رواية جمرية الصقر الفصل التاسع و العشرون 29 - بقلم سلوى عوض
في نجع الصايغ
كان صقر جالسًا مع زيدان يتحدثان عن بعض الأمور.
صقر: بجولك يا زيدان، عاوزك تتفج مع مجاول عشان ييجي يرمم البيت. أنا مش مرتاح وأنا بعيد عن البيت اللي اتربيت وكبرت فيه.
زيدان: أمرك يا كبير، ميتى هنروح نطمن على الحجة؟
صقر: أنا كلمت الدكتور وقال لي إنهم هيسمحوا بالزيارة خلال يومين، ولو حالتها النفسية اتحسنت، هيخرّجوها.
زيدان: ربنا يتمم شفاها على خير يا رب ويجمع الشمل من تاني يا رب.
صقر: بس الشمل هيكون ناقص. هيام... الله يرحمك يا أختي.
وفي نفس الوقت، رن هاتف صقر، وكان المتصل طارق.
طارق: إزيك يا صقر؟ أخبارك إيه؟ وأخبار خالتي إيه دلوقتي؟ سامحني يا أخوي أنا انشغلت عنكم. رضوى يعني لسه حامل جديد وتعبانة.
صقر: الحمد لله على كل حال. وألف مبروك. يتربو في عزك يا رب.
طارق: لا، ده طفل واحد بس.
صقر: قصدي على الولاد كلهم. ويزن وأخواته عاملين إيه؟
طارق: الحمد لله، بيحبوا رضوى أوي، وهي كمان بتحبهم زي ولادها بالظبط. المهم طمّني على خالتي.
بدأ صقر يقص له ما حدث مع نجاة مؤخرًا.
طارق: يا ستار يا رب.
صقر: الحمد لله على كل حال. نصيبنا هنعمل إيه؟
طارق: أنا هجيب بعضي وأجيلك.
صقر: لا طبعًا، تيجي فين؟ خليك مع مراتك وعيالك، وأنا هبجى أطمنك. وبعدين أنا معايا زيدان وربك أكتر الكل.
طارق: طيب لو احتجت أي حاجة كلمني.
صقر: ماشي يا غالي. سلامنا للمدام والأولاد، وقول لحور خالك بيسلم عليكي إنتي وخواتك جوي جوي.
طارق: من عنيا، يوصل.
_______________________________________
في منزل الحج محمود
تتصل محاسن بعمار لتحدثه.
عمار: عاملة إيه يا جلبي؟
محاسن: زينة، الحمد لله. إنت رايج وزين؟
عمار: الحمد لله. محاسن أنا رايد أتحددت معاكي في شي
محاسن: اتحددت يا نور عيني.
عمار: أنا رايد أتقدم. فكر لو تقدمت، أخوكي صجر هيوافق؟
محاسن : وليه ميوافقش؟
عمار : يعني عشان اللي حصل معايا.
محاسن : لا، هيوافق. متقلقيش.
عمار: ياريت والله. نفسي أعيش حياتي مستقرّ، ونفسي أغمض وأفتح ألاقيكي جنبي تسكني معايا في بيت واحد، زي ما إنت ساكنه في جلبي.
محاسن (تضحك): ربنا يجمعنا مع بعض ونعيش باقي عمرنا كله في سعادة
وهنا.
عمار : يارب، إيه رأيك؟ أجي أمتى؟
محاسن : اصبر بس يومين نطمن على والدتك وبعد كده تيجي.
عمار: خلاص، ماشي.
محاسن :أنا هبقى أبلغ أبويا دلوقتي.
عمار: تمام، عرفيه وخدي منه ميعاد، وأنا كمان لازم أكلم صجر.
محاسن: كلمه، وصجر مش هيقول لا. نفسي يبقى عندنا بيت لوحدنا، أنا وأنت يا عمار، وتبقى جوزي وراجل بيتي وأبو عيالي.
عمار: وأنا كمان يا حبة جلبي.
محاسن: خلاص، هاتحدد مع أبوي الأول، وبعدها تتكلم مع صجر. وربنا يتمم على خير. بس هنسكن فين؟
عمار: يوسف لما رجع ولاقاني ممشي الشغل بما يرضي الله إداني مكافأة كبيرة، ومسكني الشغل كله. وأنا دفعت مقدم بيت والباقي على أقساط. ربنا يعيني وأسددها.
محاسن: يارب يا نور عيني.
_________________________________
في نجع الصياد
يوسف : "إيه رأيك يا جمريه لو ناخد صقر معانا مصر؟، يغير جو ويفك من الهم اللي هو فيه."
جمريه بلهفة: "ياريت يا خيي."
يوسف: "مالك ملهوفة أوي كده."
جمريه: "لا مش ملهوفة ولا حاجة."
يوسف: "طيب ماشي، على العموم أنا هكلمه والح عليه عشان يجي معانا."
جمريه: "طب كلمه دلوك."
يوسف: "ماشي هكلمه حالاً."
اتصل يوسف بصقر:
يوسف: "أبو الصقور حبيبي اللي واحشني، إزايك؟"
صقر: "أخبارك إيه يا يوسف؟ والله يا صاحبي مش عارف حظك معايا عامل ليه كده نفسي أجعد معاك، بس والله مفايجش من اللي بيحصل."
يوسف: "أنا عارف، ومقدر. الله يكون في عونك يا صاحبي. إيه أخبار الحجة؟"
صقر: "الدكتور قال الزيارة بعد يومين، وأبوي كلمني وقال لي هات أمك من المستشفى، وأخواتك البنات يخدموها."
يوسف: "والله ده أحسن حل يا صاحبي."
صقر: "ما أنا كمان حاولت كده، وفرحت لما عرفت أن خواتي هما اللي طلبوا كده من أبوي."
يوسف: "ومستني إيه؟ أنا هجيب جمريه ونعدي عليك ونروح نجيب الحجة من المستشفى."
صقر: "بفرحة: معايزش تعبكم معايا."
يوسف: "تعب إيه يا راجل؟ أنت أخونا."
صقر: "لاه، أنا أخوك وحدك."
يوسف: "مش فاهم."
صقر: "لما أشوفك أفهمك."
يوسف: "تمام، خلاص، هنجهز وجايينلك."
صقر: "وأنا في انتظاركم."
اتصل يوسف بعمار:
يوسف: "تعالوا معانا، هنروح نجيب أم صقر من المستشفى."
عمار: "حاضر، أنا كنت رايد أتحددت معاك يا يوسف في حاجة تخصني."
يوسف: "خير."
عمار: "في الطريق نتحدد."
يوسف: "ينادي على جمريه: إجهزي عشان رايحين مشوار."
جمريه: "مشوار إيه؟"
يوسف: "رايحين عند صقر هنجيب والدته من المستشفى."
جمريه بفرحة: "علبس في دجيجه!"
يوسف: "هي البت ديه مالها؟"
عمار: "كلام سرك، أصلها هي وصجر في قصة حب هتبدأ."
يوسف: "آه عشان كده، والله أنا متمناش أحسن من صقر لأختي."
عمار: "وأنا بحب أخت صجر ودايب فيها دوب، ومش قادر أصبر لما نبقى في الطريق. عاوزك تخطبهالي من صجر بعد ما نطمن على الحجة والدته." "أنا خطبتها من الحج محمود وهو موافق، بس أنت دلوك كبير، اخطبهالي من صجر."
عمار بفرحة: "حاضر يا سيدي."
جمريه: "أنا جاهزة، يلا بينا."
يوسف: "إيه الحلاوة ديه؟"
جمريه: "بطل، يلا بينا."
ركبوا العربية وبعد شوية وصلوا لصقر، وصقر كان تايه في عيون جمريه.
يوسف: "إيه يا صاحبي فينك؟"
صقر: "معاكم، والله يا يوسف."
عمار: "أخبارك إيه يا صقر؟"
صقر: "الحمد لله يا عمار."
عمار: "أخبارك يا زيدان؟ خلاص إحنا عدايل."
زيدان: "كيف
عمار :عخطب محاسن؟ إنت كمان مش هتشجع وتخطب أم لسانين؟"
زيدات: "احترم حالك يا عمار ."
عمار: والله انا كده مكارمها
صقر: "سمعونا بتجولوا إيه؟"
عمار: "يوسف، اتكلم."
يوسف: "بعد ما تخرج الحجة من المستشفى نطمن عليها، وحاضر هتكلم
جمريه بحماس: صجر عمار عيحب محاسن وعايز يخطبها، وعمي الحج موافق، وأنت كمان لازم توافج خلونا نفرج بجى ."
صقر: "ضحك: أنا كمان موافق."
جمريه: "وكمان زيدان عيحب نجمة، وعمي ونجمة موافقين."
يوسف: "وأنت كمان موافق، ومش هتلاقي أحسن من الشباب دول لخواتك صح يا صقر؟"
صقر: "أيوه."
يوسف: "يا بنت المجنونة، مين اللي سحبك من لسانك وقالك اتكلمي؟"
صقر: "ضحك: أنا اتشرفت طبعًا زيدان اخو وصاحبي وعمار راجل جدع
زيدان: "الله يخليك ليا يا صاحبي والله أنا متلوم، اتحددت معاك بس، جمريه بجى الله يسترها فكت عجدة لساني وانت معايزش تجول حاجة باصجر
صقر : يوسف "نطمن على أمي، وهجيب أبويا وأجيك زيارة عشان نخطبو جمريه."
جمريه: "ميتى، هتاجو؟"
يوسف: بت ايه الجراءه دي
جمريه : ده انا عم اضحك معاكو ايوا برضه يا صجر عتاجو ميتى!"
يوسف: انتي تاني برضه .!
صقر : متسيبها يا يوسف، ده أنا مستعجل جوي بس. خلينا نروح نجيب أمي من المستشفى."
يوسف: "يلا بينا نروح نجيبها ."
_____________________________
في المستشفى
لما وصلوا المستشفى، دخلوا على الدكتور.
الدكتور: "مش أنا قلت لحضرتك الزيارة كمان يومين؟"
صقر: "أنا مش جاي زيارة يا دكتور، أنا جاي أخد أمي عشان نخدمها في البيت."
جمريه: "أنا معايا شهادة تمريض وخدت كورسات علاج طبيعي على النت، وأنا اللي هجعد معاها وأخدمها."
صقر: "كتر خيرك يا جمريه."
جمريه: "وأنا في ديك الساعه لما أخدم أم الغالي!"
يوسف: "يا بت انتي واقعه أوي كده ليه؟"
صقر: "وأخوك واجع أكتر وأكتر، بس بعيد عنكم اللي جرالي خلاني جتتي نحست."
يوسف: "إن شاء الله مش هيحصل غير كل خير بعد كده."
الدكتور: "حاضر اللي تشوفه، هنده على الممرضة عشان تجهز الحجة نجاة. بس حضرتك هتمضي إنك طلبت خروجها."
صقر: "حاضر."
بعد شوية، خرجت الممرضة وهي مسندة نجاة اللي كانت بتتحسس الطريق بعد ما فقدت نظرها. عمليات التجميل أخفت الحروق، لكن كان لسه فيه أثر بسيط حوالين عينيها. لما شافها صقر، جري عليها وأخذها في حضنه.
صقر: "أنا صجر، ولدك يا أمي."
نجاة: "صجر ولدي؟ سامحني يا صجر."
صقر: "وحشتيني جوي يا أمي."
نجاة: "هي هيام مجتش معاك ليه؟"
ثم بدأت تبكي: "آه صح... هيام ماتت."
صقر: "اطلبي لها الرحمة يا أمي."
نجاة: "انت جاي ليه؟ الممرضة قالتلي إني هروح. هتوديني فين يا صجر؟ هملني هنا أحسن يا ولدي."
صقر: "هنروح بيتنا يا أمي."
نجاة: "بس أنا حرجته."
صقر: "وأنا بعمر البيت يا أمي وهيبجى أحسن من الأول."
نجاة: "فينه محمود؟"
صقر: "أبوي في البيت يا أمي."
نجاة: "عارفه إنه مع غزالة، يعني هيعمل بيا إيه؟ لما كنت بصحتي ماكنتش عاجباه، دلوك بجيت كفيفة."
صقر: "لا يا أمي، ما تقوليش كده. أبوي جاللي هات أمك من المستشفى."
