Ads by Google X

رواية دموع مؤجلة واحتضان أخير الفصل السادس و العشرون 26 - بقلم شمس حسين

الصفحة الرئيسية

    

 رواية دموع مؤجلة واحتضان أخير الفصل السادس و العشرون 26 - بقلم شمس حسين

هو ده اللي اسمه الحب
«أحمد نجم »
بعد ما خلصت الاجتماع مع التيم الألماني، وشمس روّحت، اخدت رنا علشان أوصلها، كنت عارف ان التوصيلة دي مش هتعدي بالساهل، ركبت العربية وأنا لسه شايف في عينيها الشقاوة المعتادة، طول الطريق وهي بتتكلم، لكن مش زي كل مرة، المرة دي كلامها كان موجه لهدف معين، هدف أنا فاهمه كويس جدًا، قالت بضحكة وهي بتبصلي من زاوية عينها: “بس اي المهندسة القمر اللي بقت معانا في التيم دي، عمو أيمن جابها منين؟”، قلت لها: “كانت شغاله في فرع تاني في الشركة و عمي اكتشف موهبتها بالصدفة و نقلها عندنا”، قالت: “اممممم فكرة هيالة الصراحة، عمو ايمن دائما عنده عيون ثاقبة، البنت ممتازة”، ابتسمت و بصت للطريق، بعدها هي كملت: “هي حلوة أوي، شخصيتها جميلة، و لا أنت اي رأيك؟”، بصتلها وأنا حافظ نظرتها و نبرتها اللي بتتكلم بيها دي و حاولت ما أدّيش أي رد فعل، فضلت هي مكملة وهي عاملة نفسها عفوية: “أنا كمان لاحظت حاجة غريبة… التناغم اللي بينك وبينها، كنتوا بتكملوا بعض في الكلام كأنكم متفقين من قبلها، أنا قلت أكيد في حاجة بينكم”، ضحكت بصوت عالي وأنا مركز في الطريق، وقلت: “إنتي بقى مش ناوية تبطلي استنتاجاتك العجيبة دي؟”، ردت وهي مصممة: “ده مش استنتاج، ده واضح زي الشمس”، كنت عارف إنها بتحاول توقعني في الكلام، لكن مش من عادتي أديها فرصة، قلت لها بابتسامة: “مش هتاخدي مني حاجة، ارتاحي بقى”، قلبت وشها وضحكت بتظاهر باليأس: “طب ماشي يا أحمد، بس أنا وراك لحد ما أطلع اللي في دماغك، أنا متأكدة إني مش بتهيألي”.

