الطعام بعد أن دخلت ندى المطبخ.. 
بدأت في تجهيز القهوة ووضعتها على النار.. وفي لحظة وجدت نفسها ترفع عينيها إلى الأمام ومقارنة رنا وكلماتها تلتفت حول عقلها.. وتساءل نفسها هل هي جاءت من أجل ان تمكث معهما لبضعة ايام ام من أجل أن تعاين معاملتها مع الأطفال وتقارن بينهم وبين ابنتها؟!.. 
كل هذا وأكثر تفكر به حتى لم تنتبه من غليان القهوة التي ارتفعت للأعلى وسقطت لتطفئ النيران.. نظرت إليه بلهفة لتخرج شهقة عالية من بين شفتيها.. في نفس الوقت دخل رحيم ووقف إلى جوارها واضعًا يده اليسار على خصرها وتساءل بلهفة :
-ايه اللي حصل؟ 
وجدت نفسها تترك العنان لدموعها أن تدفق على وجنتيها واجابت وهي تمسح آثر القهوة :
-القهوة فارت مني 
طبع قبلة حانية على جانب رأسها ثم ضمها إلى صدره قائلًا :
-فداكِ يا روحي 
مسح دموعها وقبلها ثانية على شعرها.. بينما وقفت رنا عند الباب متسائلة :
-مش هتكمل فطارك يا رحيم؟.. 
التفت إليها وهو يخبرها بأنه سيكمل طعامه ثم أخذ قارورة مياه من الثلاجة وخرج.. بدأت ندى في تحضير فنجان قهوة آخر.. قالت الأخيرة دون مقدمات :
-ندى من فضلك عاملي أشرقت وريان أحسن من كده.. اعتبريهم ولادك 
قبضت قبضتها بشدة لكنها امتصت غضبها وقالت بهدوء مصطنع :
-هما فعلًا ولادي.. أستاذة رنا حضرتك لسه جايه امبارح بس فبلاش تحكمي على معاملتي معاهم في الوقت البسيط ده 
-الوقت البسيط ده خلاني اعرف انك مش عايزه مصلحة ريان وبكل سهولة وافقتي على أنه مايروحش المدرسة.. وكمان سبتيهم يفطروا لوحدهم 
قالت آخر كلماتها بحده فأغمضت الأخيرة عينيها تتنهد بعمق وقالت كي تريح رأسها من كثرة الحديث الغير فائد :
-بإذن الله أول واخر مرة 
همت أن تتحدث لكن صدح صوت الهاتف الخاص بها فنظرت إلى شاشته لتعلم بهوية المتصل.. ثم التفتت وقالت وهي تخرج من المطبخ :
-في حاجات كتير جدًا في البيت ده لازم تتغير 
حركت مقلتيها في كلا الاتجاهين.. وتلك الكلمات التي هتفت بها للتو أخرجتها من رأسها وأكملت عملها بهدوء وراحة بال بدلًا من أن تشغل بالها عبثًا.. 
صعدت رنا إلى الطابق العلوي من ثم دلفت إلى الغرفة.. جلست على حافة الفراش بعد أن أجابت على المكالمة.. بعد تبادل السلام بينهم تساءلت جيجي بتوجس :
-متأكدة يا رنا أنهم هيحنوا لي تاني؟ 
-أه طبعًا.. المقارنة دي هتثبت لهم أن ندى مش بتحبهم زي ما بتحب بنتها 
-طيب أروح لهم المدرسة النهاردة؟ 
ردت على الفور :
-لا لا استني يومين أو أربع أيام 
تنهدت بنفاذ صبر ثم قالت بجدية :
-ورحيم هيرجع لي ازاي؟ 
-أصبري على رزقك يا جيجي.. مش هيهدى لي بال غير لما رحيم يرجعلك وعيالكم تبقى في حضنكم 
بالطابق السفلي.. 