وغزالة والبنتة يخدموها وإحنا هنجعد معاهم على ما بيتنا يتوضب، ولو مش عاوزة بيوتنا كتيرة، بس أنا نفسي نعيش كلنا في بيت واحد.
نجاة: "فينه زياد؟"
صقر: "زياد سافر، بس هكلمه يرجع يقعد معانا كام يوم. ده هيفرح جوي. هاه، قلتي إيه؟ هنروح فين؟"
نجاة: "عند محمود، عاوزة أروح عنده."
صقر: "حاضر يا أمي."
نجاة: "صجر، عاوزة جمريه روحني وهاتهالي."
جمريه: "أنا هنا يا خالة."
نجاة: "تعالي في حضني وخدي بإيدي."
جمريه: "حاضر."
نجاه: لما نروحو انا عتحدد مع الكل
صقر: "وكمان يوسف، عاود يا أمي."
نجاة: "حمد الله على سلامتك."
يوسف: "الله يسلمك يا خالتي."
نجاة: "زين إنك موجود."
صقر: "يلا بينا يا جماعة نروحوا."
وفعلاً كلهم راحوا، ونجاة كانت خايفة محدش يقبلها، لكن لما دخلوا البيت، لقوا محمود والكل في انتظارهم. دخلت نجاة وهي مسنودة على جمريه.
محمود: "حمد الله على سلامتك يا أم صجر."
نجاة: "الله يسلمك يا محمود. فينها غزالة؟"
غزالة: "أنا هنا يا أم صجر."
نجاة: "عاوزاكي تسامحيني على كل اللي عملته معاكي."
غزالة: "مسامحاكي يا أم صجر، وعفا الله عما سلف."
نجاة: "يعني ينفع أقعد معاكم؟ والله هبجى في حالي ومش هضايق حد."
محاسن: "ده بيتك يا خالة، وكلنا ضيوف عندك."
نجاة: "مين بيتكلم؟"
محاسن: "أنا صبا يا خالة، بس بجيت محاسن
نجمة: وأنا نجمة العسل، ده هجعد معاكي واضحكك وأسليكي. ده أنا أعجبك جوي، وكمان هقعد معاكي في أوضتك، بس أوعاكي تضايقي مني."
نجاة: "يا زين ما ربيتي يا غزالة."
غزالة: "تعيشي يا أم صجر."
محمود: "كلنا هنعيش مع بعض، وكفاية حزن بجى. الحمد لله على كل اللي حصل، ونبدأ حياة جديدة."
الكل: "إن شاء الله."
صقر: "إحنا اطمنا على أمي. بعد إذنك يا أبوي، عاوزين نعمل زيارة لبيت يوسف عشان نخطبوا جمريه."
يوسف: "ده كمان بيتنا، وأنا موافق عشان خاطر خالتي نجاة."
صقر: "وكمان عمار وزيدان طلبوا البنات وأنا وافجت بعد إذنك يا أبوي."
محمود: "أنا موافق طبعاً. نعمل فرح واحد ليكم كلكم. الله يرحمك يا هيام."
نجاة: "الله يرحمك يا بنتي."
جمريه: "هيام في مكان أحسن مننا، والبركة في أولادها."
نجاة: "فين عيال خيتك يا صقر؟"
صقر: "في مصر مع أبوهم."
نجاة: "طيب، شيع، هاتهم."
يوسف: "إحنا كده نازلين مصر وهنجيبهم واحنا جايين عشان يحضروا الفرح."
صقر: "بس يا أمي، طارج هييجي هو ومراته وعيالها عشان هي كمان حبلى."
نجاة: "ياجو يا ولدي، وقول لطارج يسامحني."
صقر: "أنتِ أمه اللي ربته وهو كل شوية يسألني عليكي ويطمن."
صقر: "يوسف إحنا هنسافر مصر ليه؟"
يوسف: "عشان أصالح لارا وترضى عني."
جمريه: "أخويا طب في الحب."
يوسف: "بس يا بومة!"
صقر: "الجمراية بتاعتي ديه. أوعاك تجولها بومة تاني."
•تابع الفصل التالي "رواية جمرية الصقر" اضغط على اسم الرواية