Ads by Google X

رواية لا تقولي لأ الفصل الثاني 2 - بقلم زينب سمير

الصفحة الرئيسية

 رواية لا تقولي لأ الفصل الثاني 2 - بقلم زينب سمير 

2..

في مطعم المدرسة، وقفت كاميليا قدام الشيف علشان تاخد أكلها قبل ما تتفزع هي وكل الموجودين على صوت خبط عالي
لفت وراها بخضة، لمحت بنت واقعة على الأرض وبتبص لفوق بخوف.. لـ لينا!
صوت لينا خرج بخفوت مقلق- أنا حذرتك
مالت بجسمها شوية لحد ما وصلت للبنت، لعبت بكرافتة زيها المدرسي برقـة و- قولتلك لو عينك بس وقعت عليه 
سكتت بنظرة موحية
البنت بإنهيار- أنا أسفة مش هعمل كدا تاني
لينا ببسمة إستمتاع- متخفيش.. أنا هتأكد إنك مش هتعملي كدا
مـدت إيدها تلمس برقة على دراعها، قبل ما تقطع كم القميص مرة واحدة، شهق كل الموجود بصدمة، وعيون البنت هتخرج من مكانها
همست لينا بخفوت ليها- أنا هخليكِ مش بص تبطلي تبصيله، هخليكي متقدريش ترفعي عينك لأي حد هنا بعد كدا
قبل ما تفهم البنت.. أو تستوعب، كملت قطع القميص من الكم التاني، علشان تبقى الرؤية واضحة، حرق كبير وعميق في جسمها.. حرق غائر
دمعت عيون البنت وبدأ جسمها يرتعش، قرب منها شارف ولسة هيتكلم مسكه كاران من إيده يمنعه..
لسة هتمد إيدها عليها تاني، لقيت حد مسك إيدها، مكنش شارف، ومستحيل يكون كاران!
بصت لصاحب الأيد.. صاحبة! البنت الجديدة!
رفعت لينا حاجبها وبصت لإيدها اللي ماسكها
ملامح كاميليا كانت جادة، شاورتلها براسها بمعني ' كفاية '
ومالت تساعد البنت تقف، قبل ما تلاقي اللي مسكت دراعها تمنعها وبغضب- أزاي تتجرأي تديني أمر، مين أنتِ علشان تدخلي في حاجة متخصكيش؟
هزت كاميليا كتفها بجهل، طلعت ورقة وقلم وكتبت بسرعة
- وحدة عادية متقدرش تشوف حاجة غلط بتحصل وتقف ساكتة
قربت منها لينا بعيون بتطلع شرار و- أنا هخليكِ قادرة تعملي دا بعد كدا، تشوفي الغلط بيحصل وتتفرجي عليه كمان من غير أعتراض، من اللي هيحصل فيكِ
قبل ما تستوعب كاميليا، أو أي حد، مـدت لينا إيديها ناحية كاميليا وقطعتلها هي كمان قميص زيها المدرسي، والمرة دي من منطقة الصدر
شهقت كاميليا بصدمة، بصتلها وبأقوى ما عندها ضربتها بالقلم..
وهي بتحاول تقفل قميصها بأيدها 
قبل ما تتجنن لينا، صوت خطوات قربت، بسرعة سحبها كاران من إيدها و- كفاية كدا يالينا المدير جاي وهتبقى مشكلة لو شافك 
ومشى بيها من المطعم، وسط دهشـة الكل
وسؤال واحد بس شغل شارف وهو بيبصلهم بيبعدوا عنه و- من أمتى كاران بيهتم بالمدير؟
دا المدير بالمدرسة، بالعالم كله
تحت خدمته، وهما اللي يخافوا منه!