دخلت إلى غرفة الطعام لم ترى رنا.. فابتسمت ووضعت فنجان القهوة جانبًا وطبعت قبلة رقيقة على وجنته فقطب جبينه ناظرًا إليها بطرف سوداويته.. بينما هي جلست على المقعد المجاور له وقالت مبتسمة :
-يسعد لي صباحك 
تأملها للحظات وهي تتناول الافطار بهدوء وقال في تعجب :
-إيه تقلب المزاج المفاجئ ده! 
حملقت به لتقول بعدم فهم :
-يعني ايه مش فاهمة؟ 
-كان باين عليكِ الزعل وبالك مشغول 
نظرت إلى الصغيرة المجاورة لها وقالت بهدوء حتى لا يشعر بشيء :
-لا ابدًا.. انا بس مشغولة على ريان علشان لسه عنده عقدة من المدرسة 
مسك بكفها وتشابكت أصابعهم فأدارت رأسها ناحيته بينما هو رفع يدها إلى شفتيه وطبع قبلة حانية طويلة عليها ثم تأمل عينيها وقال بتأكيد :
-متأكد إنك هتقدري تعدي بيه الأزمة دي 
اتسعت ابتسامتها تومئ بالإيجاب قائلة بصوت منخفض :
-أكيد بإذن الله 
ابتسمت عيناه كي تهوس قلبها ثم نظر إلى الأمام وبدأ يتناول القهوة.. ثبتت بندقيتها عليه لتجد شريط الذكريات يمضي من أمام عينيها.. منذ أول لقاء بينهم حتى الأن لتجد نفسها تبتسم في ذهول.. ونظرت إلى تلك القطعة الصغيرة التي انجبتها من ذلك الرجل السارق لنبضات قلبها.. ثم قبلتها على وجنتها.. 
نهض عن المقعد عقب انتهاءه من القهوة متوجهًا إلى المرحاض ودخل يغسل يداه وفاه.. ثم رفع رأسه ليرى ورقة معلقة على المرآة تحمل رسالة باللغة الأجنبية " أحبك يا أبي.." جفف يديه بالمنشفة جيدًا وأخذ الورقة عن المرآة يتأملها عاقدًا بين حاجبيه.. وقفت ندى عند باب المرحاض حاملة الصغيرة وقالت مبتسمة :
-آسيا منتظرة تودع بابي 
أدار رأسه ناحيتها وتقدم نحوها ووقف يمد يده بالورقة متسائلا :
-مين كاتب الورقة دي من الأولاد؟ 
أخذت الورقة من يده لتفحص كلماتها ثم رفعت عينيها إليه وقالت بهدوء :
-ده خط ريان.. 
مسح على جبينه ويبدو بأنه انشغل عليه مما لاحظت ندى ذلك وقالت ببساطة :
-هي فكرة جت في رأسه وقرر ينفذها 
أخذ الورقة وضعها في جيب معطفه الداخلي ثم قال وهو يخرج متجهًا إلى الباب :
-أصل ريان أول مرة يعمل كده 
لحقت به ووقفت عند الباب فالتفت إليها وطبع قبلة حانية على جبين صغيرته.. ثم طبع قبلة طويلة على جبين قطرة الندى خاصته وهبط بشفتيه إلى أنفها ثم اختطف قبلة رقيقة من شفتيها كعادته قبل أن يذهب إلى العمل.. ثم استقل السيارة وغادر إلى العمل.. 
انتظرت حتى اختفت السيارة من امام عينيها.. ثم دلفت إلى الداخل مغلقة الباب خلفها من ثم خرجت إلى الحديقة.. جلست تعلب مع طفلتها بالعرائس والمكعبات وتعالت ضحكاتهم.. خرجت رنا ووقفت تطلع إليهم للحظات ثم لوت ثغرها بعدم قبول وعادت إلى الداخل.. 
