رواية لغز الاقدار الفصل الثاني 2 - بقلم آية الفرجاني
التاني
---
2
دخل أسامة الغرفة، لكنه توقف في مكانه، مشدوهًا مما رأى. "ماذا؟!"، كانت هذه أولى الكلمات التي جالت في عقله.
هل هذه فعلاً فتاة؟!
لقد رأى أمامه فتاة نائمة على فراشها، محاطة بصندوق زجاجي من جميع الجهات. كانت جمالها لا يُصدق، عيونها نصف مغلقة وكأنها في حلمٍ بعيد، شعرها ينساب على الوسادة وكأنها خيوط من الذهب.
أسامة تقدّم بخطواتٍ بطيئة نحو الصندوق، وعينيه لا تكف عن مراقبة تلك الجمال الذي لا يمكن تصديقه. اقترب أكثر، وتوقّف مليًّا أمامها، يشدّه إعجابٌ وحيرة.
أسامة:
"يا إلهي، ده إيه الجمال ده؟ بسم الله ما شاء الله، تبارك الرحمن! دي مش بنت، دي ملاك! مش ممكن يكون ده حقيقة، أكيد أنا بتخيل، لكن مهما كان... البنت دي قمر من السما. لو كانت صاحيه، كان زماني اتعرفت عليها فورًا."
حاول أسامة أن يوقظها، وهو يحذر أن يلمس الصندوق الزجاجي، وكأنه يخشى أن يزعج تلك الفتاة التي تستحق أن تُعامل كالأميرة.
أسامة:
"يا أختاه، يا أجمل واحدة في الدنيا... مش قادر أصدق الجمال ده! أنا آسف والله، بس والله أنا مش قادر أسيب المكان ده من غير ما أتكلم معاك شوية. والله لو كانت معايا دلوقتي، كان زماني خطبتك ف اللحظة دي."
لكن أسامة لم يكمل كلماته، فقد دخل "رجب" فجأة إلى الغرفة.
رجب بابتسامة:
"أهلاً بيك، مش مصدق إنك جيت هنا لحد الغرفة، وفي الحقيقة... فتحت الباب ده بعد سنين طويلة."
تقدّم رجب نحو الصندوق، وعيونه امتلأت بالدموع، وكأن اللحظة قد فاجأته. خمس سنوات مرت، لكنه أخيرًا يرى ابنته أمامه. نعم، ابنته، التي حُبِست داخل هذا الصندوق الزجاجي بسبب ما فعله والدها في الماضي.
رجب (وهو يبكي):
"وحشتيني قوي يا نور عيني... آسف، آسف على كل حاجة حصلت ليكي. آسف على الخمس سنين اللي ضاعوا من عمرك. آسف لأنني عملت فيك كده رغم أنك رفضتي كل حاجة... آسف لأن أمك ماتت بسبب حزنها عليك."
أراد أن يلمس الصندوق، لكن حينما لمس الزجاج، صُعِق كما لو أن ماسًا كهربائيًا أصابه، فسقط إلى الأرض مُصابًا.
أسامة كان يقف هناك مشوشًا، غير قادر على فهم ما يحدث، يراقب المشهد بذهول، حتى شعر بشيء من الخوف في قلبه.
أسامة (بخوف):
"أنت كويس؟"
رجب (وهو ينهض بصعوبة):
"أيوه، الحمد لله."
أسامة (بخجل):
"آسف إنني دخلت هنا من غير إذن... كنت حابب أعرف أكتر عن البيت ده، ومش قادر أتوقف عن التفكير في اللي سمعت عنه."
رجب:
"لا تعتذر، يا أسامة. أنا مش عارف كيف أشكرك. خمس سنين وأنا ما شفتش بنتي. كنت حابب أفتح الباب ده من سنين، لكن دلوقتي، بعد ما دخلت، كل شيء بقى ممكن."
أسامة شعر بالحيرة أكثر، ولم يكن يعرف ما الذي يجري.
أسامة (بتعجب):
"أنت تقصد إيه؟ أنا مش فاهم حاجة."
لكن قبل أن يجيب رجب، تدخل العرّافة من خلفه، وقالت بنبرة غامضة:
العرّافة:
"أنا هفهمك."
أسامة (مفزوعًا):
"بسم الله الرحمن الرحيم! انت مين؟ أه! أيوه، كنت خارجة من البيت قبل كده... شفتك."
العرّافة:
"أنت المفتاح للسحر. السحر لازم ينكسر عشان زمرد ترجع للحياة."
أسامة (بضحك ساخرًا):
"حياة إيه؟! يا أختي، إنتي مجنونة؟! يعني في حد بيموت ويرجع تاني؟!"
العرّافة:
"لكن زمرد مش ميتة... هي محبوسة في عالم الجن السفلي."
أسامة شعر بالذعر يتسلل إليه أكثر فأكثر.
أسامة (بخوف):
"أنتي بتقولي إيه؟! أنا لازم أمشي من هنا حالًا!"
رجب (بحزن):
"من فضلك، أنت أملنا الوحيد. ما حصلش مع أي حد قبلك، كل اللي حاولوا قبل كده... كانوا بيخرجوا من هنا إما مجانين، إما مشلولين. أنت الوحيد اللي قادر تدخل من غير ما يحصل لك أي حاجة. أنقذنا، لو سمحت."
أسامة شعر بشيء من الرهبة، حاول الخروج، لكن لم يستطع
أسامة (بفزع):
"إيه اللي بيحصل؟ أكيد أنتو الي عملتو كده ، أنا عايز أخرج!"
العرّافة:
"أنا أظن إنها هي اللي وقفتك عشان ما تخرجش."
رجب (بحزن أكبر):
"من فضلك، أنت أملنا الوحيد."
أسامة كان في حالة من التوتر، وكل شيء حوله أصبح أكثر غموضًا، في مكانٍ لا يستطيع الهروب منه.
---
أسامة (بمكر وهو يحاول تهدئة الموقف):
"شوف، موضوع السحر ده مش شغلي، ولا ليه علاقة بيه. أنا حافظ القرآن كله، فمفيش حاجة هتأثر فيا. يعني افتح الباب أفضل لك، بدل ما أبدأ أقرأ الرقية الشرعية، وصدقني لو حصل ده، هتلاقي إنتو الاتنين ملبوسين، أو جنّ كنتم، والنتيجة هتكون حرقة على طول."
رجب (بجديّة واضحة):
"لا والله، مش إحنا ولا جن ولا شيطان... احنا ناس عاديين، بس الحكاية كده، لازم تسمع مني. حاولت في يوم من الأيام أجيب جن خادم ليا، كان ليه شروط، ورفضت. فطلب مني جسد بشري يسكنه، ووقتها ما كان قدامي غير بنتي، قلت يمكن أوافق، وبعد كده تبقى تحت إمرتي، يمكن أقدر أبعده عنها. لكن اللي حصل بعد كده كان كارثة، لما جيت علشان أبعده، كانت المدة انتهت، وما كنتش عارف. وبعدين زمردة دخلت نامت، وأنا قعدت طول الليل بقرأ كتب وأبحث عن حل... لكن فجأة، سمعت صوت رعد عالي، وبعدها لقيتها بتصرخ من أعماقها، وهي نايمة. حاولت أقرب منها، لكن فجأة، الصندوق ده ظهر فوقها، ولما حاولت أملسه، شعرت بشيء غريب... حاولت بكل قوتي أكسر الصندوق، انتفضت خارج الاؤضه واتقفلت ذى ما انت شايف، حاولت لكن ولا حاجة نفعَت. لحد ما العرافة قالتلي إن الحل عندك، وأنت اللي لازم تفتح القفل ده."
أسامة (بتعجب):
"إزاي؟ يعني، إنت بتقول لي إيه؟"
رجب (بصوت منخفض، بعيون ملؤها الحزن):
"زمردة روحها محبوسة في عالم الجن السفلي، وجسدها في عالم البشر، والحل الوحيد هو أنك تلاقي روحها. لازم تقدر تخرجها."
أسامة (وهو يضحك ساخرًا):
"بصراحة... القصة دي غريبة جدًا. شبه قصص الخيال كده! أكيد لو حكيت لولاد اختي، هيحبوا الحكاية دي. قصة ساحرة من قصص الأطفال... صراحة مش مصدق!"
"قرر أسامة الخروج ولكن عند وصوله إلي الباب أغلق بشدة،وتراجع أسامه إلي الخلف في خوف
نظر إلي رجب والعرافة رأهم ينظرون نحو الباب بصدمه.
رجب بصدمه:
مستحيل! أزاي!يعني هنفضل محبوسين هنا!ونظر إلي العرافه ألتي قالت وهي تنظر إلي أسامه:
انت إلي هتقدر تخرجنا،لازم تقرر دلوقتي هتتجوز زمرد ولا لا
رجب (بصوت صارم، وقد بدا عليه التوتر):
"إحنا مش بنهزر! لو ما ساعدتنيش، هنفضل محبوسين هنا طول العمر. ده مش لعب، ده حقيقي... أنت أملنا الوحيد.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (بقلم آية الفرجاني) اسم الرواية