مالت كاميليا ناحية البنت تساعدها، ودخلوا سـوا الحمام
البنت بإعتذار- أنا اسفة بسببي دخلتي في متاهة ملهاش أول من أخر
بصتلها ببسمة خفيفة إنها متقلقش، طلعت البنت قميص وبصتله بحيرة- أنا معايا واحد بس أحتياطي.. بس..
مـدتلها إيدها بيـه و- خديه أنتِ
هزت كاميليا راسها بنفي، حرج البنت وخوفها من حروقها اللي ظهرت يبين إنها محتاجاه أكتر، كتبت- ألبسيه أنتِ، متقلقيش أنا هتصرف
دخلت كل واحدة فيهم حمام، شوية وسمعت صوت الباب بيقفل، معنى أن البنت خرجت وفضلت هي في الحمام، مليانة حيرة مش عارفة تعمل أية
قبل ما تلاقي قميص بيتعلق على الباب من فوق وصوت خطوات بتبعد زي ما قربت من غير ما تحس بيها
أخدته تبصله بتنهيدة، أكيد البنت أعطتهولها..
ريحته كانت غريبة، منعشـة.. جميلة!
لبسته وخرجت.
****
دخل شارف لمكان، كان مخزن قديم أتجهز علشان يبقى ليهم، لمح كاران قاعد وحاطط إيده في جيوبه ببرود ولينا بتتحرك حواليه زي النحلة والغضب ماليها
- شوفت البنت عملت أية؟ ضربتني أنا بالقلم، لو بس سبتني..
بصت لكاران بغضب و- أنت أزاي تبعدني عنها، أنا كنت.. أنا أصلًا مش هسيبها، وربـي لأدمرها على اللي عملته معايا
قعد شارف جنب كاران وبخفوت- هي بقالها كتير كدا؟
- نفدت بجلدك أنت ياعم
- كنت خليتها تضربها قلمين ونخلص من الصداع دا
هز كتفه بجهل و- اللي طلع معايا بقى، لمحت المدير جاي ومتنساش هو من أخر مشكلة مستحلفها أزاي
- فكرك يعني دا هيوقفها؟ أقرأ الفاتحة على البت دي من دلوقتي
مـد شفايفه بلا مبالاة و- نصيبها بقى، محدش قالها تعمل فيها هيرو
بصله شارف بقلة حيلة من بروده، قبل ما يرجع يبص للينا اللي لسـة بتحاول تستوعب اللي حصل
وأزاي أتهانت كدا من واحدة زي كاميليا و- ناوية على أية؟
بتـوعد- كل خير
وبصت لكاران و- عايزاك تعملي حاجة
****
- أنا يابنتي مش لسة محذراكي من الناس دي؟ قولتلك أوعي تقربي منهم
كتبتلها- المشهد كان صعب يافرح، أزاي أصلًا الكل كان ساكت كدا؟
- اتعودوا، لأن أي حد بيتدخل بيحصله وهيحصله زي ما حصلك كدا
بتخوف- قصدك أية؟
- إنها هتنسى البنت دي خالص وهتبصلك أنتِ، وفين يوجعك وهتديكِ
بصتلها بلا مبالاة و- خليها تعمل ما بدالها، ميهمنيش
فرح بشفقة- أتمنى تفضلي كدا للأخير
دخل المدرس وسكتوا

بعد الحصة دي، كان عندها حصة تانية، معاهم! دخلت فوقعت عيونها علطول على لينا اللي بتبصلها بعيون بتطق شرار، والفصل كله متابع نظراتهم لبعض مع صوت همهمات
عدت من جنبها علشان تقعد على كرسيها فهمستلها بخفوت- أنا هخلي صوتك اللي مش طالع دا، يطلع علشان يطلب النجدة من اللي هعمله فيكِ
بصتلها كاميليا، فبصت لينا لكاران اللي قاعد جنبها وأبتسمتله ببراءة، كان باصص لكاميليا قبل ما يبعد عيونه عنها وبادل لينا بسمتها ومسك فونه يلعب فيه
خلص اليوم على كدا، يوم ورا التاني
مستنية كاميليا اللي هيحصل، لكن محلصش حاجة، لدرجة إنها فكرت إن كل التهديدات دي مجرد كلام، والشلـة دي مدينلها حجم أكبر من حجمهم.