بعد وقت ليس قليل من المرح والسعادة نعست الصغيرة.. فضمتها إلى صدرها ونهضت عن الأرض ثم دلفت إلى الداخل ووضعتها على فراش صغير خاص بها يقع في أحد الغرف التي بالطابق السفلي.. ثم بدأت في ترتيب غرفتها وغرف الطفلان وتنظيم المنزل كعادتها يوميًا.. ثم بدأت في تحضير الغداء 
دخلت رنا المطبخ ووقفت عاقدة ذراعيها أمام صدرها قائلة :
-ما تجيبي واحده تساعدك يا ندى 
التفتت إليها وقالت ببساطة :
-ليه وانا قادرة اعمل كل حاجة بنفسي؟.. 
ثم أردفت بجدية :
-أنا أصلا محبش حد غريب يشتغل في بيتي.. محبش واحده غريبة تعمل أكل لجوزي وولادي ولا تدخل أوضة نومي ترتبها واوضة الأولاد.. 
رفعت حاجبيها تطلع إليها بعدم اقتناع بينما جلست الأخيرة أمام الطاولة تقطع الخضار متابعة :
-على العموم لما بحب أنضف البيت كله في واحده تبع جدتي بتيجي تساعدني 
-أنا بس قولت اقترح عليكِ علشان تساعدك 
-شكرًا لاهتمامك  
خرجت من المطبخ فرمقتها ندى بنظرة طويلة وهمست في تعجب :
-غريبة جدًا اليومين دول 
بعد مدة من الزمن 
حملت طفلتها عن الأرض واتجهت صوب الباب فنظرت رنا إليها تتبع خطواتها حتى وقفت أمام الباب.. وقفت لحظات حتى جاءت حافلة المدرسة فابتسمت وتحركت إلى بوابة المنزل.. لكنها توقفت عندما رأت الطفلان يدخلون فركضت أشرقت إليها واحتضنتها من قدميها.. 
-حمد الله على سلامتكم.. 
قالت كلماتها وهي تمسح على شعر أشرقت بينما وقف ريان أمامها.. فمدت يدها صوب شعره تداعبه ثم دلفا إلى الداخل وهي تقول بمرح :
-يلا الحلوين يخدوا شاور على ما احضر الاكل 
رفعت أشرقت ذراعيها قائلة :
-طيب هاتي آسيا اشيلها شوية الأول 
مسحت على انفها الصغير بسبابتها قائلة بمشاكسة :
-لاء يا أستاذة لما تغيري الأول 
أومأت موافقة ثم ركضت إلى الدرج ولحق ريان بها.. وقفت تنظر إليهم مبتسمة حتى دلف كلا منهم إلى غرفته فتساءلت رنا وهي تقلب في الهاتف الخاص بها :
-أنتِ عارفه مواعيدهم من امتى يا ندى؟! 
أدارت رأسها ناحيتها وقالت ببساطة :
-من أول ما شوفتهم 
نظرت إليها بعد أن تنهدت بعمق وقالت في تذمر :
-على فكرة ماكنش هيحصل حاجة لو كنتِ سبتي آسيا مع أشرقت شوية 
-آسيا فعلًا معاها طول الوقت.. بس حابه أعودها على أول حاجة تعملها لما تيجي من بره تاخد شاور وتغير 
هتفت بحنق واضح بدون سبب واضح لذلك :
-قولي انك خايفة على بنتك منها وخلاص.. عادي يا ندى كلنا بنخاف على ولادنا 
ثم تركتها واتجهت صوب الدرج لتصعد إلى الطابق العلوي تحت أنظار ندى المندهشة.. لتجد نفسها شاردة في كلماتها وتصرفاتها المريبة.. فمنذ مجيئها إلى هنا وهي تخلق معها المشاكل على أتفه الأسباب.. 
فاقت من شرودها على بكاء الصغيرة التي تبكي جوعًا.. فضمتها إليها بحنان واتجهت إلى المطبخ عند دخولها اجلستها على المقعد الخاص بها.. وعقب انتهائها من تحضير طعامها جلست إلى جوارها كي تطعمها.. ومازالت حزينة بفضل حديث رنا معها.. وأخذت تساءل نفسها في حيرة لما هي مصرة أن تقارن بين طفلتها وبين أشرقت وريان.. 
فاقت من شرودها على صوت الهاتف.. فنظرت إلى شاشته التي تضئ باسم رحيم لتجد نفسها تبتسم فصدقت عندما قالت يومًا بأنه مصدر ابتسامتها رغم حزنها.. أجابت عليه فورًا وثبتت الهاتف على أذنها بكتفها وقالت بنبرة اشتياق واضحة :
-وحشتني اوي.. ما تحاول تيجي بدري 
-حبيبي وأنتِ كمان وحشتي قلبي.. كلها ساعتين يا روحي واجيلك.. 
ثم تساءل باهتمام :
-المهم أنتِ بخير والأولاد تمام؟ 
-أه كلنا بخير طالما انت بخير يا روحي.. وأشرقت وريان وصلوا من شوية
تحدث معًا لدقائق كعادتهم يوميًا في ذات المعاد.. ثم أنهت معه المكالمة وبدأت في تحضير الغداء.. لكن بدأت طفلتها في البكاء فحاولت تهدئتها لكن بلا جدوى.. حملتها عن المقعد تضمها إليها بحنان قائلة بهدوء :
-حبيبة مامي انا معاكِ اهو 
دخلت رنا المطبخ ترمي ندى بنظرة تذمر وقامت بأخذ كوب فارغ ووقفت أمام  جهاز مبرد المياه لتأخذ القليل من الماء.. بينما مازالت ندى تحاول أن تهدأ الصغيرة حتى تناولت المياه وتركت الكوب أعلى المنضدة وخرجت.. بعد لحظات جاءت أشرقت ممسكة بأدوات تمشيط الشعر قائلة :
-ندى ممكن تعملي لي ضفاير 
-حاضر يا حبيبتي بس خلي آسيا معاكِ 
وضعتها على الأرض لتمسك أشرقت بيدها الصغيرة وخرجا من المطبخ.. وضعت الأخيرة الغطاء على كل شيء مكشوف ثم خرجت متجه نحو الاريكة وجلست كي تمشط شعر أشرقت.. 
-ندى أنا جعانه جدًا.. عاملة ايه على الغدا؟ 
استمعت رنا إلى حديثها وهي تدخل بينما أجابت ندى بمرح كبير :
-أكلة أشرقت المفضلة بسله باللحمة 
صفقت بمرح كبير لكن قاطعت رنا تلك اللحظة عندما جلست على المقعد قائلة :
-معنى أن أشرقت جت من المدرسة جعانة يبقى السندوتشات مش كتير.. اهتمي شوية يا ندى 
نفذ صبرها حقًا من كثرة ذلك الحديث وهمت أن تنفجر بها لكن سبقتها أشرقت :
-لاء يا عمتو السندوتشات كتير ولسه معايا واحد 
أصابها الحرج من كلمات ابنة أخيها بينما ابتسمت ندى من الداخل متنهدة بهدوء.. وقامت بعمل ضفيرة الشعر في حين تحدثت رنا بصوت مبحوح :
-وليه مش بتاكلي بدل ما تيجي جعانه 
-علشان بشبع في وقت البريك 
أعطت لها أدوات تمشيط الشاعر طالبه منها أن تضعهما مكانهما لتنفذ طلبها فورًا.. انتظرت حتى عادت إليها وتركت آسيا معها لتعود إلى المطبخ وقامت بتحضير الطعام ووضعه على مائدة الطعام.. 
جلس الجميع حول المائدة لتناول الغداء بينما كانت ندى تطعم الصغيرة البازلاء.. تساءلت الأخيرة بفضول :
-مش بتاكلي ليه يا ندى؟! 
-بستنى رحيم واتغدى معاه 
أجابت بتلقائية في حين شعرت الأخيرة بالحنق.. فندى تفعل كل شيء صحيح ولم تخطئ أبدًا.. وهذا سيصعب عليها أن تفرق بينهما من أجل زوجته الأولى.. انتبهت إلى ريان الذي لم يتناول البازلاء فتساءلت :
-طبق ريان ليه مافيهوش بسلة يا ندى؟! 
انتقل بنظرة بينهما وندى تجيب عليها :
-علشان هو مش بيحبها 
-مفيش حاجة اسمها مش بيحبها.. الخضار كله صحي ولازم ياكله.. 
ثم نظرت إلى ريان بحده متابعة :
-حالًا تاكل بسله 
رفع عيناه إليها في صمت مما شعرت ندى بالخوف عليه قائلة :
-براحه عليه بس ريان محتاج معاملة خاصة 
-معاملة خاصة؟.. أنتِ كده بتحطي في دماغه فكرة المعاملة الخاصة دي 
حملقت بها في دهشة بينما هي بدأت تضع البازلاء في الطبق الخاص به وتأمره بأن يتناول البازلاء.. رفض ريان بشدة قائلًا بصوت مبحوح :
-مش هاكل بسلة مش بحبها 
-غصب عنك لازم تحبها وتاكلها عشان صحية.. ندى مش عايزة مصلحتك 
وقفت ندى إلى جواره وتحدثت بحده بالغة :
-واللي بتعمليه ده في صالحة؟!.. هو مش بيحبها ومستحيل ياكل حاجة غصب عنه 
-طبعًا لازم تقولي كده علشان هو مش ابنك.. لكن لو آسيا أكيد كنتِ هتأكليها كل حاجة 
قالت كلماتها بصوت حاد عال فبكت الصغيرة بينما تجمعت الدموع داخل عيني أشرقت.. أما عن ريان فوضع رأسه بين يديه وترك مقعده وركض إلى الخارج.. لحقت ندى به وهي تنادي لكنه لم يكترث وتابع الركض حتى صعد إلى الطابق العلوي واختبأ داخل غرفته وأوصد الباب جيدًا.. 
جلست رنا تتناول الطعام وكأن شيئًا لم يكن.. بينما نهضت أشرقت من مكانها لتقف إلى جوار اختها كي تهدئها بكلماتها وحركاتها اللطيفة.. توقفت عن البكاء وضحكت لها.. 
اما ندى فوقفت تدق باب الغرفة وتترجى أن يفتح الباب.. وقف خلف الباب يبكي وقال بنبرة ضيق :
-أنا عايز بابا 
-حاضر هكلم بابا حالًا يجي بس افتح الباب الأول 
-لاء 
قالها بنبرة صراخ عالية ثم ركض إلى الفراش ومدد عليه كوضعية الجنين يبكي بشهقات متقاطعة.. هبطت دموعها على وجنتيها وجلست على الدرج بعد أن أخرجت الهاتف من جيب سروالها واتصلت على رحيم.. أجاب عليها بعد لحظات فابتلعت لعابها الممزوج بالدموع وقالت بهدوء مصطنع :
-رحيم ممكن تيجي دلوقت 
تساءل في توجس :
-فيه ايه يا ندى؟.. ماله صوتك؟! 
لم تستطيع كتم دموعها التي هبطت على وجنتيها وقالت بنبرة مرتعشة :
-ريان زعلان شوية ومش عاوز حد غيرك 
-طيب حاولي تتكلمي معا بهدوء وأنا جاي حالًا 
ثم أنهى معها المكالمة فنهضت عن الدرج ووقفت أمام الباب تدق عليه قائلة :
-ريان أفتح بابا جاي.. صدقني كلمته.. 
أخذت تدير المقبض بعنف وتابعت بنبرة بكاء ممزوجة بالقلق :
-طيب اتكلم طمني عليك بس 
حاولت معه كثيرًا لكن بلا جدوى فجلست على الأرض أمام الباب تضم قدميها إليها تنادي ربها بكل ما تشعر من حزن وخوف عليه 
***يتبع 

google-playkhamsatmostaqltradent