بعد ما وصلت رنا على البيت، كنت ناوي أرجع أريح شوية، لكن لقيت نفسي بغيّر اتجاه العربية، مفيش حاجة واضحة في دماغي، بس كنت حاسس إن في حاجة لازم أعملها دلوقتي، حالًا، وصلت عند بيت أشرف، خبطت على الباب، وما أخدتش دقيقة إلا وهو بيطلّ عليا، عينيه مليانة استغراب وقال: “إيه اللي جابك؟”، دخلت من غير ما أرد عليه: “تعالى ورايا”، قفل الباب، ولحقني وهو بيقول: “يا بني خير؟ إيه في إيه؟”، قعدت قدامه سكت شوية وبعدها بكل جدية قلت: “أنا عايز أعرف كل حاجة عن شمس”، أشرف بصلي كأنه بيحاول يفهم، وقال: “شمس مين؟”، رديت بسرعة وبحزم: “أشرف…إنت عارف كويس أنا أقصد شمس مين، هتكون مين يعني؟! اللي بتتعالج عندك وفي نفس الوقت مهندسة عندنا في الشركة”، أشرف وقتها رجع بضهره على الكرسي، حط رجل على رجل وضيق عيونه كأنه بيفكر، وبعدين قال بهدوء: “آه، مالها بقى؟ وإنت عايز تعرف إيه عنها؟”، مكملش ثواني و لقيته فجأة عدّل قعدته في مشهد كوميدي وقام وقف وقال لي بلهجة ساخرة: “أي! إنت جبت الجرأة دي منين إنك تسألني سؤال زي ده؟ فاكر إني هقولك حاجة؟ دي شرف المهنة يا أستاذ….استحالة!”، قعدت أبصله شوية، وبعدين قلتله بهدوء: “أنا بحب شمس”، أشرف فتح عينه على الآخر وقعد بهدوء مكانه تاني وفجأة قال: “بتقول إيه؟!”، ابتسمت وكررت: “زي ما سمعت…. أنا… بحب…. شمس”، قام وقف تاني و قرب مني، ولسه علامات الصدمة على وشه، وقال: “إمتى؟ وإزاي؟ دي بقالها فترة بسيطة بس منقولة عندكم في الشركة، إزاي لحقت تحبها؟”، مدنيش فرصة ارد عليه و لقيته كمل و هو لسه مستغرب:” استنى، أحمد اللي بيقول كده؟ إنت سخن يا أحمد؟! أحمد اللي طول عمره بيتريق علينا لما نتكلم عن الحب؟ اللي كان بيقول إن الحب ده خرافة؟ ده إحنا شفنا منك عذاب علشان تقتنع إن في حاجة اسمها حب!، فجأة كدا بكل سهولة جاي بتقولي بحب؟”، سندت بدماغي على الكرسي لورا وقلتله: “أهو ده اللي حصل”، هو فضل ساكت شوية، وأنا بدأت أوصف له كل حاجة من أول مرة شفتها على الكورنيش، و كل مرة كنت بروح ارقابها فيها، لحد ما اشتغلت معانا في الشركة، قلتله إزاي كنت بحاول أبعد عنها، لكن برضه كنت بلاقيها شاغلة كل تفكيري، وصفتله قد إيه هي مختلفة، في حاجة غريبة فيها، زي ما تكون عندها عالم تاني جوّاها، وأنا مش قادر ألاقي مفتاحه، كملت وقلتله: “أنا شايف إنها مش مستعدة، بتبعد عن أي حد يحاول يقرب منها، عاملة قوقعة علي نفسها، علشان كدا كنت بعيد، لكن خلاص، مش قادر أكمل كده، عايز أفهم عنها كل حاجة، علشان أقرر هتصرف إزاي وأعرف أقرب منها”، أشرف فضل يسمعني وهو مستغرب، وبعدها قال لي بضحكة خفيفة: “ياااااه، كل ده؟، ده أنت فعلاً واقع يا أحمد، مكنتش اصدق ابدا أن أنت اللي تقول كل ده، بس صدقني أنت صعبت عليا!”، قلت له بعصبية:” بطل هزار بقي يا اشرف اخلص هتساعدني ولا لاء؟”، سكت شوية وبعدين قالي: “هساعدك، بس وانا محافظ علي شرف المهنة، متجيش تقولي عايزة اعرف كل حاجة عنها دي لاني مش هقولك حاجة غير لما هي تقولك الاول، اتفقنا؟”، هزيت دماغي و قلت: ” تمام “، أشرف كمل كلامه وقال: “بص شمس شخصية كويسة جدًا، وفيها من كل حاجة حلوة، بس مش سهل توصل لها، هي مش زي أي واحدة ممكن ترتبط بيها، لا…. هي عندها حواجز مش هتكسرها بسهولة، دورك انت بقي يا معلم انك تهد الحواجز دي”، رديت عليه و قلت له: “اومال انا جايلك ليه، اي اللي قلته جديد مش فاهم؟ انت المرضي بتوعك بيتعملوا معاك ازاي؟”، قالي بنرفزة بسيطة: “نسمع بقي و منقلش أدبنا”، قلت له بنفاذ صبر: “اتفضل”، أشرف أبتسم وقال: “بكرة عيد ميلاد لينة، هي كانت عايزة تروح الملاهي، تمام، ف انا بقي هستغل الفرصة دي و هتصل بشمس و اخليها تيجي تختار معايا هدية ل لينة و بعدها اخدها و نروح الملاهي”، قلت له: “ايوا أنا برضو دوري اي؟”، قالي: “انت هتاخد لينة و تسبقنا علي الملاهي و وقتها أنا هاخد لينة منك بأي حجة و انت بقي استغل الفرصة و أتصرف بقي تمام؟، ابتسمت وقلبي كان مليان سعادة: “تمام ده حل كويس يارب يجيب نتيجة”، أشرف ضحك وقال: “خلي بالك، بكرة كله هيتوقف عليك، لو مشيت صح، هتكون حصلت على فرصة كبيرة، ولو مشيت غلط… يبقى مش هتقدر تقترب منها تاني”، قلت له: “ربنا يستر”، وخرجت من عند أشرف وأنا في قمة السعادة، يمكن لأول مرة من فترة طويلة حاسس إن في فرصة حقيقية ليا معاها، رجعت على البيت، و أول ما دخلت، لقيت ماما قاعدة في الصالون، شافت الفرحة باينة علي ملامحي وسألتني: “إيه ده؟ إنت شكلك مبسوط، فيه حاجة حصلت؟”، ضحكت وقلت لها وأنا بحاول أهرب من سؤالها: “تقدري تقولي اه”، قالت لي: “طيب ممكن أعرف اي؟”، قلت لها: “هتعرفي بس مش دلوقتي”، وطلعت على اوضتي بسرعة، وغيرت هدومي، وأنا واقف قدام المرآة، دماغي كانت مليانة بصور شمس، التفكير فيها مكانش بيعدي من دماغي لحظة، مكنتش قادر أفكر في حاجة غيرها، كان عندي أمل كبير إن بكرا هيكون بداية كل شيء.

«شمس»
لقيته بيشاور علي عربية غزل بنات كان واقف قدامها واحد طويل و جنبه بنت صغيرة لابسة فستان بينك في أبيض، ونده بصوت عالي:” لينة”، البنت بصت له و جريت عليه، و الشخص اللي معاها دفع فلوس غزل البنات و بص إتجاه ما احنا واقفين و هو بيبتسم، في اللحظة دي قلت بصوت محدش سمعه غير نور: “أحمد!”، دقات قلبي بقت سريعة من المفاجأة، فضلت ببص عليه وانا مصدومة، نور همست لي وقالت بصوت واطي: “هو ده أحمد؟”، حسيت بتوتر، فمقدرتش أرد بسرعة، بس بعد ثانية قلت لها بهدوء: “أيوة، هو ده، إيه اللي جابه هنا؟”، نور كانت بتضحك بصوت خفيف، علي توتري وقالت: “عادي يعني يا شمس مش عيد ميلاد بنت اخوه”، بعدها كملت وقالت:” بس والله شكله زي القمر هو ده اللي قلتي عليه مش قد كدا، يا شيخة حرام عليكي”، بصيت لها باستغراب وقلت لها بسرعة: “قمر إيه بس، ميغركيش شكله ده شخص غير متزن، انتي عارفة ده عايز دكتور نفساني”، نور كانت هتموت من الضحك وقتها، بس حاولت تكتم ضحكتها لأن أحمد كان قرب و وصل مكان ما احنا واقفين، اول ما وصل، وتم التعارف بين الكل، اشرف قال: “يلا… تحبوا نبدا منين؟”، فضلنا ساكتين شوية، وبعدها أشرف قال وهو بيضحك: “لاء إحنا مش جايين هنا عشان نسكت و نبص لبعض لينة عايزة تلعب يلا”، الكل بدأ يتحرك بعد كلام أشرف، بس أنا كنت واقفة مكاني، مش عارفه المفروض أعمل أي، بدأوا يتجهوا ناحية لعبة الملاهي الدوارة، وكلهم طلعوا اللعبة و انا لسه واقفة مكاني بصراحة كنت خايفة، أشرف لاحظ إني لسه مركبتش معاهم وقال بابتسامة: “شمس! انتي جاية معانا ولا مستنية دعوة خاصة؟”، ضحكت بتوتر وقلت: “لا، أنا خايفة”، كلهم كان في عيونهم نظرة حزن عليا، مكانوش عارفين يقولو أي نور و اشرف خصوصاً كانوا فاهمين الموقف، وانا واقفة لقيت لينة بتقرب مني و مدت أيديها ليا من غير ما تقول ولا كلمه و كأنها فاهمة كل حاجة، بصلتي بنظرة رجاء و لطف، إبتسمت لها و اخدت أيديها و طلعت معاهم، أول ما طلعت اللعبة، كان قلبي بيدق بسرعة، لقيت نور و لينة كانوا ماسكين إيدي علشان يحسسواني بالأمان، أول ما اللعبة بدأت تتحرك، كنت متجمدة، وكل صوت حواليّا اختفى، لكن فجأة، لما ارتفعت اللعبة لفوق، حسيت بالهوى بيضرب في وشي، وكأنه بيشيل أي خوف كان جوايا، الصرخة طلعت مني من غير ما أحس، وكانت غريبة… مش صرخة خوف، كانت كأنها حاجة محبوسة جوايا من زمان وخرجت أخيرًا، ولما اللعبة نزلت بسرعة، قلبي وقع، لكن معاه كان فيه ضحكة… ضحكة حقيقية لأول مرة من سنين طويلة، ومن هنا، الجو اتغير تمامًا، جربنا كل الالعاب اللي ينفع لينة تركبها في الملاهي تقريباً ولأول مرة في حياتي كنت بحس إني حرة، إني طفلة بجد، بضحك من قلبي ومش بفكر في أي حاجة تانية، الهوى، الصرخات، الضحك، كل ده خلاني أحس إني عايشة… عايشة بجد.

بعد ماخلصنا لعب، قطعنا التورتة وطفينا الشمع، و قدمنا ل لينة الهدايا و كانت مبسوطة جدا بيها، و بعدها أشرف قال: “لينة عايزة تتفرج على عرض الأنيمي المفروض هيكون الساعة ٨… هنروح نحجز”، نور قامت فجأة وقالت: “أنا كمان جاية معاكم”، اللحظة دي حسيت إن في حاجة غريبة، نور وأشرف مشيوا مع لينة، وأحمد لقيته قرب و قعد في الكرسي اللي كان قدامي، فضلنا ساكتين، كان الوقت بيعدي ببطء، كنت حاسة بتوتر ميتوصفش، عينيه كان بيبصوا عليا وكأني حاجة غريبة، وأنا كان نفسي أقوم وأختفي من قدامه، فجأة لقيته قطع الصمت اللي كان مسيطر علي الوضع وقال: “أخبارك أي؟”، رديت عليه، بصوت كان بين الخجل والتحدي: “تمام”، فضلنا ساكتين شوية، وكأن كل واحد فينا مش عارف يقول اي، بعدها لقيته قال:” شكلك اول مرة تيجي الملاهي”، قلت له وأنا باصة في عيونه بثقة: “أيوا اول مرة”، بعدها قلت له بسرعة بدون اي مقدمات: “متفاجئتش يعني إنّي أعرف أشرف؟ ليه معملتش نفسك مش شايفني زي العادة؟”، هو ابتسم وكأنه كان منتظر مني السؤال ده وقال بهدوء: “لأ، متفاجئتش”، سكت شوية و بعدها قال:” شمس أنا لما عملت نفسي مش شايفك في العيادة، كان علشان متحسيش بأي توتر أو إحراج، أو تكوني مضطرة تفكري في أسباب تقوليها”، رديت عليه بعصبية كالعادة: “اسمحلي اقولك أن تفكيرك كان خاطئ، بالعكس أنا عمري ما كنت هحس بأي توتر أو إحراج أنك شوفتي و لا عمري كنت هبقي مضطرة إني أقول أسباب، علشان دي حياتي الخاصة مش مسموح إني اشرحها لأي حد حتي لو كان مديري في الشغل، علشان أنا مش بعمل حاجة غلط، شيء عادي جدا اني اكون عند دكتور نفسي عندي شوية مشاكل بحاول اعالجها بس مش أكتر”، كنت بتكلم بنبرة حادة شوية، وهو كان ساكت، بس كان بيسمعني وكأنه مستمتع بكل كلمة بقولها، بعد ما خلصت لقيته لسه ساكت، قلت له بنفس العصبية:” انت ساكت ليه”، قالي بابتسامة: “بصراحة، شكلك بيبقى حلو قوي لما تتعصبي”، اتخضيت من جرائته وقلت بسرعة: “أنا مش عصبية، أنا بس بتعصب من ساعة ما ظهرتلي أنت تقريبا”، ضحك على طريقتي في الرد، وحسيت إنه بيحاول يستفزني أكتر، فقلت له: “أهو ضحكك ده بيستفزني أكتر، وهتخليني أتعصب اكتر، أنا هقوم امشي”، هو سكت لحظة، و أخذ نفس عميق، وحسيت إنه بيحاول يختار كلماته بعناية، بعدين قال: “شمس، صدقيني أنا مكانش هدفي كل اللي بتقوليه ده، مكنتش عايزك تحسي بكل ده، أنا كان هدفي أنك تاخدي المووضوع، أنه موقف عابر بس مش اكتر، أنا بعتذر، بعتذر علي كل موقف اتعاملت معاكي فيه و حسيتي من طريقة تعاملي إني بضايقك أو سببتلك اي توتر، صدقيني ده مش بيبقي هدفي خالص، شمس حقيقي أنا أسف”، بعدها أبتسم إبتسامة صغيرة وقال: “وعلى فكرة بقي، من ساعة ما عرفتك، وأنا بعتذر بس! عمري ما اعتذرت لحد قبل كده”، ضحكت و حسيت فعلا بصدق كلامه وإني كنت بحكم عليه بطريقة غلط، لقيته فجأة بادر وقال: “أنا مش عايز يكون في أي توتر بينا تاني، عايز نبدأ صفحة جديدة، ونخلي التعامل بينا يكون كويس ومتوازن، و في اي مرة هتفهمي فيها تعاملي بطريقة مش صحيحة ياريت تواجهني في وقتها و انا اشرحلك الوضع”، قلت له وأنا ببتسم: “تمام”، فضل مثبت نظراته عليا و ده خلاني احس بتوتر اكتر و لقيتني بقوله:” هما اتاخروا ليه ما تيجي نروح نشوفهم؟”، لقته بيشاور عليهم و شفتهم جايين، سألتهم: “اي حجزتوا العرض؟”، نور قالت:


“العرض اتلغي”، و بعدها ضحكنا شوية و بعد كده قررنا نمشي وطلب أشرف يوصلنا، قلت لنور تمشي معاه لأنهم تقريبا نفس الطريق، وانا قلتلهم أنا هروح لوحدي، مشيت وانا بفكر في كل حاجة حصلت من اول اليوم، مشيت و أنا عارفة أن نهاية اليوم ده، هتكون بداية لحاجة جديدة……


ومن تاني يوم بدأ يتغير كل شيء بيني و بين أحمد، حسيت إن فيه حاجة غريبة حصلت بيني وبينه، يعني بقى كل حاجة بينا طبيعية، كل التوتر اللي كان بينا اتلغي، اتعودت عليه أكتر من قبل كده، مكانش مجرد زميلي في الشغل، ده بقى حد موجود معايا في كل تفاصيل يومي تقريبًا، كان دايمًا يشرحلّي كل حاجة، ويساعدني، وكل لما كانت تواجهني مشكلة، كنت ألاقيه جنبّي، الغريب بقي إني مكنتش خايفة من القرب ده، وده كان شئ علي عكس طبيعتي، لاني دايما كنت بحاول أكون حريصة وأبعد عن أي حاجة ممكن تكون معقدة، بس مع أحمد الموضوع بقى مختلف، كنت لاقية نفسي في وجوده، كنت حابه دعمه ليا اللي بيقدمه طول الوقت، كل حاجة معاه كانت أسهل، كل تصرفاته كانت مأمنة قلبي، حفاظه علي أدق التفاصيل الخاصة بيا، وكل محاولاته في إني اكون سعيدة و ناجحة كان شيئ له قيمة بالنسبة لي، بس كنت مازلت مش فاهمة اللي أنا حاسة بيه ده اسمه ايه؟
«احمد نجم»
ليلة الملاهي كانت البداية لكل شيء، كانت فعلا فرصتي علشان ابدأ معاها زي ما أشرف قالي، من يومها كل شيء اتغير بينا، كل التوتر راح، كل يوم كان بيمر كنت بقرب منها اكتر، مع كل فرصة كانت بتيجي قدامي كنت بحاول اطنمنها من وجودي، كنت بحافظ علي كل تفاصيلها، كنت بجاهد معاها علشان اكسب ثقتها، كنت دايمًا بحاول إني أهد الحواجز النفسية اللي كانت موجودة عندها، وفي كل مرة كنت بحس انها قلقانة أو مش مرتاحة كنت دايمًا أحاول أكون جنبها وأطمنها، لحد ما بقي يومي كله عبارة عن شمس، بقت كل حاجة في حياتي تقريبا شمس، مكنتش بفكر غير فيها، كل يوم بتأمل في تفاصيلها الجديدة اللي بكتشفها، كانت مليانة تفاصيل، كل يوم بتشدني اكتر من اللي قبله، وصلنا لمرحلة مبقتش قادر اصدق إننا فعلاً بقينا قريبين كده، حتى لو مش واضحين لبعض، وأن كله كان ضمن إطار الصداقة في الشغل بس انا كنت راضي بأي حاجة المهم اكون معاها، كل فترة كانت بتعدي بينا، كان التناغم بينا بيزيد، الضحك والهزار، كل يوم كنت بتعلق بيها أكتر، مش قادر أصدق إني كان ممكن أحب بالشكل ده.

يتبع…. 
google-playkhamsatmostaqltradent