دخلت المدرسة كانت الأجواء غير طبيعية، الكل بيبص لفونه وصوت همهات كتير، مستنكرة وبتضحك، ومستنفرة، قبل ما تظهر قدامها رؤى البنت بتاعة يوم المطعم وهي بتجري بإنهيار وضامة جسمها بدراعاتها
بصت للي بيحصل بعدم فهم، لمحت فرح فقربت منها وكتبت بقلق- أية اللي بيحصل؟
أتنهدت فرح وهي بتفتح فونها توريها صور لرؤى غير لطيفة بالمرة، تبين حروق جسمها و- رؤى فقدت أهلها من سنتين في حادثة حريق كبيرة والكل عارف الموضوع دا مسببلها آذى قد أية وبتكره السيرة دي قد أية والأهم بتكره أن حد يشوف أثر الحروق دي عليها
فـ..
هزت كتفها بقلة حيلة- أفضل أسلوب للأنتقام بالنسبة للينا، الآذى النفسي مع الآذى الجسدي، بصمة متتنسيش
بصتلها كاميليا بدموع مش مستوعبة كمية الوحاشة دي
جت تمشي مسكتها فرح وهزت راسها بـ لا و- متدخليش
فضلت تبصلها كتير قبل ما تسمع صوت صراخ قوي وحاجة بتقع..
جسم بيقع؟ رؤى!
بصت ليها بدموع وعدم تصديق.. جسمها كله بيرتعش!
حست في حد بيبصلها، رفعت عيونها، كانت لينا واقفة في الدور التاني، المكان اللي وقعت منه رؤى، بتبصلها وضحكة مختلة ظاهرة على وشها، رفعت صباعين تشاور على عيونها بعدين عيون كاميليا
بمعنى- الدور عليكِ
دول مش بشر، دا كل اللي قدرت تستوعبه كاميليا
بملامح مشوشة راقبت اللي بيحصل، الأسعاف اللي جاي ياخد رؤى اللي لحسن الحظ فضلت عايشة، الصور اللي أتحذفت فجأة من كل الموبيلات زي ما نزلتلهم فجأة
كلام الكل اللي أتغير، وأن رؤى وقعت لأن توازهها أختل
وفي علاقة صداقة وطيدة لطيفة بتجمعها بلينا!
وأخيرًا جـه جد رؤى وسحب ملفها علشان هتسافر تكمل تعليمها برة.

بخطوات بطيئة مشيت ناحية فصلها، جت تدخل لكن سمعت صوت لينا بتقول- ميرسي ياكاران على كل اللي عملته، رسمتلي نهاية لرؤى أفضل مما تخيلت بكتير، خصوصًا حكاية الصور اللي نشرتها في المدرسة كلها، متأكدة إنها مش هتنسى اللحظة دي لفترة كبيرة

مـد إيده يملس على شعرها بحنان و- اللي يضايق لينا يستاهل أكتر من كدا كمان
مسكت إيده تضمها بحب وقرب شارف يحضنهم هما الأتنين، صورة تصور أسمى عنوان للصداقة، مليانة بحب فعلًا واضح، لكنه مش مفهوم وبالنسبة لكاميليا هو حب مشـوه
أزاي مستحملين بعض وهما بالبشاعة دي؟
الجرس فوقها من سرحانها، دخلت الفصل وهي مش قادرة حتى تبصلهم
وبقيت متأكدة، مش هيسيبوها في حالها!
'تآذي لينا كأنك كسبت عداوة مع وحشين' أتكرر صوت فرح في ودانها، وهي شايفة شارف وكاران بيبصولها بغل مشابه لكره وغل لينا ليها
كأنها زي ما آذت لينا.. آذتهم!
أفتراضًا إنها آذت لينا من الأساس!
****
موقف تاني من غير ما تحس لقيت نفسها في مواجهتهم، 
كانت قاعدة بملل بتتفرج على فصلها وهما بيلعبوا كورة سلة، وكان من ضمنهم الشلـة، واحد قرب وخطف من شارف الكورة مرة وسجل في فريقه، أتكررت الفعلة مرتين لحد ما شارف بدأ يتعصب
قرب منه ولسة هيمـد إيده، لقى الكورة ضربت في راسه بعنف، الكل وقف عن اللعب، مسك شارف الكورة وبدأ يضربها في راس الشاب مرة وأتنين بعنف وقوة أكبر
لحد ما وشـه بدأ ينزف
وكالعادة الصمت سيد الموقف، شارف وهو لسة بيضربه- عايز الكورة، أهـي.. أهـي..
ومكمل ضرب، مقدرتش كاميليا تتحمل، الولد بيغمض عيونه بتخدر، وشارف مكمل، جرت عليهم ودفعت شارف من صدره بعيد عن الولد رجع خطوتين لورا وهي مسكت راس الولد وبالراحة نزلت بيـه للأرض تحاول تسعفه وهي بتبص للكل بإنهيار بتحاول تتكلم مش قادرة
بتحاول تطلب مساعدة..
وسط كل الوشوش اللي مش باين ملامحها بسبب دموعها لمحت كاران وبس، اللي واقف بيبصلها بملامح غير مقروءة، هزت راسها بتوسـل صامت إنه يتصرف
هي عارفة إنه أكتر واحد هنا يقدر يتصرف

بالفعل رفع إيده يعلن بأمر- حد يطلب أسعاف
ورجع يبصلها بسخرية، هتفضل تداوي هنا وهناك، لكنها مش هتعرف تداوي نفسها، ولا هتلاقي اللي يداويها

يتبع..


لـ زينب - سمير

 •تابع الفصل التالي "رواية لا تقولي لأ" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent